لبنان..«حزب الله»: معنيون بالحرب..مَنْ يرفع الدستور لحماية حق التنافس الإنتخابي؟....التجاوزات تابع.. وتخوُّف من وضع اليد على «المجلس الدستوري»...لبنان «المرتاب» في جوار برميل البارود و... فوقه...سيناريواتٌ «متلاطمة» تراوح بين حربٍ وشيكة وحلٍّ بـ «قبعات زرق» عربية...

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 نيسان 2018 - 7:12 ص    عدد الزيارات 2475    القسم محلية

        


«حزب الله»: معنيون بالحرب..

محرر القبس الإلكتروني ... بيروت ــــ أنديرا مطر.. على وقع وتيرة التوتّر والتهديد بين ايران واسرائيل، على خلفية استهداف مطار «تي فور» العسكري في سوريا، والحديث عن زيارات عسكرية لمسؤولين ايرانيين كبار في «الحرس الثوري» الى سوريا، استعدادا للرد على ما «اقترفته» تل ابيب. وبينما العالم يترقّب طبيعة الرد الايراني وشكله وتوقيته، اكدت مصادر «حزب الله» لوكالة الانباء «المركزية» «ان اي ردّ ايراني على الضربة الاسرائيلية، يتعلّق بايران، لكن على اسرائيل ان تعرف ان اي حرب على سوريا لن تكون محصورة بالحدود السورية، لان محور المقاومة سيكون معينا مباشرة بها». واوضحت «ان هذا السيناريو يبقى في خانة الفرضية، لاننا لا نعرف توقيت الردّ وحجمه وتداعياته، وعندما يحدث يُبنى عليه»، مستغربة «كيف يذكرون النأي بالنفس في كل محطة؟»، سائلةً «عن أي نأي بالنفس يتحدّثون؟ هل ننأى بأنفسنا ونسمح للعدو الصهيوني والاميركيين بخرق اجوائنا لضرب سوريا؟ او نسمح لانفسنا بالنأي عن الحرب في سوريا من دون ان نتدخّل؟ الاجدى بهم كان الالتزام بالنأي بالنفس عن التدخل في الشأن السوري وعدم مهاجمة محور لمصلحة اخر». وشددت على «الا يجب ان نُطمئن اسرائيل بل نجعلها تحسب الف حساب قبل الاقدام على اي عمل عسكري في سوريا يتجاوز الخطوط الحمر، والرسالة العسكرية الاخيرة التي وجهتها عبر ضرب مطار «تي فور» العسكري وصلت وفهمها المعنيون بها جيداً».

النأي بالنفس

وأمس، لفت رئيس الحكومة سعد الحريري أمام وفد من الهيئات الدينية إلى أن «هناك من يلجأ الى الالتفاف على قواعد النأي بالنفس ويستعمل المنابر للتهجم على الأشقاء العرب»، معتبراً ذلك «إساءة مباشرة لمصالح لبنان وتجاوز حدود الاجماع الوطني في المحافظة على علاقاته مع الدول العربية»، مؤكداً «أننا اخترنا طريق حماية البلد من تداعيات الحروب، فليس مقبولا للبنان أن يكون صندوق بريد لأحد، وليست مقبولة العودة الى نغمة المتاجرة بهوية بيروت». وشدّد الحريري على «ضرورة التزام سياسة النأي بالنفس في ظل الصراع الدولي القائم والتطورات العسكرية التي ترتبت على مجازر الكيماوي في دوما». بدوره، جدّد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل موقف الخارجية اللبنانية التي «ترفض التعرض لسيادة دولة عربية من دون غطاء شرعي وقرار اممي، ورفض خرق الأجواء اللبنانية للاعتداء على دولة عربية». الا انه وازن هذه المرة بين رفضين: التعدي على سيادة دولة عربية ورفض استخدام أي سلاح كيماوي او سلاح دمار شامل من أي جهة كانت خاصة أن إسرائيل تمتلكها. وأكد باسيل وجوب إجراء تحقيق دولي شفاف وفي حال ثبت استخدام اسلحة كيماوية، اتخاذ العقوبات بالجهة التي قامت بهذا العمل مهما كانت. مع الإشارة إلى وجوب خلو سوريا من السلاح الكيماوي وفق القرارات الدولية وتقرير الوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية الخاص بسوريا. موقف باسيل جاء اثر تلقيه سلسلة اتصالات خلال الأيام الاخيرة حول الضربات التي تعرّضت لها سوريا، من مسؤولين دوليين، وعلى رأسهم وزير الخارجية الأميركي بالوكالة جون ساليفان ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اليستر بيرت لشرح خلفيات ونتائج هذه الضربة.

مشادّة «أمل» و«التيار»

وفي حمأة اللقاءات الانتخابية، وارتفاع حدة الخطاب السياسي بين الأحزاب والقوى السياسية، على بعد أيام من موعد الاستحقاق الانتخابي، لاحظت أوساط نيابية ان «حزب الله» التزم حبل الصمت حيال مشادات حليفيه التيار الوطني الحر وحركة أمل، وكذلك بين التيار الوطني الحر وتيار المردة بزعامة سليمان فرنجية والذي ينحو الى الشخصنة اكثر منه الى السياسة، معتبرا ان ذلك من «عدة الشغل» وان الجميع يدرك في نهاية المطاف ان المعركة الانتخابية ستنتهي يوم 7 مايو لتبدأ تحالفات سياسية قد تفاجئ الجميع. بدوره، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمام وفود من قضاء عكار إن الدولة لو كانت تدار بالشكل المطلوب لكان الناس هبوا جميعاً لإنهاء مشكلة «حزب الله»، باعتبار انهم لن يقبلوا وجود أي شيء إلى جانبها يقوّض من صلاحياتها، أما وأن الدولة تتم ادارتها بالشكل الحالي، حيث المشاكل لا تحصى ولا تعد في البلاد والدولة عاجزة عن حل أي منها، إنْ لجهة مشكلة السير أو النفايات أو الكهرباء، مما يجعل مشكلة وجود «حزب الله» في نظر الناس ليست الأولويّة.

مَنْ يرفع الدستور لحماية حق التنافس الإنتخابي؟

الحريري يستنجد برفع نسبة الإقتراع.. وسلام لمعالجة أزمات العاصمة.. وجنبلاط يحذِّر من اللعب بالنار في طرابلس

اللواء.... العد التنازلي، يمشي بسرعة، اسبوعان وثلاثة أيام، وتفتح صناديق الاقتراع.. والمشهد أخذ بالتبلور، وجديده إيغال مرشحي السلطة باستعادة شعارات واتهامات مرّ عليها الزمن وأصبحت من «موضة بالية». ولم تكتف لوائح السلطة، بل ذهبت لتسخير اعلامها المباشر وغير المباشر لقذف اللوائح المنافسة بالتهم التي تستدعي تحرك هيئة الاشراف على الانتخابات، أو عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء لإعادة تصويب التنافس الانتخابي، والاحتكام إلى الدستور والقانون الذي يكفل الحقوق السياسية والحريات العامة.. أو بأقل تقدير الملاحقة القضائية بتهمة الذم والقدح.. والأبرز على هذا الصعيد، كان مطالبة لائحة «بيروت الوطن» على لسان رئيسها صلاح سلام في مؤتمر صحفي، كشف حقيقة ما حدث في كراكاس أمس الأوّل، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «الفصل بين دوره كوزير للداخلية وكونه مرشحاً للانتخابات، أو الاستقالة من منصبه المشرف على الانتخابات لأنه لا يجوز ان يكون هو «الخصم والحكم»، محملة إياه مسؤولية ما يجري على الأرض من جانب فريقه السياسي». ومن دون الدخول في سجالات عقيمة وفبركات لا أساس لها من الصحة، أوضح بيان اللائحة الذي اذاعه الزميل سلام، ان المكتب يعمل بشكل مستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر بهدوء وانتظام دون ان يشكل أي ازعاج للجيران، وانه تمّ اختيار موقع المكتب على خلفية الابتعاد عن مواقع اللوائح الأخرى، وخاصة لائحة «المستقبل» تجنباً للاستفزازات والاحتكاكات المسيئة لاجواء الانتخابات، لافتاً الانتباه إلى ان الهجمة التي تعرض لها المكتب ليس التعدّي الأوّل للائحة ومرشحيها، حيث تمّ تمزيق صور المرشح نبيل بدر في شارع عفيف الطيبي في الطريق الجديدة، وتعرض مؤيده في مهرجان برجا للاهانة والضرب وسقط عدد من الجرحى، فضلاً عن حملات التشكيك والترهيب والترغيب التي تستهدف بقية المرشحين، معتبراً ان تكرار مثل هذه التصرفات الاستفزازية والتعديات يكشف عن وجود مخطط مبيت لاشاعة أجواء من التوتر والذعر لتشويه العملية الديمقراطية ولا تشجّع الناخبين على المشاركة في التصويت يوم الاقتراع. وأكّد البيان التزام اللائحة بخطاب وطني جامع ووضع الأولوية للعمل على تنفيذ برنامج يعالج الأزمات والمشاكل المزمنة للعاصمة وأهلها، بعيداً عن أساليب شد العصب وإثارة الغرائز والنعرات بشعارات لا علاقة لها بمجريات الواقع السياسي الحالي، وان اللاذحة حرصت منذ انطلاقتها على عدم انتقال التنافس الانتخابي إلى الشارع، حفاظاً على أمن المدينة وسلامة أهلها وشبابها، وحتى لا تتحوّل ساحات العاصمة إلى ميادين لمعارك أبناء البيئة الواحدة.

