الإعتصامات المطلبية تُحاصر الجلسة التشريعية.. والمقايضة أطلقَت السلسلة....الحريري يقترح على مجلس الوزراء إلغاء صفقة بواخر الكهرباء.. وطبول الحرب تُقرع في الجرود...الحريري يعوّل على قانون «الشراكة» لزيادة النمو.. ويجرّد زوّار سوريا من «الصفة الرسمية»...الموسوي: الدور الأميركي تراجع بعدما وصلنا العراق بسورية...عون: للتشدد في حماية المستهلك بري:تعديل ضرائب إذا حاز أكثرية...لبنان يلغي مادة تعفي المغتصب من العقاب... والنساء غاضبات..«صراعُ أجنْداتٍ» على تخوم معركة الجيش اللبناني ضدّ «داعش» على وقْع عمليات «الفرز والضمّ» لمناطق النفوذ في الإقليم...

تاريخ الإضافة الخميس 17 آب 2017 - 8:10 ص    عدد الزيارات 2427    القسم محلية

        


الإعتصامات المطلبية تُحاصر الجلسة التشريعية.. والمقايضة أطلقَت السلسلة

الحريري يقترح على مجلس الوزراء إلغاء صفقة بواخر الكهرباء.. وطبول الحرب تُقرع في الجرود

اللواء.. على ايقاعات متفاوتة الحرارة، وأن كانت جميعها تتسم بالسخونة، ينعقد مجلس الوزراء اليوم في بعبدا، على إيقاع طبول الحرب «تقرع» في جرود القاع ورأس بعلبك، حيث رجحت معلومات لـ «اللواء» ان تتزامن الجلسة مع بدء «ساعة الصفر»، بعدما وسع الجيش تقدمه في هذه الجرود، وسيطر على مجموعة تلال ومواقع استراتيجية لاحكام الطوق على مجموعات «داعش» الإرهابية، وسط وابل من القصف المدفعي والاشتباكات بالنيران، فيما جدول أعمال الجلسة المكون من 66 بنداً، أكثر من ثلثيها نقل اعتمادات مالية، يلحظ بنداً خلافيا يتعلق بصفقة بواخر الكهرباء، وأن خلا من موضوع الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان، لكن وزير الداخلية نهاد المشنوق سيثيره من خارج الجدول، رغم الاتجاه الغالب بإلغاء هذه الانتخابات امام برودة المسؤولين اتجاهها، وهي البرودة نفسها التي يرجح ان يتعامل مجلس الوزراء مع سفر الوزراء الثلاثة حسين الحاج حسن وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس إلى دمشق، على اعتبار ان هذه الزيارات هي شخصية وليست رسمية، وتتم بدون تكليف رسمي، على حدّ تأكيد الرئيس سعد الحريري في مجلس النواب، رغم محاولات الإعلام الرسمي السوري احاطة هذه الزيارات بالطابع الرسمي سواء في الاستقبال على الحدود، حيث تولى التلفزيون السوري نقل وقائعها على الهواء مباشرة، أو تأكيد الوزيرين الحاج حسن وزعيتر ذلك. لكن اللافت، في هذا السياق، إلغاء زيارة وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري الذي كانت وجهت إليه دعوة للمشاركة في افتتاح معرض دمشق. وأوضح خوري لـ «اللواء» انه رفع كتاباً بهذا الصدد إلى مجلس الوزراء، لنيل موافقته، وبما انه لم يأت الجواب بشأن الزيارة فضلت عدم الذهاب إلى سوريا والمشاركة في المعرض، مع ان موعد الدعوة كان محددا اليوم. اما الجلسة التشريعية التي اقتصرت على جزء صباحي، بعدما طير النصاب جزءها المسائي، فقد انعقدت بدورها على إيقاع سلسلة اعتصامات تربوية لأساتذة الجامعة اللبنانية والمتعاقدين في التعليم الثانوي والتعليم المهني والتقني، من أجل سلسلة مطالب خاصة بالثبيت وصندوق التعاضد والمستحقات، بالتزامن مع اعتصامات أخرى في ساحة رياض الصلح لمتقاعدي القوات المسلحة للمطالبة برد سلسلة الرتب والرواتب وتصحيح الثغرات التي تطالهم، ولمتطوعي الدفاع المدني للمطالبة بتثبيتهم، ملوحين باللجوء إلى إحدى السفارات لطلب اللجوء الإنساني خلال 48 ساعة. ولئن غابت السلسلة عن وقائع الجلسة التشريعية، حيث لم يتطرق أي نائب إليها لا من قريب ولا من بعيد، الا انها حضرت في كواليس الجلسة لترجمة «صفقة» المقايضة بين توقيع السلسلة من قبل رئيس الجمهورية ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي في 24 آب الحالي، والأخذ بالملاحظات والثغرات التي تحدث عنها اللقاء الحواري في بعبدا، حيث عقد لهذه الغاية، اجتماع بين الرئيس نبيه برّي ورئيس لجنة المال النيابية إبراهيم كنعان، جاء تتمة للقاء الذي انعقد في عين التينة الثلاثاء، وحضر الاجتماع أيضاً الوزير علي حسن خليل والنائب القواتي جورج عدوان، وتمحور البحث في اقتراحات القوانين الثمانية التي ستدرج على الجلسة المقبلة بصفة المعجل المكرر. وأعلن كنعان في مؤتمر صحفي عقده في ساحة النجمة التوافق على هذه الاقتراحات المرتبطة بالسلسلة، مشيراً إلى انها ستسلك المسار القانوني بعد نشر قانون السلسلة وقانون ايراداتها في الجريدة الرسمية، وذلك بعدما تبين ان القانون لا يعدل الا بقانون، بمعنى انه يجب أولاً على الرئيس ميشال عون توقيع السلسلة لتسلك مسارها القانوني، حتى يُصار إلى التصويت على الاقتراحات النيابية والتي تشمل شهداء وجرحى العسكريين وذوي الاحتياجات الخاصة، وإلغاء الازدواجية الضريبية والرسوم على المشروبات الروحية، وصندوق تعاضد القضاة وتعويضات المتقاعدين العسكريين. وعلمت «اللواء» انه سيُصار من الآن وحتى موعد الجلسة المقبلة المرجح ان تعقد يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين، حيث طلب الرئيس برّي من النواب عدم الارتباط بهذين اليومين، محاولة لضم الاقتراحات الثمانية في اقتراح واحد. وأكد برّي انه في صدد التحضير لجلسة مساءلة للحكومة خصوصاً وأن هناك العشرات من القوانين لم تنفذ وصادق المجلس على مجموعة قوانين متبقية من جدول أعماله، بينها إنشاء محافظة كسروان – جبيل وقانون تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وإلغاء المادة 522 من قانون العقوبات المتعلق بحالات الاغتصاب، وقانون حماية الحيوانات والرفق بها، وإبرام بروتوكول بين لبنان والمجموعة الاوروبية لإنشاء آلية لتسوية النزاعات حول الاحكام التجارية من اتفاقية الشراكة الأوروبية – المتوسطية.

