لبنان...«ويك إند» الإحتقان الإنتخابي: رصاص وضرب وعنتريات وأفخاخ....إشتباكات سياسية على جبهة الإنتخابات وحوادث متنقّلة...زيارة الجنوب من منظار «حزب الله» و«أمل»..الفتور بين «المستقبل» و«الاشتراكي» إلى معالجة..توجه لانضواء بري وجنبلاط في تكتل نيابي واحد بعد الانتخابات..الحملات الانتخابية تكشف «المستور»... و«حزب الله» يبقّ البحصة...استياءٌ عارم من تقديم مفتاح «عاصمة الموارنة» في لبنان إلى نصرالله..

تاريخ الإضافة الإثنين 23 نيسان 2018 - 5:54 ص    عدد الزيارات 2550    القسم محلية

        


«ويك إند» الإحتقان الإنتخابي: رصاص وضرب وعنتريات وأفخاخ..

إحتجاج كسرواني على تسليم مفتاح القضاء لنصرالله.. والمرّ يتّهم العونيين بالغدر...

اللواء.... اقترب موعد السادس من أيّار (13 يوماً بالتمام والكمال)، واحتدم التوتر الانتخابي من الجنوب إلى الشمال والجبل، وحتى البقاع، وتحوّل إلى عنف منظم: ضرب مبرح (حالة الصحافي علي الأمين والمرشح في الدائرة الثالثة في الجنوب عن أحد المقاعد الشيعية)، إطلاق رصاص (بين مناصري الحزب التقدمي ومناصري الأمير طلال ارسلان) في الشويفات إلى الاشكال الذي حصل مع الرئيس نجيب ميقاتي في القلمون، فضلاً عن إطلاق نار في عكار بين أنصار المستقبل وانصار ريفي. ومن الأحداث التي استدعت الانتباه تزامن إطلاق نار و«آر بي جي» مع هبوط طائرة الرئيس سعد الحريري في قرية البزالية البقاعية، عزتها مصادر شبه رسمية إلى انها ناجمة عن خلافات عائلية في البلدة. وأبعد من يوميات التوتر واشكاله، وحجم الخلافات والتوجهات الجارية، قفزت بقوة إلى الواجهة عملية تسليم رئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش مفتاح القضاء إلى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، والذي قوبل بردود فعل عنيفة، ونفذ حزب الكتائب مساءً وقفة احتجاجية امام الصرح البطريركي في بكركي، فيما اتهم الوزير السابق الياس المرّ التيار الوطني الحر بالغدر، متوقعاً فوز والده، منتقداً حزب الكتائب، ومحذراً تيّار المستقبل ان التحالف مع التيار الوطني لن يستمر.. وليس مضموناً. الا ان وزير الداخلية نهاد المشنوق كشف عن تكثيف التعزيزات الأمنية عبر حوار تلفزيوني على قناة «الجديد»، وذلك قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع، معلناً انه طلب من الأجهزة الأمنية تنفيذ الأمر القضائي ضد المعتدين على الأمين، وانه هو شخصياً بصدد دعوى قضائية ضد المرشح الدرزي في الدائرة الثانية لبيروت رجا الزهيري، واصفاً الاعتداء على الأمين بأنه توجه إلغائي.

إشكالات واشتباكات انتخابية

وهكذا، حفل «الويك اند» بأحداث ساخنة ولم تهدأ بعد الحملات الانتخابية والرسائل السياسية المباشرة الساخنة، بين الفرقاء السياسيين، رغم الدخول عملياً في الاستحقاق الانتخابي يوم الجمعة المقبل باقتراع المغتربين في ست دول عربية، ويوم الأحد الذي سيليه في دول الانتشار الأخرى، في وقت وصلت فيه بعض الماكينات الانتخابية للاحزاب، إلى قناعة بأنها استنزفت كل ما لديها وقامت بما عليها، وهي الآن بصدد اجراء حسابات توزيع الصوت التفضيلي على مرشحي اللوائح، والباقي على الناخبين ليقرروا، وخاصة مع وجود نسبة عالية من الناخبين المترددين أو المستقلين أو اللامبالين تبلغ بين 15 و20 في المائة، وهم يرجح كفة الميزان لهذا المرشح أو ذاك إذا قرروا التصويت وفق قناعاتهم بعيداً عن المؤامرات والتأثيرات التي تستخدمها القوى السياسية. على ان البارز وسط استمرار هذه الحملات والجولات الانتخابية، والتي شملت تقريباً كل لبنان من شماله إلى جنوبه، وجبله وبقاعه، ارتفاع منسوب الاحتكاكات والاشكالات الانتخابية، فضلاً عن تعرض المرشحين لاعتداءات، على غرار ما حصل للمرشح عن الدائرة الثالثة في الجنوب الزميل علي الأمين للضرب من قبل مجموعة من الشباب في بلدته شقرا في قضاء بنت جبيل، أثناء تعليقه صور له مع ثلاثة من معاونيه، نقل على اثرها إلى مستشفى تبنين الحكومي. ووصف الأمين ما حصل بأنه «شكل من اشكال سطوة قوى الأمر الواقع، متهماً عناصر من «حزب الله» بالاعتداء بغية «تعطيل العملية الانتخابية لمنع مساحة الحرية المتاحة لكل مرشّح منافس أو معارض»، واضعاً ذلك «برسم هيئة الاشراف على الانتخابات وبرسم رئيس الجمهورية باعتباره حامي الدستور». وفيما تضامنت مع الأمين شخصيات سياسية وحزبية ومرشحون مثل النائب السيدة بهية الحريري التي اتصلت به مطمئنة ومستنكرة، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والوزير السابق اللواء اشرف ريفي، وتيار «المستقبل» في الجنوب، اعتبر «حزب الله» على لسان مصدر فيه الاعتداء على الأمين بأنه «جزء من الحوادث التي ترافق الانتخابات في القرى والبلدات»، مذكراً بحوادث سابقة رافقت الحملات الانتخابية مثل إطلاق النار على موكب الوزير حسين الحاج حسن والاشكال بين المرشح رجا الزهيري ومناصري تيّار «المستقبل» في الطريق الجديدة، والاعتداء على مكتب لائحة «بيروت الوطن» في كاراكاس. وإلى هذا الحادث، افيد عن اشكال مسلح حصل مساء أمس بين أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني (الوزير طلال ارسلان) امام السراي الارسلانية في الشويفات، تخلله إطلاق نار بسبب مواكب سيّارة ترافقها عادة استفزازات لكن الجيش تدخل وعادت الأمور إلى طبيعتها. ومن الإشكالات الانتخابية أيضاً، ما حصل من توتر في بلدة بلانة الحيصة في عكار بين مناصرين لتيار «المستقبل» والوزير السابق اشرف ريفي، حيث اقدم عدد من الشبان في البلدة المذكورة على قطع الطريق العام الدولية بالاطارات المشتعلة احتجاجاً على زيارة مقررة لريفي إلى البلدة، في إطار جولة انتخابية له مع المرشحين على لائحة «لبنان السيادة» المدعومة منه، الأمر الذي تسبب بتوتر في البلدة تخللته مشادات كلامية وتراشق بالحجارة، وتسبب قطع الطريق بزحمة سير، وحضرت قوة من الجيش عملت على فتح الطريق وإعادة الهدوء.

