لبنان...مَنْ يلعب على حبال الإستقرار من «العصائب» إلى عوكر؟.. رفض رسمي لخروقات النأي بالنفس.. واقتراحات لبنانية جريئة في مؤتمر القاهرة..لبنان يدعو إلى فرض عقوبات اقتصادية على أميركا....مطالب في بيروت بمحاكمة الخزعلي... وأنباء عن زيارة «سرايا» عراقية جنوب لبنان...بدء «المشوار الصعب» لحكومة لبنان و«حقل الألغام» يُحاصر «النأي بالنفس»...مواجهات بين متظاهرين والأمن قرب السفارة الأميركية في بيروت خلال مظاهرة تضامناً مع القدس....المشنوق: بيان باريس ليس حلاً لخلل العلاقة مع العرب...

تاريخ الإضافة الإثنين 11 كانون الأول 2017 - 5:42 ص    عدد الزيارات 2866    القسم محلية

        


مَنْ يلعب على حبال الإستقرار من «العصائب» إلى عوكر؟.. رفض رسمي لخروقات النأي بالنفس.. واقتراحات لبنانية جريئة في مؤتمر القاهرة..

اللواء... من زيارة مسؤول «العصائب» إلى «تظاهرة عوكر» احتجاجاً على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، التي تحوّلت في «لحظة ما» إلى اشتباك مع القوى الأمنية، عندما حاول شبان غاضبون اقتحام السفارة وعمدت قوى الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق المجتمعين، بدا المشهد آخذ بالتحوّل من وتيرة المكرس للاستقرار، إلى تحركات تضع الاستقرار على الطاولة، في خضم تصاعد تداعيات الاعتراض العارم اسلامياً وعربياً واقليمياً ولبنانياً على القرار الأميركي، والتي تبلغ مستوى قوياً في تظاهرة اليوم في الضاحية الجنوبية في وقت أكّد فيه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في القاهرة ان لا عروبة بلا القدس، ولا سلام دون القدس، وان ما فعله ترامب ضد الإنسانية، مطالباً بالتوجه إلى مجلس الأمن. وفيما يستأنف الرئيس سعد الحريري نشاطه الرسمي في السراي الكبير اليوم لتوقيع ما تراكم من ملفات، ولديه جدول اعمال حافل، كشفت أوساط قريبة من بعبدا ان موقف لبنان من قرار ترامب يبلغ قمته مع كلمة الرئيس ميشال عون في قمّة اسطنبول، والتي ستتضمن وفقاً للمصادر نفسها، اقتراحات عملية لحماية القدس من انعكاسات قرار ترامب والإجراءات الإسرائيلية لتهويدها. وكشف مصدر وزاري لـ«اللواء» ان لبنان بقدر حرصه على مواجهة القرار الأميركي، سيبقى متمسكاً بالاستقرار العام في البلاد، ولن يفرط بالإجماع اللبناني والعربي والأوروبي والاممي حول ديمومة هذا الاستقرار. وقال: ان التحضيرات الجارية لعقد جلسة لمجلس الوزراء، بما في ذلك اعداد جدول أعمال الجلسة، المرجح انعقادها الخميس المقبل، بعد عودة الرئيس عون من تركيا.

تظاهرة عوكر

وفي تقدير مصادر سياسية، ان ما حصل في تظاهرة عوكر، من أعمال شغب وتخريب واشتباك مع القوى الأمنية، كان في بعض جوانبه ايجابياً، على الرغم من وقوع نحو 70 إصابة، بينهم 19 عنصراً من قوى الأمن، وتوقيف عشرة أشخاص بتهمة القيام باعمال شغب، بينهم 4 لبنانيين و6 فلسطينيين، ذلك لأنه كان مطلوباً، سواء من قبل السلطة اللبنانية أو من المتظاهرين إيصال صوت لبنان الصاخب رفضاً للقرار الأميركي بشأن القدس، ومن أجل هذا الغرض، نظمت التظاهرة امام مقر السفارة الأميركية في عوكر، ولو على بعد نحو كيلومتر من مبناها، وبعلم المعنيين في وزارة الداخلية، والذين اتخذوا احتياطات وإجراءات أمنية احترازية لمنع المتظاهرين من الاقتراب من مبنى السفارة، بينها بوابة حديدية واسلاك شائكة، علماً انه لا يمكن العبور إلى السفارة الا من منفذ واحد من ساحة عوكر التي نظم فيها التجمع للحيلولة دون تجاوزها. ولاحظت المصادر انه سبق تظاهرة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، تظاهرة اتسمت بالهدوء للجماعة الإسلامية، في الساحة نفسها وللغاية ذاتها وهي رفض القرار الأميركي بشأن القدس، لكن القيمين عليها قرروا الانسحاب، لدى علمهم بقدوم التظاهرة اليسارية، قرابة الحادية عشرة قبل الظهر. وهنا كان لافتاً للانتباه التغطية الإعلامية الواسعة التي رافقت هذه التظاهرة ورافقتها من بدايتها وحتى انهائها، بما في ذلك الصدامات التي حصلت مع القوى الأمنية، والتي نقلت وقائعها على الهواء مباشرة. اما تظاهرة «حزب الله» اليوم، فلا يتوقع ان تحصل فيها أعمال عنف، نظراً لأنها ستبقى محصورة في الضاحية الجنوبية، بعيداً عن السفارة الأميركية، حيث سيكون لعناصر الانضباط في الحزب الدور القوي والفاعل والمعروف بحسن التنظيم والانضباط، ومنع اندساس عناصر الشغب بين المتظاهرين. وعلمت «اللواء» ان التظاهرة ستنطق في الساعة الثالثة من بعد الظهر، من امام مجمع سيّد الشهداء في حارة حريك، ومنه إلى اوتوستراد الشهيد هادي نصر الله وصولاً إلى تقاطع المريجة - الكفاءات، حيث تنتهي هناك، ويتوقع ان يطل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مباشرة على الجماهير لإلقاء كلمته. وذكرت معلومات ان مدارس منطقة الضاحية الجنوبية قررت إنهاء الدوام في الساعة الواحدة بدلاً من الثانية تجنباً لزحمة السير واحتمال قطع بعض الطرقات المؤدية إلى مكان تجمع التظاهرة، ومنها قطع الطريق من جسر المشرفية حتى محلة الكفاءات على المسلكين، وتحويل السير إلى الطرقات الفرعية المجاورة، اعتباراً من الساعة 12 ظهراً، بحسب ما أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن، التي توقعت ان يكون الحضور غفيراً.

