لبنان «تحت تأثير» شدِّ حبالٍ سياسي مستعاد... «حزب الله» لوّح بطلب «وقف العلاقات» مع واشنطن والرياض رداً على رفْض العلاقة مع نظام الأسد..محادثات الحريري في الكويت أوقفت الإجراءات وفتحت باب التعاون الأمني....إجتماع بعبدا الحواري يسابق تحرك الشارع... ونصر الله ينصح بالتطبيع مع دمشق....مشهد الشارع يعود وكباش «السلسلة» أيضاً..«أدلّة واعترافات» تؤكد ارتباط «حزب الله» بخليّة العبدلي.. ورئيس الحكومة يُوفد المشنوق «قريباً» لمتابعة القضية...جعجع: المعادلة هي «شعب، دولة، جيش»...

تاريخ الإضافة الإثنين 14 آب 2017 - 7:14 ص    عدد الزيارات 2462    القسم محلية

        


لبنان «تحت تأثير» شدِّ حبالٍ سياسي مستعاد... «حزب الله» لوّح بطلب «وقف العلاقات» مع واشنطن والرياض رداً على رفْض العلاقة مع نظام الأسد

بيروت - «الراي».... «صحوة» خصوم «حزب الله» لتأكيد أن موجبات التسوية السياسية لا تعني «الاستسلام»... تَقاسَم المشهد اللبناني يوم أمس عنوانان، أوّلهما سياسي تمثّل في زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري للكويت حيث أجرى محادثاتٍ مع سمو الأمير وكبار المسؤولين تركّزت حول سحْب «فتيل» إمكان تَحوُّل قضية «خلية العبدلي» عنصر توتيرٍ للعلاقة التاريخية بين البلدين، وثانيهما أمني ويتّصل بدخول المعركة التي سيشنّها الجيش اللبناني ضد تنظيم «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع على الحدود الشرقية مع سورية مرحلة العدّ العكسي. وإذا كانت محطة الحريري للكويت شكّلتْ امتداداً للدور المحوري الذي يلعبه رئيس الحكومة في أكثر من اتجاهٍ دولي وعربي في سياق محاولة احتواء تشظّيات الأدوار العسكرية والأمنية لـ «حزب الله» خارج لبنان وتالياً توفير مقوّمات صمودٍ أكبر للواقع الداخلي في غمرة المنعطف الذي دخلتْه المنطقة ولا سيما من بوابة تطورات الأزمة السورية، فإنّ العملية العسكرية للجيش ضدّ «داعش» والتي أزيلت آخر العقبات أمام انطلاقها مع الاستعدادات التي كانت تُستكمل نهار أمس لخروج مسلّحي «سرايا أهل الشام» (بقايا «الجيش السوري الحر») وعائلاتهم من جرود عرسال الى بلدة الرحيبة السورية في القلمون الشرقي، بدتْ محفوفةً بـ «غبار» سياسي كثيفٍ اعتُبر في إطار السعي الى التبديد المسبق لـ «الرصيد» الذي يُراهَن على أن يصبّ في خانة «محو الصورة» السلبية التي ظهّرتْها أخيراً عملية «حزب الله» ضدّ «جبهة النصرة» في جرود عرسال لجهة اتساع رقعة «تكليف» الحزب «مهمات حمايةٍ» للبنان. ولا يمكن في هذا السياق الفصل بين الدفْع الممنْهج لـ «حزب الله» وحلفائه نحو التنسيق مع النظام السوري سواء في ملف النازحين أو المعركة ضدّ «داعش» وصولاً الى الإخراج العلني لمسألة زيارات عدد من الوزراء لدمشق ابتداءً من هذا الأسبوع، وبين المحاولة المستمرّة منذ عملية «حزب الله» في جرود عرسال لتوظيف هذا المكسب في خانة المحور الذي يشكّل رأس حربته وأجندته في المنطقة ولا سيما في سورية وتالياً تظهير لبنان على أنه «سقط» في الحضن الإيراني بالكامل. وإذ تشير دوائر متابعة الى تعمُّد «حزب الله» وضْع نفسه «شريكاً» للجيش اللبناني في معركته ضدّ «داعش» سواء من خلال إطلاقه مع الجيش السوري عملية مقابِلة في الأراضي السورية او إعلانه «لن نترك الجيش اللبناني عرضة لاستشراس (داعش) وسنقوم بواجبنا في مد يد العون الميدانية له حيث يلزم وحيث يطلب»، تلفت الى ان هذا الأمر يصبّ في إطار السعي لاستكمال المسار الذي عبّرتْ عنه معركة الحزب ضدّ «النصرة» لجهة تكريس نفسه «حامياً للبنان» وتفادي كل ما من شأنه التأثير في الصورة التي يحرص على تقديمها لجهة مبررات «الحاجة» لسلاحه. وفي رأي هذه الدوائر ان أطرافاً لبنانية وازنة استشعرتْ بمخاطر المزيد من «ترْك الساحة» السياسية لـ «حزب الله» من بوابة «الواقعية» التي اقتضتْ تحييد الملفات الخلافية حرْصاً على استقرار البلد، مشيرة الى إمعان «حزب الله» في الإضاءة على «هزيمة» هذه الأطراف وعلى «انتصارنا في محور المقاومة وحلفائها على الصعيد الدولي والإقليمي واللبناني» كما اعلن النائب نواف الموسوي الذي شنّ هجوماً عنيفاً على السعودية وصعّد على جبهة الدفع لتطبيع العلاقة مع النظام السوري مقترحاً، رداً على رفْض خصومه الداخليين فتْح العلاقات مع هذا النظام وقف لبنان العلاقات مع الرياض ومع واشنطن «ما دمنا مختلفين معكم على شكل العلاقات معهما». ولاحظت الدوائر عيْنها أن هذا «الهجوم» من «حزب الله» على الساحة اللبنانية استدعى ما يشبه «الصحوة» من خصومه الذين انبروا الى ما يشبه إعلان «لم ننتهِ» وأن موجبات التسوية السياسية لا تعني «الاستسلام». ومن هنا كان المؤتمر الصحافي «الناري» للنائب عقاب صقر (من كتلة الرئيس سعد الحريري)، والكلام التصاعدي لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي اعلن «حدودنا الفعلية تنتهي هنا عند السلسلة الشرقية وليس حدود الأمة الاسلامية»، مؤكداً «الأمة بالنسبة لنا هي لبنان، حدودنا هي الحدود المعترف بها دولياً، والمعادلة هي (شعب، دولة، جيش)، وكل ما عدا ذلك لا يعنينا بشيء». وفي حين شخصتْ الأنظار الى كلمة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عصر أمس، كان الترقب يسود في الوقت نفسه لبدء مسار انتقال مسلحي «سرايا أهل الشام» ونحو 800 عائلة من جرود عرسال الى القلمون الشرقي عصر أمس بعدما أعلن المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم أنّ اتفاقية خروجهم أُنجزت بشكلها النهائي، «والمسلحون سيخرجون في الباصات (وليس بآلياتهم) بسلاحهم الفردي فقط إلى الرحيبة بمواكبة الأمن العام».

