لبنان...مجلة أمريكية: لماذا لا توقف واشنطن العون العسكري للبنان؟....واشنطن لدعم الجيش والإقتصاد... وأولوية السلطة تضييع الوقت....عون في الكويت اليوم: توضيحات وتعزيز العلاقات..لبنان عالِق على «حبْل المرسوم»... والمعركة «الخفيّة» تَحْتَدِم...عون يحْسمها «الانتخابات خطّ أحمر» وبري «ما نعيشه لا طائف ولا دستور»....خلافهما ينعكس «مقاطعة شيعية» لمؤتمر الطاقة الاغترابية...سامي الجميل يهدد بالقضاء الدولي محملاً الحكومة كلها مسؤولية النفايات...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 23 كانون الثاني 2018 - 6:08 ص    عدد الزيارات 3181    القسم محلية

        


مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية يزور لبنان بينما تحقق واشنطن في نشاطات حزب الله..

صحافيو إيلاف... التقى مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأميركية الاثنين الرئيس اللبناني ميشال عون، وتأتي زيارته لبيروت بعد إعلان واشنطن أنها تحقق في "الإرهاب المموَّل من الإتجار بالمخدرات" الذي تتهم حزب الله بالقيام به.

إيلاف: أعلنت وزارة العدل الأميركية في 11 يناير أنها شكلت فريق عمل للتحقيق في نشاطات حزب الله اللبناني، الذي تعتبره واشنطن إرهابيًا. يشار إلى أن حزب الله الممثل في الحكومة والبرلمان في لبنان لاعب أساسي في الحرب السورية منذ عام 2011، حيث يقاتل إلى جانب القوات النظامية ضد "الجهاديين" والمسلحين.

ملتزمون مكافحة الإرهاب والمخدرات

إضافة إلى عون، اجتمع مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية مارشال بيلينغسليا أيضًا إلى رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري. وقال عون في بيان نشرته الرئاسة إن "لبنان يشارك بفعالية في الجهود العالمية الهادفة إلى مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال". وشدد عون على أن المؤسسات الأمنية اللبنانية "ساهرة على ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة"، إضافة إلى "الحرب على المخدرات".

نصرالله ينفي

وتبنى الكونغرس الأميركي قانونًا عام 2015 يسمح بفرض عقوبات على المصارف التي تموّل عن سابق تصور وتصميم منظمة حزب الله، العدو اللدود لإسرائيل، حليفة الولايات المتحدة. ونفى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة بشكل قاطع تورط حزبه في تهريب المخدرات لتمويل عملياته. وقال في هذا الصدد "هي اتهامات ظالمة لا تستند إلى أي وقائع، وليست لها أي حقيقة".

عون في الكويت اليوم: توضيحات وتعزيز العلاقات..

 

محرر القبس الإلكتروني .. بيروت ــــ أنديرا مطر .. تلبية لدعوة من سمو الأمير يزور الرئيس اللبناني ميشال عون الثلاثاء البلاد على رأس وفد رسمي في زيارة تستمر يومين. وهي زيارة كانت مقررة قبل شهرين وتأجّلت بسبب الاستقالة المفاجئة لرئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض في نوفمبر الماضي. وتعوّل مصادر رسمية على هذه الزيارة لتصحيح علاقة لبنان بالدول العربية، التي اهتزّت بسبب تدخّل «حزب الله» في بعض الدول العربية، لا سيما الكويت، التي تطالب بتوضيحات في ما عرف بقضية «خلية العبدلي»، التي أثبتت التحقيقات تورّط عناصر من «حزب الله» فيها. وتشير هذه المصادر الى أهمية حضور مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم في عِداد الوفد. ويضم الوفد وزراء: «الخارجية والمغتربين» جبران باسيل، «الاتصالات» جمال الجراح، «الدولة لشؤون حقوق الإنسان» أيمن شقير، و«الدولة لشؤون التنمية الإدارية» عناية عز الدين، ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر.

لبنان عالِق على «حبْل المرسوم»... والمعركة «الخفيّة» تَحْتَدِم

عون يحْسمها «الانتخابات خطّ أحمر» وبري «ما نعيشه لا طائف ولا دستور»

بيروت - «الراي» .... لم يكن عابراً تَعمُّد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أمس «تطيير» رسالة بالغة الدلالات إلى رئيسيْ الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري عشية سفرهما اليوم، الأوّل الى الكويت والثاني الى دافوس، الأمر الذي عَكَسَ أن البلاد ما زالت معلَّقة فوق صفيحِ ما بات يُعرف بـ «أزمة المرسوم» التي تشهد منذ أسابيع جولات «كرّ وفرّ» تفصل بينها «استراحات» تبدو أقرب إلى «هدوء ما بين العاصفتيْن». سطرٌ واحد مفاده «الذي يُطبَّق اليوم على اللبنانيين: اللاطائف واللادستور». هكذا قال رئيس البرلمان أمس في أول الكلام بعد عودته من طهران حيث التقى كبار المسؤولين وبينهم مستشار المرشد علي الخامنئي عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر ولايتي الذي أطلق إشارةً بالغة الدلالات حين أعلن «ان السيد بري له دور مهمّ للغاية في إقامة لبنان جديد». وإذا كانت عبارة ولايتي أطلقت سيلاً من التكهنات حيال مغازيها وأي «لبنان جديد» يقصده وبأي خيارات وتوازنات، فإن أوساطاً مطلعة توقفت بعناية عند جوهر وتوقيت الموقف التصعيدي الذي أطلقه بري والذي عبّر عن احتدام «المنازلة» مع عون حول مرسوم منْح سنة أقدمية لضباط دورة 1994 في الجيش، وذلك بعد ما يشبه «الوقت المستقطع» في هذه «المعركة»، بعد اعتبار الرئيس اللبناني أن الموضوع انتهى لجهة عدم الحاجة الى توقيع وزير المال (حالياً شيعي) على المرسوم استناداً الى رأي هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل حول «عدم اختصاصه» في هذه الحالة، وتأكيده رفض المساس بصلاحياته وتشديد القريبين منه على ان المرسوم بات نافذاً ومَن يُرِد الاعتراض فليلجأ الى القضاء. وفي رأي هذه الأوساط أن كلام بري أمس في أعقاب زيارته لإيران جاء ليُنهي مرحلة الضبابية حيال موقع «حزب الله» من «المواجهة» بين حليفيْه، وتأكيد المؤكد لجهة وقوف الحزب خلف شريكه في الثنائية الشيعية في هذه المواجهة التي لم يعد رئيس البرلمان يُخفي أنها تدور «في ملعب» نظام الطائف، وسط خشية تتعاظم في بيروت من أن يكون «تكبير الحجر» في «أزمة المرسوم» واعتبار أن «الطائف» على المحكّ يُخْفي إطلاق مسارٍ متدرّج، «يعيش» على التأزيم، بهدف انتزاع تعديلاتٍ على النظام السياسي وتحت سقفه بما يوفّر للمكوّن الشيعي تحصيل «فيتو صافٍ» داخل السلطة التنفيذية عبر وزارة المال التي يريد تكريسها عُرفاً للطائفة الشيعية وفي الوقت نفسه تثبيت توقيعها على كل المراسيم بما يجعلها «شريكة مقرِّرة» لرئيس الجمهورية المسيحي ورئيس الحكومة السني، وهو ما يشكّل أحد الخلفيات الحقيقية في «المنازلة» حول مرسوم الأقدمية والتي باتت تصطدم بترسيمات التوازنات بين الطوائف وفق ما أرساه الطائف. ولاحظتْ هذه الأوساط أن بري بكلامه عن الطائف والذي لاقاه فيه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط معلناً أنه «خلف كل قرار تقريباً من مجلس الوزراء يجري تعميق وزيادة العجز بدل الحد منه، لكن الأخطر يجري تجويف وتفريغ الطائف بدل التمسك به وتطويره»، إنما يحاول إحراج الحريري الذي يتولى رئاسة مجلس الوزراء الذي أناط به الطائف مجتمعاً صلاحياتٍ كانت لرئيس الجمهورية، لافتة الى أن هذا الأمر يعكس محاولة لـ «زكزكة» رئيس الحكومة عبر الإيحاء بأن في موقف عون عودة إلى ما قبل نظام الطائف وتالياً الضغط لفكّ الارتباط الوثيق والذي زاد بين رئيسيْ الجمهورية والحكومة في الفترة الأخيرة، بما يسهّل مهمّة الاستمرار في «قضم» الطائف التي بدأت عملياً منذ خوض الثنائي الشيعي معارك الثلث المعطّل في الحكومات ثم سحب الغطاء الميثاقي عن أي حكومة يغيب عنها. وكان لافتاً، حسب الأوساط نفسها، انه «على وهج» كلام بري، زاره النائب وائل ابو فاعور (موفداً من جنبلاط) الذي ذكّر بوجوب «احترام الطائف الذي هو روحية قبل أن يكون نصاً ونأمل ألا تكون هناك رغبة بالقفز فوق الطائف»، قبل ان ينتقل بعد الظهر للقاء الحريري في محاولة لحضّه على استكمال مبادرته لجهة إعادة المرسوم الى وزير المال لتوقيعه بعد توأمته مع مرسوم الترقيات، وهو ما يرفضه في شكل قاطع رئيس الجمهورية. وقد وجّه عون رسائل «لمَن يعنيهم الأمر» عكستْ حسماً لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها في 6 مايو المقبل بمعزل عن الخلاف حول تعديلات ذات صلة بالإصلاحات في قانون الانتخاب يطالب بها حزبه (التيار الوطني الحر) وهو الخلاف الذي تَشابك مع أزمة المرسوم. وقال رئيس الجمهورية «ان الخطوات الاصلاحية التي نفذت خلال السنة الاولى من العهد الرئاسي كانت ضرورية وهذه الخطوات ستُستكمل، ولعل بعض ما نشهد اليوم من مواقف سياسية وحملات مبرمجة، هدفه الضغط لوقف المسيرة الاصلاحية التي كشفتْ الكثير من الحقائق حول اسباب الهدر والعجز وتراكم الديون في موازنة الدولة وخصوصا الهيمنة على بعض أداراتها ومؤسساتها». واذ رأى في ردّ ضمني على اعتبار بري سابقاً ان قرار هيئة التشريع في وزارة العدل انها «استشارة بناء للطلب» ان «ما من أحد يجب أن يقبل ان يكون فوق سلطة القضاء ويرفض الاعتراف بقراراته وأحكامه... وهذا ما لا يمكن ان نسمح به مهما كانت ردود الفعل لا سيما تلك التي تتم غبّ الطلب وكلما دعت الحاجة»، أكد «ان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها وهي خطّ أحمر لسلامة الديموقراطية والجمهورية على حد سواء».