اجتماع القاهرة

ومهما كان من أمر تظاهرة عوكر أمس ومن ثم تظاهرة الضاحية الجنوبية اليوم، واللتين لا بدّ الا ان تندرجا في سياق الغضب الشعبي على القرار الأميركي، انسجاماً مع الدعوة إلى تحركات شعبية في مختلف العواصم العربية، فإن لبنان الرسمي حضر بقوة سياسية في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة مساء السبت واستمر حتى ساعة متأخرة من الليل للبحث في الموقف الواجب اتخاذه من القرار الأميركي، سواء من خلال كلمة وزير الخارجية جبران باسيل، التي كانت عالية السقف تجاه الموقف الأميركي والإجراءات المطلوبة للعودة عنه، كما كانت موضع اشادة وترحيب عربي ولبناني، أو من خلال التعديلات التي طرحها باسيل على البيان الختامي، وتبناها الوزراء العرب وهي في ثلاث نقاط:

- الدعوة لعقد قمة عربية طارئة للبحث في موقف عربي موحد وقوي بوجه القرار الاميركي.

- الدعوة الى تحركات شعبية في العواصم العربية رفضا للقرار.

- البحث في فرض عقوبات عربية تجارية واقتصادية على الادارة الاميركية وعلى اي دولة اخرى توافق على الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان العدو، وذلك من باب الضغط لإلغاء القرار.

وذكرت مصادر الوفد الدبلوماسي اللبناني لـ«اللواء»، ان الوزراء العرب ايدوا هذه التعديلات لكنهم استمهلوا شهرا لعقد القمة العربية لحين اتضاح صورة الوضع ومسار الاتصالات الجارية مع الادارة الاميركية والضغوط السياسية والدبلوماسية العربية والدولية التي تمارس عليها للعودة عن القرار. اما باسيل فوافق على البيان التزاما بالاجماع العربي ولعدم عرقلة صدور القرار، لكنه سجل تحفظا على ضعف البيان الختامي وعدم ملاءمته لخطورة الحدث ولعدم اتخاذ اجراءات حازمة، بحسب ما جاء في بيان الخارجية اللبنانية. وكان باسيل قد دعا في كلمته امام الاجتماع الوزاري الى «المصالحة العربية - العربية سبيلا وحيدا لخلاص هذه الأمة ولإستعادة ذاتها»، والى «قمة عربية طارئة عنوانها القدس، لإستعادتها الى حضنها العربي لأنه من دونها لا عرب ولا عروبة»، وقال: «الويل لنا إذا خرجنا اليوم بتخاذل، إما الثورة وإما الموت لأمة نائمة». كما دعا الى «إستعادة الذات بدل خسارتها، وإستعادة السياسة العربية الموحدة لإتخاذ إجراءات ردعية ردا على القرار الأميركي، وإستعادة العزة العربية والنفس العربي الثائر على الظلم، بإنتفاضة شعبية واحدة في كل بلداننا العربية».

مجلس الوزراء

إلى ذلك، تقرر مبدئياً، أن يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية يوم الخميس المقبل، رجحت مصادر أن تعقد في القصر الجمهوري في بعبدا، وهذا الأمر سيتقرر في الدعوة التي سيوجهها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري رسمياً له اليوم. ومعلوم انه سيسبق الجلسة زيارة للرئيس ميشال عون إلى اسطنبول للمشاركة في قمّة زعماء الدول الإسلامية تلبية لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبحث في اتخاذ موقف إسلامي من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان القدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقل السفارة الأميركية إليها. ومن المقرّر أن تستمر زيارة عون إلى اسطنبول ساعات عدّة يعود بعدها إلى بيروت مساء فور انتهاء القمة. وذكرت مصادر رسمية انه ستكون للرئيس عون كلمة في المؤتمر ما زال العمل جارياً على تحضيرها. وتوقعت مصادر وزارية، ان يتصدر موضوع القدس جلسة الحكومة الخميس، في ضوء ما أعلنته الوزير باسيل أمام مؤمر القاهرة من انه «سيتقدم بطلب من مجلس الوزراء باتخاذ كل الإجراءات الثنائية والدولية للاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وبتكريس القدس عاصمة لها، بدءاً من الاجراءات الديبلوماسية ومروراً بالتدابير السياسية وصولاً الى العقوبات الاقتصادية والمالية، على غرار ما فعلته المملكة العربية السعودية والعراق في العام 1981 بوقف التعاملات النفطية مع الولايات المتحدة، وتدابير أخرى مما أجبرها فوراً على وقف إجراءات نقل سفارتها إلى القدس. ومن ناحية ثانية، كشفت المصادر عن اتصالات رئاسية تجري لادراج موضوع استخراج النفط والغاز من المياه اللبنانية، على جدول أعمال جلسة الخميس، خصوصاً بعد انتهاء عملية التفاوض التي أجراها وزير الطاقة سيزار أبي خليل مع تونسوتيوم الشركات الثلاث الفرنسية والروسية والايطالية للتنقيب عن الغاز في البلوكين 4 و9 داخل المياه الإقليمية، بالنظر للاهتمام الرسمي بهذا الموضوع، والذي يتواكب مع اهتمام نيابي عبر عنه الرئيس نبيه برّي، الذي أكد بأن «الخطوة المقبلة لمجلس النواب سكون بالتركيز على القوانين المتعقلة باستخراج النفط من البحر والبر،» مشيراً بأن اللجان النيابية ستعاود غداً الثلاثاء درس سلسلة اقتراحات قوانين تقدمت بها كتلة التنمية والتحرير» وأبرزها: الموارد البترولية والصندوق السيادي اللبناني وشركة البترول الوطنية وإنشاء مديرية خاصة للموارد البترولية. وقالت المصادر انه سواء عرض ملف النفط أمام اللجان الثلاثاء أو جلس الوزراء الخميس، فلا يتوقع ان يسلك طريقه إلى التنفيذ أو الاقرار نظراً للتجاذب القائم حوله داخل الحكومة أو بين الحكومة والمجلس النيابي.