الحريري

ومن جهته، أكّد الرئيس سعد الحريري، في خلال احتفال انتخابي أقامه عصر أمس في باحة قصر قريطم لجيران قريطم، ان الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية بالنسبة لبيروت، لأن هناك من يحاول ان يلغي فيها تيّار «المستقبل» وقصر قريطم و«بيت الوسط»، ولفت إلى ان البعض نتقد كلامه متسائلاً ما هي هوية بيروت؟ وقال: «هوية بيروت عربية وهويتها السلام والاعتدال والحوار والعلم والثقافة، نحن نريد ان نحافظ على شوارع وطرقاتها واحبائها وناسها وتاريخها، فيما هناك من يريد محو هذا التاريخ وتغيير الأسماء. وكان الرئيس الحريري أقام ظهراً غداء في «بيت الوسط» على شرف رجال الدين والعلماء والمشايخ يتقدمهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وفي حضور الرئيس تمام سلام والوزير المشنوق ومرشحي لائحة «المستقبل» في بيروت الثانية، شدّد في خلاله على ضرورة الالتزام بسياسة النأي بالنفس في ظل الصراع الدولي القائم والتطورات العسكرية التي ترتبت على مجازر الكيماوي في دوما، غامزاً من قناة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله حينما لفت إلى ان هناك من يلجأ للالتفاف على قواعد النأي بالنفس ويستخدم المنابر الانتخابية والإعلامية وسيلة للتهجم على الأشقاء العرب، الأمر الذي نصنفه في خانة الإساءة المباشرة لمصالح لبنان وتجاوز حدود الإجماع الوطني في المحافظة على علاقات لبنان مع الدول العربية. وقال انه «يعمل ليل نهار لمنع الحريق السوري من الانتقال إلى لبنان»، مشدداً على ان «وحدتنا أساس في مواجهة التحديات واستكمال مشروع بناء الدولة وحمايته من الاعاصير المحيطة»، موجهاً نداء إلى الحاضرين دعاهم فيه إلى التضامن لحماية هوية بيروت وقرارها السياسي والوطني من خلال دعوة أهلها لرفع نسبة الاقتراع إلى الحد الأقصى وقطع الطريق امام كل محاولة لوضع اليد على العاصمة وممثليها. وسيرعى الرئيس الحريري مساء الخميس في 3 أيّار المقبل العشاء الذي يقيمه اتحاد العائلات البيروتية في «البيال».

جنبلاط

الا ان اللافت، وسط الحديث عن تدخلات السلطة، دخول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على خط التراشق بين المرشحين واللوائح، لا سيما ما حدث مؤخراً في طرابلس، حيث حذر في تغريدة له عبر «تويتر» «الذين يتمتعون بالمناصب الكبرى ويسيرون في تلك المواكب الجرارة ويتنصتون يميناً وشمالاً عى المواطنين بأننا لسنا لقمة سائغة، هؤلاء من حديثي النعمة لا تاريخ لهم الا الانتهازية». وقال ان «(المرشح عن المقعد السني في «لائحة العزم» في طرابلس) توفيق سلطان، قبلكم جميعاً ومن الرجال الرجال، انه من رفاق كمال جنبلاط، فاحذروا من اللعب بالنار». وعكست تغريدة جنبلاط تضامناً غير معلن مع الرئيس نجيب ميقاتي في وجه الحملة التي يتعرّض لها مؤخراً من النائب محمّد الصفدي، نيابة عن تيّار «المستقبل»، بما يؤشر إلى استمرار التأزم في العلاقة بينه وبين الرئيس الحريري على أثر جولته الانتخابية الأخيرة في حاصبيا مع الوزير طلال أرسلان، وفق ما اشارت إليه «اللواء» في حينه، ويومذاك ترددت معلومات عن إمكان ان يقوم جنبلاط بزيارة صديقه سلطان في طرابلس، كرد على زيارة الحريري لحاصبيا ومرجعيون من دون تنسيق معه.

اشكال بخعون

إلى ذلك، استمر التوتر الانتخابي منتقلاً بين المناطق، حيث افيد عن وقوع اشكال في ساحة الساعة في بلدة بخعون - الضنية، بين عدد من الشبان على خلفية تعليق صور مرشحين وازالتها، تخلله إطلاق نار في الهواء، وتدخل الجيش لمعالجة الاشكال. وأصدر النائب السابق جهاد الصمد، بيان حذر فيه الأيدي من العبث بأمن الضنية، وانتقال الفتنة بين الأهل لحسابات انتخابية، واستغرب موقف الأجهزة الأمنية التي تتفرج على ما يجري وكأنها تحمي مفتعلي المشاكل، داعيا هذه الأجهزة إلى اتخاذ إجراءات صارمة، والا فإنها ستتحول إلى طرف مباشر في هذه الانتخابات وستصبح شريكة للمرتكبين. ومن جهته، أوحى النائب قاسم عبد العزيز في بيان أصدره اهله واخوانه في بخعون والضنية عموما بعدم الانجرار إلى الفتنة، مؤكدا ان بخعون والضنية أغلى واهم من كل المراكز والمناصب، ودعا الجميع إلى التزام أعلى درجات الهدوء والتردي، معلنا وقوفه إلى جانب القوى الأمنية والجيش اللبناني.

تدخلات السلطة

وفي سياق الحديث عن تدخلات السلطة في الانتخابات كان لافتا لانتباه التقرير الثاني الذي اعداته أمس «الجمية اللبنانية من أجل الديمقراطية الانتخابات» LADE، والذي وصف بأنه قد يكون بداية للكتابة «الكتاب الاسود» عن انتخابات 2018، بعدما حذر من «تزايد الانتهاكات العامة المؤثرة في ديمقراطية العميق الانتخابية، سواء لجهة استمرار الوزراء المرشحين بالامعان في استغلال نفوذهم لغايات انتخابية، أو لجهة ارتفاع مستوى التدخلات الخارجية بالعملية الانتخابية، وتزايد دور المال السياسي (مساعدات ووعود بالرشى واستغلال مورد الدول) في ظل غياب الدور الفاعل لهيئة الاشراف على الانتخابات. ولفتت إلى ان «المال الانتخابي ودور الإعلام يفاقمان من هوّة عدم تكافؤ الفرص بين المرشحين»، معتبرة ان «المساعدات التي يغطيها القانون الانتخابي الحالي هي رشوة انتخابية بامتياز، والهدف من توزيعها كسب تأييد الغاضبين، وترافقها وعود بالرشى المالية الي قد تصرف على مسافة قريبة من العملية الانتخابية، مشددة على ان «ضبط هذا الأمر يبقى في يد الجهة المسؤولة عن إدارة العملية الانتخاية، أي وزارة الداخلية، التي يمكنها التشدّد في حماية سرية الاقتراع، مما يضعف من تأثير المال الانتخابي».

