عرسال إلى الدولة والجرود محرَّرة من النُصرة وداعش على الطاولة...نصرالله يطل غدا…وهذا ما سيتحدث عنه...صفقة «حزب الله ـ النصرة» تثير زوابع سياسية...لبنان «تحت تأثير» المجريات العملانية والسياسية لمشهد الحافلات الـ ...سياسيون لبنانيون يعترضون على صفقة «حزب الله» و«النصرة» وانتقاد واسع لتغييب الدولة و«الانتقاص من سيادتها»....عون يتجه لرد السلسلة في بنود ضريبية.. وامتعاض «قواتي» من هيمنة «التيار الوطني» على التعيينات المسيحية....

تاريخ الإضافة الخميس 3 آب 2017 - 7:58 ص    عدد الزيارات 3228    القسم محلية

        


عرسال إلى الدولة والجرود محرَّرة من النُصرة وداعش على الطاولة

عون يتجه لرد السلسلة في بنود ضريبية.. وامتعاض «قواتي» من هيمنة «التيار الوطني» على التعيينات المسيحية

اللواء... 3 آب 2017، جرود عرسال على طريق العودة إلى الشرعية اللبنانية، ممثلة بقواها العسكرية والأمنية، بعد يوم طويل، من إخراج مسلحي «جبهة النصرة» من الجرود، مع آلاف الأشخاص السوريين، من عائلات المسلحين المغادرين، والنازحين الراغبين بالعودة إلى سوريا. والعملية العسكرية التي بدأت في 21 تموز، والمفاوضات التي تلت، والاتفاق الخاص بالانسحاب والتبادل بين حزب الله وجبهة النصرة، والذي رعاه مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وصفها الرئيس سعد الحريري «بالأيام الصعبة» بعد لقاء اللواء إبراهيم الذي زار السراي الكبير بعد ظهر أمس لإطلاع رئيس مجلس الوزراء «على مجريات عملية التفاوض التي أدّت إلى إخراج مسلحي جبهة النصرة وعائلاتهم من جرود عرسال»، وفقاً لبيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة. وقال الرئيس الحريري: «الأهم اننا تمكنا من ان ننجز هذا الإنجاز كدولة، وبشكل سريع للغاية، وجرت مفاوضات صعبة، ولكن في النهاية انجزنا ما نريده وأنهينا هذا المشكل الموجود في جرود عرسال». وهذا الموضوع سيحضر بقوة اليوم على طاولة مجلس الوزراء، ضمن خطة اعدتها الحكومة لمساعدة أهالي عرسال والمنطقة اجتماعياً ومعيشياً، حيث سيتم تكليف هيئة الاغاثة العليا به. ورحبت مصادر سياسية بموقف الرئيس الحريري، الذي فتح الباب إلى مرحلة سياسية «متضامنة» من شأنها ان تستفيد من التفاهمات الدولية – الإقليمية حول إيجاد تسوية للوضع المتفجر منذ سنوات في سوريا، مع البحث عن منطقة خفض توتر جديدة. وفي الوقت، الذي تحدثت فيه مصادر شبه رسمية ان مسؤولاً ايرانياً سيصل إلى بيروت في 9 آب الجاري، كان من المثير للاهتمام الموقف الذي عممه المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأميركية إلى سوريا مايكل راتني، لجهة تحذيره من تحويل «جبهة النصرة» ادلب إلى ما يشبه وضعية الموصل (من دون تسمية ذلك صراحة)، إذ أشار الي انه في «حال تحققت هيمنة «النصرة» على ادلب