تفاعل قضية «خطف العسكريين»... وعون يؤكد بدء التحقيق والجيش اللبناني يوقف رئيس بلدية عرسال السابق...مواجهة بين حزب الله والحريري....الخلاف على الإصلاحات يهدد الانتخابات النيابية اللبنانية والمهل تضيق لإجراء اقتراع فرعي في كسروان وطرابلس....لبنان... كأنه عربة يشدّها حصانان في اتجاهيْن متعاكسيْن والمشنوق ينتقد «كلاماً بلا أخلاق سياسية»: ما حدا بيطلعلو يستوطي حيطنا ...مخاوف من تحوّل التحقيق بأحداث عرسال 2014 «لغماً» سياسياً متعدّد الفتائل...مسؤول في القيادة العسكرية الأميركية يبحث في بيروت تطوير قدرات الجيش...باسيل: هل الذين ركعوا لـ «داعش» سيبنون البلد؟ دو فريج: عون أخطأ والتسجيلات ستفاجئه...بري: كفى تهبيط حيطان خارج الصحن...

تاريخ الإضافة الأحد 10 أيلول 2017 - 6:51 ص    عدد الزيارات 3109    القسم محلية

        


مواجهة بين حزب الله والحريري.. واعتقال الحجيري..

عكاظ...زياد عيتاني (بيروت) .... كشفت مصادر وزارية مطلعة في بيروت لـ«عكاظ» أمس (السبت)، أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري سيواجه أية محاولة من قبل ميليشيا «حزب الله» وحلفائه داخل الحكومة لتحويل مسألة التحقيق في قضية الجنود الذين أعدمهم «داعش» إلى وسيلة لضرب القوى السياسية المعارضة لسياسة الحزب. ووصفت المصادر، إن الحملة على الرئيس السابق ميشال سليمان ورئيس الوزراء السابق تمام سلام وعلى الوزير نهاد المشنوق ووزير الدفاع السابق سمير مقبل، بعملية «تصفية حسابات» سياسية لعدة أطراف يقودها «حزب الله» وفقاً لأجندته الخارجية. ودعا رئيس الحكومة تمام سلام الرئيس ميشال عون، إلى فتح التحقيق على مصراعيه، ورفع السرية عن محاضر جلسات الحكومة في هذه القضية. وقالت مصادر أمنية إن قوات الأمن اللبنانية اعتقلت علي الحجيري رئيس بلدية عرسال السابق قرب الحدود السورية أمس (السبت)، في ما يتعلق بعملية أسر جنود لبنانيين. وأضافت المصادر أن الحجيري يواجه أيضا اتهاما بالتواطؤ مع جماعة جبهة النصرة الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سورية.

تفاعل قضية «خطف العسكريين»... وعون يؤكد بدء التحقيق والجيش اللبناني يوقف رئيس بلدية عرسال السابق

