لبنان..5 ساعات أميركية في بيروت: بروتوكول ومبادرة نفطية وحملة على حزب الله...عون يُهدِّد بالمصارحة كهربائياً ولقاء بين باسيل وساترفيلد....تيلرسون: «حزب الله» زعزع استقرار المنطقة...فنيش يرد: آخر من يحق له الكلام..خلوة بين تيلرسون وباسيل...تمديد شبكة اتصالات «حزب الله» يثير قلق سكان الرميلة..مقتل أم وطفلتها وجرح 4 أشخاص بانهيار مبنى في برج البراجنة..

تاريخ الإضافة الجمعة 16 شباط 2018 - 5:20 ص    عدد الزيارات 2251    القسم محلية

        


5 ساعات أميركية في بيروت: بروتوكول ومبادرة نفطية وحملة على حزب الله...

عون يهدِّد بكشف المستور في الكهرباء.. وصفقة تعيينات في الثقافة والطاقة و«المردة» و«القوات» يعترضان...

اللواء... الساعات القليلة التي امضاها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، شغلت اللبنانيين، منذ ان اشتعلت المواقع الإخبارية، والشاشات بصور الوزير الأميركي ينتظر وحيداً لمدة بين 5 و7 دقائق في مكتب الرئيس في بعبدا، وصول الرئيس ميشال عون، إلى حين مغادرته وعاصفة المواقف غير المتوقعة التي ساقها ضد حزب الله لجهة تهديده استقرار لبنان بسبب ترسانته العسكرية، لكن ما دوّنه في السجل الذهبي، بعد لقاء مع الرئيس عون دام 45 دقيقة، ثم خلوة مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لمدة عشر دقائق أظهر مناخاً دبلوماسياً مغايراً، فالزائر الأميركي الذي حطّ بعد بيروت في أنقرة «شكر الرئيس على الاستقبال الحار، والمحادثات الصريحة والمفتوحة، مكرراً وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب اللبناني، من أجل لبنان حر وديمقراطي»، وهذا ما كرره تيلرسون في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس سعد الحريري في السراي الكبير بتأكيده ان «الرسالة التي توجهها الولايات المتحدة هي اننا نقف بشدة إلى جانب الشعب اللبناني ومؤسساته الشرعية»، ومن زاوية «الشراكة مع القوات العسكرية اللبنانية، خصوصاً الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي». على ان الأهم ما كشفه تيلرسون عن دور أميركي في ما خص النزاع الجدي بين لبنان واسرائيل، حيث أشار إلى انه «بالنسبة لاتفاقية الـ«أوفشور» فإن المباحثات اليوم، كانت جيدة، وهذه قضية مهمة للبنان وإسرائيل لتوصل الطرفان إلى اتفاقية ما لكي تقوم الشركات خاصة بالعمل في البحر والسير في الطريق إلى الامام. وكشفت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان الجانب الأميركي أظهر خلال المحادثات مع الجانب اللبناني انفتاحاً على الأفكار اللبنانية، في ما خص النفط، مشيرة إلى ان حلولاً قيد الاعداد بعد محادثات تيلرسون.

زيارة تيلرسون

وفي المعلومات حول زيارة الوزير تيلرسون إلى بيروت، ومحادثاته مع الرؤساء عون ونبيه برّي والحريري فإن المسؤول الأميركي لم يعط أية إشارة عن إمكان تراجع إسرائيل عن بناء الجدار على الحدود الجنوبية، لكنه أكّد استمرار المساعي الأميركية لإيجاد حلول للنزاعات القائمة مع إسرائيل سواء بالنسبة للجدار، أو بالنسبة للبلوك 9 ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، من دون تقديم أي ضمانات، وان كان ألمح إلى مقترحات مساعده لشؤون الشرق الأدنى السفير ديفيد ساترفيلد للنقاش حولها من أجل الوصول إلى صيغة معينة يتم الاتفاق عليها. وعلم ان السفير ساترفيلد بقي في بيروت لمواصلة المحادثات مع الوزير باسيل اليوم، في حين لم يطرح تيلرسون ما يلزم لبنان بأي قرار معين وبقي طيلة فترة لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة، والتي استغرقت قرابة خمسة ساعات، مستمعاً إلى شروحات الرؤساء حيال النزاع مع إسرائيل، مبدياً تفهمه للموقف اللبناني لناحية التمسك بحدود لبنان البحرية والبرية، واستعداده لمساعدة الجيش اللبناني، مؤكداً ان المساعدات الأميركية لن تتوقف، وسيصار إلى تقديمها خلال المؤتمرات الدولية التي ستعقد لمساعدة لبنان سواء في روما، أو باريس أو بروكسيل. لكن اللافت في الزيارة، هو التناقض الذي وقع فيه تيلرسون بالنسبة للموقف من «حزب الله»، حيث أعاد في بيروت، تأكيد اعتبار الولايات المتحدة «حزب الله» منظمة إرهابية، وان واشنطن «لا تقبل أي فرق بين ذراعه العسكري والسياسي، وانه من غير المقبول لميليشيات «حزب الله» ان تتصرف خارج إطار سلطة القانون والحكومة اللبنانية»، بينما كان دعا في عمان إلى ان يكون «حزب الله» الذي تعتبره واشنطن تنظيماً ارهابياً جزءاً من العملية السياسية في لبنان. وبدا من خلال تأكيد تيلرسون على عدم الفصل بين الذراع العسكري للحزب عن ذراعه السياسي، انه أراد تصويب موقف واشنطن من هذه المسألة بعدما اسيء فهمه على ما يبدو. وكان تيلرسون قد أكّد في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس الحريري في السراي الحكومي، على وقوف الولايات المتحدة بقوة إلى جانب الشعب اللبناني ومؤسساته الشرعية، لافتاً «الى ان واشنطن تعمل مع الحكومة اللبنانية والحكومة الإسرائيلية لكي تبقى الحدود الجنوبية هادئة»، وقال اننا «ملتزمون بمساعدة لبنان والشعب اللبناني لتحقيق الازدهار من خلال تطوير ثرواتهم الطبيعية بالتوافق مع كل جيرانهم»، لكنه رأى انه من «المستحيل ان نتحدث عن الاستقرار والسيادة والأمن في لبنان دون معالجة مسألة «حزب الله»، مشيراً إلى انه «على الشعب اللبناني ان يشعر بالقلق تجاه تصرفات «حزب الله» التي تجذب انتباها سلبياً نحو لبنان، معتبراً ان «وجود الحزب في سوريا زعزع الاستقرار في لبنان والمنطقة وزاد من سفك الدماء ونزوح الأبرياء ودعم نظام الأسد البربري»، مؤكداً على ضرورة ان تنأى الحكومة اللبنانية بنفسها عن النزاعات الخارجية، وعلى «حزب الله» ان يتوقف عن انشطته في الخارج.