سيصبح من الصعب على الولايات المتحدة الأميركية إقناع الأطراف الدولية بعدم اتخاذ الإجراءات العسكرية المطلوبة» (في إشارة إلى احتمال التدخل العسكري الروسي ضد النصرة في إدلب). وأشارت مصادر وزارية لـ«اللواء» إلى ان التطورات التي طرأت على الساحة سياسياً أو أمنياً أو دبلوماسياً سترخي بظلالها على جلسة مجلس الوزراء، التي توقع أكثر من وزير ان تكون هادئة وموضوعية، رغم المواضيع الساخنة، لكنها قالت انها ستكون كالعادة، في جلسات العهد الجديد، لن تتجاوز الخطوط الحمراء. وعلى الرغم من ان جدول الأعمال تضمن عدداً من التعيينات، فإن التوافق السياسي سينسحب عليها، لا سيما بالنسبة إلى تعيين محافظ البقاع ومحافظ الجبل الذي أضيف أمس إلى جدول الأعمال، وهو القاضي محمّد مكاوي خلفاً للمحافظ فؤاد فليفل الأمين العام لمجلس الوزراء، فيما تمّ التوافق على اسم القاضي رولان شرتوني محافظاً للبقاع خلفاً للمحافظ الحالي انطوان سليمان. الا ان مصادر وزارية لاحظت وجود نوع من امتعاض قواتي على التعيينات الجديدة، بالنظر إلى عدم وجود حصة للقوات اللبنانية فيها. وكشفت المصادر ان قواتياً هو إيلي زيتوني كان مرشحاً لمنصب عضو مجلس إدارة «أوجيرو» وأن مؤهلاته الإدارية والعلمية تخوّله ذلك، إلا ان القواتيين فوجئوا بأن الاسم المطروح للتعيين هو العوني كمال أبو فرحات. واللافت انه في حال تعيين أبو فرحات فسيتم ترفيعه درجات عدّة، بينما زيتوني تخوّله درجته ان يتولى هذا المنصب من دون أي ترفيع. ومن المواضيع التي ستثار في الجلسة من خارج جدول الأعمال، ما حصل من تطورات في منطقة جرود عرسال والمعركة التي خاضها «حزب الله» هناك وما تلا ذلك من مفاوضات أدّت إلى خروج عناصر جبهة «النصرة» من زاوية ما يمكن ان يثيره بعض الوزراء، وايضا من خلال ما اعلنه الرئيس الحريري عن الخطة التي سيطرحها لمساعدة اهالي عرسال. والى جانب زيارة واشنطن، والعقوبات التي ستتخذ بحق حزب الله، توقعت المصادر ان يتطرق مجلس الوزراء الى موضوع المذكرة التي تبلغها لبنان من دولة الكويت والمتعلقة بتورط حزب الله بخلية العبدلي والتي طالبت لبنان باتخاذ ما يلزم من اجراءات. وشددت المصادر الوزارية على ضرورة مناقشة هذا الموضوع لتبيان حقيقة الامر، خصوصا وان وزارة الخارجية لم تحرك ساكناً حيال المذكرة رغم اهمية الموضوع، وعلى ضرورة صدور موقف رسمي، نظرا للعلاقات الاخوية الوثيقة التي تربط لبنان مع دولة الكويت، وذلك خوفا من ان يؤدي استمرار السكوت الى حدوث ازمة مع هذا البلد الشقيق ومع دول الخليج الاخرى. اما بالنسبة لملف بواخر الكهرباء، فقد نصحت المصادر وزير الطاقة سيزار ابي خليل عدم اثارة هذا الملف، رغم انه غير مدرج في جدول الاعمال وذلك بسبب ضعف حجة الوزير ازاء الشوائب الكثيرة التي تشوب هذا الملف بعد تقرير هيئة ادارة المناقصات.