محادثات الحريري في الكويت أوقفت الإجراءات وفتحت باب التعاون الأمني

إجتماع بعبدا الحواري يسابق تحرك الشارع... ونصر الله ينصح بالتطبيع مع دمشق

الكويت – من موفد «اللواء»: ساهمت الزيارة الوديّة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى الكويت ولقاءاته مع أمير الدولة وسائر المسؤولين الكويتيين في تفادي التأثيرات السلبية التي تسببت بها مشكلة خلية «العبدلي» الإرهابية المرتبطة بحزب الله على العلاقات المميزة التي تربط بين لبنان والكويت، اولا من خلال التأكيد على اهتمام الحكومة اللبنانية بمتابعة جدّية ومسؤولة لكل ما يتعلق بهذه المشكلة حتى النهاية، وثانياً، إظهار حرص الحكومة والشعب اللبناني على رفض أي محاولة لاستعمال لبنان منطلقاً لاستهداف أمن الكويت الشقيق أو أي دولة عربية أو خليجية وغيرها من أي جهة كانت. وقد لاقت هذه الزيارة اهتماما من المسؤولين الكويتيين وكان لها صدى إيجابي لدى أمير الدولة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي ركز في لقائه مع الرئيس الحريري على أهمية العلاقة التي تربط الكويت بلبنان على مرِّ السنين الماضية، وعلاقات الود والصداقة بين الشعبين الشقيقين والحرص على استمرارها على هذا النحو مستقبلاً. وخلال اللقاءات، أبدى المسؤولون الكويتيون، استغرابهم واستياءهم الشديد لارتباط عناصر هذه الخلية الإرهابية بحزب الله باعتبار ان الكويت لم تبادر إلى القيام بأي أعمال استفزازية أو عدائية ضد الحزب أو إيران أو ضد الشعب اللبناني، بل كانت على الدوام تحافظ على علاقات الصداقة وحسن الجوار وتدعو باستمرار إلى حل المشاكل عن طريق الحوار، وأكثر من ذلك كانت الكويت حريصة كل الحرص على الوقوف إلى جانب لبنان في جميع الملمات والاعتداءات الإسرائيلية والمشاكل الداخلية، وقدمت المساعدات المادية والمعنوية لجميع أبناء الشعب اللبناني دون تفرقة بين منطقة أو طائفة وأخرى، وساعدت باستمرار في عملية إعادة الاعمار والنهوض بلبنان وهي مستمرة في سياستها على هذا النحو وفي مدّ يد المساعدة للبنان حيث يمكنها ذلك. من جهته، أكّد الرئيس الحريري الذي عاد مساء أمس إلى بيروت حرصه الشديد وحرص سائر المسؤولين والشعب اللبناني على الحفاظ على متانة العلاقات اللبنانية – الكويتية في مختلف المجالات ومثنياً على التعاطي الأخوي للمسؤولين الكويتيين مع الشعب اللبناني واللبنانيين المقيمين في الكويت، ومشدداً على ضرورة فصل أي التباسات أو مؤثرات سلبية تسببت بها خلية «العبدلي» بها، وتعهد بمتابعة شخصية لكل ما يرتبط بهذه المشكلة، وأبلغ الجانب الكويتي بأنه سيوفد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قريباً إلى الكويت لاستكمال كل معطيات ووقائع هذه القضية المقلقة والعمل على ملاحقتها من الجانب اللبناني، لأنه لا يمكن التغاضي على هكذا ممارسات وارتكابات إرهابية ضد الكويت أو غيرها انطلاقاً من لبنان. وعلمت «اللواء» ان الجانب الكويتي كان مستاءً جداً من ارتباط أفراد هذه الخلية الإرهابية بـ«حزب الله»، واستند في اتهاماته إلى الحزب بسلسلة من الاعترافات الموثقة أدلى بها أفراد الخلية في التحقيقات التي جرت معهم والاحكام القضائية المبرمة الصادرة بحقهم عن القضاء الكويتي، وتبين من خلالها ان مسؤولية الحزب ارتكزت على تشكيل الخلية وتدريبها وتمويلها وتسليحها على الأراضي اللبنانية، وتحديد مهمتها باستهداف أمن الكويت من خلال تنفيذ سلسلة اعتداءات إرهابية تشمل أهدافاً حيوية محددة. وعكست تصريحات نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، الذي شارك في استقبال أمير الكويت للرئيس الحريري نجاح المساعي اللبنانية للملمة تداعيات «خلية العبدلي» وانعكاساتها على لبنان، من خلال تأكيد حرص بلاده على استمرار العلاقات الجيدة التي تربط الكويت بلبنان، والذي كان أحد الأهداف الرئيسة للزيارة، آملاً ان تتم معالة أمر الخلية في إطار العلاقة المميزة بين البلدين، وكاشفاً عن تأكيد من أمير الكويت ورئيس الوزراء بأن العلاقات لم تتأثر بهذه الأمور. لكن الشيخ صباح خالد الحمد الصباح قال: «اننا شددنا على اشقائنا في لبنان على ضرورة العمل سويا على تعزيز أمن البلدين، ونمو العلاقات في مختلف جوانبها»، مضيفا «أننا نتطلع إلى ان نتلقى جواباً على المذكرة الكويتية، وأن اخواننا في لبنان سيؤكدون على عدم المساس بأمن الكويت واستقراره. وعن توضيحات الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، ردّ وزير الخارجية الكويتي قائلاً: «نحن لدينا اعترافات، والاعتراف سيّد الأدلة، وننتظر من اخواننا في لبنان بعد تزويدهم بحيثيات الحكم وارتباط «حزب الله» بهذه الخلية ونوعية المساعدة التي يقدمها أفراد من الحزب لها، عليهم ان يقدموا الحجة مقابل الحجة، وأن يطلعوا على ما لدينا من أدلة». اما بالنسبة لتزامن قيام السلطات الأمنية الكويتية بالقاء القبض على معظم أفراد الخلية الارهابية المتوارين عن الأنظار بعد ما يقارب الشهر من صدور احكام التمييز بحقهم في هذا الوقت بالذات وكلهم من الجنسية الكويتية، فتعزو بعض المصادر المتابعة ذلك إلى تبني السلطات الكويتية لموقف متشدد من هذه القضية الإرهابية وخصوصا تجاه الجانب الإيراني الذي كان يؤمن الحماية غير المباشرة لهؤلاء المحكومين بالتواري والاختفاء ويبدو انه تخلى عنهم لصالح عدم المساس بالعلاقات الكويتية – الإيرانية وتأثرها سلباً.

