لبنان...تحالفات بلا برامج إنتخابية .. وساترفيلد يفاوض على وقع التهديدات بالحرب.. ولبنان يرفض شراكة إسرائيل.. وتحذير من «موازنة مسلوقة»..الحريري: لبنان بمنأى عن أي اهتزاز وسنعتمد الأجواء المفتوحة وإلغاء التأشيرة....دوكان: لا شروط بل إشارات يجب إعطاؤها لعقد مؤتمر «سيدر»...

تاريخ الإضافة الخميس 22 شباط 2018 - 6:06 ص    عدد الزيارات 2290    القسم محلية

        


تحالفات بلا برامج إنتخابية .. وساترفيلد يفاوض على وقع التهديدات بالحرب.. بهية الحريري في عين التينة.. وجعجع سيفاجئ الحلفاء وزعيتر على لائحة التيار في جبيل؟

اللواء... مع ارتفاع الحرارة الانتخابية، على بعد أسبوع من بدء آذار، شهر الاستحقاقات المالية (الموازنة) واللوائح والترشيحات، ارتفعت الوتيرة الدبلوماسية التي تسير على خطين أحدهما يتعلق «بالوساطة النفطية» التي يتولاها نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، وثانيهما يتصل بالتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر سيدر في 6 نيسان المقبل في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، وسط تهديدات إسرائيلية متزامنة عن احتمالات متزايدة لاندلاع حرب ضد أكثر من طرف، على خلفية توتر الأوضاع على الحدود الشمالية لإسرائيل. ونقل راديو الجيش الإسرائيلي عن الجنرال نيتسان ألون رئيس عمليات الجيش الإسرائيلي ان «احتمالات اندلاع الحرب على الحدود الشمالية عام 2018 أكبر من أي وقت مضى، وربما تكون على الأبواب، رابطاً ذلك بإنجازات النظام السوري مدعوماً من إيران وحزب الله، الامر الذي زاد من فرص شن حرب جديدة في مرتفعات الجولان».

اقتراحات ساترفيلد

على هذا الصعيد، ان الجواب الإسرائيلي حول «البلوك 9» الذي يرفض لبنان مجرّد التفاوض حوله، ان الدبلوماسي الأميركي زار كلاً من الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، وقيادة الجيش، حيث التقى قائده العماد جوزاف عون بحضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وبحضور سفيرة الولايات المتحدة اليزابيث ريتشارد، على ان يزور الرئيس نبيه برّي قبل ان يتوجه إلى جنيف. وعلمت «اللواء» من مصادر مطلعة ان ساترفيلد أبلغ من التقاهم ان إسرائيل تراجعت عن المطالبة بـ40٪ من البلوك 9، إلى القبول بـ25٪ منه. وكشفت ان الدبلوماسي الأميركي اقترح شمولية التفاوض بحيث يتناول البلوكات 8 و9 و10 دفعة واحدة. وانتهت لقاءات ساترفيلد في اليوم الأوّل لوصوله من تل أبيب إلى التأكيد على ان «للبحث صلة» وان الدبلوماسية هي الخيار المتاح حالياً. وحسب مديرية التوجيه في الجيش فإن البحث تناول التطورات المتعلقة بالحدود الجنوبية، وموقف الجيش المتمسك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية والاقتصادية. وكان الرئيس برّي التقى «اللواء» إبراهيم للمرة الثانية خلال 24 ساعة، ونقل عنه زواره ان المعادلة الإسرائيلية لا محل لها من الاعراب في ما يتعلق بالنفط، «ما لنا هو لنا وما لكم هو لنا ولكم».. وهذا الأمر سيبلغه برّي إلى ساترفيلد اليوم. واوضحت مصادر المعلومات ان البحث في وزارة الخارجية بين باسيل وساترفيلد تم على قاعدة حفظ حقوق لبنان برا وبحرا، ولم يُطرح اي تنازل عن حقوق لبنان،بينما طرحت الخارجية ما يراه لبنان «حلا للخط البري الحدودي بما لا ينتقص من سيادة لبنان على ارضه،فيما موضوع الحدود البحرية لا نقاش فيه ولاتنازل عن السيادة اللبنانية على اي متر من حقوق لبنان البحرية، وهو الموقف الموحد بين كل المسؤولين اللبنانيين رؤساء ووزيرخارجية بمن فيهم قائد الجيش».