السلسلة

الى ذك، اوضحت مصادر رئاسة الجمهورية لـ «اللواء» ان الرئيس عون سيضع بين أيدي الوزراء مجمل الملاحظات والمعطيات التي كونها بعد ردود الفعل المختلفة حيال مشروع سلسلة الرتب والرواتب وقانون الضرائب. وأشارت المصادر إلى أن الرئيس عون لا يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء لاتخاذ قراره حول الأمرين ، مؤكدة حقه الدستوري في ماهية القرار الذي يتخذه، سواء بالنسبة إلى ردّ قانون موارد السلسلة أو التوقيع عليه. ولفتت إلى أنه سيناقش الموضوع وإجراء التقييم داخل الحكومة باعتبارها السلطة التنفيذية. وعلم أن رئيس الجمهورية سيعرض أرقاما ومعطيات حول الواقع الإقتصادي وانعكاسات إقرار سلسلة الرتب والرواتب. وفهم من مصادر وزارية أن الرئيس عون تلقى دراسات وتقارير تتطلب التوضيح والتدقيق. مما يرجح ان يكون قراره الطلب من مجلس النواب إعادة دراسة القانون إزاء المسائل التي أثارها القضاة والعسكريون المتقاعدون، والمطارنة الموارنة لجهة الأعباء التي تفرضها السلسلة على القطاعين العام والخاص، تفادياً لتعريض القطاع التربوي للمخاطر، فضلاً عن بنود ضريبية، أثيرت في غير مناسبة، سواء مع نقباء المهن الحرة أو المدارس الكاثوليكية. الا ان زوار الرئيس نبيه بري، نقلوا عنه تشكيكه في امكان رد الرئيس عون لقانون السلسلة لافتا الى ان كافة القوى السياسية شاركت في التفاهم حول السلسلة، بما فيها التيار الوطني الحر. والامر نفسه استبعده الرئيس الحريري الذي سبق ان اعلن رفضه لتمويل السلسلة من الاستدانة، في حال الغاء الموارد التي اقرت.

خروج القوافل

وهكذا، ومع اقتراب عقارب الساعة نحو الثانية مساء، كانت معظم الحافلات التي تقل مسلحي جبهة «النصرة» وعائلاتهم وآلاف النازحين، قد عبرت جرود عرسال، عند سهل الرهوة، حيث آخر نقطة للجيش اللبناني، باتجاه فليطة في الاراضي السورية، بمواكبة سيارات من الصليب الاحمر اللبناني والدولي، وسيارات للامن العام، وحزب الله، حيث سيخضع هؤلاء للتدقيق من قبل الامن السوري تمهيدا لمتابعة الطريق باتجاه حلب، عبر طريق حمص – حلب، حيث ستتم عملية التبادل مع اسرى الحزب لدى جبهة «النصرة». وكان هؤلاء المسلحين الموجودين في وادي حميد قد أضرموا النار في مقاراتهم ومبنى الاركان في مخيم الباطون، بحسب ما افاد «الاعلام الحربي» التابع لحزب الله، فيما أمّ أمير الجبهة في القلمون «ابو مالك» التلي صلاة الظهر قبل المغادرة، وألقى فيهم خطبة حاول فيها رفع معنويات مقاتليه، معتبرا ما حصل ليس هزيمة، بل نقل المعركة الى مكان آخر، علما ان التلي كان في مقدمة من خرج في الحافلات، الا انه لم يعرف في اي حافلة من الحافلات التي خرجت وعددها 113 حافلة، من اصل 154 حافلة تجمعت في وادي حميد من البارحة، وتردد ان ما تبقى من الحافلات ستنقل نازحين غير مسلحين اعلنوا رغبتهم بالرحيل مع «سرايا اهل الشام» الى مناطق غير ادلب، وربما في القلمون الغربي. ولوحظ ان الحافلات التي نقلت المسلحين اسدلت ستائر نوافذها لحجبهم عن كاميرات المصورين الذين تجمعوا لمواكبة الحدث في سهل الرهوة، فيما كانت طائرة مسيرة في الجنوب تحمل علم حزب الله تحوم فوق الحافلات تلتقط الصور وتراقب عملية اخلاء الجرود. ومع طي صفحة «النصرة» في لبنان، مع تحرير الجرود منها، وخروج مسلحيها، يفترض ان تبدأ صفحة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع التي يحتلها تنظيم «داعش»، والتي، بحسب ما تشير المعلومات سيتولاها الجيش اللبناني، وبحسب ما اكد الرئيس الحريري، الا ان المعلومات المتوافرة في هذا الشأن تشير الى ان شرط انطلاق اي مفاوضات مع داعش لتحرير الجرود من دون معارك يتمثل في تقديم معلومات عن مصير العسكريين التسعة المخطوفين لدى هذا التنظيم. ويفترض ان تتزامن اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، للحديث عن مرحلة ما بعد تحرير جرود عرسال وإخراج 7777 شخصاً هم مجموع المسلحين وعائلاتهم متزامنة مع تسلم الحزب للاسرى الخمسة، وهم، بحسب ما هو معروف، واحد من الهرمل هو حسن نزيه طي، واربعة من الجنوب وهم: مهدي هاني شعيب من الشرقية، وموسى كوراني من ياطر، ومحمد جواد علي ياسين من مجدل سلم، واحمد مزهر من عمشيت، وجميعهم اسروا عند اطراف بلدة العيس في ريف حلب بتاريخ 13/11/2015، باستثناء الاخير الذي اسر في بلدة خلطة بريف حلف ايضا بتاريخ 6/6/2016.

