لبنان...اتفاق أميركي ـ أرجنتيني لتتبع أموال حزب الله في أميركا اللاتينية...لبنان يَمضي إلى «الرقص» فوق... الخطوط الحمر...السباق الإنتخابي اليوم.. والسلطة لاحتواء الخلافات غداً.. إستشهاد جندي في مداهمات التبانة.. وإضراب تربوي يهزّ المدارس الخاصة..إنتقادات ديبلوماسية لقوى سياسية..لقاء الثلاثاء... ثنائي أم ثلاثي؟.. سيسعى عون إلى ترطيب العلاقة بين بري والحريري ودعوة الاخير إلى اللقاء ..

تاريخ الإضافة الإثنين 5 شباط 2018 - 6:15 ص    عدد الزيارات 3121    القسم محلية

        


السباق الإنتخابي اليوم.. والسلطة لاحتواء الخلافات غداً.. إستشهاد جندي في مداهمات التبانة.. وإضراب تربوي يهزّ المدارس الخاصة..

اللواء... تسعون يوماً، تزيد أو تقل، يتوجه بعدها الناخبون إلى صناديق الاقتراع لتجديد التمثيل في المجلس النيابي، في ضوء قانون النسبية، الذي يختبره اللبنانيون لأول مرّة، وهو ينطوي على مفاجآت تجعل من الصعب بمكان التنبؤ بالنتائج، التي ستتوقف ربما على صوت واحد، وفقاً لما لاحظه الرئيس سعد الحريري. وتنطلق الترشيحات اليوم في وزارة الداخلية، وسط سباق محموم إلى الترشيح بانتظار «التحالفات الملونة» واللوائح المقفلة وحسابات الصوت التفضيلي، على ان يكون غداً في بعبدا اجتماع، يفصل بين الخلافات السياسية اليومية، والاستحقاقات النيابية أو الدفاعية أو حتى الاستراتيجية، في ما يتعلق بثروة لبنان النفطية، وردع إسرائيل، العدو الذي يتربص بلبنان واللبنانيين. ولم يخفِ الرئيس الحريري ان لبنان تجاوز قطوعاً خطيراً جداً، لأن الكلام الذي سمعناه اعادنا 30 سنة إلى الوراء، ولولا حكمة الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي لما تمكنا من الوصول إلى تفاهم.

لقاء المصالحة غداً

وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة، ان لقاء المصالحة الذي سيجمع الرؤساء الثلاثة في بعبدا غداً، يفترض ان يحسم الملفات الخلافية التي فجرت العلاقات الرئاسية، وكادت ان تطيح بمنجزات أولى سنوات العهد الجديد، وفي مقدمة هذه الملفات مرسوم اقدمية ضباط دورة العام 1994. وتعتقد هذه المصادر ان مبادرة الرئيس عون بالاتصال بالرئيس برّي، طوت صفحة الخلافات والشحن الطائفي والمذهبي، واوقفت حركة الاحتجاجات في الشارع، ولا سيما بعدما كادت تعيد خطوط التماس الطائفية، الا ان صفحة ما اصطلح على تسميته بـ«فيديو» الوزير جبران ما تزال تحتاج إلى جهود مضاعفة، وهي «لن تطوى قبل الاعتذار من كل اللبنانيين» على حدّ تعبير وزير الزراعة غازي زعيتر. وبحسب هذه المصادر، فإنه إذا ما سارت المحادثات بين الرؤساء الثلاثة، على نحو إيجابي، وامكن لهم طي صفحة الخلافات في ما بينهم، فإن لقاء الغد يفترض ان يحسم موعد جلسة مجلس الوزراء المؤجلة منذ أسبوعين، والذي يرجح ان تتم الخميس المقبل، بجدول أعمال فضفاض بطبيعة الحال، كما سيحسم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، حتى موعد الدورة العادية الأولى في آذار، بما في ذلك المواضيع التي ستطرح في هذه الدورة، والتي ستتصدرها موازنة العام 2018، في حال عادت مؤسسات الدولة إلى الانتظام من دون تشجنات وتوتر وخلافات. الا ان كل ذلك يبقى رهن ما يمكن ان يتداوله الرؤساء الثلاثة، علماً انهم اتفقوا على عقد اجتماعهم من دون تحديد جدول أعمال له، على اعتبار انه سيبقى مفتوحاً لكل الملفات المطروحة، وهم يُدركون ان تفاهمهم واجب وطني لحسن إدارة شؤون الدولة والعباد، خاصة وان البلاد مقبلة على استحقاقات انتخابية، يفترض ان يرسم هذا التفاهم سقف الحملات الانتخابية والعملية برمتها وللعبور بهذا الاستحقاق نحو بر الأمان. اما اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي سينعقد الأربعاء، ويخصص لموضوع التهديدات الإسرائيلية للبلوك 9 ولموضوع الجدار، الذي تعتزم إسرائيل اقامته بالقرب من الحدود الجنوبية، فإن لقاء الناقورة العسكري اليوم الذي سيجمع ضباطاً من الجيش اللبناني و«اليونيفل» مع ضباط اسرائيليين، يفترض ان يتبلغ خلاله الجانب الإسرائيلي من الجانب الدولي، الموقف اللبناني بضرورة إزالة هذا الجدار، باعتباره انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، علماً ان لبنان سبق ان أبلغ الأمم المتحدة ان البلوك 9 هو جزء من المنطقة الاقتصادية البحرية الخاصة، وليس منطقة متنازع عليها مع إسرائيل، وبالتالي فإن أي كلام بشأن هذا الجزء من المياه الإقليمية اللبنانية، سيعتبر بمثابة اعتداء على السيادة اللبنانية.

الحريري

وعشية لقاء المصالحة غداً، كانت للرئيس الحريري مواقف لم تخل من توجيه رسائل مما حصل في الأسبوع الماضي من تحركات احتجاجية في شوارع بيروت، طاولت قطع طرقات واحراق دواليب وتعطيل لحركة النّاس، مؤكداً انه «من غير المقبول ان تتحمل بيروت كل هذه الأعباء، وان تدفع الثمن عن كل من يخطئ، مشدداً على ان «بيروت ليست مكسر عصا لأي كان، ويجب ان تكون محمية من الجميع ومن أجل الجميع، لأن الجميع يعيش في بيروت». ولفت الرئيس الحريري إلى ان لبنان تجاوز قطوعاً خطيراً جداً في الأيام الماضية، مشيراً إلى ان الكلام الذي سمعناه خلال هذه الأيام أعادنا ثلاثين سنة إلى الوراء، ولكن الحمد لله، بحكمة الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي تمكنا مجدداً من الوصول إلى هذا التفاهم، الا انه غمز من قناة الكلام العالي النبرة، قائلاً: «هذا لا يعني انك إذا رفعت صوتك فيسمعك النّاس، بل انا برأيي حين ترفع صوتك يتوقف النّاس عن الاستماع إليك، في حين ان علينا جميعاً ان نسمع بعضنا البعض، ولذلك فإن الهدوء هو الذي يوصلنا إلى المكان الصحيح، اما الصراخ فإلى أين أوصلنا؟». وكان الرئيس الحريري قد شدّد في كلمة ألقاها خلال عشاء أقامه رئيس اتحاد العائلات البيروتية الأسبق محمّد سنو في منزله في حضور شخصيات بيروتية وحشد من أبناء العائلة على ضرورة الاقتراع بكثافة في الانتخابات المقبلة، لأنه «حسب القانون الجديد كلما زاد التصويت واقبل النّاس على الاقتراع كلما زادت حظوظ نجاحنا وعدم خرق لوائحنا». كما شدّد ايضا على التوافق، معتبرا ان البلد لا يدار الا بالتوافق، وقال «نستطيع ان نختلف مع حزب الله في الأمور الاستراتيجية، ولكن علينا ان نتوافق على الأمور الداخلية، ولذلك سرنا في هذا الخط، واتى من يزايد علينا ويقول انني اتخلى عن أهل السنة، أو يدعي ان هناك توظيفات في الدولة تذهب لصالح الفريق أو ذاك، وأنا اقول لهؤلاء في وظائف الفئة الأولى لا أحد يستطيع ان يأخذ حصة الآخر لأنها مقسمة بالقانون والدستور».

