إتفاق التبادل يأخذ طريقه.. والجيش يستعد «نصر جديد» على داعش..الكونغرس يُنجز مشروع عقوبات تشمل مؤسسات الحزب المدنية والممولين.. والملف مع التعيينات غداً في مجلس الوزراء..«حزب الله» بعد الجرود... اطمئنان إلى الداخل ورسائل إلى الخارج.. لو صمدت «النصرة» لقاتلت سنوات بالتحالف مع الجغرافيا....الصفقة بين «حزب الله» و«النصرة» بين الشروط والاستعدادات اللوجستية وعون اعتبر عملية جرود عرسال «نصراً للبنان»....عملية صرف تطال 50 موظفاً: هزة في تلفزيون المرّ....

تاريخ الإضافة الأربعاء 2 آب 2017 - 7:43 ص    عدد الزيارات 2710    القسم محلية

        


إتفاق التبادل يأخذ طريقه.. والجيش يستعد «نصر جديد» على داعش

الكونغرس يُنجز مشروع عقوبات تشمل مؤسسات الحزب المدنية والممولين.. والملف مع التعيينات غداً في مجلس الوزراء

اللواء.. فيما الأنظار تتجه إلى المرحلة الثانية من تحرير جرود القاع ورأس بعلبك من داعش على يد الجيش اللبناني، الذي تجلى إجماع وطني لبناني على دوره السيادي والأمني والاستباقي في الحرب على الإرهاب، حققت عملية التبادل بعد وقف النار بين حزب الله وجبهة «النصرة» خطوة إلى الامام بإطلاق 3 اسرى للحزب مقابل 3 موقوفين من الجبهة من سجن رومية باشراف رسمي لبناني، متمثل بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