إشكالية بروتوكولية

ولم تخل زيارة تيلرسون من إشكالية بروتوكولية، تناقضت الروايات في تفسيرها، بين من اعتبرها رسالة رئاسية إلى الإدارة الأميركية من خلال تأخر رئيس الجمهورية في استقباله وبين من وصفها «بالخطأ البرتوكولي» غير المقصود، حيث ظهر تيلرسون لدى وصوله إلى القصر الجمهوري في بعبدا، جالساً لوحده في غرفة وبجانبه كرسي شاغر، لبضع دقائق قبل ان يدخل نظيره الوزير باسيل إلى الغرفة، ومن ثم الرئيس ميشال عون الأمر الذي وصفته وكالة «رويترز» بأنه «خروج على الأعراف الدبلوماسية، إذ ان باسيل لم يستقبل تيلرسون عند مدخل القصر الرئاسي عندما وصل موكبه». غير ان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أوضح انه لم يحصل أي خلل أو تقصير بروتوكولي، وان كل ما تمّ تداوله لا أساس له من الصحة، حتى ان الوزير الضيف حرص على تدوين شكره على الاستقبال الحار الذي لقيه في القصر في سجل التشريفات. وبحسب معلومات مصادر القصر، فإنه كان من المفروض ان يعقد تيلرسون لدى وصوله إلى بعبدا اجتماعاً مع الوزير باسيل لمدة دقائق قبل ان يستقبله الرئيس عون في العاشرة والنصف، لكن الذي حصل ان رئيس الدبلوماسية الأميركية، وصل قبل دقائق من موعده، فيما تأخر وصول الوزير باسيل، بسبب ازدحام السير في بيروت والإجراءات الأمنية التي اتخذت في محيط القصر مما تسبب بالاشكال البروتوكولي.

مجلس الوزراء

وفيما كان من المفترض، ان تكون جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت بعد الظهر في بعبدا برئاسة الرئيس عون، مخصصة لاطلاع الوزراء على نتائج زيارة تيلرسون إلى بيروت، وتكون الزيارة بندا رئيسا في النقاش، دخل المجلس مجددا في «معمعة» التعيينات الادارية وعلى تمريرها من خارج جدول الأعمال، مما كاد يُعكّر صفو التوافق الرئاسي ومن ثم الوزاري، وهو مسه بالضبط، حيث انهم وزير «المردة» يوسف فنيانوس الحكومة بتهريب آلية التعيينات فيما اعترض وزراء القوات اللبنانية على طرح تعيينات في وزارة الثقافة والمكتبة الوطنية ورؤساء مصالح المياه من خارج الجدول ومن دون الاطلاع عليها، ومثلهم اعترض وزراء «امل» غير انهم لم يرغبوا بافتعال أي اشكال داخل الحكومة، حفاظا على التوافق. وفهم من مصادر وزارية، ان مجلس الوزراء باشر بجدول أعماله، بعد استهلالية تحدث فيها الرئيس عون عن زيارة الوفود الأميركية إلى بيروت، مؤكدا ان الموقف اللبناني كان واضحا وموحدا حيال ما طرحه امام هذه الوفود، ولا سيما زيارته تيلرسون من مسألة الحدود البرية والبحرية الجنوبية، واقر سلسلة بنود أبرزها الموافقة على خطة وزارة البيئة لمعالجة المكبات العشوائية للنفايات والبالغ عددها 941 مكبا، وخصص 20 مليون دولار لمحافظتي جبل لبنان وكسروان وجبيل، كمرحلة أولى، طرح وزير الثقافة غطاس خوري تعيين مدير عام لوزارته والمكتبة الوطنية من خارج الجدول، وكذلك فعل وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل تعيين رؤساء ومصالح المياه، الا ان وزراء اعترضوا، فرد أبي خليل موضحا ان وزارته اتبعت آلية التعيينات التي وصفتها وزارة التنمية الإدارية، عندما كان الوزير محمّد فنيش متوليا حقيبتها، وقال من لديه اعتراض فليقل لماذا وليتم التصويت، وايده في ذلك الوزير باسيل لافتا إلى ان التيار الوطني الحر تقيد بالآلية، حيث تعرفنا على 80 مرشحا واخترنا الأفضل بكل اختصاص. وبعد نقاش، أقرّ المجلس، رغم اعتراض «القوات» الذي سجل في المحضر، تعيين الدكتور علي الصمد مديرا عاما للثقافة والدكتور حسان عكره مديرا عاما للمكتبة الوطنية، وجان يوسف جبران رئيسا لمجلس الإدارة ومديرا عاما لمؤسسة المياه في بيروت وجبل لبنان، ورزق جرجس رزق رئيسا لمجلس الإدارة ومديرا عاما لمؤسسة مياه البقاع، ووسيم صلاح ضاهر رئيسا لمجلس الإدارة ومديرا عاما لمؤسسة مياه الجنوب، وخالد بركات عبيد رئيساً لمجلس الإدارة ومديرا عاما لمؤسسة مياه الشمال، وسامي حسن علوية رئيسا لمجلس الإدارة ومديرا عاما لمؤسسة مياه الليطاني. كما تمّ استحداث 43 قنصلية جديدة في 28 بلداً إضافة إلى 52 قنصلية كانت أقرّت سابقا، وتم تأليف لجنة وزارة برئاسة الرئيس الحريري لبحث كل المسائل المرتبطة بشؤون المرأة.

