لبنان...نصرالله: ضربة «تي فور» مفصلية... وإسرائيل أصبحت في وجه إيران...نصرالله: ارتكب الاسرائيليون خطأً تاريخياً، وما قبل الضرية شيء وما بعدها شيء آخر ...؟؟؟؟؟الحريري يجول في الجنوب دعماً لمرشحيه ونصر الله يتحدث عن بيروت من ضاحيتها... نيسان الإنتخابي: امتعاض جنبلاطي من تقارب الحريري – إرسلان...تطويق «إشكال خطير» في قصقص...

تاريخ الإضافة السبت 14 نيسان 2018 - 6:53 ص    عدد الزيارات 2688    القسم محلية

        


13 نيسان الإنتخابي: امتعاض جنبلاطي من تقارب الحريري – إرسلان...

تطويق «إشكال خطير» في قصقص... واستجرار الكهرباء من سوريا أمام مجلس الوزراء بعد القمة..

اللواء.. 22 يوماً، ويتوجه اللبنانيون بعد ان يسبقهم المغتربون إلى صناديق الاقتراع، على وقع شبح الإشكالات المتنقلة في الشوارع والمربعات، في المدن الكبرى والارياف البعيدة، والناس، وهي تتوجس من أجواء التهديدات الأميركية والغربية بضربات جوية ضد أهداف في سوريا، على خلفية اتهام النظام باستعمال الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، ما يزال جيل منهم يتذكر وجع الحرب الأهلية (1975 - 1976) وآلامها وحرائقها، مع احتفال في المتحف الوطني (نقطة التقاطع بين خطوط التماس خلال الحرب بين غربي العاصمة وشرقها)، يدعو للحفاظ على السلم الأهلي والتعايش المشترك، في «لحظة حقيقية» بعد 43 عاماً على مجزرة عين الرمانة التي فجرت حرب السنتين في لبنان. وسط هذه الأجواء الملبدة في المنطقة، يتوجه الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري إلى القمة العربية اليوم في المملكة العربية السعودية التي ستعقد في الظهران ويشارك في الوفد الرسمي، إلى الرئيسين، الوزراء: جبران باسيل، نهاد المشنوق ورائد خوري. في غضون ذلك، أكّد مصدر وزاري لـ«اللواء» ان الموقف اللبناني من الموضوع الإقليمي، ومن تطورات ما يمكن ان يحصل في سوريا من تداعيات تحت وطأة الهجوم الأميركي المتوقع، أصبح معروفاً وهو اعتماد سياسة النأي بالنفس، وقال انه «لا يرى أي تخوف من انعكاس الوضع الإقليمي والحرب في سوريا على الساحة الداخلية اللبنانية، خصوصاً وأن الوحدة الداخلية ضرورية ومطلوبة في هذه المرحلة الحسّاسة والدقيقة والصعبة التي تمر بها المنطقة برمتها، مشيراً إلى ان هناك تأكيداً دولياً على وجوب استقرار لبنان وتحييده عن أي خلافات أو صراعات إقليمية. وفي تقدير مصادر وزارية أخرى، ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سينفذ تهديداته في غضون الساعات المقبلة، لكنه لن يأخذ الأمور إلى مواجهة واسعة مع الروس، لأنه يُدرك ان تداعيات المواجهة مع موسكو لن تكون محصورة في نطاق معين، وإنما ستفتح الباب امام حرب إقليمية مفتوحة على كل الاحتمالات. وكشفت المصادر ان بعض المسؤولين اللبنانيين تلقوا معلومات من أوساط أميركية وأوروبية عليا مفادها ان التحضيرات اوشكت على الانتهاء استعداداً لضربات أميركية وفرنسية وبريطانية، بعدما أخذت هذه الدول قرارها بمعاقبة الأسد ونظامه، رداً على استخدام السلاح الكيماوي. وان موسكو باتت تدرك ان ترامب يريد ان يدخل إلى لقائه التاريخي مع الزعيم الكوري الشمالي متسلحاً بالرد على النظام السوري الذي استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه، في رسالة واضحة يريد توظيفها في الحوار المرتقب على عدوه اللدود. وكشفت مصادر دبلوماسية ان المفاوضات الدولية الجارية مع موسكو تركز على ثلاثة مطالب اميركية:

1- ان تتولى الولايات المتحدة الاشراف على ما تبقى من أسلحة كيمائية لدى النظام في سوريا

2- استئناف مفاوضات جنيف، بهدف التوصّل إلى تسوية سياسية، تمهّد للانتقال السياسي، وقيام حكم انتقالي يمهد لخروج الرئيس بشار الأسد من السلطة.

3- أن يتوقف النظام عن استخدام الطيران الحربي السوري، وان تتولى روسيا التحرّك جواً لضرورات يجري التنسيق حولها مع الجانب الأميركي.

ملف الكهرباء

ويفترض ان يعود مجلس الوزراء في جلسة الأسبوع المقبل إلى بحث ملف الكهرباء في ضوء التقرير الذي اعده وزير الطاقة سيزار أبي خليل والذي لم يتسنَ للحكومة مناقشته، سوى البند الأوّل فيه والمتعلق بمعمل دير عمار-2 والذي اثار سجالاً حاداً بين الوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل، مما اضطر الرئيس عون إلى رفع الجلسة، وترحيل الموضوع إلى الجلسة المقبلة. والمعروف ان التقرير يتضمن في أحد بنوده اقتراح استجرار الطاقة من سوريا بقوة 850 ميغاوات بصورة مؤقتة لحين إنشاء معامل على البر، وثمة وزراء باتوا يميلون إلى هذا الحل، باعتبار ان الربط الكهربائي مع سوريا قد يمهد على المدى البعيد لربط آخر مع تركيا، وغيرها من الدول القريبة جغرافياً، لكن مصدراً وزارياً استبعد لـ«اللواء» إمكان طرح ملف الكهرباء مجدداً على جدول أعمال مجلس الوزراء في جلساته القليلة المقبلة، والتي قد لا تتجاوز الجلستين أو الثلاث، الا ان ما قد يتطرق إليه المجلس فقط هو تجديد عقود بواخر الكهرباء التي تنتهي في شهر أيلول، خوفاً من ان يستغرق تأليف الحكومة الجديدة وقتاً طويلاً.