كسر جليد في جولة الحريري

جاءت كل هذه الإشكالات وغيرها، فيما يبدو أن جنبلاط و«تيار المستقبل» باتا بصدد ترتيب علاقتهما وظهر ذلك في مشاركة النائب وائل ابو فاعور في احد الاحتفالات التي اقامها «المستقبل» يوم السبت في البقاعين الاوسط والغربي خلال جولة الرئيس سعد الحريري، واللقاء الذي تم بين الحريري وابو فاعور في فندق «بارك اوتيل شتورة» حيث اقام الحريري خلال الجولة. ووضعت مصادر متابعة هذا اللقاء في اطار ترطيب الاجواء بين الجانبين تمهيداً للبحث لاحقا في تفاصيل معالجة الامور العالقة، وكسر الجليد بينهما. وأشارت مصادر الطرفين إلى ان الساعات المقبلة ستحمل تطورات إيجابية، لأنه لا يجوز الوصول إلى اليوم الانتخابي الطويل والحال على ما هو عليه قبل اللقاء مع أبو فاعور، لأن ذلك ليس من مصلحة «لائحة المصالحة» التي تجسّد تحالف «التقدمي» مع «المستقبل» و«القوات اللبنانية» في دائرة الشوف عاليه. وتوقعت المصادر ذاتها، ان تتخذ خطوات عملية في اتجاه ترتيب العلاقة بين الطرفين، وبالتالي تكريس التحالف، بحسب ما أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق، قبل توجه الرئيس الحريري إلى مؤتمر بروكسل الذي سيعقد الخميس والجمعة المقبلين. وكان الرئيس الحريري اختتم مساء أمس جولته البقاعية التي استمرت يومين بمهرجان حاشد أقيم في بلدة عرسال، أكد فيه ان كل الاتهامات التي وجهت إلى عرسال بالتطرف ومساندة الإرهاب أصبحت في مزبلة التاريخ، مشدداً على ان عرسال بلدة غير متروكة، ولها رب يحميها، ولكن لعرسال أيضاً دولة مسؤولة عنها، مشيراً «إلى ان العيش المشترك مع المحيط جزء لا يتجزأ من تاريخ عرسال، والخلاف السياسي لا يعني تحويلها إلى خط تماس في المنطقة». وشملت جولة الحريري 13 بلدة بقاعية، بدأت السبت في مجدل عنجر، ثم الصويري والمنارة، والبيرة وجب جنين وقب الياس ومكسة وتعنايل، وانهى هذه الجولة في منزل الوزير جمال الجراح في المرج، وحضر لقاء نسائيا نظمته السيدة الهام محمّد رحال في مطعم «سما شتورة» ثم استكمل جولته أمس الأحد بزيارة بلدتي القرعون وكامد اللوز، ثم زار بلدات لالا وبعلول والسلطان يعقوب وحوش الحريمي وغزة وبرالياس وسعدنايل وتعلبايا وخربة قنافار والفاعور. وشدّد الحريري في كل هذه المحطات على ضرورة التصويت بكثافة للحفاظ على مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعلى مسيرة الاعتدال، مكررا اتهام كل اللوائح المنافسة بانها تستهدف تيّار المستقبل، مؤكدا ان يوم 6 أيّار سيظهر من هو تيّار المستقبل وما هو قرار البقاع.

برّي

في هذا الوقت، أرجأ رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الجولة التي كانت متوقعة له في دائرة صور- الزهراني، معقل نفوذ الرئيس نبيه برّي، واستعاض عنها بجولة في المتن الشمالي، لم تخل من هجوم على خصومه السياسيين ولا سيما المعارضين لخطة التيار في الكهرباء واصفا هؤلاء «بجلابيط» الكهرباء، وان «ثمن هؤلاء هو الانتخابات، وان معارضتهم ستنتهي مع انتهاء الانتخابات. إلا ان الرئيس برّي استبق جولة باسيل بهجوم على «اولئك الذين يقومون بسياحة انتخابية وينفخون في ابواق الفتنة بأن الجنوب بكل قراه هو صخرة للوحدة الوطنية والعيش المشترك وأي رياح طائفية موسمية لن تمر ومن يحمل فيروسات مذهبية نقول له ازرعها في مكان آخر لا الجنوب ولا لبنان يحتمل هذا المرض القاتل والمميت للجميع، الجنوب كان وسيبقى الرئة التي يتنفس منها كل لبنان وحدة ومنعة وعيشاً واحداً ومقاومة لكل المشاريع الفئوية الضيقة.

نصر الله

من جهته، أكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ان الرئيس نبيه برّي هو مرشّح حزب الله وحركة «امل» والمقاومة وسيكون رئيساً لمجلس النواب المقبل، ولا نقاش لدينا في ذلك، مشيرا إلى ان الرئيس بري هو ضمانة وطنية ودوره أساسي في حماية الاستقرار في لبنان. وسيطل السيّد نصر الله، في مهرجان انتخابي آخر غروب اليوم الاثنين عبر الشاشة في»مجمع سيد الشهداء» في الرويس، وستكون كلمته موجّهة لناخبي دائرة كسروان – جبيل.واوضحت مصادر اعلامية في الحزب أن اللقاء كان مقررا اساسا حسب برنامج الاطلالات في المجمع وليس في منطقة جبيل،ولم يتم نقله من جبيل الى الضاحية كما تردد،خاصة ان معظم ناخبي المنطقة يسكنون في الضاحية الجنوبية في المنطقة، وفيها يوضح حزب الله عدم التحالف مع التيار الوطني. وتبقى لنصر الله حسب المعلومات اطلالة مخصصة لدائرة زحلة الاسبوع المقبل، ما لم يقرر غيرها لدائرة بعلبك- الهرمل قبل الانتخابات نظرا لحدة المنافسة الانتخابية هناك.

مفتاح كسروان

تزامناً، اثار تسليم رئيس بلدية جونية جوان حبيش، القريب من التيار الحر مفتاح منطقة كسروان للسيد نصر الله، عبر مرشّح الحزب في جبيل الشيخ حسين زعيتر، خلال احتفال بوضع حجر الأساس للمبنى البلدي المعيصرة في فتوح كسروان، موجة من الانتقادات وردود الفعل من المرشحين نعمة فرام (لائحة التيار) وشوقي الدكاش وزياد حواط (لائحة القوات) الذي غرد بأن «مفتاح كسروان ليس عقاراً او ملك فرد يُمكن التصرف به»، فيما نظم حزب الكتائب وقفة اعتراضية في بكركي احتجاجا على تسليم المفتاح للمرشح زعيتر.

ولاحقا، أوضح حبيش انه لدى انتهائه من كلمته في حفل وضع حجر الأساس لمبنى بلدية المعيصرة، طلب منه رئيس البلدية زهير عمرو تقديم درع باسم البلدية إلى السيّد نصر الله، تبين انه مجسّم مفتاح باسم قضاء كسروان الفتوح». وقال انه فوجئ بذلك، لكنه تفادى الرد حرصا على المقامات والمكان وانتهى الأمر. وأضاف بيان حبيش «مع التعبير عن احترامنا لمقام السيّد حسن نصر الله بما يمثل من قيم ومن قناعات عبر عنها اخيرا في العبور نحو الدولة، ان كسروان الفتوح هي لأبناء كسروان وقلبها مفتوح لكل اللبنانيين الشرفاء».