بيروت: «الشرق الأوسط»... تفاعلت سياسياً وأمنياً وعسكرياً قضية تصفية العسكريين اللبنانيين العشرة على يد تنظيم داعش، حيث تبادلت الأطراف السياسية تقاذف المسؤولية، وتحميل كلّ منهما الآخر تبعات المعارك التي درات بين الجيش اللبناني والتنظيمات المسلّحة في بلدة عرسال البقاعية، خلال شهر أغسطس (آب) 2014، حيث أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون، عن «فتح تحقيق لكشف ملابسات خطف العسكريين، واحتلال الإرهابيين، لأجزاء من أراضٍ لبنانية، وتحديد المسؤوليات». وتنفيذاً لمضمون الاستنابة القضائية التي أصدرها مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، للتوسع بالتحقيق في أسباب وخلفيات أحداث عرسال، استدعت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري للتحقيق معه. وأوضح مصدر عسكري أن الحجيري «حضر شخصياً للإدلاء بإفادته، وعلى ضوء التحقيق، سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة». ويأتي استدعاء الحجيري على خلفية ما تردد عن وجوده في مبنى بلدية عرسال، عندما حصل اشتباك بين دورية للجيش اللبناني ومسلحين من أبناء البلدة، أدى إلى مقتل الرائد في الجيش ميلاد بشعلاني والمعاون إبراهيم زهرمان. وفي سياق الإجراءات الأمنية أيضاً، أفادت معلومات، بأن «قوة من الجيش اللبناني طوّقت منزل الشيخ مصطفى الحجيري، الملقب بـ(أبو طاقية) في أطراف بلدة عرسال، وتحاول إلقاء القبض عليه، للتحقيق معه ومحاكمته بصفته متورطا في أحداث عرسال». وكان رئيس الجمهورية ميشال عون، التقى في القصر الجمهوري، قائد الجيش العماد جوزف عون يرافقه نائب رئيس الأركان للعمليات وقادة الوحدات العسكرية الذين شاركوا في عملية «فجر الجرود»، ومديري المخابرات والتوجيه والعمليات، في مستهل اللقاء عرض قائد الجيش للمراحل التي تمت فيها عملية «فجر الجرود» ودور الوحدات العسكرية التي شاركت فيها، مركّزا ًعلى التنسيق الكامل الذي تحقق بين القوى المشاركة، وتوزيع المهام في مسرح العمليات، إضافة إلى المؤازرة الجوية واللوجيستية والفنية التي مكّنت من تحقيق إنجاز تحرير الأرض في فترة زمنية قياسية، وتكبيد المسلحين الإرهابيين خسائر فادحة. وردّ الرئيس عون بتقديم التهنئة للقادة العسكريين فرداً فرداً على نجاح العملية. وشدد على «بقاء الجيش بعيداً جداً عن السياسة». وقال إن «من سلّم الأرض بات خارج المحاسبة، ومن حرّرها أصبح وكأنه مسؤول عما حصل في السابق، وحاول البعض أن يسلب من الجيش انتصاره، ولكي نردّ هذه الاتهامات، فتحنا تحقيقاً في الموضوع أساسه معرفة ملابسات خطف العسكريين واحتلال الإرهابيين، لأجزاء من الأرض اللبنانية، حتى لا يدان البريء ويبرّأ الجاني المهمل والمتساهل الذي أدى تصرفه إلى تطور الأوضاع ووصولها إلى ما وصلت إليه». وتطرق عون إلى بعض المواقف التي رافقت تنفيذ العملية العسكرية وتلتها، وقال: «ثمة مواقف غير وطنية، وثمة من يتجاهل أنه لا يجوز اللعب في القضايا الوطنية الأساسية ولا سيما الأمن الذي يخص كل الأحزاب السياسية ومكوّنات المجتمع». وأكد «تضامن كل اللبنانيين مع جميع الشهداء الذين سقطوا قبل المعركة وخلالها». ورأى أنه «لا يمكن الانتصار في معركة دون وجود أركان ناجحة، فالتنسيق بين القيادة والجنود في الميدان أمر بالغ الأهمية، فالمعركة متحركة ومن الصعب إدارتها، كما أن المناورات والتدريبات التي قمتم بها ساعدت كثيراً في التقليل من الخسائر». أما عضو كتلة «المستقبل» النائب نبيل دو فريج، فطالب بـ«الإفراج عن محاضر جلسات مجلس الوزراء المسجلة بالصوت، والمتعلقة بملف العسكريين، ليستمع إليها المحققون، كي يكشفوا ذيول وخبايا ما صدر من مواقف وآراء في الجلسات عند التطرق لقضية خطف العسكريين، ويحكموا على أساسها بهذه القضية». وقال دو فريج الذي كان وزيراً في حكومة الرئيس تمام سلام السابقة: «أول من سيتفاجأ بالسماع لهذه التسجيلات، هو الرئيس ميشال عون، وسيتفاجأ بشكل سلبي»، مشيراً إلى أنه «كان هناك مخطط قرأ عنه العالم كله، يقضي بأن يحصل في بلدة عرسال كما حصل في مدينة القصير (السورية) وهو امتداد تحالف الأقليات إلى البلدة». في هذا الوقت عاد ملف اللاجئين السوريين إلى الواجهة مجدداً، خصوصاً مع تحرير حدود لبنان الشرقية من تنظيمي «النصرة» و«داعش»، وجددت القوى السياسية الحليفة لدمشق، مطالبتها بالتنسيق مع النظام السوري، وترتيب عودة اللاجئين إلى بلادهم.

الخلاف على الإصلاحات يهدد الانتخابات النيابية اللبنانية والمهل تضيق لإجراء اقتراع فرعي في كسروان وطرابلس