عيد الجيش

فقد توحد لبنان مرّة جديدة في العيد الـ72 لتأسيس الجيش اللبناني، سواء في الاحتفال في المدرسة الحربية في الفياضية، بعد غياب دام سنوات ثلاث، عبر حفل تقليد السيوف للضباط المتخرجين الذين بلغ عددهم 228 مع ضباط قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة والجمارك، وحملت دورتهم اسم «المقدم الشهيد صبحي العاقوري» من قبل الرئيس ميشال عون، وبحضور الرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري. والأبرز كان في خطاب الرئيس عون ان الظروف شاءت ان يتزامن احتفال التخرّج مع «تحديات كبيرة ملقاة على عاتق المؤسسات العسكرية والأمنية لمواجهة اخطار الإرهاب والاعتداءات على لبنان»، مشيراً إلى اننا «نتطلع إلى قواتنا المسلحة المتأهبة لتحقيق نصر جديد، وتحرير ما تبقى من أرض استباحها الإرهاب لسنوات». وأكّد رئيس الجمهورية خلال استقباله قائد الجيش العماد جوزاف عون على رأس وفد من كبار ضباط الجيش، هنأه بمناسبة العيد الـ72 للجيش، ان الغطاء السياسي منح للجيش من قبل جميع المسؤولين ليقوم بواجبه كاملاً.. داعياً قيادة الجيش إلى «عدم التردد في اتخاذ المبادرات على الأرض، خصوصاً في الضربات الاستباقية لحماية لبنان من الإرهاب والتي أثبتت فعاليتها». وشدّد العماد قائد الجيش على «الاستعداد التام على الحدود الجنوبية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، وعلى الحدود الشرقية لدحر ما تبقى من التنظيمات الإرهابية، مؤكداً ان الاستقرار الامني يُشكّل القاعدة الصلبة التي يُبنى عليها أي نهوض اقتصادي وانمائي واصلاحي». وفي الوقت الذي كان فيه لبنان ممثلاً باللواء إبراهيم يخوض مفاوضات صعبة، تتعثر حيناً، وتنفرج حيناً آخر، في عرسال لإخراج مسلحي النصرة من وادي حميد ومدينة الملاهي، ضمن ثوابت السيادة اللبنانية وبالتنسيق الكامل مع السلطة السياسية، أنجز الكونغرس الأميركي ممثلاً بمجلسي النواب والشيوخ الصيغة النهائية لمشاريع العقوبات على حزب الله والمؤسسات التابعة، وجهات لبنانية وشخصيات تتهمها الولايات المتحدة بأنها على علاقة بتمويل الحزب. واطلعت أكثر من جهة على تفاصيل الصيغ الأخيرة، باللغة الانكليزية، وبلغ عددها 33 صفحة. وتشمل العقوبات مؤسسات الحزب المدنية والإنمائية والإعلامية «كجهاد البناء» والمجموعة اللبنانية للاعلام، وإذاعة النور وتلفزيون المنار، واي شخص أجنبي له علاقات مالية مع الحزب، إضافة إلى المؤسسات المالية وهيئة دعم المقاومة والعلاقات الخارجية، فضلاً عن تجميد الأصول المالية للحزب، ورفض إعطاء عناصر أو مقربين من حزب الله الحصول على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة. ويفرض هذا الملف نفسه على طاولة مجلس الوزراء الخميس الذي وزّع جدول أعماله أمس، ويتضمن 57 بنداً، أبرزها تعيين محافظ جديد للبقاع، وعضو في هيئة أوجيرو، فضلاً عن نقل اعتمادات وتسويات مالية وبعض التعيينات في الجامعة اللبنانية أو هيئات الرقابة. وعلمت «اللواء» انه سيتم تعيين القاضي هنري الخوري مكان المحافظ انطوان سليمان، والقاضي رولان شرتوني مكان القاضي شكري صادر في رئاسة مجلس شورى الدولة، الذي لا يزال امامه ستة شهور أو أكثر ليحال إلى التقاعد. كما تشمل التعيينات عضوين درزي وشيعي في هيئة التفتيش المركزي، وعضو في مجلس ادارة هيئة اوجيرو وتجديد تعيين عضو آخر. واوضحت مصادر وزارية ان ملف مناقصة بواخر توليد الكهرباء لن يُطرح في هذه الجلسة على الارجح، بعد تسريب تقرير هيئة ادارة المناقصات في التفتيش المركزي، الذي ابطل المناقصة نظرا للمخالفات والعيوب فيها بخاصة ان المناقصة تضمنت شركة واحدة هي الشركة التركية، ما اضطر وزارة الطاقة الى اعادة قبول شركة ثانية كانت قد رفضت لكن تم استكمال ملفها، إلا أن هذه المسألة لم تمر بسهولة على ما يبدو، فتم استبعاد بحث الملف مؤقتاً لحين البحث عن بديل مقبول، خصوصاً وان وزير الطاقة سيزار ابي خليل لم يرفع تقريراً بهذا الشأن بعد الى مجلس الوزراء، بحسب الاصول والقرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في هذا الشأن. وتوقعت المصادر الوزارية، ان تكون الجلسة هادئة، نظراً للتوافق السياسي على التعيينات المطروحة، من دون العودة لاعتماد الآلية الموضوعة لهذه الغاية منذ العام 2010، إلا ان الملفات التي يمكن ان تطرح من خارج جدول الأعمال، يمكن ان تضفي على الجلسة نوعاً من الحماوة، لا سيما مسألة ايرادات سلسلة الرتب والرواتب، في ضوء الاعتراضات التي طاولتها، إضافة إلى زيارة واشنطن.