مجلس الوزراء

إلى ذلك، علمت «اللواء» من مصادر سياسية مطلعة أن الرئيس عون سيعرض على مجلس الوزراء حصيلة اللقاء الحواري في بعبدا والخطوات التي ستتخذ لاحقا، مؤكدة ان موضوع زيارة الوزراء إلى سوريا ليس مطروحا في المبدأ ،لكن هناك توقعات بأن يثيره بعض الوزراء على أن تشهد الجلسة تمسك كل فريق بموقفه وان تتكرر المواقف السابقة التي عبر عنها الفرقاء ورئيس مجلس الوزراء. كذلك لم تستبعد أن يعرض وزير الدفاع الوضع العسكري في الجرود في حين يطرح وزير الداخلية موضوع الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس. وكشفت مصادر وزارية من تيار «المستقبل» لـ«اللواء» بأن الرئيس الحريري سيقدم اقتراحاً خلال جلسة مجلس الوزراء لالغاء مناقصة الكهرباء وسيكون له موقف من هذا الملف على ان يتم اجراء مناقصة جديدة من خلال دفتر شروط جديد وتوقعت المصادر ان لا يكون هناك اعتراض على اقتراح الحريري مشيرة الى ان الموضوع جرى التفاهم عليه بين «المستقبل» و«التيار الوطني الحر». واعتبرت المصادر ان هناك بنداً على اهمية عالية في مجلس الوزراء والمتعلق بموضوع الغاز السائل وتشغيل معامل الكهرباء على الغاز مما يؤمن التيار الكهربائي، كذلك البند المتعلق بملف الاتصالات، من خلال نقل اعتماد بـ١٥٠ مليون دولار لتطوير شبكة الهاتف الثابت. واستبعدت المصادر الوزارية المستقبلية اثارة موضوع زيارة الوزراء الى سوريا خصوصا ان لا اتفاقيات سيتم التوقيع عليها خلال الزيارة ولا تكليف حكومي لهم باجراء اي محادثات. وشددت المصادر على دعم الحكومة الكامل للجيش اللبناني في كل الخطوات التي يقوم بها واثنت على عمله المدروس على الحدود اللبنانية – السورية. اما بالنسبة الى موضوع اجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان توقعت المصادر ان يطرحه وزير الداخلية نهاد المشنوق من خارج جدول الاعمال خصوصا ان الوقت اصبح يداهم الجميع، ولكنها استبعدت اجراء الانتخابات متوقعة ان يكون السبب ضيق الوقت خصوصا ان موعد الانتخابات النيابية لم يعد بعيدا. ولفتت الى انه من الافضل عدم اجراء الانتخابات الفرعية لكي يكون هناك حافز لاجراء الانتخابات النيابية في اسرع وقت ممكن. ومن جهته، قلل وزير العمل محمدكبارة من انعكاسات زيارة الوزيرين زعيتر والحاج حسن الى سوريا (سينضم اليهما اليوم الوزير يوسف فنيانوس)على الوضع الحكومي، وقال لـ«اللواء»: موقف الحكومة واضح وكلام الرئيس سعد الحريري ايضاً، ان الزيارة هي شخصية وبصفة خاصة وليست رسمية بقرار من مجلس الوزراء، مهما قال الوزيران في هذه الزيارة. وردا على سؤال حولما اذا كان بعض الوزراء المعترضين على الزيارة سيصعدون موقفهم خاصة بعد تسريبات عن استقالة وزراء «القوات اللبنانية»؟ قال كبارة: لا اعتقد ان الامر سيصل الى هذه الدرجة، طالما ان الوزراء ذاهبون بصفة خاصة ولا علاقة للحكومة بالزيارة. وتوقعت مصادر وزارية قواتية لـ«للواء» أيضاً ان يثار الكثير من الملفات في جلسة مجلس الوزراء اليوم في بعبدا، مشيرة الى أهمية المواضيع التي ستطرح والتي كانت ربما هي السبب لعقد الجلسة في قصر بعبدا، واشارت المصادر الى ان هناك الكثير من المستجدات التي طرأت لا سيما الامنية منها واعتبرت ان معركة الجيش في رأس بعلبك والقاع يبدو انها بدأت بشكل فعلي ولم تستبعد ان يتم بحث الموضوع خلال الجلسة لاهميته. اما بالنسبة الى موضوع زيارة عدد من الوزراء الى دمشق فلفتت المصادرالى ان الموضوع قد يثار خصوصا بعد المواقف المعلنة من قبل هؤلاء الوزراء على الرغم من انه اثير في الجلسة الماضية وارتأى رئيس الحكومة على وضعه جانبا باعتباره من الملفات الخلافية، واشارت المصادر الى ان الامور لم تتبدل وان موقف القوات معروف ولم يتغيير في هذا الاطار. اما بالنسبة الى ملف الكهرباء فأكدت المصادر القواتية الى ان لا جديد على هذا الصعيد مما يعني ان موقف القوات ثابت.