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.... تفاقم مؤخرا الخلاف بين القوى السياسية اللبنانية حول الإصلاحات الواجب اعتمادها في الانتخابات النيابية المقبلة المقررة في مايو (أيار) المقبل، ما هدد بدخول الاستحقاق الانتخابي كله في دائرة الخطر وبالتالي يفتح الباب أمام احتمال تمديد رابع للمجلس النيابي الحالي المنتخب في عام 2009. ولم تبدأ وزارة الداخلية حتى الساعة الإجراءات العملية للاستعداد للانتخابات، حتى إن القانون الانتخابي الجديد الذي أقره مجلس النواب في شهر يونيو (حزيران) الماضي الذي يعتمد النسبية الكاملة وتقسيم لبنان إلى 15 دائرة لا يزال هو أيضا غير مفهوم من قبل قسم كبير من الطبقة السياسية واللبنانيين، ما يستوجب الانطلاق بأسرع وقت بحملات كبيرة لشرحه للناخبين كما للراغبين في الترشح، خاصة في ظل حالة من «البرودة» الطاغية على الماكينات الانتخابية الحزبية. وإن كان الهاجس الأمني أخذ الحيز الأكبر من الاهتمام السياسي في الأشهر الماضية، ترجح مصادر رسمية أن تنصرف الحكومة والأجهزة المعنية في الأسابيع القليلة المقبلة بعد الانتهاء من تحرير الأراضي التي كانت محتلة على الحدود الشرقية للاستعداد للانتخابات النيابية، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك «قرارا حاسما من قبل رئيس الجمهورية بإجراء الاستحقاق النيابي في موعده المحدد حتى إنّه لا يمانع تقريب موعده في حال التخلي عن بعض الإصلاحات التي كانت تتطلب وقتا لتحقيقها كالبطاقة الممغنطة». لكن تأخر الحكومة في البت بمصير الانتخابات الفرعية التي كان من المفترض أن تحصل في شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، كما كان وزير الداخلية قد أعلن في وقت سابق، يفاقم المخاوف على مصير الانتخابات النيابية رغم كل التطمينات التي تحملها القوى السياسية لجماهيرها. وكان من المفترض أن تكون الانتخابات الفرعية في دائرتي كسروان وطرابلس حيث تشغر 3 مقاعد أبرزها مقعد رئيس الجمهورية ميشال عون كما مقعد النائب الراحل بدر ونوس ومقعد النائب المستقيل روبير فاضل، بمثابة «بروفا» للاستحقاق النيابي، وإن كانت ستجري وفقا للقانون الانتخابي الأكثري الذي جرت على أساسه آخر انتخابات نيابية في عام 2009 والمعروف بقانون «الستين». ويعتبر عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب غسان مخيبر، أنّه من «المعيب» عدم تنظيم انتخابات فرعية بأسرع وقت ممكن، لافتا إلى أنها «مخالفة دستورية غير مبررة». وأشار مخيبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «وفي حال توفرت الإرادة السياسية فتحقيق هذا الأمر لا يزال ممكنا باعتبار أن النص القانوني يقول بوجوب ملء المقاعد الشاغرة قبل 6 أشهر من موعد الانتخابات العامة، وبالتالي نحن لا نزال ضمن المهل وإن كانت قد ضاقت». وقال: «أما ما يتعلق بالانتخابات النيابية فلا خوف من أن تنسفها الإصلاحات التي نتمسك ونطالب بها، ولكن إذا فشلنا في النهاية في الاتفاق عليها فلا يمكن القبول بأن تكون سببا لتطيير الاستحقاق النيابي». ويشكل إنجاز البطاقات الممغنظة التي نص عليها القانون الانتخابي الجديد تحديا كبيرا لوزارة الداخلية، وقد تصاعد الخلاف بين القوى السياسية الممثلة داخل اللجنة الوزارية المكلفة التحضير لهذه الانتخابات حول التسجيل السابق للناخبين في حال أرادوا الاقتراع خارج مكان القيد، إذ تتمسك به كل من حركة أمل والقوات اللبنانية و«حزب الله» والحزب القومي الاجتماعي وتيار المردة، فيما يرفضه التيار الوطني الحر وتيار «المستقبل». حتى إن الأمور بلغت حد إعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري رفض إلغاء هذا المبدأ (أي تسجيل الأسماء سابقا)، «حتى لو طارت الانتخابات برمتها». وفي هذا الإطار، شدد مخيبر على أن «البطاقة الممغنطة أداة لإجراء الانتخابات وليست الهدف، وبالتالي في حال لم نتمكن من السير بهذا الإصلاح فلا يعني ذلك القبول بتطيير الانتخابات»، مرجحا أن يتم تعيين هيئة للإشراف على الانتخابات قريبا بعد تقدم وزارة الداخلية إلى مجلس الوزراء قبل أسبوعين بعدد من الأسماء لاختيار أعضاء هذه الهيئة. ولا يبدو الخبير الانتخابي ربيع الهبر متشائما بخصوص مصير الانتخابات النيابية، إذ يعتبر أنّه «طالما الفريق الأقوى في لبنان يريد هذه الانتخابات فلا شك أنها حاصلة في موعدها». وأشار الهبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «رغم أن نتائج هذه الانتخابات غير مضمونة لكثير من الأحزاب الكبيرة فإنني أتوقع حصول الانتخابات في وقتها». وأضاف: «أما البطاقة الممغنطة التي تهدف لربط مراكز الاقتراع ببعضها والسماح للناخبين بالاقتراع في مناطق سكنهم، فسيتم على الأرجح التخلي عنها لأنه لا قدرة لوزارة الداخلية على إنجازها، حتى إنها قد تعيق إجراء العملية الانتخابية كلها». أما بخصوص الانتخابات الفرعية، فيؤكد الهبر أن «احتمال حصولها إجرائيا وقانونيا لم يسقط، وإن كنا نشهد مماطلة وتسويف يوحيان بأن النية والإرادة لإجراء هذا الاستحقاق غير متوفرة».

