لبنان..«لوائح الأحزاب» تستغيث: إنتخبونا وإلاَّ..الحسيني ينسحب من لائحة باسيل في بعلبك - الهرمل.. واتهامات باطلة ضد المنافسة في العاصمة...جنون إنتخابي وتبادُل «نشر الغسيل» و صرف النفوذ على غاربه....لوائح انتخابية تجمع الأضداد بلا دسم سياسي....مقايضة أرسلان - «القومي» تؤخر «الشوف - عاليه»...المعركة الانتخابية في لبنان تحتدم و«حزب الله» يخوضها كأنّها... «حرب».....

تاريخ الإضافة الإثنين 26 آذار 2018 - 6:42 ص    عدد الزيارات 2718    القسم محلية

        


«لوائح الأحزاب» تستغيث: إنتخبونا وإلاَّ..

الحسيني ينسحب من لائحة باسيل في بعلبك - الهرمل.. واتهامات باطلة ضد المنافسة في العاصمة

اللواء... تدحرجت اللوائح دفعة واحدة، لا سيما الكبرى منها، في بيروت والشمال والجبل والجنوب، على وقع انسحابات أبرزها انسحاب الرئيس حسين الحسيني من الماراتون الانتخابي، في دائرة بعلبك - الهرمل المدعومة من التيار الوطني الحر، وبداية احتكاكات انتخابية لا سيما في بيروت، حيث اقدم شبان على تمزيق صور المرشح نبيل بدر قطب المرشح على لائحة «بيروت الوطن» الأمر الذي أدى إلى بلبلة، ما لبث ان تمكن وجهاء في المنطقة من احتوائها، على قاعدة ان التعبير حر، والانتخابات تنافسية وليست عدائية. وتميز إعلان لوائح المستقبل في طرابلس والضنية والمنية وعكار بمواقف سياسية للرئيس سعد الحريري، حيث هاجم خصومه المرشحين، لا سيما الرئيس نجيب ميقاتي ووزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي، معتبراً ان المعركة مع حزب الله في كل اللوائح في لبنان، وان دور السنة في المعادلة الوطنية اقوى من أي سلاح، ومن كل سياسات الممانعة، موضحاً ان مشروع قانون العفو عن الإسلاميين، سيرى النور قريباً. ولعل القاسم المشترك بين لوائح الأحزاب في كل الدوائر: (المستقبل، حزب الله، أمل، التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي)، هو الدعوة لانتخاب مرشحيها بما يشبه الاستغاثة تحت طائلة: الويل والثبور وعظائم الأمور.. ومن الملفت الذي رافق الحراك الانتخابي الحملة على اللوائح المنافسة للائحة «المستقبل لبيروت» واتهامها بأنها تعمل على السعي لهيمنة حزب الله على قرار العاصمة.

معارك ساخنة

وقبل اقفال باب تسجيل اللوائح الانتخابية منتصف ليل اليوم - الثلاثاء في وزارة الداخلية، باتت صورة المشهد الانتخابي مكتملة تقريباً في الدوائر الانتخابية الـ15، بما في ذلك العدد النهائي للمرشحين الذين سيسقط منهم من لن يكون في عداد لائحة، بحسب القانون الجديد، لكن اللافت ان العدد الكبير من اللوائح الذي سترسو عليه بورصة اللوائح اليوم، والذي يرجح ان يقارب المائة لائحة، يؤشر إلى ان المعارك ستكون محتدمة في كل الدوائر، بما في ذلك دائرة صور - الزهراني (الجنوب الثانية) التي أعلنت فيها لائحة غير مكتملة في الزرارية برئاسة رياض الأسعد، بعد ان كانت جميع القوى السياسية من غير الثنائي الشيعي تحجم عن خوض المعركة فيها. وفي تقدير مصادر سياسية، انه لن تكون هناك دائرة يمكن ان توصف «بأم المعارك» بحسب ما كانت توصف معركة الشمال الثالثة (زغرتا - بشري - الكورة - البترون) نظراً لوجود 4 مرشحين لرئاسة الجمهورية مرشحين في هذه الدائرة، بل ان كل الدوائر ستخاض فيها معارك شرسة وغير مألوفة بسبب وجود عدد كبير من اللوائح والمرشحين بمعدل (5 أو 6 لوائح) في الدائرة الواحدة، وان التنافس على كسب الأصوات سيكون حتى داخل الاصطفاف السياسي والطائفي الواحد، بشكل لم يألفه لبنان منذ تاريخه الاستقلالي، بفضل القانون الانتخابي الذي جعل كل فريق وحزب وتيار وقوة سياسية تفتش عن مصلحتها الذاتية، ولو اقتضى ذلك ان يتفرق الاخوان والاصحاب والاحباب من أبناء الصف الواحد والهدف الواحد والمشروع الواحد. ولعل «النيران» التي بدأت تطل عبر تبادل الاتهامات بالخيانة وقلة الوفاء وفتح الملفات والجروح والذكريات، ما يشي ان الحملات الانتخابية ستكون صاخبة، حتى قبل موعد الاستحقاق الذي ما يزال يفصلنا عنه 40 يوماً بالتمام والكمال، الأمر الذي دفع الرئيس نبيه برّي إلى إبداء اسفه لانحدار الخطاب السياسي كلما اقتربنا من موعد الانتخابات إلى مستويات لا تخدم لبنان ولا وحدته ولا صورته امام العالم.

حرب اتهامات

وإذا كانت كلمة سربت على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق في شريط فيديو عن الثنائي الشيعي وحلفائه عن حجم أصواته في بيروت الثانية اشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، فإن إعلان اللوائح وأسماء المرشحين في غير منطقة، لم تخل بدورها من «غمز» و«لمز» دفعت المعنيين بها إلى الرد وتبادل الاتهامات. من ذلك، ما أعلنه الرئيس سعد الحريري في الشمال عن ان «حزب الله» وبشار الأسد بدأوا بتركيب لوائح في الشمال وغير الشمال، بعدما كان اتهم اللوائح المنافسة في بيروت بالتصويت لـ«حزب الله»، وزاد على ذلك باتهام خصومه السياسيين بأنهم «خبراء وصاية وشركاء وصاية وممثلي وصاية»، في إطار الرد على الرئيس نجيب ميقاتي بأن طرابلس ترفض الوصاية على قرارها، مؤكداً ان زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود وكذلك زمن الفتن، وزمن الاستقواء بالمخابرات والسلاح. ولم يسم الرئيس الحريري الرئيس ميقاتي بالاسم ولا الوزير السابق اللواء اشرف ريفي، مع انه ذكّر الأوّل كيف تألفت الحكومة برئاسته في العام 2005 ومن سماه؟ وكيف شكلت اللائحة في العام 2009 ومن اعلنها؟ وواصفاً الثاني «بقلة الوفاء» وبأنه يخدم من حيث لا يدري اللوائح المدعومة من «حزب الله» من خلال خوض الانتخابات في مواجهة لوائح «المستقبل»، الا ان الرئيس ميقاتي شاء الرد على الحريري عبر «تويتر» معيداً إلى ذاكرة اللبنانيين وقائع ليلة 19 كانون الأوّل 2009 التي قال انها «شهدت احتضان الوصاية»، في إشارة إلى زيارة الحريري لدمشق في ذلك اليوم، في حين غرد اللواء ريفي عبر «تويتر» أيضاً داعياً الرئيس الحريري إلى ان ينسجم مع مواقفه وان يستقيل من حكومة «حزب الله» ويسحب من وصفهم «بازلام النظام السوري» من لوائحه وان يتعهد بأن يكون خطابه الانتخابي سياسياً في بيروت في مواجهة مشروع «حزب الله»، معتبراً ان «الوفاء للاشخاص عبودية واستزلام». اللافت في الأمر، دخول اللواء المتقاعد جميل السيّد على خط التذكير بالليلة الدمشقية ما دفع النائب زياد القادري إلى الرد عليه، فيما تولى النائب سمير الجسر الرد على ميقاتي، في حين قال المرشح على لائحة «المستقبل» في طرابلس جورج بكاسيني ان تعليمة وصلت لازلام الوصاية السورية بالرد على الحريري. وبعيداً عن تبادل الاتهامات، حرص الرئيس الحريري خلال وجوده في طرابلس على لقاء وفد من أهالي الموقوفين الإسلاميين، حيث وعدهم، بحسب مصادر مقربة، بأنه سيتم خلال أيام انجاز صيغة «المستقبل» القانونية لقانون العفو، لافتا نظر الوفد على ان إقرار القانون يحتاج إلى توافق لضمان عدم سقوطه بالتصويت. وكان الحريري أعلن في كلمته بأنه بدأ العمل على قانون العفو منذ ان تسلم رئاسة الحكومة، مؤكدا ان صياغة القانون باتت جاهزة، وقال: «هذا الأمر سيحصل، يعني سيحصل».