تقدّم الجيش في الجرود

ميدانيا، واصلت وحدات الجيش تقدمها في جرود رأس بعلبك والقاع محققةً مزيداً من قضم مواقع استراتيجية من دون الاعلان رسمياً حتى الان عن بدء ساعة الصفر لمعركة تحرير الجرود. ومنذ ساعات الفجر الاولى، قامت وحدات الجيش بالتقدم لاسترجاع نقاط استراتيجية لتضييق الخناق على مجموعات «داعش» الارهابية في جرود الرأس والفاكهة والقاع تحت نيران المدفعية الثقيلة التي وصلت اصداؤها الى مختلف بلدات البقاع الشمالي. وسيطر الفوج المجوقل خلال هذه العملية على مجموعة مرتفعات ونجح في تدمير عدد من الدشم والتحصينات، في وقت يتابع تعزيز مواقعه في جرود عرسال منعاً لأي تسلل للارهابيين واستقدام قوات وآليات مدرعة الى تلال رأس بعلبك التي سيطر عليها فجراً. واعقب عملية فوج المجوقل، هجوم مؤلّل لفوج التدخل الاول سيطر فيها على خربة خزعل، عقاب خزعل وعلى مرتفع ضهور الخنزير. واشارت المعلومات الى «ان طوافات الجيش شنّت ضربات ضد «داعش» في منطقة خربة داوود وجرود القاع، وان قائد الجيش العماد جوزف عون، زار غرفة العمليات في رأس بعلبك، بعدما تفقد عدداً من المراكز واجتمع بالقادة الميدانيين لبحث العملية العسكرية في الجرود الشرقية.

الحريري يعوّل على قانون «الشراكة» لزيادة النمو.. ويجرّد زوّار سوريا من «الصفة الرسمية» وسلامة لـ«المستقبل»: عيننا على العجز

بمعزل عن أهازيج «جديدة يابوس» اليائسة بحثاً عن زائر رسمي يعبر الحدود نحو البقية الباقية من حكم الأسد في دمشق، حيث بلغ العوز لتعويم نظام غارق من رأسه حتى أخمصه في الدم والعزلة حدّ التهليل بمجرد وزيرين مجرّدين من الغطاء الحكومي إن من خلال البيان العلني الحاسم لمجلس الوزراء بهذا الخصوص الأسبوع الفائت أو عبر الموقف الصريح الحازم لرئيسه سعد الحريري أمس في معرض التأكيد قبيل دخوله القاعة العامة في مجلس النواب أنّ «الوزراء لا يتوجهون إلى سوريا بصفة رسمية»، يبقى الرسمي الثابت الوحيد في الموقف اللبناني حيال سوريا هو «النأي بالنفس» عن محاور الاقتتال فيها مهما اشتدت المحاولات وافتُعلت المسرحيات من الجرود إلى الحدود. أما ما يفيد اللبنانيين ومصالحهم فيظلّ الشغل الشاغل لأركان الدولة وتبقى العين الوطنية شاخصة نحو النهوض بالبلد واقتصاده سيما وأنّ حاكم المصرف المركزي رياض سلامة كان قد صارح المتحاورين على طاولة لقاء بعبدا الاقتصادي الإثنين الفائت بالقول: «عيننا على العجز»، وأردف موضحاً لـ«المستقبل» أمس: «ما يريح السوق بعد إقرار سلسلة الرتب والرواتب هو تخفيض العجز في الموازنة العامة وعندها أتوقع تحقيق إيجابيات اقتصادية كبيرة في البلد». سلامة الذي أبدى تفاؤلاً اقتصادياً مقروناً بوقائع سياسية وتطلعات نهضوية تنموية، قال: «مع انطلاقة عهد جديد برئاسة فخامة الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة جديدة برئاسة دولة الرئيس الحريري تسعى لتفعيل مشاريع البنى التحتية، أضحى الجو في البلد مؤاتياً ومساعداً لتحقيق نمو أفضل»، لافتاً في هذا السياق إلى أنّ «نجاح الحكومة في الاستحصال على تمويل لتنفيذ هذه المشاريع من شأنه أن يتيح عودة الارتفاع إلى النمو بنسب من المتوقع أن تكون بحدود الـ2,5%». ورداً على سؤال، أجاب الحاكم: «مع احترامي للجميع بما في ذلك بعض مجموعات الضغط التي «تبشّر» بانهيارات اقتصادية، لبنان يملك من المقوّمات ما يسمح لي بأن أؤكد عدم حصول أي انهيار لا في الليرة ولا في الاقتصاد»، منبهاً إلى كون بعض ما يُنشر بخلاف ذلك «لا يتطابق مع الحقائق والأرقام».

«الشراكة».. وحقوق المرأة

تشريعياً، أقر مجلس النواب أمس خلال التئام الهيئة العامة صباحاً (ص2) برئاسة رئيس المجلس نبيه بري وحضور الحكومة والنواب، 7 مشاريع واقتراحات قوانين، إثنان منها اتفاقات دولية وآخر يتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى إنشاء محافظة كسروان - جبيل وإلغاء المادة 522 من قانون العقوبات التي تمنع تجريم المغتصب إذا تزوج من ضحيته. وعلى الأثر، شدد رئيس الحكومة على أهمية إقرار قانون «الشراكة» مشيراً إلى أنه «يُشكل خطوة نحو شراكة متينة للدولة مع القطاع الخاص وزيادة النمو للنهوض باقتصاد لبنان»، في حين عاد فغرّد لاحقاً عبر «تويتر» مؤكداً عزمه على إنصاف ومناصرة حقوق المرأة فقال: «بالأمس عُدّل قانون رقم ٢٩٣ في مجلس الوزراء لحماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري واليوم (الأربعاء) تم إلغاء المادة ٥٢٢ من قانون العقوبات»، مضيفاً: «تم الإيعاز إلى وزير الدولة لشؤون المرأة (جان أوغاسابيان) تقديم مشروع قانون لتعديل المواد ٥٠٥ و٥١٨، كما أطلقت حملة المناصرة للمطالبة بإقرار قانون تجريم التحرش.. كل هذه هي خطوات ضمن مشوار سنكمله مع المرأة اللبنانية حتى تحصل على كامل حقوقها».