برّي

أما الرئيس برّي فقد أكّد من جهته ان لقاء الثلاثاء سيكون تثبيت الاستقرار وللبحث في النقاط الخلافية، وسيصار إلى التأكيد على السلم الأهلي، وجدّد امام زواره التأكيد على ان الانتخابات ستحصل في موعدها، وان لا شيء يعيق ذلك. وحول ما إذا كان الرئيس الحريري سيحضر اللقاء، اجاب: «لا مشكلة في حضوره». واسهب الرئيس برّي في الحديث عن الجدار الإسرائيلي على الحدود وعلى البلوك 9، مؤكدا التمسك بحق لبنان في استثمار ثرواته البحرية، في هذا البلوك، داعيا إلى مواجهة الأطماع الإسرائيلية من خلال الموقف اللبناني الموحّد. وفي حين لم يتطرق برّي إلى تصريحات الوزير باسيل المسيئة بحقه، ولا إلى تصريحاته في «الماغازين»، الفرنسية حول «حزب الله»، فإن مصادر سياسية في فريق 8 آذار اعتبرت ان صمت الحزب على هذه التصريحات الخاطئة والمتسرعة، أبلغ تعبير عن استيائه من أداء شخص يفترض انه حليفه ومعه في الخط الاستراتيجي ذاته. وقالت هذه المصادر انه أصبحت عند الحزب قناعة بأن حليفه العوني يعتمد سياسة العصا والجزرة في علاقاته مع الثنائي الشيعي تحديدا، وهو ما يرفضه الحزب رفضا تاما ويعتبره استفزازياً مقصودا للتملص من تفاهم مار مخايل. الا ان المصادر نفسها استدركت بالاشارة إلى ان الحزب منذ البداية وقبل هفوات باسيل المتكررة يفصل بين علاقاته برئيس الجمهورية ميشال عون الذي يعتبره اشرف الحلفاء والمسؤول الأوّل عن التفاهم وبين باسيل الحليف السياسي الذي لا يلتزم معه الا اخلاقياً، وبالتالي فإن إيجاد عذر للرئيس مسموح في حال اخطأ، كما ان صون التفاهم هو التزام ثابت معه، اما مع باسيل فالقصة مختلفة».

فتح باب الترشيحات

في غضون ذلك، يفتح اليوم باب الترشيح للانتخابات النيابية المقبلة المقرّر ان تجري في 6 أيار المقبل، مع بدء الحملة الانتخابية، بحسب ما أعلنت الهيئة المشرفة على الانتخابات. ودعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل خلال احتفال اطلاق الماكينة الانتخابية للحزب في «فوروم دو بيروت» اللبنانيين إلى ان يكونوا «نبض لتغيير في 6 أيار»، وقال «نحن مقبلون على انتخابات هي بالنسبة إلينا فرصة لكل اللبنانيين من أجل بناء لبنان جديد، غيرنا سيخوض المعركة بالمال والسلاح والخدمات ونحن سنخوضها من قلبنا لأننا نؤمن بالطيبة وبأن القلب أقوى من كل الحدود الموجودة بيننا وبين التغيير وحلمنا بلبنان، مشيراً ان منطق مرقلي لمرقلك يجب أن يتغيّر في 6 أيار .. أما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فأعلن خلال حفل إطلاق المصالح والأجهزة الانتخابية لماكينة «القوات في معراب، أن «الإنتخابات هذه السنة ليست مجرد ممارسة ديمقراطية عادية، وإنما يجب أن تكون ثورة بيضاء على كل السياسات التقليدية التي نعيش»، مشددا على أن «مصيرنا بأيدينا، فلنتصرف تبعا لأحلامنا ولكل ما نتمناه ونعبر عنه كل يوم، بدل أن نتصرف انطلاقا من اعتبارات ضيقة صغيرة عائلية أو عشائرية أو شخصية أو منفعية». وقال: «مصيرنا جميعاً للسنوات الأربع القادمة موجود في هذه الورقة التي سيسقطها كل مفرد منا في صندوق الاقتراع في 6 أيار القادم. فلنتحمل مسؤولياتنا ونرمي الواقع المزري الحالي وراءنا ونقترع للشفافية، للسياسات العامة، للإستقامة، للوطنية الفعلية، فنقترع للدولة الفعلية اللبنانية القوية. فنقترع قوات لبنانية».

إضراب

تربوياً، وعلى وقع رفض تلامذة المدارس تمويل سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع الخاص، والتربية بوقف دفع الاقساط، ينفذ معلمو المدارس، بدءا من اليوم، ولمدة ثلاثة أيام اضرابا احتجاجاً على عدم تطبيق القانون 46 الخاص بالسلسلة. وردت لجان الأهل بتعليق التوقيع على الموازنات المدرسية والطلب إلى الأهالي وقف دفع أقساط كل مدرسة تقفل ابوابها في وجه تلامذتها أيام الإضراب ومطالبة إدارات المدارس محاسبة الأساتذة عن كل يوم تعطيل. امنياً، استشهد عسكري في الجيش اللبناني متأثرا باصابته خلال مداهمات لمطلوب في التبانة. فقد نفذ الجيش مداهمة في التبانة، وتمكن من توقيف أحد المطلوبين «هـ.د»، ومحاصرة المطلوب الثاني، الذي فتح النار باتجاه الدورية ورمى 4 قنابل، ما أدى إلى سقوط شهيد وجريح للجيش، الذي ردّ على مصادر النيران. وأغلق الجيش عددا من الطرقات المؤدية إلى مكان المداهمات، فيما وصلت سيّارات إسعاف الطبابة العسكرية إلى المكان وعملت على نقل المصابين. وكان الجيش استقدم وحدة من مغاوير الجيش، وقطع الطريق المؤدي إلى شارع الحموي، حيث يتحصن هاجر العبد الله، وكان اعتقل شقيقه الأكبر بلال وصهره فادي موسى. والشهيد هو الجندي خالد خليل (من عكار) وعدد من الجرحى عرف منهم: النقيب مارون رزق، والملازم علي إبراهيم، والعريف يوسف حسن، والجندي ياسر عواد، والجندي خضر عاصي والعريف خالد حسن. وكانت المداهمة تستهدف المطلوب هاجر لانتمائه إلى ما عرف بمجموعة «فنيدق» التي تنتمي لداعش.

إنتقادات ديبلوماسية لقوى سياسية.. والترشيحات تبدأ اليوم

الجمهورية... على وقع تراجع التوتر السياسي والتهدئة المستمرة، تشخص الأنظار إلى اللقاء الرئاسي المقرر في قصر بعبدا، في وقت ستفتح وزارة الداخلية باب الترشيح للإنتخابات النيابية، وذلك في تأكيد داخلي اضافي، بعد دعوة الهيئات الناخبة، على انّ هذه الانتخابات ستجرى في 6 أيار المقبل، وسيلي هذه اللقاء اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع في اليوم التالي يبحث في التهديدات الاسرائيلية المتلاحقة ضد لبنان، وكان منها إعلان اسرائيل ملكيتها «البلوك 9» الغازي في المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة في اعتداء جديد على سيادة لبنان وحقوقه النفطية، علماً انّ اجتماع الناقورة الثلاثي الدولي ـ اللبناني ـ الاسرائيلي المقرّر اليوم سيتناول بالبحث الاعتداءات والتهديدات والاطماع الاسرائيلية الجديدة، وسيؤكد لبنان خلاله تمسّكه بحقوقه وسيادته براً وبحراً، رافضاً أي قرصنة إسرائيلية لها تحت طائلة التصدي لها بكل الوسائل. يترقّب الجميع الاجتماع الرئاسي الثلاثي في قصر بعبدا قبل ظهر غد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وعلى جدول اعماله الأزمة الرئاسية في ظلّ توقعات بأن يشرع المجتمعون في التأسيس لحل شامل لهذه الازمة التي كانت قضية مرسوم الاقدمية لضبّاط دورة عون 1994 منطلقها. كذلك، سيتناول اللقاء نتائج اجتماع اللجنة الثلاثية اللبنانية ـ الإسرائيلية ـ الدولية الذي سينعقد قبل ظهر اليوم في مقر القيادة الدولية في الناقورة، للبحث في طلب لبنان وقف بناء الجدار الإسرائيلي الذي اقترب من إحدى النقاط الـ13 التي يتحفّظ عنها لبنان ضمن الاعتراض المعلن عنه منذ 25 ايار 2000 حول طريقة تحديد الأمم المتحدة الخط الأزرق.

