ذخيرة أميركية غير مسبوقة للجيش اللبناني و «داعش» أمام الاستسلام لشروطه أو الانتحار....إشغال ميداني للجبهة مع داعش.. وصفقة ترحيل سرايا أهل الشام قريباً... «مصالحة الجبل» تهز تفاهم معراب.. وعون يلجأ للمادة 57 لمعالجة «السلسلة»..."سرايا القاع".. غطاء جديد لـ "حزب الله" للمشاركة في معركة تلال بعلبك....حزب الله يستهدف داعش!....الجيش اللبناني «يقضم» تلالاً إستراتيجية في الجرود الشرقية وجنبلاط غابَ عن زيارة عون للجبل و«التيار الحرّ» قاطَع ذكرى المصالحة...وزراء الى سوريا....روحاني:للبنان مكانة كبيرة بري: الانتصار وحّد اللبنانيين أكثر...برّي من طهران: ترميم العلاقة مع سوريا حتمي...

تاريخ الإضافة الإثنين 7 آب 2017 - 7:44 ص    عدد الزيارات 2499    القسم محلية

        


إشغال ميداني للجبهة مع داعش.. وصفقة ترحيل سرايا أهل الشام قريباً... «مصالحة الجبل» تهز تفاهم معراب.. وعون يلجأ للمادة 57 لمعالجة «السلسلة»

اللواء... إذا كان الجيش اللبناني، وضع يده على ملف طرد عناصر (تنظيم الدولة) «داعش» من جرود بعلبك والقاع، بإجماع وطني، وارتياح لهذه المهمة الوطنية، فإن الأسبوع الطالع، يبدأ مهتماً بمصير سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام في الاسلاك المدنية والعسكرية، في ظل خطوط حمر، منها هذا المسؤول أو ذاك إما للسير بها كما أقرّت في المجلس النيابي (وفقاً لما يرى الرئيسان نبيه برّي وسعد الحريري)، أو إعادة النظر في بنود ضريبية وغير ضريبية (كما يرى الرئيس ميشال عون) الأمر الذي يعني، وفقاً للمادة 57، التي إذا لجأ إليها الرئيس عدم نشر القانون في مهلة الشهر بعد استلامه، وإعادة قانون السلسلة إلى المجلس من أجل مناقشة أخرى، وإعادة إقرار القانون بالغالبية المطلقة من مجموع الأعضاء الذين يؤلفون المجلس قانوناً. وثمة من يعتقد انه إذا نشر رئيس الجمورية قانون السلسلة، فإن معالجة الثغرات تكون من خلال مشروع قانون معجل سيدرك الثغرات، ويصلح الخلل، سواء في ما خص المادة 33 أو البنود الضريبية. وقال مصدر مقرّب ان المهلة التي يتطلبها اتخاذ القرار في ما يتعلق بالسلسلة لم يعد بعيداً، لكنه يخضع لتدقيق ومقارنة بين الأرقام. واشار وزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا تويني الى ان الرئيس عون ما زال يدرس القانون بعدما أُحيل اليه، ويفترض ألا يستغرق وقتا طويلاً فيه (بسبب تقيده بالمهلة الدستورية شهر لتوقيعه او ردّه)، وقال لـ«اللوء»: ان قانون السلسلة سيمشي في نهاية المطاف، ولكن الرئيس مهتم ايضأ بإنهاء مشروع موازنة العام 2017. والرئيس مهتم كذلك بأن لا تكون موارد السلسلة على حساب الطبقات الفقيرة او من ذوي الدخل المحدود والمتوسط. واضاف تويني: وهناك ايضاً مسألة قطع الحساب عن السنوات السابقة والذي لا بد من ايجاد حل له، سواء عبر اقتراح تعليق العمل مؤقتاَ بالمادة 83 من الدستور، او عبر اقتراح وزير المالية بتعليق العمل بالمادة 195 من قانون المحاسبة العمومية. والكل يعمل الان على ايجاد مخرج سريع لهذا الامر. يُرتقب ان ينعقد مجلس الوزراء يوم الاربعاء المقبل وسط تقديرات وزارية بألا يتضمن جدول اعماله بنوداً خلافية او إشكالية، حيث ذكرت بعض المصادر الوزارية ان تقرير بواخر الكهرباء قد لا يعرض لأن وزير الطاقة سيزار ابي خليل لم يرفع تقريره بعد الى مجلس الوزراء وهو التقرير الذي يجب ان يكون مرفقاً بتقرير هيئة ادارة المناقصات في التفتيش المركزي، كما ان موضوع سلسلة الرتب والرواتب قدلا يُطرح للبحث قبل انتهاء رئيس الجمهورية ميشال عون من دراسة قانوني السلسلة والموارد المالية المرفق به. ولفتت مصادر وزارية لـ«اللواء» إلى ان جدول أعمال الجلسة قيد الاعداد، وفي ضوء ذلك يتحدد مكان انعقادها في السراي أو قصر بعبدا. وأكدت المصادر ان موضوع الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان، يتوقع له ان يُشكّل بنداً، بعدما أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ان الملف سيحضر في هذه الجلسة، مؤكدة انه طالما ان موعد 17 آب، وهو آخر مهلة لدعوة الهيئات الناخبة، لم يحل، فذاك يعني ان لا خوف على الموضوع. اما بالنسبة للتعيينات في مجلس إدارة تلفزيون لبنان، فأكد وزير الإعلام ملحم رياشي لـ«اللواء» انه رفع بعض أسماء المرشحين لتعيينات في هذا المجلس إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، نافياً ان يكون هناك أي جديد في ما خص تعيينات الوكالة الوطنية للاعلام». إلى ذلك أوضحت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«اللواء» ان رئيس الجمهورية ميشال عون شاء المشاركة في قدّاس عيد سيّدة التلة في دير القمر، وتلبية دعوة المعنيين لأنه تقليد درج عليه الرؤساء السابقون، وأكدت انه عاد بعد القدّاس نظراً لارتباطه بمواعيد مسبقة في قصر بعبدا.