الكهرباء.. و«الفرعية»

في الغضون، أفادت مصادر وزارية «المستقبل» عشية انعقاد مجلس الوزراء اليوم أنه سيبحث في أبرز مواضيعه مقترحات تتعلق بخطة الكهرباء وسط توجّه مرجّح نحو إدخال تحديث على الخطة التي أقرتها الحكومة لزيادة الانتاج في الطاقة. كما سيحضر ملف الانتخابات النيابية الفرعية على طاولة البحث مع قرب انتهاء المهلة القانونية لدعوة الهيئات الناخبة لاتخاذ القرار المناسب حيال إجراء هذه الانتخابات من عدمه.

الجيش اللبناني يسترجع تلالاً استراتيجية تحضيراً لمعركته مع «داعش» في الجرود

بيروت - «الحياة» ... كثف الجيش اللبناني خلال الساعات الماضية، تحضيراته للمعركة التي ينوي خوضها من أجل طرد مسلحي تنظيم «داعش» من جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع الحدودية، فاسترجع السيطرة على تلال في منطقة ضهر الخنزير برأس بعلبك، بعد قصف عنيف استهدف خلاله ليل أول من أمس وفجر أمس مواقع مسلحي التنظيم في خربة داوود وجرود الفاكهة فدمر بعض تحصيناتهم. وأفادت أنباء من البقاع بأن إصابات وقعت في صفوف المسلحين .. وقال مصدر عسكري لـ «الحياة» أن استعادة التلال التي تقدم نحوها الجيش وسيطر عليها هي من المواقع التي كان مسلحو «داعش» يتمركزون فيها سابقاً وتركوها قبل مدة، مشيراً إلى أن وحداته سيطرت عليها من دون قتال بهدف السيطرة على المواقع الاستراتيجية التي تتيح للجيش المرونة في الحركة خلال معركته القريبة مع التنظيم لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع. وهي على تخوم المنطقة التي ستدور فيها هذه المعركة. وكان الإعلام الحربي التابع لـ «حزب الله» الذي ينوي خوض المعركة من الجهة السورية بالاشتراك مع الجيش السوري، أشار بعد الظهر إلى «سلسلة من الغارات الجوية السورية ضد مسلحي داعش في مرتفعَي الحشيشات وأبو حديج بجرد الجراجير في القلمون الغربي بريف دمشق، واشتعال النيران في منطقتي الاستهداف، كما رُصدت تحركات لأفراد التنظيم في المرتفعين وتم التعامل معها بقذائف المدفعية». وفيما صنف المصدر العسكري اللبناني اشتداد القصف وتقدم الجيش نحو بعض المواقع في سياق التمهيد للهجوم الوشيك، نفى بدء الهجوم على مواقع «داعش»، مؤكداً أن بداية المعركة سيعلَن عنها إعلامياً. وكانت زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون مناطق انتشار الجيش في رأس بعلبك ليل أول من أمس، أطلقت تكهنات بأن معركة الجيش مع «داعش» لطرد مسلحيه من الأرض اللبنانية بدأت، إلا أن المصدر العسكري نفى ذلك. من جهة أخرى، انتقل إلى دمشق أمس وزيرا الصناعة حسين الحاج حسن (حزب الله) والزراعة غازي زعيتر (حركة أمل) تلبية لدعوة سورية للمشاركة في افتتاح معرض دمشق، في ظل خلاف داخل الحكومة اللبنانية حول التواصل مع الحكومة السورية. وسبق انتقالهما إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري خلال حضوره والوزراء جلسة للبرلمان ظهر أمس، رداً على سؤال صحافي، أن الوزيرين «لا يتوجهان إلى ​سورية​ بصفة رسمية»، وأن «هذه المسألة لن تؤدي إلى استقالات من الحكومة». وينتظر أن يزور اليوم وزير الأشغال يوسف فنيانوس (تيار المردة) دمشق للغرض ذاته. وقال الحاج حسن عند وصوله معبر جديدة يابوس البري: «ستكون لنا لقاءات مع عدد من المسؤولين السوريين، وسنهنئ الشعب والجيش في سورية على الانتصارات التي تحققت على ​الإرهاب​«، مؤكداً أن «العلاقات التاريخية السورية- اللبنانية هي مصالح عميقة، ولنا كلبنانيين كل المصلحة في استمرارها». أما زعيتر فقال: «حق لكل وزير أن يزور الدولة التي يريدها، و​مجلس الوزراء​ يعلن لاحقاً موقفه»، وأكد أن «زيارتي رسمية، وهي بتوجيه من ​رئيس مجلس النواب​ ​نبيه بري​ الذي أنتمي إلى حركته».