إشتباكات سياسية على جبهة الإنتخابات وحوادث متنقّلة

الجمهورية...حملت الساعات الـ 48 الماضية استنفاراً انتخابياً لافتاً، في ظل مؤشرات تَشي باحتدام المعارك على جبهة المرشحين اكثر فأكثر في الفترة الفاصلة عن موعد إقبال الناخبين على الاقتراع في 6 أيار المقبل. وقد سلك الخطاب الانتخابي مساراً إنحدارياً بعيداً من اجواء الرقي والحضارة، وعلى نحو لم يشهد له لبنان مثيلاً في تاريخ الانتخابات. فما يقوم به فريق السلطة في كل المناطق، هو محاولة مكشوفة لقلب الحقائق واستغلال النفوذ على كل المستويات والصعد. إلّا انّ ذلك لن يبدّل حتماً في اقتناعات الناخبين الذين أخذوا خياراتهم، ما هال أهل الحكم، فلجأوا الى استغلال كل الامكانات المتاحة امامهم والى تسخير بعض الاجهزة الامنية والادارية للضغط بغية تغيير هذه الخيارات. ولكن فاتهم أنّ 6 أيار بات قريباً، وأنّ الناخبين لن يتأثروا بكل محاولات الترهيب والترغيب ولن يخضعوا للإغراءات بل سينصفون من وقف الى جانبهم. قبل أقل من أسبوعين على موعد الانتخابات، تنقّلت حوادث أمنية بين الشمال والجنوب، وتمثلت باعتداءات وتضييقات على بعض المرشحين. ففي بلدة بلانة الحيصا - عكار، قطع شبّان الطريق العام الدولية بالاطارات المشتعلة، احتجاجاً على زيارة مقررة للواء اشرف ريفي للبلدة في إطار جولة انتخابية له مع المرشحين في لائحة «لبنان السيادة» التي يترأس، الأمر الذي تسبب بتوتر في البلدة بين مناصري تيار «المستقبل» ومناصري ريفي، تخللته مشادات كلامية وتراشق بالحجارة. وجنوباً، أشارت لائحة «شبعنا حكي» في بيان، الى «تعرّض المرشح عن لائحة «شبعنا حكي» (الزميل) علي الأمين للاعتداء من أكثر من 40 شاباً ينتمون الى «حزب الله» في بلدته شقرا، أثناء نزوله الى الشارع لمشاركة شباب حملته الانتخابية في تعليق اللافتات والصور، في اعتداء سافر ومهين على مرشح لانتخاباتٍ يُفترض أن تكون ديموقراطية، وهذا ما يعكس تخبّط قوى الأمر الواقع وعدم قبولها بأيِّ تغيير في مناطقها». وتلقّى الأمين العلاج في مستشفى تبنين الحكومي، بعدما أصيب بجروح ورضوض وفقدان عدد من أسنانه». وفي الشويفات وقع إشكال مساء امس، تطور إلى اشتباك بالأسلحة الرشاشة بين عناصر من حزبين في المدينة. وعلى الفور، تواصل «الحزب التقدمي الاشتراكي» مع قيادة الجيش والأجهزة الأمنية، لضبط الوضع وإعادة الهدوء إلى المنطقة. وعمل مسؤولون في الحزب وفي «الحزب الديموقراطي اللبناني»، على تطويق الحادث والحؤول دون تطوره.

ميقاتي لـ«الجمهورية»

في هذا الوقت، قالت أوساط الرئيس نجيب ميقاتي لـ«الجمهورية»: «على مسافة اسبوعين من موعد اجراء الانتخابات يبدو أنّ تيار «المستقبل» قد فقد أعصابه. يتحدثون عن لوائح بشّار الاسد في الوقت الذي ينسجون تحالفات اقل ما يُقال فيها انها تحالفات غريبة عجيبة. لائحتنا ليست في موقع الدفاع عن النفس، وهم آخر من يحقّ لهم الحديث عن الهويات السياسية، ويفترض بهم ان يقدّموا هم جردة حساب عن أدائهم في السلطة عن الفترة الماضية، والفترة الراهنة خلال العملية الانتخابية». واضافت هذه الاوساط: «لقد هال «المستقبل» التعاطف الكامل مع الرئيس ميقاتي في طرابلس فدأبَ على تسريب اخبار غير صحيحة، في محاولة مستمرة لتزوير الحقائق، وليس آخرها التسريب عن انّ زيارة الرئيس ميقاتي الى القلمون للتضامن مع نزار زكا لم تكن ناجحة وأنه انتقد أهاليها، وهذا الكلام غير صحيح وهو للدسّ والافتراء ليس الّا. فالرئيس ميقاتي زار القلمون لدعم إطلاق نزار زكا من ايران والتصريح واضح في هذا الموضوع، وتسريبات «المستقبل» لا تقدّم ولا تؤخّر لأنها محاولات مكشوفة من السلطة، وأكبر دليل الى خوفها من نتائج الاقتراع وما يفعله «المستقبل» لن يغيّر في قناعات داعمي «لائحة العزم».

«القوات»

وعلى خط العلاقة المأزومة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، قالت مصادر «القوات» لـ«الجمهورية»: «انّ بعض القيادات في «التيار» وهي معروفة، تعيش عقدة الالتفاف الشعبي حول «القوات» نتيجة ممارستها المستقيمة وطنياً وسياسياً ودستورياً ونيابياً وحكومياً، فقررت مهاجمتها بغية شدّ عصب سياسي في مواجهة «القوات» وتضليل الرأي العام لضرب صورتها السياسية لديه. فكل هذا الهجوم غير المبرّر سياسياً هدفه ضرب صدقية «القوات» لأنّ بعض القوى داخل «التيار الوطني الحر» رأت انّ هناك شعبية واسعة لـ«لقوات»، وارتأت أنها تستطيع عبر مهاجمته الحَد من واقعها الشعبي. بعض قادة «التيار» يعتمدون سياسة تضليلية بالهجوم على «القوات»، فغير صحيح:

• أولاً، لأنّ «القوات» تتهجّم على «التيار»، بل تقارب موضوعياً كل الملفات. لقد وضعت ملاحظاتها على مسألة تتعلق بوزارة الاشغال واعترضت قبلاً على تلزيم البطاقة البيومترية بالتراضي وتحدثت عن موضوع الميكانيك. ولذلك عندما تتكلم عن الكهرباء فلأنه ملف «حرزان» يكبّد الدولة خسائر سنوية كبرى وحلّه يشكّل مدخلاً اساسياً لكل اللبنانيين، وعندما تتحدث عن هذا الملف تتحدث بلسان جميع اللبنانيين الذين يعتبرون انّ الامور في هذا الملف غير مستقيمة. و«القوات» لم تقل انّ «التيار» سارق ولم تتهمه اتهامات محددة، بل اكدت انّ من مصلحة العهد ان يلتزم «التيار» ورئيسه الوزير جبران باسيل بملاحظات إدارة المناقصات لأنّ هذا الملف تحوطه الشكوك، وتبديدها يكون من خلال التزام ادارة المناقصات، ولكن للأسف ما زال بعض قادة «التيار» يتنطّحون ويسعون الى تطبيق مخططهم الذي ترفضه شريحة عظمى من اللبنانيين، فضلاً عن معظم مكونات الحكومة.

• ثانياً، نحن لا نعلم لماذا يهاجم «التيار» «القوات» على موقفها من ملف الكهرباء؟ ولماذا لا يهاجم «حزب الله». هل لأنه حليف الحزب؟ ام لأنه يخشاه ويهابه ويخاف منه؟ موقف «القوات» لا يختلف اطلاقاً عن موقف «حزب الله»، موقف الحزب ضد ملف الكهرباء وقد عبّر عن رفضه مراراً وتكراراً وأكد انه ضد مسار الكهرباء ولم نر «التيار» يتهجّم على الحزب، هل لأنه يخافه؟ يبدو ذلك. ام انّ لديه مصلحة مباشرة معلومة معه في هذا السياق؟.