اتفاق التبادل

وبعد ساعات عصيبة، من البلبلة المتعلقة بالشروط والشروط المضادة، والتسريبات الاعلامية الضاغطة، كشف اللواء ابراهيم الذي يدير المفاوضات من اللبوة ان الامور عادت الى السكة الصحيحة. إلا ان معلومات حصلت عليها «اللواء» كشفت عن اتفاق منفصل يقضي بأن تسلم «النصرة» خلال الساعات المقبلة اسرى حزب الله الثلاثة الذين كانوا ضلوا الطريق في جرود عرسال، مقابل الافراج عن اربعة او خمسة موقوفين من سجن رومية، الامر الذي يفتح هذا الاتفاق المجال امام تنفيذ المرحلة الثالثة من وقف النار، بترحيل المسلحين وعائلاتهم ومن يرغب من النازحين. واشارت معلومات الى ان كل الترتيبات اللوجستية قد تم انجازها والتزم بها الجانب اللبناني، سواء لجهة تحضير حافلات النقل والتي وصل عددها الـ155 حافلة او التدقيق في اللوائح او اعادة تأهيل طريق الجرود لعبور القوافل، لكن الذي أخر او عطل بدء تنفيذ المرحلة الثالثة من اتفاق وقف النار، هو ان مسؤول جبهة النصرة ابو مالك التلي رفع امس من سقف شروطه، بحيث اضاف شرطين جديدين له، يقضي الاول بالافراج عن 20 موقوفا في سجن رومية، والثاني السماح للمطلوبين في مخيم عين الحلوة بالمغادرة إلى سوريا مع القوافل التي ستقل مسلحي النصرة وعائلاتهم الى حلب. وترددت معلومات ايضا بأن النصرة ترفض الانتقال من جرود عرسال الى فليطة ومنها الى حمص وصولا الى حلب، وتطالب بسلوك طريق اخرى من دون الافصاح عنها، وان كان المرجح ان تكون الطريق الجردية من عرسال عبر معبر الجيوسية باتجاه حمص ومن هناك الى قلعة المضيق فإدلب. واكدت المعلومات ان المفاوض اللبناني رفض طلب النصرة باخراج عدد من الموقوفين غير المحكومين في سجن رومية، ووافق فقط على اطلاق 4 موقوفين ثلاثة سوريين ولبناني واحد لم تكن قد صدرت بحقهم احكام قضائية، وبالفعل صدرت قرارات عن القضاء العسكري بإخلاء سبيل الاربعة، وتم تسليمهم الى الامن العام من ضمن الاتفاق، لكن النصرة أصرت على اطلاق سراح موقوف خامس. الا ان معلومات اخرى نفت ذلك، مشيرة الى ان المفاوضات تمر في الوقت الحاضر في مرحلة دقيقة وحرجة جدا، وان اي تبادل لهذا الموضوع او مواضيع مماثلة قد تؤثر سلباً على مسار المفاوضات. واوضح المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي انتقل الى عرسال، ومن ثم الى اللبوة لمتابعة اتمام اتفاق