بري يصعد ضد عون: «اللاطائف» و«اللادستور» يطبقان على اللبنانيين

خلافهما ينعكس «مقاطعة شيعية» لمؤتمر الطاقة الاغترابية

كتب الخبر الجريدة – بيروت.. عاد الخلاف السياسي في لبنان، بين الرئاستين الأولى والثانية، على خلفية مرسوم "الأقدمية"، إلى الواجهة من جديد، مع وصول رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى بيروت قادماً من زيارته الرسمية إلى طهران. وصعّد بري باتجاه رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، قائلاً أمام زواره إن "الذي يطبق اليوم على اللبنانيين: اللاطائف واللادستور". وواكب بري الحزب "التقدمي الاشتراكي" الذي أرسل النائب وائل ابو فاعور للقاء رئيس المجلس. وأكد أبو فاعور أن "مرسوم الأقدمية لضباط دورة عام 1994 لم يصبح نافذاً ولم يصبح خلفنا، كما يقول البعض، والحل يكون بالحوار"، مضيفاً: "هناك معضلة حقيقية، ولا يجوز أن نأخذ مواقف نصبح أسرى لها". وأشار أبو فاعور إلى أنّه "كان لرئيس الحكومة سعد الحريري محاولة أولى نأمل أن تستكمل لإيجاد مخرج لهذه الأزمة"، مشيراً إلى "وجوب إعادة التذكير باحترام الطائف الذي هو روحية قبل أن يكون نصاً". وأضاف: "نأمل ألا يكون هناك رغبة بالقفز فوق الطائف"، لافتاً إلى أنّ "الحريري بذل جهداً بالاستناد إلى مبادرة بري، ولكنّها فرملت في لحظة معينة ونأمل منه استكمال ما بدأ به". وختم: "ثمّة مخاوف من أنّ هناك من يريد التعامل مع الطائف كنص مهمل، وهناك عمليات قفز فوق الاتفاق". كما غرد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، أمس، قائلاً: "خلف كل قرار تقريبا من مجلس الوزراء يجري تعميق وزيادة العجز بدل الحد منه، لكن الأخطر أنه يجري تجويف وتفريغ الطائف بدلاً من التمسك به وتطويره". وانعكس التشنج بين بعبدا وعين التينة، توتراً على صعيد التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الطاقة الاغترابية الإقليمي الثاني لدول إفريقيا الذي سينعقد في أبيدجان في 2 و3 فبراير المقبل. وأكدت مصادر متابعة إنه "من المتوقع ان يقاطع مغتربو الطاقة، خصوصا الذين ينتمون الى حركة "أمل"، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل صاحب الدعوة إلى المؤتمر، على غرار ما فعلوا حين قاطعوا المؤتمر المركزي الأول للطاقة الاغترابية، بناء على كلمة سر من الحركة، على خلفية التوتر الذي ساد بين باسيل والمدير العام السابق للمغتربين آنذاك هيثم جمعة (المحسوب على حركة أمل)". وأوضح المصدر أن "ما زاد من حدة هذا التوتر، تجميد ملف التشكيلات الداخلية في الإدارة المركزية لوزارة الخارجية بما في ذلك تعيين مدير عام للمغتربين خلفا لجمعة، إضافة الى التريث في تسليم بعض المناصب الدبلوماسية الى الطائفة نفسها، بفعل شد الحبال بين الطرفين، علما ان 70 في المئة من المغتربين اللبنانيين المنتشرين في الدول الإفريقية هم من الطائفة الشيعية، خصوصا في ساحل العاج ونيجيريا وسيراليون وغانا والسنغال، ويعملون في مجال الاستثمار الصناعي والتجاري والاتصالات وخدمات النقل، وأغلبهم رؤساء الجاليات، يتصلون مباشرة بكوادر حركة أمل". في موازاة ذلك، أكّد عون، امس، أنّ "الانتخابات النيابية خط أحمر وستُجري في موعدها لسلامة الديمقراطية والجمهورية معاً". وتوجّه إلى وفد المجلس العام الماروني برئاسة الوزير السابق وديع الخازن، بالقول إنّ "مسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد وصرف النفوذ ومنع الهيمنة على مقدرات الدولة، لن توقفها عوائق".

بري وجنبلاط يتوحدان لمواجهة {المس بالطائف... وتجويفه»

«الوطني الحر» يرى أن الأزمة مرتبطة بـ «تفسير الدستور الذي تمّ تعديله»