حوار بعبدا

سياسياً، وعلى إيقاع الإضراب الشامل والعام الذي تنفذه هيئة التنسيق النقابية اليوم في كل الإدارات والمؤسسات العامة، والاعتصام امام جمعية المصارف، والتلويح بأن لا بداية للعام الدراسي في المدارس الخاصة والرسمية، بما في ذلك مدارس النازحين السوريين، ما لم يُقرّ قانون سلسلة الرتب والرواتب ونشره في الجريدة الرسمية، في مقابل تظاهرة واعتصام لقدامى القوات المسلحة، اعتبارا من السادسة صباحاً امام مصرف لبنان في شارع الحمراء، احتجاجا على الظلم اللاحق بالمتقاعدين العسكريين والعسكريين في الخدمة الفعلية، من جرّاء السلسلة، ينتظر أطراف الإنتاج الاقتصادي والعمل الإداري والتربوي اللقاء الحواري الذي يعقده قبل ظهر اليوم الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا من اجل البحث في معالجة الثغرات المفترضة في قانون السلسلة والموارد المالية لها، والتي كانت موضع اعتراض وملاحظات الهيئات الاقتصادية وبعض القطاعات المعنية بتصحيح وزيادة الرواتب. وعشية هذا الحوار الذي يفترض ان يؤمن مخرجاً للرئيس عون لاتخاذ قراره بالتوقيع على القانون أو رده، قبل انتهاء المهلة الدستورية بعد عشرة أيام، كان لافتاً للانتباه، مناشدة وزير المال علي حسن خليل، وهو المعاون السياسي للرئيس نبيه برّي للرئيس عون ان يُبادر للتوقيع على قانون السلسلة «ونحن مستعدون كقوى سياسية وكتل نيابية ان نناقش بعد هذا الأمر أي تعديل تفرضه الوقائع والمعطيات العلمية التي لا أحد يمكن ان يهرب من مواجهتها أو التعاطي معها. اما الرئيس برّي، فأعلن انه ليس متشائماً بالنسبة إلى السلسلة التي اقرها مجلس النواب بعد سنوات من النقاش، مؤكداً انها حق ومطلب مزمن ورئيس الجمهورية يعرف هذه الأشياء. ودعا الرئيس برّي امام زواره إلى السير بالسلسلة، بما يشبه دعوة ضمنية للرئيس عون للتوقيع عليها، وقال: «اذا كان هناك من خلل أو ثغرات فإن ذلك يمكن مناقشته في ما بعد، لكنه لفت إلى وجود ضغوطات من قبل الهيئات الاقتصادية والمصارف لعرقلة الموضوع»، معتبرا ان هذا الأمر معروف وليس خافيا على أحد. وانتقد برّي بشدة قرار المدارس الخاصة بزيادة الأقساط المدرسية في ضوء إقرار السلسلة في مجلس النواب. وقال وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري الذي سيشارك في حوار بعبدا اليوم لـ «اللواء»: ان الرئيس عون سيستمع الى وجهات نظر جميع الحاضرين وسيكون الحوار مفتوحاً بلا سقف محدد ولا قرارات مسبقة، والرئيس سيأخذ بكل الملاحظات وبناء عليها يأخذ قراراته حول مصير القانونين.فهناك نقاط خلل في قانون السلسلة وقانون الموارد يُفترض العمل على تصحيحها حيث يجب وفق مقترحات محددة من قبل الحضور. وحول نقاط الخلل قال: هناك نقاط خلل في الضرائب والرسوم المقترحة وفي تقديمات السلسلة، فكان لا بد من اجراء اصلاحات لتكون السلسلة عادلة لكل الشرائح المستفيدة، كما انه لا بد من تحقيق وفر مالي في الموازنة من اجل توفير التمويل للسلسلة، والمثال لا الحصر انه يمكن التوفير في المساعدات المالية التي تدفع لبعض الجمعيات الوهمية او غير المجدية، مع العلم ان كلفة السلسلة ملحوظة في الموازنة. واوضح الوزير خوري: انه قد يتم تحضير مشاريع قوانين بتعديل بعض المواد سواء في السلسلة أو قانون الموارد بناء للمقترحات التي سيسمعها الرئيس، وقد تُحال الى جلسة المجلس النيابي يوم الاربعاء المقبل اذا كان ذلك ممكناً، لكن لا توجد مشاريع قوانين جاهزة بالتعديلات الان.