مجلس الوزراء

يعقد مجلس الوزراء جلسته العادية غدا الخميس في السراي الحكومي، وعلى جدول أعماله 65 بندا، من بينها 28 بندا من المواضيع التي لم تبحث من جدول جلسته السابقة، فيما المواضيع الجديدة عبارة عن هبات وسفر، بالإضافة إلى شؤون مالية وأخرى متفرق، من بينها: إنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان المتضمنة لجهة الوقاية من التعذيب، وتشكيل لجنة وزارية برئاسة رئيس مجلس الوزراء والتنفيذ ومراقبة الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف. واستبعدت مصادر وزارية، كون المجلس ينعقد في السراي، ان يتم البحث في ملف الكهرباء، وفق ما تمّ الاتفاق في الجلسة الأخيرة، حيث تقرر ان يواصل المجلس ا لتداول في النقاط الـ13 التي طرحها وزير الطاقة سيزار أبي خليل لمعالجة أزمة الكهرباء، علما ان وزير الخارجية جبران باسيل أمل بعد اجتماع تكفل «الاصلاح والتغيير» أمس الا يرحل طرح هذا الموضوع، وان يُقرّ لما فيه مصلحة الجميع، لافتا إلى ان الحديث سيكون له صلة في هذا الأمر. وتوقعت المصادر ان يطلع الرئيس الحريري الوزراء على التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر بروكسل-2 في 25 نيسان الحالي (الأربعاء المقبل) من أجل مساعدة لبنان على تحمل أعباء النزوح السوري والوفد الوزاري الذي سيرافقه إلى العاصمة البلجيكية لهذا الغرض وتعتبر جلسة الغد من الجلسات الأخيرة للحكومة قبل الانتخابات النيابية في 6 ايار المقبل،اي بعد 18 يوما،ما يعني انه قد لا يعقد اكثر من جلستين او ثلاث على الاكثر اذا بقي عقد الجلسات مرة اسبوعيا، على ان تعقد بعد الانتخابات جلسات حتى 20 ايار موعد نهاية ولاية المجلس النيابي حيث تدخل الحكومة في مرحلة تصريف الاعمال. ولكن مصادر رسمية اكدت انه يمكن للمجلس عقد اكثر من جلسة في الاسبوع اذا جرى التوافق بين رئيسي الجمهورية والحكومة على تكثيف الجلسات قبل نهاية ولاية المجلس، من اجل بت بعض الامور الاجرائية المستعجلة والملحة. بينما قالت مصادر وزراية انه بات من الصعب إقرار ملفات كبيرة ومهمة عالقة كملفي الكهرباء والنفايات. وأوضحت المصادر ان هناك إمكانية لأن تصدر الحكومة بعض التعيينات في ما تبقى من عمرها، والتي تطبخ داخل الجلسات الحكومة، من بينها تعيين العضو الشيعي في المجلس العسكري، وفق ما كشفته «اللواء» أمس، بعد زيارة وزير العدل سليم جريصاتي للرئيس نبيه برّي في المصيلح. وفي معلومات «اللواء» ان الوزير جريصاتي يتولى حالياً صلة الوصل بين الرئيسين ميشال عون وبري، نيابة عن الوزير باسيل، التي انقطعت علاقته برئيس المجلس منذ أزمة الفيديو الشهير. وعلم ان جلسة المصيلح بين الرجلين كانت جيدة وعرضت لعدد من القضايا التي يوليها الجانبان أهمية. وقال مصدر مطلع ان قروض الاسكان على طريق الحل، وان اجتماعاً يعقد اليوم في السراي الحكومي بين الرئيس الحريري ووزيري المال والشؤون الاجتماعية علي حسن خليل وبيار أبو عاصي مع مدير عام الاسكان. وعلى صعيد آخر، علمت «اللواء» ان قانون الموازنة وحل إلى دوائر قصر بعبدا، وعكف الرئيس عون على دراسته ولا سيما المادة 49 منه والمتعلقة بالاقامة الدائمة للأجانب الذين يمتلكون عقارا في لبنان، وحلتها بقانون تملك الأجانب. وأفادت مصادر مطلعة ان الرئيس عون سيستطلع قانونية ودستورية المادة المذكورة، وإمكانية الطعن فيها أو استحالة ذلك بسبب كونها جزءا من الموازنة ككل. مع العلم ان هناك وجهتي نظر في شأن هذه المادة على ان هناك من يرى فيها اجراء عادياً، وهناك من يُبدي تخوفاً حولها مثل البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس الكتائب النائب سامي الجميل. ونفى المكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن يكون الرئيس عون ينوي زيارة منطقة كسروان اليوم. وأوضح انه سوف يفتح بعد ظهر اليوم في مدينة جبيل المؤتمر الدولي حول «المساواة في الديمقراطية» الذي ينظمه المركز الدولي لعلوم الإنسان بالشركة مع جامعة البلمند. وجاء البيان التوضيحي في سياق الرد عن معلومات اذاعها الوزير السابق فريد هيكل الخازن والمرشح في دائرة كسروان - جبيل، بأن عون ينوي القيام بجولة إنمائية في كسروان قبل موعد الانتخابات النيابية بأيام، معتبراً الجولة نوعاً من زج الرئاسة في الانتخابات، ودعا إلى تأجيلها.

التجاوزات تابع.. وتخوُّف من وضع اليد على «المجلس الدستوري»

الجمهورية....يمضي فريق السلطة قدماً في استثمار كل الامكانات المتوافرة لديه في سبيل الضغط على الناخبين وترهيبهم وإرغامهم على دعم لوائحها. وقد تمثّل هذا الاتجاه في استخدام الأجهزة الأمنية بطريقة مكشوفة لتخويف الناخبين وملاحقة من يرفعون صوراً لمرشحين مناوئين للوائحها، واللافت انّ كل هذه المخالفات موثّقة لتشكّل مادة للمراجعة عند الضرورة. كذلك تتوسّل السلطة الحاكمة أسلوب اللجوء الى إغراءات الناس بخدمات ووعود بالتوظيفات وببَت قضايا عالقة لبعضهم امام المحاكم. وما يميّز الاستعدادات للانتخابات هذه المرة هو اعتماد أسلوب نافر في التطاول على الشخصيات والتهجّم الشخصي والتهديد بفتح ملفات شخصية، في حين انّ بعض أركان السلطة يعلمون اكثر من غيرهم انّ بيوتهم من زجاج وانّ ملفاتهم حافلة بالارتكابات.

المجلس الدستوري

وفي خضمّ الحماوة الانتخابية وارتكابات السلطة، قفز فجأة الى الواجهة موضوع تعيين اعضاء المجلس الدستوري، مع إعلان رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل أمس أنه «لا يمكننا إجراء الانتخابات النيابيّة والمجلس الدستوري غير صالح، ولا بدّ من تعيين أعضائه قبل الإنتخابات». تجدر الاشارة الى انّ المجلس الدستوري أنشىء بموجب القانون الرقم 250 تاريخ 14/7/1993. ونصّت المادة 2 منه على أنه يتألف من عشرة أعضاء. يعيّن مجلس النواب نصفهم بالغالبية المُطلقة ويعيّن مجلس الوزراء النصف الآخر بأكثرية ثلثي عدد أعضاء الحكومة. وتوقّف المراقبون عند توقيت إثارة باسيل هذا الموضوع، وتساءلوا عن سرّ هذه الاستفاقة المفاجئة قبل 18 يوماً على موعد إجراء الانتخابات؟ علماً انّ الحكومة، وباسيل عضو فيها، قد أجرت سلّة كبيرة من التعيينات القضائية والديبلوماسية والامنية. ونَبّهوا من خطورة هذه العملية التي تدخل في اطار التهويل والضغط غير المباشر على رئيس المجلس وأعضائه الحاليين. وأكّد هؤلاء لـ«الجمهورية» انه «لا يجوز اليوم حصول أي تعيينات لها علاقة بالانتخابات النيابية، فإذا أرادت هذه الحكومة المُشارِكة من أذنيها وحتى أخمص قدميها في الانتخابات، بدءاً من رئيسها وصولاً الى غالبية وزرائها، تعيين أعضاء المجلس الدستوري الذي سينظر في صحة الانتخابات والطعون التي سترفع اليه، فمعنى ذلك أنها ستأتي بمجلس دستوري على قياسها لتعطيل ايّ طعن، وبالتالي سيفقد المجلس أي صدقية.

والذريعة بأنّ ولاية المجلس قد انتهت هي باطلة، فأعضاؤه قائمون وفاعلون ومهماتهم لا تتوقف. كذلك، فإنّ تعيين اعضاء المجلس يأتي من الحكومة الجديدة ومجلس النواب الجديد وليس من الطبقة السياسية الحالية، والّا سيشكّل ذلك فضيحة كبرى، علماً انه سبق وأن تمّ تعيين هيئة الاشراف على الانتخابات ورأينا ما هي إنجازاتها، فهي تحوّلت هيئة للإشراف على انتخابات السلطة، علماً ان لا صفة دستورية لها فيما المجلس الدستوري له الصفة الدستورية العليا».