لبنان... كأنه عربة يشدّها حصانان في اتجاهيْن متعاكسيْن والمشنوق ينتقد «كلاماً بلا أخلاق سياسية»: ما حدا بيطلعلو يستوطي حيطنا ...مخاوف من تحوّل التحقيق بأحداث عرسال 2014 «لغماً» سياسياً متعدّد الفتائل...

بيروت - «الراي» ... يتّجه لبنان نحو مرحلةٍ سياسية غامضة في ضوء سباقٍ محمومٍ بين مَظاهر التوتر الناجمة عن وقائع محلية وإقليمية في مقدّمها مخلّفات معركة الجرود وما رافَقَها ونجم عنها من ملابساتٍ، وبين محاولاتِ احتواء المناخات السلبية على النحو الذي يَحفظ الاستقرار السياسي في البلاد ويجنّبها خطر الانزلاق الى مَصاعب من النوع الذي يصعب التكهّن بنتائجه. ورغم أن بيروت تبدو في حِراكها المتعاكس كالعربة التي يجرّها حصانان في اتجاهيْن مختلفيْن، فإن الدوائر المراقبة تميل لإمكان إبقاء الوضع تحت السيطرة ربطاً بالتحرّك الخارجي المرتقب لرئيس الحكومة سعد الحريري غداً باتجاه موسكو، إلى جانب الإطلالة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية ميشال عون دولياً من على منبر الأمم المتحدة قبل أن يزور باريس نهاية الشهر الجاري. وتسعى بيروت بقوّة إلى تَدارُك الأضرار الخارجية لإغراق انتصار الجيش اللبناني في معركة «فجر الجرود» ضدّ «داعش» بتجاذباتٍ سياسية فجّرتْها أولاً الصفقة التي أبْرمها «حزب الله» مع التنظيم الإرهابي، وفاقَمها ثانياً الارتداد لمعاودة فتْح ملف أحداث عرسال 2014، وذلك حرصاً على توظيف الانتصار النظيف للجيش في خانة تشجيع المجتمع الدولي على المزيد من دعم المؤسسة العسكرية، وهو العنوان الذي سيكون حاضراً في محادثات الحريري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اضافة الى أنه سيكون محور مؤتمر أعلن رئيس الوزراء اللبناني من باريس انه سيُنظم في الربع الأول من 2018. وكان لافتاً في هذا السياق، الكشف عن زيارة قام بها مدير الاستراتيجية والتخطيط والسياسة في القيادة المركزية الاميركية اللواء جورج سميث لبيروت حيث التقى قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون وكبار الضباط وبحث معهم في مجالات التعاون من أجل زيادة تطوير قدرات الجيش «باعتباره المدافع الوحيد عن أراضي لبنان وحدوده»، مشيداً بـ «النجاح العسكري الذي حققه الجيش اللبناني أخيراً». وإذا كان هذا التحرّك الأميركي في اتجاه بيروت وما أعلنه سميث يعكس قراراً من واشنطن بعدم التخلي عن الجيش وبتجاوُز الالتباسات التي رافقتْ الصفقة بين «حزب الله» و«داعش» وتركتْ تداعياتٍ إقليمية ودولية سلبية، فإن جانباً آخر مما أظهرتْه معركة الجرود، لا سيما تحديد «حزب الله» توقيتها وفق أجنْدته الإقليمية واندفاعته لاستثمارها في اتجاه التطبيع مع النظام السوري وربْط لبنان بالمحور الإيراني، ينذر بمتاعب يمكن أن تنزلق البلاد إليها بحال عدم القراءة الجيّدة لمجموعة إشارات من بينها ما يشبه «البطاقة الصفراء» السعودية التي تبدو برسْم مجمل الواقع اللبناني والتي عبّر عنها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان مرتين في أربعة أيام داعياً اللبنانيين أولاً الى الاختيار «مع حزب الشيطان أو ضدّه» قبل أن يعتبر ان إيران «وابنها البكر حزب الشيطان» هي منبع الإرهاب مطالباً «كما تَعامَل العالم مع (داعش) لا بد من التعامل مع منابعه». وتأتي اللهجة السعودية العالية وسط انطباعٍ متزايد بأن «حزب الله» يعمل على إدارة المركب اللبناني من الخلف. فهو نجَح في نقْل «العدسة» من