ظهور الخزعلي

في هذا الوقت، بقي ظهور زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق في العراق»، قيس الخزعلي، عبر شريط نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتجول بلباس عسكري برفقة عناصر من حزب الله عند «بوابة فاطمة» في بلدة كفركلا على الحدود مع فلسطين المحتلة، موضع متابعة رسمية وسياسية، خصوصا بعدما اعتبره المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري، بأنه «يشكل مخالفة موصوفة للقوانين اللبنانية، استدعت قيام الرئيس الحريري باتصالات مع القيادات العسكرية والأمنية المعنية لاجراء التحقيقات اللازمة واتخاذ الإجراءات التي تحول دون قيام أي جهة أو شخص بأية أنشطة ذات طابع عسكري على الأراضي اللبنانية، ودون حصول أعمال غير شرعية على صورة ما جاء في الفيديو ومنع الشخص المذكور من دخول لبنان». ولم يشر بيان المكتب الإعلامي إلى طبيعة المخالفة الموصوفة للقوانين اللبنانية، لكن مصادر متابعة، لاحظت ان شريط الفيديو جرى تصويره قبل 6 أيام من بثه، وتحديداً بتاريخ الثالث من كانون الأوّل الجاري، وكأنه جاء بمثابة رسالة اعتراض على «اعلان باريس» الذي أكّد على ضرورة الالتزام بالقرارين 1701 و1559، خاصة وانه نشر في اليوم الثاني لمؤتمر مجموعة الدعم الدولية، وبعد ثلاثة أيام من قرار الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية في المنطقة. وفي هذا السياق، أكّد مصدر عسكري لبناني ان دخول أي أجنبي إلى المنطقة الحدودية يتطلب الحصول إلى تصريح من الجيش اللبناني، بموجب القرار 1701، وهو ما لم يحصل، معتبرا بأنه ان صح دخول الخزعلي إلى الجنوب، فهو تمّ بطريقة غير شرعية. ولاحقا، ردّ المكتب الإعلامي للخزعلي على بيان الحريري معتبرا انه يحمل «مغالطات»، مشيرا إلى ان زيارة الخزعلي جاءت بصفة أصولية وبجواز سفر عراقي، وأن اللباس العسكري الذي ارتداه فهو تعبير عن رسالة تضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ضد العدو المشترك للاسلام والانسانية المتمثل بالكيان الصهيوني». ورد مصدر مسؤول في الحكومة اللبنانية مؤكدا «ان بيان الخزعلي مردود لصاحبه شكلا ومضمونا، وأن لبنان في غنى عن أي «عصائب» للدفاع عنه، وأن الدولة اللبنانية وحدها المعنية بمواجهة أي عدوان على أرضها وسيادتها، والعراضة التي ارادها صاحب البيان على الحدود الجنوبية مسألة تخالف أبسط مقتضيات الأخوة والتضامن، ورسالة مرفوضة تتجاوز القوانين، وتدخل غير مقبول في شؤون داخلية لبنانية هي من اختصاص اللبنانيين دون سواهم». وفيما لوحظ ان حزب الله التزام الصمت ولم يصدر عنه أي بيان توضيحي، فان مصادر قيادية في الحزب استغربت الاعتراض على جولة الخزعلي، واكتفت بالتساؤل: هل ان النأي بالنفس يشمل قضية فلسطين؟». وقالت لـ «اللواء»: «نحن في محور المقاومة لا ننأى بأنفسنا عن قضية فلسطين، والجولة حصلت وانتهت وعاد الخزعلي إلى بلده وانتهت القضية». وفي السياق، انتشر فيلم جديد على الحدود اللبنانية الجنوبية يظهر مقاتلين عراقيين وافغان تابعين لسراي السلام (التابعة للتيار الصدري في العراق) بزي مقاتلين لحزب الله يتولون الحراسة مع عناصر الحزب، ويتحدثون عن مشاركتهم في مساندة الحزب في التصدّي لأي عدوان. لكن رئيس بلدية كفرحمام، أبلغ تلفزيون «المستقبل» ان الفيديو قديم، ولا وجود مسلح غريب داخل البلدة.

لبنان يدعو إلى فرض عقوبات اقتصادية على أميركا

الحياة....القاهرة – رويترز .. قال وزير خارجية لبنان جبران باسيل إنه يجب على الدول العربية النظر في فرض عقوبات اقتصادية على الولايات المتحدة لمنعها من نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس المحتلة. وقال باسيل في اجتماع لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية في القاهرة إنه يجب اتخاذ إجراءات ضد القرار الأميركي «بدءاً من الإجراءات الديبلوماسية ومروراً بالتدابير السياسية، وصولاً إلى العقوبات الاقتصادية والمالية». وقوبلت كلمة الوزير اللبناني باستحسان أعضاء الوفود والصحافيين العرب الذين كانوا يغطون الاجتماع. وجاء فيها أيضاً «أنا هنا أقف أمامكم وأدعوكم إلى مصالحة عربية- عربية سبيلاً وحيداً لخلاص هذه الأمة واستعادة لذاتها، وأن ندعو من أجل ذلك إلى قمة عربية طارئة عنوانها القدس».