باسيل

اما احتفال «التيار الوطني الحر» بإطلاق حملته الانتخابية وإعلان أسماء مرشحيه وبرنامجه، خلال المؤتمر الثالث الذي أقامه أمس الأوّل في «الفوروم دو بيروت»، وشارك فيه وزراء التيار ونوابه مرشحوه وحشد كبير من المناصرين، فلم يخل بدوره، من توجيه رئيس التيار الوزير جبران باسيل، انتقادات واتهامات إلى خصومه السياسيين، سواء لتيار المردة أو القوات اللبنانية، أو حتى للرئيس برّي، وان كان حرص على توجيه تحية للأمن العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مؤكدا انه «سيبقى على الموعد يا صاحب الوعد الصادق الذي لم تخل بوعدك يوماً»، موضحا ان شراكته مع الفريق الذي نقوم به بشراكة (المستقبل من دون ان يسميه) فهي شراكة للإصلاح وليس شراكة صفقات وفساد»، متعهدا بأنه «لن يقبل بأن يمد أحد يده على نقطة من نفط لبنان، لا بفساده ولا باعتدائه، لا من الداخل ولا من الخارج». وفي إشارة إلى خصومه، قال باسيل: «من كان ماضيه سيئاً فلا يمكنه ان يعدكم بشيء، ومن كان ماضيه تبعية للخارج لا يمكنه ان يتكلم عن السيادة، ومن كان ماضيه تبعية للداخل لا يمكنه ان يتكلم بالشراكة خاصة بعدما طير الارثوذكسي والتأهيلي، ومن كان ماضيه قام على تحزيب الدولة لا يمكنه ان يتكلم عن بنائها، ومن كان ماضيه قائما على السرقة وفرض الخوات وطمر النفايات لا يمكنه الحديث عن محاربة الفاسد... «نحنا بكرا وهم امبارح» في إشارة واضحة إلى الشعار الذي رفعه تيّار «المردة». وتحدث باسيل عمّا اسماه خيانة التيار في خلال مفاوضات تأليف اللوائح، لكنه قال انه سكت عنها والمحافظة على التفاهمات الكبيرة والمحفاظة على البلد واستقراره، غامزاً من قناة «القوات» قائلاً: «يريدون ان يحاصروننا ويصغروا كتلتنا ليخففوا من قوتنا وقدرتنا، ونحن نود الرد عليهم في الصندوق بمزيد من الإصرار على التفاهم». وسبق كلمة باسيل، الإعلان عن أسماء مرشحي التيار، وبلغ عددهم 61 مرشحاً، لكن الكشف عن اللوائح المدعومة من التيار أظهر ان العدد الإجمالي بلغ 91 مرشحا، وهو أكبر رقم لمرشحين مقدمة تيّار سياسي، في مقابل 37 مرشحا للمستقبل، و28 للثنائي الشيعي و19 مرشحا للقوات اللبنانية و11 للكتائب. ولفت الانتباه ان اللوائح المدعومة من التيار العوني غطت 12 دائرة انتخابية، من أصل 15، باستثناء دائرة الجنوب الثانية (صور - الزهراني) وطرابلس المنية والضنية والبقاع الغربي- راشيا، لكن مصادر عونية أوضحت ان التيار يدرس تسمية مرشحين في هذه الدوائر لاحقا.

عزوف الحسيني

ولوحظ ان التيار أعلن أسماء اللائحة المدعومة منه في دائرة بعلبك- الهرمل، وضمت: ميشال ضاهر، غادة عساف، حسين الحسيني، علي زعيتر، محمّد حيدر، شوقي فخري، عباس ياغي، علي صبري حمادة، سعد الحجيري، عبد الله الشل. وفي المعلومات ان تسمية هؤلاء ومن بينهم اسم الرئيس الحسيني، كانت من ضمن العوامل التي دفعت بالرئيس السابق لمجلس النواب إلى إعلان عزوفه عن الترشح، وبالتالي خروجه من السباق الانتخابي، واصفا الانتخابات بأنها ليست نيابية بل استنيابية، وان الدعوة إليها هي دعوة إلى التصويت على تمثيل حكام الأمر الواقع وعلى اقتناصهم الصفة الشرعية، معتبراً بأن القانون انطوى علي تشويه للنظام النسبي بخلاف ما نصّت عليه وثيقة الوفاق الوطني والدستور، فضلاً عن تشريع الرشوةلمن اعتاد ممارستها واستخدام مؤسسات الحكم والإدارات والأجهزة الرسمية واستخدام الأملاك الخاصة والشخصية والحزبية في العملية الانتخابية. وجاء إعلان عزوف الحسيني، في وقت أعلن فيه عن تشكيل لائحة أطلق عليها «المقاومة المدنية» وضمت أسماء 9 مرشحين، الا ان إعلان التيار العوني عن تسمية ترشيح ميشال الضاهر مدعوماً منه، شكل إحراجاً له، لأنه كان يريد أن يكون الضاهر ومعه المرشحة غادة عساف - مستقلين.