مصالحة الجبل

على ان اللافت ان الاحتفال بذكرى مصالحة الجبل التي جرت وقائعها في 3 آب 2001، ترك «ندوباً وملابسات وعلامات استفهام تحتاج إلى توضيحات»، فرئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي حقق هذه المصالحة مع البطريرك الماروني السابق نصر الله صفير، غاب عن الاحتفال، مثلما غاب عن قدّاس عيد سيّدة التلة في دير القمر، الذي رعاه وحضره الرئيس عون، والذي أقيم أيضاً للمناسبة، وأن كان (أي جنبلاط) حضر في وقت سابق إلى مطرانية بيت الدين، والتقى فيها البطريرك الماروني بشارة الراعي لبعض الوقت، حيث أكّد له انه لا يمكن ان يكون في الشوف دون ان يلقي التحية عليه، معتذراً عن عدم المشاركة في لقاء قصر المير أمين، لأنه يُعاني من «صداع». أما الرئيس عون فقد حضر للصلاة فقط في قدّاس دير القمر، ثم عاد إلى بعبدا، من دون مشاركته في احتفال ذكرى المصالحة في بيت الدين، ولا الغداء في المطرانية الذي أقامه المطران مارون العمار تكريماً للبطريرك الراعي لمناسبة الإحتفال الذي طوى قبل 16سنة آخر صفحة من صفحات الحرب الأهلية. وانسحب غياب الرئيس عون عن الاحتفال، رغم انه كان تلقى دعوة لحضوره من المطران العمار، مقاطعة وزراء ونواب «التيار الوطني الحر» عن احتفال ذكرى المصالحة، بداعي انهم لم يتلقوا دعوة لحضوره، قال وزير الطاقة سيزار أبي خليل انه حضر إلى دير القمر للمشاركة في عيد سيّدة التلة وليس بذكرى المصالحة، مفسراً ما حصل بأنه «استثناء لفريق مسيحي كبير من الجبل». اما الاحتفال الذي أقيم في قصر الأمير أمين فقط اقتصر على عرض فيلم وثائقي بعنوان «ويبقى الجبل» اعده الزميل سعد الياس تضمن مقابلات حول مجرى المصالحة وطي صفحة الحرب والعلاقة بين الدروز والمسيحيين، ثم كلمات للوزير مروان حمادة الذي اعتذر باسم النائب جنبلاط عن عدم الحضور لأسباب صحية، ثم النائب جورج عدوان ممثلاً رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وأخيراً للبطريرك الراعي الذي لفت إلى ان المصالحة أعادت اللحمة الوطنية، وكانت هاجس البطريرك صفير». واعتبر ان «المصالحة السياسية والاجتماعية قد تمت بمعظمها ويجب استكمالها بالعيش معاً بثقة وتعاون». وختم: «سلامة لبنان من سلامة الجبل، فلنعمل كلنا لتوطيد هذه المصالحة». ولوحظ ان الراعي تجاهل موضوع هذه المصالحة في عظته في قدّاس سيّدة التلة، وقال موجهاً كلامه إلى الرئيس عون: «نصلي كي يعضدكم الله ويزينكم بالحكمة والروح الرئاسي لتواجهوا التحديات الكبيرة، محدداً «هذه التحديات بقيام الدولة بمؤسساتها واداراتها المحررة من التدخل السياسي والتمييز اللوني في التوظيف خلافاً لآلية مبنية على الكفاءة والاخلاقية، واحياء اقتصاد منتج، تعزيز التعليم الرسمي والخاص، حماية المالية العامة، وبناء قضاء شريف حر ومسؤول والاسراع في تطبيق اللامركزية الادارية المناطقية والقطاعية». وليلاً غرد جنبلاط عبر «تويتر» بالانكليزية قائلاً: «جبوب الأرز تعاني تحت ضربات المدقة، ولكن عجيب بياضها عندما تنتهي المحنة، وهكذا هو مع الرجال الذين نعيش معهم، لتكون رجلاً يجب ان تعاني من ضربات سوء الحظ».

جرود القاع ورأس بعلبك

أمنياً، نفذ الجيش أمس، عملية نوعية نجح خلالها في السيطرة على مواقع متقدمة في جرود الفاكهة، ورأس بعلبك، في الوقت الذي دمرت فيه مدفعيته الثقيلة اهدافاً لتنظيم «داعش» في الجرود المحيطة. وأعلنت قيادة الجيش في بيان، ان وحدات من الجيش تمركزت على تلال ضليل الاقرع ودوار النجاحة وقلعة الزنار من ناحية جرود عرسال، استكمالاً لانتشار هذه الوحدات واحكام الطوق على المجموعات التابعة لـ«داعش». كما واصلت مدفعية الجيش استهداف مراكز هذا التنظيم في جرود منطقتي رأس بعلبك والقاع، ودمرت له عدداً من التحصينات واوقعت اصابات مؤكدة في صفوف الارهابيين. وتعتبر هذه التلال من أهم التلال المشرفة على مواقع «داعش» وتقع بين جردي عرسال ورأس بعلبك. وقبل العاشرة ليلاً بقليل بدأ الجيش باستهداف مواقع «داعش» في جرود الفاكهة ورأس بعلبك بقصف مدفعي وصاروخي كان ما زال متواصلاً حتى منتصف الليل. وأعلن «الاعلام الحربي» ان مقاتلي «حزب الله» استهدفوا بقصف مدفعي ورمايات مباشرة، تجمعاً لمسلحي «داعش» قرب خربة داوود عند الحدود السورية – اللبنانية، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف التنظيم. ومن ناحية ثانية، أعلن «الاعلام الحربي» التابع للحزب ان 3000 شخص بينهم 350 مسلحاً من «سرايا أهل الشام» سيغادرون مخيمات عرسال باتجاه الرحيبة في القلمون الغربي، وأن 800 عائلة سورية ستغادر هذا الأسبوع مخيمات النازحين في عرسال.

"سرايا القاع".. غطاء جديد لـ "حزب الله" للمشاركة في معركة تلال بعلبك

أورينت نت .... لبنان بدأت "سرايا القاع" المدعومة من ميليشيا "حزب الله" التحضيرات للهجوم على مواقع تنظيم الدولة في التلال المحاذية للقاع ورأس بعلبك وبلدة الفاكهة، ويأتي هذا التحرك بعد يومين من إعلان زعيم "حزب الله" حسن نصر الله استعداد حزبه لخوض المعركة مع قوات الأسد في المناطق السورية المقابلة للجرود اللبنانية.