الموسوي: الدور الأميركي تراجع بعدما وصلنا العراق بسورية

بيروت - «الحياة» ... جدد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي دعوة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله «القوى السياسية اللبنانية المناوئة للمقاومة، إلى قراءة الوقائع السياسية الجديدة، وعدم ارتكاب أخطاء كما فعلوا من قبل، حين راهنوا على إسقاط النظام في سورية». واذ اعتبر في كلمة له خلال حفل تأبيني «أن الانتصار التام للمقاومة على وشك التحقق» في سورية، توجه الى بعضهم ممن «أُخبروا أخيراً من مندوبين أميركيين، مباشرين وغير مباشرين، أن هناك تركيبة تحليلية جديدة، بأن ينظروا إلى شركائهم في المحور المعادي للمقاومة ومنهم الأردن التي تتواجد فيها قواعد عسكرية أميركية، ومناورات يجريها الجيش الأردني مع الجيش الأميركي، وأخذت الحكومة والقيادة الأردنية قراراً بتطبيع العلاقات مع النظام في سورية، وأبلغته بضرورة استلام الجيش السوري الحدود الأردنية- السورية شبراً شبراً». ورأى ان ذلك «بدأ عندما تمكنا من وصل العراق بسورية». وقال رداً على «اشاعة مندوبين مباشرين وغير مباشرين للاميركيين في أوساط مناوئينا لسيناريو جديد يقول «إن الذي حصل هو اتفاق روسي- أميركي لتقاسم النفوذ، بحيث إن سورية تكون للروس والعراق للأميركيين، وإن طريق سورية- العراق ستقطع، وعلى أساسه تكون هناك تسوية نهائية للصراع العربي- الإسرائيلي، وتقفل جميع الصراعات»... «يجب أن يكون الشخص موغلاً في السذاجة حتى يقبل هذا السيناريو». واعتبر الموسوي «أن الأميركيين أبلغوا المسؤولين اللبنانيين رغبتهم الواضحة بعدم خوض الجيش اللبناني المعركة ضد «داعش»، وهناك بعض المسؤولين في لبنان مشوا في هذا الأمر نحو التنظير على الجيش وما يحتاج إليه وما يجب أن يفعله بهدف تعليق معركة الجيش ضد «داعش». وهذه الحملة على «حزب الله» ودوره في المعركة والحملة ضد التنسيق مع سورية ليست موجهة ضدنا، لأننا لم نقطع يوماً زياراتنا وتنسيقنا مع سورية، ولكن هدفها الحقيقي تكبيل يد الجيش عن التحرك ميدانياً، ولن تقاتل «داعش» من الجهة اللبنانية، بل من الجهة السورية أيضاً، لأن هذا ما ينبغي أن يكون». وأكد «أننا سنحمي أبناءنا في الجيش اللبناني كما أبناءنا في المقاومة، ولن نرد على أحد». وفي المقابل، اعتبر «لقاء سيدة الجبل» في بيان، ان «حزب الله وسلاحه غير الشرعي يحرجان الدولة اللبنانية بكل تراتبيتها وفي كل المجالات». ورأى ان «المؤسسات العسكرية محرجة بين انتسابها إلى منظومة عسكرية وأمنية عالمية لمحاربة الإرهاب، تؤمن المساعدات الأميركية وغيرها، وبين إجبارها على التنازل عن وظيفتها لمصلحة ميليشيا تعمل بأوامر خارجية، والحكومة محرجة بين الحفاظ على مصالح لبنان مع العالم العربي والعالم، وبين القيام بعمل «محامي الشيطان» للدفاع عن تنظيم حزبي تأكد ضلوعه في التخريب في مصر والكويت والبحرين ناهيك بمشاركته في حرب سورية». ودعا إلى وقف «هذا الإحراج لأنه بات يشكل ضرراً وأذى على جميع اللبنانيين»، وطلب الى الحكومة «التخلي عن الدفاع عن قضية خاسرة وغير شرعية بحجة الحفاظ على الاستقرار الداخلي».

عون: للتشدد في حماية المستهلك بري:تعديل ضرائب إذا حاز أكثرية

بيروت - «الحياة» ... طلب رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون من وزير الاقتصاد رائد خوري «التشدد في تطبيق الاجراءات التي تحمي المستهلك اللبناني وتمنع ارتفاع اسعار السلع بشكل عشوائي وتضع حداً لاي تجاوزات تضر بمصلحة المواطنين». وكان خوري عرض على عون في قصر بعبدا جهوزية مصلحة حماية المستهلك لضبط الاسعار ومنع التجاوزات اضافة الى مواضيع تتعلق بخطة عمل الوزارة. الى ذلك، قال رئيس البرلمان نبيه بري أمام زواره أن اقتراحات القوانين التي يتم التحضير لها لتعديل قانوني السلسلة والضرائب لتمويلها، يمكن أن تعرض على الهيئة العامة للمجلس النيابي في جلسة قريبة ولا مانع من ذلك الأسبوع المقبل، لكن بعد صدور القانونين المذكورين في الجريدة الرسمية، إذ لا يمكن تعديل قانون إلا بعد أن يصبح نافذاً. ونقل زوار بري عنه قوله أن اقتراحات القوانين هذه مرهونة بموافقة أكثرية الهيئة العامة عليها، إذ إن بعضها قد يمر والبعض الآخر قد لا يحصل على الأكثرية. وفهم زوار بري منه أن اقتراحات التعديلات على الضرائب المفروضة على المصارف قد لا تلقى قبولاً «لأن على حيتان المال أن يساهموا في تمويل السلسلة ويكفي ما يجنونه من أرباح ويكفي ما ربحوه من الهندسة المالية التي قام بها مصرف لبنان». وأوضح الزوار أنه يرد على الخائفين من أن تؤثر كلفة السلسلة في الاقتصاد والوضع المالي، بإحالة هؤلاء على جدول تمويلها كما أقر في قانون الضرائب. ويضيف بري: «كفى اختراعات وحججاً. هذه السلسلة حق لثلث الشعب اللبناني. وهي تدعم بقاء الطبقة الوسطى التي تؤدي التقديمات لها إلى تحريك الاقتصاد وإنعاشه لأنها تحرك الأسواق وتضخ أموالاً فيها. فهذه الطبقة هي الأساس في تحريك الاقتصاد». وعن سبب عدم التنبه إلى الثغرات التي اكتشفت في قانوني السلسلة والضرائب عند مناقشتهما في البرلمان، أوضح بري أن ما من قانون إلا ويخضع للمراجعة لأنه عندما نأتي للتطبيق فالقانون ليس قرآناً ولا إنجيلاً. والدليل قانون الانتخاب الذي توصلنا إليه والذي يكتشفون صعوبات تقنية في شأنه الآن. وقال زوار بري أنه أكد أن حدسه صدق حين توقع ألا يرد رئيس الجمهورية ميشال عون قانون السلسلة، على رغم مطالبة بعضهم بذلك. وقالت مصادر وزارية لـ «الحياة» أمس، أن على جدول أعمال مجلس الوزراء الذي ينعقد اليوم برئاسة الرئيس عون، تقرير دائرة المناقصات في التفتيش المركزي، حول مناقصة تلزيم استجرار الكهرباء عبر مولدات للطاقة من على باخرتين. وأوضحت المصادر أن مناقشة هذا الملف سترتكز إلى تقرير إدارة المناقصات الذي يشير إلى مخالفات قانونية في إجراء المناقصة، وإلى ثغرات في دفتر الشروط بحيث لم يبق من الشركات المتقدمة سوى واحدة صالحة، وإلى مراسلات بين الإدارة وبين وزير الطاقة سيزار أبي خليل رد فيها الأخير على تقويم إدارة المناقصات. وأشارت المصادر إلى أن هذه المراسلات شملت ردوداً عنيفة اللهجة من وزارة الطاقة وتفنيداً مفصلاً من إدارة المناقصات.