جنون إنتخابي وتبادُل «نشر الغسيل» و صرف النفوذ على غاربه

الجمهورية...فيما تستمرّ المخالفات الفاضحة لقانون الانتخاب على كلّ المستويات بلا حسيب أو رقيب متمثّلةً بصرفِ نفوذٍ هنا وضغوطٍ على ناخبين هناك، وصولاً إلى التهديد بقطعِ الأرزاق وفبركةِ ملفات قضائية لهذا الموظف ورئيس البلدية أو ذاك، فضلاً عن استخدام ممتلكات عامة لغايات ومصالح انتخابية مثل استخدام رئيس الحكومة احدى طائرات الهليكوبتر التابعة لسلاح الجو اللبناني للقيام بجولة انتخابية في طرابلس، وفضلاً عن استخدام مرشحين مقرات رسمية لنشاطات انتخابية في ما تمنع على آخرين، يُقفل منتصف ليلِ اليوم باب تسجيل اللوائح الانتخابية التي يكتمل تشكيلها فصولاً اليوم، ليبدأ العدّ العكسي للمعارك الانتخابية التي ستبلغ ذروتَها يوم الأحد الكبير في 6 أيار المقبل، حيث ستجري الانتخابات في الدوائر الخمسَ عشرةَ في يومٍ واحد، ويتوقّع أن تشهد «أمّهات معارك» بين بعض القوى السياسية الكبرى في بعض هذه الدوائر. قبلَ ساعات على انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية في وزارة الداخلية منتصف الليل الآتي «تساقطت» اللوائح الانتخابية، الواحدة تلوَ الأخرى، وسَقطت معها المبادئ الوطنية، وارتفعت حدّة التوتّر والتراشق السياسي وعلا الصراخ والضجيج، وبرَزت عناصر عدة للطعن بنتائج الانتخابات، وليس آخرها: تحيُّز الدولة في تقديم خدماتها، تعييناتها العشوائية، استعمال أجهزتها وإمكاناتها ووسائل نقلِها، إستعمال ماليتها وممتلكاتها، عدم تكافؤ الفرص أمام الناخبين وانعدام الرقابة على صرفِ المال الانتخابي. وأمام اللوائح «الفسيفسائية» وغيابِ التجانس بين مكوّناتها، وعشيّة تقديم زعيم المتن نائب رئيس مجلس الوزراء السابق ميشال المر لائحتَه المتنية، نشَر رئيس مؤسسة «الإنتربول» الوزير السابق الياس المر على حسابه «إنستغرام» صورةً لوالده وقال: «كلنا حدّك أبو الياس - راجع لكُون حدّك، وكُون إلى جانب كِل يلّي وقِفت حدّن، مبارح، واليوم، وبُكرا. ويلّي ما حدا قدُن، نِحنا قدُن. وإنّ الله على نصرهم لقدير». كلامُ المر استنهضَ المتنيّين واستنفر السياسيين وأثار الشكوكَ في صفوف المغرِضين وأقلقَ المنافِسين وطمأنَ المحبّين المناصرين، ووجَد صداه سريعاً في بنشعي، فغرّد رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجيّة، قائلاً: ‏»كم نحترم دولة الرئيس ميشال المر الرَجل الرَجل في الأيام الصعبة».

سجالات

وحفلت الساعات الماضية بتراشقٍ «انتخابي» حادّ بين الرئيس سعد الحريري من جهة وخصمَي تيار»المستقبل»: الرئيس نجيب ميقاتي واللواء أشرف ريفي من جهة أخرى. فقد شنَّ الحريري من مدينة طرابلس خلال إطلاق لائحة تيار «المستقبل» في دائرة الشمال الثانية هجوماً عنيفاً على ريفي من دون أن يسمّيه، وقال: «...على ذِكر قلّةِ الوفاء لا نستطيع أن ننسى بطلَ العالم الذي يُغرقنا ليل نهار تقارير وتخويناً ومؤامرات، ويقول إنّه يحارب «حزب الله»... لماذا تخوض إذاً الانتخابات ضد «المستقبل؟». وكذلك هاجَم الحريري ميقاتي من دون أن يسمّيه، فقال: «نحن لم نكن في رئاسة الحكومة وتفرَّجنا على 20 جولة قتال في طرابلس من دون أن نفعل شيئاً! نحن حين تسلّمَ دولة الرئيس تمّام سلام رئاسة الحكومة، غطّى الجيش وقوى الأمن الداخلي، ليفرضوا الاستقرارَ في طرابلس، ويَضمنوا الأمانَ لجميع أهلِنا في طرابلس. نحن لم نُتاجر بالشباب الموقوفين. حين تسَلّمنا رئاسة الحكومة بدأنا نعمل على قانون عفوٍ، ورأيتم أنّ صوغه بات جاهزاً بإذن الله، وهذا الأمر سيحصل، يعني سيحصل. نحن لم نكن في رئاسة الحكومة، ونبيع الكلامَ من جهة ونعطّل المشاريع للمنطقة من جهة أخرى. نحن حين تسَلّمنا رئاسة الحكومة، أطلقنا مشاريعَ بعشرات الملايين من الدولارات بالبنى التحتية في الضنّية والمنية وطرابلس، وكلّكم ترَونها». ردُّ ميقاتي على الحريري لم يتأخّر كثيراً، فأكّد أنّ «ذاكرةَ اللبنانيين عموماً وأبناء طرابلس خصوصاً ليست ضعيفة، ولا تزال في بالهم وقائعُ ليلة 19 كانون الأوّل 2009 التي شهدت احتضانَ الوصاية». أمّا ريفي فقال لـ«الجمهورية»: «المرجَلة بوجه «حزب الله» والنظام السوري على المنابر الانتخابية في عكّار وطرابلس، تتناقض مع الاستسلام للحزب على طاولة مجلس الوزراء في بيروت، فهي شعبَوية ازدواجية بالمعنى السلبي تتوهّم أنّها تستطيع الضحكَ على ذقون اللبنانيين، فمَن سلّمَ الرئاسة والحكومة وقانونَ الانتخاب وقرارَ البلد لـ«حزب الله»، لا يحقّ له المزايدة والهوبَرة على المنابر في عكّار وطرابلس، ومَن غطّى معركة «حزب الله» في جرود عرسال، ومَن قال إنّ «حزب الله» يشكّل عاملَ استقرار ولا يَستعمل سلاحه في الداخل، لن يصدّقه اللبنانيون، فمواقفُه هي مجرّد حملة إعلاميّة دعائية وليست معركة سياسية في وجه مشروع إيران في لبنان». ودعا ريفي الحريري إلى مناظرة أمام الرأي العام «الذي إليه نَحتكم»، وذلك بعدما اتّهَمه بأنه «يحاول تضليلَ الناس اليوم وتصويرَ الأمر وكأنه خلافٌ شخصيّ وهو يحاضر بالوفاء، فيما يَعرف الجميع أنّ خلافنا سياسيّ لأننا رَفضنا الخيارات الخاطئة التي كرّست الوصاية على لبنان».

باسيل ـ الخازن

كذلك، لم يمرّ كلام رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل خلال إعلان لوائح «التيار» مرورَ الكرام عند المرشّح عن المقعد الماروني في كسروان فريد هيكل الخازن ولا عند «المردة». فبَعد قول باسيل إنّ «كسروان قلبُ لبنان والتيار هو قلبُ كسروان... أنتم من أوصَل رئيس الجمهورية فهل كان غريباً عنكم؟ لا غريب عن كسروان إلّا من يخوّن أهلها ويبيع قرارَها خارج الحدود». وحيّا الخازن «التيار»، لكنّه خاطبَ باسيل قائلاً: «أمّا أنتَ أيّها الوريث المكروه إرثُك في البترون، إخجَل من صفقاتك، تنعّم بثروتِك، واترُك كسروان لأهلها». كذلك ردّ الوزير السابق يوسف سعادة على باسيل القائل: «نحن السياحة الدينية وهم البينغو، نحن خطة السير والنقل المشترك وهم رخص الـ Fume نحن الغد وهم الأمس..». فقال سعادة في تغريدة: «أنتَ لستَ «مبارح» وبالتأكيد لن تكون «بكرا»، أنت مجرّد عابر سبيل أوجدَته الصُدفَة».

أحد الشعانين

وفي هذه الأجواء، عمّت قداديس أحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، لبنان، وكان اللافت خلالها غياب الحديث السياسي والانتخابي عن عظةِ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خصوصاً بعد زيارته بعبدا الجمعة الماضي. وأكّد الراعي في عظته أمس أنّ «الله أشرَكنا بملوكيته بواسطة سِرَّي المعمودية والميرون لكي نبنيَ مجتمعاتنا العائلية والاجتماعية والوطنية على التواضع والمحبّة والسلام».

