لبنان...الحريري يأخذ المبادرة: الأمر لي في تأليف الحكومة والتيار العوني: العُقد ليست عندنا..«أم العقد»: تعطيل... ولا تعجيل.. الحريري متفائل وبرّي لا يلمس إيجابيات...«سيدة الجبل»: لتكن الأمم المتحدة وسيطاً...موفد روحاني في بيروت: لبدء التفاوض حول اليمن وإطلاق اللجنة الدستورية في سورية مع المعارضة...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 تموز 2018 - 6:57 ص    عدد الزيارات 2787    القسم محلية

        


الحريري يأخذ المبادرة: الأمر لي في تأليف الحكومة والتيار العوني: العُقد ليست عندنا.. وجنبلاط يتجاوب مع باخرة «سلطانة ضومط»...

اللواء... بدأ الأسبوع الطالع بمواقف ذات تأثير على الوضع العام:

1 - الرئيس المكلف سعد الحريري جاهر بموقف جديد، لكنه معروف: «انا من يشكّل الحكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية وكل الكتل والأحزاب، هم ممثلون في الحكومة، وبناء على ذلك اقوم بالاتصالات وبنتيجتها اقابل رئيس الجمهورية ميشال عون ونتشاور ونصدر التشكيلة» خلال أسبوع أو أسبوعين.

2 - التيار الوطني الحر، قال ان المشكلة ليست عنده، بل هي عند «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي، وسنّة 8 آذار، وهو أي التيار قدّم كل التسهيلات الممكنة.

3 - تؤكد المصادر ان معطيات اللقاء بين الرئيس المكلف ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لم تنضج بعد، وعليه، فزيارة الأوّل إلى بعبدا لم تنضج بعد.

4 - اعتبار النائب وائل أبو فاعور ان المشكلة هي لدى رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، وليست في أي مكان آخر.

الحريري: الحكومة خلال اسبوعين

وعلى الرغم من العقد المستحكمة بعملية التأليف بقي التفاؤل ونفي ما يقال ويتردد عن التجاذب والخلافات، وهذه المرة على لسان الرئيس المكلف الذي أعلن للمرة الأولى منذ تكليفه قبل ثمانية أسابيع، عن مواعيد لولادة الحكومة العتيدة، محددا هذا الأمر بأسبوع أو أسبوعين، على الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن هذه المواعيد غير واقعية، ولم يكن القصد منها سوى إشاعة أجواء من التفاؤل لطمأنة الرأي العام اللبناني والدولي، ولا سيما المجتمع الدولي الذي يواصل ضغوطه على المسؤولين للإسراع في تشكيل الحكومة، قبل خسارة كل المساعدات التي وعد بها لبنان ضمن مهل محددة. وبحسب مصادر مطلعة، فإن العقد، ولا سيما المسيحية والدرزية، ما زالت تراوح مكانها، ولم يتم تسجيل أي تقدّم على هذا الصعيد، وان بقيت اللقاءات والمشاورات الخجولة مستمرة، وكان آخرها اللقاء الذي جمع مستشار الرئيس الحريري الوزير غطاس خوري وعضو «تكتل لبنان القوي» النائب الياس بوصعب، والذي وصف بأنه كان محاولة لكسر الجمود في مشاورات تأليف الحكومة وفتح كوة في جدار العلاقة المتأزمة بين الرئيس المكلف و«التيار الوطني الحر». وتم في خلال اللقاء التباحث في مجموعة من النقاط الآيلة إلى تسهيل تشكيل الحكومة ومعالجة العقد التي تؤخّر التشكيل والتي تعني غالبية الأطراف السياسية وهي قيد المتابعة. واتفق الطرفان، بحسب بيان وزعه إعلام تيّار «المستقبل» ان يُصار إلى وضع الرئيس الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بالاقتراحات المطروحة، والعودة إلى لقاء آخر اليوم. اما الرئيس الحريري، فأكد في دردشة مع الصحافيين، ان التواصل مستمر مع الجميل، وان شاء الله سينتج هذا التواصل هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل حكومة، مشيرا إلى ان لا شيء يمنع لقاء الوزير باسيل، فنحن لسنا متخاصمين، وليس هناك من تباعد بيننا، أو من خلاف، لكنه أكّد من ناحية ثانية، انه هو الرئيس المكلف وهو الذي يُشكّل الحكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية ونقطة على السطر، وقال: «كل من يعتقد انه هو من يُشكّل الحكومة يكون مخطئاً، فأنا من يشكلها بالتوافق مع الرئيس عون، وكل الأفرقاء الآخرين من الأحزاب والكتل سيكونون في الحكومة». ولفت الرئيس الحريري الى ان اجواء الجميع توحي ان هناك ايجابية في التعاطي في ملف الحكومة، مشددا على ضرورة البناء على هذه الايجابية خصوصا ان الامور غير مقفلة، نافيا ان تكون هناك عقد، لكنه اشار الى ان الامور تحتاج لبعض الوقت لترتيب الوضع، ومؤكدا ان الاجواء الراهنة افضل مما كانت عليه الاسبوع الماضي. واعتبر انه ليس هناك من عقدة سنية بالنسبة لتشكيل الحكومة، مشيرا الى ان التواصل مع النائب السابق وليد جنبلاط يجري بايجابية ايضا, وانه سيزور الرئيس عون في وقت قريب، من دون ان يوضح مّا إذا كان هذا اللقاء للتشاور أو انه سيعرض عليه تشكيلة حكومية جديدة.