الصفقة المثيرة للجدل التي أبرمها مع «داعش» وانتقل بموجبها قتَلة العسكريين الذين كانوا أسرى لدى التنظيم الإرهابي الى الحدود السورية - العراقية، الى الدفع في اتجاه فتْح ملف أحداث عرسال 2014 من خلال التحقيق الذي كان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أول مَن طالب بإجرائه قبل أن يتلقّفه عون ويُطلِق القضاء مساره، وسط مخاوف من تصفية حسابات سياسية تطاول بالدرجة الأولى بيئة الحريري وقادة عسكريين سابقين من خصوم حزب عون. ورغم محاولة المجلس الأعلى للدفاع اول من أمس وضْع التحقيق بأحداث عرسال 2014 وملابسات خطْف عشرات العسكريين حينها على أيدي جبهة «النصرة» و«داعش» وعدم حصول عملية عسكرية سريعة لاستعادتهم في سياق قضائي بحت بعيداً عن أي مناخات تحريض أو انتقام سياسي، فإن الخشية تزداد من أن يتحوّل هذا الملف بمثابة «لغم» سياسي متعدّد الفتائل، لا سيما مع محاولة خصوم «حزب الله» تحميل الأخير وحلفائه مسؤولية عدم السماح بالتفاوض مع «داعش» لضمان الإفراج عن العسكريين قبل تصفيتهم، علماً أن هذا التفاوض أتاح استرجاع 16 عنصر أمن كانوا أسْرى لدى «النصرة». وفيما كان أوّل غيث التوقيفات على خلفية أحداث عرسال وما سبقها يطلّ برأسه أمس مع توقيف مخابرات الجيش اللبناني رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري، كان لافتاً خروج الرئيس السابق للحكومة تمام سلام (كان رئيساً للوزراء ابان أحداث عرسال) عن صمته ليردّ على كلام رئيس الجمهورية حول غموض في مواقف مسؤولين «سببت جراحاً في جسم الوطن»، ويدعو الى «فتح التحقيق على مصراعيه ورفع السريّة عن محاضر جلسات مجلس الوزراء لأنّ من حق اللبنانيين أن يعرفوا طبيعة الوقائع الميدانية في عرسال وجوارها يومذاك، وما هي مواقف من يتاجرون اليوم بأرواح الشهداء ومَن أيّد التفاوض مع الارهابيين الخاطفين ولماذا ومَن رفضه ولماذا، ومن أحبط مساعي هيئة علماء المسلمين وغيرها ولماذا». ولاقى وزير الداخلية نهاد المشنوق الرئيس سلام رافضاً التعرّض للأخير «الذي تحمل لثلاث سنوات جبالاً من الخلافات السياسية والاستهتار الدستوري في ظلّ الفراغ الرئاسي»، قائلاً: «ما حدا بيطلعلو يستوطي حيطنا، لا بتمام بك ولا بغيره. نحن نفخر بحفظنا لعرسال وأهلها وبجيشنا الوطني. ولم يفعل العماد جان قهوجي (قائد الجيش ابان أحداث عرسال) إلا ما أملاه عليه ضميره الوطني ومناقبيته العسكرية. ولا كان الرئيس سلام إلا حمالاً لرسالة حفظ السلم الأهلي...». وفي ردّ ضمني على نائب «حزب الله» نواف الموسوي وهجومه على الحريري والسعودية اعتبر المشنوق «اننا اتخذنا قراراً بربط النزاع وليس بربط الكرامات»، معترضاَ على «كلام لا يحتمل لا في السياسة ولا في المنطق ولا في العقل ولا في الأخلاق، وأقل ما يقال إنه كلام بلا أخلاق سياسية». في موازاة ذلك، برَزَ موقف تهْدوي لرئيس البرلمان نبيه بري الذي كان رفض أي تعرُّض لسلام وقهوجي، إذ قال «من المؤسف ان المعركة العسكرية صار بدنا نخوضها بالإعلام، والمراجعات القضائية بدنا نخوضها بالإعلام، والمحاكمات بدنا نخوضها بالإعلام»، لافتاً الى «ان السياسيين ليس لهم حق التصرف في كل شيء». واذ اعتبر «أن مبدأ (مصلحة الدولة العليا)، لا نعرفه بحق بلدنا، وهذا امر يؤدي فعلاً على الاقل لإتهامنا بالثرثرة»، قال: «حاجي الناس تهبّط حيطان برّات الصحن». وحول إذا كان ما يجري سيؤثر على مصير الحكومة قال: «هذا شرّ لا بد منه».