نصر الله

في غضون ذلك، تجاهل الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، موضوع «خلية العبدلي» في الكلمة التي ألقاها باحتفال الحزب بالذكرى 11 لانتصار حرب تموز 2006، والذي أقيم في سهال الدردارة في بلدة الخيام الجنوبية، تحت عنوان «زمن النصر»، لكنه نفى سيطرة الحزب على الحكومة الحالية أو التي سبقتها أو التي ستعقبها، وانتقد كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انه والحكومة اللبنانية شريكان ضد «داعش وحزب الله»، مؤكداً ان «حزب الله» هو قوة هدامة للمشروع الإسرائيلي في المنطقة».

وأعلن أن «لا عقوبات أو تهديدات يمكن ان تمس المقاومة ومن تعاظم قوتها».

وقال: «اننا ننتظر قرار الجيش الذي هو سيوقت بدء المعركة الجديدة لتحرير الجرود اللبنانية من «داعش» والقرار محسوم وكان هناك محاولات لاضعاف عزيمة اللبنانيين، ولكن ما قام به الرئيس ميشال عون حسم هذا الخيار، ونستطيع أن نقول بافتخار، ان لدينا اليوم قرار سيادي وطني حقيقي بتحرير جزء من الأراضي اللبنانية التي يحتلها تنظيم «داعش» وبالتالي القرار محسوم والتوقيت بيد الجيش والجميع ينتظر والأمور ستمشي بشكل جيد وأتمنى ان لا يضع أحد مدى زمنياً لهذه المعركة كما اتمنى ان لا يقوم أحد بأي مقارنات مع أي معركة». وفي محاولة جديدة للضغط على المسؤولين لتعويم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، من خلال إعطاء مشروعية رسمية لزيارة وزراء إلى دمشق، اعتبر ان «العالم كلّه يتعاطى على أساس ان النظام والدولة في سوريا باقية ويجب أن نبحث عن مصلحة لبنان، ومن يعترض على التنسيق مع سوريا لا يستطيع أن يقدم لها شيئاً، مشيراً الی ان «مصلحتنا الوطنية أن تكون الحدود الوطنية مفتوحة وأن يتم التفاهم مع سوريا».

«سرايا أهل الشام»

وعلى الرغم من وصول أكثر من 35 حافلة كبيرة الى وادي حميد في جرود عرسال، بعد انتظار 24 ساعة في فليطة السورية، بقيت مفاوضات ترحيل «سرايا أهل الشام» من مسلحين ومدنيين متعثرة على عدد من النقاط، أبرزها انتقال المسلحين في الحافلات أو في آلياتهم مع اسلحتهم، وهو ما يطالبون به، في حين يرفض «حزب الله» ذلك ومعه الأمن العام اللبناني، مصرين ان يكون الانتقال بالحافلات وبالاسلحة الفردية فقط، ولم يدخل الاتفاق بعد خير التنفيذ، لكن معلومات ذكرت ان عملية الترحيل ستستأنف عند الخامسة من صباح اليوم، حيث سينتقل قسم من المسلحين وعائلاتهم إلى منطقة الرحيبة في القلمون الشرقي، حيث «الجيش الحر» وقسم آخر إلى عسال الورد حيث ستتم تسوية أوضاعهم عن طريق لجان المصالحة، فيما ستنقل سيّارات الصليب الأحمر اللبناني عدداً من الجرحى.

مشهد الشارع يعود وكباش «السلسلة» أيضاً

الجمهورية.. يتوزّع الاهتمام السياسي في البلاد هذا الأسبوع بين سلسلة الرتب والرواتب التي يُبَتُّ مصير قانونها وقانون الإيرادات الضريبية لتمويلها في اللقاء الحواري في قصر بعبدا اليوم، والسلسلة الشرقية حيث ينتظر تنفيذ اتّفاق ترحيل مسلّحي «سرايا أهل الشام» من جرود عرسال إلى القلمون الشرقي، إلى الجلسة التشريعية بعد غدٍ الأربعاء، في وقتٍ جهدَ رئيس الحكومة سعد الحريري في التخفيف من تداعيات «خلية العبدلي» التي تتّهم الكويت «حزب الله» بالتورّط فيها، فيما أعلن أمينُه العام السيّد حسن نصرالله أنّ بدءَ توقيتِ المعركة ضد «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك هو في يد الجيش اللبناني، مؤكّداً «أنّ النصر سيكون حليفه». بدعوةٍ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينعقد اليوم في بعبدا اللقاء الحواري حول قانون سلسلة الرتب والرواتب والضرائب الملحقة به، في ظلّ علامة استفهام حول ما يمكن ان يصل اليه هذا الحوار وموجبات الدعوة اليه في الاساس. فالمشهد المطلبي الذي بدا أنّه انتهى مع إقرار السلسلة وضرائبِها، يتكرّر اليوم، بعدما شعرَ المستفيدون من السلسلة بأنّ خطر ردِّها أصبح وارداً بقوّة، حيث ستنزل هيئة التنسيق النقابية إلى الشارع، وتستهدف بتظاهراتها واعتصاماتها خصوصاً القطاع المصرفي الذي تعتبره «رأسَ حربة» في الاعتراض على السلسلة من بوّابة الاعتراض على الضرائب. وأعلنَت الهيئة الإضرابَ الشامل والعام اليوم الإثنين في كلّ الإدارات والمؤسسات العامة. لكنّ التركيز على القطاع المصرفي يَطرح علامات استفهام حول إذا ما كانت هناك أطراف سياسية تُحرّك هيئة التنسيق في هذا الاتّجاه، خصوصاً أنّ التصويب على المصارف، يؤذي الاقتصاد الوطني، وهو بمثابة جَلدِ الذات، لأنّ أيّ ضررٍ يصيب هذا القطاع، ستطاوِل شظاياه كلّ الناس بلا استثناء. ولوّحت «هيئة التنسيق» بتعطيل السنة الدراسية، وقالت أنْ «لا بداية للسنة الدراسية، في المدارس الخاصة والرسمية، بما في ذلك مدارس النازحين، ما لم يقَرّ قانون السلسلة وينشَر في الجريدة الرسمية». واعترضَت على عدم دعوتها إلى المشاركة في الحوار، واقتصار الدعوة على أحد مكوّنيها، نقابة معلّمي التعليم الخاص.