مطالب في بيروت بمحاكمة الخزعلي... وأنباء عن زيارة «سرايا» عراقية جنوب لبنان

بيروت: مسعود السرعلي - لندن: «الشرق الأوسط»... إذ تصاعدت الردود السياسية الشاجبة لزيارة الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» العراقية قيس الخزعلي، الحدود اللبنانية الجنوبية، وصولاً إلى المطالبة بمحاكمته و«تفتيش مواكب حزب الله إلى الجنوب»، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو آخر يظهر عناصر من تنظيم «سرايا السلام» العراقية في جنوب لبنان، ويقول أحد الذين يظهرون فيه إن عناصر التنظيم «موجودة في لبنان وهي باقية وتمدد». وظهر عنصران، وعرّفا نفسيهما بأنهما ينتميان إلى تنظيم «سرايا السلام» العراقي. ويظهر في الفيديو أحد العناصر، الملقب بـ«أبو حسن»، يقول: إن «سرايا السلام» موجودة في لبنان وهي باقية وتمدد. و«سرايا السلام» تنظيم مسلّح في العراق يتبع «التيار الصدري» الذي يقوده مقتدى الصدر، وعناصره مقاتلون سابقون في «جيش المهدي». وظهر في أحد مقاطع الفيديو جدار كتبت عليه عبارة «كفر حمام»، وهي قرية يسكنها السنة تقع في منطقة العرقوب في الجنوب، محاذية لبلدة شبعا الحدودية. واستدعى ظهور العبارة رداً من رئيس بلدية كفر حمام هيثم سويد عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، مؤكداً «عدم وجود هكذا عناصر أجنبية في نطاقها البلدي». وأوضح أن الفيديو «قديم وعند علمنا به واطلاعنا عليه، منذ شهور، تم التواصل مع السلطات المختصة لإجراء المقتضى بخصوصه». وإثر نشر الفيديو في موقع إلكتروني لبناني محلي، طالبت بلدية كفر حمام، جميع وسائل الإعلام، بالتحقق من صحة المعلومات المنوي نشرها و«التواصل معها لاستيضاح أي موضوع قبل نشره فهي المرجع الوحيد المخول إعطاء أي معلومة وفي أي موضوع كان يتعلق بقريتنا»، مؤكدةً أنها «تحت سلطة الدولة الرسمية، وهي تقف وراء القوى الشرعية في الدفاع عن أرضها». وجاء نشر الفيديو في وقت لم تنتهِ الردود على زيارة الخزعلي، إذ برزت دعوات إلى محاكمته، على الرغم من أن الرجل بات في العراق، وخرج يتحدث عن «النصر على تنظيم داعش» و«حصر السلاح العراقي بيد الدولة». ودعا أحد ممثلي «تيار المستقبل» في الحكومة وزير العمل محمد كبارة إلى القبض على الخزعلي، ومحاكمته «لأنه خرق السيادة اللبنانية عندما تجول بلباس عسكري على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة». وأكد كبارة أن «هذا الاستعراض الإعلامي ينتهك سيادة لبنان، ويحاول الإيحاء أن الحدود اللبنانية تخضع لتلك الميليشيات، في حين أن قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) والجيش اللبناني يقومون بواجبهم في تطبيق القرار 1701». كما أكد أن «هذا السلوك الميليشاوي مرفوض بالكامل، ويجب أن تتخذ الأجهزة القضائية الإجراءات المناسبة للتعامل مع هذا الانتهاك لسيادة الدولة». من جهتها، اكتفت مصادر التيار «الوطني الحر» الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل بالتأكيد لـ«الشرق الأوسط» أن «رئيس الحكومة اتخذ الإجراءات المناسبة تجاه الفيديو المنشور». وأضافت: «نحن جزء من هذه الحكومة ونؤيد ما تقرره في هذا الصدد». أما رئيس جهاز التواصل والإعلام في حزب «القوات اللبنانية» المشارك في الحكومة شارل جبور، فقال في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن «حزب الله يحاول إيصال رسالة أنه غير معني بالنأي بالنفس من خلال تسريب فيديو الخزعلي»، داعياً إلى «التشدد بتطبيق القرار 1701 وضبط الحدود بشكل لا يسمح أبداً بتكرار مثل هذه الزيارة». كما دعا جبور إلى «تفتيش مواكب حزب الله في حال تم التأكد من أن الخزعلي مرّ عبر أحد هذه المواكب»، مشيراً إلى أن ما حصل «يناقض بيان مجموعة باريس وبيان النأي بالنفس». وإذ أشار إلى أن موقف الحريري «جيد وضروري» بعد انتشار المقطع، أكد أن «(القوات اللبنانية) سيطرح بالطبع هذا الموضوع في أول جلسة حكومية، وسيسأل عن مآل التحقيقات في هذا الخصوص»، مؤكداً أن «النأي بالنفس ليس مع إسرائيل لكن لا (أمين عام حزب الله) حسن نصر الله ولا حزب الله هم من يقررون في هذا المجال، بل الدولة اللبنانية حصراً». ولم يخف جبور في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «حوثيين وعراقيين وميليشيات أخرى تتدرب على يد حزب الله على الأراضي اللبنانية، وما الفيديو المنشور إلا قلة قليلة مما ظهر، وتسريبه يعني أن الحزب يريد إقامة مشروع الدولة الإسلامية الذي تريده إيران». من جهة اخرى اعتبر نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، أن الحزب كسب خبرات عسكرية جديدة في سوريا، وأن عناصر سيطرت على مدن «بيتاً بيتاً وشارعاً بعد شارع». ونقلت وكالة «تسنيم» المقربة من الحرس الثوري الإيراني عن قاسم قوله في جامعة في طهران مساء السبت: «إنهم أرادوا في سوريا قطع الاتصال» بين إيران والحزب في لبنان، و«كانوا يراهنون على أن الأزمة في سوريا ستضعف حزب الله وتستنزفه، وعلى هذا الأساس كان بتصورهم أن يشنوا حربا على حزب الله بعد أن تكون الحرب في سوريا قد أنهكته». وأضاف: «النتيجة أن الآلاف من الشباب انضموا إلى حزب الله، واكتسبنا خبرات لم تكن لدينا قبل الحرب في سوريا، ونحن نقول إن المقاومة هي فعل كرّ وفر، أي كنا نضرب الإسرائيلي ونتراجع بعدها تمهيدا للضربة المقبلة. المقاومة بمعنى الكر والفر تمتلك تجهيزات قليلة كالأسلحة الرشاشة والمقذوفات الصاروخية، ولا تمتلك أسلحة ثقيلة كالدبابات والمدافع الكبيرة، لكننا عندما ذهبنا إلى سوريا، فقد تعلمنا كيف نقاتل في الصحراء وفي الجبال وتعلمنا حرب المدن والشوارع وكيف نحرر المدن بيتا بيتا وشارعا شارعا؛ وأصبحنا نتقن قيادة المدرعات كالدبابات، واستخدام كل أنواع المدافع والصواريخ؛ وهذا ما نسميّه بالخبرة الإضافية». وتابع: «كانوا يتوقّعون أنه سيضعف، ولكنه أصبح أكثر قوة، ولديه إمكانات إضافية».

