لبنان خلْف جيْشه في معركة «فجر الجرود» ضدّ «داعش».. نفى أيّ تنسيقٍ مع «حزب الله» والجيش السوري وشَكَر الأميركيين والبريطانيين على مساعداتهم...الجيش اللبناني و«حزب الله» يطلقان معركة ضد «داعش»... دون تنسيق..«فجر الجرود»: الدولة قوية وقادرة....مساعد وزير الخارجية الإيراني يزور لبنان غداً....«داعشيو» الجرود انغماسيون ولهم خبرة في التخفّي....

تاريخ الإضافة الأحد 20 آب 2017 - 8:03 ص    عدد الزيارات 2801    القسم محلية

        


لبنان خلْف جيْشه في معركة «فجر الجرود» ضدّ «داعش».. نفى أيّ تنسيقٍ مع «حزب الله» والجيش السوري وشَكَر الأميركيين والبريطانيين على مساعداتهم

بيروت - «الراي» .. تحرير 30 كيلومتراً مربعاً في اليوم الأول ومقتل 20 إرهابياً وإصابة 10 عسكريين... أمير «داعشي» يستسلم في المقلب السوري «مُبتسماً»: المهمة انتهتْ...

عيْناً على الميْدان، وعيْناً أخرى على السياسة. هكذا كانت بيروت أمس مع إطلاق الجيش اللبناني معركة «فَجْر الجرود» ضدّ تنظيم «داعش» (على الحدود الشرقية مع سورية) التي يَتشابك فيها العسكري بالسياسي والتي تجري بالتزامن مع عملية «وإن عُدْتُم عدنا» التي أعلنها جيش النظام السوري و«حزب الله» من المقلب السوري لتحرير ما تبقى من جرود القلمون الغربي. ولم يكد الجيش اللبناني يبدأ معركته فجر أمس في مسرح عملياتٍ يتركّز في جرود رأس بعلبك والقاع ويمتدّ على نحو 120 كيلومتراً مربّعاً بمواجهة نحو 600 من عناصر «داعش»، حتى انطلقتْ القراءات السياسية لهذه المواجهة التي تأتي في ظل الاستقطاب الحادّ في البلاد بشأن محاولاتِ جرّ لبنان الرسمي الى تطبيعٍ بقوّة الأمر الواقع مع نظام الرئيس بشار الأسد من ضمن مسارٍ كان بدأ بالترويج عن «تعاون وتنسيقٍ لا مفرّ منه» مع الجيش السوري و«حزب الله» في معركةٍ تجري «في ميدانٍ مُتداخِل وتوقيت واحد»، وتُوِّج بزياراتٍ علنية لوزراء من الحزب وحلفائه لدمشق. وبدا الجيش اللبناني مدركاً تماماً لحساسية «المسرح السياسي» الذي تجري عليه عمليته ضدّ «داعش» والمضاعفات الداخلية والخارجية لأيّ محاولةِ توظيفٍ لهذه المعركة خارج سياقها في مكافحة الإرهاب. ومن هنا كانت الأهمية الكبرى لحرْصه السريع على إعلان عدم وجود أيّ تنسيق مباشر أو غير مباشر بين المؤسسة العسكرية اللبنانية وبين الجيش السوري و«حزب الله»، نافياً بلسان مدير التوجيه العميد علي قانصوه وجود أي تزامُن بين «فجر الجرود» وبين المعركة في المقلب السوري، ومذكّراً بأن عملية الجيش كانت بدأت قبل أيام من خلال تضييق الطوق على التنظيم الإرهابي واحتلال التلال الاستراتيجية «وعندما وجدنا أنفسنا جاهزين بدأنا»، ومتحدّثاً عن «المساعدات المشكورة من الأميركيين والبريطانيين للجيش اللبناني». وإذ اعتبرتْ أوساط مطلعة عبر «الراي» أن هذا «التصويب السياسي» لمعركة الجيش يأتي ترجمةً للسقف الذي كان وضعه المجلس الأعلى للدفاع حين جَعلَ العملية من ضمن التحالف الدولي ضدّ الإرهاب، كان بارزاً الالتفاف اللبناني الجامِع حول الجيش في المواجهة التي يخوضها، على عكس ما كان عليه المشهد إبان العملية التي شنّها «حزب الله» قبل نحو 3 أسابيع ضدّ «جبهة النصرة» في جرود عرسال. ورغم هذا الالتفاف، فإن سباقاً جرى حول دلالات «النصر الآتي» للجيش وترْجماته السياسية، بين «حزب الله» وخصومه، إذ اعتبر الأول مع حلفائه أن ما يحصل على المقلبيْن اللبناني والسوري يعزّز معادلة «شعب وجيش ومقاومة» وذلك ترجمةً لمحاولات جعل الحزب كياناً رديفاً للجيش، فيما تعاطى مناهضو «حزب الله» مع معركة الجيش على أنها إثبات لقدرة المؤسسة العسكرية وحدها على حماية لبنان وتحرير أراضيه وبسْط سلطته على كامل التراب الوطني مؤكدين على معادلة «شعب دولة وجيش». وانطوت الساعات الأولى من «معركتيْ المقلبيْن» على مفارقاتٍ لم يخْل بعضها من مؤشرات مُقْلِقة وأبرزها:

* ملامح المقارنات الميدانية بين معركة الجيش اللبناني وعملية «حزب الله» والجيش السوري والنتائج التي تَتحقق على كل من الجبهتين، وسط حرْص الحزب عبر إعلامه الحربي ووسائل إعلام قريبة منه على إبراز إنجازاته السريعة في الميدان السوري في القلمون الغربي (قارة والجراجير) حيث تحدّث عن استسلام عشرات من مسلّحي «داعش» لـ «حزب الله» والجيش السوري بينهم أحد الأمراء «الشرعيين» (مسؤول قاطع الزمراني ومنطقتها) المدعو أحمد وحيد العبد الذي استسلم (مع مجموعته) مبتسماً ومعلناً «خلّصْنا» (بمعنى أنْهينا المهمّة)، إلى جانب السيطرة على نقاط ومرتفعات استراتيجية وإيقاع إصابات في صفوف التنظيم الإرهابي. وفي المقابل كان الجيش اللبناني يحقق تقدماً في جرود رأس بعلبك والقاع بعدما نجح من خلال القصف الجوي وبالراجمات والمدفعية في تحطيم خط الدفاع الأوّل لـ «داعش» والسيطرة على تلال استراتيجية، وسط اعتماده خيار التقدم البطيء والمدروس الذي يستند على استطلاع ميداني مسبق للمواقع الساقِطة لتفكيك الألغام والمفخخات المزروعة فيها.

* دخول ملف العسكريين التسعة الأسرى لدى «داعش» (منذ اغسطس 2014) على خط اليوم الأول من المعركة، وسط بلبلة أثارتها التسريبات عن ان الأمن العام اللبناني تلقى عبر أحد الوسطاء معلومات عن وجود جثث في حفرة في جرود عرسال، وأنها قد تكون لعسكريين من المخطوفين لدى التنظيم الإرهابي. وعلى وقع توجّه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم مع عددٍ من سيارات الصليب الأحمر الى جرود عرسال للتدقيق في معلومات الوسيط وإخضاع أي جثث يتمّ العثور عليها لفحوص «دي إن آي»، وُضِع دفْع ملف العسكريين الى الواجهة في سياق واحد من أمريْن، إما إعطاء إشارة جدّية الى رغبةٍ بالتفاوض لإنهاء وجود «داعش» في الجرود في تكرارٍ للسيناريو الذي رافَقَ انسحاب «النصرة»، ولا سيما ان الجيش اللبناني كان جزم أن لا تفاوض قبل كشْف مصير العسكريين، وإما محاولة من «داعش» لشراء الوقت والتخفيف من الضغط العسكري عليه وفي الوقت نفسه السعي لضرب معنويات الجيش اللبناني.