أزمة حساسية

انه ما يزال يفصلنا عن موعد الاستحقاق الانتخابي سوى ثلاثة أسابيع فقط، فإن التنافس الانتخابي، بين القوى السياسية، واللوائح ذات التحالفات الهجينة، بلغ ذروته في اليومين الماضيين، علماً ان التوتر مرشّح لأن يتصاعد مع ارتفاع وتيرة الاحتكاكات المسلحة بين أنصار المرشحين، ولا سيما في بيروت الثانية، على خلفية نزع وتعليق صور المرشحين، مثلما حدث مساء أمس في قصقص حيث حوصر المرشح على المقعد الدرزي رجا الزهيري في منزل زميله في لائحة «كرامة بيروت» الدكتور محمّد خير القاضي، على اثر حصول اشكال بين مرافقيه وانصار تيّار «المستقبل» في المحلة المذكورة، تطوّر إلى اطلاق نار في الهواء، وتدخلت قوى الجيش والأمن الداخلي لمعالجة الوضع. وحصل هذا الحادث، فيما كان الرئيس سعد الحريري يجول في قرى حاصبيا والعرقوب ومرجعيون في زيارة انتخابية لشد عصب المرشح على المقعد السني في دائرة الجنوب الثالثة عماد الخطيب، ضمن لائحة تحالف الوزير طلال أرسلان التيار الوطني الحر، لكن الجولة التي شملت 8 محطات، لم تنته من دون إثارة «ازمة حساسية» مع الحزب التقدمي الاشتراكي، لا سيما بعد الاستقبال الذي أقامه الوزير أرسلان في السرايا الشهابية في حاصبيا وإصراره على ان يزور الحريري خلوات البياضة للموحدين الدورز، حيث استقبله هناك الشيخ غالب الشوفي، من اتباع الشيخ نصر الدين الغريب شيخ عقل للطائفة. وعبر عن هذه الأزمة، عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور الذي اعتبر ان «للبيوت ابوابها»، وان باب حاصبيا هو النائب وليد جنبلاط، اما النوافذ الأخرى أو المداخل الضيقة، فلا تعبر عن حاصبيا، في إشارة إلى أرسلان، موضحا ان الحزب التقدمي الاشتراكي «آثر ان يبقى بعيدا عن هذه الزيارة التي تهدف لاعلان تحالف سياسي»، معتبرا انه «تحالف هجين سينقضي في السادس من أيّار ليلا». اما النائب جنبلاط، فقال تعليقا على هذا الموضوع لـ «اللواء» انا لن انجر الى هذا السجال ولم اهتم كثيرا بالموضوع، وان كنت اشارك الوزير ابو فاعور شعوره، لكني كنت منشغلا بحفل تكريم رئيس «مؤسسة العرفان التوحيدية» الشيخ علي زين الدين بتقليده وساما فرنسيا تقديرا لانجازته، وكنت اتمنى استقبال الرئيس الحريري بطريقة اوسع وارحب في منطقة حاصبيا. وقالت مصادر قيادية في الحزب الديموقراطي ان سبب التحالف في دائرة الجنوب الثالثة مع «المستقبل والتيار الحر» يعود الى عدم اخذ الحلفاء في «حزب الله وامل» والحزب القومي بالاعتبار وجود حيثية كبيرة سياسية وشعبية وانتخابية للوزير ارسلان في حاصبيا ومرجعيون، ورفض ترشيح مرشح الحزب الديموقراطي الدكتور وسام شروف في الدائرة، اضافة الى رفض ترشيح مرشح الحزب في بيروت الثانية عن المقعد الدرزي نسيب الجوهري، وترك المقعد فارغا على اللائحة لمرشح الحزب الاشتراكي فيصل الصايغ، فاضطر ارسلان الى نسج تحالف انتخابي مع المستقبل والتيار لاثبات حيثيته في المنطقة. لكن المصادر اكدت ثبات الحزب الديموقراطي على مواقفه الاستراتيجية بالعلاقة مع المقاومة الرئيس نبيه بري، وان التحالف الانتخابي لا يلغي هذا الموقف الاستراتيجي والخيار الوطني الكبير.

جولة الحريري

وكانت جولة الحريري بدأت في مرجعيون التي وصلها في طوافة عسكرية، حيث أقيم له احتفال في الساحة، ثم انتقل عصرا إلى حاصبيا يرافقه المفتي الشيخ حسن دلي ونادر الحريري والمرشح عماد الخطيب، حيث نظم له أرسلان استقبالا شعبيا في ساحة القلعة الأثرية، وكانت له كلمة ردا على كلمة ترحيبية من أرسلان. شدّد فيها الحريري على ضرورة ان يستعيد المواطن ثقته بالدولة، مؤكدا على ان أساس تفاهم اللبنانيين هو العيش المشترك والاعتدال. وبعد زيارة خلوات البياضة، انتقل الحريري إلى بلدة شبعا، مرورا بقرى عين قنيا وشويا، مشيرا إلى ان «زمن غياب الدولة عن تحمل مسؤولياتها في حماية منطقة الشريط الحدودي والدفاع عنها انتهى»، وان «استراداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مسؤولية الدولة، وكل اللبنانيين صف واحد خلف الجيش اللبناني في حماية الحدود، وجميعنا صف واحد في مواجهة أطماع إسرائيل بأرضنا وثرواتنا النفطية. ومن شبعا انتقل الحريري الى بركة النقار المتاخمة للبوابة الشرقية لمزارع شبعا المحتلة ومنها الى كفرشوبا حيث كان استقبال حاشد من ابناء البلد ، انتقل بعدها الى كفرحمام ليضع حجر الاساس للمبنى البلدي ، ومنها الى راشيا الفخار لينتقل بعدها الى محطته الاخيرة في الهبارية وكان استقبال حاشد في المعبد الروماني.