برّي

ورداً على سؤال عن اللقاء الرئاسي، قال برّي امام زواره أمس: «هذا اللقاء يعوّل عليه ان يؤسّس لترسيخ الاستقرار الذي حصل، ويفتح افق التعاون اكثر في سبيل مصلحة البلد وسلمه الاهلي». ولم يؤكد بري او ينفي حضور الحريري هذا اللقاء، مشيراً الى انّ رئيس الجمهورية إقترح عليه خلال اتصاله به ان يلتقيا في اليوم التالي، لكن ارتُؤي نتيجة الانشغالات ان ينعقد اللقاء غداً. وقد أوحى عون خلال الاتصال انّ الحريري سيحضره. وسُئل بري عن اجتماع الناقورة المقرر اليوم، فأكد «وحدة الموقف اللبناني الرسمي حول هذا الملف المرتبط بمحاولة اسرائيل بناء الجدار الاسمنتي داخل المنطقة الحدودية المتنازَع عليها، وقال: لقد أُعطيَت التعليمات لممثل لبنان في الاجتماع بتأكيد الحق اللبناني في منع اي محاولة إسرائيلية لبناء جدار في البر تستهدف من خلالها اسرائيل السطو على النفط في البحر، وهو ما أشار اليه صراحة وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عن «البلوك» الرقم 9، والذي كشف حقيقة الهدف الاسرائيلي. وعمّا يحكى عن محاولات خلف ما يجري لفرض تأجيل الانتخابات النيابية، قال بري: «لا شيء سيؤثر على الانتخابات، هناك جهود يقوم بها من يحاول خَلق إرباكات في الداخل على غرار المحاولات المخابراتية للطابور الخامس، وخصوصاً في الحدث». وعن الوضع الامني، قال بري: «نتيجة ما حصل في الايام الاخيرة وشغل الطابور الخامس، يجب ان نبقي العيون مفتوحة، وهذا لا يعني أنّ الوضع الأمني ليس جيداً وممسوكاً بواسطة الجيش والأجهزة الامنية». وقال: «لو حصل وقَبِلت بطروحات البعض تأجيل الانتخابات لكان ذلك سيحرم لبنان كثيراً من المساعدات الدولية من خلال المؤتمرات المقررة وغيرها في مجال إنعاشه الاقتصادي، علماً انّ ما من زائر خارجي للبنان هذه الأيام إلّا ويشجّع ويشدّد على إجراء الإنتخابات في موعدها». ورداً على سؤال حول حديث البعض عن انّ «حزب الله» وحلفاءه سيفوزون بموجب القانون الانتخابي الجديد بالاكثرية النيابية في الانتخابات المقبلة، قال بري متسائلاً: «ومَن لا يُحب ان يربح؟ نحن نتمنى ان نربح، وإن شاء الله نربح، ونحن نحتكِم الى لعبة الانتخابات، وإن ربحوا «صحتين على قلوبهم»، ومن الطبيعي ان تحصل عندئذ موالاة ومعارضة». وفيما يستمر التأزم في العلاقة بين بري وحركة «امل»، مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، توقعت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان يتمّ في الايام المقبلة «وضع مخطط لتنفيذ محاولتين: الاولى، لفصل النزاع بين حركة «امل» وباسيل عن علاقة رئيس مجلس النواب برئيس الجمهورية. امّا المحاولة الثانية فهي فصل النزاع بين حركة «امل» و«التيار الوطني الحر» عن المجتمع المسيحي ككل، لأنّ الممارسات التي شهدها الشارع اللبناني اخيراً أزعجت المسيحيين عموماً وصار «فيديو محمرش» بالنسبة اليهم وكلام باسيل الذي تناول بري، أمراً ثانوياً امام الممارسات في منطقتي الحدث وسن الفيل». الّا انّ هذه المصادر تحدثت «عن عقبة تحول دون ضمان نجاح هاتين المحاولتين، وتتمثّل في وجود استياء حقيقي لدى «حزب الله»، وإن لم يعبّر عنه صراحة وعلانية كُرمى لرئيس الجمهورية، من مواقف باسيل، وليس آخرها ما تضمّنته مقابلته الى مجلة «الماغازين» الفرنسية واعتباره انّ الحزب يأخذ خيارات لا تخدم مصالح الدولة اللبنانية، وأن كل لبنان يدفع الثمن. وأكدت هذه المصادر انّ «المراجع الديبلوماسية المعتمدة في لبنان توقفت ملياً عند هشاشة الوضع الامني في لبنان»، مشيرة الى انّ عددا كبيرا من السفراء الاساسيين المشاركين سواء في مؤتمر روما 2 او في مؤتمر باريس باتوا يتساءلون عن فائدة إعطاء مساعدات لدولة، وضعها الأمني بات يتوقف على تصريح من هنا وتصريح من هناك، مُنتقدين رهن الاستقرار اللبناني بمشيئة بعض القوى السياسية». إلّا أنّ مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» أكدت لـ«الجمهورية» عشيّة الذكرى ١٢ لتفاهم مار مخايل «انّ العلاقة الاستراتيجية مع «حزب الله» سليمة ولا غبار عليها، مؤكدة أنّ التفاهم باق ومستمر ولن يستطيع أحد تخريب العلاقة بين «التيار» و«الحزب». ومن هذا المنطلق، أفادت المصادر نفسها، انّ ما حصل في الأيام الاخيرة لم يترك أي ذيول سلبية على هذه العلاقة، بل على العكس فإنّ الاتصالات بين الطرفين دائماً مفتوحة وصريحة في اي ملف من الملفات، وانهما مدركان جداً ويعرفان انّ ثمّة محاولات لزعزعة هذا التفاهم عبر أخبار مزعومة لا أساس لها من الصحة».

باب الترشيح

الى ذلك، يُفتتح إبتداء من الثامنة صباح اليوم باب تقديم طلبات الترشيحات للانتخابات النيابية المقبلة ويستمر حتى انتهاء الدوام الرسمي، ويترقّب الجميع ما إذا كانت الأحزاب والكتل الكبرى ستقدّم ترشيحاتها في اليوم الاول أم انها ستنتظر بعض الوقت، علماً انّ معظمها لم يعلن أسماء المرشحين في كل المناطق، ما سيجعل عملية تقديم أوراق الترشيح اليوم تقتصر على المرشحين المنفردين الذين ما زالوا يبحثون عن تحالفات، او ربما لبعض النواب المستقلين. وفي السياق، أكّد مصدر في وزارة الداخلية مَعنيّ بملف الإنتخابات لـ«الجمهورية» أنّ «الوزارة استكملت تحضيراتها اللوجستية، وهي تنتظر اليوم الاول للترشيح بفارغ الصبر بعد إجراء آخر انتخابات في عام 2009». وردّاً على الإدعاءات بصعوبة إجراء الإنتخابات وفق القانون الجديد، شدّد المصدر على أنّ «استعدادات الوزارة بدأت منذ اليوم الاول لإقرار القانون، وإنّ إنجاح العملية الإنتخابية هو تحد كبير وسنعبره بنجاح»، مؤكداً ان «لا شيء سيوقِف العملية الإنتخابية، والوزارة جاهزة لكل الاحتمالات، ولن يكون الشقّ الأمني هاجساً أمامنا، لأنّ الأمن مضبوط».

واشنطن و«حزب الله»

من جهة ثانية وفي جديد الموقف الدولي من «حزب الله»، اعلنت الولايات المتحدة الاميركية والارجنتين أمس انهما «ستعملان معا وفي شكل وثيق لوقف شبكات تمويل حزب الله في اميركا اللاتينية». واكد وزير الخارجية الاميركية، ريكس تيلرسون، انه تطرق الى هذا الموضوع خلال زيارته بوينوس ايرس حيث اجرى محادثات مع نظيره الارجنتيني خورخي فوري. وقال: «بالنسبة الى حزب الله فقد تناولنا في مناقشاتنا التي شملت كل المنطقة، سبل ملاحقة هذه المنظمات الاجرامية العابرة للاوطان التي تعمل بالاتجار بالمخدرات والبشر والتهريب وغسل الاموال، لاننا نرى انها مرتبطة ايضا بمنظمات تمويل الارهاب». واضاف: «ناقشنا بالتحديد وجود حزب الله في هذا النصف من الكرة الارضية، والذي من الواضح انه يجمع الاموال لدعم نشاطاته الارهابية. انه امر نتفق معا على ضرورة صده والقضاء عليه».

إضراب المعلمين

مطلبيّاً، ينطلق اليوم الإضراب التحذيري لأساتذة التعليم الخاص لمدة 3 أيام، وذلك قبل «التفكير الجدي بإعلان الإضراب المفتوح» وفق ما أكّده نقيب المعلمين رودولف عبود لـ«الجمهورية»، وقال: «للأسف لم يتبدّل شيء نحو الأفضل، لا بل إلى الأسوأ، خصوصاً بعد البيان الختامي الصادر عن الإجتماع الموسّع في بكركي، والذي كان أقرب إلى هيئة حوار مسيحي ـ إسلامي»، مُنتقداً «غياب بعض المدارس الخاصة الوازنة والكبيرة من خارج إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة ولم تُدع للاجتماع». وأعرب عبود عن رغبته في الاجتماع مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، قائلاً: «لو أنهم فعلاً يرغبون في التوصّل إلى حلّ، لكان من الأجدى جَمع الاساتذة والاهالي والإدارات»، مشيراً إلى انّ «ما يَعوق لقاء كهذا هو غياب اعتراف المدارس الخاصة حتى الآن بالقانون 46 مع الدرجات الست». أمّا عن طبيعة إضراب اليوم، فقال: «اليوم الاول سيكون في مكتب النقابة وفي مكاتب المحافظات كافة، على ان تُحدد الخطوات لبقيّة الايام».