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... انضم رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، بشكل صريح، أمس، إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في معركة «حماية اتفاق الطائف» التي يخوضها بري في وجه «التيار الوطني الحر»، على ضوء خلافات يقول الطرفان إنها تمسّ اتفاق الطائف، وهي المقاربة التي ينفيها «الوطني الحر» الذي يواظب مسؤولوه على تأكيد تمسكه بالاتفاق الذي أنهى الحرب اللبنانية في عام 1989، ويرون أن المشكلة في تفسير بعض بنود الدستور. وبينما أعلن بري، أمس، أن «الذي يطبق اليوم على اللبنانيين: اللاطائف واللادستور»، حذر جنبلاط من «تجويف (الطائف)»، قائلاً في تغريدة له في «تويتر»: «خلف كل قرار تقريباً من مجلس الوزراء يجري تعميق وزيادة العجز بدل الحد منه، لكن الأخطر يجري تجويف وتفريغ (الطائف) بدل التمسك به وتطويره».
وبدا تصريح جنبلاط، إعلاناً واضحاً للانضمام إلى جبهة بري في «الدفاع عن (الطائف)» إثر الخلاف مع رئيس الجمهورية ميشال عون حول مرسوم منح الضباط من دورة 1994 أقدمية عام من غير توقيع وزير المال علي حسن خليل. وقال عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور بعد لقائه بري موفداً من جنبلاط، إنه «باتت هناك مخاوف فعلية وجدية من أن هناك من يريد أن يتعامل مع (الطائف) كأنه نص مهمل أو روحية لا تستحق الوقوف عندها». وإذ أكد «أننا ما زلنا في الدوامة نفسها فيما خص مرسوم الأقدمية لضباط المؤسسة العسكرية»، قال: «يبدو أن النقاش في هذا الموضوع بات يستطرد نقاشاً آخر حول مسألة (الطائف) واحترامه نصاً وروحية. لا يمكن القبول بالمنطق الذي يقول بأن مرسوم الأقدمية أصبح خلفنا وبالتالي يجب تجاوز النقاش في هذا الأمر. المرسوم لم يصبح خلفنا ولم يصبح نافذاً. لا تزال هناك إشكالية دستورية حول هذا الأمر، ولا تزال هناك إشكالية وطنية وسياسية يجب أن تعالَج بالاتصالات». وإذ أشار إلى أنه «كان للرئيس سعد الحريري في الأيام الماضية، محاولة أولى نأمل أن تُستكمل وأن يُكتب لها النجاح في إيجاد مخرج لهذا الأمر»، قال: «لكن النقاش الاستطرادي من هذه الأزمة هو أنه يجب إعادة التذكير باحترام (الطائف)، و(الطائف) ليس فقط مجرد نص بل هو روحية، وهذه الروحية تعني المشاركة، المشاركة الوطنية في القرارات وفي المؤسسات، ونأمل ألا تكون هناك رغبة أو استسهال لدى أيٍّ من الأطراف للقفز فوق (الطائف) سواء كان نصاً أو روحية». ولا يقتصر هذا الدفع بالتحذير من تجاوز «الطائف» على الخلافات الأخيرة حول مرسوم الأقدمية، رغم أنه أبرزها، إذ تراكمت ملفات منذ العام الماضي، أظهرت أن «هناك فهماً مغلوطاً لاتفاق الطائف لدى البعض، ومحاولة تطويع بعض بنوده لمصلحة طرف سياسي معين»، حسب ما قالت مصادر واسعة الاطلاع على موقفي بري وجنبلاط لـ«الشرق الأوسط». وتراكمت الملفات أخيراً، وكان آخرها الكشف عن إيقاف مراسيم تعيين أشخاص اجتازوا اختبارات مجلس الخدمة المدنية وفازوا بوظائف في القطاع العام، من غير أن تصدر مراسيم تعيينهم في وظائفهم. وقد أُوقفت تلك المراسيم بذريعة غياب «التوازن الطائفي»، في إشارة إلى المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في الوظائف الحكومية. وحسب مطلعين، فإن عدد الفائزين بتلك الوظائف من المسلمين يتجاوز عدد المسيحيين، علماً بأن وظائف الفئتين الرابعة والخامسة لا تلحظ مبدأ المناصفة، حسب ما يقول هؤلاء. وبدأ التحذير من المساس باتفاق الطائف، عقب مطالبة وزير الخارجية جبران باسيل قبل أشهر، بأن تكون رئاسة مجلس الشيوخ من طائفة الروم الأرثوذكس، مع أن الاتفاقات في اتفاق الطائف تحدثت عن أن هذا الموقع من حصة طائفة «الموحدين الدروز»، لكن «الوطني الحر» طرحه من باب «تحقيق التوازن في الرئاسات»، بحيث تكون رئاستي الجمهورية ومجلس الشيوخ من حصة المسيحيين، بينما تكون رئاستا الحكومة ومجلس النواب من حصة المسلمين. وتتجدد التحذيرات من خرق اتفاق الطائف، عند كل منعطفٍ سياسيٍّ أو خلافٍ له مقاربة قانونية وميثاقية. ولا ينفي «الحزب التقدمي الاشتراكي» أن موقف جنبلاط اليوم يحذّر من المساس بالاتفاق، إذ أكد مفوض الإعلام فيه رامي الريس «إننا في الحزب نحذر سلفاً من أن أي محاولة لإضعاف (الطائف) أو تهميش النص الذي أصبح دستوراً واتى لحظة إقليمية ودولية وضعت حداً للحرب وأرست قواعد جديدة»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على «إننا متمسكون بالاتفاق، ونرى أن أي مغامرة للتلاعب به هي بمثابة القفز في المجهول». وقال: «هناك مسائل أقل أهمية من مسألة تنظيم السلطة السياسية والعلاقات بين المكونات، يعجز اللبنانيون عن التفاهم حولها، فكيف الحال باتفاق ميثاقي حسم عدداً من القضايا التي أثارت خلافات حولها بين اللبنانيين؟». وأمل الريس «ألا تذهب أي قوى سياسية للقفز فوق (الطائف) أو التعرض له أو تجاهله، لأن ذلك سيعيد عقارب الساعة إلى الوراء ويمسّ بالتوازنات الدقيقة التي أرساها (الطائف)، ولا مصلحة لأحد بذلك». لكن «التيار الوطني الحر»، الذي يواظب على التأكيد أنه «متمسك باتفاق الطائف»، يرى أن الأزمة مرتبطة «بتفسير الدستور الذي تمّ تعديله بناءً على وثيقة الطائف». وتقول مصادر نيابية في «تكتل التغيير والإصلاح» إن «الرئيس عون ينطلق من وضوح النصّ حول توقيع المراسيم، بينما يرى رئيس المجلس النيابي أن الدستور المعدّل كرّس لوزير المال حقّ التوقيع على جميع المراسيم. وفي الواقع، يتضمّن الدستور مطبّات عدّة تحتاج في كلّ مرّة إلى تفسير. وهذه أيضاً صلاحية لا إجماع بشأنها، عما إذا كانت تعود لمجلس النواب أم للمجلس الدستوري».

نائب لبناني يطالب بـ«تعليق اقتراع المجنسين» قال إنه لا يلائم مقتضيات العيش المشترك