ملف الكهرباء

إلى ذلك، علمت «اللواء» ان ملف إصلاح قطاع الكهرباء أخذ حيزاً كبيراً من النقاشات وتكلم فيه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزيران باسيل وابي خليل. وقد شدّد وزير الطاقة على ضرورة اتخاذ القرارات اللازمة لحل مشكلة الكهرباء التي باتت تفاصيلها معروفة، وبالتالي علينا اتخاذ القرار اللازم إذا أردنا فعلاً حل المشكلة. في حين دعا الرئيس عون إلى عقد جلسة خاصة بمجلس الوزراء وقال: نحن بحاجة مباشرة وآنية إلى حل معضلة الكهرباء. في المرة الماضية فشلت المناقصة ولا أعرف السبب، في وقت ترتفع فيه كلفة إنتاج الكهرباء.. نحن نشتري كهرباء ولا نستأجر سفناً، ان كلفة الكهرباء التي نأخذها أقل من كلفة انتاجنا، وأقل من الكلفة يعني ان الكهرباء التي نشتريها تحقق ربحاً للمواطن الذي سيدفع أقل من نصف الفاتوة، فيما مؤسسة الكهرباء تدفع سعر كلفة كل كيلوات ساعة لا تنتجه خسارة 70 سنتيم بتعملها االاقتصاد اللبناني. وتدخل الرئيس الحريري مقترحاً دعوة اللجنة الوزارية المعنية بملف الكهرباء، لوضع تقرير نهائي يرفع الى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار النهائي، فقال الرئيس عون: انا ما عدت اقبل، سأطرح هذا الموضوع على التصويت وكل واحد يتحمل مسؤوليته. الوطن كله يئن وشعبنا لم يعد يحتمل ضرائب ، فعلى الاقل نخفف عنه مصروف الكهرباء الى النصف ونؤمن ربحاً للخزينة وتصبح مؤسسة كهرباء لبنان تدر المال اللازم. وكان الوزير باسيل سجل اعتراضاً في الحكومة على عجزها بـ ٤ ملفات لأننا لم نعد نستطيع السكوت على عرقلتنا في تنفيذ المشاريع. وهذه الملفات هي الكهرباء والنفايات والنازحيو السوريون والملف الاقتصادي بتشعباته وإجراءاته كافة. وقال باسيل ان هذه هي المرة الاخيرة التي سيتكلم في الموضوع اذا لم تقرّ الحكومة ورقة النازحين السوريين، مضيفا ان ثمة عرقلة في باقي الملفات والحكومة لم تقم بأي شيء في هذا الخصوص.   وسيدعو الرئيس الحريري إلى جلسة مجلس الوزراء للبحث في الإصلاحات الضرورية، لأننا ذلك نساعد في تطوير الاقتصاد وتخفف النزف، والصدى سيكون جيداً في المؤتمرات المنتظرة لا سيما مؤتمر باريس. وفي شأن محلي آخر، يجتمع الحريري اليوم مع اتحاد النقل البري، لبرمجة المطالب التي تبنتها وزارة الداخلية وعلى أساسها تأجّل الإضراب الذي كان مقررا الخميس الماضي.

عون يُهدِّد بالمصارحة كهربائياً ولقاء بين باسيل وساترفيلد

الجمهورية...بعد 4 سنوات على زيارة وزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري للبنان في زمن الشغور الرئاسي، زاره أمس وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في زمن «فائض السلطة»، وأجرى محادثات «صعبة» إتّسمت بالالتباس بروتوكولياً وبالتباين سياسياً وبالتوافق أمنياً وبالتمايز حيال موضوعي النازحين السوريين و«حزب الله»، وانتهت الى حصول لبنان على تطمينات لم تبلغ حدود الضمانات، على حدّ قول مطّلعين على نتائجها، مشيرين الى انّ الولايات المتحدة الاميركية تشعر للمرة الاولى أنّ دولة لبنان الصديقة التقليدية لها، زحلت نحو محور عربي ـ إقليمي على اختلاف معها، ولكن على رغم ذلك اكد تيلرسون للمسؤولين اللبنانيين استمرار دعم بلاده لشعب لبنان لكي تبقى الاوضاع فيه مستقرة ومزدهرة. رافق زيارة تيلرسون السريعة إلى لبنان اختلاف حيال ترتيباتها، إذ أصرّت وزارة الخارجية على ان يزور مقرها في قصر بسترس ويجتمع مع الوزير جبران باسيل، جرياً على عادة كل زيارات وزراء الخارجية الى لبنان. الّا انّ الجانب الاميركي اعتذر أثناء تحضير الزيارة نظراً لضيق الوقت، ما أدى الى انزعاج تُرجم من خلال ما جرى في القصر الجمهوري، حيث انّ تيلرسون انتظر نحو 5 دقائق وحيداً في صالون القصر قبل ان يدخل باسيل أولاً ويصافحه من دون التقاط صورة تذكارية معه، ثم يدخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويحرص على إجلاس باسيل الى يمينه ويستعيض عن الاجتماع الثنائي بلقاء موسّع حضره مسؤولون وديبلوماسيون وأمنيون من دون ان يكون بينهم قائد الجيش العماد جوزف عون، قائد رئيس المؤسسة التي تحتضنها اميركا وتدعمها. وقد توقف الجانب الاميركي عند هذا الغياب. وما اللقاء الذي انعقد على هامش اجتماع قصر بعبدا بين تيلرسون وباسيل سوى «جبران خاطر»، ولم يصدر نتيجة الاجتماع بيان رئاسي او تصريح من الوزير الاميركي. ولفتت مصادر سياسية الى «انّ الاجتماع في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وتيلرسون، والذي كان محدداً بـ 20 دقيقة، دام ساعة ونصف». وقالت: «انّ هذا الامر يُسقط ذريعة «ضيق الوقت» التي شهرها الجانب الاميركي لكي لا يزور وزارة الخارجية». وذكّرت بأنّ الوزير الاميركي «كان زار قبل وصوله الى لبنان كلّاً من مصر والاردن، واجتمع هناك بوزيري خارجية البلدين وعقد معهما مؤتمرين صحافيين». وسألت: «لماذا استثناء وزارة خارجية لبنان من هذه القاعدة الديبلوماسية الطبيعية؟». واعتبرت مصادر مواكبة للزيارة ولتطوّر العلاقات الثنائية هذا الامر «موقفاً سياسياً لباسيل يتكرر للمرة الثانية، إذ انّ الوزير كيري تصرّف كذلك حين زار لبنان في الـ2014 ما حَدا بباسيل آنذاك كما اليوم الى عدم استقبالهما في مطار بيروت». وعلى رغم ذلك، أبدَت مصادر اميركية امتعاضها من «الاشكال البروتوكولي مع وزير الخارجية الاميركي، الذي هو في تراتبية الحكم في واشنطن بمثابة الوزير الاول». لكن هذا لم يمنع تيلرسون، بعد محادثاته مع عون وبري ورئيس الحكومة سعد الحريري، من ان يطلب من مساعده ديفيد ساترفيلد البقاء في لبنان لمتابعة المفاوضات في شأن عدد من الملفات، وأبرزها الحدود الاسرائيلية المتنازَع حولها بين حدود الهدنة والخط الازرق. امّا في شأن المحادثات اللبنانية ـ الاميركية، ووفق معلومات «الجمهورية» فيمكن التوقّف عند النقاط التالية:

1 ـ الجانب اللبناني اعتبر انّ حق لبنان هو شرعي بكل البلوك 9، وبالتالي يحق له استخراج النفط من دون اعتبار لمعارضة اسرائيل.

امّا الجانب الاميركي فاعتبر انّ هذا الموضوع يتطلّب جهداً ديبلوماسياً لكي لا يؤدي الى انعكاسات امنية، وهو ما عبّر عنه تيلرسون في مؤتمره الصحافي في السراي الحكومي، إذ قال: «ملتزمون بمساعدة لبنان والشعب اللبناني لتحقيق الازدهار من خلال تطوير ثرواتهم الطبيعية بالتوافق مع كل جيرانهم. وإذا تمّ التوصّل إلى اتفاقية فهذا سيساعد لبنان ودول الجوار على الازدهار، الآن وفي المستقبل».

2 ـ شرح الجانب اللبناني شرعية الحدود الدولية التي تثبتت في الـ1949 في اتفاق الهدنة، وانّ الخط الازرق هو خط وقف اطلاق نار وليس خطاً حدودياً دولياً. وبالتالي، هو خط امني لا يجيز لإسرائيل اعتبار الحدود الدولية بديلاً من خط الهدنة. وبالتالي، فإنّ الجدار الحدودي الذي تبنيه يشكّل مسّاً بالسيادة البرية لدولة لبنان.

امّا الجانب الاميركي، وإن كان تفهّم موقف لبنان فإنه ربط مصير خطّي الهدنة والازرق بالقرار1701. وفي كل الحالات بضرورة ان لا يؤدي هذا الخلاف الى تصعيد عسكري في الجنوب في هذه المرحلة تحديداً، وأبدى استعداد بلاده للقيام بدور بنّاء في هذا المجال حرصاً على استقرار المنطقة الجنوبية، التي اشار الحريري في المؤتمر الصحافي الى انها «اكثر الحدود هدوءاً في كل الشرق الاوسط».

3 ـ كان لافتاً التناقض النسبي بين تصريح تيلرسون في الاردن الذي اعترف فيه بأنّ «حزب الله» جزء من العملية السياسية في لبنان، وبين موقفه الحاد بعد اجتماعه مع الحريري، إذ قال انّ الحزب منظمة إرهابية ولا نقبل التمييز بين جناحيه العسكري والسياسي. ودعاه الى الانسحاب من حروب المنطقة، ومن سوريا تحديداً.

لكنّ مصادر لبنانية كشفت انّ الجانب اللبناني، وخصوصاً عون وبري، حاولا التخفيف من الموقف الاميركي من «حزب الله»، وشرحا للوزير دوره في مقاومة اسرائيل في مرحلة لا تزال القوى الامنية والعسكرية تحتاج الى مزيد من الدعم والعتاد والعديد، الأمر الذي لم يوافق عليه الجانب الاميركي.

4 ـ أبلغ الجانب اللبناني الى تيلرسون انّ لبنان يعتبر سياسة «النأي بالنفس» مفيدة له، ولطالما كان يتبعها طوال العقود السابقة، والحكومة اصدرت بياناً بذلك بعد عودة الحريري. لكنّ الجانب الاميركي تمنى ان يكون لهذا الاعلان صفة تنفيذية «لأنّ «حزب الله» لم يلتزم «النأي بالنفس» حسب التقارير الرسمية الواردة الى واشنطن، وهو أمر من شأنه إضعاف شبكة الحماية الدولية للبنان في حال حصول تطورات في المنطقة او على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية.

وأبلغ تيلرسون الى الجانب اللبناني انّ بلاده تبلّغت اكثر من مرة في الاشهر الماضية انّ اسرائيل لا ترغب الحرب مع لبنان وتفضّل ان يُصار الى الالتزام الكامل بالقرارين 1701 و1559 الأمر الذي لا يجد ترجمة له على الارض. وهنا أبلغ الجانب اللبناني الى تيلرسون أنّ شكوى اسرائيل ترتدّ عليها لأنها هي التي تخرق القرار 1701 بنحو شبه يومي من خلال خروقاتها الجوية والبحرية والبرية للسيادة اللبنانية، من دون ان يصدر موقف دولي بذلك.

5 ـ أكد الجانب اللبناني، وخصوصاً رئيس الجمهورية، ضرورة البدء بإعادة النازحين السوريين الى بلادهم، وتمنى على الولايات المتحدة أخذ المبادرة في وضع برنامج العودة ما يقوّي ثقة لبنان بالعلاقات التقليدية مع واشنطن، لأنّ كل الدعم الذي تقدمه واشنطن والمجتمع الدولي للبنان يبقى سريع العطب طالما يوجد على ارضه مليون ونصف مليون نازح. وشدّد عون على ضرورة الاسراع في وضع هذا البرنامج موضع التنفيذ، لأنّ هذا الوجود البشري الكثيف يشكّل من دون ان ندري قنبلة موقوتة في المجتمع اللبناني من شأنها تهديد استقرار لبنان. امّا الجانب الاميركي، وإن كان تفهّم موقف لبنان، فقد رأى انّ هذا القرار يتطلب تعاوناً بين لبنان والامم المتحدة والدول المانحة لكي يُصار الى عودة تدريجية وآمنة للنازحين على المدى المتوسط، ما جعل بعض المراقبين يعتقدون انّ الاوضاع في سوريا قد تكون مُقبلة على تطورات عسكرية جديدة. وفي النتيجة، حصل لبنان من تيلرسون على تطمينات لم تبلغ حدود الضمانات. كذلك قدّم اقتراحاً لحلّ لموضوعي الجدار والبلوك 9 تحدَّد على أساسه موعد اللقاء بين ساترفيلد وباسيل اليوم للبحث فيه.