بدء «المشوار الصعب» لحكومة لبنان و«حقل الألغام» يُحاصر «النأي بالنفس» واستمرار محاولات تفكيك «شيفرة» فيديو الخزعلي

الكاتب:بيروت - «الراي»... شكّلت الانتكاسة المبكّرة التي تَعرّضتْ لها «تسوية النأي بالنفس» التي عاد معها رئيس الوزراء سعد الحريري عن استقالته مؤشراً على «المشوار الصعب» الذي يَنتظر لبنان وحكومته في انطلاقتها الجديدة، بعدما تشابكت الدلالات الخطيرة والرسائل «المشفّرة»، كما المباشرة، لظهور ميليشيا عراقية موالية لـ«الحرس الثوري» الإيراني على الحدود اللبنانية مع اسرائيل في الجنوب. وغداة «الصدمة الأولى» التي شكّلها بث الفيديو الذي أظهر زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» العراقية المنضوية تحت لواء «الحشد الشعبي» قيس الخزعلي يقوم بحركة استطلاعية، بإشرافِ «حزب الله» ومواكبته، على الحدود الجنوبية للبنان، رأت أوساط مطلعة في بيروت أن هذا المعطى البالغ الخطورة سيكون عنواناً بارزاً على طاولة مجلس الوزراء - وإن من خارج جدول الأعمال - في أول جلسةِ عملٍ مرتقبة لها هذا الاسبوع منذ استقالة الحريري (4 نوفمبر الماضي) ثم عودته عنها نهائياً يوم الثلاثاء الماضي. وحسب هذه الأوساط، فإن إشارات عدة تشي بأن بث الفيديو حصل بغطاءٍ ضمني من «حزب الله» الذي التزم الصمت حيال الشريط ومضمونه كما حيال الردّ المسيء من مكتب الخزعلي على رئيس الوزراء اللبناني الذي كان دعا لفتْح تحقيق في ملابسات الزيارة «غير الشرعية»، معتبرة ان هذا الأمر يعكس رغبة من الحزب ومن خلفه إيران في تأكيد أن طهران هي اللاعب الأقوى في لبنان الذي بات عملياً مربوطاً باستراتيجية «وحدة الجبهات»، ولافتة الى أن ظهور «عصائب أهل الحق»، المحسوبة على «الحرس الثوري»، على الحدود اللبنانية مع اسرائيل يوجّه رسالة بأن خط طهران - بيروت (براً) عبر بغداد ودمشق بات سالكاً، في أول ترجمةٍ علنية لإكمال «هلال النفوذ» الذي لم يسبق أن نجحتْ إيران في إنجازه منذ أيام الامبراطورية الفارسية. وفي رأي هذه الأوساط، ان الإطلالة الميليشوية العراقية عبر جنوب لبنان وتحديداً من أرض القرار 1701 لا يمكن قراءتها أيضاً إلا على أنها برسْم مجموعة الدول الغربية التي تتألّف منها قوة «اليونيفيل» العاملة في الجنوب، ولا سيما في غمرة «شدّ الحبال» مع طهران حيال بعض الملفات ذات الصلة سواء ببرنامجها البالستي أو بالضغوط الأميركية التي تُمارس على أوروبا لوضْع الجناح السياسي لـ «حزب الله»، بعد العسكري، على لوائح الإرهاب وتحجيم نفوذه كذراع إيرانية عابرة للحدود في المنطقة. ولاحظتْ الأوساط أن جولة الخزعلي، أعقبها تداوُل ناشطين على مواقع التواصل فيديو يُظهِر عناصر (برفقة آخرين من «حزب الله») عرّفوا عن أنفسهم على أنهم من «سرايا السلام» العراقية في بلدة كفرحمام بمنطقة العرقوب في القطاع الشرقي من جنوب لبنان ويَظهر أحدهم المدعو «حسن الأفغاني» وهو يشير الى «دوريات من الأمم المتحدة (اليونيفيل) نراها الآن»، بعدما قال أحد العناصر الملقب بـ (ابو حسن) ان «سرايا السلام» موجودة في لبنان «وهي باقية وتتمدد». ورغم الانطباع بأن هذا الفيديو ليس حديثاً إذ تحدّث فيه أحد عناصر «حزب الله» عن تمنياته بتحرير الموصل ناهيك عن أن العلاقة بين الحزب و«التيار الصدري» ساءت في الفترة الأخيرة، فإنه لا يمكن إسقاط مغازي هذا الحضور العسكري لميليشيا «سرايا السلام» في منطقة تطلّ على الجليل الأعلى ولا توقيت بثّ الشريط، وسط اقتناع الأوساط المطلعة ان مجمل هذه الإشارات تدلّ على أن التسوية التي أعيد إحياؤها في لبنان وترتكز على «حبلِ نجاةٍ» اسمه النأي بالنفس ليست إلا مَخْرجاً لفظياً وشراءً للمزيد من الوقت لبقاء لبنان في «دائرة التبريد» في حين يستمرّ «حزب الله» في مساره، رغم الرسائل البارزة التي وجّهها اجتماع مجموعة الدعم الدولية في باريس والذي قام بـ «تدويل النأي بلبنان (في اشارة الى»حزب الله«) والنأي عنه»، وأعاد التذكير بالقرار 1559 كحاضنة دولية لمعالجة مسألة سلاح «حزب الله» ما لم يتم ذلك لبنانياً من ضمن حوار حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع. وفيما كان وزير العمل اللبناني محمد كبارة يدعو الى «القبض على مسؤول الميليشيا العراقية التي تتبع ايران والمسماة«عصائب اهل الحق» قيس الخزعلي، ومحاكمته لأنه خرق للسيادة اللبنانية عندما تجول بلباس عسكري على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة»، نُشر كلامٌ لوزير الداخلية نهاد المشنوق من أبو ظبي أطلقه يوم الجمعة الماضي واعتبر فيه أن «بيان مجموعة الدعم الدولية للبنان بنصه الحاسم وفي حال صفاء النيات وصدق الارادات يمكن أن يشكل حلاً فعلياً للخلل الخطير في العلاقات اللبنانية العربية»، لافتاً الى أن «التسوية المعاد إحياؤها مهمة واستراتيجية من أجل تنقية علاقات اللبنانيين وطوائفهم ببعضهم البعض، وهي تسوية يحمل أطرافها من مسلمين ومسيحيين ومن موقع رئاسة الجمهورية تحديداً مسؤولية حماية مرجعيات الوفاق الوطني والعربي أي اتفاق الطائف وميثاق الجامعة العربية، وان يكونوا رأس حربة في حماية علاقات لبنان في محيطه العربي وحماية مصالح الانتشار اللبناني».