كتلة «المستقبل»

وجاءت هذه التوضيحات، فيما كانت كتلة «المستقبل» النيابية، تجتمع استثنائياً أمس في «بيت الوسط» برئاسة الرئيس الحريري، لتدارس المهمات التي ستوكل لأعضاء الكتلة على مستوى العمل التشريعي، واتخذت في هذا الشأن القرارات اللازمة. واطلعت الكتلة من الرئيس الحريري، بحسب ما جاء في بيانها على مستجدات الوضع الحكومي، وما آلت إليه المشاورات المعلنة وغير المعلنة من نتائج، وعبرت عن ارتياحها للمسار المعتمد والذي لا بدّ ان ينتهي إلى تشكيل الحكومة، وانطلاق عجلة العمل بورشة الإصلاح المطلوب، وشددت على أهمية توسيع نطاق التعاون مع الرئيس المكلف، والتزام مقتضيات التهدئة السياسية وتجنب الخوض في سجالات تنعكس سلباً على مساعي التأليف. ولفت الانتباه في بيان «الكتلة» اشارتها إلى ما سبق ان أعلنه الوزير باسيل من مواقف في زحلة قبل يومين، بخصوص مسألة العلاقات اللبنانية- السورية، مؤكدة بأن الخوض في هذه المسألة هو في غير محله، وان مجلس الوزراء هو الجهة المخول تحديد السياسات ومسار العلاقات، خصوصا في ما يتصل بالملفات الخلافية على غير صعيد، ومنها ملف النازحين السوريين وإن كان بيان «الكتلة» لم يشر إليه، كما لم يشر إلى الوزير باسيل بالاسم. اما الرئيس نبيه برّي فقد جدد امام وزاره التأكيد بأن لا شيء على خط تشكيل الحكومة، لكنه أمل بأن تؤلف بشكل سريع، موضحاً بأن العقدة الأساس ما تزال العقدة المسيحية.

جلسة انتخاب اللجان

وفي المناسبة، أكّد الرئيس برّي امام زواره، ان كلا المواضيع حلت بالنسبة إلى جلسة انتخاب رؤساء ومقرري وأعضاء اللجان النيابية، التي ستعقد اليوم، كاشفاً عن تراجع «حزب الله» عن مطالبته برئاسة لجنة الاشغال، وانها ستبقى مع تيّار «المستقبل» موضحا ان بعض التعديلات قد حصلت على بعض اللجان، على ان تجري قبل انعقاد الجلسة مشاورات واتصالات لحسم المواضيع بشكل كامل. وتشير المعلومات الأوّلية الى «ان خريطة رؤساء اللجان باتت شبه مُنجزة بابقاء القديم على قدمه، بعد اجتماعات هامشية عقدت على محور الكتل- ومن ضمنها كتلة «التحرير والتنمية» وكتلة «المستقبل» التي حددت خياراتها بالنسبة لمرشيحها في اللجان- لا سيما لجهة لجان، المال والموازنة التي ستبقى من حصة «التيار الوطني الحر» وللنائب ابراهيم كنعان، والدفاع الوطني من حصة تيار «المستقبل» وللنائب سمير الجسر، ولجنة الأشغال والطاقة والمياه والتي كانت موضوع خلاف لان كتلة الوفاء للمقاومة ترغب بها- ستنتقل الى النائب نزيه نجم من «المستقبل»، فيما ستكون لجنة الادارة من حصة «القوات» ولصالح النائب جورج عدوان، ولجنة الصحة للمستقبل للنائب عاصم عراجي، والتربية للنائب بهية الحريري، ولجنة الخارجية للنائب ياسين جابر، والإعلام ستبقى من حصة «حزب الله» بين النائب حسن فضل الله او نائب آخر من الكتلة تردد انه النائب حسين الحاج حسن، وستكون لجنة شؤون المهجرين من حصة النائب الارمني الكسندر ماطوسيان، والبيئة ستبقى مع كتلة «اللقاء الديموقراطي» بين النائب مروان حمادة الاكثر ترجيحا والنائب اكرم شهيب اذا حسم عدم توزيره، وتبقى لجنة الرياضة مع التيار الوطني الحر للنائب سيمون ابي رميا ، ولجنة تكنولوجيا المعلومات من حصة النائب نديم الجميل، ولجنة الزراعة من حصة النائب ايوب حميد، اما لجنة المراة والطفل والتي كانت من حصة «التيار الوطني» فلم تحسم بعد بين النساء النواب الستة– والتي لـ«المستقبل» حصة الاسد فيها في حين يغيب العنصر النسائي عن «التيار الوطني».