لقاء الثلاثاء... ثنائي أم ثلاثي؟.. سيسعى عون إلى ترطيب العلاقة بين بري والحريري ودعوة الاخير إلى اللقاء

الاخبار... تشخص أنظار القوى السياسيّة نحو اللقاء المرتقب غداً بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، بعد أجواء من التوتّر العالي خلفتها تسريبات وزير الخارجية جبران باسيل وكلامه بحقّ رئيس المجلس النيابي. التهدئة وقعت منذ أن تلقّى برّي اتصال عون الأسبوع الماضي، وفيه جرى الاتفاق على اللقاء، إلّا أن هذه التهدئة لا يبدو أنها تشمل باسيل، الذي لا تزال حركة أمل حانقة عليه على خلفيّة الكلام المسيء بحقّ رئيسها، فيما «لم يرضَ» برّي بعد على الرئيس سعد الحريري. فالكلام كثيرٌ حول رفض برّي حضور الحريري قمّة الرئيسين المرتقبة، وفي الوقت نفسه، يكثر الحديث عن أن عون سيسعى جاهداً لترتيب انضمام الحريري إلى اللقاء، بعد ترطيب الأجواء مع بري. إلّا أن رئيس المجلس، حين سألته «الأخبار» أمس عن إمكانية حضور رئيس الحكومة غداً، قال: «لا يوجد أي مؤشّر حتى الآن على احتمال حضور الحريري». ورأى برّي أمام زوّاره أن اللقاء مع عون «ستظهر على أساسه بوادر المرحلة المقبلة»، لكنّه أكّد استنتاجاته من الأحداث الأخيرة، معتبراً أن «ما حصل يشير إلى أن هناك من يحاول تخريب الوضع الأمني، وعلينا تفتيح عيوننا عشرة على عشرة»، مؤكّداً أن «الانتخابات حاصلة في موعدها»، علماً بأن أبواب الترشح إلى الانتخابات ستُفتح اليوم.

تُفتَح اليوم أبواب الترشح للانتخابات النيابية المقبلة

اهتمام رئيس المجلس ينصبّ على الاجتماع «الثلاثي» غير المباشر اليوم في الناقورة، بين ضبّاط العدوّ وضبّاط القوات الدوليّة والجيش اللبناني، الذي سيعيد فيه ممثّل لبنان الموقف الرسمي اللبناني بتأكيد التمسّك بالنقطة 23 البحرية، والحفاظ على حقّ لبنان في الدفاع عن ثروته النفطية ورفض تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وادعاءاته بـ«ملكيّة» كيان العدوّ للبلوك 9 الجنوبي. كذلك من المنتظر أن يجتمع مجلس الدفاع الأعلى الأربعاء لمناقشة التهديدات الإسرائيلية. بدوره، علّق وزير الشباب والرياضة محمد فنيش على المزاعم الإسرائيلية، معتبراً أن «حقنا في ثرواتنا ليس قابلاً للمساومة، وبالتالي وقّعنا الاتفاق مع الشركات النفطية للتنقيب في البلوك الرقم 9، وأي كلام أو تهويل إسرائيلي بهذا الخصوص، ينتمي إلى مرحلة ماضية وسابقة، ولا سيما أننا كلبنانيين أجمعنا على التصدي لهذه الغطرسة الإسرائيلية وهذا التهديد الإسرائيلي، والمقاومة جزء أساسي من هذا التصدي في موقفها السياسي وجاهزيتها دفاعاً عن حق لبنان في أي شيء له صلة بسيادتنا وحقوقنا». وبشأن الانتخابات، رأى فنيش أن «كل كلام يقال عن أن القانون الحالي للانتخابات يعطي حزب الله فرصة الإمساك بالمجلس النيابي، هو كلام تحريضي، لأن من يقرأ القانون جيداً وكيفية إدارة التحالفات وتطبيقاته وإدارة البلد، يعرف أنه ليس بإمكان أي جهة أن تسيطر وحدها»، مشيراً الى أن «بلدنا لا يمكن أن يحكم بجهة واحدة، سواء كانت سياسية أو طائفية أو مذهبية، فلبنان يحكم بالشراكة، وطبيعة نظامنا السياسي، على علّته وشوائبه، هو نظام توافقي تشاركي». من جهته، أكّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن «لبنان لا ينتظر مجلس أمن ولا جامعة عربية ولا عاصفة حزم لحماية السيادة والثروة النفطية اللبنانية، والمقاومة تعرف كل واجباتها الوطنية بالتكامل بينها وبين الجيش اللبناني». وأضاف أنه «بمعادلة المقاومة، نستطيع حماية الثروة النفطية وانتزاع كامل حقوقنا من العدو الإسرائيلي وأن المقاومة تمتلك قدرة تفوق كثيراً عما كانت تمتلكه في 2006. وهذا ما يردع العدو». وأضاف أن «حزب الله بالتحالف مع حركة أمل لا يريد تحقيق أكثرية نيابية، وإنما حماية الخيارات الوطنية التي تحصّن الوطن وتبني دولة المؤسسات والشراكة الحقيقية. لكن السفارات الأجنبية الأميركية والسعودية والإماراتية ترفع فزاعة سيطرة حزب الله على الأكثرية النيابية من أجل تحريض اللبنانيين بعضهم على بعض».

لبنان: بري في مرمى «الجديد».. خيّاط: «رئيس البلطجية» لم يقدر علينا .. «NBN»: إلى مزبلة التاريخ يا تحسين

كتب الخبر الجريدة – بيروت... أثار كلام رئيس مجلس إدارة قناة «الجديد» تحسين خياط، وهو يلقي كلمة في عشاء لموظفي «القناة» أقيم بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيسها، قائلاً: «ما تغير شيء، لا البلطجية، ولا رئيس البلطجية قدروا علينا (في إشارة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري)»، ردة فعل عنيفة من قناة «NBN» التي هاجمت خياط بقوة في مقدمة نشرتها الإخبارية مساء أمس الأول. وقالت: «أطلّ حثالة الإعلام تحسين خياط الذي تفوح منه رائحة النتانة والقمامة متحدثا عن البلطجة ورأس البلطجية فيما هو أخس الناس وأقذر ما تراه وتسمع من شاشته في عيدها الـ25. فإلى مزبلة التاريخ يا تحسين، فالبلطجي وأي كان هذا البلطجي أشرف منك ومن قناتك». وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي هجوما منظما من مناصري بري على خياط ذهبت إلى حد الدعوة إلى التظاهر أمام المحطة ما استدركته حركة «أمل» نافية في بيان صادر عن المكتب الاعلامي المركزي في الحركة «اي علاقة لها بأي دعوة إلى التظاهر أو الاعتصام أمام مبنى الجديد أو أي مكان آخر»، داعية «كل الحركيين الى عدم الانجرار وراء دعوات مشبوهة توزع على وسائل التواصل الاجتماعي». ويأتي تعليق خياط بعد ما وصف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الرئيس برّي بالـ»بلطجي» الأسبوع الماضي، الأمر الذي كاد أن يفجر البلد بعدما اتخذ الخلاف منحى طائفيا.