نصر الله

وفيما كان الحريري يجول في القرى الحدودية الجنوبية، كان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، يصوب على تيّار المستقبل، في خلال المهرجان الانتخابي لدائرتي بعبدا وبيروت الثانية في منطقة الجاموس- الحدث، موضحا ان لائحة «وحدة بيروت» لا تخوض الانتخابات من أجل مصادرة قرار بيروت كما تدعي لائحة «المستقبل»، لافتا إلى ان الذين ينتخبون اللائحة أو غير لوائح هم: من أهل بيروت، «يجب التنبيه أن بيروت لها ميزة عن كل الدوائر أنها عاصمة لبنان، يجب أن لا تفقد هذه الميزة وبيروت التي هي عاصمة لبنان هي تحتضن كل اللبنانيين وتختصر في تركيبتها كل اللبنانيين، فيها مسلمون من كل المذاهب ومسيحيون من كل المذاهب، ويجب أن تكون مدينة بيروت خلاصة لبنان وعنوان لبنان ورمز لبنان والتعبير عن التركيبة اللبنانية». واعتبر أنه «لا يجوز لأي تيار او حزب او حركة او جمعية او زعامة أن تختصر بيروت بلونها الخاص، لون بيروت يجب أن يبقى لون الشعب اللبناني، ويجب أن يشعر الجميع أنهم أمام فرصة حقيقة للتمثيل». وشدد على أن « بيروت عاصمة لبنان كانت تحمل القضايا العربية وهمومها، وكانت تتظاهر من اجل القضايا العريبة»، لافتاً الى أنه «لم تكن بيروت في يوم من الايام تنأى بنفسها عن القضايا العربية «. ولفت الى أن «الخصومة السياسية بين «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل»، وبين التيار وتيار «المردة» يجب أن نسعى لان نجد لها حلا»، مشدداً على أن «التفاهم والتحالف لا يعني على الاطلاق أننا أصبحنا حزبا واحدا». وستكون للسيد نصر الله إطلالة ثانية غروب الاثنين في مهرجان لدعم مرشّح الحزب في دائرة كسروان- جبيل، على ان تكون له اطلالات أخرى في الأيام التي تلي من دائرتي الجنوب الثانية أي صور- الزهراني، المرتاحة إلى وضعها. وبعلبك الهرمل التي يخوض فيها الحزب معركة شرسة في مواجهة أربع لوائح، خوفا من حصول اختراق في أكثر من مقعد فيها.

اشكال قصقص

وفيما سجلت مسيرات سيّارة لتيار «المستقبل» جابت احياء وشوارع بيروت الثانية، أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية عن حصول اشكال وإطلاق نار في حيّ العرب في منطقة قصقص، بين مناصرين للمرشح رجا الزهيري وعناصر من تيّار المستقل على خلفية إزالة صور للزهيري، أثناء زيارته لزميله في اللائحة المرشح الدكتور محمّد خير القاضي، وطوق مناصرو «المستقبل» منزل القاضي، فيما عمد أنصار الزهيري لاطلاق النار في الهواء لتفريق المتجمعين، وحضرت على الفور دورية للجيش وعملت على إخراج الزهيري من منزل القاضي من دون ان يتعرّض لأذى. وعزا تيّار المستقبل في بيان اعتذر فيه عن المشاهد التي رافقت الحادث، ان ردة فعل شبان منطقة الطريق الجديدة، جاءت بعد استفزاز مقصود تخلله إطلاق رصاص، لكنه اعتبر ان ردة الفعل «لا تستقيم مع توجهات قيادة التيار والمسؤولية الملقاة عليها في حماية العملية الانتخابية والانشطة المواكبة لها، والتأكيد على حقوق كافة المرشحين للقيام بما تقتضيه المنافسة الانتخابية. وناشد البيان الأنصار في كافة المناطق ولا سيما في الطريق ال جديدة، عدم الانجرار إلى أي استفزاز مهما كانت دوافعه وتجنب أية ردّات فعل غير مسؤولية من شأنها ان توقع الضرر بالأهداف التي يعمل لها تيّار «المستقبل» والرئيس سعد الحريري. ولاحقاً، أصدرت لائحة «كرامة بيروت» التي يرأسها القاضي خالد حمود، بيانا اعتبرت فيه بيان تيّار «المستقبل» بأنه جاء منصفاً وحكيماً، لكنها أكدت رفضها المطلق لكل أساليب العنف والتشبيح والبلطجية ودعت إلى إبقاء المعركة ضمن نطاقها الديمقراطي البحت، وشكرت الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية على تأمينها سلامة المرشحين القاضي والزهيري. ولكن بيان اللائحة روى تفاصيل الحادث بشكل مختلف متهماً من اسماهم «شبيحة» منطقة الطريق الجديدة بمحاصرة المرشحين المذكورين داخل عيادة القاضي، ومن ثم خلع أبوابها وتكسيرها واقتحامها، في وقت أطلق آخرون النار على المنزل والعيادة ومن فيها لمدة 30 دقيقة.