الشرق الاوسط...بيروت: وجدي العريضي...طالب عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نعمة الله أبي نصر بـ«تعليق اقتراع المجنسين» الذين حصلوا على الجنسية اللبنانية في عام 1994؛ «ريثما يبت نهائيا بالطعن بمرسوم التجنيس» الذي تقدم به أبي نصر وزملاء له قبل سنوات، وحرك الملف مطلع الشهر الحالي مطالباً وزارة الداخلية بنزع الجنسية «عمن اكتسبها بغير وجه حق».
ويأتي تصريح أبي نصر في ظل المناكفات التي تسبق الانتخابات النيابية المقبلة. وعدّ أبي نصر في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن «منح الجنسية اللبنانية للفلسطينيين ولسواهم يتعارض مع مبدأ رفض التوطين، ويخل بصورة فاضحة بالتوازن الديموغرافي العددي ويزيده تفاقما وتعقيدا حسبما حصل في مرسوم التجنيس المطعون فيه». ورأى أبي نصر أن «اقتراع المجنسين في الانتخابات النيابية المقبلة يساهم سلبا في عدم ملاءمة مقتضيات العيش المشترك، في المناصفة والتساوي وفعالية التمثيل النيابي الصحيح، كل ذلك بفعل الخلل الديموغرافي العددي الخطير والمقصود أحيانا بين أبناء الشعب الواحد؛ مسيحيين ومسلمين، والحاصل بفعل التجنيس والتوطين والتهجير وهضم حقوق لبنانيي الانتشار، وما شابه من أساليب التلاعب بديموغرافية البلد». وأضاف: «لذلك، وجب تعليق اقتراع المجنسين ريثما يبت نهائيا بالطعن بمرسوم التجنيس». ومنح مرسوم التجنيس في عام 1994 الجنسية اللبنانية لنحو 300 ألف شخص. وبحسب أبي نصر، الذي رأى في وقت سابق أن المرسوم المطعون فيه «منح الجنسية خلافا لما نص عليه الدستور لـ71747 فلسطينيا، أسماؤهم واردة بوضوح في المرسوم، تحت عنوان (مكتومي القيد) أو (جنسيات قيد الدرس)». ويتحدث أبي نصر، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عن ملف حقوق المغتربين واستعادة الجنسية، الذي يعد أبي نصر عرّابه، فيشرح النائب قائلاً: «سبق أن تقدّمت باقتراح قانون استعادة الجنسية للمغتربين المتحدّرين من أصل لبناني بتاريخ 10 - 9 - 2003. وبعد دراسات مستفيضة من قبل اللجان النيابية؛ الإدارة والعدل ولجنة الدفاع والبلديات واللجان المشتركة، أقر المشروع معدّلاً نتيجة تسوية بين (التيار الوطني الحرّ) و(القوات اللبنانية) ومعارضي الاقتراح، وصدر بتاريخ 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، برقم 41 - 2015، ولكنه تضمّن شروطاً تطبيقية ليس من السهل تنفيذها؛ إنْ من ناحية المهل وإن من ناحية اللجنة المؤلفة من قاضٍ ومدير عام وزارة الخارجية ومدير عام الأحوال الشخصية، بدليل أنه مرّت سنتان حتى الآن على صدور القانون ولم يستفد منه أكثر من 600 شخص، وهو ما يقتضي تعديل بعض الشروط والمهل التي نصّ عليها القانون». وفي خضم السجال حول التمديد لمهلة تسجيل المغتربين للمشاركة في الانتخابات، لفت أبي نصر إلى أنه لو ترك الباب مفتوحاً لفترة أطول أمام المغتربين، لكان عدد من سجّل نفسه في لوائح الاقتراع قد ارتفع أكثر من العدد الحالي.
وعن مشاركة المغتربين في الانتخابات النيابية المقبلة، أوضح أن «القانون الذي أعطى المنتشرين حقّ المشاركة في الانتخابات اقتراعاً في بلدان الانتشار هو خطوة متقدّمة تنتظر استكمالها لتخصيص مقاعد للمغتربين. مشاركة المغتربين فرصة كبيرة للمقيمين، لأنها ستحمل معها أفكاراً جديدة وحماسة جديدة ستنعكس إيجاباً على الاقتصاد والاستثمارات». وفي سياق آخر، أكد أبي نصر أن «تفاهم معراب» بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» ليس مجرّد اتفاق سياسي، «بل هو مصالحة بين قوّتين سياسيتين مسيحيتين». ولم يستبعد أبي نصر أن تشهد العلاقة بين القوتين المسيحيتين (التيار والقوات) صعوداً وهبوطاً قبل الانتخابات النيابية في مايو (أيار) المقبل، وأضاف: «بعدما مرّت علاقتهما بمراحل سيئة خلال الحرب، جاء الاتفاق الذي هو وليد إرادة الناس الذين توصّلوا إلى اقتناع بأن الانقسامات تجرّ الويلات. بهذا المعنى، جوهر (اتفاق معراب) لا يتغيّر. أما العلاقة السياسية بين (التيار) و(القوات)، فهي كأي علاقة بين حزبين؛ تحكمها المصالح، وتتحكّم بها الظروف والهبّات الباردة والساخنة؛ قد نشهد كثيراً من الصعود والهبوط في هذه العلاقة قبل حصول الانتخابات النيابية، لكنّني مقتنع بأن الطرفين ملتزمان بالتفاهم الذي كانت له إيجابياته في الحياة الوطنية». وعبّر عن أمله في «أن يكون (تفاهم معراب) مدخلاً لتفاهم مسيحي شامل يؤسّس لتفاهم وطني شامل، علّه يشكّل الدرع الواقية من كلّ الأخطار التي تحيط بهذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير بالرسالة الإنسانية الملقاة على عاتقه».

سامي الجميل يهدد بالقضاء الدولي محملاً الحكومة كلها مسؤولية النفايات

بيروت - «الحياة» .. جال رئيس حزب «الكتائب» اللبنانية النائب سامي الجميّل على شاطئ كسروان، ملقياً الضوء على حجم الكارثة التي تتسبب بها النفايات التي قذفتها الأمواج من مكبيّ «كوستا برافا» و «برج حمود» بعد العاصفة الأخيرة التي ضربت لبنان، فغمرت النفايات الشاطئ الممتد من نهر الكلب وصولاً إلى معمل الزوق. ودعا الناخبين «إلى المحاسبة في الانتخابات النيابية المقبلة». وقال: «كنا حذّرنا من الوضع سابقاً وخرجنا من الحكومة بسبب هذا الملف والسلطة لم تتخذ أي تدبير لمعالجة المشكلة». وحمّل «إدارة مجلس الإنماء والإعمار المكلّفة رقابة هذه الأعمال ووزير البيئة والحكومة كلها مسؤولية هذه الكارثة البيئيّة». وكشف الجميّل «أننا ذاهبون إلى القضاء الدولي لأن السلطة تعمل ضد الشعب ومن حق الشعب أن يحاسبها»، سائلاً: «هل يعقل تحويل لبنان إلى مزبلة كبرى؟». وقال: «عطلانين هم فيلم في السينما فما هذا الذي نراه؟ ألا يشوّه صورة لبنان؟». إلى ذلك، طالب رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض بـ «جلسة طارئة لمجلس الوزراء لمعالجة الكارثة البيئية ومنع تفاقمها، وإعلان حال طوارئ بيئية حتى تأمين الحلول الكاملة والشاملة لأزمة النفايات والانتهاء من أساليب المطامر- الفضيحة». وقال: «إذا لم تقم الحكومة بواجباتها فلتتقدم باستقالتها فوراً، لأن ما يحصل لا يمكن أن ينتظر إلى ما بعد الانتخابات النيابية». وطالب القضاء بـ «وضع يده بحزم على هذه الفضيحة وإجراء كل التحقيقات اللازمة ومحاسبة المسؤولين عما حصل».

اجتماع لجنة الانتخابات يؤجَل تفادياً للتوتر

بيروت - «الحياة» .. ارتأى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عدم دعوة اللجنة الوزارية التي يرأسها والمكلفة البحث في كيفية تطبيق قانون الانتخاب إلى الاجتماع أمس، على رغم أن عدداً من أعضاء اللجنة كانوا عنده. وعزت مصادر وزارية ترحيل اجتماع لجنة الانتخاب من دون موعد جديد إلى رغبة في الحفاظ على التهدئة بدلاً من إقحام البلد في أجواء من التوتر، لأن مجرد انعقادها سيؤدي إلى تأزم الوضع في ظل الانقسام العمودي بين فريقين، الأول إقتراح وزير الخارجية جبران باسيل تمديد مهلة تسجيل المغتربين اللبنانيين أسمائهم للاقتراع في أماكن إقامتهم في الخارج والثاني تمثله أطراف رئيسة لا ترى ضرورة لذلك لاستحالة تمديد المهلة بسبب ضيق الوقت الذي يمكن أن يؤخر إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في 6 أيار (مايو) المقبل. وهو ما يطرح أسئلة حول إمكان حصولها لاحقاً، مع أن وزير الداخلية نهاد المشنوق يؤكد أنها حاصلة في موعدها وأن لا مجال للتأخير. ولم يعرف ما إذا كان باسيل الذي هدد على هامش الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء بأنه سيطرح تمديد المهلة على الجلسة المقبلة للحكومة في حال خالفه معظم أعضاء اللجنة الوزارية في الرأي، سيبقى على موقفه أم أنه استدرك أن لا جدوى من اقتراحه. لذلك تفادت الحكومة- كما يقول أحد الوزراء- الوقوع في مشكلة سياسية على خلفية الخلاف حيال تمديد المهلة، خصوصاً عشية استعداد رئيس الجمهورية ميشال عون للسفر اليوم إلى الكويت.