الضبّاط المتعاقدون

وقبل ساعات على هذا اللقاء الاقتصادي، علمت «الجمهورية» أنّ الضبّاط المتقاعدين تداعوا إلى التلاقي عند الخامسة فجر اليوم في ساحة الشهداء بدعوة من الهيئة الوطنية لقدامى القوات المسلحة، للانتقال عند السادسة صباحاً الى محيط مصرف لبنان في الحمراء لسدِّ أبوابه ومنعِ وصولِ الموظفين إليه احتجاجاً على الظلم اللاحق بـ»المتقاعدين العسكريين وعسكريي الخدمة الفعلية جرّاء سلسلة الرتب والرواتب». وكان المعتصمون قد ناقشوا في اجتماعٍ عَقدوه قبل يومين الخياراتِ المتاحة أمامهم، فانقسموا بين الدعوة الى التجمّع على طريق القصر الجمهوري قبل اللقاء الاقتصادي للتذكير بمطالبهم، أو التجمّع أمام مصرف لبنان، ونتيجة التصويت ربحَ دعاة الخيار الثاني.

عون

وفي المعلومات أنّه ستكون لعون كلمة في بداية اللقاء الحواري يَشرح فيها الظروف التي أملَت عليه هذه الخطوةَ وما أراده منها. فهي بالنسبة إليه خطوة غير مسبوقة وإنّ جميع المدعوّين إليها سبقَ لهم أن زاروه في بعبدا وقدّموا مذكّرات شرحوا فيها آراءَهم ومطالبَهم، فكان لا بدّ من هذا اللقاء ليؤدي وظيفةً حوارية هادفة. وسيقدّم عون في نهاية كلمته بعضَ الأفكار والمقترحات التي توصّل إليها، ليس بهدف إملائها على المجتمعين بمقدار ما هي لتصويب الحوار وتنظيمه ليأتي بالنتائج المرجوّة منه ولئلّا يتحوّل «حفلة زجل»، في اعتبار أنّ على الجميع التراجع عن مواقفهم المتصلبة للوصول الى النتائج الإيجابية التي ترضيهم وتُوائم بين مصلحة الماليّة العامة وحقوق المستفيدين من السلسلة من المدنيّين والعسكريين. وعليه، فإنّ ما سيؤول إليه الحوار سيُملي على رئيس الجمهورية المخارجَ الممكنة في شأن القانونين المتّصلين بالضرائب والسلسلة معاً. وتحقيقاً لهذه الغاية، خُصّصت قاعة مجلس الوزراء لاستضافة الحوار وتوزّعت حولها، إضافة الى كرسي رئيس الجمهورية، 34 كرسيّاً، قياساً على عدد المدعوين، إضافةً الى عدد من الكراسي الجانبية لفريق العمل المكلّف جمعَ الملاحظاتِ وترتيبَ محاضرِ الجلسة، ليشكّلوا ما يمكن تسميته «الأمانة العامة» لهذا اللقاء. ولن تعمّم دوائر القصر أيَّ وثيقة محددة، فجميعُ المدعوّين لديهم نصّ القانونين ولكلّ منهم ورقتُه وملاحظاته الخاصة.

برّي

في غضون ذلك وفي الوقت الذي أكّدت مصادر وزارية «مستقبلية» أنّ الحريري «يؤيّد السلسلة ومصادر تمويلها»، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس إنه ليس متشائماً في ما يتعلق بقانون السلسلة، «خصوصاً أنّ هذه السلسلة حقّ مطالَب به منذ سنوات، فضلاً عن أنّني لا أرى أنّ مِن المعقول أن يردّ رئيس الجمهورية هذا القانون إلى المجلس». وإذ أشار بري إلى «أنّ هناك ضغوطاً يمارسها البعض من هيئات اقتصادية ومصرفية وما إلى ذلك» لتعطيل قانون السلسلة، قال: «لكي لا تتحمّل السلسلة وِزر ما يقول به البعض من رفعِ أسعارٍ وأقساطٍ وغير ذلك نسأل كم من المرّات أقدَمت بعض المدارس على زيادة الأقساط قبل إقرار قانون السلسلة، فهل كانت هناك سلسلة؟ إنّهم الآن يتذرّعون بالسلسلة ويزيدون الأقساط ويجعلونها غطاءً لكسبِ مزيدٍ من المال على حساب الناس». وأضاف بري: «أنا مع السير في السلسلة، وإذا ما وجِد هناك أيّ خَللٍ فيها فيمكن أن يناقَش ويعدَّل لاحقاً أسوةً بما هي الحال راهناً في موضوع قانون الانتخاب، حيث تنعقد اجتماعات حالياً لمحاولةِ درسِ بعضِ الأمور التي من شأنها أن تسهّلَ تطبيق هذا القانون، خصوصاً بعدما لوحظ أنّ هناك بعض الالتباسات تعتري بعضَ الأمور فيه وينبغي توضيحها وفهمها أكثر». وعشيّة اللقاء الحواري، ناشَد وزير المال علي حسن خليل رئيسَ الجمهورية توقيعَ قانون السلسلة، مبدِياً الاستعداد بعد ذلك لمناقشة أيّ تعديل تفرضُه الوقائع والمعطيات العلمية.