الراعي: قرار ترامب يخالف الشرعية الدولية

بيروت - «الحياة» .. رأى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في قداس في بكركي «أن من تجليات رحمة الله في حياتنا الوطنية، استجابته لصلاة الكثيرين عندما مررنا بالأزمة الدستورية والسياسية الأخيرة، وخرجنا منها بعودة رئيس الحكومة عن استقالته بالتفاهم مع رئيس الجمهورية واجتماع مجلس الوزراء، وإصدار بيان تقرر فيه «التزام الحكومة اللبنانية بكل مكوناتها السياسية النأي بنفسها عن أي نزاعات أو صراعات أو حروب، أو عن الشؤون الداخلية للدول العربية». وأضاف: «من تجليات رحمة الله أيضاً اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان باستضافة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، وبحضور رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري، وما جاء في البيان من التزام المشاركين باستقرار لبنان وسيادته واقتصاده ودعم مؤسساته الدستورية، والتذكير بأن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الشرعية الوحيدة وفقاً للدستور واتفاق الطائف، ودعوة جميع الأطراف إلى استئناف مناقشات خطة الدفاع الوطنية، وضرورة عودة النازحين السوريين إلى ديارهم عودة آمنة وكريمة». وزاد: «لكن ما يعكر تجليات رحمة الله ويعرقلها هو قرار الرئيس الأميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل. إنه بذلك يخالف قرارات الشرعية الدولية، ويوجه صفعة للفلسطينيين والمسيحيين المشرقيين والمسلمين وكل العرب، ويهدم جسور السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية، ويشعل نار الانتفاضة الجديدة ويحول أورشليم «مدينة السلام» إلى مدينة حرب، وبذلك اعتداء على قدسيتها وعلى الله. فمن الواجب العودة نهائياً عن هذا القرار الهدام واعتباره كأنه لم يكن».

مواجهات بين متظاهرين والأمن قرب السفارة الأميركية في بيروت خلال مظاهرة تضامناً مع القدس

الشرق الاوسط....بيروت: نذير رضا ... أنهت القوى الأمنية اللبنانية مظاهرة في محيط السفارة الأميركية في بيروت احتجاجاً على قرار الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، عمد خلالها متظاهرون إلى رشق القوى الأمنية اللبنانية بالحجارة بعد منعهم من اختراق الحاجر الأمني للوصول إلى السفارة، وأوقفت عشرة أشخاص، لبنانيين وفلسطينيين. وبدأت المظاهرة بمواجهات، حيث منعت عناصر مكافحة الشغب اقتراب المتظاهرين من السياج الشائك الذي يفصلهم عن السفارة، مستخدمة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي، قبل أن تهدأ المواجهات ليتسنى لمنظمي المظاهرة، وهم فصائل فلسطينية وأحزاب يسارية لبنانية، إلقاء كلماتهم. وفي الختام، تجددت المواجهات، ما دفع القوى الأمنية لفض المظاهرة بالقوة، ودفع المحتجين إلى الخلف، وأوقفت 10 شبان، هم 6 فلسطينيين و4 لبنانيين شاركوا في رمي القوى الأمنية بالحجارة. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بعد ظهر أمس، بخلو ساحة عوكر، نقطة التجمع في شمال شرقي بيروت، من المتظاهرين «الذين حاولوا اختراق الحاجز الأمني، ولكن القوى الأمنية تصدت لهم وأبعدتهم ولاحقتهم وأجبرتهم على التراجع». وقال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» إن النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود «يشرف شخصياً على التحقيقات مع الموقوفين على ذمة التحقيق»، قائلاً إن التحقيقات «حتى الآن، أثبتت أن لا خلفية سياسية لحالة الشغب، بل ناتجة من انفعالات لدى المتظاهرين». وأشار إلى أن «ما أقدم عليه المتظاهرون من اعتداء على عناصر قوى الأمن، يقع تحت طائلة الملاحقة الجزائية». ولفت إلى أن التحقيق «يدور حول الاعتداء على قوى الأمن واستخدام العنف والشدة بحقهم ورشقهم بالحجارة أثناء أدائهم الوظيفي». ونفذت الأحزاب والقوى والمنظمات الشبابية اليسارية والفصائل الفلسطينية، اعتصاماً في محيط السفارة الأميركية في عوكر تحت شعار «شدوا الرحال إلى فلسطين»، ورفعوا الأعلام الفلسطينية واللافتات، مطلقين الهتافات المنددة بقرار الرئيس الأميركي بشأن القدس. وأحرق عدد منهم مجسماً للرئيس الأميركي على وقع أغانٍ وطنية. ووصلت بعض الجماعات الشبابية وبدأت ترشق القوى الأمنية بالزجاج والحجارة، محاولين اجتياز الشريط الشائك، ما دفع القوى الأمنية إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وشهدت ساحة عوكر حالة كر وفر بين المتظاهرين والقوى الأمنية على الرغم من إصرار القائمين على المظاهرة على إبقائها سلمية، إلا أن المتظاهرين تقدموا بين الحين والآخر في اتجاه الباب الحديدي والأسلاك الشائكة التي قُطِعَ بها الطريق في اتجاه السفارة الأميركية، ورشقوا القوى الأمنية بالزجاجات الفارغة والحجارة وأشعلوا النار بمستوعبات النفايات، لتعود القوى الأمنية وتطلق القنابل المسيلة للدموع، وكذلك فتحت سيارات الدفاع المدني خراطيم المياه في اتجاه المتظاهرين لتفريقهم. وقبل أن يغادر المتظاهرون بعد الظهر، اندلعت المواجهات مجدداً، ورشق عدد من الشبان القوى الأمنية بالحجارة فاعتقلت عدداً منهم. وأسفرت المواجهات عن تعرض بعض المظاهرين لحالات اختناق نتيجة للقنابل المسيلة للدموع، إذ أعلن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة في بيان عن معالجة 42 حالة على الأرض، ونقلت 6 حالات إلى مستشفيات المنطقة. وندد مسؤولون لبنانيون بأعمال الشغب، إذ غرد أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان عبر حسابه الخاص على موقع «تويتر»، قائلا: «عوكر ليست غزة، والقوى الأمنية اللبنانية ليست إسرائيلية، وممتلكات المواطنين الخاصة والعامة ليست مباحة للاعتداء عليها؛ فالتضامن والتظاهر لدعم القدس لا يعنيان استباحة القوانين اللبنانية». بدوره، رأى النائب سامي الجميل عبر «تويتر»، أمس أن «السماح بتحويل منطقة عوكر إلى ساحة لبعض المشاغبين للتعدي على الجيش اللبناني وعلى هذه المنطقة المسالمة الآمنة وأهلها ومحالها عار على هذه السلطة التي لا تستقوي إلا على من يدافع عن لبنان». ويقيم «حزب الله» اللبناني اليوم مظاهرة كبيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، دعا إليها أمينه العام حسن نصر الله يوم الخميس الماضي، تنديداً بالقرار الأميركي. وقال نصر الله: «أدعو الجميع، الرجال والنساء والصغار والكبار وأهلنا في الضاحية وفي بيروت وفي المحيط، لكن من يرغب أن يأتي في أي مكان في لبنان، وأيضاً أهلنا في المخيمات الفلسطينية إلى الحضور إلى هذه المظاهرة تحت عنوان الدفاع عن القدس والدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية».