احتجاج كردي أمام السفارة الروسية على عملية عفرين

بيروت - «الحياة» .. أطلع السفير التركي لدى لبنان كاغاتاي أرجييس أمس، رئيس الحكومة سعد الحريري على العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في منطقة عفرين السورية، تحت مسمى «غصن الزيتون» ضد «المجموعات الكردية التي تصنفها تركيا إرهابية وتنظيم داعش وعناصره الإرهابية»، في وقت اعتصم مئات من اللبنانيين الأكراد أمام السفارة الروسية في بيروت احتجاجاً على الدور الروسي في قضية عفرين. واعتبر الديبلوماسي التركي في تصريح له أن «هذه العملية تهدف الى تأمين سلامة الحدود التركية وأمنها القومي، في إطار الدفاع عن النفس وفق البند 51 من شرعة الأمم المتحدة وبالتوافق مع قرارات مجلس الأمن». وقال السفير التركي الذي يغادر لبنان لانتهاء مهمته الديبلوماسية، أنه بحث مع الحريري «في العلاقات الثنائية بين بلدينا والتطورات الحاصلة في لبنان، إضافة الى المسائل الإقليمية المتعلقة بالبلدين، وجددت تأكيد التزام تركيا الحازم لاستقرار لبنان وأمنه وازدهاره واستعدادنا لمزيد من تعزيز العلاقات في كل المجالات لمصلحة هذه العلاقات». وزار السفير التركي رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة مودعاً. وذكر المكتب الإعلامي للسنيورة، أن الاجتماع «كان مناسبة لاستعراض الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين». وهتف المعتصمون الذين طغى عليهم الحضور الأنثوي ضد العملية العسكرية وأكدوا في لافتات أن «عفرين ستنتصر» ورفعوا صوراً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ملطخة بالدماء وذيلوها بكلمة «إرهابي». ولوحوا برايات حزبية كردية. ونفذ الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشددة لحفظ النظام.

برّي وجنبلاط: تنسيق لمواجهة التفرُّد في إدارة الدولة

عون يوقِّع دعوة «الهيئات الناخبة».. والنفايات تجتاح شواطئ كسروان

اللواء... تزاحمت الملفات والمواقف قبل ساعات من زيارة الرئيس ميشال عون التي تبدأ اليوم إلى دولة الكويت وتختتم غداً، وسفر الرئيس سعد الحريري إلى منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا. فلم يعد الحدث توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، أو البحث عن مخرج لأزمة مرسوم الأقدمية، عبر حركة النائب وائل أبو فاعور بين عين التينة والسراي الكبير، بل ما هو أبعد من الاشتباك بين الرئاستين الأولى والثانية، في ظل متابعة أميركية لمزاعم تتهم «حزب الله» بتمويل أنشطة بالاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال، حيث وصل إلى بيروت، على رأس وفد مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية مارشال بيلينغسليا في زيارة تستمر يومين. وفور وصوله زار برفقة سفيرة بلاده في بيروت اليزابيث ريتشارد قصر بعبدا، والتقى الرئيس عون بحضور وزيري المالية علي حسن خليل والعدل سليم جريصاتي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وللغاية نفسها زار مارشال الرئيس الحريري، على ان يلتقي سلامة اليوم. ووفقاً للناطقة باسم السفارة الأميركية في بيروت رايتشل بكيسكا أن زيارة المسؤول الأميركي ترمي إلى تشجيع السلطات اللبنانية والسلطات النقدية التي تعتبر شريكة أساس في مجابهة تمويل الإرهاب، على بذل الجهود لحماية المالية اللبنانية والعالمية من إساءة استخدامها من قبل «ارهابيين» (والتعبير للناطقة الأميركية). ونفت الناطقة الأميركية ما شاع عن زيارة لوفد أميركي حول التزام لبنان تطبيق عقوبات على «حزب الله». وأفاد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية أن الرئيس عون أبلغ بيلينغسيا أن لبنان يُشارك بفعالية في الجهود العالمية الهادفة إلى مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، من خلال مصرفه المركزي والسلطات المالية المختصة، وذلك وفق المعايير والقوانين الدولية المعتمدة، وشدّد الرئيس عون على أن المؤسسات الأمنية اللبنانية ساهرة على ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة بعد الهزيمة التي ألحقها الجيش بتنظيم «داعش» في الجرود اللبنانية، وأن العمليات الامنية الاستباقية أثبتت جدواها. ووسط أجواء الاستحقاقات الانتخابية والدولية والتحضيرات للمؤتمرات، سواء مؤتمر روما أواخر شباط، أو باريس، الأوّل المتعلق بدعم الجيش والثاني دعم اقتصاد لبنان، لا سيما في ظل تداعيات أعباء النزوح السوري، احتدم الموقف السياسي في البلاد، حيث بدا أن الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط يرفعان الصوت بوجه العهد وفريقه الوزاري والاستشاري. فرئيس المجلس أعلن على حسابه على الفايسبوك ان «الذي يطبق اليوم على اللبنانيين هو: اللاطائف واللادستور». ولم يتأخر ليلاً النائب جنبلاط عن التغريد: «كفى تلاعباً بمصير النّاس. أن الفئة الرابعة والثالثة والثانية لا تخضع للتوازن الطائفي. أن قرار مجلس الوزراء عن الخدمة المدنية مخالف للدستور. وكفى تطويعاً انتخابياً في الجيش والأمن الداخلي». ويأتي موقف جنبلاط بعد زيارة النائب أبو فاعور إلى السراي الكبير، حيث بحث في موضوع مرسوم الاقدمية. وقال: «حتى اللحظة، يبذل الرئيس الحريري جهوداً مكثفة في هذا الأمر للتوصل إلى نتيجة، وواقع الأمر انه، إلى حدّ ما، إذا توافرت النية السياسية لإيجاد علاج فانه يمكن إيجاد الأفكار الخلاقة التي تخرجنا من هذا المأزق». على أن الموقف الذي أبلغه الرئيس عون لوفد المجلس الماروني العالمي برئاسة الوزير السابق وديع الخازن أدرج في إطار الرد على ما يحصل من حملات، ووصفته مصادر مقرّبة من رئيس الجمهورية انه واضح (الموقف) ولا يحتاج إلى اجتهاد أو تفسير «وكلام الرئيس يغني عن أي ردّ آخر». فقد أبلغ عون الوفد الماروني أن بعض ما نشهده اليوم من مواقف سياسية وحملات مبرمجة، هدفه الضغط لوقف المسيرة الإصلاحية. ورأى الرئيس عون أن ما من أحد يجب أن يقبل أن يكون فوق سلطة القضاء ويرفض الاعتراف بقراراته وأحكامه، لأن ذلك من شأنه أن يقوّض سلطة الدولة ويقضي على ثقة المواطنين بها وبأحكامها ويصبح اللجوء إلى شريعة الغاب الخيار البديل، وهذا ما لا يمكن ان نسمح به مهما كانت ردود الفعل، لا سيما تلك التي تتم غب الطلب وكلما دعت الحاجة. وفي السراي الكبير، تابع الرئيس الحريري التحضيرات للملف الذي سيحمله إلى منتدى دافوس الاقتصادي اليوم. فهو التقى سفير المانيا مارتن هاث، وعرض معه تحضيرات زيارة الرئيس الالماني إلى لبنان الأسبوع المقبل. كما استقبل الرئيس الحريري المنسقة الخاصة للامم المتحدة بالانابة في لبنان Pernille Dhler Kardel وبحث معها في الاوضاع العامة واخر المستجدات في لبنان والمنطقة. بعد اللقاء قالت كارديل: كان لي لقاء مفيد وبناء مع الرئيس الحريري وقد بحثنا في التحضيرات لمؤتمر روما المقبل الذي يهدف الى تأمين الدعم الدولي للمؤسسات الامنية اللبنانية، واهمية تقويتها. كما تطرقنا الى المتغيرات الاقليمية الجارية حول لبنان والتي تؤثر عليه.

برّي: لا للتفرد

ووصفت مصادر نيابية مقربة من عين التينة كلام برّي حول «اللاطائف واللادستور» بأنه بداية جدية لرفع الصوت، لمواجهة ما يُمكن وصفه بجرس إنذار، من الإصرار على سياسة التفرد وإدارة الظهر، معتبرة ان عهد الرئيس عون بعد مضي أكثر من سنة على بدايته سيكون الخاسر الأكبر.. محذرة من عدم التفاهم على حلول «لا غالب ولا مغلوب». وكتبت N.B.N (الناطقة بلسان الرئيس بري) ان موقفه يؤسّس إلى مرحلة مواجهة مفتوحة، وهو الأمر الذي بحثه مع النائب أبو فاعور موفداً من جنبلاط، لجهة استسهال القفز فوق الطائف أو الشوائب القانونية التي تعتور مرسوم الاقدمية. في هذه الاثناء، غمزت قناة «OTV» من قناة عين التينة عندما وصف استدعاء اعلامي إلى قصر العدل بأنه «جريمة ثقافية في حق الحرية».