الباخرة الثالثة

على صعيد آخر، حلت أزمة الباخرة التركية الثالثة لتوليد الطاقة الكهربائية، والتي كادت ان تُهدّد باشتباك سياسي جديد بين الحزب الاشتراكي و «التيارالحر»، على خلفية التلوث الذي يُمكن ان تحدثه الباخرة لمنطقة الجية وإقليم الخروب، إذ أبلغ الرئيس الحريري وزير الطاقة سيزار أبي خليل في اتصال هاتفي انه تحدث إلى رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور، في شأن الباخرة المذكورة، وتبلغ منهما استعدادهما لتسهيل هذه العملية. وكانت الباخرة التركيةEsra  المخصّصة لتوليد الطاقة الكهربائية، مُنعت صباح امس من الدخول إلى حرم معمل الجيّة الحراري، لربطها بشبكة المعمل بعدما استكملت كل التجهيزات التقنية والفنية لدخولها، وبعدما وصلت إلى حدود المعمل، تبلغت من السلطات المعنية والمختصة، عدم السماح لها بالدخول إلى حرم المعمل بحجة عدم الترخيص لها، وبنتيجة مفاوضات واتصالات تراجعت الباخرة بعدما سحبها طَرّاد بعيداً من المعمل. إلا ان الوزير أبي خليل، عزا تعثر دخول الباخرة إلى معمل الجية إلى الطقس وارتفاع سرعة الهواء، وليس البطولات عبر الإعلام، حسب تعبير أبي خليل الذي أوضح انه تقرر ربط المعمل القائم المجاني في الجية، لأنه سيحل مشكلات كبيرة في التغذية جنوباً، وسيزيدها في كل لبنان بمعدل ساعتين، اما ربطها في الذوق فلا يزيد التغذية الا في كسروان، علما ان أبي خليل لوح خلال مؤتمره الصحفي بنقل الباخرة إلى معمل الزهراني في الجنوب، بناء لمطالبات نواب «حزب الله» إذا ما استمر رفض أهالي الجية لها. ولاحقاً، غرد جنبلط عبر تويتر قائلاً: «كون السفينة العثمانية «سلطانة ضومط» وصلت من خلال فتوى مبهمة لمجلس الوزراء، أنصح بأن نتعامل مع هذا الأمر الواقع بمرونة وان نشترط زيادة تزويد الإقليم بالطاقة، وان لا يكون هذا الحل على حساب معمل جديد في الجية للدولة، حذار من التلوث وفي هذا المجال من يزوّد المعامل بالفيول العاطل؟». وسيعقد اليوم اجتماع في مكتب وزير الطاقة مع المجلس البلدي لبلدة الجية والمخاتير وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني، ونواب المنطقة للتداول في مسألة الباخرة من زاوية ان لا تؤخذ كصفقة وألا يكون على حساب صحة النّاس.