البلد «مفلِس»

وإلى ذلك ظلّ تعبير «البلد مفلِس» الذي استخدمه رئيس الجمهورية، ونَقله عنه الراعي، لتوصيفِ الوضع المالي والاقتصادي مصدرَ قلقٍ ومتابعة. وعلى رغم التصويب الذي أعلِن لاحقاً، فإنّ التصويب نفسَه، وإن كان قد نفى صفة الإفلاس بمفهومه الحقيقي، إلّا أنه أشار في وضوح إلى أنّ الوضع يتّجه إلى أزمة مؤكّدة. في الواقع، التحذيرات من الكارثة أو الإفلاس أو ما شابَه ذلك، ليست حديثة، بل تعود إلى سنوات خلت. وإذا كانت الكارثة لم تقع حتى اليوم، فهذا لا يعني أنّها لن تقع غداً أو بعد غدٍ. إنّها مسألة توقيت... الوضعُ المالي والاقتصادي وبالأرقام باتَ معروفاً. وقد وصَل حجم خدمة الدين العام إلى نحو 5 مليارات من الدولارات سنوياً، وذلك بعدما وصَل حجم الدين العام إلى 80 مليار دولار، ولم يسجّل الاقتصاد نموّاً سوى 1% معدّلاً وسطياً في السنوات الثلاث الماضية. نموّ الدين العام اقترَب من نسبة 7% سنوياً، وهي نسبة مرشّحة للارتفاع في السنوات الثلاث المقبلة وصولاً إلى 10%. نسبة الدين على الناتج المحلّي أصبحت نحو 150%. نسبة العجز في الموازنة نحو 13%. هذه الأرقام؛ ولمن يُجيد القراءة البسيطة والبدائية في الاقتصاد، يُدرك حجم التعقيدات التي بلغَها الوضع المالي والاقتصادي، والأهم يدرك إلى أين يتّجه البلد إذا استمرّ المشهد إذا لم يحصل تغيير دراماتيكي والمسار الحالي.

الموازنة و«سيدر»

وفي خضمّ استعدادات لبنان للمشاركة في مؤتمر»سيدر» علمت «الجمهورية» أنّ هناك احتمالاً كبيراً لدعوة مجلس النواب إلى الانعقاد الأربعاء والخميس من هذا الأسبوع لمناقشة الموازنة العامة وإقرارها في المجلس لتكونَ جاهزةً قبل سفر الوفد اللبناني الرسمي إلى المؤتمر المقرّر في 6 نيسان المقبل. وتحضيراً لهذا المؤتمر يُعقد اليوم في باريس لقاءٌ وزاري وإداري لبناني - فرنسي، يشارك فيه عن لبنان الوزيران جمال الجرّاح ورائد خوري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، والمدير العام لوزارة المال آلان بيفاني، ومدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غدي خوري، ووفدٌ يضمّ ميراي عون الهاشم وفادي عسلي (مستشاري رئيس الجمهورية)، وآخَر يضمّ معاوني الحريري المستشارَين الدكتور نديم المنلا وهازار كركلا، وثالث مِن وزارة الطاقة والمياه. ومِن المقرّر أن يكون الموفد الرئاسي الفرنسي بيار دوكازن في انتظار الوفد اللبناني لإجراء محادثات تمهيدية في حضور ممثّلين عن الدول التي ستشارك في المؤتمر، تحضيراً لأعماله .

لوائح انتخابية تجمع الأضداد بلا دسم سياسي

بيروت - «الحياة» .. في قراءة متأنية لتركيب اللوائح الائتلافية وتسجيلها لدى وزارة الداخلية لخوض الانتخابات النيابية اللبنانية في 6 أيار (مايو) المقبل، تلفت مصادر سياسية مواكبة عملية تأليف اللوائح، إلى أن بعض التحالفات القائمة تجمع الأضداد في لوائح واحدة، ما يعني أن ما يهم المشرفين على تركيبها الحصول على مزيد من المقاعد النيابية بصرف النظر عن الخلاف السياسي بين هؤلاء. وتؤكد المصادر أن السمة الرئيسة في تركيب اللوائح الانتخابية تكمن في أنها تجمع تحت سقف واحد الكثير من الحسابات الرقمية والقليل من البرامج السياسية، وهذا ما يصح معه القول إن بعض اللوائح تفتقر إلى الدسم السياسي وتكاد تخلو منه. وتلفت إلى أن قانون الانتخاب الجديد الذي جاء على أنقاض «شيطنة» قانون 1960، دفع معظم الأطراف إلى التركيز على الحسابات الرقمية لتأمين الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي على الســواء، على رغم أن المرشحين على لائحة واحدة يسعون لضمان الصوت التفضيلي لهم وحجبه عن الآخرين في اللائحة نفسها. وبكلام آخر، ووفق المصادر نفسها، فإن المرشح سيضطر إلى شهر خنجره ليطعن زميله، لمنعه من أن يتقدم عليه بـ «الصوت التفضيلي»، خصوصاً إذا كانا ينتميان إلى المذهب نفسه. وتستغرب المصادر خريطة الطريق التي اتبعها معظم القوى السياسية الرئيسة لتركيب اللوائح الانتخابية، وتــســـأل في هذا الســـياق عن مصير «إعلان النيات» الذي وقعه العماد ميشال عون قبل أن ينتخب رئيساً للجمهورية وبالنيابة عن «التيار الوطني الحر»، مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في وقت أفضى تركيب اللوائح في الدوائر المشتركة إلى غياب أي شراكة بينهما في تركيبها. كما تسأل المصادر عينها عن مصير موقفَي «التيار الوطني» و «القوات» قبل انغماسهما في تركيب اللوائح، لجهة قولهما إن الاتفاق سيحصل في بعض الدوائر وإن المنافسة ستدور بينهما في دوائر أخرى. وترى أن تعذر التفاهم بين «التيار الوطني» وحزب «الكتائب» أمر طبيعي، بسبب التباين العميق القائم بينهما حول عدد من القضايا السياسية، لكنْ ما هو المانع الذي حال دون توافق «الكتائب» على الحد الأدنى من التفاهم الانتخابي مع الحزب «التقدمي الاشتراكي»، على رغم أن الأخير لم يضع عقبات تحول دونه، ما يلقي المسؤولية على عاتق رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل، الذي قرر أن يخوض الانتخابات بحملات شعبوية بالتعاون مع شخصيات من الحراك المدني. وفي السياق ذاته، تلفت إلى وجود تعاون بين «القوات» و «الكتائب» في ثلاث دوائر انتخابية: زحلة، بيروت الأولى، والشمال الثالثة (زغرتا، بشري، البترون، الكورة) فيما تعاون «القوات» وتيار «المستقبل» بات محصوراً في دائرتي «بعلبك الهرمل» وعكار، هذا إذا ما استثنيا الائتلاف الثلاثي في «الشوف- عاليه» الذي ضمهما في لائحة واحدة مع «التقدمي» الذي يعود إليه الفضل في الوصول إلى تفاهم بعد أن قرر «التيار الوطني» الخروج منه. وتكــشف المصادر أن «التيار الوطني» لم يكن من ضمن الوسطاء الذين حاولوا إصلاح ذات البين بين الوزير طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب، وتؤكد أن مقياسه الوحيد لخوض الانتخابات في «الشوف - عاليه» يكمن في رهانه على حصد أكبر عدد من المقاعد النيابية لمصلحة «التيار الوطني»، وهذا ما اعتمده لدى تركيب اللائحة الانتخابية في دائرة المتن الشمالي، إضافة إلى طلاقه مع حليفه في «ورقة التفاهم»، أي «حزب الله» في دائرتي «صيدا- جزين» و «جبيل- كسروان». وتقول إن كفة تفاهم «المستقبل» و «التيار الوطني» كانت أرجح من تفاهم الأخير مع حلفائه قبل أن يصيب الوهن قوى «14 آذار» وتتموضع الأطراف التي كانت وراء تأسيسها في مواقع متباينة تحول دون أن يعاد الاعتبار إلى دورها في الحياة السياسية. وفي سياق الحديث عن تركيب اللوائح، لا بد من الإشارة - كما تقول المصادر المواكبة- إلى أن رئيس «التيار الوطني» الوزير جبران باسيل يتعامل مع التحالفات في الانتخابات، أكانت دائمة أم ظرفية، من زاوية الخدمة السياسية التي تقدمها له ليتزعم أكبر كتلة نيابية في البرلمان العتيد من شأنها أن تمهد له الطريق لبلوغ طموحاته الرئاسية. وتلفت إلى أن باسيل يخطط الآن لخوض «حرب إلغاء» على جبهتين، الأولى تتعلق بإضعاف مَن يمكن أن ينافسه رئاسياً، والمقصود بهما زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية ورئيس «القوات» سمير جعجع، والثانية تستهدف بعض من يضعهم على لائحة خصومه السياسيين لإخراجهم من المعادلة السياسية، ويأتي في طليعة هؤلاء نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر في المتن الشمالي، والنائب الكتائبي نديم الجميل في بيروت الأولى. وتنقل المصادر عن عدد من المرشحين الذين يتوزعون بين جبل لبنان والشمال وبيروت الأولى، أن باسيل يستثمر نفوذه داخل الدولة انتخابياً، وأن جهات محسوبة على «التيار الوطني» لم تتوان عن اتباع ســـياسة الترهيب والترغيب لعدد من رؤساء البلديات، وخصوصاً في المتن الشمالي، وهم بأكثريتهم على علاقة جيدة بالمر، والتلويح لهم بفتح ملفاتهم إذا لم يعيدوا النظر في «سلوكهم» الانتخابي لجهة فك ارتباطهم بالمر صاحب النفوذ الأكبر في هذه البلديات منذ حوالى ثلاثة عقود. وتؤكد أن «التيار الوطني» يخوض حالياً حرب إلغاء ضد المر لإنهاء الظاهرة التي يمثلها في المتن الشمالي، وتقول إن ضغوطاً مورست على بعض المرشحين لمنعهم من الانضمام إلى لائحته الانتخابية التي يفترض أن ترى النور اليوم مع تسجيلها لدى الداخلية. وتكشف أن رئيس الجمهورية كان يشجع عندما التقى المر، على ضرورة الوصول إلى تحالف يجمعه و «التيار الوطني» وحزب «الطاشناق»، وتقول إن لقاءات عدة عقدت بين المر ورئيس حزب «الطاشناق» هاغوب بقرادونيان وأمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» إبراهيم كنعان، لكنها سرعان ما انتهت بضغط مباشر من باسيل الذي وضع الطاشناق أمام خيارين: حصر تحالفه معه أو فرط تحالفهما في بيروت الأولى وزحلة. وتؤكد أن مسؤولين في «التيار الوطني» تبرعوا بتقديم «هدايا» لبعض المرشحين في حال انسحابهم، وتحديداً في المتن الشمالي وكسروان، وانما ستعطى لهم فور انتهاء الانتخابات وهي تتوزع بين إسناد مناصب وزارية وأخرى إدارية في مواقع حساسة في الدولة. وتسأل ما إذا كان في مقدور باسيل أن ينجح في إلغاء المر متنياً بعد أن حاصره بمنع مرشحين من الانضمام إليه، أو في التخلص من نديم بشير الجميل، وتقول إن كلمة الفصل ستكون لما ستحمله صناديق الاقتراع من نتائج من دون غض الطرف عن استغلال نفوذه داخل السلطة على رغم أنه أقصى مسؤولين في «التيار الوطني» عن الترشح، خصوصاً من هم على تباين معه، ورأى أن الظروف مواتية الآن لتصفية حسابه معهم. وعليه، فإن أقل ما يقال في بعض التحالفات النيابية، ومن خلالها تشكيل اللوائح، إنها حملت أشكالاً وألواناً متعددة وخلت من أي دسم سياسي.