• ثالثاً، الهجوم على ما تحقق «قواتيّاً» واضح. «القوات» حققت ونجحت، والتفاف الرأي العام حولها، خصوماً وأصدقاء، يظهر انّ المسار الذي سلكته كان في محله. من المؤسف ان تستخدم مقدمة محطة محددة ناطقة باسم التيار «الأورنجي» تعابير وأدبيات من هذا النوع، كأنّ هناك من يريد العودة الى ما قبل المصالحة ونبش القبور من ضمن سياسات عوّدونا عليها للأسف.

لكن كـ«قوات» نحن متمسّكون حتى النهاية بالمصالحة ولا عودة عنها، ونعتبر انّ هذا الهجوم يعبّر عن أزمة سياسية يعيشها «التيار»، وعندما بدأ يتلمّس تراجع شعبيته لدى الناس بدأ يتخبّط يميناً ويساراً في الهجوم على كل القوى السياسية لتصوير وكأنه مُستهدف من الجميع فيما هو يستهدف الجميع زوراً وبطلاناً». وكانت محطة الـ«أو تي في» قالت: «الى ما قبل النوايا والاتفاق، لن تعود عقارب الساعة، أمّا عقارب اللسع السياسي، فلم تتوقف منذ تشكيل الحكومة»... على أرض لبنان كله، لا جهة سياسية فاسدة إلّا «التيار الوطني الحر». وفي شعب لبنان كله، لا شريحة تؤيّد الفساد في السياسة، الّا العونيين. طبعاً، كررت «القوات» أنّ الأمر غير صحيح. لكنّ الأمرَ عند الرأي العام، كان أكثر من انطباع. لماذا لم تُهاجم «القوات» منذ تشكيل الحكومة، إلّا «التيار»؟ لماذا لم تَكشف ما رأته مخالفات، وما اعتبرته خروجاً على القانون، إلّا في الوزارات التي تَسَلّمَها التيار؟ وهل مِن لبناني يصدّق، انّ فريقاً وطنياً كان منفياً، وخاض نضالاً طويلاً عريضاً، تُوّج بانتخاب رمزه رأساً للدولة، مستعد للتفريط بكل تاريخه وحاضره، وحتى المستقبل، بممارسات فاسدة، كما تُروّج «القوات»؟ حتى نُصَدّقكُم، تجرأوا على الاشارة الى وزير مخالف واحد خارج وزراء «التيار»، يقول العونيون، ومعهم جميع اللبنانيين: حتى نتفهّم ما تقولون، سَمّوا جهة سياسية واحدة تخرج على القانون، غير التيار».

«التيار» ـ «أمل»

الى ذلك، تجددت الأزمة بين «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل» التي صَوّب رئيسها نبيه بري في اتجاه رئيس «التيار» من دون ان يسميه، فاستغرب «الإستفاقة المتأخرة عند البعض حول ما يدعون به تحت ذريعة تحصيل حقوق المسيحيين في التمثيل النيابي في الجنوب»، ولفت الى أنه «في العام 1992 كان أوّل من طالب بأن يكون لمسيحيي الجنوب، وخصوصاً في المناطق الحدودية أكثر من مقعد نيابي». وقال: «ليعلم الجميع، وخصوصاً أولئك الذين يقومون بسياحة إنتخابية وينفخون في أبواق الفتنة، بأنّ الجنوب بكلّ قراه هو صخرة للوحدة الوطنية والعيش المشترك، وأيّ رياح طائفية موسمية لن تمر ومن يحمل فيروسات مذهبية نقول له ازرعها في مكان آخر، فلا الجنوب ولا لبنان يحتمل هذا المرض القاتل والمميت للجميع، الجنوب كان وسيبقى الرئة التي يتنفّس منها كل لبنان وحدة ومنعة وعيشاً واحداً ومقاومة لكل المشاريع الفئوية الضيقة».

«التيار» ـ الكتائب

في الموازاة، ظلت جبهة «التيار الوطني الحر»ـ حزب الكتائب مشتعلة، ففيما قال باسيل ان «ليس نحن من عمل على وضع جبل النفايات بل وَرثناه، ونحن من يعمل على المعالجة»، وتبعه النائب ابراهيم كنعان بالتصويب على «الكتائب» معتبراً «انّ نبض الكذب ليس أقوى من الحقيقة لأنها أقوى، و«التيار» هو من صَوّت ضد مَكب الموت في برج حمود وضد خطة النفايات»، رفض رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل الرد على كلام باسيل، لكنه دعاه الى «مناظرة علنية». كذلك دعا جميع رؤساء الاحزاب الى مناظرة «لتكون الحقائق واضحة امام اللبنانيين».

المستقبل ـ الاشتراكي

وعلى خط العلاقة بين تيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي، وفي محاولة ترقيعية، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق من بشامون انّ «تاريخنا واحد مع وليد جنبلاط وتحالفنا لن ينفكّ لأنه معمّد بالدم، وعروبتنا واحدة مهما فعل الآخرون، والغيمة ستعبر، وسيظل للمختارة و«بيت الوسط» عنوان واحد لا عنوانان، وهو شهداء القهر والظلم»، لافتاً الى انّ «معركة بيروت سياسية بامتياز وليست معركة انتخابات».

زيارة الجنوب من منظار «حزب الله» و«أمل»