تحضيرات "سرايا القاع" لخوض المعركة

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن مصادر خاصة في المنطقة، رصدت قيام "سرايا القاع" بتحضيرات ترجمت على أنّها ربما تأتي على خلفية إعطائها دوراً ما من قبل "حزب الله" في معركة جرود القاع ورأس بعلبك. وبحسب معلومات حصل عليها موقع "ليبانون ديبايت"، قامت السرايا مؤخراً بعمليات تدعيم وتدشيم لنقاط عسكرية تقع على تخوم البلدة وفي الجرود، لكن أحد مسؤولي "السرايا" في القاع، قلّل من شأن المعلومات المنشورة دون أن ينفي استعداد وجهوزيّة "السرايا" للدخول في البلدة. وأكّد مصدر من البلدة لموقع الجنوبية، أنّ عدد عناصر "سرايا القاع" في المنطقة لا يتجاوز الـ25، وأكثرهم من العسكريين المتقاعدين المقربين من التيار الوطني الحر، موضحاً أنّ هؤلاء العناصر لا يقومون بأيّ شيء، و وجودهم من باب الاستعراض ليس إلاّ. ولفت المصدر إلى أنّ حزب "القوات اللبنانية" لديه تحفظ على هذه المجموعات ولكنّه لا يبادر بأي موقف. من جهته، أشار رئيس بلدية رأس بعلبك العميد المتقاعد دريد رحال، إلى أن "الموجود هناك سرايا المقاومة وليس سرايا القاع"، لافتا إلى أن رفعت نصر الله هو مسؤول سرايا المقاومة في رأس بعلبك.

استقطاب شباب المنطقة

وفيما يتعلق بنشأة هذه المجموعة أوضح المسؤول اللبناني أنّه "عند بداية الأحداث في جرود رأس بعلبك في العام 2014 أنشئت هذه السرايا واستقطبت بعض الشباب في المنطقة بدعم مباشر من ميليشيا حزب الله. وكان زعيم ميليشيا "حزب الله" حسن نصر الله أكد في وقت سابق، أن مسلحي الحزب "ذاهبون إلى معركة جديدة"، في إشارة لجرود القاع ورأس بعلبك التي يتحصن فيها مقاتلون من تنظيم الدولة، إلا أنه استطرد قائلا إن "عملية تحرير بقية الجرود اللبنانيّة، سيتولاها الجيش اللبناني وهو قادر على القيام بهذه العملية". ولفت نصر الله إلى أن "تنظيم داعش يسيطر على نحو 141 كلم مربعا من الأراضي اللبنانية، و55 كلم مربعا من الأراضي السورية على جانبي الحدود في جرود القاع ورأس بعلبك". وأضاف أن مقاتليه "جاهزون مع قوات النظام على الجبهة المقابلة"، في إشارة إلى المناطق السورية المقابلة للجرود اللبنانية. يذكر أن ميليشيا "حزب الله" سيطرت خلال الأيام الماضية على معظم جرود عرسال، وذلك بعد انسحاب نحو 150 مقاتلاً من "هيئة تحرير الشام" نحو محافظة إدلب شمال سوريا، وفق اتفاق بين الجانبين.

حزب الله يستهدف داعش!

اللواء...أعلن حساب “الإعلام الحربي” عبر موقع “تويتر” أنّ عناصر “حزب الله” يستهدفون بالقصف المدفعي والصاروخي والرمايات المباشرة تجمعاً لمسلّحي “داعش” قرب خربة داوود عند الحدود السورية – اللّبنانية ما أدّى لوقوع قتلى وجرحى بصفوف مسلحي التنظيم عرف من القتلى مسؤول إحدى المجموعات ويدعى “معن”.

الجيش اللبناني «يقضم» تلالاً إستراتيجية في الجرود الشرقية وجنبلاط غابَ عن زيارة عون للجبل و«التيار الحرّ» قاطَع ذكرى المصالحة

بيروت - «الراي» .... وزير الدفاع: أين المشكلة في التنسيق العسكري مع سورية إذا كان سيصبّ في صلب المصلحة الوطنية؟ ... مصدر عسكري: الجيش لا يحتاج للتنسيق مع الجيش السوري ولا غيره ولا أحد يملي على قائده توقيت المعركة