المنطقة في دائرة الغليان... ولبنان يتقلّب بين ارتكابات السلطة وتمادي أمن الدولة

الرئيس نبيه بري مستقبلاً البطريرك اليازجي أمس

الجمهورية..باق من الزمن 22 يوماً على موعد الانتخابات النيابية في السادس من أيار المقبل. وعلى طريق هذا الاستحقاق، تنصرف القوى السياسية الى حشد عدتها وعديدها، وكل يوم يتكشّف أكثر فأكثر السقوط المدوي لقانون انتخابي أريد له ان يشكّل فرصة إصلاحية وتصحيحية للتمثيل، وكذلك سقوط قوى السلطة في ادارة الدولة، ونجاحها لا بل تفوّقها في التأسيس لدولة مزرعة مشوّهة، فاقدة لكل معانيها. كل هذا التأسيس، يجري فيما المنطقة، ولبنان جزء منها، ترقص على حافة هاوية وتوشك على السقوط فيها، وها هي الصواريخ الاميركية التي تنتظر ساعة الصفر لإطلاقها على الميدان السوري، وسط سيناريوهات خطيرة وتهديدات من الجانب الاميركي والغربي، ومن الجانب الروسي وحلفائه، تنذر بتحويل هذه المنطقة برمّتها ملعباً لاختبارات مصيرية وكارثية. تكاد السلطة تتباهى بإعدامها قانون الانتخاب، من دون ان يرفّ لها جفن، وامام القاصي والداني أكدت بجشعها وفجعها كم هي مستميتة لإلقاء القبض على القانون والسطو على الانتخابات والانصياع لمحرّماته ومصادرة إرادة الناخبين بالترغيب والترهيب ودجل الوعود. ولم يعد خافياً انّ السلطة تراكم يوماً بعد يوم، وبلا خجل او رادع، ارتكاباتها أكثر فأكثر حتى صارت اعلى من جبال نفايات اهلها، وبات سيل شعاراتهم الفارغة وطوفان وعودهم الكاذبة أعجز من ان يحجب هذه النفايات التي يفرزها أداؤهم، وروائحها الكريهة التي لوّثت أجواء البلد بالمزاد المفضوحة للرشاوى وشراء الاصوات، والتي يقدم من خلالها المتسلّطون على الدولة والناس شهادة لا لبس فيها على عزمهم وسعيهم الدؤوب للتأسيس لمستقبل مشوّه للبنان، مستقبل على مقاسهم، يتأتّى عنه واقع سياسي مريض وعاجز ومهترىء، ونيابي هَشّ او أخف من وزن الريشة السياسية والتمثيلية، وحكومي مصادر من فئات نافذة ومتحكمة يأكلها فجعها على السلطة وامتيازاتها وعلى الصفقات وبَلع اموال الخزينة وإفقار الناس.

الشكوى... لمن؟

في هذا الجو، صارت الناس معتادة على الشكوى، والمشكلة الكبرى انها لا تجد من تشكو له، خصوصاً انّ ما يفترض ان تشكو له هو من تشكو منه، ولا من يحاسبه على ارتكابات يحاول ان يجعلها القاعدة. وامّا النزاهة والحيادية والشفافية التي يفترض ان يتحلى بها، فيجعلها الاستثناء. وهذا ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول استحقاق انتخابي يديره من فقد الناس الثقة به ويسخّر بعض أجهزته الادارية والامنية في خدمة هذا المرشّح وذاك لقاء إكراميّات وحفنة من الدولارات. باتَ من الضروري ان تعرف الناس كل الحقائق، تعرف انها تتعرض للالغاء والتهميش على يد فئة من السياسيين تستميت لاختزال التمثيل بمحاسيبها وأزلامها، وشطب كل من وما يمتّ الى تاريخ نظيف في لبنان، صار على الناس ان تعرف من يحاول ان يجعل لكل مواطن سعره الرخيص وشراء صوته، لا بل شراء مستقبله ببضع دولارات، وبتعليقه على حبل طويل من الشعارات التي فقدت صلاحيتها وصارت مقيتة ومُخجلة، ومن الوعود الكاذبة بالتوظيف او التوزير وبإغداق المكرمات عليه بعد الانتخابات.

أزلام وأتباع

صار من حق الناس ان تعرف انّ السكوت على ارتكابات هؤلاء لم يعد ممكناً ولا جائزاً. صار من الضروري ان يعرفوا ما يقوم به بعض الاتباع، الذين يقدّمون يوميّاً شواهد فاضحة على استزلامهم واسترضائهم لبعض المرجعيات والمستويات السياسية، والمثال هنا ما يقوم به جهاز أمن الدولة، من ضغوط وتهويل وتهديد للناس، وبتوجيه مباشر من قيادته، التي قدّمت شهادة صريحة بأنها لا تحترف سوى نقل البارودة من كتف الى كتف. هذه القيادة، أكدت بأدائها انها ليست مؤهلة لتكون على رأس جهاز امن الدولة الذي ينفذ مهامه انطلاقاً من روح الدستور اللبناني، ويكرّس لذلك هدفاً وحيداً هو حماية لبنان، أرضاً وشعباً ومؤسسات، ويلتزم ضمن هذا الاطار مبدأ المساواة بين جميع المواطنين، ويؤمن أنّ الجميع هم سواء أمام القانون، فيصون حريتهم الشخصية، وبالتالي لا يأتي أداؤه إلّا وفقاً لأحكام القانون وليس وفقاً لمشيئة هذا الفريق او ذاك. ولكن هذه القيادة، يبدو انها تحاول ان تخلع عن هذا الجهاز ثوبه، وتلبسه ثوباً آخر يستجدي استرضاء هذا وذاك من السياسيين، ثوب تديره عقلية ميليشياوية تحوّل مراكز امن الدولة مكاتب انتخابية، وتسخّر العناصر في مواجهة الناس وعاملاً ضاغطاً عليهم ومتدخّلاً في أبسط شؤونهم، ومهدداً لهم بالويل والثبور وعظائم الأمور. لقد حاولت «الجمهورية» ان تسلّط النظر على الشكوى المتعالية لدى الناس، وعلى مكامن الخلل والثغرات الفاضحة التي برزت في الطريق الانتخابي، والدور المريب الذي يمارسه جهاز امن الدولة بقيادته الحالية. الّا انّ المثير انّ قيادة هذا الجهاز، وبدل ان تتّعِظ وتقرّ بما صنعت وتسبّبت من خلل وثغرات، وتستدرك خطأها او خطاياها التي ارتكبتها، هربت الى الامام، ونسيت هويتها الامنية، او بالأحرى نسيت موقعها كموظف محكوم بأصول وقوانين، ونصّبت نفسها طرفاً سياسياً، ناطقاً باسم طرف سياسي بكلام واتهامات لسياسيين، تَحطّ من قيمة جهاز أمن الدولة وقدره ومعنوياته، قبل ان تُسيء للآخرين.