التبادل، ان المرحلة الثالثة والادق في المفاوضات بدأت، معتبرا ان الوقت للعمل وليس للكلام، وكل ما يتم تداوله يؤثر على سير العملية. واشار الى ان المفاوضات مع النصرة ما زالت متواصلة وتشمل بعض المطالب الافراج عن موقوفين في السجون اللبنانية، معربا عن رغبته في ان تبقى شروط التبادل سرية. ولاحظ ان الامور دقيقة جدا ولن نتكلم عن عراقيل لكي لا تظهر عراقيل اخرى. وردا على سؤال عن مصير العسكريين المحتجزين لدى «داعش» اعلن ابراهيم ان لا مفاوضات حاليا حول ملف العسكريين المخطوفين، مشيرا الى انهم امانة في رقبته. واسرى حزب الله الثلاثة هم: محمّد حرب، وشادي رحيم، وحسام فقيه. وتوجه اللواء ابراهيم الى عرسال لتسلم الاسرى الثلاثة والعودة بهم الى ثكنة الجيش اللبناني في اللبوة. مقابل ذلك، سيتم اطلاق 3 موقوفين من سجن رومية، ولم تصدر بحقهم احكام قضائية. وتسربت معلومات عن انه مقابل ادخال موقوف مطلق من النصرة الى وادي حميد، تعود السيارة نفسها بأسير لحزب الله. واوضح ابراهيم ان موقوفي النصرة هم ثلاثة فقط سوريون، بينهم واحد انتهت محكوميته، وكان يفترض ان يتم الافراج عنه امس، واكد ان موضوع مطلوبي عين الحلوة غير وارد على وجه الإطلاق، لان هؤلاء ايديهم ملوثة بدماء الجيش واللبنانيين، وهذا الامر مستحيل الموافقة عليه. وكشف ان عدد المسلحين الذين ستتم مغادرتهم اليوم يبلغ 120 مسلحاً في حين ان عدد الذين سجلوا اسماءهم للمغادرة نحو عشرة آلاف، وبينهم ابو مالك التلي. وكشف ايضا انه ابلغ النصرة ان امامهم مهلة تنتهي الثانية عشرة ليلا للموافقة على صفقة التبادل، والا سنكون في حل من الاتفاق. واعلن انه يهدي هذا الانتصار للجيش اللبناني في عيده، وانه لن يترك سنتيمترا واحداً من الارض اللبنانية من دون تطهيرها من عرسال الى مزارع شبعا. وقرابة الثانية عشرة والنصف، نقلت سيارات الصليب الاحمر الموقوفين السوريين الثلاثة الى جبهة النصرة في وادي حميد، برفقة مصطفى الحجيري «ابو طاقية» الذي كان يتولى التفاوض عن النصرة. وعند الواحدة الا ربعا من فجر اليوم، عادت سيارات الصليب الاحمر اللبناني مع الاسرى الثلاثة من حزب الله، وبعد ان تحدث معهم اللواء ابراهيم، تابع هؤلاء طريقهم في السيارات، في حين توجه ابراهيم الى اللبوة، من دون ان يكشف عن المفاجأة التي كان تحدث عنها الى الصحافيين.