تعكس الوقائع الميدانية على أرض المعركة التي سيقوم بها الجيش اللبناني ضدّ «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع كما «المواكبة السياسية» للمواجهة الوشيكة حساسية ما يحوط بهذا الملف الذي يشكّل امتداداً للعملية التي نفّذها «حزب الله» أخيراً في جرود عرسال وانتهتْ الى انسحاب «جبهة النصرة» منها (ومن القلمون الغربي) الى إدلب من ضمن صفقة متعدّدة المراحل (شملت تبادُل جثث وأسرى وموقوفين ونقل المسلّحين وآلاف النازحين الى إدلب). وفي حين كان الجيش اللبناني يبلْور أمس استراتيجية «القضم» والسيطرة «النظيفة» على التلال المشرفة على مواقع «داعش» بعدما تَقدّم اليها على وهج القصف المدفعي والصاروخي المستمرّ منذ الخميس، فإن أوساطاً مطلعة توقفت عبر «الراي» باهتمام كبير أمام حرْص المؤسسة العسكرية على تبديد الانطباع الذي ساد بأن «حزب الله» وعبر إطلاقه معركة جرود عرسال هو الذي اختار التوقيت العسكري لمعركة جرود رأس بعلبك والقاع من ضمن أجندته الاقليمية، وبأنّ إطلالة أمينه العام السيد حسن نصر الله هي التي حدّدتْ «الساعة صفر» لعملية الجيش والتي رسمتْ الإطار الميداني الذي يقوم على تنسيق مع الجيش السوري و«حزب الله» اللذين سيحرّكان بالتوقيت نفسه الجبهة ضدّ «داعش» على المقلب السوري (قارة والجراجير) الذي يشكّل امتداداً لرأس بعلبك والقاع. وحسب هذه الأوساط فإنه ليس عابراً تَعمُّد الجيش توجيه رسائل بأن «الأمر له» بتحديد ساعة المعركة وبأن لا «شركاء» معه فيها، لبنانيين او من الخارج (الجيش السوري أو حتى الغطاء الجوي الروسي والأميركي)، بعدما كانت عملية «حزب الله» ضدّ «النصرة» وما تخلّلها من مفاوضاتٍ انتهتْ بخروجٍ «آمِن» لأمير «الجبهة» في الجرود ابو مالك التلي ومسلّحيه (المسؤولون عن قتْل عسكريين وعناصر أمن إبان معركة عرسال 2014 وبعدها) أثارتْ غباراً لدى بعض الداخل وغالبية الخارج حول ظهور «حزب الله» بموقع «حامي لبنان» من الإرهاب فيما الجيش اكتفى بحماية بلدة عرسال والنازحين ومنْع أي إقحام لها في المعركة. وإذا كان «الإطباق» التدريجي للجيش اللبناني على مواقع محيطة بمراكز «داعش» في رأس بعلبك والقاع اعتُبر في سياقِ رفْع مستوى «الإنذار بالنار» للتنظيم بأنّ «المعركة على الأبواب» والوقت صار ضيّقاً لإنهاء الأمر بتفاوضٍ يشمل بتّ مصير العسكريين التسعة الأسرى لدى «داعش» (منذ اغسطس 2014) وانكفاء المسلّحين الى البادية السورية، فإن إشارة مصادر عسكرية رفيعة (عبر صحيفة «المستقبل») في ما خصّ هذه المعركة الى «أن الجيش اللبناني ليس بحاجة إلى تنسيق مع أحد، لا مع الجيش السوري ولا مع غيره، فلديه القدرات العسكرية الكافية لتحرير الجرود» وبأن «ساعة الصفر يحدّدها العماد جوزف عون دون غيره»، بدتْ في إطار محاكاة الحساسية الكبيرة لأيّ انزلاقٍ للمواجهة المرتقبة باتجاه إظهار الجيش في «خندق» ميداني واحد مع الجيش السوري و«حزب الله»، وهو ما سيرتّب أضراراً داخلية وخارجية على صورة المؤسسة العسكرية ومصير المساعدات الدائمة التي يحتاج إليها. وإذ استوقف الأوساط المطّلعة عيْنها قول وزير الدفاع يعقوب الصراف في حديث إذاعي رداً على سؤال حول التنسيق العسكري بين الجانبين اللبناني والسوري «أين المشكلة في التنسيق مع سورية إن كان سيصب في صلب المصلحة الوطنية»؟ نافياً في الوقت نفسه «أي تنسيق من هذا النوع» وعازياً السبب الى «الخلاف السياسي في هذا الملف»، فإن الوقائع الميدانية أكدت مضيّ الجيش في تمهيد الميدان أمام انطلاق المعركة ضدّ «داعش» بـ «ظهر آمن» له، وهو قام أمس بالتقدم من أكثر من محور وسيطر على تلة النجاصة وتلال دوار الزنار قرب وادي شبيب عند التماس بين جرديْ عرسال وراس بعلبك، كما سيطر على تلة ضليل الاقرع في جرود راس بعلبك الفاكهة وهي من اهم التلال المشرفة على مواقع «داعش» ورفع عليها العلم اللبناني، بعدما أوقع 6 قتلى في صفوف المسلحين. وفي موازاة هذا الملف الذي يحتلّ الأولوية في بيروت، انشدّت الأنظار الى الجبل الذي أحيا الذكرى 16 للمصالحة التاريخية المسيحية - الدرزية التي تكرّستْ في 2001 بزيارة البطريرك الماروني حينها الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير للمختارة (معقل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط)، وهي المصالحة التي شكّلتْ حجر الزاوية في الجسر العابِر للطوائف الذي وفّر في 14 مارس 2005 الحاضنةَ لانفجارِ «ثورة الأرز» بوجه سورية بعد شهرٍ على اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وخيّم على ذكرى المصالحة مناخ «الودّ المفقود» بين جنبلاط ورئيس الجمهورية ميشال عون وتياره (الوطني الحر) والذي تبلور خصوصاً ابان مرحلة إعداد قانون الانتخاب، كما ملامح «التوتر» في العلاقة بين «التيار الحر» وحليفه المسيحي «القوات اللبنانية» على خلفية إدارة السلطة وبعض الملفات، وهو ما تجلّى بعدم حضور جنبلاط الى دير القمر للمشاركة بالقداس الذي أقيم في عيد كنيسة سيدة التلة على نية مصالحة الجبل، وهو القداس الذي ترأسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وحضره عون وحشد من الشخصيات. وقد أوفد جنبلاط نجله تيمور الى دير القمر كما الى مطرانية بيت الدين المارونية حيث أقيم حفل غداء، ثم الى الاحتفال المركزي بذكرى المصالحة في قصر الأمير أمين بعنوان «ويبقى الجبل» معتذراً عن عدم حضور المناسبة الأخيرة لأسباب صحية (كان عرّج لدقائق على غداء بيت الدين)، بعدما كان رحّب بعون في دير القمر بتغريدة على «تويتر» قال فيها: «أهلاً وسهلاً بالعماد عون والبطريرك الراعي في الشوف في عيد سيدة التلة وعيد المصالحة والتحية للمطران مارون العمار». ولم يخفف غياب جنبلاط عن احتفال قصر الأمير أمين وطأة مقاطعته زيارة عون، وسط مفارقة مقاطعة «التيار الحر» النشاطيْن اللذين أقيما في بيت الدين وسط اتهام أوساطه كلاً من «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«القوات» (علاقتهما ممتازة) بعدم توجيه الدعوة كما يجب إليه لهذه المناسبة.

ذخيرة أميركية غير مسبوقة للجيش اللبناني و «داعش» أمام الاستسلام لشروطه أو الانتحار