قمّة الكويت

واليوم، يبدأ الرئيس عون زيارة رسمية إلى الكويت تلبية لدعوة من أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر على رأس وفد وزاري أمني إنمائي وإداري تستمر يومين يجري خلالها محادثات تتناول سبل تعزيز العلاقات اللبنانية - الكويتية وتطويرها في الجالات كافة. كما ستتاول المحادثات لمواضيع التي تهم البلدين، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية الراهنة. وإلى المحادثات مع أمير دولة الكويت، ستكون لرئيس الجمهورية لقاءات مع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، والمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الوزير السابق عبد الوهاب احمد البدر ومدير عام الصندوق الكويتي العربي السيّد عبد اللطيف يوسف الحمد. وسيلتقي الرئيس عون أبناء الجالية اللبنانية في الكويت خلال لقاء حاشد دعا إليه القائم بالأعمال اللبناني. ووصف الرئيس عون عشية زيارته مواقف أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد، تجعل الكويت قريبة جداً في الدول الشقيقة والصديقة على حدّ سواء. ورأت مصادر مقربة من بعبدا أن هناك العلاقات رهانا على لعب الكويت الدور في مجال العلاقات بين لبنان وأشقائه موضحة، أن زيارة الرئيس عون إلى الكويت ستناقش هذه المسألة، متحدثة عن مكانة خاصة للبنان لدى الكويت.

توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة

وقبيل سفره إلى الكويت، وقع الرئيس عون بعد ظهر أمس مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب. وحمل المرسوم الرقم 2219 تاريخ 22 ك2/ 2018، وذلك بعد توقيع الرئيس الحريري والوزير نهاد المشنوق .. وتبدأ عمليات الاقتراع للمغتربين في الدول العربية في 27/4/2018 وفي دول العالم الأخرى في 29/4/2018 وفي لبنان في 6/5/2018، على ان يقترع الموظفون المدعون للمشاركة بالعملية الانتخابية في 3/5/2018. وسارع الوزير المشنوق إلى التعليق مغرداً: لبنان ينتخب لم يعد شعارا بل أصبح منذ اليوم واقعا وحقيقة، والعام 2018 سيكون عام تجديد الديمقراطية في عروق لبنان. توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة هو أبلغ رد على كل الشكوك والشائعات، وتأكيد على أن الانتخابات ستجري في مواعيدها الدستورية، وأن لا رجوع عن الالتزام بإجرائها».

النفايات تجتاح شواطئ كسروان

وفي خضم جرائم «العنف الاسري» التي ضربت بيروت والجنوب، عبر قتل الرجال النساء بدم بارد، تعرّضت شواطئ كسروان لكارثة بيئية، حيث اجتاحت النفايات المنطقة، ضاربة بعرض الحائط الخطط والقرارات المتخذة لمعالجة الأزمات البيئية. وتسببت العاصفة بهذا المشهد البيئي الكارثي، الذي أعاد فتح كيفية إدارة ملف النفايات.. بعدما اجتاحت النفايات شاطئ كسروان الممتد من نهر الكلب وصولاً إلى معمل ذوق مصبح.. وأعلن الرئيس الحريري توجيهاته للهيئة العليا للاغاثة للتحرك بسرعة لمعالجة المشكلة، وطالب مجلس الإنماء والاعمار بوضع تقرير وتحديد المسؤوليات. وطالب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل باستقالة وزير البيئة طارق الخطيب، مهددا بالذهاب إلى القضاء الدولي. وأوضح مجلس الإنماء والاعمار إلى ان المشكلة سببها المكبات العشوائية التي تعود إلى أيام أزمة النفايات والتي لم تقم بعض البلديات بإزالتها قد وصلت إلى مجرى نهر الكلب ومن ثم إلى مصبه عند شاطئ كسروان، وقذفها الموج إلى المنطقة المحاذية لمصب النهر».

مجلة أمريكية: لماذا لا توقف واشنطن العون العسكري للبنان؟

محرر القبس الإلكتروني ..تساءلت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية عن السبب وراء استمرار المعونة العسكرية الأميركية للبنان، رغم أنها تتعارض مع إستراتيجية واشنطن لوقف الهيمنة الإيرانية في المنطقة؟ وعن السبب في وقف المعونة عن باكستان وعدم وقفها عن لبنان؟..... ووصفت، في مقال للكاتب شيمون أراد، قرار واشنطن بوقف المعونة العسكرية لباكستان بأنه قرار جريء رغم أنه من الممكن أن تكون له نتائج سلبية على الجهود الأميركية في أفغانستان. وأوضح الكاتب أن أسباب القرار الأميركي تجاه باكستان تنطبق على الحكومة اللبنانية التي تحافظ على وضع راهن يخدم المصالح الإيرانية في لبنان. وأشار إلى أن العون العسكري الأميركي للبنان يرمي إلى تحقيق ثلاثة أهداف: تعزيز قدرة الجيش اللبناني لحماية حدود البلاد مع سوريا، وتعزيز قدرته ليكون المدافع الوحيد عن البلاد وإضعاف حزب الله، ومساعدة الجهود اللبنانية لتنفيذ القرار الأممي رقم 1701 بنزع أسلحة المجموعات المسلحة في البلاد، مضيفا أن الأهداف الثلاثة تم تجاهلها.

تعزيز «حزب الله»

فالعون العسكري المتجه لتعزيز قدرة الجيش لحماية الحدود مع سوريا نتج عنه تعزيز التعاون بين الجيش وحزب الله في معركة عرسال، وحماية الجيش للعمق الخلفي لهذا الحزب، وإطلاق قدراته لحملته في سوريا، كما أن نقل حزب الله الأسلحة والمعدات الإيرانية المتطورة من سوريا إلى لبنان استمر من دون انقطاع. وفي ما يتصل بتعزيز الجيش اللبناني ليكون المدافع الوحيد عن البلاد، قال الكاتب إن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون نفسه رفض هذا الهدف، ودافع عن موقف حزب الله العسكري بقوله إن سلاح هذا الحزب لا يتناقض والمشروع الوطني اللبناني، وإن سلاحه عنصر أساسي في الدفاع اللبناني. وبالنتيجة؛ أصبح القرار الأممي القاضي بنزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان لا معنى له. واختتم الكاتب مقاله قائلا إنه وفي ظل التركيب الطائفي للبنان، وهيمنة حزب الله السياسية على حكومته؛ فإن الجيش اللبناني لن يواجه حزب الله، بل إن الحرب السورية جعلت الجيش اللبناني أكثر اعتمادا على حزب الله للحفاظ على الأمن الداخلي والخارجي.