مسؤول في القيادة العسكرية الأميركية يبحث في بيروت تطوير قدرات الجيش

بيروت - «الحياة» .. أشاد مدير الاستراتيجية والتخطيط والسياسة في القيادة المركزية الأميركية اللواء جورج سميث بـ «النجاح العسكري الذي حققه الجيش اللبناني أخيراً». وكان المسؤول العسكري الأميركي زار قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون وأعرب له عن «خالص تعازيه بالجنود الذين اختطفوا في العام 2014، من جانب تنظيم «داعش»، وبالجنود الذين سقطوا أثناء أدائهم واجبهم خلال عملية «فجر الجرود». وذكر المكتب الإعلامي في السفارة الأميركية في بيان أن اللواء سميث «زار لبنان لمدة يومين، والتقى نظراءه من كبار الضباط في الجيش وتم البحث في مجالات التعاون من أجل زيادة تطوير قدرات الجيش اللبناني باعتباره المدافع الوحيد عن أراضي لبنان وحدوده». وكانت السفارة الهندية لدى لبنان عبرت عن تضامنها مع «شعب لبنان الصديق». وأشارت الى «أن جميع المسؤولين في السفارة وقفوا لحظات صمت على أرواح الأبطال الذين سقطوا». وقالت في بيان: «تعازينا الحارة لشعب لبنان، وخصوصاً عائلات شهداء الجيش اللبناني الذين قدموا أسمى تضحية في هزيمة الإرهابيين. إن السفارة تشارك الشعب اللبناني الحداد على جنود الجيش الذين اختطفهم الإرهابيون في آب(أغسطس) 2014 وتحيي الجيش اللبناني الشجاع على النصر في عملية فجر الجرود ضد الإرهابيين. أنتم وتضحيات عائلاتكم تحافظون على لبنان آمناً». ونقلت السفارة إدانة الهند «في شكل قاطع للإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، وتنشر دائماً سياسة عدم التسامح المطلق مع الإرهاب».

باسيل: هل الذين ركعوا لـ «داعش» سيبنون البلد؟ دو فريج: عون أخطأ والتسجيلات ستفاجئه