لبنان يلغي مادة تعفي المغتصب من العقاب... والنساء غاضبات.. وزير الدولة لشؤون المرأة يتحفظ ويعد بالمزيد

بيروت: «الشرق الأوسط».. بعد كفاح طويل للهيئات النسائية والمجتمع المدني في لبنان، صوت البرلمان اللبناني أمس بالموافقة على اقتراح يلغي تشريعاً سابقاً (المادة 522 من قانون العقوبات) يسمح للمغتصب بالإفلات من العقوبة الجنائية إذا تزوج من ضحيته، ومع ذلك بقيت الاعتراضات قائمة، واتهم القرار بأنه غير كافٍ. وكان وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان أول الممتعضين، فقد غرد معلقاً: «مع الترحيب بإلغاء المادة 522 من قانون العقوبات، إلا أننا نتحفظ على الإبقاء على المادتين 505 و518، فلا استثناءات للتفلت من جريمة الاغتصاب». وأضاف: «تنص المادتان 505 و518 على وقف الملاحقة أو المحاكمة في حق من يقوم بمجامعة قاصر إذا عقد زواج صحيح بين هذا المرتكب والقاصر، التي يتراوح عمرها بين خمس عشرة وثماني عشرة سنة». وترجع المادة التي تم إلغاؤها للأربعينيات من القرن الماضي وبعد احتجاجات وتحركات من هيئات ومنظمات وجمعيات في المجتمع المدني. وكان الأردن قد أقر قانوناً مشابهاً يعاقب المغتصب ولا يعفه بالزواج من ضحيته بداية الشهر الحالي، كما نجحت احتجاجات في تركيا في دفع رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم، إلى سحب مشروع قانون كان سيسمح بـ«العفو عمن أدين بممارسة الجنس مع قاصر، إذا تزوجها». وقالت زويا روحانا مديرة منظمة «كفى عنفاً» لـ«الشرق الأوسط»، إن «خطوة البرلمان جاءت منقوصة كالمعتاد. فقد أبقى على مادتين فيهما تكريس لتشريع زواج القاصرات بدل إلغائه، كما كنا نطالب. فكما أقروا سابقاً قانون (العنف الأسري) مشوهاً ها هم أيضاً يبقون على مواد تجعل خطوتهم غير مكتملة. وتشرح روحانا أن المواد من 503 إلى 521 في قانون العقوبات اللبناني تتحدث عن أنواع مختلفة من الجرائم الجنسية فيما المادة التي تتبعها أي رقم 522 تأتي بخلاصة مفادها أن مرتكب أحد الجرائم السابقة إذا عقد زواجاً صحيحاً يعفى من العقوبة. وهذه هي التي ألغيت، وكان يجب أن يكتفي بذلك. لكنهم استثنوا مادتين اثنتين هما 505 و518 بحيث يصبح زواج الجاني من الضحية وسيلته للهروب من العقاب». وتضيف روحانا: «هذا ما سيجعل الأردن أفضل حالاً منا، وها هو يتبين أن التشريعات هناك تستطيع أن تكون أكثر جرأة، فيما لا تزال القيم العشائرية في لبنان تؤخذ بعين الاعتبار، بدل أن يتم وضع قوانين تزيل الإجحاف عن النساء». ووزعت منظمة «كفى عنفاً» وهي واحدة من أبرز المنظمات النسائية المدافعة عن حقوق المرأة بياناً إثر التصويت على القرار، شرحت فيه «أنّ المادّة 505 تتناول مجامعة القاصر كجرم يعاقب عليه القانون، غير أنّ تعديل المادّة، تمثّل بوضع مرتكب هذا الجرم أمام خيارين: إمّا السجن أو الزواج بالضحية في حال كانت تبلغ بين الـ15 والـ18 عاماً من العمر، مع إضافة وجوب تدخّل مندوبة اجتماعية في الحالات التي سيتمّ فيها الزواج للتأكّد من أن القاصر على ما يرام...». وأضاف البيان: «أمّا بالنسبة إلى المادّة 518، فهي تتناول فضّ البكارة من خلال الإغواء بوعد الزواج، وفي التعديل الذي أُقرّ أدخل المشرّعون مفعول المادة 522 على هذه المادة أيضاً وأبقوا على احتمال الزواج كإعفاء من العقاب ولا تحديد لسنّ الضحيّة». وكان وزير الدولة لشؤون المرأة أوغاسبيان قد لفت في أول رد فعل له، إلى أن «وزارته ستتقدم إلى مجلس الوزراء بمشروع قانون لإلغاء هاتين المادتين المجحفتين بحق المرأة واللتين تشجعان على زواج القاصرات». فيما اعتبرت «كفى» أن ثمة «استخفافاً بكرامة النساء وتكريساً للقبول بتزويج الفتيات بالإكراه» واعدة بالاستمرار في النضال.