بيروت - «الحياة» .. تقول مصادر وزارية لبنانية مواكبة التحضيرات التي أنجزتها قيادة الجيش لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من تنظيم «داعش» الإرهابي، إن لا عودة عن القرار المتخذ بتطهير الجزء اللبناني من الجرود منه، وإن توقيت بدء الهجوم الشامل يعود إلى القيادة العسكرية التي وضعت خطة متكاملة باشرت تنفيذها على دفعات من خلال القصف المدفعي والصاروخي الذي ترتفع وتيرته تدريجياً لتضييق الخناق على مراكز «داعش». وتؤكد المصادر الوزارية نفسها لـ «الحياة»، كثافة النيران التي تطلقها وحدات الجيش المنتشرة على طول الخط الممتد من القاع الى رأس بعلبك مروراً بجرود بلدة الفاكهة، والتي تستهدف مواقع «داعش» المحصنة داخل الكهوف والأنفاق. وتوضح أنها تأتي في سياق الإصرار على تحرير الجرود من الإرهابيين والمجموعات التكفيرية التي ستكتشف لاحقاً وبالملموس مع بدء الهجوم على نطاق واسع، أنها ستكون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الاستسلام أو الانتحار، وأن لا مجال للتفاوض إلا تحت سقف جلاء مصير العسكريين المخطوفين لدى «داعش» شرطاً لخروج مجموعاته من الجزء اللبناني من الجرود في اتجاه الأراضي السورية. وتلفت المصادر الوزارية عينها الى أن «داعش» سيجد نفسه مع اشتداد القصف المدفعي والصاروخي على مجموعاته، أمام طريق مسدود، لا سيما أن قيادة الجيش لم تعد الخطة لتحرير هذه المنطقة من باب التهويل أو «تهبيط الحيطان» على الإرهابيين، وإنما تنفيذاً لقرار سياسي رسمي وشعبي وحزبي يوفر لها الغطاء لإنجاز المهمة المكلفة بها. وترى أن ارتفاع هذا التسخين من خلال القصف المدفعي والصاروخي ترافق مع ذخيرة أميركية غير مسبوقة للجيش اللبناني الذي أخذت قيادته على عاتقها استرداد الجانب اللبناني المحتل من الجرود من دون الاستعانة بأي شريك، نظراً الى أن وحدات الجيش المنتشرة في منطقة العمليات تتمتع بقدرات قتالية عالية وتتبع قوات النخبة، إذ إنها تضم كتائب من اللواءين السادس والتاسع مطعمة بفوجين من التدخل والمجوقل مدعومة بفوجين من الاحتياط تابعين لمغاوير البر والبحر. وتقدر المصادر الوزارية تعداد القوة المكلفة تحرير الجرود من»داعش» بأكثر من خمسة آلاف جندي مرتبطة مباشرة بغرفة عمليات عسكرية متقدمة يشرف عليها قائد الجيش العماد جوزف عون يعاونه عدد من كبار الضباط. وتقول إن زمام المبادرة في بدء الهجوم هو بيد القيادة العسكرية وإن الهدف من ارتفاع وتيرة القصف الصاروخي والمدفعي هو إحداث بلبلة في صفوف المجموعات الإرهابية، وهذا ما تحقق حتى الآن. وتعتقد أن الوحدات العسكرية تمكنت حتى الساعة من توجيه رسائل نارية الى تلك المجموعات الإرهابية بأن الهجوم يمكن أن يحصل في أي ساعة، وتقول إن شدة القصف أدت وستؤدي الى تفكيك هذه المجموعات وتشتيتها، خصوصاً بعد أن تمكن الجيش من السيطرة على تلتين في الجرود، ما يؤشر الى أن الهجوم سيطاول التلال والمرتفعات. وتكشف المصادر الوزارية أن لدى الجيش الآن قوة نارية غير مسبوقة تتمثل في استخدامه قذائف مدفعية من العيار الثقيل تؤدي الى إحداث خرق لمخابئ «داعش» في داخل الأنفاق والكهوف، إضافة الى الدور الفاعل لسلاح الطيران الذي يشارك حالياً في رفع منسوب التسخين العسكري من خلال استخدامه طائرات من نوع «سيسنا» لديها القدرة على استهداف أماكن تمركز المجموعات الإرهابية بواسطة صواريخ تطلقها من مسافة 7 كيلومترات وتقوم في الوقت ذاته باستطلاع المواقع المستهدفة بواسطة الصور الجوية التي تلتقطها تمهيداً لتحليلها وإخضاعها الى قراءة عسكرية متأنية للوقوف على رد فعل هذه المجموعات الإرهابية فور سقوط الصواريخ على الأماكن التي تتمركز فيها. وتتوقف المصادر أمام فاعلية راجمات الصواريخ التي يطلق بعضها 40 صاروخاً دفعة واحدة وبعضها الآخر 60 صاروخاً من الأعيرة الثقيلة، وتقول إن القوة النارية غير الاعتيادية التي تتمتع بها الوحدات العسكرية المقاتلة قادرة على تحويل المساحة الجغرافية التي يحتلها «داعش» داخل الأراضي اللبنانية الى منطقة محروقة، وهذا ما سيلمسه التنظيم فور بدء الهجوم الواسع الذي ستغطي نيرانه هذه المنطقة بكاملها. وتنوه المصادر هذه بالمعنويات القتالية العالية للوحدات العسكرية التي تحظى بحاضنة لبنانية رسمية وسياسية وشعبية غير قابلة للتشكيك ولن تشوبها شائبة، وتقول إن الإجماع اللبناني على دور الجيش يتحصن هذه المرة بحاضنة عربية ودولية كانت وما زالت تراهن على المهمات الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية لحفظ الأمن والاستقرار إلى جانب القوى الأمنية الأخرى. وبكلام آخر، تقول المصادر عينها إن هناك رغبة دولية وإقليمية بأن يكون الجيش الرافعة الأقوى من دون شريك، ليس في تحرير جرود القاع ورأس بعلبك فحسب، وإنما للقيام بدور فاعل في حفظ الأمن في مرحلة ما بعد طرد «داعش» من الجرود. وتقول إن لا لبس في ثقة المجتمع الدولي بالمهمات التي تنتظر المؤسسة العسكرية وفي أنها تحظى وستحظى بدعم غربي وإقليمي لم يتوافر للإنجاز الذي حققه «حزب الله» في تحرير جرود عرسال من «جبهة النصرة» وأخواتها. وتعزو السبب الى أن المجتمع الدولي تجاهل عن قصد التعليق على ما تحقق في جرود عرسال، لأنه ليس في وارد توفير غطاء سياسي لسلاح «حزب الله» انطلاقاً من موقفه برفض ازدواجية السلاح الذي لا ينضوي في المنظومة الأمنية والعسكرية الرسمية. وفي هذا السياق، تسأل مصادر ديبلوماسية أوروبية في بيروت، ومن باب الافتراض، عما إذا كان «حزب الله» في حاجة الى الانتصار الذي حققه تمهيداً لسحب قواته المقاتلة الى جانب النظام السوري تدريجياً من داخل سورية، خصوصاً أن تطهير جرود عرسال من «جبهة النصرة» ومجموعات سورية أخرى أسقط الذريعة التي كان يتذرع بها الحزب لجهة أنه اضطر للدخول الى سورية لمقاتلة المجموعات الإرهابية في عقر دارها وبالتالي لمنعها من التسلل الى الأراضي اللبنانية، على رغم أنها تمكنت من القيام بعمليات انتحارية وتفجيرية في أكثر من منطقة لبنانية؟... وتضيف أن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله كان تذرع، مع إرسال مقاتليه الى داخل سورية، بتوفير الحماية لبلدات شيعية حدودية في سورية، لكنه سرعان ما عدل موقفه بقوله في إحدى خطبه إن الحزب أرسل مقاتليه للدفاع عن النظام السوري لمنع سقوط الرئيس بشار الأسد ليعود لاحقاً الى التذرع بمقاتلة الإرهابيين لمنعهم من التسلل الى لبنان. لكن المصادر نفسها تستبعد أن يبادر «حزب الله» الى إعداد خطة لتنظيم انكفاء تدريجي لمقاتليه من داخل سورية، وتعزو السبب إلى أن النظام في سورية لا يزال في حاجة الى دوره العسكري لتأمين الحماية لدمشق من خلال وجوده في ريفها، بالتنسيق مع القيادة الإيرانية، وتقول إن الوضع في سورية لا يزال رهن التطورات السياسية والعسكرية وهذا ما يستدعي من طهران الإصرار من خلال نفوذها العسكري المباشر المفتوح على الدور المنوط بـ «حزب الله» على أن تكون حاضرة مباشرة لتأمين الحماية السياسية والعسكرية لمصالحها في سورية. وعليه، فإن الإنجاز الذي حققه «حزب الله» في جرود عرسال يمكن أن يصرف داخل سورية، خصوصاً أنه كان موضع سجال داخلي وإنما بحدة أقل من الماضي بسبب حضور الدولة المباشر من خلال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في المفاوضات التي قادها وأدت إلى انسحاب «النصرة» من هذه المنطقة، ولاحقاً ينسحب الأمر ذاته على «سرايا أهل الشام» فيما الإنجاز المرتقب للجيش اللبناني سيصرف في الداخل لتعزيز دوره في حفظ الأمن والاستقرار وتوسيع رقعة انتشاره على طول السلسلة الشرقية في المناطق الفاصلة بين لبنان وسورية.