خلية «العبدلي»

وفي هذه الأجواء، حرصَ لبنان الرسمي على توضيح موقفِه من قضية «خلية العبدلي» التي اتّهمت الكويت «حزب الله» بالتورّطِ فيها وأكّدت «أنّ لديها اعترافاً في شأن ارتباطه بها». فحضرَت قضية هذه الخلية، إضافةً إلى العلاقات الثنائية والتطوّرات في المنطقة والوساطة الكويتية لحلّ الأزمة الخليجية مع قطر، في لقاء الحريري أمس مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح ومسؤولين كويتيين آخرين. وقال الحريري إنّه لمسَ استياءً كويتياً من موضوع «خلية العبدلي»، مشدّداً على وجوب معالجتِه، وأكّد «حرصَ لبنان على العلاقات الثنائية مع الكويت، ورفضَه أيَّ عملٍ من شأنه أن يهدّد أمنَها»، وقال «إنّ أمن الكويت من أمن لبنان». ولفتَ الى «أنّ القضاء الكويتي واضح وصريح في شأن «خلية العبدلي» وسيكون هناك تعاونٌ بين الدولتين بنحو واسع». وأضاف: «تمَّ الاتفاق، خلال الزيارة على إيجاد الحلول الكفيلة بالحفاظ على العلاقات الثنائية». وتزامنَت محادثات الحريري والمسؤولين الكويتيين الكبار مع إعلان وزارة الداخلية الكويتية القبضَ على مصطفى عبد النبي خان، أحد محكومي «خلية العبدلي» إنفاذاً لحكمِ محكمة التمييز الصادر في القضية الرقم (55/2015)، بعدما كانت أعلنَت السبت القبض على 12 شخصاً من المحكومين نهائياً في هذه القضية.

وزير الخارجية

وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ردّاً على نفي «حزب الله» الاتّهامات الموجّهة إليه عن ارتباطه بالخلية: «لدينا اعترافات، والاعتراف هو سيّد الأدلّة، وننتظر من إخواننا في لبنان بعدما صَدرت حيثيّات الحكم وارتباط «حزب الله» بهذه الخلية ونوعية المساعدة التي قدّمها أفراد من «حزب الله» للخلية أن يقدّموا الحجّة مقابل الحجّة، وأن يطّلعوا على ما لدينا من أدلة». ولفتَ إلى تأكيد أمير الكويت ورئيس وزرائها «أنّ العلاقات لن تتأثّر بهذه الأمور، ولكن من حقّنا على الأشقّاء في لبنان أن نعمل معاً على تعزيز أمن البلدين ونموّ العلاقات من كلّ جوانبها، ونحن في الكويت مستمرّون في دعمِ أشقّائنا في لبنان». وقال: «نحن على ثقة في أنّ أشقّاءنا في لبنان سيتّخذون الإجراءات المطلوبة، ونتطلّع إلى أن نتلقّى جواباً على المذكّرة التي أرسَلتها الكويت».

نصرالله

وقد غابت قضية «خلية العبدلي» عن كلمة السيّد نصرالله أمس في مهرجان «زمن النصر» الذي أقامه «الحزب» في الذكرى الـ 11 للانتصار في حرب تموز 2006. وأكّد «أنّ زمن التهديد الإسرائيلي انتهى». وقال: «إذا دخَل الإسرائيلي إلى أرضنا سيَلحق به ما هو أشدّ مِن العام 2006، والمقاومة جدّية في لبنان ولا تعرف المزاح، بل تخطّط وتُواكب المستجدّات وتعيد النظر في هياكلها، وهي باتت تمتلك أفضلَ الأسلحة، وهذا حقّها». وأعلنَ أنّ توقيت بدءِ معركة الجيش ضدّ تنظيم «داعش» هو في يد الجيش اللبناني، متمنّياً «أن لا يضع أحد مدىً زمنياً لهذه المعركة وأن لا يجري أحد أيَّ مقارنات مع أيّ معركة». وفيما أعلنَ أنّه «خلال أيام سيخرج بقيّة المسلحين من جرود عرسال إلى سوريا بعد التسهيلات التي قدّمتها الدولة السورية»، جدّد التأكيد أنّه «بمجرّد أن يدخلَ الجيش ويتسلّم المواقع نحن سنُخليها». ولفتَ إلى «أنّنا نواجه حفلة تهويل أميركية على الشعب اللبناني»، متمنّياً «أن لا يكون بعض اللبنانيين تحت الطاولة شركاءَ في هذا التهويل خلال الزيارات الدولية والديبلوماسية». ونصَح نصرالله بالانفتاح على سوريا، ودعا بعضَ السياسيين إلى «وضع حساباتهم الشخصية والنكايات جانباً، لأنّ سوريا هي جارتُنا الوحيدة». وقال: «بحُكمِ الجغرافيا والتاريخ فإنّ مصالح لبنان مع سوريا أكبرُ بكثير من مصالح سوريا مع لبنان، وفي غالبية الملفّات لبنان محتاج للحديث مع سوريا». وأضاف: «مصلحة لبنان أن تكون الحدود مع سوريا مفتوحة وأن يتفاهم لبنان مع سوريا في المشاريع الزراعية، وكذلك ستُفتح الحدود مع العراق والأردن، وهناك صادرات لإخراجها عبر سوريا»، وشدَّد على «أنّنا في الموضوع الأمني، نحن محتاجون للحديث مع سوريا وكذلك حول معامل الكهرباء في الشمال».

«أدلّة واعترافات» تؤكد ارتباط «حزب الله» بخليّة العبدلي.. ورئيس الحكومة يُوفد المشنوق «قريباً» لمتابعة القضية