وسارع الجيش إلى التأكيد عبر مصدر عسكري أن «المعركة لن تتوقف حتى القضاء على (داعش) واستعادة الأرض بصرف النظر عن ملف العثور على جثث». وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون زار صباح أمس غرفة العمليات في قيادة الجيش حيث استقبله العماد جوزف عون بحضور كبار ضباط القيادة حيث اطلع على سير العمليات العسكرية في جرود رأس بعلبك والقاع، كما تابع النقل المباشر لوقائع تحرك قوى الجيش في المنطقة واشتباكها مع المجموعات الإرهابية، ثم أجرى اتصالاً هاتفياً بقادة الوحدات المقاتلة متمنياً التوفيق للعسكريين في مهمتهم الوطنية ومؤكداً لهم «أنا معكم، أتابعكم من غرفة العمليات، عقلنا وقلبنا معكم. ولبنان بأسره يتطلع إليكم، وينتظر منكم تحقيق الانتصار». وسبق ذلك قرابة الخامسة فجراً إعلان قائد الجيش عبر «تويتر» انطلاق العملية ضدّ «داعش»، وقال: «باسم لبنان والعسكريين المخطوفين ودماء الشهداء الأبرار وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم أطلق عملية (فجر الجرود)». وفي مؤتمر صحافي، بعد ظهر أمس، لعرض مجريات اليوم الأول للمعركة، أعلن الناطق باسم الجيش العقيد نزيه جريج أنّ الجيش سيطر على عدد من التلال والمناطق «مُحرراً بذلك 30 كيلومتراً مربعاً، أي نحو ثلث المساحة التي كان يسيطر عليها الإرهابيون، إضافة إلى تدمير 11 مركزاً للارهابيين بينها مغاور وخنادق وتحصينات، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر». وأشار إلى «مقتل 20 إرهابياً من (داعش)، فيما أُصيب من الجيش 10 حال أحدهم حرجة»، مؤكداً أن الجيش حقق أهداف اليوم الأول و»أكثر قليلاً». ولفت إلى أنّ عناصر «داعش» باتوا أوهن من أن يتابعوا المعركة التي وصفها بأنّها «صعبة لأنّ الأراضي مُلغّمة».

الجيش اللبناني و«حزب الله» يطلقان معركة ضد «داعش»... دون تنسيق.. تحرير 30 كلم سيطر عليها التنظيم من جهة لبنان