الموازنة

إلى ذلك، جدد الرئيس برّي التأكيد على ضرورة الإسراع في إقرار مجلس الوزراء لموازنة العام 2018، وإرسالها بالسرعة اللازمة إلى مجلس النواب. ونقل النواب عنه، بعد لقاء الأربعاء النيابي الذي حضرته النائب السيدة بهية الحريري للمرة الأولى منذ فترة طويلة قوله انه «اذا كان هناك أمن لحدود الوطن، فإن هناك أيضاً أمناً للمجتمع، وأحد ركائزه الموازنة»، لافتاً إلى انه «اذا لم تصل الموازنة قبل 5 آذار المقبل، فإن هناك شبه استحالة لاقرارها، كما ان المؤتمرات الدولية التي ستعقد في الشهرين المقبلين لدعم لبنان ستتأثر بالموضوع». في هذا الوقت، كانت اللجنة الوزارية المكلفة درس مشروع الموازنة، تعقد أوّل اجتماعاتها في السراي الحكومي برئاسة الرئيس الحريري، وحضور الوزراء وأعضاء اللجنة، والذين لم يغب منهم سوى وزير السياحة اواديس كدانيان الذي يرافق الرئيس ميشال عون في زيارته لكل من العراق وارمينيا، حيث ناقشت على مدى ساعتين ونصف الساعة 21 مادة من مواد مشروع الموازنة البالغ عددها 55، وبقي امامها 34 مادة تتضمن الكثير من الإصلاحات التي تحتاجها الحكومة لتصحيح الوضع المالي توطئة لتقديمها إلى مؤتمر باريس. واجمع أعضاء اللجنة على وصف الاجتماع الأوّل بالجدي والعملي، وانه اتسم بالايجابية من خلال تجاوب الوزراء مع مقترحات وزارة المال في ما يتعلق بتخفيض موازنات الوزارات. وتقرر عقد اجتماع ثان للجنة عند الثانية من بعد ظهر اليوم في السراي، من دون استبعاد عقد اجتماعات متتالية الأسبوع المقبل قد تبلغ ثلاثة اجتماعات، بحسب توقعات بعض الوزراء، قبل رفع الموازنة إلى مجلس الوزراء لاقرارها واحالتها إلى المجلس النيابي مع مطلع الشهر المقبل. واوضح نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني لـ«اللواء» ان البحث تناول المواد القانونية في المشروع في الفصول الاول والثاني والثالث وصولا الى المادة 21، وهي تتعلق بالسياسات العامة وبمشاريع قوانين البرامج والايرادات المتوقعة، ولكن لم يختلف فيها الكثير عما ورد في موازنة 2017، لا سيما حول الغرامات والضرائب. لكننا لم نصل الى مناقشة الارقام بالتفصيل. واضاف: الجيد في الامر ان العديد من مواد الموازنة واردة في موازنة العام 2017 لجهة النفقات والواردات تقريبا، خاصة ان موازنة العام الماضي اقرت قبل اشهر عدة وبدأت تظهر مفاعيلها علماً ان معظم النفقات هي للرواتب والنفقات الجارية. ونتوقع انتهاء النقاش في اللجنة خلال نهاية الاسبوع المقبل اذا استمرت الاجتماعات على نفس الوتيرة. وعلمت «اللواء» ان البحث في تخفيض نسبة عشرين في المائة من انفاق الوزارات يشمل اكثر ما يشمل وزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والاشغال العامة والتربية. بينما المطلوب زيادة نفقات هذه الوزارات خاصة وزارة الصحة بمبلغ 75 مليار ليرة هي نفقات الاستشفاء والادوية التي لا يمكن الاستغناء عنها. بينما يمكن تخفيض بعض النفقات البسيطة من الوزارات ونفقات السفر وبعض الجمعيات التي لا تؤثر على نسبة العجز الكبيرة والتي تستهلك الكهرباء اعلى نسبة منها، بحيث وافقت اللجنة الوزارية على سلفة خزينة لمؤسسة الكهرباء بقيمة الفين ومائة مليار ليرة. وفي المعلومات ان وزراء «القوات» أبدوا امتعاضاً من تخفيض ما نسبته 20٪ من وزارتي الصحة والنفط الاجتماعية واعتبروا ذلك «بمثابة استهداف سياسي». واتهم وزير المال علي حسن خليل الحكومة بالتقصير، كاشفاً انه قدَّم الموازنة قبل نهاية آب 2018. وتوقع ان يرتفع العجز إلى أبعد ما هو مقدر باضافة الفي مليار إلى خمسة آلاف مليار هي العجز المعلن. وقال ان 70٪ من الميزاينة تذهب إلى الرواتب والأجور وخدمة الدين العام 37٪ (اجور)، 33٪ (خدمة الدين). واضاف: ان 1300 مليار أضيفت إلى خدمة الدين. وكشف ان 30 مليار دولار تذهب لخدمة الكهرباء التي تأكل نصف الدين العام، الذي بلغ 79،5 مليار دولار. واستبعد التوصّل إلى إصلاحات هيكلية تؤدي إلى معالجة الموازنة، بما في ذلك خدمة الدين العام.. معربا عن تشاؤمه إذا لم تكن المعالجات ناجعة، واصفاً الوضع بأنه «ذاهب إلى الهاوية؛. وكشف عن نيات حسنة طرحت في اللجنة الوزارية.

مؤتمر باريس

وفي موازاة الجهد الحكومي للإسراع باصدار الموازنة الجديدة، ظهر امام الإعلام للمرة الأولى السفير المنتدب من قبل الرئاسة الفرنسية بيار دوكازن، المكلف الاعداد بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية لمؤتمر «سيدر» المزمع عقده في العاصمة الفرنسية مطلع نيسان المقبل، وذلك من خلال زيارتين قام بهما الأولى للرئيس الحريري في حضور مستشاره الدكتور نديم المنلا والثانية لوزير المال علي حسن خليل، رغم انه موجود في بيروت منذ يومين. وأوضح السفير دوكازن، في تصريحات أدلى بها في السراي، ان مؤتمر «سيدر» وليس باريس- 4 سيكون مؤتمرا اقتصاديا لن نناقش خلاله مواضيع أمنية أو إنسانية (مثل مسألة النازحين السوريين) لأنها ستناقش في مؤتمري روما-2 وبروكسل. وأشار إلى ان المؤتمر مخصص لتطوير البنى التحتية على المديين المتوسط والبعيد، وبشكل خاص العجز الذي تعاني منه هذه البنى والتي تشكّل عائقاً امام الاقتصاد اللبناني، ونحن لن نتعامل مع هذا الموضوع من منطلق الأزمة أو الضرورة، كما كان الأمر بالنسبة لمؤتمرات باريس السابقة. وكشف عن اجتماع تحضيري لمؤتمر «سيدر» سيعقد في 6 آذار المقبل في بيروت، على ان يعقد مؤتمر باريس المقبل على مستوى وزاري على الأقل، ويضم المنظمات الحكومية الدولية مع حوالى 50 دولة من الأسرة الدولية، وبدعوة من قبل لبنان وفرنسا، موضحا ان الدعوات الرسمية لم توجه بعد، نافيا ان تكون هناك شروط يجب على لبنان القيام بها قبل اجراء الانتخابات في 6 أيار، لكنه قال هناك حوار حول السياسات العامة كاصلاح قطاع الطاقة مثلا.