أمير الكويت يُطمئن الحريري: العلاقات ثابتة ومستمرة

المستقبل..الكويت ــــ جورج بكاسيني... كما في أيام الدعم والتضامن، كذلك في أيام «الاستياء»، أبى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن يؤثّر دور «حزب الله المؤكّد في خليّة العبدلي على علاقات الكويت التاريخية بلبنان، فحرص على إبداء حفاوة كبيرة خلال استقباله رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي زاره أمس مستنكراً باسم اللبنانيين ما حصل، وطمأنه الى أنّ العلاقات مع لبنان «ثابتة ومستمرّة وكذلك المساعدات»، رغم ألم الأمير «الكبير جداً» من دور الحزب المشار إليه «مع أنّنا لم نُسئ إليه لا في الماضي ولا في الحاضر ولم نميّز بين فريق لبناني وآخر أو بين منطقة لبنانية وأخرى في كل ما قدّمناه للبنان، ومن دون منّة، كما حصل إثر العدوان الإسرائيلي العام 2006». هذا الموقف الذي عبّر عن عتَب كويتي «على قدر المحبّة» للبنان، كشف النقاب عنه مصدر ديبلوماسي كويتي لـ«المستقبل»، مؤكداً أن أمير البلاد أكّد للرئيس الحريري أكثر من مرّة أنّه رغم ثبوت دور «حزب الله» في الخلية المذكورة فإنّ «لا إجراءات ستتّخذ ضدّ لبنان من جانب الكويت»، وأنّ خير دليل على ذلك حركة السيّاح الكويتيين إلى لبنان التي لم تتوقّف. وأوضح المصدر أنّ التحقيقات وتسجيلات اعترافات الموقوفين في هذه القضية أظهرت دور «حزب الله» في أربع مراحل هي تشكيل الخلية وتنظيمها وتدريبها وتسليحها على الأراضي اللبنانية. أضاف أنّ الحكم مبرم في هذا الملف الذي بلغ قضائياً المراحل الثلاث من الابتدائي إلى التمييز مروراً بالاستئناف. وكان أمير الكويت قد استقبل الرئيس الحريري بالديوان الأميري في قصر بيان في حضور رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح والنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله ورئيس بعثة الشرف المرافقة المستشار في ديوان رئيس الوزراء الشيخ سالم الجابر الأحمد الصباح ورئيسة الديوان الشيخة اعتماد خالد الأحمد الصباح وسفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي وجرى خلال الاجتماع عرض آخر المستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين وخصوصاً ما يتعلق منها بملابسات خليّة العبدلي. وبعد انتهاء المحادثات أوضح الحريري أنّه نقل إلى الأمير «تحيات الشعب اللبناني وفخامة رئيس الجمهورية وقلنا بصراحة إنّنا نُندّد بما حصل في خلية العبدلي وأن لبنان مستعد للتعاون بكل أجهزته لكي نتوصل إلى نهاية لهذا الموضوع»، وأضاف:«هناك استياء كويتي كبير جداً حياله وبالتأكيد أنّهم على حق»، مذكّراً بأنّ«الشعب الكويتي والدولة الكويتية وسموّ الأمير على رأسهم، لم يقصّروا يوماً حيال لبنان وتعاملوا معه كأنّهم يتعاملون مع الكويتيين، وإن شاء الله العلاقات تسير نحو الأفضل ونحن نقوم بهذه الزيارة لنقول لسموّ الأمير والشعب الكويتي إنّ لبنان بلدكم وإن الدولة والحكومة ضد أي عمل أمني، ونعتبر أنّ أمن الكويت من أمن لبنان». وإذ طمأن إلى أنّه لن تكون هناك أيّة إجراءات كويتية ضد لبنان، أكد الحريري العمل على معالجة الأمور «بشكل واضح وجريء لأنّ ذلك واجبنا كدولة وكحكومة»، لافتاً إلى أنّه سيتابع شخصياً الموضوع وأنّ الاتصالات ستتواصل لإنهائه. وعلمت «المستقبل» أن الرئيس الحريري أبلغ أمير الكويت أنّ لبنان رئيساً وحكومةً وشعباً «لا يمكن أن يرضى الأذى للكويت الشقيقة»، مؤكداً الاستعداد للتعاون الأمني والقضائي في هذا الملف بين البلدين، وهو سيوفد وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى الكويت«قريباً»لمتابعته. فيما أوضح المصدر الديبلوماسي الكويتي أنّ التعاون الأمني والقضائي يمكن أن يترجم بزيارات متبادلة لمسؤولين أمنيين وقضائيين بين البلدين، أو بتشكيل لجان مشتركة. وفي سياق متطابق مع ما أكده السفير القناعي لـ«المستقبل» سواءً عبر وصفه المحادثات بـ«الإيجابية جداً» أو من خلال إشارته إلى أنّ «سموّ الأمير أكّد لدولة الرئيس الحريري أنّ العلاقات المميّزة بين البلدَين لن تتأثر بما حصل»، شدد نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية في حديث تلفزيوني أمس حرص بلاده على استمرار العلاقات الجيدة التي تربط الكويت بلبنان. وقال: «الزيارة المهمّة للرئيس الحريري إلى الكويت، واللقاءات التي أجراها مع صاحب السمو أمير البلاد ورئيس الوزراء تؤكد العلاقة المتينة والقويّة التي يحرص عليها الجانبان الكويتي واللبناني. في كل الظروف، في الشدّة والرخاء، نحن مع أشقائنا في لبنان، فنحن أرسلنا رسالة احتجاج إلى الحكومة اللبنانية بشأن الحكم الذي صدر مؤخراً في دولة الكويت عن ارتباط«حزب الله»بتدريب بعض الكويتيين للقيام بأعمال تضرّ بأمن الدولة، ونأمل أن تتم معالجة الأمر في إطار العلاقة المميّزة بين الكويت ولبنان، وهناك تأكيد من صاحب السمو ورئيس الوزراء بأنّ العلاقات مع لبنان لم تتأثر بهذه الأمور ولكننا شدّدنا على أشقائنا في لبنان على ضرورة أن نعمل سوياً على تعزيز أمن البلدين ونمو العلاقات في مختلف جوانبها، ونحن في الكويت سنبقى ندعم أشقاءنا في لبنان»، معرباً عن تطلّع بلاده إلى أن تتلقى «جواباً على مذكّرة الكويت» مع تأكيد لبنان «على عدم المساس بأمنها واستقرارها». وعن نفي «حزب الله» علاقته بخلية العبدلي، أجاب: «نحن نقدّم الأدلّة الموجودة لدينا، وليردّوا علينا بالحجّة مقابل الحجّة. لدينا اعترافات، والاعتراف هو سيّد الأدلّة، وننتظر من إخواننا في لبنان بعد تزويدهم بحيثيات الحكم وارتباط «حزب الله» بهذه الخليّة ونوعية المساعدة التي يقدّمها أفراد من الحزب لها، عليهم أن يقدّموا الحجة مقابل الحجّة وأن يطّلعوا على ما لدينا من أدلّة»، مضيفاً: «سنعمل على كل القنوات والوسائل بحيث تتّضح الصورة ويتحمّل المسؤولية مَن يقوم بهذا العمل، ونحن في كل الظروف حريصون على العلاقة مع لبنان الشقيق». وكان الحريري التقى صباحاً نظيره الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، وناقشا معاً العلاقات الثنائية، ثم أولم الصباح على شرفه فأقام مأدبة غداء حضرها عدد من المسؤولين الكويتيين.