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. تزامن الإعلان عن «فجر الجرود» لتحرير الجرود الشرقية الحدودية التي يحتلها تنظيم داعش من الجهة اللبنانية، صباح يوم أمس (السبت)، مع إعلان مماثل من قبل حزب الله الذي تحدث عن بدء مقاتليه وقوات النظام السوري تنفيذ عملية «وإن عدتم عدنا» للسيطرة على جرود القلمون الغربي من الجهة السورية. وعلى الرغم من إصرار الحزب على تظهير العمليات العسكرية كأنّها مشتركة بين الطرفين اللبناني والسوري، أكدت قيادة الجيش اللبناني أن المعركة التي تشنها، لا تنسق فيها لا مع حزب الله ولا مع قوات النظام السوري، سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر. ونجح الجيش اللبناني في اليوم الأول من إطلاق المعركة من استعادة السيطرة على 30 كلم2، وأعلن في بيان، مساء أمس، أنه دمر 11 مركزاً للتنظيم، تحتوي على مغاور وأنفاق وخنادق اتصال وتحصينات وأسلحة مختلفة. وأشار إلى أن وحدات الجيش «تواصل تقدّمها السريع تحت دعم ناري من المدفعية وراجمات الصواريخ والطائرات، فيما تسجل حالات انهيار وفرار كبيرة في صفوف الإرهابيين»، وتحدثت التقارير عن مقتل 20 عنصراً من التنظيم المتشدد مقابل جرح 10 من عناصر الجيش. وبدا تنظيم داعش في اليوم الأول من انطلاق المعارك مشتتاً إلى حد كبير، خصوصاً مع إعلان الجيش اللبناني تحقيق أهدافه «وأكثر بقليل»، بالتوازي مع بث «الإعلام الحربي» التابع لحزب الله صوراً ومقاطع فيديو لمجموعة قال إنّها تابعة للتنظيم سلمت نفسها في القلمون الغربي بعد ساعات قليلة على انطلاق المعركة. وأعلن المتحدث باسم الجيش اللبناني العقيد نزيه جريج، في مؤتمر صحافي عُقد بعد ظهر يوم أمس لشرح مجريات اليوم الأول من المعركة، السيطرة على مجموعة كبيرة من التلال، «إضافة إلى تدمير 11 مركزاً للإرهابيين بينها مغاور وخنادق وتحصينات، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر»، لافتاً إلى أنّه بذلك «يكون الجيش قد حرر 30 كيلومتراً مربعاً». وقال جريج إن الجيش «التزم بما خطط له واستطاع السيطرة على تلة العدم والمرتفع 1564 وهي نقاط حاكمة»، مضيفاً أنه «بذلك نكون حققنا أهدافنا في اليوم الأول وأكثر بقليل». ورجّح الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد إلياس حنا أن تصعب المعارك كلما تقدم الجيش باتجاه مواقع ومراكز «داعش» في الوسط، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى وجود مساحات شاسعة فارغة، مما يجعل الفترة الأولى من المعارك هي الأسرع والأسهل. وأضاف: «علينا أن نعي أن قتال جبهة النصرة هو غير قتال (داعش) باعتبار أن الأخير مرتبط بقيادته في الرقة، فيما الجبهة لديها حرية قرار ولا مركزية»، لافتاً إلى أن «ملف التفاوض مع التنظيم المتطرف لن يكون بالأمر السهل، باعتبار أن الوجهة التي سيتجه إليها غير واضحة، نظراً إلى أنّه يخوض معارك شرسة في الرقة، إضافة إلى أن السلطات اللبنانية وقيادة الجيش لن تقبل بالدخول في أي عملية تفاوض قبل تحديد مصير العسكريين الـ9 المختطفين». وتضاربت المعلومات يوم أمس حول مصير هؤلاء العسكريين، إذ أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ظهر يوم أمس، أن «موكباً للأمن العام اللبناني توجه إلى عرسال بمواكبة