مجلس الوزراء

وإلى ذلك، اطّلعَ مجلس الوزراء خلال جلسته في قصر بعبدا على نتائج محادثات تيلرسون، ولم يأخذ منها سوى ما يعزّز سياسة الابتعاد عن التأثيرات السلبية التي تهدّد المناخات الإيجابية القائمة حالياً. ولم يتطرّق المجلس إلى ما قاله تيلرسون عن «حزب الله»، حسب ما أكّد الوزير محمد فنيش لـ»الجمهورية»، قائلاً: «إنّ هذا الموقف لا يَعنينا لأنّنا نعلم أن لا أحد يتبنّاه داخل الحكومة، كما أنّنا لسنا في حاجة إلى توجيه رسالة أو تسجيل موقف، وتيلرسون أصلاً في جلساته الخاصة لم يتحدّث عن «حزب الله» على هذا النحو». وأضاف: «في رأيي أنّ الوزير الأميركي أراد توجيه رسالةٍ إلى قوى محلية للقيام بشغبٍ ما للتشويش على الموقف اللبناني الموحّد».

الكهرباء

وأخذ ملفّ إصلاح قطاع الكهرباء الحيّزَ الأكبر من النقاش، فتحدّثَ رئيس الجمهورية عن واقع الكهرباء في لبنان، لافتاً إلى محاولات تعطيل الحلول المقترَحة لتحسين واقعِ هذا القطاع، وقال: «نحن في حاجةٍ مباشرة وآنيّة إلى حلّ معضلةِ الكهرباء. في المرّة الماضية فشلَت المناقصة ولا أعرف السبب، في وقتٍ ترتفع كلفة إنتاج الكهرباء... نحن نشتري كهرباء ولا نستأجر سفناً، إنّ كِلفة الكهرباء التي نأخذها أقلّ مِن كلفةِ إنتاجنا، وأقلّ مِن الكلفة يَعني أنّ الكهرباء التي نشتريها تُحقّق ربحاً للمواطن الذي سيَدفع أقلَّ من نِصف الفاتورة، فيما مؤسّسة الكهرباء تدفع سعرَ كلفةِ كلّ كيلوات ساعة لا تُنتجه خسارة 70 سنتاً يتحمّلها الاقتصاد اللبناني». وأضاف: «لا أريد أن أسمع بعد اليوم خطابات وتعليقات، أريد جواباً. كيف يمكن من الآن حتى يصبح لدينا سنترالات كهرباء أن أغطّي المساحة الزمنية؟..... هل أشتري كهرباء أو أبقي على الوضع والخسارة تفوق مليارَي دولار سنوياً؟ كلّما طالبنا بحلّ للكهرباء، يقولون هناك صفقة. أنا أقول إنّه مطلوب حلُّ هذه المعضلة، لا يجوز أن نعقدَ جلسة أُخرى لمجلس الوزراء ولا يكون هناك قرار في شأن الكهرباء. أنا لا أسمح لنفسي أن يبقى الوضع على ما هو عليه، سأخرج إلى الإعلام وأقول بصراحة إنّ هناك عجزاً في الحكومة عن معالجة الكهرباء. لا أريد أن أسمعَ تعليقات، بل يجب من الآن وحتى إيجاد المولّدت أن نؤمّنَ الكهرباء، ونوفّر على الخزينة وعلى المواطنين. الحلّ موجود، علينا أن نتبنّاه، كيف نأتي بالكهرباء وكيف نربح بدلاً من أن نخسر». وتدخّلَ الحريري مقترحاً دعوةَ اللجنة الوزارية المعنية بملفّ الكهرباء، لوضعِ تقرير نهائي يُرفَع إلى مجلس الوزراء لاتّخاذ القرار النهائي، فقال عون: «أنا ما عدتُ أقبل، سأطرح هذا الموضوع على التصويت، وكلّ واحد يتحمّل مسؤوليته. الوطن كلّه يئنّ، وشعبُنا لم يعُد يتحمّل ضرائب، فعلى الأقلّ نخفّف عنه مصروف الكهرباء إلى النصف ونؤمّن ربحاً للخزينة وتصبح مؤسسة كهرباء لبنان تدرّ المالَ اللازم». وعلمَت «الجمهورية» من مصادر وزارية أنّ تحذير رئيس الجمهورية «يعني أنّه وقريباً سيكون هناك نقصٌ حادّ في الكهرباء وتقنينٌ بالغُ التأثير على كلّ مناحي الحياة». ومِن جهته وزيرُ الطاقة سيزار أبي خليل شدَّد على «ضرورة اتّخاذِ القرارات اللازمة لحلّ مشكلة الكهرباء التي هي ليست مجهولة والجميعُ يعرفها وعرَضناها على اللجنة الوزارية، وبالتالي علينا اتّخاذ القرار بها إذا أردنا فعلاً حلَّ مشكلة الكهرباء».

باسيل

وأفادت مصادر تكتّل «التغيير والإصلاح» أنّ باسيل سجّلَ اعتراضاً على عجز الحكومة في ٤ ملفّات؛ «لم نعد نستطيع السكوتَ على عرقلتِنا في تنفيذ المشاريع». وقال: «هذه الملفّات هي الكهرباء والنفايات والنازحون السوريون والملفّ الاقتصادي بتشعّباته كلّها وإجراءاته الاقتصادية». وأضاف: «إنّ هذه المرّة هي الأخيرة التي سأتكلم فيها عن هذه المواضيع، إذ لم تقرّ الحكومة ورقة النازحين السوريين، وثمَّة عرقلة في الملفات المتبقّية ولَم تقُم الحكومة بأيّ شيء في هذا الخصوص». وأشار إلى موازنة 2018، مشدّداً على ضرورة إقرارها. وطالبَ بقرارات جريئة لضبطِ الهدر وخفضِ النفقات في الموازنة. وفي موضوع التعيينات، أشارت المصادر إلى أنّ وزراء «القوات اللبنانية» أقرّوا بكفاية الأشخاص الذين تمّ تعيينهم، «لكنّ الاعتراض كان على حصّتِهم وليس على أمرٍ آخر. عِلماً أنّ وزير الطاقة والمياه التزَم في موضوع التعيينات بالآليّةِ - التصوّر التي وضَعها مجلس الوزراء.