«صراعُ أجنْداتٍ» على تخوم معركة الجيش اللبناني ضدّ «داعش» على وقْع عمليات «الفرز والضمّ» لمناطق النفوذ في الإقليم

الراي.. بيروت - من وسام أبو حرفوش ... تدور في لبنان وحوْله «حربٌ ناعمةٌ» الهدف منها إلحاقه سريعاً بعملية «الفرز والضمّ» لمناطق النفوذ الدولي والاقليمي في المنطقة التي تبدو وكأنها تودّع مرحلةً لم تنته تماماً وتلاقي مرحلةً أخرى لم تتضح معالمها، أيضاً. فالعالم بلاعبيه الدوليين والإقليميين ينخرط الآن في رسْم ملامح شرق أوسط بلا «داعش» وأخواته، وسط سباقٍ على فرْض وقائع جيو- بوليتيكية جديدة. فعلى وهْجِ محاولاتِ ربْط لبنان بـ «سورية الجديدة»، تنشط إسرائيل وإيران ومعها تركيا والأكراد في حجْز مقاعد متقدّمة في الأرجاء السورية التي تدار بإرادةٍ روسيّة بالتفاهم مع الأميركيين، بالتزامن مع تَزايُد حمّى الحِراك العراقي في اتجاه الجوار الإيراني والخليجي، وسط أسئلةٍ كبيرة عن تحالفاتِ انتخابات الـ 2018 ومصير التعايش الاميركي - الإيراني في بلاد الرافدين. ويصعب تالياً فهْم ما يجري في لبنان بمعزل عن «صراع الفيلة» في منطقةٍ تضجّ بتحولات لم تضع أوزارها بعد. فالاتفاق النووي الإيراني على شفير مواجهةٍ بين واشنطن وطهران، ومشروع «الدولة الكردية» في شمال العراق استدعى محادثات تركية - إيرانية رفيعة في أنقرة، والحصان الكردي في سورية جعل الأميركيين شريكاً مضارباً، وإيران عيْنها دائماً على خط طهران - بيروت. وفي غمرة الضجيج المتصاعد من الميدان والديبلوماسية، تتّجه بيروت نحو «اختبارٍ بالنار» هو الأول في الحرب العسكرية على الارهاب، بعدما راكَمَ لبنان نجاحاتٍ باهرة في الحرب الأمنية الاستباقية على الجماعات المتشدّدة التي جرى على مدى الأعوام الماضية تفكيكها خلية خلية، الأمر الذي مكّن لبنان من استضافة أكبر تجمّع من النازحين من سورية دون تَحوِّلهم «بيئةً حاضنة» لإرهابيين أقلقوا العالم بأسْره. ... لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. هكذا سيكون حال بيروت في الأيام المقبلة مع إطلاق الجيش اللبناني حربه على مسلّحي «داعش» المتحصّنين في جيْبٍ من التضاريس الصعبة في الجرود الشرقية المتاخِمة للحدود مع سورية قبالة القاع ورأس بعلبك... فالمعركة بدتْ في الميدان وكأنها بدأت من دون ساعةِ صفر. في الجغرافيا القاسية، تقع إمارة «داعش» على مساحة نحو 296 كيلومتراً مربعاً، 141 كيلومتراً منها في الأراضي اللبنانية والمساحة الأكبر في سورية التي رفضتْ على الدوام ترسيم الحدود مع لبنان، الذي عاندتْ طويلاً الاعتراف به. ويراوح عدد المسلحين في هذه البقعة بين 400 و 600 مسلّح موزّعين على ثلاثة قواطع. في السياسة، تجري معركة جرود القاع ورأس بعلبك التي تُعتبر امتداداً لجرود عرسال، بتوقيتِ «حزب الله» الذي كان أَطلق عملية عسكرية ضد «جبهة النصرة» في جرود عرسال انتهتْ إلى خروجها، بالتفاوض، إلى ادلب في سورية عبر صفقة تبادُل لأسرى وجثامين تمت بغطاء إقليمي وبإدارة مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم. في العسكر، حشَدَ الجيش اللبناني، الذي يتمتع بإسنادٍ سياسي قوي من الحكومة وبدعم خارجي كبير، لواءين وفوْجين من المقاتلين لمعركةٍ استعدّ لها بعناية، وبدأ التمهيد لها بقصفٍ بري وجوي وبقضمِ تلال استراتيجية تمكّنه من تضييق الخناق على «الغيتو الداعشي»، ايذاناً بحربٍ لا هوادة فيها. وسُجل في الساعات الأخيرة سقوط ما لا يقلّ عن 5 قتلى لـ «داعش» مقابل 4 جرحى للجيش اللبناني في المواجهات الميدانية التي دارت فجر أمس حين بدأ الجيش بالتقدم براً من محور جرود عرسال باتجاه جرود رأس بعلبك، تحت غطاء قصف مدفعي وصاروخي عنيف، ما مهد للسيطرة على ثلاث تلال استراتيجية ومرتفعات أخرى. على أنّ هذا التوصيف العريض لمعركة الجيش ضدّ «داعش» في الجغرافيا والسياسة والعسكر، لا يلغي الكثير من «الهوامش» الجوهرية وبالغة الحساسية التي ترفع منسوب معاينة مجريات هذه الحرب و«القطب المخفية» التي تحوطها، وخصوصاً في ضوء العلامات الفارقة الآتية:

• ان «حزب الله» الذي يجاهر بانتصار محوره في العراق وسورية، وَجَد في ما يشبه رفع الغطاء عن «النصرة» بعد «داعش» التوقيت الملائم لإزالة «الشوكة الأخيرة» من على الحدود اللبنانية - السورية لضمان إمساكه بتلك الجغرافيا كميدانٍ لمنصاته الصاروخية وجعْلها بمثابة الممرّ الآمن لـ «خط طهران - بيروت» و«المعبر» لمعاودة تطبيع العلاقة مع النظام في دمشق بدءاً من زيارات لوزراء من الفريق الذي يقوده الحزب للعاصمة السورية رغم تأكيد الرئيس سعد الحريري ان هؤلاء الوزراء «لا يتوجهون إلى سورية بصفة رسمية».