الصليب الأحمر والجيش اللبناني في مهمة سيعلن عنها لاحقاً». وأرفق هذا التصريح بموقف آخر بعد الظهر قال فيه إن «الأمن العام والجيش اللبناني يقومان بمهمة لها طابع القدسية الوطنية»، متمنياً من وسائل الإعلام «عدم الخوض في التحليلات حفاظاً على نجاح المهمة، ومنعاً للتلاعب بعواطف اللبنانيين»، مؤكداً الإعلان عن نتائج المهمة فور إنجازها. وكانت معركة «فجر الجرود» انطلقت بإعلان صادر عن قائد الجيش جوزيف عون، نقله الحساب الرسمي للجيش اللبناني على موقع «تويتر» جاء فيه: «باسم لبنان والعسكريّين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار، وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم، أطلق عملية فجر الجرود». وبعد نحو ساعة من إعلان انطلاق المعركة زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزارة الدفاع في منطقة اليرزة، للاطلاع على سير العمليات العسكرية بالجرود، كما تابع النقل المباشر لوقائع تحرك الجيش في المنطقة واشتباكه مع المجموعات المتطرفة، ثم اتصل الرئيس عون عبر الهاتف بقادة الوحدات المقاتلة، وحيا العسكريين على جهودهم، وتمنى لهم التوفيق في «مهمتهم الوطنية». وعقد مدير التوجيه العميد علي قانصوه بعد ذلك مؤتمراً صحافياً فصّل فيه المعطيات المتوافرة حول المعركة، وأوضح أن عناصر «داعش» في الجرود اللبنانية «هم مجموعات من المشاة معززة بآليات ودراجات نارية تمتلك أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة ومدافع هاون وصواريخ موجهة وأسلحة مضادة للدروع وأسلحة مضادة للطائرات وقناصات ومناظير ليلية وطائرات من دون طيار»، لافتاً إلى توزعهم على 3 مجموعات؛ فصيل بكر شمالاً (جرد القاع)، فصيل علي في الوسط (جرد رأس بعلبك)، فصيل أسامة في الجنوب (على امتداد التلال المشرفة على وادي الشحوط). وأكد قانصوه رداً على سؤال حول عدم وجود أي تنسيق مباشر أو غير مباشر مع حزب الله أو النظام السوري، معتبراً أن المعركة التي يخوضها الجيش اليوم: «هي من أصعب المعارك التي يخوضها الجيش ضد التنظيمات الإرهابية». سياسياً، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أنه يواكب «بكل أشكال الدعم والتأييد عملية فجر الجرود لطرد فلول الإرهاب من الأراضي اللبنانية». وكانت المعارك في الجهة اللبنانية تسير بالتوازي مع المعارك من الجهة السورية المقابلة. وأعلن «الإعلام الحربي» سيطرة حزب الله وقوات النظام السوري على 87 كيلومتراً مربعاً، من إجمالي المساحة التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش، مشيراً إلى أن «المواجهات أدَّت إلى تضييق خط التماس مع المسلحين، ليبلغ مع نهاية يوم أمس 50 كيلومتراً». وأفاد الحزب بتقدم حققه وقوات النظام في جرود الجراجير وجرود قارة في القلمون الغربي، كما في جبل الموصل الاستراتيجي الذي يشرف على معبري فيخة وميرا. وتحدث بعد الظهر عن «تقدم كبير من خلال السيطرة على مرتفع أبو خديج الذي يشرف على كامل سهل الجراجير في القلمون الغربي إضافة للسيطرة على مرتفع شلوف الزمراني الذي يسيطر بالنار على معبر الزمراني»، مشيراً إلى استسلام أحد الأمراء «الشرعيين» لـ«داعش» في القلمون الغربي، وهو مسؤول قاطع الزمراني ومنطقتها المدعو أحمد وحيد العبد مع أفراد مجموعته.