«الكتائب اللبنانية»

في موازاة ذلك، أطلق حزب «الكتائب اللبنانية»، أمس، حملته الانتخابية بعنوان «نبض التغيير» في احتفال شعبي في «الفوروم دو بيروت». وقال رئيس الحزب النائب سامي الجميل إن «الحسابات الضيقة أدت إلى تسليم البلد إلى خارج الدولة وخارج الحدود، تحت عنوان الواقعية السياسية التي يبرر أمامها كل التراجعات، ونحن نواجهها اليوم لأنها ليست سوى تنازلات ومصالح شخصية. إنهم يستعملون النعرات الطائفية وشد العصب لتفريق الناس عن بعضها وتجييشها للوقوف الى جانب الزعيم». ودعا الجميّل «اللبنانيين ليكونوا نبض التغيير في 6 أيار (مايو)»، متوجهاً إليهم بالقول: «كونوا نبض الجمهورية والناس والشباب ونبض بكرا في 6 ايار ليحيا لبنان». وأضاف: «إننا قادمون على انتخابات هي بالنسبة لنا فرصة لكل اللبنانيين من أجل بناء لبنان جديد، هذه فرصة لنقول لا لهذا الأداء، ولإعطاء الحق للأوادم في هذا البلد، وإعطائهم القدرة لبناء بلد أجمل من الذي نعيش فيه، وغيرنا سيخوض المعركة بالمال والسلاح والخدمات، ونحن سنخوضها من قلبنا، لأننا نؤمن بالطيبة، وبأن القلب أقوى من كل الحدود الموجودة بيننا وبين التغيير وحلمنا بلبنان». وتابع الجميّل: «إنها دولة مرّقلي تمرّقلك تتمثل بمطمر لي ومطمر لك، باخرة لي وباخرة لك، بلوك لي وبلوك لك، قاضٍ لي وقاضٍ لك، سفير لي وسفير لك، وزارة لي ووزارة لك، نائب لي ونائب لك، رئاسة لي ورئاسة له ورئاسة لك، تمديد لي وتمديد لك، شارع لي وشارع لك، سلاح لي لكن سلاح مش لإلك»، لافتاً الى أنه «يمكن اختصار اللعبة كلها بالسلاح لي والمحاصصة لك».

جريصاتي

ورد وزير العدل سليم جريصاتي عبر صفحته الخاصة على «تويتر» على كلام الجميل، قائلاً: «عيب يا نائب الأمة القول قاضي إلي وقاضي إلك، وعيب القول استخدموا القضاء لإسكاتنا وإسكات الاعلاميين. القضاء سلطة مستقلة، الك ولغيرك، بس المهم تلجأ للقضاء لتثبت حقك واتهامك. كم خطيئة ترتكب بحق الوطن والقضاء بسبب الاستحقاق الانتخابي».

الراعي

إلى ذلك، بارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال عظة الأحد أمس «مبادرات المصالحة وعلى رأسها مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتبريد تداعيات أحداث الأسبوع المؤسفة التي كادت أن تؤدي لفتنة طائفية»، معتبراً أن «الكبير هو من يعتذر عندما يخطئ، والكبير هو من يصفح ويصالح، ونأمل أن تشمل هذه المصالحة كل المواضيع الخلافية الأكبر».

أزمة بري ـ باسيل تخلط الأوراق الانتخابية

تعقيدات حول الترشيحات للمقعدين المارونيين في عاليه والشوف

الشرق الاوسط....بيروت: وجدي العريضي... خطفت الأحداث الأخيرة بين «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، و«حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، وهج الانتخابات النيابية، بعد أن تريث معظم القوى السياسية والحزبية في إعلان الترشيحات وصوغ التحالفات التي اختلطت أوراقها إثر الانقسامات، فيما برزت أزمة حول المقعدين المارونيين في عاليه والشوف وهو ما دفع للبحث عن مرشحين على مسافة واحدة من جميع الأطراف. وأشار وزير لبناني بارز، إلى أن ما حصل على خلفية تسريب فيديو لباسيل «ستكون له انعكاساته على مسار التحالفات الانتخابية، وسيعيد خلط الأوراق سياسياً وانتخابياً»، رغم أن الأمور هدأت بعد سلسلة تدخلات من مرجعيات لبنانية على خطي رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما جرى خلّف أضرارا سياسية واقتصادية وانقسامات وأجواء مذهبية وطائفية، ولكن الانتخابات لن تؤجل لجملة اعتبارات داخلية وخارجية». وتوقع الوزير أن «يعود الحراك الانتخابي خلال الأيام المقبلة على إيقاع جديد بعد هذه الأزمة». وفي هذا السياق، قالت مصادر مواكبة، لـ«الشرق الأوسط» إن الاتصالات والمشاورات ستستكمل بين معظم الأطراف السياسية والحزبية، خصوصاً ما يرتبط بدائرتي الشوف وعاليه، بعد سلسلة لقاءات ومشاورات جرت بين موفدي رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط؛ النائبين نعمة طعمة وأكرم شهيب، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وأكد مسؤول في «التقدمي الاشتراكي» لـ«الشرق الأوسط» أن التواصل مستمر مع معراب وسائر المرجعيات السياسية، «من منطلق أن باب الحوار مفتوح أمام الجميع وصولا إلى كل ما يؤدي لتحصين (مصالحة الجبل)، وبالتالي ليس هناك من باب موصود أمام أي طرف أو حزب أو تيار»، لافتا إلى أن الترشيحات كافة سيبتّ بها النائب جنبلاط خلال الأيام القليلة المقبلة، «أما مسألة التحالفات فهي تحتاج إلى مزيد من التشاور والاتصالات». في غضون ذلك، ما زالت الأمور عالقة حول المقعدين المارونيين في عاليه والشوف، والتواصل بين «التيار الوطني الحر» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«القوات اللبنانية» و«الوطنيين الأحرار» حول هذه المسألة جار على قدم وساق، ولكن الأجواء المتوفرة تؤكد أنه حتى الساعة لم تحسم الأمور أو تفضي إلى ائتلاف قد يتم التوافق عليه بين المكونات السياسية الأساسية في الجبل. ويتم التداول في معلومات عن مرشحين مستقلين على مسافة واحدة من معظم الأطراف، خصوصا أن «البساتنة»؛ (أي عائلات البستاني التاريخية في الجبل)، دخلت على خط الترشيح بعد أن ضم النائب جنبلاط إلى لائحته الوزير السابق ناجي البستاني. وهنا يتردد أن الدكتور فريد البستاني قد يكون أيضا في حسابات الزعامات والقيادات السياسية لأنه على علاقات طيبة برئيس الجمهورية العماد عون وأيضا مع زعامات وقيادات الشوف، باعتبار أن الأمور العالقة محصورة بالمقعد الماروني، وعليه؛ يكون الحل من خلال أشخاص معتدلين ومستقلين بعدما بات النائب جورج عدوان ممثلا لـ«القوات»، ولم يحسم رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون ترشحه بعد حيث يعارض قانون الانتخاب الحالي بشدة. وقالت مصادر مواكبة إن كل تلك الأمور «تبقي التوصل إلى ائتلاف أو تحالف دونه عقبات، لا سيما بين (الحزب التقدمي الاشتراكي) و(التيار الوطني الحر)»، رغم أن «الأسبوع الحالي سيحسم مسألة الترشيحات والتحالفات في حال حصل تقدم على خط الاتصالات التي تتم يوميا بعيدا عن الأضواء والإعلام».

وزير الزراعة: صفحة الخلاف لن تطوى قبل اعتذار باسيل

بيروت: «الشرق الأوسط».. اعتبر وزير الزراعة غازي زعيتر أن صفحة الخلاف بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل «لن تطوى قبل الاعتذار من كل اللبنانيين»، فيما أمل البطريرك الماروني بشارة الراعي أن تشمل المصالحة السياسية «كل المواضيع الخلافية». وأعلن الراعي أنه «يبارك مبادرات المصالحة وعلى رأسها مبادرة رئيس الجمهورية» التي أُقيمت يوم الجمعة الماضي «لتبريد تداعيات أحداث هذا الأسبوع المؤسفة، وقد صدمت اللبنانيين، وكادت أن تؤدي إلى فتنة طائفية واهتزاز في الأمن وخطر على إجراء الانتخابات النيابية»، مضيفاً: «كبير هو من يعتذر عندما يُخطئ، وكبير هو من يصفح ويصالح، ونأمل أن تشمل هذه المصالحة كل المواضيع الخلافية، ولا سيما تلك المرتبط بها سير المؤسسات، وإجراء الإصلاحات، والنمو الاقتصادي».
من جهته، رأى الوزير زعيتر، وهو من حصة «حركة أمل» في الحكومة، أن «الكلام الذي صدر عن وزير الخارجية ليس زلة لسان إطلاقا بل هو موقف نائب أو وزير عنده الحرية أن يعبر عن رأيه في السياسة، لكن تحت سقف القانون وعدم تجاوز سقف الحريات».
وعما إذا كان بري سيحضر لقاء الثلاثاء في القصر الجمهوري، أجاب زعيتر أن «بري لا يقاطع أحدا ورغم كل الكلام الذي صدر عن التعطيل الحكومي، فنحن لن نعطل المشاريع»، مشدداً على أن «صفحة الخلافات والشحن المذهبي نحن طويناها منذ زمن، ولكن هناك صفحة لن تطوى قبل الاعتذار من كل اللبنانيين، لأن الكلام المسرب هو إهانة للبنانيين ويجب على جميع الأجهزة الأمنية أن تأخذ دورها لضبط الفلتان الحاصل».