رعد: أنا لا أتصوّر لبنان من دون خيار وطني مقاوم

الجمهورية... علي داوود.. شكّلت زيارةُ قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتل الى الجنوب محطّ انتقادٍ لحركة «أمل» و«حزب الله». ورافق فوتيل في زيارته وفد من السفارة الأميركية وممثلون عن قيادة الجيش، ومن هناك توجّه مباشرة الى ثكنة زغيب العسكرية حيث عقد اجتماعاً مع قيادة منطقة الجنوب العسكرية شارك فيه كبار الضباط. وأشارت مصادر امنية لـ»الجمهورية» أنّ «الزيارة الى بيروت والجنوب تحمل عنواناً واحداً للاطّلاع على الوضع الامني في منطقة جنوب الليطاني ودور اليونيفل وقدرة «حزب الله» وإمكاناته، وأنها تأتي بعدما برز مشروع قانون جديد تقدّم به عضوان في الكونغرس الأميركي تحت اسم «قانون نزع سلاح حزب الله»، يدعو الى إصدار تحقيقٍ إستخباري مفصَّل عن قدرات الحزب العسكرية والمالية والطرق التي يستخدمها لاستلام السلاح والأموال، إضافة الى تقييم عمل اليونيفل في الجنوب». وأشارت المصادر الى أنّ «زيارته للجنوب اللبناني هي الأولى من نوعها، والتقى فيها قائد منطقة الجنوب العسكرية في الجيش اللبناني، واستمع منه الى شرح مفصَّل حول الوضع في المنطقة الجنوبية المحاذية للمستوطنات الاسرائيلية على ضوء بدء إسرائيل إقامةَ جدارٍ إسمنتي مقابل العديسة وكفركلا والموقف اللبناني منه بعد تشيدها جداراً مقابل الناقورة». وقالت إنّ «الزيارة على صلة بمشروع القرار الذي يعدّه عضوا الكونغرس الأميركي لنزع سلاح «حزب الله». وتحدّث عضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي عن هدف زيارة فوتل للبنان فقال لـ»الجمهورية»: لقد سمعنا أنّ هناك قراراً أميركياً يُعدّ لنزع سلاح «حزب الله» والمقاومة». وأضاف: «نحن في حركة «أمل» وفي «حزب الله» واحد في مواجهة كل التحدّيات والتحالف القائم في الانتخابات النيابية هو تحالفٌ لمواجهة كل التحدّيات لحماية وصون لبنان، نحن نواجه الكثير الكثير من الأخطار بعدما انتصرنا وقدّمنا الشهداء، قرارُ نزع السلاح للمقاومين الشرفاء صدر إبان حرب 2006 ولم يستطيعوا تحقيق هذا الأمر في الحرب وبالقوة العسكرية وبتدمير نصف لبنان، الآن يسعون من خلال قرارات سياسية لنزع هذا السلاح وهذا أمر مطلوب منا جميعاً أن نصمد على كافة المجالات إن كان على كل المستويات السياسية والاقتصادية والجهادية النضالية وعلى وحدة الوطن والحفاظ على تماسكه، نحن مدعوّون جميعاً لمواجهة هذه االتحدّيات. بدوره، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد لـ«الجمهورية»: «أنا لا أتصوّر لبنان من دون خيار وطني مقاوم فهو عودة الى 17 أيار وربما لا يقبل الإسرائيلي الآن بعد السقوط العربي الشروط نفسها التي كان يطرحها في 17 أيار»، معتبراً أنّ «التركيز هو على المقاومة وعلى سلاحها واختصارها بالسلاح». واعتبر رعد أنهم «يريدون اختصارها بمجرد حملة سلاح، وهذا أوّل بند من بنود المؤامرة على المقاومة، المقاومة ليست سلاحاً يُعمل، بل هي خيار، لا أستطيع أن أصفَ حياةً من دون مقاومة لأنّ الأموات وحدهم هم الذين لا يقاومون، الجسم الحيّ هو الذي يقاوم، أنت مقاوم إذاً أنت موجود، أنت مقاوم إذاً أنت حيّ. ومَن نقاوم، نقاوم العدوّ والفساد والطغيان، نقاوم كل المجالات التي تريد أن تطيح بأمننا وبحرّيتنا وبكرامتنا الوطنية». وأضاف: «المقاومة بهذا المعنى هي العزّ وهي التعبير عن الوجود الحقيقي وهي التعبير عن الكرامة الوطنية، لا أفهم أنّ إرهابيين تسهّل لهم الطرقات والمطارات والسفارات من دون أنحاء العالم ليأتوا الى سوريا ويفتعلوا أزمةً دامية مدمّرة في سوريا على مدى 7 سنوات، وهؤلاء تدعمهم قوى النفوذ الدولي والإقليمي. أما الذي يدافع عن أرضه ضد عدوٍّ غازٍ محتلّ يصبح إرهابياً في نظرهم، لا يوجد منطق ولا يوجد معيار للحكم على الاشياء ونحن نعيش للاسف في عالم كما قال سماحة الامام الصدر في عالم تملأه الذئاب». واعتبر رعد أنّ «الدولة التي يريدون بناءَها يريدون أن لا توجد مقاومة بموازاتها، الدولة إذا اردتها دولة قوية تدافع عن سيادتها واراضيها هذه الدولة لا تعيش عشرَ دقائق إن لم تكن هناك مقاومة ومعادلة جيش وشعب ومقاومة تحمي هذه الدولة، فنحن مع الانماء بما يحفظ استقلالية البلد وليس رهن البلد وقراره السياسي للخارج، وهذا الأمر يجب أن نسير فيه بالموازاة مع الحفاظ على عنصر قوّتنا». ورأى أن «التنمية تشمل حتى جيشنا اللبناني، والجيش اللبناني نقول نريد تسليحه، نسلحه بالثياب «ودواليب السيارات، واذا «حنوا» علينا يعطوننا «بواريد» لكن من دون صواريخ مضادة للطائرات ولا يعطوننا طائرات لان المطلوب أمن اسرائيل وممنوع لاحد أن يمسه».

الفتور بين «المستقبل» و«الاشتراكي» إلى معالجة

بيروت - «الحياة» .. قالت مصادر في»الحزب التقدمي الاشتراكي» وأخرى في «تيار المستقبل» لـ «الحياة» أمس، إن الاهتزاز في العلاقة بينهما يتجه إلى المعالجة بعدما شهدت فتورا نتيجة محطات وتراكمات انتخابية عدة الأسبوعين الماضيين، ما جعل كل فريق يقوم بحملاته الانتخابية في شكل منفرد عن الآخر. وتحدثت المصادر عن اتصالات لترتيب اجتماع بين الجانبين قريباً. وكانت أوساط الفريقين الحليفين اعتبرت أن لا مجال أمامهما إلا إعادة ترتيب العلاقة، لأن لا غنى لأي منهما عن الآخر، خصوصاً أنهما باتا مقيدين بالتحالف على لوائح واحدة في دوائر «الشوف- عاليه»، «البقاع الغربي راشيا» و «بيروت الثانية»، فضلاً عن تعاونهما في دائرة بعبدا على رغم أن «المستقبل» ليس لديه مرشح مباشر فيها. كما أن هذه الأوساط رأت أن استمرار الفتور غير جائز مخافة انعكاسه على تعاونهما في 6 أيار (مايو) المقبل. ولاحظت مصادر الفريقين أن المواقف المعلنة لقياديين منهما في اليومين الماضيين سعت إلى تبديد الفتور الذي تصاعد بسبب الالتباس الذي نجم عن الدعوات التي وجهها «المستقبل» إلى المهرجان الخطابي في إقليم الخروب في قضاء الشوف وجولة زعيمه رئيس الحكومة سعد الحريري على عدد من قراه الخميس الماضي. فالدعوات إلى المهرجان لم تلحظ في البداية كلمة لتيمور جنبلاط (رئيس لائحة المصالحة بالتحالف مع «المستقبل» و»القوات اللبنانية»...) والاكتفاء بدعوته كسائر المرشحين. وحين أبدى الاشتراكي امتعاضه عاد «المستقبل» فرحب بإلقاء تيمور كلمة، لكن جنبلاط الأب كان اتخذ قراراً بعدم المشاركة في المهرجان «لأننا لا نستجدي إلقاء كلمة». وسعى الحريري إلى تبديد الفتور بقوله في بلدة برجا، إن «الإقليم في 6 أيار سيبرهن أنه لوليد بك وتيار المستقبل ورفيق الحريري وسعد الحريري». وقال: «نحن ووليد بك وتيمور سنكمل المشوار معاً، تيمورالشاب الصاعد الذي سنتعاون معه دائماً. ستبقى هناك زكزكات، لكن وليد بك بيمون». ومقابل غياب الاشتراكي عن المهرجان، نظم محازبوه زيارة حشد من فعاليات الإقليم للمختارة أول من أمس تحت عنوان «الوفاء لدار المختارة»، فقابله تيمور بقوله لأهالي الإقليم: «نحن والرئيس الحريري سنستكمل إنماء المنطقة». وأمس، قال المرشح على اللائحة عن الاشتراكي عن أحد المقعدين السنيين بلال عبد الله: «ثورة الارز، صنعها اثنان، دم رفيق الحريري وقيادة وليد جنبلاط، قيادة جنبلاط ما زالت موجودة، ودم رفيق الحريري ما زال موجودا فينا وسيبقى». وأضاف: «عدم مشاركتنا في مهرجان برجا، لا يعني أن موقفنا تغير، فهي كانت رسالة كي يعودوا إلى اللائحة فقط ... لأن للإقليم باباً وليس نافذة والكلام الذي أعلنه الرئيس الحريري في كلمته نرحب به». وقاطع الاشتراكي قسماً من زيارة الحريري للبقاع الغربي لدعم اللائحة التي تضم النائب الاشتراكي وائل أبو فاعور، الذي اكتفى بحضور غداء أقيم على شرف الحريري. وما كان من الأخير إلا أن اصطحب أبو فاعور في سيارته إلى منطقة مجدل عنجر وبحثا في تبديد أجواء الفتور، وفق قول مصادر «الاشتراكي»، التي أكدت أن «الأجواء إلى حلحلة». وكانت التراكمات التي تسببت هذا المناخ بين الفريقين بدأت منذ تأليف لائحة البقاع الغربي التي استُبعد فيها مرشح جنبلاط النائب أنطوان سعد في الساعة الأخيرة، مروراً بزيارة الحريري حاصبيا مع الاكتفاء بإبلاغ الاشتراكي بها من دون التنسيق، ما أثار حفيظة الأخير إذ تمت بالاتفاق مع وزير المهجرين طلال أرسلان.