نصرالله يطل غدا…وهذا ما سيتحدث عنه

يلقي الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله كلمة عبر الشاشة، عند الثامنة والنصف من مساء غد الخميس، يتحدث فيها عن مرحلة ما بعد تحرير جرود عرسال...

صفقة «حزب الله ـ النصرة» تثير زوابع سياسية

عكاظ..زياد عيتاني (بيروت) .. انتقدت قوى سياسية لبنانية الطريقة التي أجرت بها ميليشيا «حزب الله» المفاوضات مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، بعد معركة جرود عرسال، وطالبت بضرورة هيمنة الدولة اللبنانية على قرار الحرب والسلم. وقال النائب إيلي ماروني في تصريح له: «إن معارك عرسال كان يجب أن تجرى بقيادة الجيش اللبناني»، وتساءل: «لماذا يجرى التفاوض مع جبهة النصرة، علما أن ميليشيا حزب الله أعلنت أنها جبهة منهزمة؟». وأكد ماروني ضرورة أن تهيمن الدولة اللبنانية على قرار السلم والحرب في لبنان وأن يكون الجيش اللبناني هو قائد المعركة، مشيرا إلى أن كل لبنان سيقف إلى جانب الجيش عندما يكون هو قائد المعركة. ومن جانبه، خاطب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، رئيس الحكومة ووزراء العدل والداخلية، متسائلاً: «من أخذ القرار وسمح بترك المجرمين المقاتلين في جرود عرسال وتسهيل عودتهم إلى بلادهم دون محاكمة وعقاب؟ ومن أخذ القرار بتخطي القضاء اللبناني إطلاق سراح مجرمين متهمين بالإرهاب وبالانتماء إلى تنظيم إرهابي من السجون اللبنانية»، وكيف ستردع الحكومة اللبنانية مجموعات إرهابية وإجرامية أخرى أو كل من تسول له نفسه عن القيام بانتهاك السيادة اللبنانية.

«النصرة» خارج لبنان... ومعركة الجيش مع «داعش» على الأبواب.. ماذا بعد «الفوز الثمين» لـ «حزب الله»؟

بيروت - «الراي» ... لبنان «تحت تأثير» المجريات العملانية والسياسية لمشهد الحافلات الـ 154