انتخابات

وبينما يعود الرئيس ميشال عون اليوم إلى بيروت من العاصمة الأرمينية يريفان التي وصلها أمس من بغداد، بعد ان اختتم زيارته للعراق، بزيارة نصب الجندي المجهول ولقاءين مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائب الرئيس العراقي اياد علاوي، بقيت الحركة على الساحة الانتخابية على وتيرة مرتفعة في المقار الحزبية والسياسية لحسم مسألة الترشيحات والتحالفات، حيث سجلت حركة الترشيحات في وزارة الداخلية المزيد من المرشحين، الذين رست «بورصتهم» على 81 مرشحا، بعد ان قدم ثمانية مرشحين اوراقهم رسميا، وهم: النائب هاني حسن قبيسي عن المقعد الشيعي في النبطية، كنزه جبران صوان عن معقد الروم الارثوذكس في طرابلس، النائب علي برّي عن المقعد الشيعي في بنت جبيل، واللواء جميل السيّد عن مقعد الشيعي في بعلبك الهرمل، والنائب أسعد حردان عن المقعد الروم الارثوذكس في دائرة مرجعيون - حاصبيا، وسعد الدين الوزان عن المقعد السني في دائرة بيروت الثانية، ونافذ الصمد عن المقعد السني في الضنية، علاء الدين عمر الشمالي عن المقعد السني في البقاع الغربي - راشيا. باستثناء ذلك لم يطرأ ما يفيد عن حسم مسألة الترشيحات لدى تيّار «المستقبل» أو «القوات اللبنانية» أو حزب الكتائب، عدا إشارات أطلقها الرئيس الحريري للمرة الأولى، أمام وفد من تجار وصناعيي شارع عفيف الطيبي في الطريق الجديدة زاره في «بيت الوسط» أمس الأول، عندما أعلن ان لوائح تيّار «المستقبل» في الانتخابات ستشمل تمثيلاً مميزاً للشباب والمرأة، لكنه أشار إلى ان مسألة التحالفات الانتخابية ما زالت في طور النقاش، واعدا بالقيام بكل ما يخدم مصلحة أهلنا وتيار المستقبل والمناطق التي تمثلها بغض النظر من تحالفاتنا السياسية، في أوّل تلميح يؤشر إلى ان التحالفات قد لا تشمل سائر الدوائر الانتخابية، كما ان اللوائح ستتضمن أسماء جديدة غير النواب الحاليين. اما الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، فستكون له إطلالة جديدة في الثالثة من بعد ظهر السبت المقبل، خلال الاحتفال الذي ستقيمه حوزة الدراسات الإسلامية في بعلبك- سيتطرق فيها مجددا إلى الحدث عن الانتخابات المقبلة، مثلما وعد في اطلالاته السابقة. وعلى صعيد «القوات اللبنانية» من المتوقع ان يعلن رئيس حزب «القوات» د. سمير جعجع مرشحي حزبه في دوائر محسومة لحلفائه المتفاهم معهم، أو خصومه الانتخابيين، وحسب أوساط معراب، فإنه الخطوة تعني التعبير عن الرغبة لدى جعجع إبلاغ خصومه وحلفائه بأننا «مازلنا هنا». وغداً، يعلن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف، أسماء مرشحي الحزب للانتخابات وهم: النائب أسعد حردان عن دائرة الجنوب الثالثة (مرجعيون - حاصبيا- النبطية - بنت جبيل)، وسليم سعادة عن دائرة الشمال الثالثة (الكورة - البترون - زغرتا - بشري)، لور أبي خليل (عن المقعد الماروني في عاليه - الشوف)، وأمل عبود (عن المقعد الارثوذكسي في دائرة عكار، وألبير منصور (عن المقعد الكاثوليكي في دائرة البقاع الشمالي (بعلبك - الهرمل)، فادي عبود عن (المقعد الماروني في دائرة المتن الشمالي)، وفارس سعد عن (المقعد الانجيلي في دائرة بيروت الثانية). وكشف العميد شامل روكز، ان الاتصالات مستمرة، ولم يستبعد ان يكون مرشّح «حزب الله» في جبيل الشيخ حسين زعيتر على لائحة التيار الوطني الحر.

ساترفيلد يعود.. ولبنان يرفض شراكة إسرائيل.. وتحذير من «موازنة مسلوقة»