مقايضة أرسلان - «القومي» تؤخر «الشوف - عاليه»

بيروت - «الحياة» ... توالى أمس، إعلان اللوائح الانتخابية في أكثر من منطقة لبنانية، في وقت فاجأ الرئيس السابق للمجلس النيابي حسين الحسيني المرشح إلى الانتخابات عن دائرة «بعلبك الهرمل» زملاءه المرشحين على لائحة كان يتم وضع اللمسات الأخيرة على تشكيلها مساء أول من أمس، بإعلان انسحابه ليلاً من السباق الانتخابي على رغم حل إشكالات لوجيستية كان يشكو منها، وتم إبلاغ هؤلاء بانسحابه بالمراسلة. ولا يزال إعلان اللائحة الائتلافية عن دائرة «الشوف - عاليه» المدعومة من «التيار الوطني الحر» والحزبين «الديموقراطي اللبناني» و «السوري القومي الاجتماعي»، عالقاً على نتائج المفاوضات الجارية بين الوزير طلال أرسلان وقيادة «القومي» التي تربط انضمام مرشحها الماروني سمير عون إلى اللائحة بتجاوب أرسلان مع طلبها سحب ترشيحه وسام شروف عن المقعد الدرزي عن قضاءي حاصبيا ومرجعيون، بذريعة أنه يحجب عن مرشحه النائب أسعد حردان الأصوات التفضيلية، في الوقت الذي سيجير «القومي» أصوات محازبيه ومؤيديه لمصلحة اللائحة الائتلافية في «الشوف- عاليه». وعلمت «الحياة» من مصادر مواكبة اللقاءات التي تعقد حالياً بين قيادات «التيار الوطني» و «الديموقراطي اللبناني» و «القومي» لوضع اللمسات الأخيرة على أسماء المرشحين للائحة الائتلافية في «الشوف- عاليه»، أن ما تردد عن انسحاب عون من اللائحة ليس رسمياً، وأن القرار النهائي في شأن ترشحه يتوقف على تجاوب أرسلان بسحب مرشحه شروف عن دائرة «مرجعيون حاصبيا». ولفتت المصادر نفسها إلى أن مصير ترشح القيادي في «القومي» حسام العسرواي عن أحد المقعدين الدرزيين في عاليه ينسحب على الموقف النهائي لأرسلان. وقالت إن الأخير كان وراء تعذر التفاهم على خوض الانتخابات في الشوف وعاليه على لائحة واحدة تضم «التيار الوطني» وأحزاب «قوى 8 آذار» وتعزو السبب إلى إصراره على عدم التعاون مع رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب. وأكدت أن عدم خوض الانتخابات على لائحة واحدة كان وراء تغييب البرامج السياسية لبعض القوى المنتمية إلى «8 آذار» وحلفائها لمصلحة أنه يعطي الأولوية لضمان حصوله على مزيد من المقاعد ولو على حساب البرنامج السياسي. وكشفت أن المشرف على إدارة الملف الانتخابي في «حزب الله» نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، لم ينجح في إقناع أرسلان بطي صفحة خلافه مع وهاب، وقالت إن موقفه شكل إحراجاً لـ «القومي» الذي كان يفضل أن تتوحد «8 آذار» في لائحة واحدة. لذلك، رأت المصادر عينها أن الوقت لم يعد يسمح بتمديد المشاورات، وأن هناك ضرورة لحسم الخلاف في الساعات المقبلة من أجل تسجيل اللائحة لدى وزارة الداخلية، لأن آخر مهلة للتسجيل تنتهي منتصف ليل اليوم الإثنين. وكان أعلن في محلة الجميزة أول من امس، عن لائحة «بيروت الأولى» المدعومة من حزبي «الكتائب اللبنانية» و «القوات اللبنانية» والوزير ميشال فرعون، وتضم إلى فرعون، النائب نديم الجميل، عماد واكيم، رياض عاقل، جان طالوزيان، ألين كولونسيان، كارول بابيكيان وأفيديس داكسيان. وأكد فرعون في كلمته أن «لائحتنا سيادية، وستكون شرسة عند إهانة كرامة بيروت، ونحن عصب الأشرفية»، فيما اعتبر النائب الجميل أنه «لا يحق لنا أن نيأس أو نتعب وأن نستسلم ليبقى لبنان، وسنحمي ثوابت الاستقلال، وما حدا رح يستوطي حيطنا، والأشرفية تركع لله فقط ولن تركع لحزب الله، لتبقى بيروت تشبهكم».