ماذا بعد طيّ صفحة وجود «جبهة النصرة» في جرود بلدة عرسال اللبنانية وامتدادها السوري في القلمون الغربي؟....سؤالٌ أرخى بثقْله على بيروت التي واكبتْ أمس خروج أمير «النصرة» في الجرود أبو مالك التلي ومَن بقي من مسلّحيه بحافلاتٍ حملتْهم مع آلاف النازحين (حُدِّد عدد جميع المغادرين بـ 7777 شخصاً) من وادي حميد الى جرود فليطة السورية وصولاً الى إدلب عبر حلب، في سياق صفقة التبادل مع «حزب الله» التي تواصلتْ مراحلها على مدى 3 أيام أعقبتْ وقفاً لإطلاق النار استمرّ أربعة أيام وعلّق المعركة التي كان شنّها الحزب بمؤازرة الجيش السوري ضدّ «الجبهة» في سياق قرارٍ بإنهاء وجودها. وبدا لبنان «تحت تأثير» المجريات العملانية والسياسية لمشهد الحافلات الـ 154 التي غادرتْ أراضيه بعيد الرابعة من بعد الظهر (عبر جرود عرسال) في رحلة العبور الى إدلب (استغرقتْ نحو 8 ساعات) التي حُددت خلالها محطة في حلب لإطلاق الأسرى الخمسة من «حزب الله» (موجودين في الاعتقال منذ نحو عامين) بعدما كان منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء حمل إطلاق 3 أسرى آخرين للحزب (وقعوا في قبضة النصرة بعد وقف معركة الجرود الأخيرة) مقابل تخلية السلطات اللبنانية 3 سوريين من مناصري «الجبهة» في سجن رومية المركزي، وهو ما أعقب مرحلة أولى من تنفيذ الصفقة شملتْ تسلُّم الحزب جثث 5 من مقاتليه وتسليمه «النصرة» جثث 9 من مسلّحيها. ولم يكد ان ينقشع «الغبار» الذي خلّفتْه أرتال «الحافلات الخضر» التي أقلّت «النصرة»، حتى اتّجهتْ «البوصلة» الداخلية نحو إمارة «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع اللبنانيتيْن (امتداد لجرود عرسال) والتي ستكون في عين الحدَث بعدما باتتْ الأرضية جاهزة، عسكرياً وسياسياً، للعمليّة التي يعتزم الجيش اللبناني تنفيذها فيها لدحْر تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي اكتمل حصاره بعد سقوط معاقل «النصرة» في جرود عرسال وفليطة ولم يعد أمامه سوى إما تَجرُّع الهزيمة «قتالاً حتى الموت» او الانسحاب بالتفاوض الذي لا يُستبعد ان يبدأ عبر وسطاء. ورغم طغيان المناخ الذي وضع اقتلاع «النصرة» وبعدها «داعش» في سياق «تحرير أرضٍ لبنانية محتلة وتطهيرها من التكفيريين»، فإن أوساطاً سياسية في بيروت تعتبر ان «معارك الجرود» تبقى في بُعدها الاستراتيجي مرتبطة بتوقيتٍ اختاره «حزب الله» بعنايةٍ بهدف تكريس السيطرة على كامل الحدود اللبنانية - السورية وتالياً «حماية ظهر» ما يُعرف بـ «سورية المفيدة» وملاقاة مرحلة «اقتطاع» مناطق النفوذ بين اللاعبين الاقليميين والدوليين في «سورية الجديدة». وفي رأي هذه الأوساط ان لبنان سيستفيق اليوم على واقعٍ ارتسم في شكل متدرّج في الأيام الـ 13 الماضية وبدا معه «حزب الله» وكأنه حقّق «نقاطاً ثمينة» لم يسبق ان سجّلها سواء لجهة تقديم نفسه كـ «حامٍ للبنان من احتلاليْن» (الاسرائيلي والتكفيري) او من خلال تبلور الترجمة الأكثر عملية لمعادلة «الشعب والجيش والمقاومة» التي لطالما شكّلتْ عنواناً إشكالياً ربْطاً بالنظرة الخلافية الداخلية الى وضعية سلاح الحزب خارج الدولة وتموْضعه الإقليمي وأدواره العسكرية، قبل ان يتمكّن في سياق «معركة الجرود» من «اختراق» بيئاتٍ لطالما خاصمتْه (ولا سيما عند المسيحيين) ومن جعْل غالبية محطات التلفزيون اللبنانية «ترفع الراية» وتُلاقي «منطقه».