اللواء...عاد الموفد الاميركي دايفيد ساترفيلد الى بيروت، وعادت معه علامات الاستفهام لتخيّم في أجواء الحدود البحرية الجنوبية، خصوصاً انّ اي إشارات ايجابية لم تتسرّب عن لقاءات المسؤول الاميركي العائد من اسرائيل، حول ردّ تل ابيب على الموقف اللبناني الرافض للشراكة الاسرائيلية في النفط اللبناني. يأتي ذلك في وقت يشير قطار الانتخابات سريعاً الى خط الترشيحات التي تتزايد يوماً بعد يوم، وكذلك الى خط تحضيرات القوى السياسية وجهودها المتسارعة لتحديد اتجاهات مراوح التحالفات، والتي يبدو جلياً انها تشهد إرباكاً حقيقياً جرّاء الافق الواسع الذي فتحه القانون الانتخابي النسبي، والذي صعّب على القوى السياسية جميعها صياغة تحالفاتها بما تشتهي وبالتالي تركيب اللوائح على اساسها، خصوصاً في ظل الواقع الذي فرض نفسه على الجميع، والذي أظهر انّ لكل دائرة خصوصيتها وتحالفاتها المرتبطة بها. وصل ساترفيلد الى بيروت، آتياً من إسرائيل التي نقل اليها الموقف اللبناني الرافض للطرح الاميركي الذي سبق ونقله الى بيروت، والذي يقول بتقاسم المنطقة البحرية المختلف عليها جنوباً، على نحو يعطي لبنان مساحة 60% منها أي ما يعادل 530 كيلومتراً مربعاً، فيما يعطي اسرائيل 40% اي ما يعادل 330 كيلومتراً مربعاً، على اعتبار انّ المساحة الممنوحة لإسرائيل تحت عنوان «خطة فريدريك هوف»، تنتزع من لبنان مساحات واسعة فيها، بينما هي حق للبنان وتقع ضمن حدوده ومياهه الاقليمية. إلتقى ساترفيلد رئيس الحكومة سعد الحريري مساء امس في السراي الحكومي، بعد لقاء نهاري مع وزير الخارجية جبران باسيل، وتلته زيارة الى قيادة الجيش، على ان يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم. وموضوع الحدود البحرية وحقوق لبنان، كان محل بحث بين بري والمدير العام للامن العام عباس ابراهيم، وكان لافتاً في هذا السياق، مواكبة رئيس المجلس لوصول ساترفيلد بموقف اكد فيه على «انّ موقف لبنان موحّد ومتضامن في الدفاع عن سيادتنا وثروتنا النفطية وحدودنا البحرية والبرية»، مشدداً على «انّ المعادلة الإسرائيلية «ما لنا لنا، وما لكم لنا ولكم»، هي معادلة مرفوضة قطعاً ولن تستقيم أو تمر». وواضح انّ بري يشير هنا الى مساحة الـ40% التي يمنحها الطرح الذي نقله ساترفيلد لإسرائيل. وفيما اكدت مصادر مواكبة لحركة ساترفيلد لـ«الجمهورية» ان الموفد الاميركي لم يحمل في جعبته ما يمكن اعتباره تراجعاً عن الطرح الذي عرضه على المسؤولين اللبنانيين قبل انتقاله الى اسرائيل، في وقت كانت تصريحات المسؤولين الاسرائيليين ما زالت تعزف على ذات الموقف الذي عبّر عنه وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان حول ملكية البلوك رقم 9. الأمر الذي يبقي النفط اللبناني في هذه المنطقة معلّقاً على حبل التعقيدات الاسرائيلية ومحاولات السطو عليه. ومن هنا، كان تأكيد قائد الجيش العماد جوزف عون لساترفيلد «موقف الجيش المتمسّك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية والاقتصادية»، وكذلك كان موقف وزير الخارجية الذي قالت اوساط قريبة منه لـ«الجمهورية» انه اكد للمسؤول الاميركي تمسّك لبنان بموقفه الثابت من البلوك رقم 9، وحقّه فيه. رافضاً التنازل عن هذا الحق او إعادة النظر فيه. وانّ لبنان متمسّك بالاحداثيات التي قدمها. واذ أشارت الاوساط الى ان لا نقاش على البلوك 9 من قبل لبنان، لفتت الى انّ البحث تطرّق الى المناطق المتنازَع عليها، والتي سيحاول لبنان جاهداً تحصيل اكبر قدر من المكتسبات. فيما فَضّلت مصادر السراي الحكومي عدم الدخول في تفاصيل اللقاء بين الحريري وساترفيلد او اكتفت بالقول: «لنحتفظ بالتفاصيل في عهدة المسؤولين اللبنانين». الجدير ذكره هنا، انّ هذا الموضوع اضافة الى مسألة الجدار الاسمنتي الذي تنوي اسرائيل إقامته على الحدود الجنوبية، سيكونان محور الإجتماع العسكري الثلاثي الذي سيعقد اليوم في مقر قيادة القوات الدولية اليونفيل في الناقورة. وسط توجيهات صارمة لممثّل لبنان في اللجنة بالتأكيد على رفض لبنان لكلّ ما يمسّ سيادته وحدوده البرية والبحرية.

محاولة تجميلية

واذا كان ثمّة من استبشرَ خيراً من حركة ساترفيلد حيال الحدود النفطية البحرية، فإنّ المعلومات التي تلقّتها بعض المراجع اللبنانية، تفيد انّ ما في جعبة الموفد الاميركي، الذي قد ينتقل من بيروت الى جنيف اليوم، لا يَشي بأكثر من محاولة تجميلية للطرح الاميركي المرفوض من قبل لبنان، حيث ان ما تسمّى «وساطة اميركية» لم تخرج عن سياق الهدف الاساس منها، والرامي الى تثبيت الشراكة الاسرائيلية في النفط اللبناني، وهو امر مرفوض قطعاً من قبل لبنان. وبحسب معلومات احد المراجع السياسية، فإنه على الرغم من الحماسة الاميركية والاستعجال لطَي هذا الملف، فإنّ ما يسمعه لبنان من الموفد الاميركي ليس سوى لغة هادئة ورغبة بالوصول الى حل يرضي الطرفين اللبناني والاسرائيلي، مع إشارة الى استعداد اسرائيل للتفاوض، الّا انّ هذه اللغة الهادئة ليست كافية لطمأنة لبنان، ذلك انّ الكلام الاميركي لا ينطلق من نظرة محايدة للمشكلة القائمة، بل ما زال ينظر من الزاوية التي تحقّق مصلحة اسرائيل على حساب لبنان. وفي خلاصة الامر، انّ ما يحمله ساترفيلد لا يفتح ثغرة في الجدار، ولا يؤدي الى نقلة نوعية تجعل الوصول الى الحلّ المرضي لكل الاطراف مُمكناً. وعليه، يقول المرجع: «لبنان مُعتدى عليه في هذا الامر، وما عليه الّا التمسّك بموقفه، ورفض ما يمسّ سيادته في البر والبحر، وطبعاً في الجو. لبنان ليس في موقع الضعيف هنا، فلديه من القوة ما يمكّنه من انتزاع حقه، واذا كان الرئيس بري قد عكس الموقف اللبناني لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996 على غرار ما حصل بالنسبة الى الخط الازرق، فإضافة الى ذلك، أن يُصار الى اللجوء الى مظلة الامم المتحدة وتأكيد حق لبنان تحت رعايتها، وليس اللجوء الى مظلات أخرى لا تراعي الّا المصلحة الاسرائيلية.