جهاز مسيّر بـ«الريموت»!

من العيب ان يوضع جهاز امن الدولة في خدمة طرف سياسي، ايّاً كان هذا الطرف ومهما علا شأنه، هناك اصول وقوانين ينبغي الانصياع لها، ومن العيب اكثر ان يكون هذا الجهاز بقيادته الحالية «فاتح على حسابو»، والعيب الاكبر إن كان هناك في الدولة من يغطّيه، ويؤمن له الحماية السياسية، ويمدّ له الحبل على غاربه. وإن صحّ ذلك، فهنا المصيبة اكبر. وبصرف النظر عن مشغّليه السياسيين، فإنّ هذا السلوك غير المسبوق، الذي قدمته قيادة جهاز امن الدولة، يعطي مثالاً عن الفلتان الوظيفي، وعن الفساد في الدولة، ويؤشّر الى حجم الاستهتار بهذا الجهاز الامني ومحاولة جعله فرعاً تابعاً لطرف سياسي مسيّراً بـ «الريموت كونترول»، ومنفّذاً رغباته وأوامره وأداة طيّعة وغب الطلب في يده لتنفيذ سياساته. كما انّ هذا السلوك يوجِب دق جرس الانذار لحماية هذا الجهاز من قيادته، التي قدّمت وما زالت تقدّم أداء مريباً يستوجب المساءلة والمحاسبة لدى الجهات المختصة في الدولة.

ريفي

وتعليقاً على تجاوزات «جهاز أمن الدولة» وتدخله في الانتخابات، يقول وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي لـ»الجمهورية»: «نبهنا السلطة مراراً من استعمال الوسائل غير المشروعة في الانتخابات، ونرى اليوم انها مستمرة في صرف النفوذ بكل الاشكال من توظيفات وتسخير للوزارات والادارات لشراء الذمم، والأخطر استعمال بعض الاجهزة للضغط على المواطنين. لقد سبق وتوجهت الى بعض الاجهزة بكل صراحة وناشدتهم ان لا يكونوا اداة للسلطة، فواجبهم هو حماية الامن وتأمين سلامة الانتخابات، وليس ترهيب المواطنين للتأثير في العملية الانتخابية». ويضيف: «يتعرض مناصرونا كما يتعرض مناصرو قوى سياسية معارضة لحملة من الضغوط، ويطلب اليهم ان يغيروا إقتناعاتهم تحت طائلة التضييق عليهم، كذلك تكلف السلطة بعض الاجهزة الضغط على رؤساء واعضاء المجالس البلدية، وهذا سيؤدي الى ردة فعل عكسية، لأن السلطة تستغل النفوذ بشكل واضح، واركانها تقاسموا الحكومة والوزراء المرشحون للانتخابات يتصرفون وكأن الوزارات غرف عمليات انتخابية، كذلك الرؤساء حولوا المقرات الرسمية الى مقرات لإدارة حملاتهم الانتخابية وكل ذلك نضعه بتصرف هيئة مراقبة الانتخابات والهيئات الدولية المعنية بمراقبة نزاهة الانتخابات. وقال: نسجل امام اللبنانيين والرأي العام العربي والدولي ان هذه الحكومة تفتقد للحيادية وان هذا العهد يغطي التدخل في سلامة ونزاهة العملية الانتخابية.

الى القمة

على صعيد داخلي آخر، يتوجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري والوفد المرافق على متن طائرة واحدة الى السعودية، للمشاركة في القمة العربية الدورية السنوية التاسعة والعشرين التي تبدأ أعمالها غداً في الدمام. وستكون لرئيس الجمهورية كلمة في القمة، على ان يعود في ختام أعمالها مساء اليوم نفسه الى بيروت، ومنها يسافر قبل ظهر الاثنين الى قطر للمشاركة في افتتاح المكتبة الوطنية تلبية لدعوة من امير قطر تميم بن خليفة آل ثاني. من جهته، سيبقى الحريري في المملكة للمشاركة في المناورات العسكرية التي تشهدها، بمشاركة عدد من الدول الحليفة الى جانب الملك سلمان بن عبد العزيز.