واذا كان هذا التطوّر سببه «التسليم» الرسمي بتفرُّد «حزب الله» في نقل معركته من داخل الأراضي السورية الى المقلب اللبناني تحت عنوان «الواقعية» التي يقتضيها حفْظ التسوية السياسية وعدم جعْل مشكلة الحزب بوصْفها «اقليمية» تنفجر في الداخل اللبناني، كما «تحييد» بعض الأفرقاء الرئيسيين أنفسهم عن هذا الملف لاعتبارات عدّة ما سهّل «الانتصار الكبير» الذي حققه الحزب على صعيد «الترويج الايجابي لمنطقه ومبدأ وجوده»، فإن الأنظار تتجّه ابتداءً من اليوم الى التداعيات السياسية لهذا «النصر» الذي ظهّر بوضوح اختلال الميزان لمصلحة الحزب وإيران التي سارعت الى توظيف معركة الجرود من خلال زيارة المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الايراني حسين امير عبداللهيان لبيروت مشيداً بمعادلة «الشعب والجيش والمقاومة». وكان لافتاً ان «وكالة أنباء فارس» أوردت ان عبداللهيان التقى الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي أشار الى «ان دور المقاومة والجيش في لبنان والدعم من جميع فئات الشعب، سرّ النجاح في دحر الارهابيين في جرود عرسال ولبنان»، معتبراً ان «النجاحات الأخيرة التي تمثلت بتحرير الموصل وحلب واخيراً عرسال من براثن الارهابيين هي نتيجة لوحدة الصف الداخلي في هذه الدول». وفي هذا الوقت استمرّت الأنظار على الحدود الشرقية مع سورية التي اتجهت اليها العدسات منذ منتصف ليل الاربعاء حين تلقّت المفاوضات حول صفقة التبادل بين «حزب الله» و«النصرة» (يشرف عليها جهاز الأمن العام) دفعاً كبيراً بإطلاق الأسرى الثلاثة للحزب مقابل 3 سجناء لـ «الجبهة» في رومية، وذلك بعدما كادت المفاوضات في ربع الساعة الأخير ان تعود الى النقطة صفر نتيجة رفع «النصرة» سقف المطالب لتشمل أسماء موجودة في مخيم عين الحلوة (صيدا) مثل شادي المولوي وآخرين وايضاً أسماء متورطين في إعدام عناصر عسكرية وأمنية بعد خطْفها من عرسال (بعد مواجهات اغسطس 2014) وهو ما رفضتْه بحسْم قيادة الجيش. وعقب تباُدل الأسرى والسجناء ليل الثلاثاء - الأربعاء بدا كل شيء جاهزاً لانطلاق الحافلات امس الى إدلب، وسط مفارقة ان اللواء عباس ابرهيم كان تحدث عن 120 مسلّحاً لـ «النصرة» سيغادرون في الحافلات مع عائلاتهم والنازحين الآخرين في حين أعلن إعلام «حزب الله» أمس ان عدد المسلّحين هو 1162، فيما برز أيضاً على وقع تأخُّر إقلاع الحافلات إطلاق سجينيتين من رومية (خولة القصاب ورهام حمدوش كانتا موقوفتين بتهم إرهاب ومخدرات)، الأمر الذي اعتُبر في سياق تحصيل مكاسب «اللحظة الأخيرة» لـ «الجبهة». وسبق ذلك عقد هيئة «النصرة» الشرعية بالقلمون اللقاء الأخير بحضور ابو مالك التلي الذي أكد أمامهم ان الجبهة لم تنهزم ولا استسلمت وانها ستواصل القتال بعد الانتقال الى إدلب، علماً ان عناصر من «النصرة» قاموا قبل المغادرة بحرق المقرات التي كانت تشغلها في جرود عرسال تمهيداً للمغادرة.