المشنوق: بيان باريس ليس حلاً لخلل العلاقة مع العرب

بيروت: «الشرق الأوسط»... رأى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن «بيان مجموعة الدعم الدولية للبنان بنصه الحاسم وفي حال صفاء النوايا وصدق الإرادات يمكن أن يشكل حلا فعليا للخلل الخطير في العلاقات اللبنانية العربية»، واعتبر أن «على موقع رئاسة الجمهورية مسؤولية حماية مرجعيات الوفاق الوطني والعربي أي اتفاق الطائف وميثاق الجامعة العربية ويكون رأس حربة في حماية علاقات لبنان مع محيطه العربي». موقف المشنوق، جاء خلال كلمة ألقاها في عشاء خيري أقامته جمعية لبنانية في أبوظبي، حيث اعتبر أن عقد مؤتمر باريس لمجموعة الدعم الدولية، هو «مناسبة لها أهمية سياسية كبرى، وقد مثلت مصر الدولة العربية الأكبر والتي كان لها دور رائد في تجاوز لبنان لمحنته الوطنية»، مؤكدا أنه وجد في بيان المجموعة العربية «دعما كبيرا للبنان ودعما أكبر للاستقرار فيه، كما وجدت فيه دعما أكبر وأكبر لرئيس الجمهورية لرئيس مجلس الوزراء بمسؤوليتهما عن الاستقرار». وقال المشنوق: «استطعنا أن نتوصل إلى قرار وزاري بجميع المكونات السياسية للحكومة بالنأي بالنفس. واستعمل التعبير بالبيان الذي صدر في باريس وهو قرار مهم بنصه الحاسم وفي حال صفاء النوايا وصدق الإرادات يمكن أن يشكل حلا فعليا لهذا الخلل الخطير في العلاقات اللبنانية العربية». ورأى المشنوق أن «هذه التسوية المعاد إحياؤها مهمة واستراتيجية لمسألة أعتقد أن كل الحاضرين لهم علاقة بها، هي تنقية علاقات اللبنانيين وطوائفهم ببعضهم البعض وهي تسوية يحمل أطرافها من مسلمين ومسيحيين ومن موقع رئاسة الجمهورية تحديدا مسؤولية حماية مرجعيات الوفاق الوطني والعربي أي اتفاق الطائف وميثاق الجامعة العربية، وأن يكونوا رأس حربة في حماية علاقات لبنان في محيطه العربي وحماية مصالح هذا الانتشار»، معرباً عن ثقته بأن يكون الرئيس اللبناني ميشال عون «في مقدمة الساعين إلى تطبيق فعلي وعملي وحاسم لقرار مجلس الوزراء بالنأي بالنفس وأن تكون النخب مثلكم في طليعة البيئة الحاضنة لهذا الحل الاستراتيجي للبنان من أزمته».

«سوريا مصغرة» شمال لبنان... بلا خوف من تغيير ديموغرافي ونازحون يشترون أراضي في وادي خالد قرب مدينة حمص