تيلرسون: «حزب الله» زعزع استقرار المنطقة

بيروت - «الحياة» .. رأى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في ختام زيارته لبيروت أمس، أن «من المستحيل أن نتحدث عن الاستقرار والسيادة والأمن في لبنان من دون معالجة مسألة حزب الله»، معتبراً أن «على الشعب اللبناني أن يشعر بقلق تجاه تصرفات حزب الله التي تجذب انتباهاً سلبياً نحو لبنان»، وأكد ان وجود الحزب في سورية «زعزع الاستقرار في لبنان والمنطقة وزاد من سفك الدماء ونزوح الأبرياء ودعم نظام (الرئيس بشار) الأسد البربري» .. وألتقى تيلرسون رؤساء الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري، واختلى لعشر دقائق مع نظيره اللبناني جبران باسيل، وشدد الوزير الاميركي على ضرورة ان «تنأى الحكومة اللبنانية بنفسها عن النزاعات الخارجية» وان «يوقف حزب الله نشاطاته في الخارج»، فيما أكد عون والحريري أن «لبنان يلتزم سياسة النأي بالنفس التزاماً تاماً». ونقل المكتب الإعلامي للرئاسة عن الرئيس اللبناني قوله للوزير الأميركي، أن لبنان «لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكنه غير مسؤول عما يحدث من تدخلات من خارجه». واستغرقت زيارة تيلرسون زهاء 6 ساعات انتهت بمؤتمر صحافي مع الحريري، فيما بقي مساعده السفير ديفيد ساترفيلد في بيروت لعقد اجتماعات بدءاً من اليوم في إطار المسعى الأميركي لإيجاد حلول للخلاف اللبناني- الإسرائيلي على الحدود البحرية، كما قالت مصادر رسمية لـ «الحياة». وأعلن تيلرسون أن هناك أفكاراً «ابتكارية» جرى بحثها مع الحريري «لتخطي العثرات والمضي قدماً». وقال: «لن نطلب من أي من الطرفين التخلي عن أي شيء، إنما طلبنا منهما إيجاد حلول، والمحادثات القائمة بناءة». وعلمت «الحياة» من مصادر رسمية أن تيلرسون أثار في لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة موضوع سلاح «حزب الله» وتدخله في سورية، ونقلت عن عون قوله له: «إننا ندعو المجتمع الدولي والدول الفاعلة إلى إيجاد حل سريع للحرب السورية وأوضاع المنطقة وتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، لأنه يؤدي إلى انتفاء الحاجة إلى السلاح». ووفق المصادر، قال بري للوزير الأميركي: «قرأت تصريحك عن أن حزب الله جزء من العملية السياسية في لبنان»، فأكد له تيلرسون ما قاله خلال زيارته الأردن، فسأله بري: «كيف تطلبون نزع سلاح الحزب الذي يعود إلى المقاومة في بلد لا تزال إسرائيل تحتل جزءاً من أرضه وترفض ترسيم الحدود وتهدد بوضع يدها على ثروته النفطية في البلوك الرقم 9؟». وذكرت المصادر أن بري لفت إلى حق أي شعب في مقاومة من يحتل أرضه وهناك إجماع لبناني على تحريرها ومن ضمنها مزارع شبعا. وعندما تتحرر لن تعود هناك حاجة إليه. واعتبر بري أن «الدليل هو أنه حين توافقنا على حل الأزمة في لبنان وفق اتفاق الطائف سلمت الأطراف سلاحها للدولة». وأوضحت المصادر أنه عند مناقشة مراقبة الحدود بين لبنان وسورية شدد بري على الدور الفعال للقوى الأمنية والجيش اللبناني لضبط الحدود، وأن الجيش استحدث لواء حماية الحدود ودعمه بأحدث التجهيزات لمراقبتها. وأثار كل من عون وبري والحريري مع الوزير الأميركي موضوع وقف حكومته مساهماتها في تمويل نشاطات وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، خصوصاً أنهم تلقوا رسائل في هذا الصدد من مدير الوكالة كلاوديو كوردوني، فأوضح تيلرسون لبري أنه سيسعى لإعادة النظر في القرار، لافتاً إلى أن موقف بلاده يمكن أن يوظف لمطالبة الدول التي خفضت مساهماتها أو امتنعت منذ مدة عن تسديدها. كما أثار الرؤساء الثلاثة مع تيلرسون العقوبات المالية الاميركية التي تستهدف تمويل «حزب الله». وقال الحريري: «اتفقنا على أن القطاع المصرفي اللبناني لا يزال حجر الأساس في اقتصادنا. وجدّدت التأكيد للوزير تيلرسون على أن هذا القطاع متين وسليم ويخضع للإشراف، ويلتزم كلياً القوانين والأنظمة الدولية». وقال الوزير الأميركي: «نحن ممتنون لشراكتنا مع القوات العسكرية اللبنانية، خصوصاً الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لا سيما أنها في خطوط المواجهة الأمامية مع داعش والقاعدة». وأكد «العمل مع الحكومة اللبنانية والحكومة الإسرائيلية كي تبقى الحدود الجنوبية هادئة، وملتزمون مساعدة لبنان والشعب اللبناني لتحقيق الازدهار من خلال تطوير ثرواتهم الطبيعية بالتوافق مع كل جيرانهم».