واشنطن لدعم الجيش والإقتصاد... وأولوية السلطة تضييع الوقت

الجمهورية...مع توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الى الانتخابات بمراحلها الاربع، تنطلق صفارة الانطلاق الفعلي للإنتخابات التي سترسم الخريطة النيابية الجديدة التي ستحكم البلد على مدى السنوات الاربع المقبلة. وسط هذا الجو، وصل الى بيروت مساء امس، مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسليا، وزار عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، منوّهاً بالتعاون الذي تلقاه وزارة الخزانة الاميركية من مصرف لبنان، والسلطات المالية اللبنانية، واكد التزام بلاده دعم الاقتصاد اللبناني والجيش الذي اعتبر انّ دوره أساسي في المحافظة على الاستقرار في لبنان. وأكد عون للمسؤول الاميركي أنّ لبنان يشارك بفعالية في الجهود العالمية الهادفة الى مكافحة تمويل الارهاب وتبييض الاموال، من خلال مصرفه المركزي والسلطات المالية المختصة، وذلك وفق المعايير والقوانين الدولية المعتمدة. وشدد على انّ المؤسسات الامنية اللبنانية ساهرة على ملاحقة الخلايا الارهابية النائمة بعد الهزيمة التي ألحقها الجيش بتنظيم «داعش» في الجرود اللبنانية، وانّ العمليات الامنية الاستباقية أثبتت جدواها». النتيجة الطبيعية لدعوة الهيئات الناخبة هي دخول البلد في عطلة والتفرّغ للانتخابات، الّا أنّ العلامة الفارقة هو انّ الحكومة سبقت الجميع في الدخول في عطلة غابت فيها عن مقاربة كل الاساسيات، ما خلا اجتماعات خجولة تغطي من خلالها سياسة تقطيع الوقت. وطبيعي الّا يسجّل لها اي انجاز ولو متواضع وان تتفاقم الملفات الى حد لا يعود في إمكانها ان تحتويها. فها هي النفايات، ونتيجة العجز والتقصير والمزايدات وانعدام الرؤية السليمة لسبل معالجة هذا الملف تتراكم في مكبّات أصغر من ان تحتويها، وتزحف بحراً في اتجاه اماكن أخرى، وترتفع صرخة المواطن، ولا مَن يجيب. وها هي الكهرباء يعود ملفها الى الدوران في حلقة الاهتراء المزمن والعجز على المعالجة، اضافة الى حبل طويل من الملفات التي لم تجد لها مقاربة سليمة.

مكانك راوح

وراوحت أزمة المرسوم في سلبيتها، وتؤشّر الاجواء السائدة الى انها تزداد تعقيداً، وتحرّك النائب وائل ابو فاعور مجدداً لإحداث ثغرة في جدارها، فزار لهذه الغاية كلّاً من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري. وقال عون: «ما من احد يجب ان يقبل ان يكون فوق سلطة القضاء ويرفض الاعتراف بقراراته واحكامه، لأنّ ذلك من شأنه ان يقوّض سلطة الدولة ويقضي على ثقة المواطنين بها وبأحكامها، ويصبح اللجوء الى شريعة الغاب الخيار البديل، وهذا ما لا يمكن ان نسمح به مهما كانت ردود الفعل، لا سيما تلك التي تتم غبّ الطلب وكلما دعت الحاجة». وفيما قال بري: «الذي يطبّق اليوم على اللبنانيين: اللّاطائف واللّادستور»، اكدت اوساط عين التينة لـ«الجمهورية»: «لا شيء جديداً حتى الآن، ما زالت الامور في مكانها. واضح انهم لا يريدون الحل، مع انه سهل جداً، سبق للرئيس بري ان طرحه عبر إهمال مرسومي الاقدميات والترقيات والاستعاضة عنهما بمرسوم واحد يوقّعه رئيسا الجمهورية والحكومة ووزراء المال والدفاع والداخلية».

الانتخابات

الى ذلك، لم تجتمع اللجنة الوزارية للبَتّ باقتراح تمديد تسجيل المغتربين. وفيما لم تبرز اي اشارة الى سبب عدم انعقاد الاجتماع او ارجائه الى موعد آخر، قال مصدر وزاري لـ«الجمهورية»: «مجرّد توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ألغى كل إمكانية لتعديل قانون الانتخاب، وكذلك الامر بالنسبة الى المغتربين مع تحديد موعد انتخاباتهم اواخر نيسان المقبل. ومعنى ذلك انه لم يعد هناك اي فائدة او طائل من تضييع الوقت في اللجنة حول تعديل سطحي او جوهري للقانون، فالموعد تَحدّد والوقت لم يعد يسمح بذلك». واذا كان توقيع القانون يعدّ إجراءً طبيعياً، الّا انه ينطوي على أهمية وسط الجو المشكّك بإجراء الانتخابات في موعدها، حيث جاء هذا التوقيع كردّ على ما يُثار في اوساط سياسية حول محاولات خارجية عدة لنسف الانتخابات، مقروناً بتأكيد عون أنّ الانتخابات حاصلة في موعدها، «وهي خطّ أحمر لسلامة الديموقراطية والجمهورية على حد سواء». بدوره، اكد بري امام زوّاره على اجراء الانتخابات، وقال: «لا مفر من هذه الانتخابات، ولا تعطيل لها على الاطلاق، حتى التفكير بهذا التعطيل ممنوع، قد يكون هناك من لا يريد ان تجري الانتخابات الّا انه لن يتمكن من تعطيلها، نحن مصممون على إجرائها في موعدها المحدد، وستجري في موعدها ولن تتأثر لا برغبات ولا بأمنيات». وتعليقاً على توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، غَرّد وزير الداخلية نهاد المشنوق بالقول: «لبنان ينتخب» لم يَعُد شعاراً بل أصبح منذ اليوم واقعاً وحقيقة، والعام 2018 سيكون عام تجديد الديمقراطية في عروق لبنان. توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة هو أبلغ ردٍّ على كلّ الشكوك والشائعات، وتأكيد على أنّ الانتخابات ستجري في مواعيدها الدستورية، وأن لا رجوع عن الالتزام بإجرائها».

مرجع أمني

في الموازاة، تزايد الحديث عن العامل الامني والتحذير من ان يشكّل شرارة التعطيل للانتخابات عبر تطورات امنية قد تطرأ في اي لحظة. الّا انّ مرجعاً أمنياً قال لـ«الجمهورية»: «الوضع جيّد وافضل من اي بلد آخر، والحضور الامني مشدّد اكثر من اي وقت مضى، والجهوزية في اعلى درجاتها، ما مَكّن الاجهزة من كشف محاولات عدة للإخلال بالامن». اضاف: «مختلف الاجهزة تبذل جهداً لترسيخ الوضع الامني وتنقيته من اي توترات لتمرير الاستحقاق الانتخابي في جو هادىء، ولسنا قلقين على الانتخابات، والاجهزة تسخّر أقصى طاقاتها للوصول بهذا الاستحقاق الى بر الأمان».

قنبلة النفايات

من جهة ثانية، وفي ظاهرة ليست غريبة على السلطة الحاكمة وكتعبير واضح عن عجزها، إنفجرت قنبلة النفايات، وقذفَتها العاصفة من مكبَي الكوستابرافا وبرج حمود، واجتاحت باوساخها وكل ما تحمله من أوبئة الشاطئ الممتد من نهر الكلب وصولاً الى معمل الزوق. وجالَ رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل على شاطئ كسروان وتوقف عند «هذا المشهد المقّزز»، وحمّل إدارة مجلس الانماء والاعمار المكلّفة رقابة هذه الاعمال، ووزير البيئة طارق الخطيب، والحكومة كلها مسؤولية هذه الكارثة البيئيّة، وطالب بتحرّك القضاء وباستقالة وزير البيئة الذي جال في المكان من دون اتخاذ اي تدبير. وقال: «اننا ذاهبون الى القضاء الدولي لأنّ السلطة تعمل ضد الشعب ومن حق الشعب ان يحاسبها»، سائلاً: «هل من المعقول تحويل لبنان مزبلة كبرى؟»

الخطيب

وقال الخطيب لـ«الجمهورية»: «لا استطيع ان اجزم ما هو مصدر النفايات. أرسلتُ فريقاً فنياً لإجراء كشف ووضع تقرير، وعندما ينجز هذا التقرير أحدد مصدرها. أمّا بخصوص وضع الكوستابرافا وبرج حمود، فهناك جدار إسمنتي وأرجّح صوابية رأي مجلس الانماء والاعمار. اضاف: امّا بشأن دعوة النائب سامي الجميّل الى الاستقالة فقد سمعته، وليس بمجرّد ان يدعوني الى الاستقالة سأفعل. كنت أتمنّى على النائب الجميّل الذي وافق من خلال 3 وزراء له على خطة الحكومة التي أقَرّت مطمري برج حمود والكوستابرافا، ان ينضَمّ الى وزراء «التيار الوطني الحر» ويعارض هذه الخطة، لا ان يوافق عليها في الحكومة ويتظاهر بمحاربتها على الارض كسباً لأصوات انتخابية من هنا وهناك. نحن ضد وجود النفايات على اي بقعة على الارض اللبنانية وعلى الشاطىء اللبناني، لكنني لا استطيع ان اجزم او اجاري النائب سامي الجميّل في انّ هذه النفايات مصدرها برج حمود او الكوستابرافا. غداً، عندما يرفع إلي التقرير نعرف مصدرها ونضع خطة لمعالجتها».