الموازنة

من جهة ثانية، أعطت الحكومة امس، إشارة الى جديتها في إنجاز مشروع موازنة العام 2018، من خلال انطلاق اجتماعات اللجنة الوزارية المعنية بالموازنة، والتي اجتمعت في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري. وستعاود اللجنة الاجتماع اليوم، فيما قالت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» انّ هناك توجّهاً عاماً بضرورة إنجاز الموازنة من قبل الحكومة في وقت قريب، وقد بدأنا النقاش في جلسة الامس، وأمكن البَت في ما يزيد عن عشرين مادة في مشروع القانون، واذا ما استمررنا على هذه الوتيرة فإنّ المسألة قد لا تتعدى اياماً قليلة ويُنجز مشروع الموازنة ويُحال الى مجلس النواب. واشارت المصادر الى انّ الموازنة، كما هو واضح، لا تتضمن اي بنود ضريبية، الّا انّ الاساس فيها هو البند المتعلق بتخفيضات نفقات الوزارات والمؤسسات بنسبة عشرين في المئة على نحو ما طلب رئيس الحكومة، فهذه المسألة قد تستغرق وقتاً للبتّ بها وحسمها، خصوصاً انّ عدداً من الوزارات تجد صعوبة في خفض انفاقها، وهو الامر الذي عبّر عنه اكثر من وزير. وفي وقت يؤكد وزير المالية علي حسن خليل على وجوب تضمين الموازنة بنوداً إصلاحية حقيقية تمكّننا من تجاوز الوضع المالي الصعب، قالت المصادر انّ ثمّة عقدة ما زالت موجودة، وتتمثّل في كيفية مقاربة الشروط التي طرحها وزراء تكتل الاصلاح والتغيير في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، والتي ربط الوزير باسيل مشاركته في جلسات الموازنة بالتوافق المُسبق عليها. وعلى رغم السرعة في النقاش التي عكستها جلسة اللجنة الوزارية امس، الّا انّ ذلك لم يشكّل دافعاً لبعض وزرائها لإبداء تفاؤل جدي في إمكان الانتهاء منها قريباً، ذلك انّ التجارب مع مثل هذه اللجان تَشي بتَبدّلات ومفاجآت في اي لحظة من شأنها ان تعيد الامور الى نقطة الصفر، على حدّ ما قال احد اعضاء اللجنة لـ«الجمهورية». وعلمت «الجمهورية» انّ نقاشاً حصل بين بعض الوزراء رَسم علامات من الشك حول إمكانية إنجاز الموازنة في فترة قصيرة، ذلك انّ عامل الوقت باتَ ضاغطاً بشكل كبير، علماً انّ رئيس المجلس وضع سقفاً للنقاش الحكومي في الموازنة حدوده 5 آذار المقبل، وهو موعد نهائي يصبح إقرار الموازنة مستحيلاً في مجلس النواب اذا ما تأخّرت إحالتها الى المجلس عن هذا التاريخ، ومن شأن عدم إقرارها ان يؤثّر سلباً على المؤتمرات الدولية المعنية بلبنان، وما يعوّل عليه لبنان منها. يعني ذلك انّ امام الحكومة عشرة ايام فقط لإحالة الموازنة الى المجلس، وهذا لا يعني بحسب مصادر وزارية، إنجاز الحكومة لموازنة كيف ما كان، او موازنة مسلوقة، ذلك انّ آثار موازنة كهذه على البلد اكثر سلبية من عدم وجود موازنة. ويتقاطع ذلك مع تشكيك مصادر نيابية بإمكان الانتهاء من الموازنة قريباً، او إمكان إقرارها من قبل المجلس قبل نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي، وحتى لو تَمّت إحالتها اليه اليوم، خصوصاً انها تتطلّب جلسات مكثّفة من قبل اللجنة المالية ولِما يزيد عن شهرين.

الإنتخابات

في هذه الاجواء، يتسارَع النبض الانتخابي في مختلف الارجاء اللبنانية، والتحضيرات قائمة على قدم وساق، فيما اللافت الهمس الذي ما زال يُسمع في بعض الاوساط الداخلية حول مصير الانتخابات، على رغم التأكيدات المتتالية للمراجع السياسية بأنّ الانتخابات حاصلة في موعدها ولا شيء قادر على تعطيلها او عرقلتها. وسجّلت حركة الاتصالات امس، نشاطاً ملحوظاً بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وكذلك على مستوى الثنائي الشيعي وحلفائه حيث دخل عملياً الى حسم التحالفات على طريق حسم اللوائح النهائية، والحال نفسه بالنسبة الى تيار المستقبل الذي زَيّت ماكيناته بأقصى طاقتها في أماكن نفوذه في العاصمة والشمال والبقاع. فيما دخل الحزب التقدمي الاشتراكي في حركة اتصالات مع كافة الفرقاء، مستنداً على التحالف المبدئي مع تيار المستقبل والرئيس نبيه بري. وكشفت مصادر اشتراكية لـ«الجمهورية» انّ الاعلان الرسمي لمرشّحي الحزب سيتم في وقت قريب، وخلال احتفال يرعاه النائب وليد جنبلاط، حيث بات محسوماً ترشيح كل من: تيمور جنبلاط، مروان حمادة، اكرم شهيّب، وائل ابو فاعور، هنري حلو، نعمة طعمة، فيصل الصايغ، بلال عبدالله.

مفاوضات ساترفيلد العائد إلى لبنان «في اتجاه معقول براً وبحراً»