جبل لبنان

وأعلن الوزير السابق وئام وهاب من بلدته الجاهلية أمس، لائحة «الوحدة الوطنية» الانتخابية عن دائرة جبل لبنان الرابعة، والمدعومة من «حزب الله» -وفق قول وهاب - ومن سرايا المقاومة وربما من الحزب السوري القومي الاجتماعي. وتضم عن قضاء عاليه: خالد عادل خداج (درزي)، سهيل خليل بجاني (ماروني)، شفيق رضوان (درزي)، ​وليد خيرالله​ (روم أرثوذوكس)، وتُرك مقعد ماروني شاغر فيها. وتضم اللائحة عن الشوف: ​الياس البراج​ (سني)، أسعد أبو جودة (ماروني)، زاهر أنور الخطيب (سني)، زياد شويري (ماروني)، سليمان أبو رجيلي (كاثوليكي) و​وئام وهاب​ (درزي). وجرى ترك مقعدين شاغرين فيها، ماروني ودرزي. وأعلن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد أسماء مرشحي «لائحة الأمل والوفاء» في دائرة الجنوب الثالثة، وتضم 11 مرشحاً عن 3 أقضية في ​محافظة النبطية​. وهم عن دائرة النبطية: محمد رعد، ​وهاني قبيسي​ و​ياسين جابر​. وعن دائرة ​مرجعيون​ وحاصبيا: ​علي فياض، ​علي حسن خليل​، ​قاسم هاشم​، أنور الخليل​ وأسعد حردان.​ وعن دائرة بنت جبيل: ​حسن فضل الله، أيوب حميد​ و​علي بزي​. وقال رعد إن «أعضاء اللائحة سيلتزمون العمل الوطني السياسي والنيابي في إطار البرنامج الانتخابي لـ «حزب الله» وحركة «أمل»، وهو إطار يتقاطع معه البرنامج الانتخابي للأحزاب الوطنية الحليفة لا سيما الحزب السوري القومي».

الحريري وسلام

وفي المواقف الانتخابية، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري المرشح عن دائرة بيروت الثانية في لقاء بيروتي «أن لبنان لا يقوم إلا على الحوار». ورأى أن «بيروت اليوم غاضبة لأنها ترى أن هناك من يحاول وضع يده عليها. وبيروت ليست نائمة، بل صبورة، وكلما زاد عدد المقترعين اضمحلت حظوظ اللوائح الأخرى». ودعا الرئيس السابق للحكومة تمام سلام المرشح عن دائرة بيروت الثانية ضمن لائحة «المستقبل»، أبناء بيروت في لقاء مماثل إلى «الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع لتثبيت الخيارات الوطنية التي يريدونها لبلدهم في المرحلة المقبلة». وأسف «لتقسيم بيروت في القانون الجديد إلى دائرتين ترتديان طابعاً طائفياً واضحاً». وقال: «يوم الانتخاب هو يوم امتحان لأبناء بيروت الذين عليهم أن يثبتوا للجميع أنهم لن يسلموا قرار مدينتهم إلا لمن يريدون مصلحتها، ولا نريد إلغاء أحد أو مصادرة حرية أحد، لكن لنذهب إلى صناديق الاقتراع بكثافة برسالة مدوية للأقربين والأبعدين بأن بيروت لم ولن تضيع بوصلتها الوطنية».

الحسيني

ورد الرئيس الحسيني سبب انسحابه من المعركة الانتخابية إلى «أن هذه الانتخابات تقوم على التحكم بتمثيلكم وعلى تغييب الرقابة الجدية على عمليتها والحكم الصالح الفاعل في إجرائها وفي تصحيح نتائجها، ومن قبل على ما انطوى عليه قانونها من تشويه النظام النسبي والفرز والضم في دوائرها، بخلاف ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني والدستور من بعدها، وتشريع الرشوة لمن اعتاد ممارستها». ورأى أن «هذه الانتخابات استنسابية، وللتصديق على تمثيل حكام الأمر الواقع وعلى اقتناصهم الصفة الشرعية». كما أعلن المرشح عن المقعد السني في دائرة «بعلبك الهرمل» مازن الرفاعي عزوفه عن خوض الانتخابات النيابية «في ظل الصراعات الطائفية والعصبية، لأمارس قناعاتي بحرية ولأكمل ما بدأت للحفاظ على مدينتي بعلبك».