حرب

وقال النائب بطرس حرب لـ«الجمهورية»، انّ «المَس بالمجلس الدستوري الآن ومحاولة تعيين اعضاء جدد فيه يدخل في إطار السيطرة على قنوات المجلس، التي يفترض بها ان تنظر في الطعون بنتائج الانتخابات وفي اطار تزوير الانتخابات وتعطيل أي طعن بعملية التزوير هذه، خصوصاً انّ من سيُعيّنون اعضاء المجلس هم مرشحون للانتخابات. وفي النتيجة سيشكّل هذا الأمر نقطة سوداء جديدة تُضاف الى الممارسات التي تقوم بها السلطة للسيطرة على الانتخابات بهدف إيصال مرشحيها بالتزوير، في ظل المخالفات المتعددة التي نسمع بها ونراها كل يوم، والتي تعرّض نتائج الانتخابات للطعن». وشدّد حرب على استمرارية عمل اعضاء المجلس في ممارسة اعمالهم الى حين تعيين بدلاء عنهم وحلفهم اليمين، مشيراً الى «انّ تعيين الأعضاء الجدد يأتي من الحكومة ومجلس النواب الجديد، كذلك هناك آليّة معينة للتعيين والوقت لا يسمح بذلك ابداً، وبالتالي ايّ تعيين جديد هو في إطار تزوير نتائج الانتخابات».

ريفي

وقال اللواء اشرف ريفي لـ«الجمهورية»: «يأتي تلويح السلطة بتعيينات في المجلس الدستوري قبل إجراء الانتخابات في سياق استعمال النفوذ لضمان إجرائها وفق قياس مصالحها. فالمادة 4 من النظام الداخلي للمجلس واضحة، وقد نَصّت على أنه عند انتهاء الولاية يستمر الاعضاء في ممارسة أعمالهم إلى حين تعيين بدلاء عنهم وحلفهم اليمين. وبالتالي، إنّ توقيت طرح هذا التعيين هو مشبوه ولا حاجة له، ويبدو انّ السلطة الحالية غير مطمئنة الى المجلس القائم الذي طعن بقانون الضرائب، وهي تريد ان تتقاسم النفوذ في كل شيء حتى في القضاء ضماناً لمصالحها. وتسعى، بعد مخالفاتها الكبيرة، الى تكبيل المجلس وقطع الطريق على الطعون من خلال سَلق التعيين من دون درس ملفات المرشحين، للإتيان بأعضاء محسوبين عليها عشيّة الانتخابات. فأركان هذه السلطة يسقطون كل الخطوط الحمر بالتكافل والتضامن، ويزوّرون الانتخابات عبر استعمال النفوذ غير المشروع، مُتقدّمين بذلك على نظام الوصاية السورية بأشواط كبيرة».

مرجع دستوري وقانوني

وقال مرجع دستوري وقانوني لـ«الجمهورية»: «هناك محاذير لإقدام السلطة على تعيين أشخاص محسوبين عليها ومدينين لها بتعيينهم في مواقع الرقابة والمرجعية المطلوب منها النظر في الطعون، لأنه ينتقص مبدأ دستورياً وقانونياً حول فصل السلطات وعدم استغلالها لإمرار مصالح فئوية. فتعيين اعضاء المجلس الدستوري عشية الانتخابات انتقائياً، يُشكّل في حد ذاته سبباً للطعن في التعيين، خصوصاً انّ المجلس القائم يستمر في تولّي مهماته حتى انتخاب مجلس بديل او تعيينه. في كل حال، هناك تدابير وإجراءات تحصل في ظروف ملتبسة بعيدة عن التجرد والشفافية، ومن شأنها التشكيك في النيّات المبيّتة لتشويه الانتخابات». وكانت «الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات» («LADE») حذّرت من «تزايد الانتهاكات العامة المؤثرة في ديموقراطية العملية الانتخابية، سواء لجهة استمرار الوزراء المرشحين بالإمعان في استغلال نفوذهم لغايات انتخابية، أو لجهة ارتفاع مستوى التدخلات الخارجية بالعملية الانتخابية وتزايد دور المال السياسي (مساعدات ووعود بالرشى واستغلال لموارد الدولة)، في ظل غياب الدور الفاعل لهيئة الإشراف على الانتخابات». وإذ اعتبرت أنّ «التخوّف الحالي من تأثير الوضع الإقليمي في العملية الانتخابية اللبنانية ما هو سوى انعكاس مباشر لحجم التدخلات الخارجية في العملية الانتخابية»، لاحظت أنّ «بعض القوى السياسية المشاركة في العملية الانتخابية تُجاهر بولاءاتها للخارج، سواء للسعودية أو لإيران أو لغيرهما، كذلك تجاهر بالمساعدات التي تحصل عليها، والتي تساهم في توطيد العلاقات الزبونية لتلك القوى مع مناصريها، الأمر الذي يضرب عرض الحائط مبدأ تكافؤ الفرَص بين المرشحين». ولفتت الى أنّ «المال الانتخابي ودور الإعلام يفاقمان من هوة عدم تكافؤ الفرَص بين المرشحين»، موضحة أنّ «المساعدات التي يغطيها القانون الانتخابي الحالي هي رشوة إنتخابية بامتياز، والهدف من توزيعها كسب تأييد الناخبين، وترافقها وعود بالرشى المالية التي قد تصرف على مسافة قريبة من العملية الانتخابية»، مشددة على أنّ «ضبط هذا الأمر يبقى في يد الجهة المسؤولة عن إدارة العملية الانتخابية، أي وزارة الداخلية والبلديات التي يمكنها التشدّد في حماية سرية الاقتراع، وهو ما سيُضعف من تأثير المال في العملية الانتخابية». وتجري تحضيرات لزيارة قريبة سيقوم بها الرئيس سعد الحريري الى منطقة الشوف في إطار جولاته الانتخابية المتلاحقة. وعلم أنّ تيمور جنبلاط سيكون إلى جانب الحريري في زيارته الشوفية التي تندرج في إطار حشد الدعم والتأييد للائحة تحالف الحزب التقدمي الاشتراكي و«المستقبل» و«القوات اللبنانية»، ومحاولة رأب الصدع بينه وبين رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط. وقالت أوساط مطلعة لـ«الجمهورية» انّ الحريري الذي يدرك ما سَبّبته جولته الاخيرة في حاصبيا، عبر بوابة الوزير طلال ارسلان، من حساسية وامتعاض لدى جنبلاط، أوصَل إشارات إلى كليمنصو مفادها أنّ العلاقة مع أرسلان ليست على حساب العلاقة مع جنبلاط، وانّ هناك حسابات واعتبارات معينة استوجَبت انفتاحه الانتخابي والسياسي على رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني».

فوتيل في بيروت

وتترقّب الأوساط اللبنانية الزيارة المرتقبة لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتيل لبيروت، والمقرّرة بعد غد، على رأس وفد كبير يضمّ مساعديه الكبار قادة الأسلحة في المنطقة. وعلمت «الجمهورية» انّ الزيارة تكتسب هذه المرة أهمية خاصة كونها الأولى لفوتيل الى بيروت بعد مؤتمر «روما 2» الذي عقد في 14 و15 آذار الماضي، وخصّص للبحث في تعزيز قدرات الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية والعسكرية الأخرى. كذلك تأتي الزيارة عقب الغارات الثلاثية الأميركية - الفرنسية ـ البريطانية على سوريا. وفي المعلومات انّ فوتيل سيزور المسؤولين اللبنانيين الكبار قبل ان تكون له محطة مهمة في قيادة الجيش لتقويم التطورات الجارية في المنطقة وللبحث في سبل تعزيز التعاون بين قيادة المنطقة ولبنان، خصوصاً انّ لبنان دولة من دول الحلف ضد الإرهاب ويتلقّى دعماً اميركياً استثنائياً في ظل المواجهة المفتوحة التي يشارك فيها ضد الإرهاب وخلاياه.

مجلس وزراء

ويعقد مجلس الوزراء جلسة عادية قبل ظهر غد في السراي الحكومي وعلى جدول اعماله 65 بنداً، وخَلا من بنود الكهرباء. وعلمت «الجمهورية» انه يجري البحث في إمكانية طرح بند او اثنين من البنود الـ 13 التي قدمها وزير الطاقة «خطة متكاملة لإنقاذ قطاع الكهرباء» في الجلسة المقبلة في قصر بعبدا، أو إرجاء كل بنود الكهرباء الى ما بعد الانتخابات، علماً انّ الحكومة تبقى كاملة الاوصاف حتى 20 أيار حيث تنتهي ولاية المجلس النيابي الحالي.