بيروت - «الحياة» .. استأنف السفير دايفيد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الأميركية بالإنابة امس، مسعاه لمعالجة الخلاف اللبناني- الإسرائيلي على الحدود البحرية وفي شأن مباشرة إسرائيل بناء الجدار الإسمنتي على الخط الأزرق البري في الجنوب، والذي يعترض لبنان على شموله 13 نقطة يعتبرها ضمن أراضيه. وقال مصدر لبناني بارز معني بالمفاوضات لـ «الحياة» مساء أمس بعد لقاءات ساترفيلد في بيروت، إن «الأمور تسير بالاتجاه المعقول، سواء على صعيد الحدود البحرية أو البرية». وقال السفير بيار دوكين المكلف من الرئاسة الفرنسية التحضير لمؤتمر «سيدر» لدعم لبنان اقتصادياً في باريس في 6 نيسان (أبريل) بعد لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري أمس، إن «لا شروط على لبنان لعقد المؤتمر بل مؤشرات يجب إعطاؤها قبل الانتخابات النيابية وهي ليست معقدة» .. وبدأ ساترفيلد لقاءاته في بيروت، بعد عودته من إسرائيل حيث اجتمع إلى وزير الطاقة الإسرائيلي ومسؤولين آخرين، باجتماع مع قائد الجيش العماد جوزيف عون في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والسفيرة الأميركية لدى لبنان إليزابيت ريتشارد، «وتناول البحث التطورات المتعلقة بالحدود الجنوبية، وموقف الجيش المتمسك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية»، وفق بيان صادر عن قيادة الجيش. وقالت مصادر مطلعة إن قيادة الجيش استمعت إلى الوسيط الأميركي على أن يستكمل جولته على سائر المسؤولين. كما اجتمع إلى وزير الخارجية جبران باسيل في حضور السفيرة ريتشارد «وتناول البحث الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة»، كما أفادت الخارجية اللبنانية. والتقى ساترفيلد مساءً الحريري. ولم يدل الوسيط الأميركي بأي تصريح، فيما تكتمت الخارجية وأوساط رئاسة الحكومة على الأفكار التي حملها من إسرائيل، واكتفت مصادر الخارجية بالقول إن البحث «تم على أساس الحفاظ على حقوق لبنان ولم يطرح على وزارة الخارجية أي تنازل خلال اللقاء». وأضافت المصادر: «بالنسبة إلى الحدود البرية، المطروح هو أن يتم حل الخلاف لمصلحة وجهة نظر لبنان. وتناول الحديث ما يحفظ حقوق لبنان وحرصه بألا تتأثر عمليات التنقيب». وفيما ترددت معلومات بأن إسرائيل عادت فطالبت بحصة من البلوك 9 وهو ما يرفضه لبنان، أوضحت مصادر الخارجية أنه في ما خص البلوك 9، أكد لبنان موقفه الثابت بألا تنازل أو إعادة نظر فيه وأن لا نقاش على هذا البلوك، بل إن البحث يتناول المنطقة التي سبق أن حصل عليها الخلاف (المقصود بها مساحة الـ860 كلم مربع التي لا يقع البلوك 9 ضمنها وفق الخرائط اللبنانية). وأوضحت المصادر أن لبنان لا يريد أن يتأثر التنقيب في «البلوك 9» بالخلاف، مشيرة إلى أن إسرائيل ستتضرر أيضاً في حال تضرر لبنان. وقالت مصادر أخرى لـ «الحياة» ان بالنسبة إلى المنطقة المتنازع عليها سيحاول لبنان تحصيل أكبر قدر من المكتسبات مع التمسك بالإحداثيات التي قدمها والتي تؤكد ملكيته لمساحة الـ860 كيلومتراً مربعاً في المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر. وعلمت «الحياة» أن «خط هوف» الذي كان رسمه الوسيط الأميركي فريدريك هوف عام 2012 كان أعطى لبنان الحق في استثمار 500 كلم مربع وترك الـ360 كلم الباقية للتفاوض عليها، ولم يسلّم بأنها تعود لإسرائيل. ويفترض أن يدور التفاوض على المساحة المتبقية التي اعتبر لبنان أنها تعود إليه بكاملها. وكان ساترفيلد اقترح قبل زيارته تل أبيب إعطاء إسرائيل جزءاً من مساحة الـ360 كلم المتبقية، إلا أن لبنان رفض التنازل عن جزء من هذه المساحة. وفي السياق ذاته، اجتمع اللواء إبراهيم أمس إلى رئيس البرلمان نبيه بري ونقل إليه آخر المعطيات حول جهود ساترفيلد، وتلك التي تبذلها قيادة قوات الأمم المتحدة في الجنوب (يونيفيل) مع الجانب الإسرائيلي لئلا يشمل بناء الكتل الإسمنتية التي يقيمها الجيش الإسرائيلي النقاط التي تعود ملكيتها إلى لبنان، خصوصاً أنه كان اجتمع أول من أمس إلى قائد «يونيفيل» اللواء مايكل بيري. وينتظر أن يواصل ساترفيلد جولته فيلتقي الرئيس بري اليوم.

الحريري: لبنان بمنأى عن أي اهتزاز وسنعتمد الأجواء المفتوحة وإلغاء التأشيرة

بيروت - «الحياة» ... أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن «كل ما نقوم به هدفه إرساء الاستقرار في البلد سياسياً وأمنياً وتغيير القوانين لتتماشى مع العصر». وقال في كلمة خلال رعايته افتتاح أعمال مؤتمر «أراب نيت» بنسخته التاسعة في فندق الحبتور: «من يأتي إلى مثل هذا المكان، يصبح لديه أمل أكبر بهذا البلد، وبخاصة بفضل العمل الذي تقومون به. فمن وسائل التكنولوجيا هناك الاستنساخ، فليتنا نستنسخ أربعة أو خمسة أشخاص من عمر كريستيدس نوزعهم على امتداد لبنان ليصبح بألف خير. وكذلك نستنسخ ثلاثة من (حاكم مصرف لبنان) رياض سلامة». وأضاف: «إذا أصبح لدينا في لبنان ذكاء اصطناعي، فأول ما يمكننا تحقيقه هو منع الفساد، فيصبح بلدنا متطوراً للغاية. ولكن المشكلة أن السياسيين عندها سيختلفون ما إذا كان هذا الذكاء الاصطناعي سنياً أو مارونياً أو أرثوذوكسياً أو غيره. وأحياناً نحن كسياسيين نخذل شعبنا بسبب خلافاتنا، لكن يجب علينا أن نكون متحدين ومتوافقين على أجندة تخدم الشباب والشابات. وأنتم هم من يستطيع أن ينتشل لبنان من هذه الضائقة التي نعيشها».