سياسيون لبنانيون يعترضون على صفقة «حزب الله» و«النصرة» وانتقاد واسع لتغييب الدولة و«الانتقاص من سيادتها»

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. أثارت صفقة تبادل الأسرى بين «حزب الله» و«جبهة النصرة»، اعتراضا سياسيا في لبنان، خصوصا أنها شملت الإفراج عن عناصر يتهمهم القضاء اللبناني بالتورط في أعمال إرهابية، مقابل الإفراج عن عناصر من الحزب أسرتهم «النصرة»، وهو ما اعتبره سياسيون «انتقاص من سيادة الدولة اللبنانية»، هو ما وضع الدولة في موقف المتفرّج، وأثبت أن قرار الحرب والسلم رهن إرادة «حزب الله» دون سواه. وسارع رئيس حزب «الكتائب» اللبنانية، النائب سامي الجميل، إلى توجيه سؤال عبر رئاسة مجلس النواب إلى رئيس الحكومة ووزراء العدل والدفاع والداخلية في موضوع الاتفاق مع «جبهة النصرة»، وسأل «من أخذ القرار وسمح بترك المجرمين المقاتلين في جرود عرسال، وسهّل عودتهم إلى بلادهم دون محاكمة وعقاب؟ من أخذ القرار بتخطّي القضاء اللبناني وإطلاق سراح مجرمين متهمين بالإرهاب وبالانتماء إلى تنظيم إرهابي من السجون اللبنانية؟». وتابع الجميل «من أخذ القرار بتدخّل السلطات السياسية والأمنية بالقضاء اللبناني، ومنع محاكمة الإرهابيين الموقوفين وتحقيق العدالة؟، ما موقف وزير العدل مما حصل؟ هل هذه هي الاستراتيجية التي ستتّبعها الحكومة بالتعامل مع كل الإرهابيين الذين يتعرضون لأمن لبنان؟، كيف ستردع الحكومة اللبنانية مجموعات إرهابية وإجرامية أخرى، أو كل من تسوّل له نفسه القيام بانتهاك السيادة اللبنانية»؟. وطالب الجميل رئيس الحكومة ووزراء الدفاع والداخلية والعدل بـ«إجابة خطية على سؤاله، وإلا سيتم تحويله إلى استجواب». حملة الانتقادات التي طالت الحكومة والطبقة السياسية، سواء في التصريحات الإعلامية، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم توفر القضاء ودوره في هذه العملية، لكن مصدراً قضائياً أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «قرار الإفراج عن عدد قليل من الموقوفين (التابعين لـ«جبهة النصرة»)، لا تشوبه شائبة، وجاء بالاستناد إلى أحكام قانون أصول المحاكمات الجزائية». ولفت إلى أن قرار تركهم «جاء معللاً، باعتبار أن المخلى سبيلهم، قضوا في السجن مدة طويلة توازي المدة التي يتوقّع تجريمهم بها». وشدد المصدر القضائي على أن «المحكمة العسكرية ماضية بمحاكمة هؤلاء المخلى سبيلهم، وإذا لم يحضروا جلسات المحاكمة التي ستبدأ في وقت قريب، ستجري محاكمتهم بالصورة الغيابية باعتبارهم فارين من العدالة، وستصدر أحكام غيابية بحقهم وستشدد عقوبتهم». ويبدو أن موجة الاعتراض على هذه الصفقة آخذة في الاتساع، حيث أيّد عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب أمين وهبي الأسئلة التي وجهها رئيس حزب «الكتائب» إلى الحكومة والوزراء المختصين. ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «صفقة التبادل بين الحزب و«جبهة النصرة»، فيها انتقاص من سيادة الدولة اللبنانية». وقال: «أصلاً نحن ضدّ وجود سلاح (حزب الله)، وإذا كانت هناك معارك ضرورية مع الإرهابيين فالجيش اللبناني هو من يتولاها»، مؤكداً أن «قرار الحرب والسلم هو بيد الحزب وليس بيد الدولة، بدليل أن (حزب الله) يخوض معاركه في سوريا والعراق واليمن، ولديه مجموعات إرهابية في الكويت ودول الخليج، تنفذ سياسيات إيران». وكان «حزب الله» اعترض مرات عدة على صفقة التبادل التي أبرمت بين الدولة و«جبهة النصرة» في العام الماضي، وأدت إلى الإفراج عن جنود من الجيش اللبناني كانوا أسرى لدى «جبهة النصرة»، ورفض إطلاق سراح عدد من الموقوفين بحجة تورطهم بـ«أعمال إرهابية وتفجيرات»، في حين أصر الآن على تسريع الصفقة من أجل تحرير مقاتليه الأسرى لدى «النصرة». أما عضو كتلة «الكتائب» النائب فادي الهبر، فاعتبر أن «ما يجري يثبت بأن القرار السياسي في لبنان هو بيد (حزب الله)». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي يفرضها الحزب في البيانات الوزارية، تستثمر على الحدود، سواء في إعلان الحرب مع إسرائيل أو مع الجماعات المسلحة، أو بخوض الحروب في الخارج». ومع استفحال هذه الحالة، التي تضرب ما تبقى من كيان الدولة ومؤسساتها الدستورية، أكد النائب الهبر، أن «لا أمل في حياة سياسية في لبنان، قبل وضوح الرؤية الإقليمية والدولية، حيث تدور حرب عالمية على أرض سوريا»، مشيراً إلى أن «الدولة اللبنانية كلها تأتمر بأمر (أمين عام «حزب الله») السيد حسن نصر الله». وقال: «الحكومة كلها باتت رهن إرادة (حزب الله) الآمر الناهي في كل شيء»، مستغرباً «الاستسهال في استباحة الدولة والقضاء والسجون، وبالتالي استباحة السيادة اللبنانية بهذه الطريقة المذلّة».