إجلاء نازحين

على صعيد آخر، ينتظر ان يتم اليوم إجلاء 500 نازح سوري من مناطق شبعا وحاصبيا عبر المصنع بتنسيق مباشر بين السلطات السورية والنازحين أنفسهم، في عملية هي الاولى بهذا الحجم الذي ينتقل فيه نازحون سوريون من مناطق آمنة لبنانية الى مناطق آمنة سورية. وقالت مصادر مواكبة لـ«الجمهورية» انّ هذه العودة هي انعكاس مباشر لمعركة الغوطة بحيث أصبح محيط الشام آمناً ومستقراً، وهي مقدمة لسلسلة عمليات متلاحقة ستشهدها المرحلة المقبلة بتنسيق سوري ـ سوري ولا علاقة للحكومة اللبنانية به. كذلك علمت «الجمهورية» انّ منظمة UNHCR تواصلت مباشرة مع النازحين الراغبين في عودتهم، وتأكدت انّ عودتهم طوعية بملء إرادتهم. وسيشرف جهاز الامن العام على عملية نقل النازحين، بحيث سيدقّق في أوراقهم الثبوتية وسيواكبها بإجراءات لوجستية وأمنية لحماية مرور الباصات السورية الفارغة من المصنع الى شبعا، وخروجها بالنازحين من المصنع الى الاراضي السورية.

لبنان «المرتاب» في جوار برميل البارود و... فوقه

سيناريواتٌ «متلاطمة» تراوح بين حربٍ وشيكة وحلٍّ بـ «قبعات زرق» عربية

الراي...بيروت - من وسام أبو حرفوش .. لم يكن دويّ الانفجارات التي تَردّد صداها في البقاع اللبناني، المُتاخِم للحدود مع سورية، ليل الاثنين - الثلاثاء، سوى دليل بـ «الصوت والصورة» على أن عين لبنان، المقيم في جوار برميل البارود وفوقه، كأنها على عدّاد الوقت في «ساعةِ تفجيرٍ» مربوطة صواعقها الكثيرة بـ «عودِ ثقابٍ» تفوح منه رائحةُ حربٍ وشيكةٍ تشتعل في سورية وتلتهم لبنان وتصيب شظاياها غير مكان. لم يبالِ سكان السهل الشاحب، الذي لُقّب يوماً بـ «إهراءات روما» بـ «الكلام الكبير» عن أن سورية - الجارة في طريقها إلى الانفجار، أو أن ضربة الحلف الثلاثي الصاروخية كانت مجرّد طلقةٍ أولى في حرب أَيْنَعَتْ، قبل أن تعكّر عليهم حركة الطيران المجهول وصواريخه، صفو سهراتهم الانتخابية حتى الفجر وهم يطبّلون ويزمّرون لصناديق السادس من مايو. أَدْرك أهالي البقاع وسواهم من اللبنانيين أن المواجهة الكبرى التي تم تفاديها فوق رقعة الشطرنج السورية ربما تقترب. فجحيم التدافع الدولي - الاقليمي أصبح يفوق قدرة «الغرفة» الروسية على تنظيم حركة مرور الطائرات والقاذفات والمناورات والصفقات والأدوار في سماء سورية وبين أطلالها المترامية ومقابرها المفتوحة... فثمة حربٌ من نوع آخر تقرع الأبواب. لم يستقرّ إعلام النظام في سورية على رواية واحدة عما حدّث ليل الاثنين - الثلاثاء. فبعدما قيل ان طائرات يُعتقد انها اسرائيلية أطلقت صواريخ على مطاريْ الشعيرات والضمير تم اعتراض غالبيتها، جرى الحديث عن إنذار خاطئ باختراق الأجواء السورية نجم عن هجوم الكتروني معادٍ على شبكة الرادارات السورية أدى الى إطلاق الصواريخ، ولم يكن هناك أي اعتداء خارجي. وثمة مَن قرأ في هذا الإرباك، بعد تطوريْن مفصلييْن تمثّلا في الغارة الاسرائيلية على مطار «تي فور» ومقتل 7 ضباط ايرانيين وفي الهجوم الصاروخي الغربي، حيرةً من النظام السوري وحلفائه لا سيما إيران و«حزب الله» في تبرير عدم الردّ بعدما كانوا أخرجوا الى العلن ما يمكن وصفه بـ «خطة» الردّ وبنك أهدافها مقرونة بكلام حاسم عن: «لن نسكت بعد الآن». فقبل أن تعيد إسرائيل الكرّة أمس باستهداف مطاريْ الضمير والشعيرات الذي يُستخدم من الايرانيين وقبل أن يَعرض التلفزيون السوري ما ذكر أنه بقايا صاروخ تم اعتراضه، كان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله توجّه الى الاسرائيليين على الملأ قائلاً: «لا تخطئوا التقدير وأنتم وجهاً لوجه مع إيران، فحادثة مطار (تي فور) مفصلية في تاريخ المنطقة، قبلها شيء وبعدها شيء آخر». ما لم يقله نصرالله صراحة تحدّث عنه نائبه الشيخ نعيم قاسم الذي رأى في عملية مطار «تي فور» قتْلاً اسرائيلياً متعمّداً لإيرانيين «لذا يجب أن نتوقع شيئاً من ايران، لكن ما هو وما هي حدوده، ما هي تفاصيله وما هو وقته؟... هذه أمور يقررها الإيرانيون... لا سورية ولا إيران ولا حزب الله يقبلون بقواعد اشتباك تحدّدها اسرائيل...». ومما زاد من «صدارة» إيران وخياراتها الراهنة في سورية بعد الهجوم على الـ «تي فور» وضربة التحالف الثلاثي، التقارير التي تحدّثتْ عن ان قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني زار دمشق وبيروت وأن لمسات أخيرة كانت وُضعت على ردّ شامل أَعدّ له «حلف الممانعة» الذي لوّح لمن يعنيهم الأمر بأن المنطقة بأسرها ستكون تحت مرمى النار، ما أرغم الغرب واسرائيل على التراجع والاكتفاء بضربة «رفْع عتب». ورغم أن بيروت تلهو بانتخاباتها، فإنها تتلقى تقارير متناقضة عما يمكن أن يؤول إليه الصراع الكبير في سورية وعليها. فإيران تتصرّف وكأن الحرب المؤجَّلة تزداد اقتراباً وهي واقعة لا محالة، وخصوصاً في اللحظة التي سيَتقرّر فيها الذهاب الى جبهة درعا التي ستتحوّل خط تماس اسرائيلياً - إيرانياً يؤسس لمواجهةٍ لن ينجو منها لبنان. ولم يكن بعيداً عن هذه الخلاصة القول ان الهجوم الصاروخي للتحالف الثلاثي لم يكن سوى «الطلقة الاولى» في مواجهةٍ قررت الولايات المتحدة خوضها بمؤازرة حلفائها ضدّ النفوذ الإيراني في سورية، وتالياً في المنطقة، بالتوازي مع التحضير لـ «تمزيق» الاتفاق النووي مع طهران، ما يعني أن رياحاً لاهبة ستهبّ على إيران وأذرعها على نحوٍ يُدْخِل المنطقة في دورة عنفٍ يصعب التكهّن بما ستؤول اليه. غير أن تقديرات مُعاكِسة تتسلّل من «تحت طاولةِ» المفاوضات الاميركية - الروسية التي نجحتْ في جعْل الردّ الغربي على «كيماوي الأسد» موْضعياً، وتؤشر إلى إمكان العودة الى مسار جنيف مع تسليمٍ عربي ببقاء «الأسد الروسي لا الأسد الإيراني» ومجيء قوات عربية ربما بقبّعات زرق لترجمة التسوية السياسية... على الأرض، وهو السيناريو الذي أطل عبر كلام سابق عن ان «الأسد باقٍ» وكلامٍ مستجد عن قوات عربية بديلة للأميركية في سورية.