الحريري يعلن لائحة الشمال الثانية: نواجه «حزب الله» وأطلب وصايتكم عليّ

بيروت - «الحياة» ... أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من طرابلس لائحة «المستقبل» في دائرة الشمال الثانية (تضم طرابلس والمنية والضنية)، وذلك خلال مهرجان انتخابي حاشد. وتضم عن طرابلس: محمد كبارة، سمير الجسر، جورج بكاسيني، ديما جمالي، نعمة محفوض، وليد صوالحي، ليلى شحود، شادي نشابة. وعن المنية: عثمان علم الدين. وعن الضنية: قاسم عبد العزيز، سامي فتفت. وأكد الحريري أن «مشروع تيار المستقبل أن نحمي البلد والشمال، بالعمل وليس بالكلام، بالاعتدال وليس بالتطرف، بصلابة الموقف والحكمة، وليس بالصراخ والحروب الوهمية. وبالصدق مع الناس، وليس بشراء صداقة الناس». وقال: «استقرار الشمال وأمانه وإنماؤه وكرامته وعروبته واعتداله أمانة تحملها لائحة المستقبل للشمال في هذه الانتخابات». وحيا الحريري «الزميل الصديق الوفي النائب محمد الصفدي (لم يترشح) على موقفه في هذه الانتخابات، مع أننا كنا نود أن يكون معنا على لائحة الشمال». ورد على الحملات الانتخابية بالقول: «ينسون كيف بدأ كل وجودهم السياسي، وغير السياسي. ربما نسوا العام 2005، كيف تألفت الحكومة ومن سمى رئيس الحكومة. وربما نسوا العام 2009، كيف شُكلت اللائحة ومن أعلنها. قالوا إن طرابلس ترفض الوصاية على قرارها. أولاً، لن أناقش بالوصاية، لأنهم هم خبراء وصاية وشركاء وصاية وممثلو وصاية. بالأمس في عكار، قلت إن هناك لوائح لبشار وحزب الله تُركّب في الشمال وغير الشمال. يبدو أن الشباب حنوا لزمن الوصاية، وحنوا لزمن تسليم قرار طرابلس والشمال لجماعات الممانعة. دعوهم يعرفون جميعاً، من هم في لوائح بشار والحزب، مباشرة أو بالواسطة: زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود! وزمن الفتن لن يعود! وزمن الاستقواء بالمخابرات وبالسلاح، لن يعود». وأضاف قائلاً: «يأتون في موسم الانتخابات ليقولوا لكم: طرابلس ترفض الوصاية عليها من خارجها؟ حسناً، والضنية والمنية ترفض الوصاية أيضاً؟ أنا اليوم أطلب وصاية طرابلس والمنية والضنية علي شخصياً. أنا لست وصياً على طرابلس ولا على المنية ولا على الضنية، بل أنتم، أوصياء علي». وقال: «أجمل ما في الكذب، أنه يسمح لك أن ترى الصدق، وأجمل ما في الغدر، أنه يسمح لك أن ترى الشهامة، وأجمل ما في قلة الوفاء، أنها تسمح لك أن ترى الوفاء، ولا نستطيع أن ننسى بطل العالم الذي يغرقنا ليل نهار بتقارير وتخوين ومؤامرات، وماذا يقول؟ أنه يحارب حزب الله». وشدد على أن «تيار المستقبل يخوض الانتخابات بلوائح في كل لبنان تقريباً بمواجهة حزب الله. نرشح مرشحين بمواجهة مباشرة مع مرشحين من حزب الله، ومع لوائح مدعومة من الحزب. إذا كنت إلى هذه الدرجة ضد حزب الله، لماذا كل لوائحك، تخوض الانتخابات في مواجهة لوائح المستقبل؟ وتحديداً، بمواجهة مرشحي المستقبل؟». ولفت الحريري إلى «أننا لم نكن في رئاسة الحكومة وتفرجنا على 20 جولة قتال في طرابلس من دون أن نفعل شيئاً، وحين تسلم الرئيس تمام سلام رئاسة الحكومة، غطى الجيش وقوى الأمن الداخلي، ليفرضوا الاستقرار في طرابلس، ويضمنوا الأمان لكل أهلنا في طرابلس. ولم نتاجر بالشباب الموقوفين. وحين تسلمنا رئاسة الحكومة بدأنا نعمل على قانون عفو ورأيتم أن صياغته باتت جاهزة وهذا الأمر سيحصل. ولم يكن في رئاسة الحكومة، ونبيع الكلام من جهة ونعطل المشاريع للمنطقة من جهة أخرى. نحن أطلقنا مشاريع بعشرات الملايين الدولارات بالبنى التحتية في الضنية والمنية وطرابلس، وكلكم ترونها». وقال: «الحرب كانت علينا، على سعد الحريري وتيار المستقبل، ولم تكن على أي واحد من جماعات الكلام. هؤلاء أساساً، لا أحد يحسب لهم حساب، لا في الداخل ولا في الخارج. نحن الذين نقلب المعادلة، ونضمن بالفعل أن ما من شيء ممكن أن يتقدم على الشرعية والدولة، والعمل على تقوية الجيش والقوى الأمنية لتعطيل مشروع الاستقواء على الدولة، أفضل مليون مرة من تشكيل ميليشيات وإقامة خطوط تماس في طرابلس وبيروت وصيدا وغيرها. ونحن الذين قلبنا المعادلة، ودفعنا الجميع للاعتراف بأن حماية لبنان تكون بوقف التدخل بشؤون الأشقاء العرب، ومنع الحريق السوري من الانتقال لبلدنا. ونحن قلنا إن السنّة في لبنان ليسوا حرفاً ناقصاً أبداً، وإن دورهم بالمعادلة الوطنية أقوى من أي سلاح ومن كل سياسات الممانعة. ونحن خط الدفاع الأول عن كرامة السنّة، لأنها من كرامة لبنان. وكرامة لبنان وسلامته واستقراره واعتداله وعروبته أمانة رفيق الحريري لدينا جميعاً، خصوصاً عند أهلنا في طرابلس والضنية والمنية وكل الشمال». وكان الحريري التقى في طرابلس وفداً من أهالي الموقوفين الإسلاميين الذين يواصلون تحركهم سعياً لإنهاء محاكمة أبنائهم والإفراج عنهم. وقبل انتقاله إلى طرابلس، زار الحريري مكتباً انتخابياً لوزير الداخلية المرشح إلى الانتخابات في بيروت الثانية نهاد المشنوق في محلة الروشة. وكان المشنوق أكد خلال لقاء مع «تيار المستقبل»، أنّ «أصواتكم، أنتم أهالي بيروت، ستحمي المدينة من تسليم قرارها لمن أهانوها ويريدون تفتيت نسيجها، بتفريق الأصوات وتفريخ اللوائح».

المعركة الانتخابية في لبنان تحتدم و«حزب الله» يخوضها كأنّها... «حرب»

رئيس الحكومة: قَلَبْنا المعادلة ودفعنا الجميع للاعتراف بأن وقف التدخل بشؤون الأشقاء يحمي بلدنا

بيروت - «الراي» .... الحريري من طرابلس يهاجم «بطل العالم في قلة الوفاء» ويتحدّث عن «لوائح لبشار وحزب الله»...

غداً يوم آخر في بيروت التي تُسْدِل الستارة اليوم على الفصل الأخير ما قبل فتْح صناديق الاقتراع والمتمثّل في تسجيل اللوائح التي ستخاض من ضمنها الانتخابات النيابية في 6 مايو المقبل لاختيار 128 نائباً يتقاسمهم مناصفة المسيحيون والمسلمون. وفيما لا يُستبعَد أن يقارب العدد النهائي للوائح التي سيتمّ تسجيلها في وزارة الداخلية الـ 100 ستتنافس في 15 دائرة وفق قانونٍ يَعتمد، للمرة الأولى في تاريخ لبنان، نظام الاقتراع النسبي مع صوتٍ تفضيلي، فإن يوم 27 مارس سيشكّل رسمياً الانطلاقة الفعلية للمعركة الانتخابية التي اختلط فيها «الحابل بالنابل» على صعيد التحالفات التي طغى فيها معيار «الفوز بأي ثمن» على كونها اقتراعاً على الخيارات السياسية وبرامج الأحزاب. وما ان تُطلق «صافرة» نهاية مهلة تسجيل اللوائح التي لا يمكن خوض الانتخابات إلا من ضمنها (لا يسمح القانون بالترشيحات المنفردة)، حتى تنكبّ الماكينات الانتخابية على عمليات «محاكاةٍ» شاملة لاستخلاص «الرسْم التشبيهي» لما ستفرزه الصناديق استناداً إلى «خريطة اللوائح» و«أوزانها» واستطراداً الحاصل الانتخابي المفترض في كل دائرة واتجاهات الصوت التفضيلي. كما أن طيّ صفحة المرحلة التمهيدية الفاصلة عن 6 مايو سيسمح بإجراء «مسْح» سياسي لمغزى ما استقرّت عليه التحالفات وسط خلاصات أوّلية أمكن رصْدها على النحو الآتي:

* ان «تيار المستقبل» الذي يقوده رئيس الحكومة سعد الحريري نجح في «محاصرة» خصوم داخل البيئة السنية، مستفيداً من حال الاستنهاض الشعبي الكبيرة التي برزتْ منذ أزمة استقالته من الرياض في نوفمبر الماضي وما تلاها، وأيضاً من الدعم السعودي المتجدّد له، وهو ما برز خصوصاً في عكار والبقاع الغربي حيث استقطب «المستقبل» شخصيات قادرة على إضعاف خصومه وحيَّد أخرى.

* ان «المستقبل» شبَك تحالفاً قد يكون الأكثر امتداداً مع «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس ميشال عون) في دوائر عدة، في تطوّرٍ حمل رسالة مزدوجة، أولاً في اتجاه الداخل لجهة تأكيد استمرار التسوية السياسية التي أنهتْ الفراغ الرئاسي على قاعدة عون رئيساً للجمهورية والحريري في رئاسة الحكومة، لمرحلة ما بعد الانتخابات. وثانياً تجاه الخارج والرياض خصوصاً أن «المستقبل» نجح في إبعاد «التيار الحرّ» لدرجة كبيرة عن التحالف مع «حزب الله» في غالبية الدوائر، الأمر الذي من شأنه أن يعزّز «حيثيات» خيار الحريري باعتماد «المواجهة الناعمة» مع «حزب الله» واستقطاب حليفه المسيحي (التيار الحر) تدريجياً.