«الناس تتعطش للتغيير»

وتابع: «حين أتى رفيق الحريري وفكر في تطوير البلد كان شاباً أيضاً، وكان يفكر في الشباب الذين مثله، لذلك تمكن من بناء البلد. وأنتم تنشئون منصة تسمح للذين لديهم أفكار وإبداع وتطور بأن يعطوا الأمل بالبلد». وقال: «يجب تحديث القوانين التي وضعت في خمسينات وستينات القرن الماضي. اليوم العالم كله تغير وكذلك أسلوب التجارة. يجب ألا نخاف من التغيير، وأنتم من جهتكم، عليكم أن تفرضوه وتجبرونا كسياسيين على تطوير هذا البلد». وكان الحريري أكد أن «لبنان اليوم بمنأى عن أي اهتزازات أمنية، وكل القيادات السياسية تلتقي على منع زعزعة الاستقرار الداخلي». وقال خلال استقباله مساء أول من أمس في «بيت الوسط» جمعية التجار والصناعيين، وفق بيان لمكتبه الإعلامي: «الناس تتعطش للتغيير، ولذلك أقول لكم أن لوائح تيار المستقبل في الانتخابات المقبلة، ستشمل تمثيلاً مميزاً للشباب والمرأة. لكن تحالفاتنا الانتخابية ما زالت في طور النقاش، وسنقوم بكل ما يخدم مصلحة أهلنا وتيار المستقبل والمناطق التي نمثلها، بغض النظر عن تحالفاتنا السياسية، وكل الأفرقاء سيفعلون الأمر نفسه في هذه الانتخابات». وشدد على «أهمية الاستقرار السياسي والأمني في تحقيق الازدهار الاقتصادي»، مشيراً إلى أن «الحكومة تعتزم القيام بعدد من الخطوات في هذا الإطار، ومن ضمنها الانفتاح على العالم، من الدول العربية إلى أوروبا وأفريقيا وأميركا وحتى الصين، واعتماد سياسة الأجواء المفتوحة وإلغاء تأشيرات الدخـول إلى لبنان لمواطني عدد من الدول وغيرها من الإجراءات التشجيعية». وقال الحريري: «نحن متحمسون لمؤتمر «سيدر» الذي سيعقد في باريس في نيسان (أبريل) المقبل، وقد أعدت الحكومة سلسلة مشاريع إنمائية تعتزم طرحها أمام المؤتمر، وتشمل مجالات الكهرباء والمياه والاتصالات والطرق والنقل الجماعي والمطار، وغيرها من المشاريع التي تفيد البلد وتؤمن فرص عمل للشباب وتحدث نمواً في الاقتصاد». وأشار إلى أن «موازنة العام 2018 تحمل الكثير من الحوافز لمختلف القطاعات، ولا تتضمن فرض أي ضرائب جديدة لأن الوضع الراهن لم يعد يحتمل فرض أية ضرائب إضافية». وخلال ترؤسه الاجتماع الذي عقد في السراي الكبيرة لمتابعة موضوع حماية نهر الليطاني من التلوث، أشار الحريري إلى أن الهدف الأساس من وضع برنامج العمل هو «تنفيذ مختلف مراحله القصيرة والمتوسطة والطويلة الأمد»، مؤكداً «ضرورة حل مشكلة تلوث نهر الليطاني بأسرع وقت ممكن حرصاً على صحة المواطنين». وقال: «نحن كقوى سياسية جميعاً يجب أن نعتمد المحاسبة الفعلية في هذا الموضوع، ومن غير المعقول أن يكون هناك حتى الآن من يرمي نفايات في المجرى من دون محاسبة. كذلك بالنسبة إلى المصانع التي ترمي سموماً في النهر، والمبيدات التي تستعمل في شكل عشوائي وبكثافة». وإذ تمنى على جميع الوزارات أن «تمارس أقصى حدود العقاب لأي كان يعمل على تلويث هذا المجرى». قال: «هناك محطات يجب أن تنجز في أسرع وقت ممكن، وأن تلزم خلال ستة أشهر وسأتخذ قراراً في أول جلسة لمجلس الوزراء في هذا الخصوص لأن هذا المشروع حيوي، ليس فقط للبقاع بل لكل لبنان، وهذا الأمر لا علاقة له بموضوع الانتخابات إنما يعود لمصلحة الناس».

خفض الـ 20 في المئة

وترأس الحريري بعد الظهر، اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة درس مشروع موازنة 2018، حضره نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، والوزراء: علي حسن خليل، محمد فنيش، رائد خوري، جمال الجراح، أيمن شقير، يوسف فنيانوس، مدير عام وزارة المال آلان بيفاني، والأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل. وقال خليل إثر الاجتماع: «ما زلنا في بداية نقاش بنود الإصلاحات، وقد أرجأنا البحث حتى الغد (اليوم) وطلبت بعض الأرقام حول تأثيرات عدد من المواد الواردة في الموازنة ولا بد من الحصول عليها». أما الجراح فأعلن أن «معظم الوزارات التزمت بخفض 20 في المئة من موازنتها»، موضحاً «أننا وصلنا للبند 21 وأقرينا معظم البنود مع إصلاحاتها وأخرى علقت الى حين الاستحصال على الأرقام».

دوكان: لا شروط بل إشارات يجب إعطاؤها لعقد مؤتمر «سيدر»