«فجر الجرود»: الدولة قوية وقادرة

المستقبل.. .. وانطلقت عملية تحرير الجرود اللبنانية من الاحتلال الإرهابي، مع إعطاء قائد الجيش العماد جوزف عون الضوء الأخضر «باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم» لبدء «فجر الجرود» نسبةً إلى «ساعة الصفر» التي دقت عند الخامسة من فجر أمس إيذاناً بتطهير المنطقة الجردية الشرقية من الوجود «الداعشي». ومن «فجر» المعركة سرعان ما تبيّن «الخيط الأبيض من الأسود» على خارطة الميدان، إن في أبعاده العسكرية الوطنية من خلال التأكيد القاطع لكل تشكيك وتضليل وتأويل الذي جاء «جهاراً نهاراً» على لسان مدير التوجيه العميد علي قانصوه بتشديده على كون الجيش اللبناني وحده يقود ويخوض المعركة ضد تنظيم «داعش» دونما أدنى تنسيق «لا مباشر ولا غير مباشر مع الجيش السوري وحزب الله»، أو في أبعاده السيادية التي تختزن دلالات ومعاني بالغة الأهمية توكيداً على أنّ الدولة قوية وقادرة على حفظ سيادتها وتحرير أراضيها متى عقدت العزم وشمّرت عن سواعدها الشرعية. إذاً، وبعد أيام من الترقب والانتظار دقت «ساعة الصفر» فدكّت الوحدات العسكرية المرابطة عند جبهة القاع ورأس بعلبك مواقع الإرهابيين في الجرود وانطلقت عملية الانقضاض الشامل على «داعش» بعد سلسلة عمليات من القصف والقضم نفذها الجيش اللبناني خلال الفترة الأخيرة تمهيداً لبدء المعركة، لتكون «البداية ممتازة والانطلاقة مهمة بزخمها القوي والصاعق» وفق ما أعربت مصادر عسكرية رفيعة لـ«المستقبل» مساء أمس موضحةً أنه «على الرغم من طبيعة المعركة القاسية وطبيعة الأرض الصعبة بتضاريسها وألغامها، فإنّ وحدات الجيش حققت إنجازات كبيرة في اليوم الأول من عملية «فجر الجرود»، سواءً على مستوى سرعة السيطرة على تلال استراتيجية أو على صعيد تدمير مواقع وتحصينات للإرهابيين وإيقاع عدد كبير من القتلى والإصابات في صفوفهم»، مبديةً ثقتها بأنّ الساعات والأيام المقبلة ستحمل مزيداً من التقدم للجيش على أرض الجرود خصوصاً أنّ التلال التي باتت في قبضته تشرف على مجمل المنطقة التي يتوارى فيها إرهابيو «داعش»، ما يضعهم تحت حزام نار محكم براً وجواً. وإذ لفتت إلى أنّ تواجد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صباحاً في غرفة العمليات المركزية في قيادة الجيش لمواكبة انطلاقة عملية «فجر الجرود» منحت العسكريين «دعماً وزخماً» في الميدان، شددت المصادر العسكرية على أنّ قيادة الجيش مرتاحة للنتائج المُحققة في اليوم الأول من العملية سيما وأنها أتت في مجرياتها تماماً كما كان مخططاً لها «وحبّة مسك»، مشيرةً إلى أنّ «نهج الشفافية» الذي تعتمده المؤسسة العسكرية في الإعلان عن هذه المجريات سيتواصل لإطلاع الرأي العام يومياً على مستجدات المعركة، مع تنويهها في الوقت عينه بأنها المرة الأولى التي يشهد فيها هكذا حدث انفتاحاً عسكرياً على الخوض في «أسئلة وأجوبة» في مؤتمرات صحافية تأكيداً على الانفتاح على وسائل الإعلام وحرصاً على أوسع قدر من الشفافية والدقة في تزويد الإعلاميين بالمعلومات الدقيقة والصحيحة حول التطورات المتصلة بالميدان. وفي محصلة اليوم الأول من المعركة، أعلن الجيش سلسلة التلال والمرتفعات التي باتت تحت سيطرته ميدانياً و«مسالك التحرك وخطوط الإمداد» التي أصبح يسيطر عليها بالنار في كامل بقعة القتال، لتبلغ المساحة المحررة من قبضة «داعش» حوالى 30 كلم2 ما يعادل 25% من مساحة انتشار التنظيم الإرهابي في الجرود اللبنانية، فضلاً عن تأكيده «مقتل نحو 20 إرهابياً وتدمير 11 مركزاً تابعاً لهم ومواقع تحتوي على مغاور وأنفاق وخنادق اتصال وتحصينات وأسلحة مختلفة، فيما أصيب عشرة عسكريين بجروح مختلفة»، وذلك بالتزامن مع رصد وتسجيل «حالات انهيار وفرار كبيرة في صفوف الإرهابيين». وكانت اليرزة قد شهدت مؤتمرين صحافيين أمس، الأول صباحاً عقده مدير التوجيه للإعلان عن انطلاق عملية «فجر الجرود» وتوضيح مهامها وطبيعتها، ولتفنيد أقسام تموضع إرهابيي «داعش» الذين يقدر عددهم بنحو 600 مقاتل يتوزعون على شمال وغرب وجنوب وشرق المنطقة الجردية، ثم عصراً عقد الناطق العسكري باسم الجيش العقيد الركن نزيه جريج مؤتمراً ثانياً استعرض خلاله نتائج النهار الأول من العملية وخريطة تُظهر منطقة انتشار «داعش» قبل انطلاق «فجر الجرود» والمحاور التي شن الجيش هجومه عبرها، كما عرض فيلماً عن سير العمليات العسكرية التي جزم بأنها «ستستمر حتى تحقيق الأهداف وطرد الإرهابيين والانتشار على الحدود».