نصرالله: ضربة «تي فور» مفصلية... وإسرائيل أصبحت في وجه إيران

نصرالله: ارتكب الاسرائيليون خطأً تاريخياً، وما قبل الضرية شيء وما بعدها شيء آخر

الاخبار.. قال السيّد حسن نصرالله إنّ «المنطقة كلّها تعيش وضعاً قلقاً». وبعد الضربة الإسرائيلية على قاعدة «تي فور»، والتهديدات الأميركية بالاعتداء على سوريا، أكدّ أنّ مواجهة الولايات المتحدة في المنطقة ستكون مع الشعوب. تكلّم نصرالله من موقع القوي، الذي ينتمي إلى فريق يملك من القدرة ما يجعله «يواجه أعتى مشاريع العالم». قصف العدو الإسرائيلي لقاعدة «تي فور» السورية الأسبوع الماضي، «حادثة مفصلية وتاريخية في المنطقة. ما قبلها شيء وما بعدها شيء آخر. لا يُمكن العبور عنها ببساطة». الكلام للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، الذي خصّص حيّزاً كبيراً من خطابه خلال المهرجان الانتخابي لدائرتَي بعبدا وبيروت الثانية، أمس، للحديث عن الوضع في المنطقة التي «تعيش مرحلة حساسة ومهمة جداً». نصرالله اعتبر أنّه من خلال استهداف قوات من حرس الثورة الإيراني، كان «هناك تعمّد اسرائيلي بالقتل، وهذا سابقة». استشهد خلال الغارة الأخيرة عناصر من «الحرس» وجُرح آخرون، وهذا حدث «كبير وجديد ومُهّم». فسابقاً حين استهدف الإسرائيليون عناصر حزب الله في القنيطرة (عام 2015)، «لم يكونوا يعرفون أنّه يوجد معنا عُنصر من الحرس الثوري». انطلاقاً من هنا، وصف نصرالله استهداف القوات الإيرانية بالسابقة، والقرار بالردّ عليها «يُقرّره المسؤولون الإيرانيون». ولكن، حزب الله «المعني بالمنطقة»، وجّه رسالة إلى الإسرائيليين بأنّهم «بهذا القصف الفاضح، ارتكبوا خطأً تاريخياً، وأقدموا على حماقة كبرى، وأدخلوا أنفسهم في قتال مُباشر مع إيران». اختار نصرالله، كما قال، كلماته «بدقة»، متوجهاً إلى الصهاينة بأنّ «إيران ليست دولة صغيرة وضعيفة وجبانة... وأنتم تعرفون ذلك. وطالما أنّكم فتحتم مساراً جديداً في المواجهة، لا تُخطئوا التقدير، وأنتم وجهاً لوجه مع إيران». ويُسجّل للإيرانيين «شهادة كتبوها بالدم، أنّ إسرائيل تنظر إلى عددٍ قليل من حرس الثورة مع إمكانات متواضعة في سوريا على أنّه تهديد، فيما لا تعتبر خطراً عشرات الآلاف من الجماعات المُسلحة في القنيطرة ودرعا وعلى الحدود مع الجولان المُحتّل، بل تتعامل معهم وتُعالج جرحاهم وتُساندهم في القتال». الحديث عن قصف قاعدة «تي فور» كان المدخل ليتناول نصرالله التهديدات الأميركية لشنّ ضربة عسكرية على سوريا. بدأ بالتأكيد أنّه «كلّنا ندين استخدام الكيماوي. لكن، أُحبّ أن أؤكد، خاصة لجمهورنا، أنّ ما جرى في دوما مسرحية». فلماذا سيستخدم «المنتصر الكيماوي؟ الجماعة كانوا مستسلمين، والنقاش معهم كان على بعض التفاصيل». وذكّر بأنّه «مع كلّ انتصار كبير في سوريا، تحصل مسرحية». في دوما، بنى ترامب على «مسرحية»، وبدأت سلسلة تغريداته، لنكون أمام «مشهد جديد من الاستكبار الأميركي». يريد ترامب أن يكون «مُحقّقاً من دون تحقيق، مدّعياً عاماً، قاضياً، وجلّاداً». أمام هذا الواقع، اعتبر نصرالله أنّ «من حقّ الناس أن يقلقوا، طالما هناك واحد اسمه ترامب في الرئاسة الأميركية. هناك إدارة غير منسجمة، ورئيس لا نقدر أن نفهم (كوعه من بوعه). قبل أسبوع، قال إنّه يريد الانسحاب من سوريا، بعد أسبوع يريد شنّ حربٍ عليها».

ترامب يُغرّد ضدّ محور خارج من انتصارات فيما أميركا خارجة من الهزائم

ماذا سيحصل في سوريا؟ «مع ترامب يُمكن افتراض كلّ شيء. ممكن أن نأخذ فرضية ضربة محدودة، وممكن أن يكون هناك فرضية حرب». إلا أنّ نصرالله طلب أن «يعلم العالم كلّه، أنّ كلّ هذه التغريدات لم تُخِف ولن تخيف لا سوريا ولا إيران ولا روسيا ولا حركات المقاومة في المنطقة ولا الشعوب. لا ينتظر (ترامب) أن يخضع أو يتنازل له أحد. هناك قوّة كبيرة تأسّست على قاعدة انتصارات، وخاضت معارك كُبرى، وأسقطت مشاريع كُبرى، وتملك من القدرة ما يجعلها تواجه أعتى مشاريع العالم». أما رئيس الولايات المتحدة الأميركية، «فليُهوّل ويقم بما يريده». هذا الرجل «يُهدّد ويُغرّد ضدّ محور خارج من انتصارات، فيما أميركا خارجة من الهزائم. هُزم المشروع الأميركي في العراق وسوريا ولبنان، وما زالت أميركا عاجزة في اليمن وأمام إيران. وتاريخ أميركا من الحروب عبارة عن رصيد كبير من الهزائم، فيما نحن رصيد كبير من الانتصارات». وشدّد على أنّ حرب الولايات المتحدة على المنطقة «لن تكون مع الأنظمة والجيوش، بقدر ما ستكون مع شعوب المنطقة». على صعيد آخر، تحدّث الأمين العام عن الانتخابات في دائرتَي بيروت الثانية وبعبدا. فقال إنّ الهدف من خوض الانتخابات في «بيروت 2» هو أن تتمثل فئات مُعينة «وليس مُصادرة قرار بيروت كما تدّعي لائحة تيار المستقبل»، التي اختارت للمعركة عنوان «العروبة بمواجهة المشروع الفارسي. ما المقصود بالهوية العربية؟»، سأل نصرالله، مُضيفاً: «هل العروبة تعني الخضوع والتبعية لأميركا وخوض معاركها بالوكالة؟ هل تعني التخلي عن الشعب الفلسطيني والموافقة على صفقة القرن؟ هل تعني الاعتراف أنّ لهؤلاء الغزاة حقّاً في أرض فلسطين؟ هل العروبة في تقديم مئات المليارات من الدولارات لأميركا من أجل إنعاش اقتصادها وتأمين فرص العمل لملايين من أفرادها، فيما في الوطن العربي بطالة وفقر وعوز وهجرة ونزوح ومجاعة؟ هل العروبة في تحريض إسرائيل على شنّ حرب تموز؟ ليست هذه عروبة بيروت». فعاصمة لبنان «لم تكن تنأى بنفسها عن القضايا العربية. وعنوانها هو عنوان المقاومة». أما عن بعبدا، فقال نصرالله إنّه «من حيث انطلقت الحرب الأهلية، يجب أن ينطلق الوفاق الوطني». من تلك المنطقة أُعلن تفاهم مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر في الـ2006، «وبُني عليه إنجازات كثيرة. الأهم من كلّ إنجازاته السياسية، التلاقي الشعبي والاجتماعي، وما يُسميه الرئيس ميشال عون السلام الداخلي، وهو ما يجب أن نُحافظ عليه». من هنا، «كُنّا مُصرّين على الاتفاق الانتخابي في بعبدا، وهو في عمقه حرصٌ على التوافق السياسي. وهذا الاتفاق صمد 12 سنة». وأوضح نصرالله أنّ «التفاهم لا يعني أنّنا صرنا حزباً واحداً. هناك تفاهم على القضايا الاستراتيجية مع التيار، ولكن في القضايا السياسية ممكن أن نختلف أو نتفق».