«الجدار الفاصل» و«البلوك البحري رقم 9»... في اجتماع الناقورة اليوم

الناطق باسم «يونيفيل» لـ {الشرق الأوسط} : ليس لنا ولاية لرسم الحدود البحرية

بيروت: نذير رضا..يستنفر لبنان على المستويين السياسي والأمني لبحث تداعيات أزمة حدودية ناشئة على خلفية المزاعم الإسرائيلية بملكية «البلوك البحري رقم 9» للتنقيب عن النفط والغاز في المياه اللبنانية، وينطلق اليوم اجتماع عسكري ثلاثي ترعاه قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، ويُستكمل غداً الثلاثاء باجتماع سياسي بارز بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري في القصر الجمهوري. ويعقد اليوم بمقر الـ«يونيفيل» في الناقورة اجتماع ثلاثي دوري برعاية الأمم المتحدة بين قادة عسكريين من لبنان وإسرائيل، بعد معلومات سربت في وسائل إعلام أجنبية عن أن الاجتماع السابق الذي عقد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ناقش للمرة الأولى مسألة ترسيم الخط الأزرق البحري. لكن الناطق باسم الـ«يونيفيل» في لبنان آندريا تيننتي، أكد أن مناقشات الاجتماع الذي عقد في 7 ديسمبر الماضي وترأسه رئيس بعثة الـ«يونيفيل» في لبنان الجنرال مايكل بيري، «تركزت على أهمية استمرار التعاون في تنفيذ ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان بموجب قرار مجلس الأمن (1701) - (2006)، والفقرات التنفيذية لقرار مجلس الأمن (2373) - (2017)، فضلا عن الانتهاكات الجوية والبرية، والحالة على طول الخط الأزرق، وانسحاب القوات الإسرائيلية من شمال (الغجر)». وحول مناقشة «ترسيم الخط الأزرق البحري»، قال تيننتي لـ«الشرق الأوسط»: «لم تنشأ الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أبداً، وليس لـ(يونيفيل) ولاية لتحديد الحدود البحرية». وأوضح أن إسرائيل قامت من جانب واحد «بتركيب خط العوامات في منطقة رأس الناقورة بعد انسحابها من لبنان في عام 2000. ولم تعترف الحكومة اللبنانية بهذا الخط، وليس لـ(يونيفيل) ولاية لمراقبة هذا الخط». ولم تجزم مصادر عسكرية لبنانية بمناقشة الخط الأزرق البحري في الاجتماع اليوم، لافتة إلى أن الاجتماعات تجرى بشكل دوري وتناقش الخروقات والتعديات الإسرائيلية. لكنها أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع الذي سيعقد اليوم «قد يكون أكثر أهمية من الاجتماعات السابقة»، على ضوء خلافين حدوديين كبيرين استجدا خلال الفترة الأخيرة، وهما الخلاف على الجدار الفاصل الذي تنوي إسرائيل تشييده في مناطق حدودية متنازع عليها، والخلاف الأخير على البلوك البحري رقم «9». ويرفض لبنان أن تبني إسرائيل جداراً في نقاط حدودية خلافية يعدها أراضيه، بينما نشأ خلاف مستجد حول مزاعم إسرائيل بملكيتها البلوك البحري رقم «9» الواقع ضمن الحدود البحرية اللبنانية، كما يؤكد جميع المسؤولين اللبنانيين. ولزّمت الحكومة اللبنانية التنقيب عن النفط والغاز فيه، إلى جانب البلوك رقم «4» لكونسورتيوم يضم شركات «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية و«نوفاتك» الروسية، وتحتفل بهذا التلزيم في 9 فبراير (شباط) الحالي، على أن يبدأ التنقيب في عام 2019. وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن صلاحيات «يونيفيل» لا تلحظ النظر بترسيم الحدود البحرية؛ «وبالتالي أي خطوة من هذا النوع تستدعي قراراً». وقالت المصادر: «حين تتم مناقشة الخروقات الإسرائيلية البحرية والبرية للقرار (1701) مع الـ(يونيفيل)، عادة ما يقول المسؤولون الدوليون إنه إذا رغب لبنان في أن تضطلع البعثة الأممية بوساطة، فإنها مستعدة لذلك، لكن على لبنان أن يطلب ذلك رسمياً»، كما تستدعي «أن تكون بموافقة الطرفين اللبناني والإسرائيلي». وأشارت المصادر إلى أن الإسرائيليين عرضوا على لبنان عبر الـ«يونيفيل»، قبل فترة، البحث في النقاط الـ13 التي يتحفظ لبنان عليها ضمن الخط الأزرق على حدوده الجنوبية البرية، وأبلغ لبنان الـ«يونيفيل» باستعداده لبحثها، لكن الإسرائيليين لم يطرحوا الملف من جديد، قبل أن تبدأ أزمة مسعى إسرائيل لبناء الجدار على حدود لبنان الجنوبية. وفي ظل هذه الأزمة الحدودية، يجتمع الرؤساء عون وبري والحريري، غدا (الثلاثاء)، في القصر الجمهوري لبحث الأزمة والاتفاق على آليات تحرك لبنان لمعالجتها، وهو البند الأساسي الذي يتصدر الاجتماع، رغم أن أجندة الاجتماع مفتوحة، ومن الطبيعي أن يتم بحث الأزمة السياسية التي عصفت بلبنان الأسبوع الماضي على ضوء خلافات بري مع وزير الخارجية جبران باسيل، وتدحرجت إلى الشارع.

اتفاق أميركي ـ أرجنتيني لتتبع أموال حزب الله في أميركا اللاتينية

بوينس أيرس: «الشرق الأوسط».. أعلنت الولايات المتحدة والأرجنتين، أمس الأحد، أنهما ستعملان معاً بشكل وثيق لوقف شبكات تمويل حزب الله اللبناني في أميركا اللاتينية. وأكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أنه تطرق إلى هذا الموضوع خلال زيارته بوينوس إيرس، حيث أجرى محادثات مع نظيره الأرجنتيني خورخي فوري. وقال تيلرسون: «بالنسبة إلى حزب الله فقد تناولنا اليوم في مناقشاتنا التي شملت كل المنطقة، كيفية ملاحقة هذه المنظمات الإجرامية العابرة للأوطان التي تعمل بالاتجار بالمخدرات والبشر والتهريب وغسل الأموال، لأننا نرى أنها مرتبطة أيضا بمنظمات تمويل الإرهاب». وأضاف: «ناقشنا بالتحديد وجود حزب الله في هذا النصف من الكرة الأرضية، الذي من الواضح أنه يجمع الأموال لدعم نشاطاته الإرهابية». وقال تيلرسون: «لذا فإنه أمر نتفق معا على ضرورة صده والقضاء عليه». ووافق الوزير الأرجنتيني الذي كان يقف إلى جانب تيلرسون خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك، على ما ذكر الوزير الأميركي، وقال إن أميركا الجنوبية باتت «منطقة سلام»، وأن على الجماعات الخارجية ألا تعرضها للخطر.
وأضاف: «وكما قال الوزير تيلرسون فعلينا أن نكثف كل تبادل ممكن، ليس فقط من خلال الحوارات، بل أيضا من خلال المعلومات حول نشاطات هذه الجماعات التي تستغل الجريمة عبر الحدود لرعاية مصالحها، وهو ما لا توافق عليه الأرجنتين بالتأكيد».

لبنان يَمضي إلى «الرقص» فوق... الخطوط الحمر

كلما اقترب موعد الانتخابات لاح خطرُ تأجيلها وخطر... إجرائها

الراي...بيروت - من وسام أبو حرفوش .. لبنان الخارج من صناديق مايو لن يكون كلبنان الداخل إليها.. ثمة مَن اقتاد الجميع وبدهاءٍ إلى فخ اسمه قانون الانتخاب الجديد..