«أم العقد»: تعطيل... ولا تعجيل.. الحريري متفائل وبرّي لا يلمس إيجابيات

الجمهورية....فتِح الأسبوع على وعدٍ جديد بولادة وشيكة للحكومة العالقة منذ نحو شهرين على حلبة «حرب الأحجام»، المحتدمة بين القوى السياسية. وعدٍ رسَم الكثير من علامات الاستفهام حول ما أوجَب إطلاقه، وحول «الأساس الإيجابي» الذي ارتكز عليه، خصوصاً أنه سقط على مشهد حكوميّ مقفَل بعقَد مُستحكمة تستفحل على مدار الساعة، ولم تجد سبيلاً إلى فكفكتها بعد، إلّا إذا كان هذا الوعد الجديد عنواناً لجهد مضاعف ومكثّف قرّر الرئيس المكلّف سعد الحريري أن يبذله خلال الأيام المقبلة. عملياً، لا جديد في الصورة الحكومية سوى نيّات يجري التعبير عنها بين حين وآخر، ولكن بلا ترجمة فعلية تُتبع الاقوال بأفعال تدخل الحكومة الضائعة حتى الآن، الى غرفة الولادة. وفي هذا الجو المقفل، بادَر الرئيس المكلف سعد الحريري الى حَقن مسار التأليف بجرعة تفاؤلية بقرب ولادة الحكومة خلال 15 يوماً. واذا كان الرئيس المكلف، اكتفى بهذا الوعد المقتضب، فإنّ أوساطاً قريبة منه اكدت لـ«الجمهورية» انّ «ما كان ليقول ما قاله لو لم يكن واثقاً من كلمة يقولها، ومن هنا فإنّ الاسبوعين المقبلين حاسمان على صعيد التأليف، هناك عمل حثيث سيحصل، وستخبر النتائج عن نفسها بنفسها، ويؤمل ان تظهر الايجابيات في القريب العاجل». على انّ هذا العمل الحثيث، سيدور بطبيعة الحال ضمن ما بات يُعرف بحلقة التعقيدات التي تبدو انها أصلب من ان تتمكن جهود الحلحلة من أن تخترقها. وخصوصاً العقدة الاساس، والتي وصفها بري بـ«أم العقد» القائمة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية». وبحسب المعلومات، انه اذا كانت جهود الحريري على خط «القوات» قد شهدت بعض الليونة من قبلها، الّا انّ الترقّب حالياً هو لِما سيتوَلّد عن التواصل المنتظر بين الرئيس المكلف ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل. إلا ان اجواء مطبخ التأليف، تشير الى عدم نضوج اللقاء، وإتمامه عالق بين تفسير يقول بأنّ اللمسات الاخيرة توضع لعقده قريبا، وتفسير آخر يقول بأنّه عالق عند عدم توافر ظروف نجاحه حتى الآن. وبحسب المعلومات، فإنّ الامور جامدة عند ما انتهت اليه بعد لقاءي الحريري مع رئيس حزب القوات سمير جعجع، والنائب السابق وليد جنبلاط. واللافت فيها الليونة التي أبدتها «القوات اللبنانية»، عبر استعدادها للتجاوب، وطبعاً ضمن ما يؤكد موقعها وحجمها والنتائج التي أفرزتها الانتخابات. وتشير المعلومات الى انّ التعقيد زاد اكثر، مع عدم تجاوب باسيل مع اقتراح - قيل انّ «القوات» لا تمانعه - يقول بإسناد 4 حقائب وزارية لـ«القوات». مع كلام تسرّب من بعض زوايا التيار يعتبر انّ حصة «القوات» هي دون الاربعة وزراء. وربما هذه العقدة هي التي دفعت رئيس القوات الى القول: «اننا لم نغادر نقطة الصفر لكي نقول اننا تقدّمنا او تأخرنا». ويبدو انّ العقدة الدرزية تفاعلت اكثر، بعد صدور اصوات هجومية من محيط التيار في اتجاه جنبلاط، الذي اكدت اوساطه لـ«الجمهورية»: «لا علاقة لأحد بالتمثيل الدرزي خارج البيت الدرزي، وليعرف كل طرف حجمه ويقف عنده». وقالت: «الكرة ليست في ملعبنا، بل في ملعب الرئيس الذي عليه ان يقنع حزبه بالتواضع. هناك مشكلة عميقة جداً بيننا وبين التيار، والسبب انّه مُصرّ على ان يبقى في الماضي، ويتصرف على هذا الاساس. نحن أقفلنا تلك الصفحة بالمصالحة، ونقتدي بالطائف كعنوان للحفاظ على لبنان، ونلتزم به نصاً وروحاً، هكذا نفهم الطائف ويبدو انهم يفهمونه بطريقة اخرى».