• إصرار «حزب الله» الذي أدار معركته ضدّ «النصرة» ببراعةٍ إعلامية، على تحويل الجيش اللبناني شريكاً له في المعركة ضدّ «داعش» وحليفاً للجيش السوري عبر الترويج لـ «وحدة الميدان»، وهي محاولةٌ تنطوي على انتزاعِ اعترافٍ حاسم ولا لبس فيه بـ «حزب الله» ككيانٍ عسكري على غرار «الحشد الشعبي» في العراق، إضافة الى إظهار علاقة تَكامُل بين الجيشين اللبناني والسوري على أرض المعركة.

• اختارتْ الحكومة «توليفةً» تشبه التسوية حين أقرّ مجلس الدفاع الأعلى بأن معركة الجيش ضد «داعش» هي في إطار التحالف الدولي ضد الإرهاب من جهة، وتَرَك حرية الحركة للجيش في الميدان في سياق تمكينه من التنسيق مع مَن يشاء في اطار مجريات المعركة من جهة أخرى، خصوصاً أن الجيش السوري و«حزب الله» سيقاتلان من الناحية السورية.

• ثمة تقديرات تشي بأن معركة الجيش ضدّ «داعش» ستكون أكثر تعقيداً من تلك التي خاضها «حزب الله» في مواجهة «النصرة» ودارت على إيقاع تفاوضيٍ سابقٍ بأشهر وانخرطت فيه عواصم إقليمية قدمت لـ «النصرة» تسهيلاتٍ كـ «الممر الآمن» الى إدلب وأثمان لا بأس بها كإطلاق أسرى وموقوفين.

• إذا صحّت المعلومات عن أن «داعش» أقفل الباب تماماً في وجه أي مفاوضات، خصوصاً أن أحداً لن يضمن انتقال مسلّحيه إلى البادية السورية او الرقة، فإن هذا الأمر يعني انه سيقاتل على طريقة «يا قاتل يا مقتول».

وثمة مَن يعتقد في بيروت أن الحكومة اللبنانية مدرِكة لطبيعة المعركة التي يتجه الجيش اللبناني الى خوضها، وتالياً فإنها عملتْ على تأمين الدعم اللازم له تحت سقف اعتبار هذه العملية جزءاً من حرب التحالف الدولي على الارهاب، وهو ما يفسّر تغريدة الرئيس سعد الحريري الذي أرفقها بصورة لآلية «برادلي» الاميركية وشكر فيها الشعب الأميركي ورئيسه. فالمعلومات المتداولة في بيروت تتحدث عما يشبه «جسراً جوياً» لنقل المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، من آليات وذخائر، إضافة الى وجود نحو 60 مستشاراً في قاعدة رياق العسكرية في البقاع على مقربة من مسرح العمليات في الجرود.



السابق

استئناف مناورات «النجم الساطع» الأميركية – المصرية والقاهرة ترفض إفراج برلين عن «الإخواني» عز...خلاف بين قنصل إيطالي ومسؤولين مصريين ينذر بأزمة جديدة بين البلدين...شكري يتوجه إلى روسيا وإستونيا لتعزيز العلاقات...تعديلات مقترحة على مدة ولاية الرئيس تثير عاصفة من الجدل والانقسام....مقتل ضابط شرطة في هجوم بالعريش..«جدل الميراث».. المرأة كالرجل في تونس..ضغوط لتنحية وزير تونسي متهم بالفساد...قمة سودانية - إثيوبية في الخرطوم بحثت ملفِّي المياه والحدود..خفر السواحل الليبي يعترض سفينة إنقاذ إسبانية..السراج يندّد بحصار الجيش لدرنة..أويحيى يتسلم رئاسة الحكومة الجزائرية في ظل «صدمة» إقالة تبون...الغموض يلقي بظلاله على خبر استقالة الرميد من الحكومةً المغربية....

التالي

اخبار وتقارير..البيئة والسكان في البصرة ضحايا السفن الغارقة في شط العرب....اجتماع مغلق بين أردوغان و “الأركان الإيرانية” بأنقرة...أكدت جاهزيتها لكل السيناريوهات ..تركيا: ما يجري في سوريا يخص أمننا القومي..كم يمتلك العالم من السلاح النووي وما حجم قوته التدميرية؟...الرئيس الأميركي يشيد بكيم... «الحكيم»...عاصفة غضب ضد ترامب لمساواته العنصريين والنازيين الجدد... بمعارضيهم وانتفاضة يهودية ضده وسط دعوات إلى إقالته...الرئيس الألماني الأسبق كولر مبعوثا إلى الصحراء الغربية..واشنطن تدرج انفصاليين في كشمير على قائمة الإرهاب...35 قتيلا على الأقل جراء أعمال شغب داخل سجن بفنزويلا...الصين تحضّ الهند على حماية السلام بعد «صدام محدود» في منطقة متنازع عليها..تركيا تعتقل بلجيكياً مطلوباً لتورطه بعمليات لـ«داعش» في أوروبا والقبض على 500 شخص الأسبوع الماضي...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,033,543

عدد الزوار: 6,931,554

المتواجدون الآن: 79