جعجع: المعادلة هي «شعب، دولة، جيش»

بيروت - «الحياة» ... أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «الأمة بالنسبة إلينا هي لبنان، حدودنا هي الحدود المعترف بها دولياً، والمعادلة هي «شعب، دولة، جيش»، وكل ما عدا ذلك لا يعنينا إطلاقاً». ورأى أن «حسن إدارة الدولة ومحاربة الفساد ليست فقط صراخاً وعويلاً ومزايدات إنما هي معرفة وطريقة عمل معينة بالذات، ونحن كقوات لبنانية أثبتنا بالقليل الذي لدينا الآن أننا فعلاً نعرف إدارتها». وتوجه إلى اللبنانيين قائلاً: «في الانتخابات الماضية، منحتمونا 8 نواب، فردينا هذه الوزنة وزنات، فإن أعطيتمونا في الانتخابات المقبلة 16 نائباً سنعطي وزنات مضاعفة أكثر وأكثر، وإن أعطيتمونا 24 نائباً نخرب الدنيا فيهم». وشدد على أن «الخلاص يكمن بين أيدينا بعد أشهر قليلة في صناديق الاقتراع، فلا تتأخروا، إن الديموقراطية في لبنان هي ديموقراطية فعلية فاستفيدوا منها». وكان جعجع شارك في العشاء السنوي لمنسقية زحلة في «القوات اللبنانية» في فندق القادري مساء أول من أمس في حضور شخصيات سياسية وحزبية وديبلوماسية ودينية. وحيا «الجيش اللبناني الذي على بعد كيلومترات قليلة من هنا يتحضر لخوض معركة الكرامة الوطنية، فهو ليس كسواه يخوض معركة الآخرين على حساب الكرامة اللبنانية الفعلية». كما حيا «التيار الوطني الحر والمستقبل والكتائب والأحرار». وقال: «لا يفكر أحد أن يتحايل على التاريخ، فالمعادلة التاريخية في كل الأوقات في لبنان كانت «شعب دولة وجيش»، ولا يحاول أحد أن يتحايل على الجغرافيا، فحدودنا الفعلية تنتهي هنا عند السلسلة الشرقية وليس حدود الأمة الاسلامية، لذا لا يحاول أحد أن يتحايل على المفاهيم الأساسية». واعتبر أن «الدولة التي لا حسن إدارة فيها ولا يسودها القانون ولا فرص عمل ليست دولة». وحيا «نواب ووزراء القوات الذين يشكلون اليوم فرقة «صدم القوات» في المرحلة السياسية، إذ لا يكفي أن نؤمن بالدولة بل يجب أن نعرف كيف نديرها، وكل الأحداث حتى الآن أثبتت أننا نعرف كيف نديرها، فمن كان أميناً على القــليل يؤتمن على الكثير». وقال: «كلنا نشتكي من واقعنا المؤلم في حين أن الخلاص يكمن بين أيدينا بالذات بعد أشهر قليلة في صناديق الاقتراع»، داعياً إلى «الاستفادة من الديموقراطية الفعلية في لبنان، فالاقتراع هو عملية مقدسة قادرة على إحداث التغيير المطلوب في حال تخلينا عن عاداتنا الانتخابية السابقة واقترعنا فقط لأحزاب وتكتلات كبيرة قادرة على احداث التغيير المطلوب». وأمل بـ «الانتصار على كل الاعتبارات الشخصية والتقليدية التي كانت تتحكم بطريقة الاقتراع للوصول إلى التغيير المطلوب».



السابق

«ائتلاف دعم مصر» يؤيد تمديد الولاية الرئاسية... لـ 6 سنوات..وزيرا خارجية مصر وغينيا يبحثان محاربة الإرهاب...مقتل قياديين في «حسم» قرب القاهرة وشرطيين في العريش...غضب قبطي لغلق كنيسة في المنيا وانتقاد علني للأمن...حبس سائقي قطاري الإسكندرية والتحقيق يطاول مسؤولين كباراً...المبعوث الدولي إلى ليبيا يلتقي وزير الخارجية المصري..17 قتيلا بهجوم على مطعم في بوركينا فاسو.. والجيش يتدخل..قيادي بارز منشق عن حركة «الشباب» يعود إلى مقديشو..السودان وإثيوبيا يبحثان سد النهضة والأمن في القرن الأفريقي...معركة دبلوماسية حول سفارة ليبيا في موسكو قبل اجتماع حفتر ولافروف....زعيم متمردي جنوب كردفان يعترف بانقسامهم..اشتباكات بين جوبا والمتمردين وإعلانات متضاربة عن نتائجها...

التالي

أخبار وتقارير..باكستان: مخاوف من صدام بين الحزب الحاكم والمؤسسة العسكرية...واشنطن: حل أزمات المنطقة بتغيير النظام الإيراني...هل يصنف ترمب «الثوري» إرهابياً ويمزق «النووي»؟..صدامات شارلوتسفيل الدامية تثير تساؤلات عن تغذية خطاب ترامب،عنصرية المتطرفين....مقتل شرطي طعنا بسكين «داعشي» في اسطنبول...منظّمة ألمانية تعلّق عملياتها الإغاثية في المتوسط وإيطاليا ترحّب بالحظر الليبي...جولة لبنس في أميركا اللاتينية ودعم إقليمي لرئيس فنزويلا..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,596,383

عدد الزوار: 7,034,671

المتواجدون الآن: 73