68 سائق لبناني محتجزون في الأردن…والسبب!

اللواء.. احتجزت السلطات الأردنية 68 لبنانياً من سائقي الشاحنات، على متن باخرة بقاع الريم، وذلك في ميناء العقبة. وأوضح السائقون أنه “قبل نحو 4 أيام، حصل حادث لأحد العمال الأردنيين على متن الباخرة، حيث سقط داخل غرفة مصعدٍ أثناء كشفه على العبارة، ما أدى إلى إصابته بجروحٍ خطرة. وعلى الأثر، منعت السلطات الأدرنية العبارة من المغادرة، وصيانة غرفة امثعد ومتطلبات أخرى”.

وزراء الى سوريا

علمت «الجمهورية» أنه بعد الحديث عن التنسيق العسكري اللبناني ـ السوري بدأ يسري كلام عن زيارات سيقوم بها وزراء لبنانيون الى دمشق، حيث سيلبّي وزيرا الزراعة والصناعة غازي زعيتر وحسين الحاج حسن في 16 آب الجاري دعوة وزير الاقتصاد والتجارة السوري، يليها زيارة لوزير المال علي حسن خليل بدعوة من رئيس الحكومة عماد خميس. وبرزت أسئلة حول ما اذا كانت هذه الزيارات تحتاج الى موافقة من مجلس الوزراء، أم سيتمّ التعاطي معها على أنها «زيارات خاصة».

روحاني:للبنان مكانة كبيرة بري: الانتصار وحّد اللبنانيين أكثر

بيروت - «الحياة» .... هنأ الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني لبنان بـ «الانتصار على الإرهاب في جرود عرسال الذي يتزامن مع تاريخ الانتصار على الكيان الصهيوني في حرب تموز (يوليو) 2006»، وقال خلال استقباله صباح أمس رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في القصر الرئاسي في طهران: «نحن مسرورون جداً للانتصارات التي يحققها لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته، أكان على الكيان الصهيوني أو على الإرهاب، ولقد أصبح له مكانة كبيرة في المنطقة، ويحسب له ألف حساب». بدوره هنأ بري روحاني بأدائه القسم لولاية جديدة، مشيداً «بهذه التظاهرة الدولية التي شهدتها طهران أمس والتي برهنت أن إيران غير محاصرة أو معزولة». وتوقف أمام «انتصارات شهر تموز أكان عام 2006 في الحرب على العدو الإسرائيلي أم عام 2017 على الإرهاب»، مؤكداً «الوحدة الوطنية اللبنانية والمقاومة والجيش اللبناني في صنع الانتصارات أكان على إسرائيل أو على الإرهاب»، وقال: «عام 1978 احتلت اسرائيل جزءاً من الجنوب وصدر القرار 425 الذي تقدمت به أصلاً الولايات المتحدة الأميركية وانتظرنا 4 سنوات ولم تنسحب إسرائيل بل وصل شارون الى بيروت وقصفها ودمرها، فكان خيار المقاومة الذي أنشأه الإمام موسى الصدر». وأكد «أهمية الانتـصار على الإرهـاب في جرود عرسال»، وقال: «إن هذا الانتصار وحد اللبنانيين أكثر». وإذ أعرب عن «قلقه مما يحاك للعراق وسورية في إطار تقسيم المقسم»، أشاد بـ «انتصار انتفاضة الشعب الفلسطيني في المسجد الأقصى والقدس»، مشدداً على «الوحدة الفلسطينية»، وقال: «عندما نسينا فلسطين أنسانا الله أنفسنا». وفي اللقاء شكر روحاني لبري زيارته «التي تجسد عمق علاقة المودة بين الشعبين الإيراني واللبناني»، وقال: «نعلق أهمية كبيرة على دوركم في تعزيز وتقدم لبنان واستقراره، وفي توطيد العلاقات الإيرانية - اللبنانية، وهذا أمر مهم جداً لنا». وأضاف: «ان للشعب اللبناني مكانة مرموقة لدى الشعب الإيراني وهذه المحبة والعلاقة جسدهما الإمام الصدر بين البلدين». وأعرب عن تقديره للوضع في لبنان وعلى صعيد مسار عمل المؤسسات الدستورية. وأكد «وقوف إيران الى جانب الشعب اللبناني في مقاومته ضد الإرهاب والعدو الإسرائيلي»، وقال: «الوقائع برهنت أن ليس أمام الشعب اللبناني إلا خيار المقاومة لمواجهة هذين الخطرين». والتقى بري وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي وجه التهنئة «للشعب والجيش والمقاومة في لبنان للانتصار على الإرهاب»، قائلاً: «الشعب اللبناني يعطي دائماً دروساً في المقاومة، وانه يمكن بالمقاومة أن ننتصر دائماً على أعدائنا». ورد بري مهنئاً ايضاً إيران لمناسبة أداء الرئيس روحاني القسم، ومشيداً بدعمها الدائم للمقاومة في لبنان وفلسطين.

برّي من طهران: ترميم العلاقة مع سوريا حتمي

الاخبار.. فراس الشوفي.... شارك الرئيس نبيه برّي الجمهورية الإسلامية احتفاليتها في مناسبة أداء الرئيس حسن روحاني قسم الرئاسة لولايته الجديدة، ممثّلاً للبنان. تقدير إيراني لقوة لبنان وانتصاره في معركة الجرود ودور بري السياسي، هي أبرز عناوين الزيارة. إلّا أن بري اختار طهران ليطلق جملة مواقف تحضّ اللبنانيين على إعادة وصل ما انقطع مع سوريا...