فنيش يرد: آخر من يحق له الكلام

بيروت - «الحياة» .. سارع وزراء من «حزب الله» ومن حلفائه إلى الرد على كلام وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، قبل الدخول إلى جلسة مجلس الوزراء التي عقدت على وقع مغادرة الوزير الأميركي لبنان متوجهاً إلى تركيا. وقال وزير الشباب والرياضة محمد فنيش إن «آخر من يحق له الكلام عن الإرهاب هو الولايات المتحدة، لأن الإدارة الأميركية هي من أوجدت الإرهاب في أميركا اللاتينية وهذا أمر موثق، وترعى الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين وتحتضنه وهي من أوجد «داعش» و «النصرة» ورعتهما في العراق وسورية، وهي موجودة في سورية كقوة احتلال لأنه لا مسوغ قانوني لوجودها، وتحقد على المقاومة لأنها لا تريدنا أن ندافع عن أنفسنا وحقوقنا بوجه هذا الإرهاب». واعتبر وزير الدولة لشؤون المجلس النيابي علي قانصو أن «كلام الوزير تيلرسون قديم، والعنوان الأساسي لزيارته التحريض والتعبئة ضد حزب الله وما عدا ذلك يتصل في شكل أو آخر بهذا الاستهداف، وكأنه أراد أن يضع اللبنانيين بين خيارين: إما التخلي عن جزء من حقوقهم بأرضهم ومياههم أو التخلي عن مقاومتهم، ولبنان لن يتخلى عن الاثنين، وهذا ما أبلغ به من المسؤولين جميعاً، والمهم في الموقف اللبناني هذا الإجماع من الرؤساء على التمسك بحقوق لبنان كاملة في البحر والبر، ولبنان قوي إلى حد أنه قادر على الوصول إلى حقوقه، معتمداً على معادلة الجيش والشعب والمقاومة». واعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «كلام الوزير تيلرسون عن ملف الحدود جيد، أما موقفه من حزب الله فعودوا إلى تصريحه في الأردن».

خلوة بين تيلرسون وباسيل

بيروت - «الحياة» .. رافق وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في جولاته على المسؤولين اللبنانيين وفد ضم سفيرة الولايات المتحدة إليزابيث ريتشارد ومعاونة الوزير كريستين شيكون ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد والكولونيل ريتشارد أوتزن والكولونيل جون واكر والمساعد التنفيذي لوزير الخارجية كلينتون براون والنائب التنفيذي ديريك هوغان. وانتقل المسؤول الأميركي من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت مباشرة إلى القصر الجمهوري وتحديداً إلى صالون السفراء حيث جرت المحادثات التي حضرها إلى جانب باسيل، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ومستشارون. واستمر اللقاء 45 دقيقة، اختلى بعدها باسيل وتيلرسون لمدة عشر دقائق استكملا خلالها البحث في النقاط التي أثيرت في الاجتماع الموسع برئاسة عون. ودوّن تيلرسون في السجل الذهبي عبارة أن «المحادثات التي أجريناها كانت صريحة، ومفتوحة، ومثمرة. وتقف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب اللبناني، من أجل لبنان حر وديموقراطي. وكل التمنيات بالاستقرار والازدهار في المستقبل». ونفى المكتب الإعلامي في قصر بعبدا حصول أي خلل بروتوكولي في استقبال تيلرسون. وكانت وسائل اعلام محلية تداولت خبراً عن حصول تقصير في هذا المجال.

تمديد شبكة اتصالات «حزب الله» يثير قلق سكان الرميلة.... الحجار لـ «الحياة»: خرق لسيادة الدولة وعليها «وقف التعديات»

بيروت - «الحياة» .. أثار تمديد «حزب الله» شبكة اتصالات سلكية تابعة له في بلدة الرميلة الساحلية في قضاء الشوف، قلق الأهالي في المنطقة، ما دعا نائب كتلة «المستقبل» محمد الحجار إلى رفع الصوت وإجراء سلسلة اتصالات بالجهات الرسمية والأمنية المعنية لوضع حد لما يجري، وقال لـ «الحياة»: «إنه عمل غير مقبول ويذكرنا بما سبق السابع من أيار(مايو) 2008، عندما ضرب حزب الله بمصلحة لبنان وسيادة الدولة اللبنانية عرض الحائط ومد الشبكات الهاتفية من دون أي اعتبار لدور الدولة»، معتبراً ما يحصل «إصراراً من حزب الله على خرق سيادة الدولة على أرضها وانتهاكاً لممتلكات الدولة والبلديات لأهداف خاصة فقط، لمصلحته». وفيما أشار إلى أن «العمل مستمر في مد وصيانة هذه الشبكة وهو جار أيضاً في أمكنة أخرى»، قال إنه لا يعرف إن كانت تتم بغطاء رسمي، داعياً الدولة إلى «التحرك لوقف هذه التعديات». وكان أهالي بلدة الرميلة الجمعة الماضي تفاجأوا بفريق تقني يعمل على تمديد شبكة اتصالات تابعة لـ «حزب الله» في البلدة من دون الرجوع إلى بلديتها. وهو ما أثار قلق السكان حول الهدف من هذه الشبكة التي تمر بين البيوت. وأفاد مصدر رسمي يتابع ما يحصل لـ «الحياة» بأن وزارة الطاقة والمياه كانت تعمل على تمديد قساطل لمياه الشفة منذ ثلاثة أشهر في البلدة إلا أن المفاجأة كانت حينما وجد سكان من البلدة خطاً ثانياً، أثناء قيام مجموعة من العمال بحفر الأرض وتمديد بعض الكابلات، ولدى إبلاغ البلدية بذلك، أرسلت الشرطة إلى موقع الحفر، وتم استجواب فريق العمل المكلف مد الشبكة الثانية لمعرفة ما يقوم به، فلم ينكر أن التمديدات هي كابلات اتصالات سلكية خاصة، ممدودة إلى جانب شبكة المياه التي نفذتها وزارة الطاقة والمياه. وأنه مطلوب منه القيام بذلك. وأشار الأهالي إلى أن فريق العمل على الأرض طلب عدم الاقتراب من الشبكة بذريعة أن المعنيين على تنسيق مع وزارة الطاقة والمياه. وفي هذا السياق، اكد المصدر الرسمي لـ «الحياة» أن أحد القيادات التابعة للحزب اتصل بمسؤولين في بلدية الرميلة، متمنياً «ضرورة عدم عرقلة مهمة العمال في متابعة تمديد الكابلات»، كاشفاً أن لدى الحزب مراكز في أطراف البلدة وأنه يعمل على ربط بعضها ببعض سلكياً.