الشرق الاوسط...وادي خالد (شمال لبنان): بولا أسطيح... قد لا يبدو مستغرباً أن تتحول إحدى الحارات في منطقة وادي خالد شمال لبنان إلى تجمع لعائلة سورية واحدة، ما أدَّى إلى أن تصبح حارة «آل حمادة» بعد شراء أعيانها نحو 7000 متر مربع من الأراضي، حيث يعيش حالياً المئات منها. منطقة وادي خالد، التي يبلغ مجمل عدد سكانها 45 ألف نسمة، تستضيف منذ سنوات 75 ألف نازح سوري، أتى معظمهم من مناطق محافظة حمص المتاخمة. ورغم انتهاء المواجهات العسكرية في قراهم وبلداتهم منذ العام 2014، لم يعودوا إليها بعد باعتبار أن معظمها خاضع حالياً لسيطرة «حزب الله» والنظام السوري، فيما الأغلبية الساحقة منهم في صف المعارضة السورية. لم يغير عدد النازحين في وادي خالد كثيراً من معالم المنطقة ذات الطبيعة الخلابة، بخلاف ما هو حاصل مثلاً في كثير من قرى وبلدات البقاع اللبناني. فقد قرر أهالي وأعيان المنطقة منذ وصول أول موجة من النازحين في العام 2012 فتح مدارسهم وبيوتهم لاستقبالهم، ورفضوا كلياً فكرة إنشاء مخيمات وتركهم في خيم، وظلوا على قرارهم هذا في السنوات التي توالت ما أدى لاستقرار 75 ألف شخص في غرف ومنازل سكنوا فيها مجاناً في البداية، فيما عاد بعضهم لاستئجارها، أو حتى شرائها في وقت لاحق. والأراضي في منطقة وادي خالد التي يشتريها السوريون، هي أراض غير مسجلة رسمياً، ويحمل مالكوها أوراق إثبات ملكية ممهورة لدى المختار أو كاتب العدل ويثبتها شهود. بالتالي لا يحمل مالكوها الجدد صكوك ملكية من الدوائر العقارية اللبنانية، علماً بأن طريقة البيع تتم بالاسترضاء بين البائع والشاري، وتثبت بصك بيع يثبته المختار أو كاتب العدل. وتشكل ظاهرة شراء المنازل، وبخاصة الأراضي، مصدر قلق لبعض سكان وادي خالد، الذين يعتبرون أن كل من بات يملك أرضاً أو منزلاً في المنطقة لن يفكر بالعودة إلى سوريا، حتى ولو انتهت الأزمة بشكل كلي، الأمر الذي يرجحه أيضاً فادي الأسعد، رئيس اتحاد بلديات وادي خالد. وتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن «أعداد كبيرة من السوريين باتوا يمتلكون أراض في المنطقة»، لافتاً إلى أن «ذلك من شأنه أن يهدد بشكل مباشر عودتهم إلى بلادهم، وإن كان عدد من اللبنانيين يمتلك كذلك عقارات كبيرة في المناطق السورية المتاخمة». ويستبعد الأسعد ما يتم تداوله عن إمكانية انطلاق عملية مصالحات وواسطات في المدى المنظور لعودة النازحين الموجودين في وادي خالد إلى بلداتهم وقراهم، موضحاً أن للمنطقة التي نزحوا منها «خصوصية معينة ما يرجح فرضية أن يكونوا آخر نازحين يعودون إلى سوريا بعد التوصل لحل نهائي للأزمة في بلادهم». نور الدين الأحمد، رئيس بلدية وادي خالد، يبدو أكثر تفاؤلاً في هذا المجال، وإن كان يؤكد أن لا دور على الإطلاق لفعاليات المنطقة بأي تواصل مع الأطراف في الجانب السوري لتأمين عودة النازحين. ويؤكد الأحمد لـ«الشرق الأوسط» أن لا خشية من بقاء النازحين السوريين في البلدات اللبنانية، لافتاً إلى أن من اشتروا أراضٍ في وادي خالد، وبلغ عددهم نحو 40 عائلة، تربطهم صلات قرابة بأهالي المنطقة. ويضيف: «مثلاً آل حمادة الذين تم إطلاق اسم إحدى الحارات في حنيدر على اسمهم، لهم أقارب لبنانيون من العائلة نفسها تم تجنيسهم في العام 1994». ويُجمع الأسعد والأحمد على وجود حسنات وسيئات للنزوح السوري على منطقة وادي خالد الواقعة في محافظة عكار، التي ظلت حتى الماضي القريب منسية من قبل الدولة، ولا تعني بشيء الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية. ويشير الأسعد إلى أنه «ونتيجة وجود عدد كبير من النازحين السوريين تم إنشاء شبكة صرف صحي ما كنا لنتمكن من إنشائها، نظراً لكلفتها العالية لولا تمويلها من جهات مانحة، تماماً كما تم استحداث شبكة مياه باتت تغطي 75 في المائة من المنطقة». أما الأحمد فيتحدث عن حركة اقتصادية كبيرة تشهدها المنطقة منذ بدء توافد النازحين، لافتاً في المقابل إلى تفاقم ظاهرة زواج أبناء وادي خالد من سوريات، وهو ما يشكل برأيه إحدى سلبيات النزوح. وتعتبر بلدات الهيشة والعماير والرامة، أكبر تجمعات للنازحين في منطقة وادي خالد التي تضم أكثر من 20 بلدة. ويؤمّن أحمد السيد، وهو ناشط في المنطقة ومدرس في أكثر من مدرسة في وادي خالد، ومنذ وصول أول موجة من النازحين، دوامين، الأول صباحي مخصص للتلامذة اللبنانيين، والثاني مسائي للتلامذة السوريين، والذين يفوق عددهم الـ4 آلاف. ويشير السيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن بعض المدارس تستقبل ما بين 500 و600 تلميذ، لافتاً إلى «اندماج السوريين بسلاسة في مجتمع وادي خالد بخلاف ما حصل في مجتمعات لبنانية أخرى، من منطلق الامتداد العشائري والروابط العائلية واللغة والتزاوج». ويضيف: «صحيح أن نحو 100 عائلة سورية اشترت أراض في وادي خالد، وقد طالبنا بتحرك البلدية والأجهزة المعنية لوضع حد لهذه الظاهرة، لكن لا خشية لدينا من وجودهم بيننا، باعتبار أن روابط عائلية تجمعنا، إضافة إلى أن لا إشكالية تغيير ديموغرافي بالنسبة لنا، خصوصاً وأننا نتحدث عن نازحين ينتمون إلى نفس الطائفة والمذهب».

 



السابق

مصر وإفريقيا...إدراج 161 إخوانياً على قوائم الإرهاب...شكري: لم نطلب تدخلاً عسكرياً خارجياً لمواجهة الإرهاب في سيناء..مشروع قانون أمام البرلمان المصري لـ «ضبط» مواقع التواصل الاجتماعي..زيارة بوتين القاهرة اليوم تركز على التعاون الاقتصادي...شروط مصرية لاستئناف مفاوضات «النهضة» مع إثيوبيا والسودان...اغتيال خمسة موظفين بشركة اتصالات صينية في مالي..مسؤولة أميركية: إنعاش اقتصاد السودان يتطلب رفع اسمه من لائحة الإرهاب..الجزائر تنفي التراجع عن اللغة الأمازيغية...احتجاجات تونسية ضد نصب تمثال لبورقيبة..إقرار خطة إعداد القمة «العربية ـ الأفريقية»...ابن كيران للأمين العام الجديد: الحزب أمانة في عنقك والعثماني: "العدالة والتنمية "مستمر....

التالي

أخبار وتقارير...بوتين في حميميم.. ماذا طلب من قواته العسكرية في سوريا؟..قيس الخزعلي في لبنان..مبيعات شركات الأسلحة العالمية تحقق أول ارتفاع لها منذ خمسة أعوام..«داعشيون» فرنسيون وجزائريون في أفغانستان..حزب مادورو يفوز بأكثر من 90 بالمئة من بلديات فنزويلا..اعتقال 3 أشخاص بعد محاولة حرق معبد يهودي في السويد...برلين.. العثور على حقيبتين قرب سوق لعيد الميلاد...تضارب في حكومة ماي حول فاتورة «بريكست»..لوران فوكييه أبرز المرشحين لتزعّم اليمين الفرنسي المتصدّع..


أخبار متعلّقة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,233,327

عدد الزوار: 6,941,469

المتواجدون الآن: 107