معركة «بيروت الثانية» تستعر وإشكالات في الشارع بين «المستقبل» ومنافسيه

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. تكتسب المعركة الانتخابية في دائرة «بيروت الثانية» أهمية خاصّة، باعتبار أن نتائجها ستحدد المرجعية السياسية التي تمسك بقرار العاصمة، وهو ما أخرج السباق عن إطاره السياسي، وأوصله إلى مرحلة الإشكالات الأمنية بين مناصري اللوائح المتنافسة، لا سيما بين جمهور تيّار «المستقبل» ومناصري بعض اللوائح التي شكّلتها شخصيات سنيّة بيروتية، حتى باتت التوترات والانفعالات شبه يومية في شوارع وأحياء بيروت. أول غيث الإشكالات والعراك بالأيدي، بدأ الأسبوع الماضي في منطقة الطريق الجديدة المؤيدة بمعظمها لـ«المستقبل»، حيث هاجم عدد من شبابها المرشّح عن المقعد الدرزي رجا الزهيري، وحصل احتكاك وتدافع معه ومنعوه من الدخول لزيارة أحد رفاقه في لائحة «كرامة بيروت»، ما استدعى هجوماً من الأخير على وزير الداخلية نهاد المشنوق، متهماً إياه بـ«التواطؤ بالاعتداء عليه». ودعاه إلى الاستقالة، قبل أن يقع إشكال جديد في منطقة كركاس، بين مناصري «المستقبل» ومؤيدين للمرشّح بلال بدر الذي اتهم «المستقبل» بالوقوف وراء هذا الإشكال، وسبق ذلك حادثٌ مماثل في منطقة برجا في إقليم الخروب جنوب بيروت. واعتبر رئيس لائحة «بيروت الوطن» صلاح سلام، أن ما يحصل أمر غير طبيعي. وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الغاية من الإشكالات التي يفتعلها تيار (المستقبل)، هي توتير الأجواء وإشاعة مناخات من الخوف لدى الناخبين لمنعهم من التوجه إلى صناديق الاقتراع». وقال: «هذا يحفّزنا أكثر على الاستمرار في المعركة حتى النهاية، ونحن حريصون على أن تبقى معركة ديمقراطية بمعاييرها البيروتية العريقة». وأضاف: «نعترف بحق الاختلاف مع الآخر، لكن لا يستطيع أحد أن يلغينا»، معتبراً أن «سياسة أنا أو لا أحد انتهت، والناس تراقب وتعرف ما يحصل على الأرض وستحاسبهم في السادس من مايو (أيار)». هذه الاتهامات ردّ عليها عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» راشد فايد، الذي اعتبر أن «إلصاق هذه الإشكالات والأحداث بتيارنا هو استهداف». وأسف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، لقول البعض «المستقبل يعتدي على حريات الناس من دون أي دليل، وهذا مؤشر على أن الانتخابات فيها حيز من اللاأخلاقية عند بعض الماكينات التي لا عمل لها سوى تهشيم صورة الآخر»، معتبراً أن «الغاية من ذلك التأثير على إرادة الناخبين في بيروت وتشويش أفكارهم». لكنه رأى أن «المقتنع بخيارات (المستقبل) وبمشروع الرئيس سعد الحريري لن يؤثر أحد في قناعاته مهما اشتدت حملات التضليل والتشهير». ويعتبر «المستقبل» أنه يخوض معركة بيروت على جبهتين، الأولى في مواجهة «حزب الله» الذي يسعى للفوز بعدد كبير من نواب العاصمة للإمساك بقرارها، والثانية بمواجهة سبع لوائح أخرى شكلتها شخصيات سنيّة لتوزيع أصوات السنة، بما يخدم مشروع «حزب الله» وفق تقدير قيادات تيار «المستقبل»، وهو ما أشار إليه وزير الداخلية نهاد المشنوق والمرشح على لائحة «المستقبل» بالقول خلال لقاءات انتخابية في بيروت: «نواجه لائحة من أربعين ألف صوت (لائحة (حزب الله) وحلفائه)، والرد عليها لا يكون بالتقاعس عن الانتخاب بل بالمواجهة وبكثافة الاقتراع والتصويت، لأننا أمام معركة تقرير مصير مدينة بيروت وكرامتها وقرارها وهويتها وعروبتها». وكان المرشح على لائحة «بيروت الوطن» نبيل بدر، تحدث في مؤتمر صحافي عمّا سماه اعتداء جماعة «المستقبل» على مكتبه الانتخابي في منطقة رأس بيروت (كركاس)، واصفا إياهم بـ«أصحاب السلوك السيئ». وأعلن أن «أكثر من 100 شاب معروفين بانتمائهم لتيار (المستقبل)، قاموا بالاعتداء على المكتب الانتخابي بطريقة مدروسة وحطموا محتوياته وزجاجه». وقال بدر: «لن ننجر إلى أي إشكال تسيل فيه دماء أهلنا على الجانبين، وإن جمهور تيار (المستقبل) بكامله ولو جار علينا بعضه، هو أهل لنا لم ولن نرضى أن يصيبهم أذى أو مكروه»، داعياً السلطات القضائية والأمنية إلى ضرب كل من يحاول الاعتداء على المواطنين. وطالب رئيس الجمهورية ميشال عون بـ«التدخل لوقف هذا المسلسل الهزلي والهمجي، الذي يقوم به تيار (المستقبل) والذي يضر بصورة الدولة وبنزاهة العملية الانتخابية». وسارعت منسقية بيروت في تيار «المستقبل» إلى الردّ على بدر، فأكدت أن «كافة الادعاءات التي وردت على لسانه هي محض اختلاق وافتراء، وأن شريط الفيديو الذي عرضه بدر يدين أصحابه، خصوصاً لجهة حذف المشاهد المتعلقة بالاعتداء على أحمد مختار خالد أحد وجهاء بيروت وفعالياتها وعضو المجلس البلدي السابق، وهو اعتداء موثق، يظهر آثار الضرب التي تعرض لها وحصل بنتيجتها على تقرير طبي من الجهات المختصة»، واضعاً هذا الإشكال بكافة تداعياته «بتصرف الأجهزة الأمنية والقضاء اللبناني، الكفيل وحده بوضع حد لمحاولات التضليل والافتراء».

بعثة الاتحاد الأوروبي في جولة جنوبية لمراقبة الانتخابات

التقت المرشحين والمواطنين واستفسرت عن الحملات وعمل الإعلام

بيروت: «الشرق الأوسط»... جال وفد من بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات النيابية 2018 في دائرة الجنوب الثالثة انطلاقاً من مدينة النبطية حيث التقى عددا من المرشحين والمواطنين. وتركزت اللقاءات التي قام بها الوفد مع المواطنين على ما إذا كانت هناك ضغوط تمارس عليهم لانتخاب هذه اللائحة أو تلك مع التشديد على أهمية وعي الناخبين والثقافة الانتخابية التي يمتلكونها، كما استفسر الوفد عن دور الماكينات الانتخابية وقدراتها التجييرية في الدائرة والحملات الانتخابية، إضافة إلى التغطية الإعلامية في الدائرة. ولفتت «وكالة الأنباء المركزية» إلى أن الوفد ركّز على جولة كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل في المنطقة الأسبوع الماضي، وجال في مكتب «الوكالة الوطنية للإعلام» بسراي النبطية والتقى العاملين فيه واستفسر عن دورهم في التغطية للمرشحين واللوائح كما جال أعضاء الوفد في شوارع النبطية مراقبين انتشار صور المرشحين واللوائح. وأشار الوفد إلى أنه «مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في 6 مايو (أيار) المقبل، سيرتفع عدد المراقبين إلى مائة في كل لبنان»، مؤكدا أن «المراقبين ليسوا طرفا ولن يتدخلوا في العملية الانتخابية، وأن مهمتهم تنحصر في مراقبة المرشحين ووسائل الإعلام والحملات الانتخابية والموظفين الإداريين المعنيين بالعملية الانتخابية». وكانت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات إيلينا فالنسيانو، أعلنت الأسبوع الماضي، خلال لقائها الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، أن البعثة «باشرت مهمتها في لبنان وستبقى حتى نهاية الانتخابات، لرفع تقارير عن سير العملية الانتخابية». وكشفت عن أن «مئات المندوبين سينتشرون في مراكز الاقتراع داخل لبنان بالتنسيق مع وزارة الداخلية والبلديات، للاطلاع وتلقي الشكاوى»، مشيرة كذلك إلى أن الاتحاد الأوروبي «سينشر مراقبين في السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية اللبنانية في أوروبا، لمتابعة عملية الانتخاب التي ستجري هناك للمغتربين اللبنانيين».