جنبلاط لـ«الجمهورية»

على أنّ الاشتباك بين التيار والحزب الاشتراكي توسَّع من الحصّة الدرزية في الحكومة إلى ملف عودة النازحين. حيث اعتبَر جنبلاط أنّ عودة القِسم الاكبر منهم متعذّرة في ظلّ وجود القانون رقم 10، محذّراً من الوقوع في الأفخاخ التي ينصبها البعض. وردّاً على إعلان باسيل عن قُرب عودة الحياة السياسية والاقتصادية إلى طبيعتها بين لبنان سوريا، اعتبَر جنبلاط أنّ أصحاب هذا الطرح يَستقوون بالظروف التي ساعدت بشّار الأسد على استعادة درعا، للعودة إلى أيام الماضي، ثمّ يكلّمونك عن السيادة والاستقلال. وعمّا إذا كان يعتقد أنّ من مسؤولية الحكومة المقبلة أن تبحث في ما إذا كان يتوجّب عليها خوضُ حوار مع الحكومة السورية؟ أجاب جنبلاط: هناك طرَف هو «التيار الحر» لا ينتظر الحكومة أو غيرَها، بل إنه يرسِل منذ فترة طويلة وزيراً إلى دمشق بانتظام كلّ اثنين.. لقد استملكوا الدولة اللبنانية واستولوا عليها.

برّي: أم العقد

وعلى الرغم من حماوة العقدة الدرزية، فإنّ الرئيس بري لا يرى انّها من النوع الذي يمكن أن يستعصي على الحل وإيجاد مخارج لها، لكنّ المشكلة الأكبر في رأي رئيس المجلس، والتي ما زالت ثابتة على خط التفاقم، هي بين «القوات» و»التيار»، حيث تبرز ما يمكن أن يسمّيها بري «أم العقد». وإذ أشار بري الى «محاولات جَرت لحلحلة هذه العقدة الا انها فشلت». رد على كلام الحريري عن ولادة الحكومة خلال اسبوعين، وقال: «اتمنى ان تولد الحكومة اليوم قبل الغد، وبعد اسبوع وليس بعد اسبوعين. المهم ان تولد في القريب العاجل». وعمّا اذا كانت ثمّة ايجابيات ملموسة على خط التأليف، قال بري: حتى الآن لا يوجد اتفاق على شيء، وانا لا ارى شيئاً ايجابياً، بل لم أر شيئا ايجابياً، لأننا منذ اسبوعين وحتى الآن لم «نضرب ضربة منيحة»، بمعنى اننا لم نتقدم اي خطوة. أضاف: قالوا إنني متفائل بولادة وشيكة للحكومة، لقد قوّلوني اموراً لا علاقة لي بها. قالوا اني متفائل بولادة الحكومة وانا لا دخل لي بهذا التفاؤل لا من قريب او من بعيد. أكون متفائلاً في حالة واحدة وهي ان ألمس بيدي، وحتى الآن لا ألمس اي ايجابية، وليس في يدي ما يدفعني الى التفاؤل والقول إنّ الاجواء ايجابية، فلننتظر فربما نرى إيجابيات. ورداً على سؤال، قال بري: «جلسة التشاور النيابي حول الاسباب التي تؤخر تشكيل الحكومة ما زالت قائمة، اليوم سيتم انتخاب اعضاء اللجان النيابية لإطلاق عجلة المجلس النيابي، وسأنتظر اسبوعاً مثلاً او فترة قصيرة، حتى اذا ما تَعثّر تشكيل الحكومة خلالها، فإنني سأبادر الى الدعوة الى هذه الجلسة التشاورية، التي قد تكون عاملاً مساعداً ومحفّزاً على التعجيل بالتشكيل وكسر حلقة المماطلة والتعطيل».

باسيل وبكركي

الى ذلك، علمت «الجمهورية» أنّ باسيل اتصل أمس بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي عبّر لباسيل عن رغبته في تأليف الحكومة سريعاً وتسهيل مهمة الرئيس المُكلّف. وكشفت مصادر بكركي لـ«الجمهورية» أنّ الراعي شدّد لباسيل على «دور كل طرف في المساهمة في تسهيل مهمة التأليف»، واعتبر «أنّ المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق الحريري لكي يشدّ يده في هذا الإطار». وأشارت إلى أنّ «باسيل كان متجاوباً، ولديه الإرادة والرغبة في تسهيل التأليف، وليس هاوياً وَضع عقد وعراقيل»، وأكدت أنّ حديث الراعي مع باسيل «سيُستكمل لاحقاً». وقالت المصادر: إنّ بكركي تعتبر أنّ من يُسهِّل تأليف الحكومة اليوم يكون «أم الصبي»، وإلّا سنشكّ في أمر الجميع، لأنّ الوضع لا يتحمّل الإنتظار، وأنّ هناك حلولاً ترضي الجميع، لكنها تتطلّب قليلاً من التواضع والتنازل والتضحية».