الحريري يجول في الجنوب دعماً لمرشحيه ونصر الله يتحدث عن بيروت من ضاحيتها

بيروت - «الحياة» .. أخذ التنافس الانتخابي بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» منحى جديداً أمس، فانتقل زعيم «التيار» رئيس الحكومة سعد الحريري إلى منطقة مرجعيون- حاصبيا لتعبئة الناخبين لمصلحة لائحة يدعمها بالتحالف مع «التيار الوطني الحر» ومستقلين، للمرة الأولى، فيما خصص الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله خطابه في مهرجان انتخابي في ضاحية بيروت الجنوبية لانتخابات العاصمة وللرد على شعارات «المستقبل»، ما شكل مفارقة واضحة. ويتحالف تيار المستقبل في دائرة مرجعيون - حاصبيا مع التيار الوطني الحر ومستقلين في مواجهة لائحة الثنائي الشيعي، ويأمل بأن تحقق خرقاً. وأكد الحريري أن «مشروعنا هو الدولة والنهوض بها لخدمة كل اللبنانيين»، مشدداً على «ضرورة الحفاظ على تعدد الطوائف في لبنان، والسبيل الوحيد لذلك هو أن تكون هناك دولة قوية وجيش وقوى أمنية كذلك، واعتدال ومحبة». واستهل الحريري جولته الجنوبية بمنطقة جديدة مرجعيون، حيث أقيم له احتفال شعبي رفعت خلاله الأعلام اللبنانية وتقدمه مفتي حاصبيا الشيخ حسن دلّة والأب يوحنا عازار ممثلا المتروبوليت الياس كفوري والمرشح عن المقعد السني عماد الخطيب. وأكد الحريري أن «هذه المنطقة حافظت على طبيعتها وعلى العيش المشترك الذي لطالما كانت سياستنا الحفاظ عليه في كل لبنان». ولفت إلى أن «منطقة الجنوب عزيزة علينا كما كانت على قلب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأملنا بكم وبأن نكون معاً في هذه الانتخابات لأن برنامجنا واحد وهو الوطن والدولة والعيش المشترك، والاعتدال، وأنتم تعرفون كم عملت على موضوع الاعتدال في وقت لم تكن هناك الكثير من الآذان الصاغية له». وقال: «إيماني أن هذا البلد لا ينهض إلا بكل الشركاء فيه وباللبنانيين مسلمين ومسيحيين». وأضاف: «برنامجنا واضح من خلال الإعتدال والإنماء وفي مؤتمري سيدر وروما وفي كل المشاريع التي نقدمها لبناء الوطن وخصوصاً في هذه المنطقة التي لطالما قاومت العدو الذي اجتاحها واجتاح لبنان. ولكن الجنوب وقف وتصدى ونحن سنكمل، واليوم الدولة هي المسؤولة عن مواطنيها، والجيش هو المسؤول عن حماية كل المواطنين. أريدكم أن تصوتوا «زي ما هي». وأكد نصرالله أنه «لا يجوز لأي تيار أو حزب أو حركة أو جمعية أو زعامة أن تختصر بيروت بلونها الخاص، لون بيروت يجب أن يبقى لون الشعب اللبناني. ويجب أن يشعر الجميع أنهم أمام فرصة حقيقية للتمثيل». ورد على دعوة الحريري ومرشحي لائحته البيارتة إلى التصويت لها حفاظاً على هوية بيروت ومنع مصادرة قرارها (من قبل اللائحة التي يدعمها الحزب)، فسأل: «ما المقصود بالهوية العربية؟». وتهكم مازحاً بدعوته هيئة الإشراف على الانتخابات إلى إجراء امتحانات للغة العربية لنرى من هو عربياً أكثر من الثاني»... وقال إن بيروت كانت تحمل كل القضايا العربية وعنوانها هو احتضان القضية الفلسطينية والمقاومة التي منها انطلقت عام 83 لطرد الإسرائيلي... ورأى خلال مهرجان لدائرتي بعبدا (تحالف أمل والتيار الوطني الحر والحزب الديموقراطي وحزب الله) وبيروت الثانية (تحالف أمل وجميعة المشاريع الخيرية والتيار الحر والحزب) أن «هناك في بيروت فئات كثيرة تريد أن تتمثل في المجلس النيابي»، معتبراً أن «القانون النسبي يسمح لشرائح شعبية واسعة بأن تتمثل في البرلمان وهذا ما يجب أن تعترف به القوى السياسية». وقال: «لائحة وحدة بيروت لا تسعى إلى مصادرة قرار بيروت كما يدعي «المستقبل» وهناك شرائح من حقها أن يكون له من يمثلها». وأوضح أن «بيروت عاصمة لبنان ويعني أنها تمثل كل اللبنانيين والتكوين اللبناني». ولفت إلى أن «هناك معركة حول هوية بيروت، البعض تجاوز مرحلة ماذا قدم لبيروت وتيار المستقبل تحديداً، تجاوز كل ذلك ليذهب إلى عنوان لشد العصب، فأصبح عنوان المعركة العروبة والمشروع العربي. هذه التهمة تلحق بقية اللوائح غير لائحة المستقبل».

التوتر السياسي الدرزي ـ الدرزي ينتقل إلى الشارع ...إشكالات وإطلاق نار بين مناصري جنبلاط ووهاب..