شمس العصر تخيّم ضوءاً ساحراً على أبنية طهران المرتّبة والمكتظة. يبدو شارع «ولي عصر» من شباك الطائرة الصغير خيطاً طويلاً يخترق المدينة من جنوبها إلى جبالها الشمالية، ويزداد ضخامة كلّما اقتربت الأرض وحان موعد الهبوط. هناك على أرض مطار مهرأباد، سجّاد أحمر طويل فُرش لاستقبال الرئيس نبيه برّي في زيارة رسمية، عنوانها المشاركة في جلسة قسم الرئيس حسن روحاني أمام مجلس الشورى لولايته الجديدة. لكنّ الرحلة إلى عاصمة الجمهورية الإسلامية، تمرّ أولاً برئيس مجلس الشورى السّيد علي لاريجاني، جامع الدبلوماسية وقوّة الموقف معاً. وكأن لاريجاني في بيروت، يتابع معركة جرود عرسال عن قرب. يرحّب بنظيره اللبناني ترحيب «المعرفة» الحارة، ثم يبدأ من معركة المقاومة ضد الإرهاب في جرود عرسال. ببرودة متجليّة على وجهه ويديه، يقدم لاريجاني مداخلة عامّة عن النظرة الإيرانية لتطوّرات المنطقة، واضعاً انتصار لبنان على الإرهاب ضمن تطوّرات المشهد العام لهزيمة «داعش» و«القاعدة» في سوريا والعراق. بالنسبة إليه، التطوّرات تجنح نحو «الأفضل» لمصلحة محور المقاومة، مثمّناً الدور اللبناني، بشقّيه الرسمي والشعبي، مؤكّداً أن «لبنان بات قويّاً». ومع تفاؤله، لا ينسى لاريجاني أن يمرّ على العقوبات الأميركية الجديدة على إيران وروسيا، مؤكّداً أنها «تزعجنا نحن والروس، لكن لن تؤثّر على قوتنا ومواقفنا، ولا في مسار المفاوضات حول سوريا». ومع أن «الإرهاب مشكلة لكلّ الدول»، يذكر رئيس مجلس الشورى أن «هناك دولاً إقليمية لا تزال تدعم الإرهاب». ويضيف بضع معلومات عن نمو «داعش» بنسبة 30% في الآونة الأخيرة في أفغانستان، ملمّحاً إلى أن الدول الداعمة للإرهاب لا تزال تعوّل على التنظيم الإرهابي في بقع أخرى من العالم بعد هزيمته في سوريا والعراق ولبنان.

لاريجاني: داعش زاد قوته 30% في أفغانستان وبعض الدول لا تزال تعوّل عليه

يرمي لاريجاني خلاصته بين يدي برّي. ثم يفرد رئيس المجلس النيابي مساحة لأهمية انتصار جرود عرسال، وللمعركة المنتظرة من الجيش اللبناني لتطهير جرود راس بعلبك والقاع من داعش. ويربط برّي ربطاً قاطعاً بين انتصار آب 2006 والمعركة الحالية، متمنيّاً أن يكون 14 آب موعداً للانتصار على داعش بعد إسرائيل قبل عقدٍ من الزمن. غير أن حديث المعركة أمام لاريجاني، يكشف كم بات يصرّ برّي على ترميم العلاقة مع سوريا. ويشرح للاريجاني كيف أن «السياسة في بيروت مثل قيادة السيارات، من دون قاعدة»، ويعطي مثالاً على ذلك تعنّت بعض اللبنانيين لعدم التواصل مع سوريا: «لدينا سفير ولديهم سفير عندنا، نتواصل على المستوى الدبلوماسي والوزارات، ولدينا حوالي مليون ونصف مليون نازح من إخوتنا السوريين، والسوريون أكثر من مرّة سهلوا للبنان مسألة تصدير الفاكهة بعد أن تواصلت معهم، والآن ستفتح معركة مشتركة في منطقة مشتركة محتلة من داعش، ومع ذلك يقول البعض: لا نريد الحديث مع سوريا». ويجزم رئيس المجلس: التنسيق مع سوريا مصلحة لبنان أوّلاً، ولا يمكن أن يعمل الجيشان من دون تنسيق حقيقي في معركة واحدة، وليس عبر أطراف سياسية، بل عبر علاقة رسمية، لأن سوريا من الطبيعي أن تتقدم لتحرير أرضها حالما يبدأ الجيش اللبناني معركته، وقذيفة خاطئة من هنا أو هناك قد تعقّد الوضع. يجب أن نعمل مصلحتنا بصرف النظر عن مواقف البعض». ومع أن بري متفاءل تفاؤل لاريجاني، إلّا أنه يعيد على مسامع نظيره الإيراني قلقه من مخطط تقسيم المنطقة، من العراق إلى سوريا، خصوصاً في ظل الصراع السياسي الذي يكبر في العراق، والاتفاقات المبهمة في سوريا، كذلك جنوح الكرد نحو الاستفتاء و«تثبيت إقليم كردي بالتوازي مع الكيان اليهودي». ويعود بري إلى ما كتبه رئيس وزراء كيان العدو السابق شمعون بيريز في كتابه «الشرق الأوسط الجديد». وباختصار، يضيف لاريجاني بأن إيران وروسيا يعملان جهدهما للبحث عن حلول سياسية، مثمّناً اجتماعات آستانا لأنه «في جنيف لم يكن هناك أي شيء، ونحن ندعم التقدم خطوة خطوة، ونتمنى أن تتحسن الظروف أكثر في المرحلة المقبلة».

«نصف» الأمم المتحدة

في طريق الخروج من مقرّ مجلس الشورى، تظهر الإجراءات الأمنية المشدّدة. المبنى الضخم، كان قبل أقلّ من شهرين عرضة لهجوم إرهابي، اتهم الإيرانيون السعودية وقتها بالوقوف وراءه. إلّا أن الاجراءات مضاعفة، فغداً سيستضيف المقرّ جلسة القسم، ومئات الرسميين والدبلوماسيين الآتين إلى طهران للمشاركة في احتفال تنصيب روحاني. في فندق «اسبيناز بالاس» الجديد في شمال طهران المرتفع، تجد كل صنوف البشر، من آسيويين وروس وأوروبيون وعرب وأميركيين جنوبيين وأفارقة حضروا لأجل المناسبة، وحدهم الأميركيون غائبون. لاحقاً، يقول وزير الخارجية جواد ظريف إن «مخطط أميركا لعزل إيران يتحوّل إلى عزلة لأميركا»، ويردّ برّي بأن «نصف الأمم المتّحدة حاضرة في إيران، من أين تأتي العزلة؟!». في الفندق يرتاح برّي قليلاً من تعب المسافات، وعلى العشاء يعيد التشديد أمام الحاضرين على ضرورة ترميم العلاقة مع سوريا. يقول إن البعض في لبنان «لم يفهم مدى ارتباط مصلحة البلدين»، ويذكّر بأن «الأوروبيين ينسّقون مع سوريا لمصلحتهم، ونحن حدودنا الوحيدة مع سوريا وفلسطين وهم يريدون أن لا يقتنعوا». يبتسم الرئيس ابتسامة من يملك خطّة، «سنشتري الكهرباء من سوريا التي لم تؤثّر في قدراتها سبع سنوات حرب، وأنا أبلغكم بأن الوزير غازي زعيتر دعا نظيره السوري لزيارة لبنان والمشاركة في نشاط لوزارة الزراعة».