بيروت - «الحياة».. بقي السجال السياسي اللبناني على وتيرته حول تداعيات معركة فجر «الجرود» والمحاسبة في مسألة استشهاد العسكريين المخطوفين من قبل «داعش». ورأى رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل أنها «المرة الأولى التي يقف فيها الجيش على حدوده الشرقية ويزرع العلم اللبناني في الأرض، ولكن هناك من يريد أن ينغص علينا الفرحة، فنحن نعيش في حال ما إن كان الجيش أخطأ أو أبرم صفقة ما، أو لبنان أصبح محكوماً بمعادلات أخرى في الوقت الذي كان لبنان الوحيد الذي حكم لنفسه بالقرار الحر وبالسيادة». وشدد على ضرورة «معرفة الحقيقة ليس لمحاسبة السياسيين لأن المحاسبة السياسية محاسبة شعبية ومن يتحمل المحاسبة السياسية أعلن عن نفسه». وقال: «لو كنا نريد الانتقام لكنتم سمعتم كلاماً آخر». وسأل: «هل تعتقدون أن الذين ركعوا لـ «داعش» سيبنون لكم بلداً؟ هؤلاء الذين رضخوا للإرهاب الذي قتل جنودنا. وبرأيكم نحن لا نعرف متى خطف الجنود ولا نعرف كيفية تحريرهم وأنه منذ 3 آب (أغسطس) كان الجيش يستطيع أن يحررهم؟ هؤلاء الذين حملوا بلدنا 70 بليون دولار ديناً، هؤلاء الذين يتكلمون اليوم عن الفساد ويلصقونه بنا، هؤلاء هم من يمنع عنا الكهرباء والمياه والنفط وعندما نقرر العمل يتهموننا بالفساد لكي نتخلى من العمل». واعتبر وزير الشباب والرياضة محمد فنيش (حزب الله) «أن هناك بعض المدارس السياسية «للأسف، يتعامل مع الشأن العام كأنه فرصة لتحقيق المنافع والامتيازات الخاصة وأن الوطن كعكة نتقاسمها أو قالب حلوى نبحث عن نيل الحصة الكبرى منه». وقال في مناسبة تكريمية: «نحن من مدرسة لم ولن تبخل بالتضحية بالنفس إذا ما وجدنا أن وطننا يتعرض لتهديد». وأضاف: «لا أريد أن أخوض سجالاً مع أحد، قد لا يعجب بعض أصحاب المدارس السياسية هذا التحليل وأعتقد أن ذاكرة اللبنانيين حية، وإن لكل جهة أو شخص أو فريق مواقفه وسجله السياسي، ولا يستطيع أحد أن يزور حقائق التاريخ، ولولا شجاعة الموقف وحرية القرار لدى رئيس الجمهورية لما وصلنا إلى اتخاذ قرار سياسي بتمكين الجيش من القيام بواجب، وبالتأكيد المرحلة التي نعيشها من خلال هذا التوافق القائم في حكومة أسهم في إيجاد الحصانة واتخاذ القرار». وتابع: «على من لا يريد أن يعترف ألا يسيء، ومن أراد الإساءة فليعبر عن اختلافه معنا من دون أن يشحن الأجواء». وقال عضو كتلة «المستقبل» النيابية نبيل دو فريج أن أول من سيفاجَأ عند سماع تسجيلات محاضر جلسات مجلس الوزراء في شأن المداولات المتعلقة بقضية العسكريين الشهداء هو رئيس الجمهورية». واعتبر «أن الرئيس عون أخطأ بما قاله أول من أمس عن غموض موقف المسؤولين والذي دفع الرئيس سلام إلى الخروج عن صمته والمطالبة برفع السرية عن محاضر جلسات مجلس الوزراء». وأيد طلب سلام لكنه قال: «لا يحق لي أن أقول ماذا فيها التزاماً بالسرية وإذا قلت وقائع قد يأتي أحد ما ويشكك، لكن إسماع الناس التسجيلات لا يدع مجالاً للشكوك، وأنا أذكر ما قاله كل واحد من الوزراء وكيف غمز. وليتم الإفراج عن كل التسجيلات ليعرف الناس من يريد الدولة ومن لا يريدها». ورأى أنه «إذا من تحقيق يتعلق بالتقصير العسكري في عرسال، فهذا تجريه المؤسسة العسكرية». وقال دو فريج لـ «صوت لبنان»: سمعت بعضهم يحمل الرئيس الحريري مسؤولية ما حصل للشهداء العسكريين وأنا لا أستطيع أن ألومهم هم المجروحون، وأطلب منهم أن يفكروا بعقل بارد لأنهم يعيشون في بيئة تضع في رؤوسهم مواقف معينة». وعن تذكير رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بالتظاهرات التي كان يقوم بها «التيار»، قال دو فريج: «كانوا يتظاهرون من أجل عدم التمديد للعماد جان قهوجي والإتيان بالعميد شامل روكز قائداً للجيش، وليس من أجل العسكريين وهذا لعب بمشاعر الناس». وسأل: «لماذا رفض البعض حصول تبادل لتحرير العسكريين واليوم حصل تبادل في الجرود؟». وذكّر دو فريج الرئيس عون بأن «أول وزير طالب بإلحاح بتفكيك مخيم النازحين في عرسال لأن فيه أقارب المسلحين في الجرود، واقترح نقلهم إلى مخيمات قريبة من الحدود لتتمكن القوى الأمنية ضبطهم هو وزير الداخلية نهاد المشنوق، لكن من يريد المزايدة رفض وطلب إرسالهم إلى سورية». وقال إنه «مع إعدام المتورطين بقتل العسكريين ويجب محاكمة الموقوفين الذين أدلوا باعترافات عن تورطهم». واعتبر أن الموقوفين من «داعش» لدى «حزب الله» يجب أن يكونوا في عهدة الجيش اللبناني. ورأى أن الحريري قال إنه اتخذ مع الرئيس عون قرار إنهاء معركة الجرود وخروج «داعش»، لأن لا مصلحة في أن تفرط الخلافات الحكومة.