الحريري:مصير البقاع والحريرية بأيديكم

بيروت - «الحياة» .. قال زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة سعد الحريري: «أن بلدة عرسال ومدينة بعلبك يمكنهما احداث فرق في الانتخابات النيابية المقبلة». وتحدث الحريري في مهرجان انتخابي حاشد مساءً في بلدة عرسال البقاعية التي لـ «المسقبل» نفوذ فيها، في اختتام جولة انتخابية على قرى البقاع: الغربي والأوسط والشمالي، والأخير معقل «حزب الله»، عصر أمس. وأضاف: «ان عرسال بلدة غير متروكة. صحيح ان لعرسال رب يحميها لكن لعرسال دولة مسؤولة عنها وعن كرامة ناسها». وقال وسط هتافات الترحيب به: «كلنا نعلم أن الحريق في سورية وصل إلى عرسال، وأن المواطن العرسالي دفع ثمناً من سلامته ورزقه وخيرة شبابه. لكن مهما قالوا عن عرسال، تبقى عنواناً للشرف الوطني. ولا أحد يمكن أن يزايد عليكم بوطنيتكم وعروبتكم وانتصاركم للحق ورفع الظلم عن كل مظلوم». وأضاف: «ما تعرضت له عرسال يهدّ دولاً، وليس فقط يخرب قرية أو مدينة! لم يتركوا وسيلة لتشويه صورتها. اتخذوا من استقبالها النازحين السوريين وسيلة للطعن بكرامتها الوطنية. ما تركوا باباً إلا ودخلوا منه ليُلبسوها ثوب التطرف والإرهاب. لكن عرسال تلبس ثوباً واحداً، عباءة العروبة ولبنان، وكل الاتهامات التي سمعناها باتت في مزبلة التاريخ». ورأى أن «البعض جهد ليقيم من عرسال جزيرة مذهبية في محيط معاد. والعمل مع الأسف كان في الاتجاهين، لكن الوجدان الوطني في عرسال كان أقوى. العيش المشترك مع المحيط، جزء لا يتجزأ من تاريخها، والخلاف السياسي لا يعني تحويل عرسال خط تماس مذهبياً. ومن يعرف العراسلة يعرف أن التعصب غير موجود في قاموسهم، لكن فيها نتحدث عن عصب عربي، عصب للدولة، عصب سياسي، وعصب بقاعي، وغير ذلك كلام متعصب ضدها». وقال إن «هناك صفحة طويت. وأمام عرسال صفحة جديدة. وسأكون أمامكم، بغض النظر عن أية ولاءات». وأضاف: «صحيح أني موجود معكم في موسم انتخابات، وأن تيار المستقبل سمى أحد ابناء البلدة مرشحاً عن المقعد السني، هو بكر الحجيري، الى جانب المرشح حسين صلح»، معتبراً أن «الأصح، ألا تشعر عرسال وبعلبك بالغبن، وهذا ممكن، إذا قررت عرسال وبعلبك أن تحدثا فرقاً، في الانتخابات». وحيا «أهلنا من بعلبك الموجودين معنا». وكان الحريري استكمل صباح أمس، ولليوم الثاني، جولته البقاعية، واستهله بزيارة بلدة القرعون، حيث أقيم له احتفال شعبي حاشد، في حضور المرشحين على لائحتي «المستقبل» في البقاعين الغربي والأوسط، محمد القرعاوي، زياد القادري، أمين وهبة وماري جان بيليزيكجيان، وحشد من الفاعليات والأهالي الذين رفعوا صوره ورايات «تيار المستقبل»، مرددين الشعارات المؤيدة له ولسياساته. وخاطب الحريري مستقبليه، فقال: «أجمل ما في هذا الاحتفال العيش المشترك الذي حافظتم عليه في هذه المنطقة التي طردت العدو الإسرائيلي وكانت من أول المقاومات، أنتم علمتم غيركم المقاومة». وأضاف: «لدينا انتخابات مصيرية بالنسبة إلى لبنان والبقاع. وصدرت أخيراً لوائح يجهر أصحابها في العلن بأنهم يمثلون بشار الأسد، وهم فخورون بذلك، لكن القرعون يستحيل أن تكون عليها إلا وصاية أهلها. هذه المنطقة في حاجة إلى العديد من المشاريع الواجب تنفيذها، وفي مؤتمر باريس وضعنا كل المشاريع المطلوبة لهذه المنطقة، التمويل بات متوافراً، وكل ما علينا هو إنجاز بعض الإصلاحات والقضاء على الفساد، ولكن حتى يتمكن سعد الحريري من تنفيذ هذه المشاريع، فهو في حاجة إلى كل أصواتكم، لكي نعود بكتلة وازنة في مجلس النواب، وأنا متأكد من أنكم أهل الوفاء والكرامة». وبعدما قدم الحريري للأهالي مرشحي المستقبل في المنطقة قال: «أن «البقاع ليس مكاناً لفرض الوصاية، بل هو لأصحاب الكرامة الذين يقولون لبنان أولاً، وسنظهر للجميع في 6 أيار(مايو) من هو المارد الأزرق، ومن هو رفيق الحريري ومن هو تيار المستقبل. أطلب منكم أن تحافظوا على العيش المشترك، على رغم كل محاولات تغيير هذا المنطق». وأضاف: «لقد رفضتم الوصاية التي يحاولون اليوم إعادتها بلوائح حليفة للنظام في سورية. فهناك الكثير من المغرضين الذين يحاولون أن يختطفوا قرار البقاع الغربي وراشيا وكل البقاع، ونحن يجب أن نكون لهم بالمرصاد، وسنمطرهم بأصواتنا، لكي يفهموا أن هذا البقاع ليس ليس النظام السوري أولاً، وهو ليس لمن يبيعون ويشترون بلدهم. سنقول لكل من يفخرون بأنهم حلفاء النظام الذي يقتل الأطفال، أن حسابكم في السادس من أيار، الشعب سيحاسبكم على هذه العلاقة مع الإجرام». وزاد: «وضعنا كل المشاريع التي يحتاجها كل البقاع في مؤتمر سيدر، من كهرباء ومياه وشبكات وطرقات واتصالات ومدارس ومستشفيات وجامعات، فكفانا يحملوننا جميلاً في بعض الجامعات، ويشترطون على طلابها التصويت لهم وإلا يطردون من الجامعة، هذه المرة نحن سنطردهم. في 6 أيار سنظهر للجميع ما هي هوية غزة والبقاع الغربي». وكان الحريري زار في محطته الثانية، بلدة كامد اللوز، حيث أعد له لقاء شعبي حاشد. ثم زار بلدات لالا وبعلول والسلطان يعقوب وحوش الحريمي، وأقيمت له الاحتفالات، واستقبله الأهالي بالزغاريد ونثر الرز والورود. وفي غزة، احتشد أبناء البلدة مرددين هتافات التأييد والولاء له. وبعد الظهر، انتقل الحريري إلى بلدة برالياس حيث احتشد آلاف المواطنين وقطعوا الطرق لاستقباله بفرق الخيالة والكشافة وقرع الطبول وإطلاق الأسهم النارية ونثر الرز والزهور على الموكب. ثم انتقل إلى بلدة سعدنايل وكان له استقبال شعبي حاشد، وخاطب مستقبليه بالقول: «قبل عشر سنين، في 7 أيار أنتم أوقفتم الفتنة، وهذه السنة في 6 أيار ستوقفون الفتنة مجددا. أعلم أن سعدنايل تنتظر قانون العفو، وأنا لا أوفر جهداً في هذا الإطار، والقانون آت بإذن الله. أنتم الرقم الصعب في البقاع، فمصيره ومصير الحريرية في البقاع بين أيديكم». بعد ذلك، زار الحريري بلدة تعلبايا والتقى عشائر العرب في بلدة الفاعور وانتقل إلى خربة قنافار.