روحاني: الشعب الإيراني لا يؤتى بالقوّة

أول من أمس (السبت) كان يوماً كبيراً في طهران. تتهيّأ الجمهورية للاحتفال بتنصيب روحاني، وفي نفس اليوم تعطّل المدينة بمناسبة عيد ميلاد الإمام الرضا. تشاء الصدف أن يتوسّط بري العراق وسوريا في قاعة مجلس الشورى الإيراني: على يمينه رئيس الحكومة السورية عماد خميس، وعلى يساره السيد عمار الحكيم. في القاعة ما لا يقلّ عن ألفي حاضر، رؤساء دول ووزراء خارجية ودبلوماسيون ومئات الصحافيين الإيرانيين والأجانب. حتى إن الاحتفالية جمعت أعداءً، مثل الكوريين الجنوبيين والكوريين الشماليين. يمسك روحاني القرآن الكريم بين يديه، ويحلف قسم الرئاسة أمام كبار المسؤولين الإيرانيين والضيوف. منطق خطابه لا يختلف عن فلسفة خطاباته المعتادة: تمسّك بالثوابت الإيرانية، مع دبلوماسية تختلف عن خطابات القادة الإيرانيين الآخرين، فتميل نحو الرغبة في السلام واستقرار المنطقة. لكنّه يردّ على العقوبات الأميركية هذه المرة، مقرّعاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب من دون أن يسمّيه. ويقول روحاني، إن «إيران متمسّكة بالاتفاق النووي، وهذا اتفاق دولي كبير، نحن نحترم الاتفاق ولن نكون البادئين بنقضه». وفي خطابه المقتضب، وحده موقفه من أن «الشعب الإيراني لا يؤتى بالقوّة»، ينال تصفيقاً حاراً. وليس صدفة أن يختار روحاني لقاءه الرسمي الأوّل كرئيس للجمهورية مع رئيس المجلس النيابي اللبناني. ثلاثة أرباع الساعة من اللقاء صباح أمس، لم يخرج منها إلى الإعلام سوى مواقف رسمية عامة حول دعم إيران وتقديرها لصمود الشعب اللبناني وانتصاره على الإرهاب في معركة عرسال. واللقاء مع روحاني، تبعه لقاء آخر مع وزير الخارجية جواد ظريف. وعلى قدر ما تعني معركة عرسال اللبنانيين، بدا كلام روحاني وظريف وقبلهما لاريجاني حولها، مؤشّراً على قوّة لبنان في نظر الإيرانيين بعد هذا الإنجاز. تفاصيل لقاء وزير الخارجية «سريّة أيضاً». إلّا أن ظريف في الفقرة العلنية من اللقاء، أكد تقدير إيران لدور برّي في الداخل اللبناني، طالباً من رئيس المجلس عرض رؤيته لتطورات المنطقة، ونظرته لآلية الخروج من أزمات محتملة في المستقبل، ولا سيّما في العراق. وكعادة رئيس المجلس، يطعّم آراءه السياسية بالأمثلة الشعبية وروح النكتة الخفيفة. وحين أبدى دعمه لإيران في وجه العقوبات الأميركية، قال إنه لن يزايد على الموقف الإيراني الصلب، و«لن أبيع الماء في حارة السّقايين»، شارحاً للمترجم مغزى العبارة، لينقلها بدوره إلى ظريف. بيروت هي الوجهة التالية. في جعبة برّي دعم إيراني وتقدير لقوّة لبنان ولدوره الشخصي في الداخل اللبناني. وفي عقل الرئيس إصرارٌ على استثمار فرصة معارك جرود السلسلة الشرقية لإعادة وصل ما انقطع مع سوريا، كما تحتّم الجغرافيا والتاريخ ومصلحة لبنان وسوريا.

 



السابق

مصر: مقتل «مسلحَين خطرين» وتدمير نفق حدودي شمال سيناء ومنع وزير البترول السابق من السفر إلى لبنان....البحرية المصرية تتزود غواصة ألمانية لإحكام السيطرة على السواحل..النيابة المصرية: قيادات «الإخوان» سعت الى تدخل دولي بعد عزل مرسي...واشنطن تعزز تعاونها مع الجزائر في ملف «المسلحين العائدين»...المعارضة الموريتانية تندد بمخالفات شابت الاستفتاء...العثور على مقابر جماعية في شمال مالي...المهدي يؤكد انحسار الصراع المسلح في دارفور....حفتر في زيارة مفاجئة للقاهرة وسلامة يلتقي عقيلة في القبة والبرلمان الليبي يهدد بمقاضاة إيطاليا...الداخلية التونسية تلاحق عنصراً إرهابياً خطيراً..راشد الغنوشي يخلط أوراق السياسة التونسية من جديد ...التونسيون لا يبالون بالإنتخابات البلدية...ابن كيران يطالب بفتح تحقيق حول عرقلة تشكيل حكومته ودعا...إيلاف المغرب تجول في الصحافة المغربية الصادرة الإثنين....

التالي

اخبار وتقارير..22 مليون روسي تحت خط الفقر..خلية سرية في سورية تجهّز لهجمات إرهابية بأوروبا....التوتر بين الصين والهند: ربع سكان العالم على حافة الحرب....لقاء تيلرسون - لافروف في مانيلا يخفف التوتر الأميركي - الروسي...الجيش الفنزويلي يصدّ هجوماً مرتبطاً بـ«حكومات أجنبية»...«صنداي تلغراف»: فاتورة البركسيت 36 مليار استرليني....الصين ترى «منعطفاً حرجاً» في كوريا الشمالية وأميركا تراجع خططاً لـ «حرب وقائية»...ضبط شاحنة في كابول تحمل 16 طناً من المتفجرات...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,767,239

عدد الزوار: 6,913,955

المتواجدون الآن: 115