«الوفاء للمقاومة» تحض على الهدوء لإنجاز الانتخابات

بيروت - «الحياة» .. دعت كتلة «الوفاء للمقاومة» جميع القوى السياسية في لبنان إلى «مواصلة تحضيراتها وجاهزيتها بحكمة ومراعاة لحاجة البلاد إلى الهدوء من أجل إنجاز الاستحقاق الانتخابي النيابي الذي نأمل بأن تأتي نتائجه مرضية للشعب اللبناني التواق إلى رؤية تبدل في المشهد السياسي الداخلي يعزز التفاؤل بإمكان تحقيق تقدم في معالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الضاغطة فضلاً عن تحقيق النمو والتطوير في القطاعات التنموية المنتجة». وعبرت الكتلة في بيان بعد اجتماعها أمس، برئاسة النائب محمد رعد عن ارتياحها إلى «اللقاء الرئاسي الذي التأم في بعبدا، مؤكدة أن المطلوب هو استمرار التفاهم بين الرؤساء حول كل ما يتصل بإدارة شؤون البلاد وحسن التعاطي مع القضايا الداخلية والتحديات الخارجية من أجل أن تتمكن البلاد من عبور عاصفة الاستهدافات بسلام والحفاظ على أمنها واستقرارها في هذه اللحظة التاريخية الصعبة التي تعيشها المنطقة كلها». وشددت على «حق لبنان الكامل في التنقيب عن النفط داخل مياهه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة له». واعتبرت أن «أمر ترسيم الحدود البحرية هو شأن سيادي تتابعه الدولة اللبنانية التي تتحمل المسؤولية الوطنية تجاهه في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة».

مقتل أم وطفلتها وجرح 4 أشخاص بانهيار مبنى في برج البراجنة

بيروت - «الحياة» .. قُتلت أم وطفلتها وجُرح 4 أشخاص في انهيار جزئي في مبنى في محلة عين السكة في برج البراجنة قرب مبنى البلدية. وفي المعلومات، أنه قرابة الساعة الرابعة فجر أمس، انهار قسم من مبنى العنان في برج البراجنة - محلة عين السكة، في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى الى وفاة الطفلة سالي عيتاني (7 سنوات) ووالدتها زينب عمار، وإصابة زوجها سامر خليل عيتاني بكسور وجروح نُقل على إثرها الى غرفة العناية الفائقة في مستشفى الرسول الأعظم، إضافة الى إصابة ثلاثة أشخاص آخرين من آل عيتاني بجروح مختلفة. وتوجه أمين عام الهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير، موفداً من رئيس الحكومة سعد الحريري، الى المكان، يرافقه عدد من المهندسين والإداريين في الهيئة، واطلع عليه لمعاينة الأضرار، حيث تُجرى أعمال الإغاثة في حضور رئيس بلدية البرج عاطف منصور. وقال خير: «نحن على استعداد لتأمين كل الاحتياجات»، موضحاً أنه عند تلقيه الخبر باكراً أعطى الرئيس الحريري توجيهاته بالتوجه فوراً الى المكان لمعاينة المبنى المنهار، والى الأجهزة المختصة للقيام بواجباتها. وإذ أكد أن «المبنى غير قابل للترميم ويجب هدمه»، ذكر خير بالمادة 641 من قانون البناء التي تنص على إلزام صاحب العقار الاهتمام بالمنشآت والترميم، وعلى البلديات المتابعة وتحمل المسؤولية في المراقبة، والكشف على المباني القديمة، وإذا كان هناك ضعف في الإمكانات المادية فالرئيس الحريري على استعداد للاهتمام والمساعدة. وأكد أن الهيئة «ستؤمن بدل إيواء للعائلة المنكوبة حتى الانتهاء من الدراسات واتخاذ القرارات المناسبة»، وقال: «هذه تعليمات الرئيس الحريري بالوقوف الى جانب المواطنين في كل لبنان، الذين هم في حاجة للمساعدة». وشدد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمّار، بعد زيارة المبنى، على «ضرورة إجراء مسح عام لكل الأبنية في لبنان»، داعياً الدولة الى «تحمّل مسؤوليتها، لأن ما حصل اليوم يجب أن يكون جرس إنذار لكل المعنيين». وشكر رئيس البلدية، الرئيس الحريري على «اهتمامه والسرعة في إرسال الهيئة العليا للإغاثة برئاسة اللواء خير، للوقوف الى جانبنا بكل الإمكانات ومساعدة العائلة المنكوبة». وتابع: «المبنى عمره 80 سنة وأكثر، وهو متصدع»، مشيراً الى «أن الأبنية في البرج في حاجة الى تصليحات وترميم، والمسؤولية تقع على عاتق الدولة». وأوضحت صاحبة المبنى الذي انهار زينب العنان، «أن سكانه يؤكدون عدم تبلّغهم أي قرار من البلدية بأن المبنى قابل للانهيار».

 



السابق

مصر وإفريقيا.....«رئاسية مصر 2018»: نظام يتحسَّس خطواته..حبس أبو الفتوح 15 يوماً... وحزبه يعلق أنشطته..نداء من الظواهري لشباب «الإخوان» يحضهم على الالتحاق بـ «القاعدة»...استنفار لتأمين مشاركة واسعة في الاقتراع الرئاسي...الجيش الليبي يعلن قرب توقيع اتفاق توحيد المؤسسة العسكرية..اجتماع ثانٍ بين البشير وإردوغان قبل نهاية العام...تونس: بدء قبول الترشيحات للانتخابات البلدية..الجزائر:أحزاب معارضة تعيد اقتراح «مجلس تأسيسي»...قادة أفارقة يتنحون «طواعية» ويفتحون الباب لانتقال سلمي للسلطة..المغرب: توقيف 3 دواعش أحدهم على صلة بـ «البوليساريو»...

التالي

اخبار وتقارير.."إيلاف" تكشف عن شخصية رجل المهمات الصعبة لحزب الله في سوريا...ملف «الوحدات» الكردية يهيمن على لقاء تيلرسون وإردوغان وأنقرة فتحت «ملف غولن»..«فوضى» البيت الأبيض كما يرويها أبرز موظفيه سابقاً...مجلس مسلمي فرنسا يرفض وصاية الدولة...واشنطن تهدد موسكو بـ"عواقب دولية" بعد هجوم الكتروني ضخم...بريطانيا تحمّل الجيش الروسي مسؤوليّة هجوم إلكتروني عام 2017....عدد قياسي من الضحايا الأفغان في اعتداءات وعمليات انتحارية...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,752,190

عدد الزوار: 6,912,900

المتواجدون الآن: 108