سعيد يكرّم اليعقوب

من جهة ثانية، كان لافتاً الغداء الذي أقامه رئيس «لقاء سيدة الجبل» النائب السابق الدكتور فارس سعيد ظهر امس على شرف السفير السعودي وليد اليعقوب، في حضور عدد من الشخصيات السياسية والدينية والمصرفية والاعلامية. وقال سعيد لـ«الجمهورية» انه اراد تكريم السفير اليعقوب «لأنه اولاً صديق، وثانياً لشكره على الجهود التي بذلها في سبيل إنجاح زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الرياض. وجرى عرض للعلاقات الثنائية وللوضع في لبنان والمنطقة من دون الدخول في اي تفاصيل سياسية داخلية او انتخابية». وأوضح، ردّاً على سؤال، انه لم يتبلّغ أيّ زيارة مرتقبة لموفد سعودي الى لبنان «وليس عندي أيّ مُعطى بشأن اي زيارة»، نافياً اي زيارة قريبة له الى الرياض، مؤكداً ان لا علم لديه «عن زيارات لبنانية مرتقبة الى المملكة». وعن موقف السعودية من الاستحقاق النيابي وهل من رسائل محددة؟ اجاب: «لم ندخل في اي تفصيل داخلي. في رأيي الانتخابات ستجري في موعدها، امّا السفير السعودي فلم يُبد اي رأي في شأن هذا الاستحقاق». وعندما سُئل: لكنّ كلاماً كثيراً قيل عن دخول سعودي مُرتقب على خط الانتخابات لاستنهاض الحلفاء؟ أجاب: «السفير اليعقوب لم يدخل في خصوصيات الشأن اللبناني، كذلك لا اعتقد أنّ السعودية على استعداد للدخول في هذا الشأن».

الحريري «يأمر» القضاء: قيس الخزعلي مطلوب في لبنان!

الاخبار..وفيق قانصوه.. عمّم الجيش اللبناني والأمن العام وقوى الأمن الداخلي، في 15 من الشهر الجاري، على المنافذ البرية والبحرية والجوية وعلى الحواجز والدوريات الأمنية بـ«وجوب توقيف العراقي الشيخ قاسم هادي الخزعلي، مواليد مدينة الصدر ــ بغداد، 1974». التعميم جاء بطلب من مدّعي عام التمييز القاضي سمير حمود بعد «تحقيق تبين فيه أن الخزعلي لم يدخل لبنان بطريقة شرعية» بحسب مصادر أمنية، ونزولاً عند طلب رئيس الحكومة سعد الحريري بمنع دخول قائد «عصائب أهل الحق» التابعة للحشد الشعبي في العراق إلى لبنان «واتخاذ الإجراءات التي تحول دون قيام أي جهة أو شخص بأي أنشطة ذات طابع عسكري على الأراضي اللبنانية» وفق بيان أصدره مكتب رئيس الحكومة في التاسع من الشهر الفائت.

تعميم مدعي عام التمييز يُدرج في سياق البازار المفتوح عشية الانتخابات النيابية المقبلة

مصادر مطلعة وضعت تعميم مدعي عام التمييز في سياق البازار المفتوح عشية الانتخابات النيابية المقبلة. إذ أن أمراً كهذا «يُسجّل شعبياً في مصلحة الرئيس الحريري الذي يتهمه خصومه داخل فريقه السياسي بالارتماء في أحضان حزب الله». كما «يُسجّل له لدى الرياض» التي تناصب الحزب والحشد الشعبي العداء، في وقت يحتاج زعيم تيار «المستقبل» للدعم السعودي في معركته الانتخابية المقبلة. وكان انتشر مطلع كانون الاول الماضي شريط فيديو يظهر الخزعلي يجول بلباس عسكري برفقة مسؤولين في المقاومة الاسلامية على الحدود اللبنانية ــــ الفلسطينية، وفي منطقة بوابة فاطمة في بلدة كفركلا الجنوبية. وأعلن المسؤول العراقي في الشريط الذي بثّته قناة «العهد» التابعة لـ«العصائب» «الجهوزية الكاملة للوقوف صفّاً واحداً مع الشعب اللبناني والقضية الفلسطينية في وجه الاحتلال الاسرائيلي الغاشم». ظهور الخزعلي برفقة عناصر من حزب الله في جولته الميدانية على الحدود مع فلسطين، أثار ردود فعل غاضبة في أوساط تيار المستقبل وبقايا فريق 14 آذار، واعتُبر ردّاً من الحزب على إعلان الحكومة اللبنانية «النأي بالنفس» تجاه صراعات المنطقة، غداة التسوية التي أعادت الحريري عن استقالته بضغط سعودي. كما عدّها هذا الفريق «تعدّياً على السيادة اللبنانية، وتخطياً لقرارات الامم المتحدة، ولا سيما القرار 1701».

القوى الأمنية تعمّم على المنافذ الحدودية بـ«وجوب توقيف» الخزعلي

فيما أكد الناطق باسم «عصائب أهل الحق» نعيم العبودي، في تصريح له، أن جولة القائد العراقي «رسالة الى الداخل الاسرائيلي وليس الى الداخل اللبناني، مفادها ان اية حماقة تقدم عليها اسرائيل ضد لبنان او جهة أخرى ستواجه بمقاتلين من العراق واليمن ولبنان». وقد وصف بيان مكتب الحريري يومها جولة الخزعلي بأنها «مخالفة موصوفة للقوانين اللبنانية»، ولفت الى أن رئيس الحكومة قام «باتصالات مع القيادات العسكرية والأمنية المعنية لإجراء التحقيقات اللازمة ومنع الشخص المذكور من دخول لبنان». فيما رد المكتب الإعلامي لـ«عصائب أهل الحق» على البيان بالتأكيد أن الخزعلي زار لبنان وفق الأصول ودخله بجواز سفر عراقي. الشريط الذي بُثّ غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقل السفارة الأميركية إليها، أثار ضجة كبيرة أيضاً في وسائل الاعلام الاسرائيلية التي رأت في الجولة تأكيداً من حزب الله على أنه بات قوة اقليمية تتمتع بدعم على الصعيدين العربي والاقليمي، وأنه جاهز مع حلفائه لأي مواجهة مقبلة. كما رأت فيها ترجمة لتهديد نصر الله للاسرائيليين بأن هناك سيلاً من المقاتلين الأفغان والعراقيين واليمنيين مستعدون للقتال في وجه أي عدوان إسرائيلي.



السابق

مصر وإفريقيا....حملة سامي عنان تعلن توقيفه بعد استدعائه للتحقيق العسكري......مصر : جدل حول ترشح عنان..«رئاسية مصر»: ترشح عنان يعيد «الإخوان» إلى دائرة السجال السياسي...السيسي يبحث مع رئيس الاستخبارات الفرنسية الوضع المتأزم في الشرق الأوسط...السودان يحذّر من الاعتداء على حدوده..ليبيا: السراج يتشاور لتعديل حكومته..الجزائر: «حركة مجتمع السلم» تأخذ على أويحيى «تشجيع الفوضى في الشارع»..3 أحزاب تونسية معارضة تشكو «النداء» إلى هيئة الانتخابات....المغرب يدعو إلى تعاون إقليمي ودولي لمكافحة الإرهاب وغسل الأموال..."إيلاف المغرب" تجول في الصحافة المغربية الصادرة الثلاثاء....

التالي

اخبار وتقارير...الأكثر ثراء يحصدون 82% من الثروة عام 2017 يمثلون 1% فقط من سكان العالم..صراع واشنطن: الجيش الأميركي بمواجهة المهاجرين الحالمين....منتدى الإعلام العربي ينطلق يوم 3 أبريل المقبل...انتهاء أزمة إغلاق المؤسسات الفدرالية الأمريكية..روسيا ترد على توسع الـ«ناتو» وعينها على أفريقيا بعد سورية وميانمار...قائد الجيش البريطاني يحذر من «أخطار» عدم مواكبة القدرات العسكرية الروسية....

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,140,910

عدد الزوار: 6,756,593

المتواجدون الآن: 118