الحريري يرفض التهجم على الأشقاء العرب

بيروت - «الحياة» .. للمرة الأولى منذ سنوات انتقل زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بعد ظهر أمس، إلى دارة والده الراحل الرئيس رفيق الحريري في محلة قريطم حيث عقد لقاء انتخابياً مع جيران القصر في الحديقة التي توزّعت فيها صور الرئيس الشهيد. وأثناء إلقائه كلمته في المكان الذي عاش فيه في كنف والده، انفعل وبكى واضطر لوقف كلمته والانتحاء جانباً لمسح دموعه ثم عاد وسط هتاف الحضور: سعد... سعد... سعد». وحين عاد لإكمال كلمته تكرّر بكاؤه قبل أن يتابع إلقاءها. وكان الحريري شدد على «ضرورة التزام سياسة النأي بالنفس في ظل الصراع الدولي القائم والتطورات العسكرية التي ترتبت على مجازر الكيماوي في دوما»، لافتا إلى أن «هناك من يلجأ للالتفاف على قواعد النأي بالنفس ويستخدم المنابر الانتخابية والإعلامية وسيلة للتهجّم على الأشقاء العرب الأمر الذي نصنفه في خانة الإساءة المباشرة لمصالح لبنان وتجاوز حدود الإجماع الوطني في الحفاظ على علاقات لبنان مع الدول العربية». ولفت إلى أن «الكلام الذي سمعناه أخيراً من أحد المنابر الانتخابية الحزبية، يصب في هذا الاتجاه المرفوض، سواء منه ما تناول الدول العربية الشقيقة، أو الكلام الذي تناول مواقفي التحذيرية من المخاطر التي تهدد عروبة بيروت، ومحاولات السيطرة على قرارها السياسي». وقال: «من التهجم على مواقف تيار المستقبل بالدفاع عن قرار بيروت، إلى التهجم على العرب ونصف الكون، لم نعد نعرف إلى أين يريدون التوجه بلبنان». وأقام الحريري مأدبة غداء أمس في «بيت الوسط» على شرف رجال الدين والعلماء والمشايخ تقدمهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وفي حضور الرئيس تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق ومرشحي لائحة «المستقبل» في بيروت الثانية. وأكد «أنني أعمل ليل نهار لمنع الحريق السوري من الانتقال إلى لبنان ووحدتنا أساس في مواجهة التحديات واستكمال مشروع بناء الدولة وحمايته من الأعاصير المحيطة». ووجه نداء إلى الحاضرين دعاهم فيه إلى «التضامن لحماية هوية بيروت وقرارها السياسي والوطني من خلال دعوة أهلها إلى رفع نسبة الاقتراع إلى الحد الأقصى وقطع الطريق أمام كل محاولة لوضع اليد على العاصمة وممثليها». وأضاف: «يمكن أن نسمع أصواتاً تضع بيت الوسط، وتضع المشايخ الأفاضل، في خانة الاصطفاف المذهبي على أبواب الانتخابات لكنني لن أقف عند ما يمكن أن يقال، وإن بيت الوسط، شاء من شاء وأبى من أبى، فرع من فروع الإرث الوطني لرفيق الحريري، ومكانة مشايخ أهل السنة في بيروت وكل لبنان، راسخة في هذا البيت ودوره على الساحة الإسلامية». وقال: «إذا كنا في مواقعنا السياسية نمثِّل الاعتدال في الإسلام، فأنتم القاعدة التي نرتكز إليها، في إعلاء قيم ومفاهيم الإسلام الصحيح، ورفض دعوات الانزلاق إلى هاوية الجهل والتعصب والتطرف. وإذا كنا، ننادي بالعيش المشترك، أساساً لحماية لبنان، وتعزيز ثقافة الحوار بين اللبنانيين، فأنتم من يحمل دعوة المسلمين، للحوار مع الإخوة المسيحيين». وشدد على أن «تيار المستقبل، لا يتحرك من خلفيات طائفية، وهو منفتح على القيادات الروحية كافة في لبنان التي ترعى قيم الحياة المشتركة بين اللبنانيين». ورأى أن «المؤسسة الدينية الإسلامية معنية بالشأن السياسي والوطني، خصوصاً هنا في بيروت، التي يبدو أن هناك مخططاً متعمداً، لتفتيت أصوات عائلاتها، لتذهب لخدمة المصلحة الانتخابية للائحة الأخرى. وأي تفسير آخر لمجريات الانتخابات في بيروت، يخالف الحقيقة، ويحاول أن يبني على توقعات غير منطقية». وشدد على «أننا أمام منعطف مهم في تاريخ البلد والمنطقة، ووحدتنا أساس في مواجهة التحديات وأساس في استكمال مشروع بناء لبنان وحمايته من الأعاصير المحيطة». وأشار إلى أن «ما يحصل من جرائم ضد الشعب السوري، وما وقع على الأطفال والمدنيين الأبرياء في دوما والغوطة وغيرها، جرائم موصوفة بكل المعايير». وقال: «ليس مقبولاً للبنان أن يكون صندوق بريد لأحد... أو أن يعود ساحة لخوض صراع الآخرين على أرضه. وليست مقبولة، العودة إلى نغمة المتاجرة بهوية بيروت والمزايدة علينا بعروبتنا... وتحديد مقاسات خاصة لهذه العروبة». وأضاف: «عروبة بيروت لا تحتاج إلى شهادة حسن سلوك من أحد»، مؤكداً «أنها حقيقية وأصيلة وليست مزوّرة، هذا النمط المزور غير مقبول عند أهل بيروت، وغير مقبول عند أكثرية اللبنانيين الذين نلتقي معهم على حماية القيم الوطنية المشتركة، ودفع المخاطر عن لبنان، وإعادة الاعتبار لمفهوم الدولة والمؤسسات». وتوجه إلى رجال الدين بالقول: «إن التعاون مع سماحتكم في هذا الشأن قضية محورية».

المشنوق: نواجه لائحة من 40 ألف صوت

أكد وزير الداخلية البلديات اللبناني نهاد المشنوق خلال لقاءات انتخابية مع عائلات بيروتية أن «بيروت دفعت ثمناً كبيراً في تقديمها شهداء كباراً فداء لعروبتها ولإبقاء قرارها الحر، منهم من اغتيل ومنهم من نفي وتوفي في الخارج، من المفتي الشهيد حسن خالد إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مروراً بالرئيس تقي الدين الصلح الذي توفي في المنفى والرئيس صائب سلام الذي سمح بعودته إلى بيروت في أيامه الأخيرة ليموت فيها». وقال: «إننا نواجه لائحة من أربعين ألف صوت، والرد عليها لا يكون بالتقاعس عن الانتخاب بل بالمواجهة وبكثافة الاقتراع والتصويت». وسأل: «هناك خلاف بين مشروعين سياسيين على تمثيل بيروت، والمعركة سياسية أكثر مما هي معركة انتخابية على مقعد هنا أو هناك»، معتبراً أننا «أمام معركة تقرير مصير مدينة بيروت وكرامتها وقرارها وهويتها وعروبتها».

تبادل الحملات من العيار الثقيل في طرابلس يرفع حدة المنافسة والتحدي لزيادة المقترعين