توجه لانضواء بري وجنبلاط في تكتل نيابي واحد بعد الانتخابات

عبد المجيد صالح لـ {الشرق الأوسط} : الحلف السياسي بينهما «أمر محسوم»

بيروت: بولا أسطيح.. رغم كل التحولات السياسية التي شهدها لبنان في السنوات الماضية، ورغم تفكك معظم التحالفات مؤخرا تبعا لمصالح انتخابية، ظل الحلف السياسي الذي يجمع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط صامدا ومتماسكا، مع ترجيح تشكيلهما بعد الاستحقاق النيابي تكتلا نيابيا واحدا لم تتبلور حتى الساعة معالمه كما الفرقاء الآخرين الذين قد ينضمون إليه. ولطالما كان حلف بري - جنبلاط عابراً للاصطفافات السياسية أبرزها اصطفافي 8 آذار و14 آذار، باعتبار أنّه فيما ظل رئيس البرلمان أحد الأركان الأساسية لـ8 آذار، كان جنبلاط أحد رموز ما يسمى «ثورة الأرز» وفريق 14 آذار، إلا أن ذلك لم يُفسد للود قضية، فبقيا على تنسيق وتعاون دائم ومستمر منذ أيام الحرب الأهلية وفي كل المراحل حتى حين كان الانقسام في ذروته. وبعد تفكك الحلف الذي جمع ولسنوات النائب وليد جنبلاط برئيس الحكومة وتيار «المستقبل» سعد الحريري كما حلف الحريري - بري نتيجة التفاهم السياسي الذي عقده «المستقبل» مع «التيار الوطني الحر»، وهو ما ظهر جلياً في الأشهر الماضية، بدأ الحديث الجدي عن الاصطفافات السياسية التي ستنتج عن الانتخابات النيابية، مع ترجيح قيام تحالفات وتكتلات جديدة لا تشبه بشيء ما كان عليه اصطفاف 8 آذار و14 آذار. ويرى النائب في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، عبد المجيد صالح، أن «التحولات سمة أساسية في السياسة، فمجمل التحالفات متحركة وغير ثابتة خاصة تلك التي تقوم في زمن الانتخابات، وهو ما نعايشه حاليا من خلال انقلابات جذرية»، لافتاً إلى أن «ما يجمع الرئيس بري بالنائب جنبلاط مختلف تماما وهو (حلف وطني)، كان وسيبقى مستمرا باعتبار أن الرجلين من قامات وأعمدة هذا البلد ومن قياداته التاريخية التي تكبر بالإجماع الوطني حولها». وأضاف: «الزعيمان استخدما الخرزة الزرقاء، التي يتحدث عنها تيار (المستقبل) اليوم، من زمن بعيد لإبعاد العين، ولعل ذلك ما أبقى حلفهما صامدا في وجه كل التحديات والرياح». ويعتبر صالح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الحلف بين جنبلاط وبري بعد الانتخابات النيابية «أمر محسوم»، مؤكدا أنهما سيكونان سويا تحت قبة البرلمان. وعما إذا كان الحلف سيضم جنبلاط إلى بري و{حزب الله}، قال: «هذا أمر يُسأل عنه الحزب وجنبلاط، وإن كان يمكن اعتماد معادلة (حليف الحليف)، حتى ولو كانت تجربتنا معها غير ناجحة وبالتحديد بيننا وبين (التيار الوطني الحر)». وبعد تدهور العلاقة بين جنبلاط والحريري، أعلن الأول، أنه «لا حليف له سوى نبيه بري»، متحدثاً عن «حلف تاريخي، عاطفي، سياسي نضالي قديم» بينهما. وقد أسس اللقاء الذي جمع منتصف الأسبوع الماضي بري بالمرشح عن المقعد الدرزي في دائرة الشوف - عاليه تيمور، وليد جنبلاط لمرحلة جديدة في علاقة رئيس البرلمان بالزعيم الدرزي الذي قرر قبل فترة التخلي عن مقعده النيابي لمصلحة نجله، تمهيداً لتسليمه كل مهامه السياسية والاجتماعية. ووصف تيمور بري بعد اللقاء الذي جمعهما بـ«الحليف والضمانة وطنية حقيقية للمحافظة على الاستقرار في البلد وعلى التوازن واتفاق الطائف». وقال: «كنا سويا ومررنا في ظروف صعبة وحققنا الكثير، وفي المستقبل إن شاء الله سنحقق أكثر». واعتبر مفوض الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» رامي الريس، أن زيارة تيمور جنبلاط إلى دارة الرئيس بري في جنوب لبنان، تأتي للتأكيد على متانة العلاقة بين الزعمين بري وجنبلاط والسعي المشترك لتطويرها، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التوجه بعد الانتخابات النيابية هو لتعميق هذه العلاقة وتعزيزها سياسيا وبرلمانيا». وأضاف: «حتى الساعة لم تتبلور الرؤية بشكل مكتمل وننتظر انتهاء الانتخابات كي يتبين الفرز السياسي الذي سينتج عنها، لكن بكل الأحوال هناك اتجاه لتعزيز العلاقة وتعميقها».