بيروت - «الحياة» ... أعلن السفير المنتدب من الرئاسة الفرنسية بيار دوكان، المكلف الإعداد والتنسيق مع الحكومة اللبنانية لمؤتمر «سيدر» في باريس في 6 نيسان (أبريل) المقبل، على مستوى وزاري في الحد الأدنى لدعم استثمارات في البنية التحتية في لبنان، «أن التحضيرات الجارية لعقده تجري في شكل جيد». وقال إنه «سيضم المنظمات الحكومية والدولية مع نحو 50 دول ستتم دعوتها من قبل لبنان وفرنسا». وأشار دوكان بعد اجتماعه إلى رئيس الحكومة سعد الحريري أمس، الى أن المؤتمر «مخصص لتطوير لبنان على المديين المتوسط والبعيد، وبشكل خاص العجز الذي يعاني منه في البنى التحتية الاجتماعية، والتي تشكل عائقاً أمام الاقتصاد. ونحن لن نتعامل مع الموضوع من منطلق الأزمة أو الضرورة كما كان الأمر بالنسبة الى مؤتمرات باريس السابقة». ولفت الى أن «الأمور واضحة جداً بالنسبة إلى الحريري، والتقيت الدول الأخرى والمنظمات الدولية والوزارات اللبنانية كي يشارك الجميع في الاستعدادات لهذا الحدث المهم الذي أراده الرئيس الفرنسي فرصة لمساعدة لبنان في التقدم، في مرحلة ليست الأصعب في تاريخه، إذ إنه مرّ بخضات كبيرة في السابق، لكن لأن الانتخابات ستجري في 6 أيار (مايو) وهناك حاجة الى تجديد العقد الاجتماعي بين الأسرة الدولية ولبنان». واعتبر «الإصلاحات أمر مهم بالنسبة الى قيام استثمارات تقترحها الحكومة اللبنانية، وهي ليست بالضرورة صعبة بل تطاول قطاعات منها المياه والاتصالات والطاقة وغيرها. وعن لائحة الحضور ومنها دول الخليج، كشف عن اجتماع تحضيري في 6 آذار (مارس) المقبل في بيروت، موضحا «أننا نضع اللمسات الأخيرة على لائحة المدعوين، وهم سيرسلون أجوبتهم، ولا أستطيع القول إنهم قالوا إنهم لن يشاركوا. دعونا لا نستنتج أي شيء، بخاصة أننا لا نزال في شهر شباط (فبراير). وعن شروط لعقد المؤتمر قبل 6 أيار أوضح دوكان: «ليست هناك من شروط بل حوار حول السياسات العامة وإشارات يجب اعطاؤها قبل الانتخابات وهي ليست بالأمر المعقد، وهناك أمور يجب القيام بها بعد الانتخابات كالإصلاح في قطاع الطاقة، فالاقتصاد لا يمكن أن يعمل من دون بنى تحتية لمصادر الطاقة وتعرفة مناسبة لكلفتها». وعما إذا كان المؤتمر لن يعقد من دون إقرار الموازنة، أجاب: «لغاية الساعة، لا شيء يجعلنا نشك بأن موازنة عام 2018 لن تقر. المجتمع الدولي مسرور لإقرار موازنة 2017 بعد ثمانية أعوام، وهذه خطوة أظهرت أن الحكومة تسير في الاتجاه الصحيح، وليس هناك أدنى شك أنها ستستمر بذلك». وحين سئل عما ستجنيه الدول إذا لم تحضر المؤتمر، قال: «بالأحرى ماذا ستخسر؟ ستخسر فرصة لمساعدة بلد يشكل الاستقرار فيه مسألة مهمة للمنطقة والعالم. ومرة جديدة لماذا نقول مسبقا إنهم لن يشاركوا والدعوات لم توجه بعد؟».

الأمن العام ينقذ الجيش من «داعشي» خطط لتفجير

بيروت - «الحياة» .. أوقفت المديرية العامة للأمن العام اللبناني (أ. ف. ح.) من الجنسية السورية لانتمائه إلى تنظيم إرهابي وتواصله مع إرهابيين. وأعلن مكتب شؤون الإعلام في المديرية في بيان أنه «بالتحقيق معه اعترف بما نسب إليه، وبأنه تعرف إلى امرأة من جنسية أجنبية، وصارا يتبادلان القنوات التابعة لتنظيم داعش الإرهابي حيث نجحت الأخيرة بتجنيده لمصلحة التنظيم المذكور وأقنعته بفكره، وصارت تحثه على الجهاد في سبيل الله من خلال تنفيذ عملية أمنية في الداخل اللبناني إلى أن أقنعته بذلك وربطته بأحد المسؤولين الأمنيين في داعش». وأضاف البيان: «عرض صاحب العلاقة على المسؤول الأمني في التنظيم المذكور استهداف عسكريين لبنانيين، وأخبره أنه يشاهد يومياً باصاً عسكرياً تابعاً للجيش اللبناني ينقل عسكريين بصورة منتظمة، وبأنه على استعداد لاستهدافه بعملية انتحارية، وزوده بصورة للباص المذكور كان التقطها بواسطة هاتفه الخليوي وبأنه رصد توقيته وطريق سيره، فربطه المسؤول الأمني بأحد خبراء التفخيخ التابعين للتنظيم الذي تواصل معه وزوده بتعليمات حول كيفية صنع حزام ناسف، وكان بصدد تزويده بالمواد اللازمة لصنع الحزام إلا أن توقيفه حال دون ذلك». وأشار إلى أن الموقوف أحيل إلى القضاء المختص والعمل جار لتوقيف بقية المتورطين».

 



السابق

مصر وإفريقيا...السيسي: أحرزنا هدفاً باتفاق استيراد الغاز من إسرائيل....السيسي يلمح إلى تفوّق على تركيا: سنصبح مركزاً إقليمياً للطاقة..مشاورات لتقريب موعد قمة الرياض..السودان: الأمم المتحدة تتوقع وصول 200 ألف لاجئ من جنوب السودان...اتصالات أميركية مع برلمان طبرق وحفتر...مقتل جنديين فرنسيين بانفجار لغم في مالي...تفكيك خلية مرتبطة بـ «داعش» في المغرب..

التالي

اخبار وتقارير...هجوم انتحاري قرب السفارة الأميركية في مونتينيغرو.....البيت الأبيض: روسيا تدخلت في انتخابات الرئاسة لكن لم تؤثر على نتائجها!..واشنطن: عقوباتنا كبدت شركات السلاح الروسية خسائر فادحة...موسكو: واشنطن تستعد لنزع الشرعية عن انتخاباتنا....واشنطن تدرس فرض عقوبات اضافية على روسيا ....زعيمة كتالونية تهرب إلى سويسرا تجنباً للمحاكمة في إسبانيا...قبرص ستواصل التنقيب عن الغاز..متطرفون يبيعون أسلحة أميركية...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,737,952

عدد الزوار: 6,911,372

المتواجدون الآن: 95