(«الشرق الأوسط»).. بيروت: بولا أسطيح... انتقل الاحتقان الذي يشهده البيت الدرزي في لبنان على خلفية الانتخابات النيابية في الساعات الماضية إلى الشارع، مع تسجيل أكثر من إشكال بين مناصري رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير الأسبق وئام وهاب. وانعكست السجالات بين رؤساء الأحزاب الدروز، التي شكلت ظاهرة جديدة في الأيام الماضية بعدما كانوا طوال السنوات الماضية تحيّد الساحة الدرزية عن الخلافات الداخلية التي تطال الملفات الاستراتيجية، على الشارع الدرزي، حيث سُجل مساء الأربعاء أكثر من إشكال في دائرة الشوف الواقعة في منطقة جبل لبنان بين شبان يؤيدون جنبلاط وآخرين يؤيدون وهاب. وأفادت المعلومات بأن الإشكالات بدأت على خلفية نزع صور لوهاب، فتطورت الأمور بعد احتجاز أحد الشبان الذين قاموا بنزع الصور، بالتزامن مع تسجيل تبادل لإطلاق النار، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويضع حدّاً للموضوع. وقد سارع جنبلاط ووهاب على حد سواء لسحب الفتيل من الشارع، فشجب الأول «قيام شباب الحزب التقدمي الاشتراكي أو المناصرين بالتعدي على صور المنافسين أيّاً كانوا»، معتبراً أن أحداثاً مماثلة تساعد الخصوم مجاناً. وقال في تغريدة له على موقع «تويتر»: «اتركوهم وتجاهلوهم. وحده الصوت التفضيلي يقرر». من جهته، دعا وهاب إلى «تهدئة الأمور وعدم التخاصم أو التصادم من أجل صورة»، مشدداً على أن «كل المقاعد النيابية لا توازي نقطة دم». وكانت الخلافات الدرزية - الدرزية انفجرت، مطلع الأسبوع، مع توجيه رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» وزير المهجرين طلال أرسلان، رسالة إلى النائب جنبلاط قال إنها «الأقوى في التاريخ»، اعتبر فيها أن رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي»: «مقتنع بأن قوته تأتي بالتزعم على مجتمع ضعيف يحتاجه في كل شيء، بصحته ولقمة عيشه، بالترغيب والترهيب». واقتصر رد جنبلاط على أرسلان عبر تغريدة قال فيها: «لا داعي للدخول في مساجلة مع أمير الوعظ والبلاغة والحكم. أما وأنني على مشارف الخروج من المسرح، أتمنى له التوفيق مع هذه الكوكبة من الدرر السندسية والقامات النرجسية. أنتم، كما قال جبران، في النور المظلم، ونحن في العتمة المنيرة». وأوضح مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، أن حزبه أصدر أكثر من بيان دعا فيه مناصريه للالتزام بالقوانين والأصول واحترام حرية الرأي والتنوع، لافتاً إلى أن لديه «كامل الثقة بأن المواطنين سيُقدمون على الاستحقاق بكثير من المسؤولية، لكن يبقى الدور الأساسي للقوى الأمنية لمواكبة الاستعدادات للانتخابات، ومنع الإشكالات». وقال الريس لـ«الشرق الأوسط»: «النائب وليد جنبلاط حريص كل الحرص على حماية التعددية والاستقرار داخل الساحة الدرزية، كما أن اللبنانيين يعون تماماً كيف اندلعت السجالات الأخيرة، وأن أسبابها تنحصر بلزوم الاستهلاك السياسي والانتخابي». وأضاف: «لن ننجر إلى سجالات جانبية لأن المعركة الحقيقية بعد أسابيع، وهي معركة ديمقراطية بامتياز ننتظر كما كل اللبنانيين بشغف». ولم تقتصر السجالات داخل البيت الدرزي على جنبلاط وأرسلان، بل شن وهاب أخيراً أيضاً هجوماً على أرسلان، علما بأن الطرفين جزء من نفس فريق «8 آذار» السياسي، ويدوران في فلك «حزب الله». واتهم رئيس حزب «التوحيد العربي»، وزير المهجرين بممارسة «أبشع عمليات التمييز والهدر» وزارته. وتتزامن السجالات الدرزية - الدرزية مع احتدام الحملات الانتخابية قبل نحو 3 أسابيع على موعد الاستحقاق النيابي، بعد فشل القوى السياسية الأساسية في دائرة الشوف - عاليه في التوافق على تشكيل لائحة ائتلافية، كان يسعى إليها النائب جنبلاط. وتتنافس في الدائرة المذكورة حاليا 6 لوائح، الأولى هي لائحة «المصالحة» شكلها جنبلاط بالتحالف مع تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية»، الثانية شكلها أرسلان و«التيار الوطني الحر» و«الحزب السوري القومي الاجتماعي» باسم «ضمانة الجبل»، الثالثة شكلها وهاب، الرابعة حزب «الكتائب» ومستقلين، أما الخامسة والسادسة فلائحتان تمثلان المجتمع المدني.



السابق

مصر وإفريقيا...بابا الأقباط يطمئن الرئيس البرتغالي على أوضاعهم في مصر...موريتانيا: تفريق تظاهرة لأساتذة جامعيين بالقوة..بلبلة في ليبيا بعد «إشاعة» عن وفاة حفتر..تونس: انطلاق حملة الانتخابات البلدية وسط مخاوف..جزائريون يطالبون الجيش بتوضيح «الأسباب الحقيقية» لتحطم الطائرة العسكرية..المغرب: حكومة العثماني تستبدل موظفين عيّنهم بن كيران...

التالي

اخبار وتقارير....أول ضربة أميركية على حزب الله في المطلق.. ورسالة قوية لإيران.......أخبار الضربات الأمريكية البريطانية الفرنسية...زاخاروفا لواشنطن: دمرتم فرصة لمستقبل سلمي سوري.......المؤبد لجنرال واعتقال 70 ضابطاً تركياً...خيارات روسية واسعة للرد على العقوبات الأميركية...أنقرة والسليمانية: خلفيات التصعيد التركي...مخاطرة أم فرصة؟ في تونس....

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,372,661

عدد الزوار: 6,889,319

المتواجدون الآن: 81