بري: كفى تهبيط حيطان خارج الصحن

بيروت - «الحياة» .. علق رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري على ما يجرى من مواقف وسجالات، بالقول: «من المؤسف أن المعركة العسكرية نخوضها بالإعلام، والمراجعات القضائية نخوضها بالإعلام، والمحاكمات نخوضها بالإعلام. مع احترامي للإعلام الذي من حقه دائماً أن يملك المعرفة في كل الأمور، لكنّ السياسيين ليس لهم حق التصرف في كل شيء». واعتبر «أن مبدأ «مصلحة الدولة العليا» لا نعرفه بحق بلدنا، وهذا أمر يؤدي فعلاً على الأقل لاتهامنا بالثرثرة. «حاجي الناس تهبّط حيطان برّات الصحن». وعما إذا كان ما يجرى سيؤثر في مصير الحكومة قال: «هذا شرّ لا بد منه». وعلمت «الحياة» أن الرئيس بري أبدى استياءه أمام زواره من التراشق السياسي الحاصل حول المسؤولية عن أحداث عرسال عام 2014، والاتهامات التي تؤدي إلى الاحتقان السياسي. وأشار هؤلاء إلى أن بري يستغرب الحملة على رئيس الحكومة السابق تمام سلام وقائد الجيش السابق جان قهوجي، ويذكّر بما أحاط بكل المرحلة السابقة ومحاولات تشويه الحقائق والمزايدة. ويقول الزوار إن فتح الهواء على شاشات التلفزة لشتى أنواع الاتهام يساهم في حقن الأجواء. وأشار بعض الزوار إلى أن بري يستغرب «عرض العضلات» في وقت أحيلت التحقيقات في ما حدث في عرسال على القضاء. فلماذا لا تترك الأمور له كي يقوم بعمله؟ ويشير هؤلاء إلى أن إشارة بري إلى «مصلحة الدولة العليا» يقصد بها الكف عن التحريض في وقت الهدف الانتقام للتمديد للعماد قهوجي قبل سنوات، بينما الهدف كان تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش. ورأت مصادر نيابية أن قول بري إن الحكومة شر لا بد منه يعود إلى اقتناعه بأن السجال لن يؤثر في استمراريتها. وترى هذه المصادر أن الاتفاق بين الرئيس عون ورئيس الحكومة سعد الحريري أقوى من أن يهتز. وتذكّر المصادر النيابية ذاتها بأن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله كان قال أنه مع استمرار الحكومة نافياً ما يقال عن أن الحزب يرغب في تغييرها. وأضافت أن الحكومة الحالية لا تضير الحزب فوجودها في ظل التوافق بين عون والحريري يشكل مظلة له.



السابق

القوى السياسية المصرية تُجهّز أجندتها البرلمانية.. إحالة أوراق 11 في «خلية الجيزة» الإرهابية إلى المفتي..استمرار الخلافات بشأن دراسات سد النهضة...تعويل مصري على الصينيين لإنعاش السياحة الثقافية..شيخ الأزهر يطلق من ألمانيا دعوة الى التسامح والتعايش..حكومة الشاهد تتجه الى نيل الثقة في البرلمان التونسي...تونس: «التكتل الديمقراطي» يعقد مؤتمره الثالث وبن جعفر يغادر رئاسته..مقتل سائق تابع للصليب الأحمر بمكمن في جنوب السودان..الخرطوم تشدد الرقابة على معارضين مع اقتراب ذكرى تظاهرات 2013 الدموية..برلمانيون أفارقة يعلنون تشكيل لجنة تتفاوض مع الأميركيين على رفع العقوبات...أفريقيا تستضيف قمة حول الأزمة الليبية وتشكو تضارب طروحات يضرّ بجهودها...7 قتلى بهجوم لـ «بوكو حرام» على مخيم نازحين في شمال نيجيريا...

التالي

أخبار وتقارير..لوائح بأسماء آلاف المستهدفين بحوزة إرهابيَين يمينيين في ألمانيا......«بطالة» السياسيين الفرنسيين تدفعهم إلى احتراف الصحافة...قلق دولي من مواجهة في ذكرى تأسيس كوريا الشمالية....محادثات روسية ـ فرنسية في جنيف بحثاً عن «قواسم سورية مشتركة»..بورما توطن الهندوس والبوذيين في مناطق الروهينغا ..ماليزيا تندد: المسلمون يتعرضون لعنف منظم..ميانمار تعد بمخيمات داخل أراضيها لإيواء الروهينغا الفارين من العنف...رومانيا تنقذ من البحر الأسود مركبَين لمهاجرين غير شرعيين..القوات التركية تعلن قتل 99 كردياً في أسبوعين...الأوروبيون يدعمون واشنطن في الأزمة الكورية... ويرفضون الحلول العسكرية..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,177,515

عدد الزوار: 6,759,123

المتواجدون الآن: 130