الحملات الانتخابية تكشف «المستور»... و«حزب الله» يبقّ البحصة

استياءٌ عارم من تقديم مفتاح «عاصمة الموارنة» في لبنان إلى نصرالله

بيروت - «الراي» ... تحوّل «الويك اند» ما قبل الأخير الفاصِل عن «أحد الانتخابات النيابية» منصّةً لـ «منازلاتٍ» كلامية لم تخلُ من الخشونة على منابرَ «نُصبت» على امتداد جغرافيا لبنان الذي صار أشبه بـ «استوديو كبير»، بما عَكَسَ «المسرح السياسي» الذي يجري عليه استحقاق 6 مايو وحقيقة الصراع الذي يدور حول «الإمرة لمَن» في الوُجهة الاستراتيجية والمالية والاقتصادية والسياسية للبلاد في ضوء ما ستفرزه صناديق الاقتراع من توازناتٍ تحكم المرحلة المقبلة ولا سيما تشكيل الحكومة الجديدة. ومع العدّ التنازُلي للانتخابات النيابية، تَتَكشّف تباعاً الأبعادُ الفعليّة للمعارك، التي ستدور في 15 دائرة، ولا سيما بالنسبة إلى الأطراف الرئيسية كـ «حزب الله» و«تيار المستقبل»، رغم أن استحقاق 6 مايو «متفلّتٌ» من الاصطفاف بين «8 و14 آذار» ولكن ليس من مرتكزات الصراع بينهما المفتوح منذ العام 2005. فزعيم «المستقبل» رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أنهى أمس جولةً ماراثونية حملتْه الى البقاع (الغربي والأوسط والشمالي) على مدى يومين واختتمها من عرسال، رسَم عنوان المعركة الانتخابية على أنها «بين خطيْن ومسارين: مسار دولة القانون والمؤسسات ومسار الهيمنة على قرار الدولة والمؤسسات. مسار حماية البلد من حروب المنطقة، ومسار توريط البلد بحروب المنطقة»، مشيراً إلى أن «اللوائح الأخرى تمثّل الرئيس السوري بشار الأسد وسنريهم في 6 مايو ما هو قرار البقاع»، ومعتبراً أن المشاريع التي تم تأمين تمويل لها من مؤتمر «سيدر 1» في باريس يحتاج تنفيذها «إلى كل أصواتكم كي نعود بكتلة وازنة في مجلس النواب». في المقابل، فإن «حزب الله» الذي حدّد 3 أهداف للانتخابات هي، الإمساك بكامل الحصة الشيعية في البرلمان والحصول على الثلث زائد واحد (أي المعطّل) وعلى أكثرية «النصف زائد واحد» (مع التيار الوطني الحر) كلما «اقتضت الحاجة»، بدا وكأنه يحدّد تباعاً «خريطة طريق» المسار الذي سيعتمده بعد 6 مايو على قاعدة مركزية حدّدها أمينه العام السيد حسن نصر الله وهي «الشراكة» في القرار المالي - الاقتصادي وانتهاء مرحلة «تفويض» هذا القرار إلى «المستقبل»، وذلك تحت عنوان التصدي للفساد ووقف سياسية «الاقتراض حتى الانقراض» ووضْع شعار «الاستراتيجية الاقتصادية» مطلباً موازياً للداعين الى مناقشة استراتيجي وطنية للدفاع يقصدون بها سلاحه. وجاء الكلام الذي أطلقه نائب «حزب الله» نواف الموسوي أمس بمثابة «بقّ البحصة» حيال جوهر «الصراع المقبل» و«جذوره» ولا سيما المتصل بوزارة المال التي رفعها المكوّن الشيعي إلى مصاف وزارة «التوقيع الميثاقي»، بقوله «إن المسؤولين عن الملف اللبناني في سورية منذ 1990 حتى 2005، على رأسهم حكمت الشهابي يليه عبد الحليم خدام وغازي كنعان، سلبوا منّا ضمانات أساسية تتعلق بدورنا في المؤسسات الدستورية وآلية اتخاذ القرار، وليس أقل هذه الضمانات حقيبة المال التي يشكل توقيع وزيرها التوقيع الثالث على قرارات مجلس الوزراء، أي أن 95 في المئة تقريباً من قرارات مجلس الوزراء ومراسيمه لا بد أن تمرّ عبر توقيعه، فاغتُصبت آنذاك هذه الحقيبة بسبب الضغط السوري، وذهبت إلى رئيس الوزراء حينها رفيق الحريري». وهذه «المهمّة المركزية» تفسّر كيفية إدارة «حزب الله» معاركه ولا سيما في دوائر تكتسب رمزيات متعددة، من بعلبك - الهرمل وصولاً الى كسروان - جبيل وهي الدائرة التي يخوض فيها الحزب منازلة قاسية لإيصال مرشحّه الشيخ حسين زعيتر الذي لم يأخذه «التيار الوطني الحر» على لائحته فتحالف مع عائلات مسيحية. وكان بارزاً في هذه الدائرة الكشف عن ان رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش قدّم مفتاح القضاء إلى زعيتر قبل أيام ليقدّمه بدوره الى الأمين العام لـ«حزب الله»، الأمر الذي أشعل ردات فعل غاضبة من قوى وفاعليات مسيحية رفضتْ تسليم مفتاح «عاصمة الموارنة» إلى الحزب.

40 شاباً من «حزب الله» اعتدوا بالضرب على الأمين

تحوّل اعتداء نحو 40 شاباً من «حزب الله» أمس على المرشح الى الانتخابات النيابية الصحافي علي الأمين في بلدته شقرا (الجنوب) حدَثاً أمنياً - سياسياً زاد من «منسوب القلق» على مسار استحقاق 6 مايو وهامش الحرية للمرشّحين، كما الناخبين، في دوائر الثقل لـ «حزب الله». وفجّر الاعتداء على الأمين، المرشّح عن المقعد الشيعي في بنت جبيل (في دائرة بنت جبيل النبطية مرجعيون حاصبيا)، ونجل العلّامة محمد حسن الأمين ورئيس تحرير موقع «جنوبية» والمعروف بمناهضته لـ «حزب الله»، موجة استنكارات عارمة ذهب بعضها الى ربْط ما وصفوه بـ «الهجوم البلطجي» بمجمل وضعية الحزب خارج الدولة و«قبضته الحديدية» على مناطق نفوذه. وروى الأمين وقائع الاعتداء الذي تعرّض له وأدى الى إصابته بجروح في رأسه وأنحاء مختلفة من جسمه نُقل على إثرها الى مستشفى تبنين، قائلاً: «كنت أقوم شخصيا بتعليق بعض الصور لي كمرشح الى أن جاءت مجموعة من نحو 40 شخصاً أمام الملأ، قاموا بالضرب والرفس والضرب على الوجه. وقد كُسرت إحدى أسناني». وأضاف:«هؤلاء مجموعة من الشبيحة الذين اعتدنا عليهم. هم عناصر من حزب الله يستقوون بالسلاح لمصادرة كل من يقول رأياً مختلفاً». واذ أكد أن وضعه الصحي مستقرّ نوعاً ما بانتظار نتائج الصور المخبرية بسبب الأوجاع القوية في ظهره ورأسه، أشار الى أنه اتخذ صفة الادعاء الشخصي على «حزب الله»، وزود القوى الأمنية بأسماء مَن اعتدوا عليه، قائلاً: «هم معروفون، ومأمورون من حزبهم».

 



السابق

مصر وإفريقيا...«دعم مصر» يبدأ خطوات التحول إلى حزب سياسي..اعتصام جزئي لأطباء مصر وجمعية عمومية طارئة قريباً...السودان: صراع قوي لاختيار خليفة غندور..«إرهابيو درنة» يدعون إلى مصالحة وإخماد النار في خط أنابيب ..ضبط أسلحة وذخائر في بلدة جزائرية حدودية..إيلاف المغرب تجول في الصحافة المغربية الصادرة الإثنين...

التالي

أخبار وتقارير...«النمر الروسي»... لتخويف الأسد وطهران أم بديل جديّ؟......واشنطن تدرس إبقاء قوة بحرية ضاربة في المتوسط.....إقتصاد تركيا سيحدد مستقبل أردوغان..كيليجدارأوغلو يتحدى إردوغان والمعارضة تتكتّل لكبحه..أغنياء روس يجدون في وطنهم ملاذاً آمناً ويهجرون «لندن غراد»...كوريا الجنوبية توقف بث الدعاية على الحدود مع جارتها الشمالية..أرمينيا: توقيف زعيم المعارضة وسركيسيان يرفض الاستقالة...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,114,436

عدد الزوار: 6,753,674

المتواجدون الآن: 117