... إنه الرقصُ فوق الخطوطِ الحمر على وْقع «قرقعةِ» الصناديق. صناديقُ اقتراعٍ وصناديقُ أسرار وصناديقُ رصاص وصناديقُ فرجة، ومعها أيضاً «صندوقٌ أسود» يُقال عنه ما لا يُقال على الملأ وفي الجرائد، على الشاشات وفي الكلام المباح. وكأن «ما كلُّ ما يُعرف يُقال» في بلادٍ تصيب القاصي والداني بـ «عمى ألوانٍ» سياسي رغم غابةٍ من الألوان الفاقعة المرفوعة على شرفات القوى السياسية وفوق مَنابرها و... المتاريس. ها هي صناديق الاقتراع العائدة في 6 مايو المقبل قد لا تعود بعدما توارتْ مراراً وتكراراً منذ الـ 2009... إنها الآن كـ «الشرّ الذي لا بدّ منه» يترنّح مصيرُها بين رغباتٍ وأزماتٍ توحي بـ «شرٍّ مستطير» قد تطير معه، وبين تَجرُّع كأسها لأن مَن بيده الحلّ والربط كَتب ما كَتب، وتالياً فإن لبنان الخارج من صناديق مايو لن يكون كلبنان الداخل إليها. فثمة مَن اقتاد الجميع وبدهاءٍ إلى فخٍّ اسمه قانون الانتخاب الجديد. ولا تقلّ صناديق الأسرار وطأةً. كلامٌ كثير وكبير يُقال في تلك التي تشبه «المَجالس بالأمانات»... عن أدوارِ اللاعبين المحليين والإقليميين وما يُشاع تارةً عن «لجوءٍ سياسي» سنّي الى أحضان تسويةٍ يديرها «حزب الله» وعن مآل علاقة الرئيس سعد الحريري بالسعودية، وتارةً عن انقلابٍ ماروني - سنّي على الشيعية السياسية وما يتردّد عن لعبةِ المناورات المسمومة بين أنصاف الحلفاء أو بين الخصوم بالمداورة. أما صناديق الرصاص فمحشوّةٌ بكل صواعق المواجهة الكبرى المربوطةِ بساعةِ توقيتٍ إقليمية، إسرائيلية او إيرانية، أما عودُ ثقابِها فأيّ ذريعةٍ... ربما بلوك غاز أو سلاحٌ كاسِر، أو تحرير القدس، أو جدارٌ أزرق، أو دعسة ناقصة أو رصاصة طائشة... فإسرائيل غير المستعجلة لحرب مؤجَّلة مُطْمَئنةٌ إلى حروبٍ بعيدة عنها والى ضماناتٍ تجعلها تنتظر اللحظة المؤاتية، وإيران التي تعرف ماذا تريد تعدّ «جيش المحور» من ميليشات الهلال وما بعده استعداداً لحربٍ متى اقتضتْ الحاجة. وفي الوقت غير الضائع، تَخْرج صناديق الفرجة الى ساحة الهرْج والمرْج. معاركُ صبْح مساء مجهولة - معلومة الأسباب والأهداف... بلْطجةٌ وأقدميات وتكسير رؤوس وقطاع طرق ونفايات ومياومون وأساتذة وسائقون وحراس أحراج، في صراعٍ مستميتٍ بين عنترة بن شداد والزير سالم المهلهل، يتوسّطهما سيف بن ذي يزن، يَدخل على خطّهما هولاكو ويراقبهما جنكيز خان عن كثب... جماهيرهما تنساق، تصفّق، تتناحر، أما المارّة من حولهما فبعضهم يقهْقه وبعضهم يصاب بـ... المرارة. هذه الضوضاء لم تَسْرق الأضواء من صندوقٍ أسود أشبه بحقل مغناطيس لـ «ألغاز» من كل حدب وصوب، يختلط فيها المحلي بالإقليمي في مشهدٍ متحرّك ينطوي على خفايا استراتيجياتٍ كبيرة وعلى قطبٍ مَخْفية في تفاصيل صغيرة وتراوح أسماؤها الحرَكية بين البيومترية والميغاسنتر و«غصن الزيتون» والـ «درون» وسوتشي وجنيف وفيينا وبيلينغسلي وكاسندرا وسبيلبرغ و«موكا» وسنتر ميرنا شالوحي وأحداث الحدَث، وما شابه من مفرداتٍ تشي بما هو أدهى في لعبةِ تركيب البازل الداخلي والخارجي على حد سواء. وبين هذه الصناديق وتلك، يَرْقص لبنان فوق الخطوط الحمر، فالإقليم يرْتعد من حوله بشهياتٍ مفتوحة فوق رقعة الشطرنج والخرائط. واستقرارُه الهش يُعانِد خلف ورقة الدولار والليرة، كأنه عربة يجرّها حصانان في اتجاهيْن متعاكسيْن... أوكسيجين دوليّ لـ «الدولة» عبر 3 مؤتمرات لدعم صمود لبنان، وخطرُ حربٍ في جنوبه الممتدّ حتى طهران يتعالى بمكبّرات الصوت من على طرفيْ الحدود، وكأن الحرب قاب قوسيْن. في هذا المناخ العاصِف، يذهب لبنان إلى انتخاباتٍ، كلما اقتربتْ لاح إما خطر تأجيلها وإما خطر إجرائها، فالأمر سيان بالنسبة الى الذين يعتبرون أن عدم حصول الانتخابات لم يعد ممكناً لِما يشكّله من انتكاسةٍ باهظة الأثمان، وبالنسبة الى الذين لا يريدونها وفق قانونٍ انتزَعَه «حزب الله» وقال إنه يوازي في مشروعه «انتصار التحرير»، وتالياً لِما سترتّبه هذه الانتخابات من نتائج خطرة عبر تكريس واقعٍ غير متوازن في البلاد، وينْقلها من ضفة الى ضفة. وبهذا المعنى، دنتْ «ساعة الحقيقة» ومعها سيصار إلى وضْع الأوراق المستورة والمكشوفة على الطاولة رغم غبار المعارك المفْتعلة أو مناوراتِ التعمية أو التكتيكات على الطلب بداعي إما تجييش الداخل وإما خداع الخارج، فالسؤال بأيّ خيارات كبرى تخاض الانتخابات؟ ولمَن ستكون الغلبة في صناديق تمتدّ من بيروت الى صنعاء، تعرّج على دمشق وتُلاقي صناديق بغداد؟.. ورغم فتْح باب الترشيحات ابتداءً من اليوم، فإن ما من أحد في لبنان صاغ تحالفاته على نحو واضح. وحدها «الثنائية الشيعية»، أي «حزب الله» وحركة «أمل» (يتزعّمها رئيس البرلمان نبيه بري) أَنْجزتْ الرسم التشبيهي لمعركةٍ ستخوضها بـ «التكافل والتضامن» في لوائح موحّدة، تتحالف فيها مع مَن لا يتحالفون مع «تيار المستقبل» (يقوده الرئيس الحريري) و«القوات اللبنانية» في منازلاتٍ «موْضعية»، هدف الحدّ الأدنى فيها القبض على «الثلث المعطّل» في برلمان الـ 2018 والهدف الأقصى بناء أرضية تَحالُف عريض يُمْسِك بالغالبية.

بزي يحمل بعنف على وزير البيئة

بيروت - «الحياة» .. ردّ عضـو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علــي بزي على ما قاله وزير البيـئة طارق الخطيب (في لقاء حواري أقامه التـيار الوطني الحر في جونيه) عن أن «رد الفعل الذي حصل يثبت صحة النعت الذي نعت به (رئيس المجلس النيابي نبيه بري) وهم ﻻ يريدون الدولة القوية لكي تبقى الذهنية الميليشوية» فقال: «حبذا لو أعار وزير البيئة اللبنانيين صمته خاصة في هذه المرحلة، لأن الوطن والمواطن ﻻ يحتملان مزيداً من الكلام الذي تفوح منه روائح النفايات السياسية وﻻ بهلوانيات من تعود تمسيح الجوخ على قاعدة اشهدوا لي عند الأمير. تعقّل يا معالي الوزير فكفى اللبنانيين شر كلام ينبعث من روائح النفايات السياسية».

لبنان: الرؤساء الثلاثة يرسمون خريطة طريق لمواجهة تهديد ليبرمان النفطي... والجدار

الحياة..بيروت - محمد شقير .. تترقب الأوساط السياسية في لبنان ما سيصدر عن لقاء رؤساء الجمهورية ميشال عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة سعد الحريري الذي يعقد غداً في القصر الجمهوري في بعبدا بعد تصاعد الخلاف بين رئيسي الجمهورية والبرلمان حول مرسوم الأقدمية لضباط دورة 1994، الذي أضيفت إليه التداعيات السياسية لنعت رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل الرئيس بري بـ «البلطجي»، خصوصاً أن السجال بينهما مستمر بالواسطة من خلال نواب ووزراء ينتمون إليهما. ومع أن الرئيس عون بادر في اتصال أجراه بالرئيس بري إلى تحضير الأجواء للقاء الثلاثي، مؤكداً للأخير أن «كرامته من كرامتي»، فإن التهديد الذي أطلقه وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، معتبراً أن البلوك 9 الذي يقع ضمن المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة هو ملك لإسرائيل بكل المقاييس، كان وراء التسريع في عقد هذا اللقاء لأن ثروة لبنان النفطية تستدعي تجاوز كل الخلافات باعتبار أن هناك إجماعاً لبنانياً على حماية هذه الثروة من الأطماع الإسرائيلية، خصوصاً أن الحكومة تستعد للبدء بالتنقيب عن النفط والغاز مطلع العام المقبل. وقالت مصادر وزارية مواكبة التحضيرات الجارية لعقد اللقاء الثلاثي لـ «الحياة»، إن تهديد ليبرمان لبنان سيكون حاضراً بامتياز في المحادثات بين الرؤساء الثلاثة من دون أن تستبعد الانتقال لاحقاً إلى البحث في القضايا الخلافية، في محاولة لمعالجة الندوب التي أصابت علاقة رئيس الجمهورية برئيس البرلمان.