خريطة اللجان

من جهة ثانية، يعقد المجلس النيابي اليوم جلسته الانتخابية الثانية، بعد الأولى التي انتخب فيها هيئة مكتبه في 23 أيار الماضي، وتخصّص جلسة اليوم لتأسيس ما يعرف بـ«المطبخ التشريعي»، بانتخاب اعضاء اللجان النيابية، وهذا يعني إطلاق العجلة المجلسية والانطلاقة الفعلية للولاية المجلسية. ويفترض ان تكون جلسة اليوم التي سيترأسها بري، قصيرة نسبياً، خصوصاً انّ التوافق المُسبق بين القوى السياسية على اختلافها، والذي حكم وضع مسودة اللجان، قد لا يطيل أمد الجلسة لأكثر من ساعة، وربما أقل من ذلك بكثير. واللافت في خريطة اللجان، أنّ رئاساتها توزّعت بشكل اساسي على الكتل الكبرى في المجلس: كتلة الحريري، كتلة بري، كتلة «حزب الله»، كتلة لبنان القوي، وكتلة جنبلاط، حيث جاءت على النحو الآتي:

- لجنة المال والموازنة: النائب ابراهيم كنعان (لبنان القوي) رئيساً، والنائب نقولا نحاس (كتلة ميقاتي) مقرراً.

- لجنة الادارة والعدل: النائب جورج عدوان (القوات اللبنانية) رئيساً، والنائب نواف الموسوي (حزب الله) مقرراً.

- لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين: النائب ياسين جابر (كتلة بري) رئيساً، النائب آغوب بقرادونيان (لبنان القوي) مقرراً.

- لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه: النائب نزيه نجم (المستقبل) رئيساً، النائب حكمت ديب (لبنان القوي) مقرراً.

- لجنة التربية والتعليم العالي والثقافة: النائب بهية الحريري (المستقبل) رئيساً، النائب اسعد درغام (لبنان القوي) مقرراً.

- لجنة الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية: النائب عاصم عراجي (المستقبل) رئيساً، ولم يتم التوافق بعد على إسم المقرر.

- لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات: النائب سمير الجسر (المستقبل) رئيساً، النائب انور الخليل (كتلة بري) مقرراً.

- لجنة شؤون المهجرين: النائب جان طالوزيان (القوات) رئيساً، النائب محمد نصرالله (كتلة بري) مقرراً.

- لجنة الزراعة والسياحة: النائب ايوب حميد (كتلة بري) رئيساً، النائب قيصر المعلوف (القوات) مقرراً.

- لجنة البيئة: النائب مروان حمادة (اللقاء الديموقراطي) رئيساً، النائب قاسم هاشم (كتلة بري) مقرراً.

- لجنة الاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط: النائب نعمة افرام (لبنان القوي) رئيساً، النائب علي بزي (كتلة بري ) مقرراً.

- لجنة الاعلام والاتصالات: النائب حسين الحاج حسن (حزب الله) رئيساً، النائب طارق المرعبي (المستقبل) مقرراً.

- لجنة الشباب والرياضة: النائب سيمون ابي رميا (لبنان القوي) رئيساً، النائب علي المقداد (حزب الله) مقرراً.

- لجنة حقوق الانسان: النائب ميشال موسى (كتلة بري) رئيساً، النائب رولا الطبش (المستقبل) مقرراً.

- لجنة المرأة والطفل: النائب عدنان طرابلسي (سنة المعارضة) رئيساً، النائب بولا يعقوبيان (مقرراً).

- لجنة تكنولوجيا المعلومات: لم يحسم أمر رئيسها ومقررها بعد. على أن يتمّ ذلك خلال الجلسة اليوم.