بيروت - «الحياة».. ازدادت المعركة الانتخابية احتداماً في شمال لبنان عموماً، بين المرشحين على اللوائح الـ18 في دوائرها الثلاث المتنافسة على 28 مقعداً، وأبرزها دائرة الشمال الثانية وتضم طرابلس والمنية والضنية (11 نائباً) وعدد ناخبيها 350 ألفاً، وتتنافس فيها 8 لوائح، أبرزها: «المستقبل للشمال»، «العزم»، لائحة الوزير السابق فيصل عمر كرامي «الكرامة الوطنية»، ولائحة أشرف ريفي «​لبنان​ السيادة». أما الدائرتان الأخريان اللتان تتأثر بهما المعركة في عاصمة الشمال على رغم بعض اختلاف التحالفات وتوزع القوى السياسية والطائفية، فهما دائرة الشمال الأولى (عكار) وفيها 7 نواب، حيث عدد الناخبين 283691 ناخباً. ودائرة الشمال الثالثة: زغرتا، بشري، الكورة، والبترون (10 نواب) وعدد ناخبيها 249454. إلا أن حدة الحملات المتبادلة كانت في تصاعد تدريجي وتركزت خلال الأسبوعين الماضيين في دائرة «طرابلس- المنية- الضنية» بين لائحة «العزم» التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي، ولائحة «المستقبل»، إذ يستخدم المرشحون الاتهامات بمختلف صنوفها ومن العيار الثقيل بعضهم ضد بعض، ومنها استحضار»المستقبل»، بلسان زعيمه الرئيس سعد الحريري ومرشحي اللائحة، موضوع الوصاية السورية ضد لائحة «العزم» التي يغمز رئيسها من قناة الحريري، ويقول «إنهم يعيشون الخوف» من لائحته، مشدداً على أن كتلة «العزم» لن تكون ملحقة بأي كتلة في بيروت، في محاولة حثيثة من كل فريق لاستقطاب الأصوات، وتأمين الحاصل الانتخابي. وفيما تقدر أوساط طرابلسية الحاصل الانتخابي لأي لائحة كي تتمكن من أن تحصل على مقعد في الدائرة بحوالى 14 ألف صوت، تجمع الآراء على أن المعركة تدور بين اللوائح الأربع الرئيسة المتنافسة على رفع نسبة الاقتراع لخفض نسبة توزع الفائزين بين هذه اللوائح، لا سيما في المدينة. فنسبة المقترعين في المدينة لم تقفز فوق الـ47 في المئة عام 2009. ويركز «المستقبل» على شحذ همم الطرابلسيين لتجاوز ذلك. وتتوقع الأوساط المتابعة في المدينة أن يزورها الحريري في الأيام المقبلة حيث سيجري لقاءات انتخابية شعبية، أسوة بالزيارات التي يقوم بها لعدد من الدوائر. وينتظر أن ينتقل إلى عكار أيضاً. ويسعى مؤيدو «المستقبل» إلى مزيد من التعبئة الانتخابية في عاصمة الشمال التي سمحت شعبية الحريري فيها بحصد مقاعدها كافة في دورتي 2005 و2009 مع حلفائهم على اللائحة، لكن هذا كان في ظل التحالف مع ميقاتي وأحمد كرامي في الدورة الماضية، فضلاً عن أن المرحلة الأخيرة شهدت خروج ريفي من عباءة الحريري واختياره معاداته. وشمل الخطاب المتبادل بين لائحتي الحريري وميقاتي التحريض على وجود مرشحين من خارج المدينة، على لائحة كل منهما، فضلاً عن استخدام قضية الموقوفين الإسلاميين الذين يطمح أهاليهم إلى صدور قانون العفو الذي سيتأخر إلى ما بعد الانتخابات. ومن بين أسلحة التعبئة الإعلامية تركيز «المستقبل» على مرحلة ترؤس ميقاتي الحكومة بالتحالف مع قوى 8 آذار و «حزب الله» وسورية، عام 2011، إضافة إلى الاتهامات المتبادلة حول المسؤولية عن حروب المحاور التي شهدتها المدينة على مدى 4 سنوات بين 2011 و2015 بين باب التبانة (المنطقة السنية) وبعل محسن (المنطقة العلوية).

«لائحة الشيطان»

ودخل على خط السجال الانتخابي الوزير السابق النائب محمد الصفدي الذي شن في فيديو مسرب هجوماً عنيفاً على ميقاتي، ووصفه بـ «الكاذب الذي يهوى الفتنة والتفرقة بين الناس»، وأن لائحته هي «لائحة الشيطان». ودعا مناصريه إلى التصويت للائحة «المستقبل»، ممتدحا الرئيس الحريري. وحذر من أن الهدف في الانتخابات هو حصول «حزب الله مع التيار الحر وحلفاء سورية بما فيها لائحة ميقاتي، على الأكثرية». والصفدي امتنع عن الترشح لمصلحة تأييد لائحة الحريري. وكان الحريري شدد خلال حفل إطلاق لائحة التيار في دائرة الشمال الثانية في مركز الصفدي قبل أسبوعين على «أن طرابلس لا تريد الوصاية، إلا أنهم خبراء بالوصاية وشركاء فيها»، لافتاً إلى «أن من هم في لوائح بشار الأسد يجب أن يعرفوا أن زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود وزمن الاستقواء بالسلاح والمخابرات لن يعود». ودعا ميقاتي أمس إلى «عدم التوقف عند الاتهامات وحملات التجني التي توجه إلى لائحة العزم وإليه شخصياً»، لأنها نابعة كما يقول «من انزعاج كبير لدى من لا يريدون كتلة طرابلسية وشمالية وازنة في المجلس النيابي». وخاطب مناصريه في لقاء شعبي للائحته أمس «كل الكلام الذي تسمعونه والهجوم الذي نتعرض له هو لهذا السبب، ولأن البعض لا يريد أن تكون هناك كتلة قوية تنقل هواجسكم وتستمع لكم وتتابع همومكم». وإذ حضهم على «كثافة التصويت»، قال: «هي فرصة أمامكم، فإما أن نستغلها وإما أن نتحمل جميعاً العواقب لاحقاً».

قرار المدينة

وإزاء تكرار ميقاتي في تصريحاته رفض مصادرة قرار المدينة في انتقاداته للحريري ولممارساته في رئاسة الحكومة، رد النائب سمير الجسر عليه قائلاً: «عندما يقول الرئيس ميقاتي إنه يريد استعادة قرار طرابلس، إنما يستهدف بذلك تيار المستقبل، وأنا أسأله عندما تحالفت معنا عام 2009 أين كان قرار طرابلس وقتها؟». وتابع: «تيار المستقبل لم يتفق على شيء مع الرئيس ميقاتي وأكمل فيه للأخير، لا في الانتخابات النيابية عام 2009، ولا في انتخاب المفتي في طرابلس، ولا في انتخابات المجلس الشرعي، ولا في انتخابات البلدية». وأدى تفاقم الحملات إلى سجال بين المرشح على لائحة ميقاتي توفيق سلطان ومرشح لائحة «المستقبل للشمال» عن المقعد الماروني جورج بكاسيني، الذي تحدث قبل أيام عن أن اللائحة تضم رموزاً من الوصاية السورية، ما دفع سلطان إلى الرد عليه وعلى كلام الصفدي بالقول: «ليت كلام الصفدي كان في مستوى أرضية المركز الذي شوهه بكلام خارج عن الأصول واللياقة كي لا أقول التهذيب، ولا علاقة له بالسياسة بل هو توسل لغة يقدم فيها أوراق اعتماد لا أعتقد أنها تخدمه أو تخدم أهل طرابلس». ويعتبر سلطان أن هناك تدخلات من الأجهزة الرسمية لمصلحة «المستقبل» و»التيار الوطني الحر». ورد بكاسيني أمس سائلاً سلطان: «لماذا التهجمات الشخصية المتواصلة؟ هل ترضى بأن تخوض معركتك الانتخابية تحت عنوان تحرير طرابلس من سعد الحريري؟ هل ترضى كصديق لكمال جنبلاط ورفيق الحريري وسعد الحريري أن تنسيك المعركة الانتخابية تاريخك النضالي الـــطويل والعـــلاقة التي تربطك بهذه الرموز الوطنية الكبيرة؟ هل يعقل أن تتهجم على الوزير محمد الصفدي الذي وقف بعد اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري وقفة رجل صادق مع انتفاضة الاستقلال؟».

 



السابق

مصر وإفريقيا...القاهرة تمهّد لرفع أسعار المحروقات وتفتتح مطارين قريباً..«ماسبيرو» يتخلص من العشوائيات ويحتفظ بالمعالم الشهيرة...شكري يطلب دعم بوروندي مرشح مصر للبرلمان الأفريقي..السراج ينفي اتصاله بحفتر... ونواب يتهمون سلامة بـ{تجاوز مهامه}..البرلمان السوداني يجيز اتفاقية للتعاون الأمني والعسكري مع تركيا..كشف نفق بين تونس وليبيا لتسهيل تحرك الإرهابيين...فشل حوار سري بين الغالبية والمعارضة في موريتانيا..زعيم «حراك الريف» في المغرب يطعن بقرائن اتهامه..بدء التمرين المشترك المغربي- الأميركي "الأسد الأفريقي 2018".....

التالي

أخبار وتقارير...هل تسمح روسيا لأحد بالمشاركة في قرار مستقبل سوريا؟...إسرائيل تحت وطأة كابوسَين: ذكرى النكبة..وانتقام إيران!...رهان فرنسي على «توتر» بين موسكو ودمشق...ماكرون يخشى «الحرب الأهلية الأوروبية»...«ثورة مخملية» في أرمينيا ضد تعيين سيركيسيان رئيساً للوزراء..أميركا وبريطانيا وأستراليا تتهم روسيا بالتجسس السيبراني...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,776,234

عدد الزوار: 6,914,417

المتواجدون الآن: 103