السابق

مصر تعد مشروعاً أمام مجلس الأمن لمحاربة الإرهاب ومساهل: لا مبادرات لحل الأزمتين الليبية والخليجية...وزير التربية المصري يلغي «الشهادة الابتدائية»..مصر ترفع أسعار مياه الشرب ورسوم الصرف الصحي..مسؤول مكافحة التهرب الضريبي متهم بتلقي رشاوى...تعاون بين الأزهر والجامعة العربية لمواجهة التطرف..تفاهمات سياسية وأمنية بين مصر والجزائر في شأن أزمات المنطقة ومواجهة الإرهاب...اتفاق مصري - تشادي لتعزيز التعاون العسكري والأمني..الجزائر وبريطانيا تتعاونان على «تجفيف منابع الإرهاب»..إيطاليا تدشّن «التدخل» في ليبيا...الغنوشي يطالب الشاهد بعدم الترشح للرئاسة...فريق دولي لحظر السلاح يجول في دارفور..اتهام سلفاكير ومشار بارتكاب انتهاكات ضد مدنيين في جنوب السودان...جمعيات حقوقية قلقة على صحة موقوف في «الحراك» المغربي..."إيلاف المغرب" تجول في الصحافة المغربية الصادرة الخميس....

التالي

أخبار وتقارير..بعد هزيمته في العراق وسورية.. «داعش» ينتقل إلى أفغانستان؟...هجوم انتحاري لـ«طالبان» ضد قافلة للأطلسي في جنوب أفغانستان..مجلس الأمن يحظر تسليح الإرهابيين...إطاحة قادة أذرع الجيش التركي....اعتقال فرنسي في تركيا بعد عبوره من العراق...موسكو منددة بالعقوبات: واشنطن تنتهج سياسات قصيرة النظر...الاتحاد الأوروبي: مستعدون للرد إذا أضرت العقوبات على روسيا بشركاتنا...بنس: مستقبل دول غرب البلقان مع الغرب....خمسون جريحا في انفجارات بمستودع ذخيرة في أبخازيا...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,060,968

عدد الزوار: 6,750,708

المتواجدون الآن: 91