«سيدة الجبل»: لتكن الأمم المتحدة وسيطاً

بيروت - «الحياة» ... استغرب «لقاء سيدة الجبل» في موقف له «إصرار «القوات اللبنانية» و «التيار العوني» على «محاولة إقحام الكنيسة في محاصصات سياسية فئوية تبعدها عن الهموم الوطنية، واستغلال سعة صدر بكركي الذي يتسع للجميع»، مؤكدة أن بكركي «لجميع اللبنانيين وفوق كل المناكفات السياسية الفئوية، والخلاف القائم اليوم بين الحزبين المارونيين من طبيعة سلطوية- بين من اقتنع أن السلطة تؤخذ من خلال التسليم بسياسة «حزب الله» ومن أراد إقناع نفسه وإقناعنا بمقولة «وهمية» مفادها أن وحدة المسيحيين تصنع سلطة. أما الحقيقة فهي أن لا سلطة إلا من خلال وحدة جميع اللبنانيين». وتوقف اللقاء عند «بقاء بشار الأسد كأمر واقع في سورية»، مطالباً «أهل السلطة بالعمل على جعل الأمم المتحدة الوسيط العملي بين حكومة لبنان ونظام الأسد لحل الأمور العالقة، وعلى رأسها موضوع النازحين، تجنباً لتحويل العلاقة مع النظام في دمشق إلى مادة خلافية إضافية بين اللبنانيين. وأعلن «اللقاء» عن العمل على «تشكيل إطار وطني جامع يرتكز إلى الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية للحفاظ على الجمهورية وحصرية السلاح في يد الدولة»..

موفد روحاني في بيروت: لبدء التفاوض حول اليمن وإطلاق اللجنة الدستورية في سورية مع المعارضة

بيروت - «الحياة» ... أكد المبعوث الخاص للرئيس الإيراني مساعد وزير الخارجية حسين جابر الأنصاري من بيروت أنه «من الأولويات الأساسية الموضوعة للبحث، ليس فقط لإيران بل ينبغي أن تكون لكل دول المنطقة، المسارعة إلى إيجاد حلول سياسية لكل الأزمات والملفات الإقليمية الملتهبة». وأعلن أنه «مكلف رسمياً متابعة المفاوضات السياسية لحل الأزمتين السورية واليمنية». وقال إنه وضع «المرجعيات السياسية اللبنانية في كل التطورات والمستجدات المرتبطة بحل الأزمة السورية سواء في سوتشي أو الآستانة». وكان الأنصاري جال على رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري والمكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، مسلماً رسالة إلى عون «تحمل في طياتها»، كما قال: «بعدين أساسيين. الموضوع الأول يتركز على شرح الجهود السياسية التي تقوم بها إيران خلال هذه المرحلة مع بقية شركائها في ​ملف الإتفاق النووي​ للمحافظة عليه على المكتسبات السياسية والاقتصادية لإيران. وتركز الجهود والمفاوضات السياسية التي تخوضها إيران على مواجهة السياسة الأميركية الآحادية المعتمدة ومواجهة خروج ​أميركا​ من الإتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الدول الغربية والأوروبية وتمت الموافقة عليه من قبل ​مجلس الأمن​«. وقال المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري أن عون تسلم من الأنصاري «رسالة شفوية من الرئيس الإيراني حسن روحاني عن التطورات الأخيرة المتصلة بالاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، والاتصالات التي تجريها بلاده لمعالجة تداعيات القرار الأميركي الآحادي، واطلع أنصاري رئيس الجمهورية على المساعي التي تبذلها بلاده للوصول إلى إتفاق سياسي للأزمة السورية من خلال اللقاءات المتوقعة بين أطراف هذه الأزمة». ونقل الأنصاري حرص الرئيس الإيراني «على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وإيران وتطويرها». وأسف عون «لإنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي الذي كان اعتبره لبنان ركناً أساسياً للاستقرار في المنطقة، ويسهم في جعلها منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل». ونوه عون بـ «الجهود التي تبذلها إيران للمساعدة في إنهاء الأزمة السورية»، لافتاً إلى «أن من شأن تحقيق هذا الأمر تسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم». وقال الأنصاري بعد مقابلة بري إن في رسالته إلى المسؤولين اللبنانيين «تأكيد الجمهورية الإسلامية على معاني الصداقة والتعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة في هذه المنطقة وفي العالم. وبطبيعة الحال نركز