العسكريون المخطوفون

توازياً، لفت الانتباه أمس حراك للأمن العام باتجاه منطقة الجرود وسط تواتر أنباء عن احتمال ورود معلومات من «داعش» عن مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين امتثالاً للشرط الذي كانت قيادة الجيش قد وضعته للخوض في أي مفاوضات متزامنة مع المعركة. وفي حين أفادت معلومات صحافية أنّ موكب الأمن العام المترافق مع سيارات من الصليب الأحمر والذي شوهد يدخل إلى جرود عرسال ومنها إلى «وادي حميد» صعوداً نحو مغاور في «وادي الدب» أتى إلى المنطقة في «مهمة إنسانية» بناءً على معطيات معينة تلقاها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم حول مصير العسكريين المخطوفين لدى «داعش»، آثر ابراهيم التكتم حول طبيعة هذه المهمة «حتى إنجازها»، وكذلك الأمر حرصت المصادر العسكرية على عدم الخوض في قضية العسكريين واكتفت بالقول لـ«المستقبل»: «هذه قضية محورية ومركزية بالنسبة لقيادة المؤسسة العسكرية لكنّ الجيش لم يدخل بأي مفاوضات حتى الساعة وتركيزه منصب في الوقت الراهن على العملية العسكرية الجارية على الأرض لدحر الإرهابيين، أما ملف التفاوض فيتولاه اللواء ابراهيم بانتظار تبيان أي جديد في القضية». ورداً على سؤال، نفت المصادر العسكرية ما تردد أمس عبر بعض وسائل الإعلام عن لقاء عُقد حول هذا الموضوع داخل الجرود اللبنانية، مؤكدةً أنّ ما حُكي عنه من هذا القبيل إنما تم «على الحدود السورية وليس ضمن نطاق ساحة المعركة التي يخوضها الجيش في الجرود اللبنانية».

مساعد وزير الخارجية الإيراني يزور لبنان غداً

المستقبل.. يزور مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابر انصاري لبنان غداً، حيث سيلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية، المغتربين جبران باسيل ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط. كما سيعقد لقاءات مع قيادات في «حزب الله». وسوف يناقش الأنصاري مع المسؤولين اللبنانيين، تطورات الوضع في لبنان وسوريا..

«داعشيو» الجرود انغماسيون ولهم خبرة في التخفّي

بيروت - «الحياة» ... قسَّم إرهابيو تنظيم «داعش» الإرهابي مناطق سيطرتهم في الجرود اللبنانية - السورية إلى ولايات تشبه المحافظات المعتمدة في بلدانهم الأم، وذلك بحسب مدير التوجيه في الجيش اللبناني العميد علي قانصو. و «يتمركز هؤلاء المسلحون شمالاً في جرود رأس بعلبك وجرد القاع، وغرباً في جرد رأس بعلبك وجزء من جرد عرسال، وجنوباً على امتداد التلال المشرفة على وادي الشاحوط، وشرقاً في منطقة قارة والجراجير والبريج في الأراضي السورية»، وفق قانصوه. ويخضع عناصر هذا التنظيم لـ «ولاية الشام– قاطع القلمون الغربي». وتظهر الخرائط مساحة البقعة التي يتمركزون فيها وتبلغ نحو 120 كلم مربع، ويتوزعون على 47 موقعاً بينها: مراح الكف، وادي الخشن، خربة التينة، تلة الخلف، تلة طلعة العدم، مراح الدوار، الدكانة، سهلات خربة داود.وتتشكّل «المجموعات الإرهابية» من مجموعات مشاة معززة بآليات ودراجات نارية، وتملك أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة: مدافع هاون، صواريخ موجهة، أسلحة مضادة للدروع، أسلحة مضادة للطائرات، قناصات، مناظير ليلية وطائرات من دون طيار. وعُرضت صور التقطت جواً لمدفع مضاد للطائرات رُصد من بعد وآليات مختلفة. وأظهرت الصور 3 من مسلحي «داعش» مع قناصاتهم ومزحف صواريخ ومدفع مضاد للطائرات مموّه، خندق محصّن، غرف ومراكز محصنة داخل الكهوف، مركز رمي مدفعية محصّن، مدفع هاون مموّه، مركز حماية وملجأ داخل كهف، ومزحف إطلاق صاروخ موجّه. وتقدر مديرية التوجيه عدد مسلحي داعش في هذه الجرود اللبنانية بـ 600 إرهابي وفق التقديرات الاستعلامية ويتوزعون على ثلاث مجموعات: فصيل بكر شمالاً (جرد القاع)، فصيل علي في الوسط (جرد رأس بعلبك)، فصيل أسامة في الجنوب (على امتداد التلال المشرفة على وادي الشحّوط). ولدى الإرهابيين نقطتا ضعف: عدم توافر تغطية جوية وعدم توافر دبابات. أما نقاط القوة، فهي: مهاجمة القوى بواسطة الدراجات المفخخّة والانتحاريين والانغماسيين، معرفة طبيعة الأرض الصعبة (جبال ومغاور وكهوف) واستثمارها، خبرة عالية في التفخيخات والنسفيات، التخفي والانتقال بسرعة من جبهة إلى أخرى باستعمال الدراجات النارية، وخبرة عالية في عمليات القنص، خصوصاً أن طبيعة الأرض تساعدهم في ذلك.