* ان «التيار الحر» ابتعد عن «حزب الله» في عدد كبير من الدوائر، ما خلا بعض الدوائر وبينها بعبدا وبيروت الثانية، في مقابل إما تحالفه مع «المستقبل» في دوائر «لا تماس انتخابياً» فيها مع الحزب وإما انخراطه بمواجهات مع الحزب في دوائر أخرى مثل جبيل وصيدا - جزين وزحلة وسواها، الأمر الذي فسّرتْه أوساط سياسية على أنه في سياق إعطاء إشارات «الابتعاد خطوة» عن «حزب الله»، وبالتفاهم مع الحزب، في ظل «سيف» العقوبات الأميركية عليه، ومراعاة المزاج العربي - الخليجي.

* ان «القوات اللبنانية» لم تنسج أي تحالف مع «التيار الحر»، شريكها في «تفاهم معراب» الذي مهّد الطريق لانتخاب العماد عون رئيساً، الأمر الذي عكَس افتراقاً غير معلن بين الجانبيْن يجري رصْد تداعياته في مرحلة ما بعد الانتخابات ولا سيما في تشكيل الحكومة.

كما أن تحالف «القوات» مع «المستقبل» بدا وكأنّه أقرب إلى «أفضل الممكن» بعد «الندوب» التي أصابت علاقتهما إبان أزمة استقالة الحريري، علماً أن هذا التحالف اكتسب أبعاداً سياسية بارزة ولا سيما في بعلبك - الهرمل بوجه «حزب الله»، فيما جاء تشارُكهما في لائحة واحدة في كل من عكار والشوف - عاليه (مع حزب النائب وليد جنبلاط) ليشكّل استجابة الى نصائح من السعودية التي جاهرتْ بعلاقتها المميّزة مع «القوات» ورئيسها الدكتور سمير جعجع.

* ان تحالفات «حزب الله» اقتصرت على حلفائه الخلص في «8 آذار» وأنه في موازاة نجاحه في تثبيت الشراكة مع حركة «أمل» (بزعامة الرئيس نبيه بري) لم يتمكّن تماماً من ضبْط ايقاع التناقضات بين أطراف حليفة له، وأنه وجد نفسه أمام معركة سياسية بامتياز في «عرينه» بعلبك - الهرمل حيث يجهد للحدّ من خسائر يمكن أن يتسبب له بها خصومه الذين شكّلوا لائحة مدعومة من «المستقبل» و«القوات» وفاعليات شيعية من المنطقة، كما حال الاستياء ضمن بيئته جراء واقع الإهمال التنموي للمنطقة وأهلها.

واعتُبر إعلان الرئيس السابق للبرلمان حسين الحسيني أمس انسحابه من السباق الانتخابي بمثابة خطوة تعزّز حظوظ اللائحة المعارضة لـ «حزب الله» في بعلبك - الهرمل والتي يقابلها الحزب بخطاب «الهجوم الدفاعي» محملاً خصومه مسؤولية الفساد الذي أطلق برنامجاً لمواجهته «رفعه إلى مستوى مقاومة العدوان التكفيري والصهيوني». وإذ تحدّث «حزب الله» بلسان نائبه نواف الموسوي عن «حرب الانتخابات»، كان الرئيس الحريري خلال إعلانه لائحة «المستقبل» في دائرة طرابلس - المنية - الضنية عصر أمس يواصل «شدّ العصَب» الانتخابي متحدثاً عن تدخل «حزب الله» والنظام السوري في تركيب لوائح الشمال المناهضة لتياره، في موازاة شنِّه هجوماً على كل من الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي ووزير العدل السابق أشرف ريفي، من دون تسميتهما. وقال الحريري: «ينسون كيف بدأ كل وجودهم السياسي، وغير السياسي. ربما نسوا العام 2005 كيف تألفت الحكومة ومن سمّى رئيس الحكومة. وربما نسوا العام 2009، كيف شُكلت اللائحة ومن أعلنها»، واضاف: «قالوا إن طرابلس ترفض الوصاية على قرارها. ولن أناقشهم بالوصاية، لأنهم هم خبراء وصاية وشركاء وصاية، وممثلو وصاية. هل عرفتم من هو؟ أو أقول لكم أول حرف من اسمه؟ بالأمس في عكار، قلتُ إن هناك لوائح لبشار وحزب الله تُركّب في الشمال وغير الشمال. ويبدو أن الشباب حنوا لزمن الوصاية، ولزمن تسليم قرار طرابلس والشمال لجماعات الممانعة. دعوهم يعرفوا جميعاً، من هم في لوائح بشار والحزب، مباشرة أو بالواسطة: زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود! وزمن الفتن لن يعود! وزمن الاستقواء بالمخابرات وبالسلاح، لن يعود». وإذ أعلن «انني اليوم آت أطلب وصاية طرابلس والمنية والضنية عليّ»، تحدّث عن «بطل العالم في قلة الوفاء والذي يقول ليل نهار إنه يحارب حزب الله»، وقال: «نحن، تيار المستقبل، نخوض الانتخابات بلوائح في كل لبنان تقريباً بمواجهة حزب الله. وإذا كنت إلى هذه الدرجة ضد حزب الله، لماذا كل لوائحك، تخوض الانتخابات في مواجهة لوائح المستقبل؟»، مؤكداً «مشروعنا أن نحمي البلد والشمال، بالعمل وليس بالكلام، بالاعتدال وليس بالتطرف، بصلابة الموقف والحكمة، وليس بالصراخ والحروب الوهمية». وأضاف: «نحن الحرب كانت علينا، على سعد الحريري وتيار المستقبل، ولم تكن على أي واحد من جماعات الكلام. هؤلاء أساساً، لا أحد يحسب لهم حساب، لا في الداخل ولا في الخارج. ونحن الذين نقلب المعادلة ونضمن بالفعل أن ما من شيء ممكن أن يتقدم على الشرعية والدولة، ونحن الذين قلبنا المعادلة ودفعنا الجميع للاعتراف بأن حماية لبنان تكون بوقف التدخل بشؤون الأشقاء العرب، ومنْع الحريق السوري من الانتقال لبلدنا. ونحن قلَبنا المعادلة، وقلنا إن السنّة في لبنان ليسوا حرفا ناقصاً أبداً وأن دورهم بالمعادلة الوطنية أقوى من أي سلاح ومن كل سياسات الممانعة».

 



السابق

مصر وإفريقيا...«رئاسية مصر» تبدأ اليوم وسط تحفيز على المشاركة واستنفار أمني...تكتلات التصويت في الأرياف تتفوق على المدن ..المرأة المصرية رهان الدولة على زيادة المشاركة ..حفتر يرفض عرضاً من السراج لاقتسام السلطة وتنسيق ليبي ـ أميركي لاستهداف قيادات إرهابية..حركة متمردة في دارفور تقرّ بمحاولتين لإطاحة البشير....وزير خارجية المغرب يلتقي عباس غداً... ويزور المسجد الأقصى....

التالي

اخبار وتقارير..."فايننشال تايمز" تكشف عن الحرب الإسرائيلية القادمة في سوريا....بدانة الجيش الأميركي خطر على الأمن القومي..ضربة لانفصاليّي كاتالونيا توقيف زعيمهم في ألمانيا...37 قتيلا في حريق بمركز تجاري بسيبيريا...قمة أوروبية ـ تركية اليوم تهيمن عليها الملفات الخلافية...تفجيران انتحاريان في أفغانستان...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,105,484

عدد الزوار: 6,753,004

المتواجدون الآن: 108