على العلاقات الأخوية مع لبنان الشقيق». واعتبر أن «هذه المنطقة ملك لدولها ولشعوبها ولا بد لهذه الدول والشعوب من أن تتضامن وتتحد وتتقارب للدفاع عن مستقبلها ومصيرها». وعن الأزمة السورية، قال: «قدمت تقريراً مفصلاً بأن الجمهورية الإسلامية تضع في سلم أولوياتها مسألة متابعة العملية السياسية التي ستؤدي إلى الحل السياسي المنشود في سورية. ونعمل من خلال المفاوضات التي نجريها مع الأمم المتحدة والدول الضامنة الثلاث على إيجاد المقدمات اللازمة لانطلاق عمل اللجنة الدستورية التي ستدرس الإصلاحات التي يجب أن تدخل على الدستور في سورية». وشدد المسؤول الإيراني «على أن الدور الأساسي الذي تقوم به الدول الضامنة الثلاث من جهة والأمم المتحدة من جهة أخرى، هو الدور المساعد لانطلاق عمل اللجنة الدستورية، ولكن الدور الأساسي والفاعل يقوم به الأطراف السوريون سواء كان الدولة أم المعارضة أو قوى المجتمع المدني، لأن هذه المسألة تدخل في إطار السيادة السورية ولا يحق لأي طرف خارجي أن يفرض وجهة نظره في هذا المجال». وقال: «الأمر الآخر الذي نعمل عليه في هذه المرحلة هو توفير المناخات اللازمة والمناسبة التي تضمن عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم الأم. ونعتبر ملف النازحين هو من الملفات الحيوية والأساسية التي في ما لو وفّقنا في إنجازه نكون قمنا بخطوة أساسية في إعادة أجواء الأمن والأمان والاستقرار في كل الربوع السورية». وأشار إلى «ملف آخر نعمل عليه مع شركائنا في شكل جدي في هذه المرحلة، وهو الملف المرتبط بتبادل الأسرى والجرحى، ونعلق أهمية كبرى على هذا الملف الإنساني. ونعتبر أن الدور الأساسي للدولة السورية من أجل حلحلة هذه المشكلات العالقة بمشاركة المعارضة السورية». وعن الأزمة اليمنية قال الأنصاري: «طوال الأشهر القليلة الأخيرة كانت هناك حركة مكثفة من المفاوضات التي جرت بمشاركة الجمهورية الإسلامية والأمم المتحدة وأربع دول أوروبية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. كل هذه المفاوضات التي تجري من شأنها أن توجد الآليات المناسبة لبدء المفاوضات النهائية للازمة اليمنية. وتمنى لـ «لبنان الشقيق أن يشهد مزيداً من الاستقرار والوحدة والتلاقي، ونأمل بعد إجراء الانتخابات النيابية الناجحة أن تشكل الحكومة العتيدة من خلال التوافق السياسي بين مختلف الأطراف. وأؤكد مرة جديدة أن رسالة الجمهورية الإسلامية إلى الجمهورية اللبنانية هي رسالة المحبة والصداقة والتعاون». وشدد الأنصاري​ بعد لقائه باسيل​ على «أنه لا يمكن الحديث عن حل للأزمة السورية من دون عودة النازحين إلى وطنهم». وقال: «في المستقبل القريب سنشهد المرحلة العاشرة من مفاوضات «سوتشي» بمشاركة الدول الثلاث وأطياف المعارضة و​الحكومة​ والتي ستركز على اللجنة الدستورية المنوي إنشاؤها إضافة إلى ​ملف النازحين ونعتقد أن الإسراع في إيجاد حل للأزمة السورية سينعكس إيجاباً ليس فقط على سورية بل على كل المنطقة»، آملاً بـ «أن نشهد ولادة اللجنة الدستورية التي ستساعد في تسريع الحل السياسي وتثبيت الاستقرار».

 



السابق

مصر وإفريقيا..رئيس الأركان المصري السابق عنان في «حال حرجة» بالمستشفى....السيسي يزور الخرطوم الخميس...قانون لمنح الجنسية وآخر لتقييد مقاضاة قادة الجيش..القلق من انتخابات الرئاسة يجمع الخصوم الجزائريين..السبسي يحض الشاهد على الاستقالة لإخراج تونس من أزمة..سلامة يؤكد لمجلس الأمن صعوبة إجراء انتخابات في ليبيا....

التالي

أخبار وتقارير...ترامب لبوتين: الضغط على إيران يوقف عنفها في المنطقة... وأكد انه متفق مع الرئيس الروسي على ضمان أمن إسرائيل....أوروبا ترفض عزل طهران اقتصادياً... وواشنطن لا تقدم إعفاءات من العقوبات...تحقيق للبنتاغون يكشف عن شبكة بريطانية تكنولوجية معقَّدة لـ«داعش» ...أنقرة لن تتراجع عن صفقة «إس 400»...جنرال أميركي: واشنطن مستعدة لمحادثات مباشرة مع {طالبان} ...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,180,569

عدد الزوار: 6,759,318

المتواجدون الآن: 130