السابق

حملة لرفض تعديل الدستور المصري وتمديد ولاية الرئيس يقودها سياسيون شاركوا في صياغته...«دعم مصر» يُقيّم أداء الحكومة تمهيداً لمحاسبتها وتوقيف 3 تكفيريين في شمال سيناء...حزب «البناء والتنمية» ينتخب رئيساً..خلية «العائدون من ليبيا»: الحكم في 16 الشهر المقبل..مفتي تونس أمام القضاء بتهمة الفساد..مخطط اغتيالات بـ «الكيماوي» في ليبيا...انتهاء الحرب في بنغازي يفتح شهية رجال الأعمال لإعادة إعمارها...10 سنوات سجناً لقائد «الشرطة الإسلامية» خلال حكم المتطرفين لشمال مالي....حزب موالٍ لبوتفليقة يشكك في رواية إقصاء وزيره «خطأ» مرتين...ضغوط غربية على جنوب السودان لإشراك زعيم المعارضة في قمة إقليمية....المعارضة الكينية تطعن بنتائج الانتخابات...الرئيس النيجيري يعود إلى بلاده بعد رحلة علاج في لندن..المغرب: الإفراج عن 13 معتقلاً في قضايا إرهابية في إطار عفو ملكي بمناسبة ذكرى «ثورة الملك والشعب» و «عيد الشباب»....

التالي

أخبار وتقارير..اليمين المتطرّف يلوّح بانتفاضة ضد ترامب مع خروج بانون ووسط تساؤلات عن توجهات الرئيس الجديدة..«تفاؤل» بترامب «أقل عنصرية»...مطاردة إسبانية - فرنسية لمغربي قاد هجومَي كاتالونيا..عملية امنية كبيرة في اقليم كاتالونيا الاسباني والسلطات لا تزال تبحث عن احد افراد الخلية الجهادية...ألمانيا ترفض «تعليمات انتخابية» من أردوغان...أردوغان يدعو وزير الخارجية الألماني إلى «التزام حدوده»..روسيا: طعن 8 أشخاص بسكين والسلطات تستبعد العمل الإرهابي....ترمب يشكل أكبر عقبة لجنرال النجوم الاربعة صاحب النظرة الغاضبة يقبض على البيت الأبيض...


أخبار متعلّقة

الجيش اللبناني يعزز جاهزيته لدحر «داعش»..السلاح الأميركي يقلب ميزان «فجر الجرود»... وسط «أفخاخ سياسية» والكلام الأميركي عن أن «الحرب مسألة وقت»... يُثير تساؤلات...بخاري: العلاقات السعودية - اللبنانية ستشهد تطورات إيجابية في الأشهر المقبلة..«المستقبل: المعادلة هي سيادة الدولة بلا شركاء «حزب الله»:المشكلة في السلطة لا في الجيش...ضبط 3 كلغ كبتاغون معدة للشحن إلى السعودية...رعد: النصْر ضمن مسار وفّرته المقاومة..الموسوي: لا طائل من الحملات على«حزب الله»...تجمّع إسلامي في دار الفتوى الأربعاء...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,643,656

عدد الزوار: 6,906,158

المتواجدون الآن: 96