اجتماع الناقورة

ولفتت إلى أن أهمية انعقاد اللقاء الثلاثي تكمن في أنه يأتي في أعقاب الاجتماع الثلاثي الذي يعقد اليوم في مقر القوات الدولية «يونيفيل» في الناقورة وبرعايتها وفي حضور وفد عسكري لبناني وآخر إسرائيلي. وقالت المصادر الوزارية نفسها إن اجتماع الناقورة الذي ترعاه القوات الدولية يأتي بناء لإلحاح الحكومة اللبنانية للنظر في إمعان إسرائيل في بناء جدار من الأسمنت على طول الشريط الحدودي بين البلدين، ما يشكل خرقاً لعدد من النقاط الحدودية التي لا يزال يتحفظ لبنان عليها ويتعامل معها على أنها تقع ضمن أراضيه الحدودية.

وأكدت أن لبنان يتحفظ على ثلاث عشرة نقطة حدودية تحاول إسرائيل ضمها إلى أراضيها مقابل الحدود اللبنانية، من بينها نقطتان تقعان في الناقورة وعديسة باشرت إسرائيل إقامة الجدار الإسمنتي عليهما. وأوضحت المصادر نفسها أن لبنان يترقب ما سيصدر عن اجتماع الناقورة اليوم، لأنه سيتصدر لقاء الرؤساء الثلاثة غداً، وقالت إن إصرار إسرائيل على ضم هذه النقاط التي يتحفظ عليها لبنان بعلم الأمم المتحدة سيقابل بموقف حاسم لا عودة عنه من المجتمعين في بعبدا. ورأت أن اجتماع بعبدا سينتهي إلى رسم الإطار العام للتحرك اللبناني ضد إسرائيل في خصوص التعديات على نقاط حدودية، إضافة إلى تحديد موقف لبنان من تهديد ليبرمان بضم البلوك 9 النفطي وحرمان لبنان من التنقيب عن النفط والغاز فيه. ولفتت إلى أن لقاء الرؤساء سيرسم خريطة الطريق لاجتماع المجلس الأعلى للدفاع الوطني الذي يرأسه رئيس الجمهورية بعد غد الأربعاء في حضور رئيس الحكومة والوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأمنية.

مجلس الدفاع الآعلى

وقالت المصادر إن اجتماع مجلس الدفاع الأعلى الذي يفترض أن يلتزم بالإطار العام الذي سيرسمه لقاء الرؤساء الثلاثة، يمكن أن يمهد لمبادرة الحكومة إلى تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي تطلب فيها تدخله لمنع إسرائيل من تماديها في ضم جزء من النقاط الحدودية التي يتحفظ لبنان عليها، إضافة إلى إشعاره بما يترتب من خطورة نتيجة تهديد ليبرمان لبنان بضم البلوك 9.ومع أن المصادر الوزارية نفسها تتعامل، حتى إشعار آخر، مع تهديد ليبرمان على أنه يأتي في سياق الضغط الإسرائيلي على لبنان، فإنها في المقابل ترى أن هناك ضرورة للتحرك اللبناني لقطع الطريق على بدء تل أبيب إجراءات الاعتداء على ثروة لبنان النفطية. لذلك، لن يكون هناك -كما تقول المصادر- خلاف بين الرؤساء الثلاثة حول كيفية تنظيم تحرك دولي وإقليمي لمنع إسرائيل من الإمعان في اعتداءاتها على السيادة اللبنانية، لكن هذا لن يمنع من فتح الباب للدخول في نقاش هادئ حول الأمور الخلافية، وأبرزها التباين بين عون وبري حول مرسوم منح أقدمية سنة لضباط دورة 1994، إضافة إلى الخلاف المستجد بين الأخير وباسيل الذي كان وراء افتعاله وأدى إلى ردود فعل لا تخدم الحفاظ على الاستقرار في البلد. فهل يشكل لقاء الرؤساء مناسبة للتوصل إلى مخرج يؤدي إلى طي صفحة الخلاف حول مرسوم الضباط؟ وأين دور رئيس الحكومة في تهيئة الظروف لوضع حد لهذا الخلاف، خصوصاً أنه سينعكس على عمل الحكومة مهما تبارى هذا الرئيس مع ذاك في استبعادهما أن يترتب عليه إضرار بسير العمل في داخل مجلس الوزراء؟

تفكيك الألغام السياسية

فالحريري هو صاحب المصلحة في تنقية الأجواء بين عون وبري، وما يشيعه البعض، كما تقول مصادره، من أنه لا يريد لهذا الخلاف بين الرئاستين الأولى والثانية أن يتراجع لا يمت إلى الحقيقة بصلة، لأنه صاحب مصلحة في تفكيك الألغام السياسية، لأن انفجارها في أي لحظة يعيق الجهود التي يقوم بها تحضيراً لعقد مؤتمر باريس4، الذي سيخصص لإعادة تأهيل البنى التحتية. وعليه، فإن رغبة الحريري في إعادة العلاقة بين عون وبري إلى مجراها الطبيعي تبقى قائمة لأن مجرد إقحام البلد في ثنائية سياسية من هنا أو أخرى من هناك سيدفع حتماً في اتجاه تحويل الحكومة، ولو على مراحل، حكومة تصريف أعمال لم يعد من مهمة لديها سوى الإعداد لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في 6 أيار (مايو) المقبل. ثم إن مجرد تحويل الحكومة حكومة تصريف أعمال يعني أن عهد رئيس الجمهورية أصيب بانتكاسة يمكن أن يتمدد مفعولها إلى ما بعد إجراء الانتخابات النيابية، وهذا يتعارض مع رغبته في التصدي للأزمات الاجتماعية والاقتصادية، بصرف النظر عن الطموح الرئاسي للوزير باسيل الذي بدأ يدغدغه منذ الآن على رغم أن التسرع في حرق المراحل لن يكون في مصلحة أحد. لكن المؤكد أنه لا بد من التريث قبل إصدار الأحكام على النيات في خصوص ما سينتهي إليه لقاء الرؤساء حول الأمور الخلافية، مع أن تصاعد الدخان الأبيض من غرفة الاجتماعات لن يبدل واقع العلاقة المأزومة بين بري وباسيل، والتي ستنعكس على تحالفاتهما الانتخابية، ولن تقلل منها احتمالات التوصل إلى هدنة إعلامية تحت عنوان أنه لا بد من تنظيم الخلاف بينهما لقطع الطريق على من يراهن على تطييف الأجواء استعداداً لبدء الحملات الانتخابية، على رغم أن التحالفات ما زالت غامضة، وأن ما يحصل حتى الساعة يبقى في حدود تبادل الرسائل من دون تحقيق ما من شأنه أن يسرع ولادة هذه التحالفات.

 



السابق

مصر وإفريقيا...«رئاسية مصر»: «بلاغات واتهامات بالخيانة» تطارد الداعين إلى «المقاطعة»..الجيش المصري يدمر «أوكارا إرهابية» في سيناء وينفي مشاركة إسرائيل في العمليات..اجتماع رباعي مصري – سوداني الخميس..الجنيه السوداني ينهار..المركزي يخفضه إلى 30 للدولار..إيطاليا وأميركا ستشكلان فريقاً لمنع تحويل ليبيا إلى قاعدة «داعشية»..الجزائر: توجيهات «صارمة» لقادة الحزب الحاكم بمنع الحديث عن ترشح بوتفليقة للرئاسة..مظاهرات في جرادة استياء من تعامل المغربية مع مطالبهم...

التالي

اخبار وتقارير...أردوغان يتشدد في رفضه «شراكة» مع أوروبا...بريطانيا تحذّر من هجمات «داعشية» إلكترونية بـ «مساعدة الداخل»..تشكيل الحكومة الألمانية.. في ربع الساعة الأخير...الولايات المتحدة والأرجنتين تتفقان على العمل معا ضد حزب الله..أول هجوم منذ 3 سنوات لـ «طالبان» في وادي سوات...رئيس الأمن القومي الأفغاني: طهران وموسكو تدعمان طالبان..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,170,227

عدد الزوار: 6,758,656

المتواجدون الآن: 119