«حزب الله» بعد الجرود... اطمئنان إلى الداخل ورسائل إلى الخارج.. لو صمدت «النصرة» لقاتلت سنوات بالتحالف مع الجغرافيا

بيروت - «الراي» ... تطوى مع أرتال «الحافلات الخضر» التي تَعْبر من جرود عرسال اللبنانية الى تخوم إدلب السورية، حقبةٌ من صراعٍ فوق «التضاريس الشرسة» على الحدود اللبنانية - السورية، استمرّت ثلاثة اعوام ونصف العام على وهج التحولات الهائلة في سورية. آخر فصول «حكاية الجرود» والصراع على أعاليها كان «التفاوض بالنار» الذي بدأ قبل أشهر وبالواسطة بين «حزب الله» و«جبهة النصرة» قبل ان ينتهي أخيراً بعمليةٍ «خاطفة» أفضت الى سيطرة الحزب على الميدان ورحيل «النصرة» الى الداخل السوري. وتَرافق قتالٌ استمرّ ستة ايام وتفاوُضٌ اكتملت فصوله على مدى ستة ايام ايضاً مع قراءاتٍ عدة عن مغزى معركة الجرود ودلالاتها، في العسكر والسياسة، وعلى مستوى لبنان وسورية وما بعدهما، إضافة الى الأبعاد المتصلة بمعارك مستقبلية ذات طبيعة استراتيجية. «حزب الله» الذي يفاخر بما أنجزه، جعل جرود عرسال بعدما فرض «الاقامة الجبرية» على «النصرة» وأميرها ابو مالك التلي في «غيتو صغير» قبل الرحيل، أشبه بـ «استديو» للبث المباشر، فظهر أحد وزراء الحزب في الحكومة مرتدياً زيّه العسكري ويؤدي التحية لراية «حزب الله». وبدا ان الحزب فاز بالمعركة الإعلامية كما العسكرية، وهو أظهر اهتماماً على هذا المستوى تجلّى في تنظيم جولةٍ لإعلاميين، بينهم وسائل إعلام أميركية، على الجرود حيث تولى «ضبّاط» منه شرح طبيعة المواجهة وما حقّقتْه في رسائل الى «الأبعدين والاقربين». وبعدما هدأتْ قرقعة السلاح في الجرود، أصبح في إمكان مَن يفهمون «العقل» الاستراتيجي لـ«حزب الله» تقديم مقاربةٍ لما حققه في المعركة. فـ «بعد حصارٍ دام نحو ثلاثة أعوام ونصف العام ومحاربة التنظيمات الارهابية في الداخل اللبناني، تم تجفيف مصادر دعم تلك المجموعات وعلى رأسهم القاعدة (جبهة النصرة) في الجرود، الأمر الذي أدى الى تَراجُع عدد أفرادها من ثلاثة آلاف الى بضع مئات، اذ غادر بعضهم الى الداخل السوري وبعضهم الى الداخل اللبناني وبعضهم التحق بمخيمات النازحين». وفي تقدير هؤلاء ان «حزب الله في خطّته العسكرية لم يتعاطَ مع مواقع مسلّحي النصرة في الجرود بطريقةٍ جبْهوية مما سهل سقوط خط دفاعهم الاول في الساعات الأولى من الهجوم فاضطروا للانسحاب الى بقعة جغرافية صغيرة، وخصوصاً ان الهجوم كان كبيراً في الحجم والعدد ومن جهات عدة، وتخلله قصْف تمهيدي من الجو على مدى أسابيع، ومن المدفعية والراجمات في لحظة اندفاعه الاولى». هذا السيناريو، الذي تمّ استخدامه من «حزب الله» أفقد القاعدة (جبهة النصرة) مقوّمات الدفاع فانسحب مسلّحوها الى مناطق وجود النازحين في وادي حميد والملاهي، بحسب هؤلاء الذين تحدّثوا عن «ان التقدم السريع لحزب الله أسقط إرادة القتال لدى النصرة التي لو قررت الصمود والدفاع عن المنطقة لاستمرت لأشهر وسنوات بسبب تضاريس المنطقة الصعبة، فالسير في هذه الجغرافيا الوعرة يُعد بحد ذاته قتالاً مع الطبيعة وتضاريسها القاسية». والأهم في اعتقاد هؤلاء هو الطابع الاستراتيجي لما تحقق «اذ ان حزب الله أصبح في حال اطمئنان للجبهة الداخلية في لبنان لانه لم يعد هناك اي فصيل تكفيري يمكن ان يثور ضده، وتالياً فان ظهره صار مرتاحاً من الناحية الأمنية مما يتيح له تخفيف العبء العسكري والتفرغ أكثر لاسرائيل، وخصوصاً انه لم يردّ على تحرشاتها منذ زمن بعيد لأخذه في الاعتبار العدو المتربّص به من الشرق (جرود عرسال) والعدو على الحدود الجنوبية». ويذهب هؤلاء الى حد القول انه «بعد ان ينتهي حزب الله من السيطرة على البادية السورية في الأشهر القليلة المقبلة يصبح مسرح عملياته أكثر راحة في ضوء تجميع عدوّه في ادلب في شكل رئيسي وعلى الحدود السورية - العراقية، مما سيعطيه الاريحية للردّ على اي استفزاز اسرائيلي في المستقبل، وخصوصاً انه بعد انتهاء معركة جرود عرسال وإزاحة النصرة كلياً عن الحدود اللبنانية - السورية، يكون حزب الله أمّن استقراراً على الشريط الحدودي بما فيه مناطق جرود عرسال، فليطة، الجراجير، وقارة ما يتيح له توسيع هامش مناورته الصاروخية في اي حربٍ مستقبلية مع اسرائيل لان هذه المناطق تتمتّع بقدرة طبيعية عالية جداً على الاختفاء والتمويه».

الصفقة بين «حزب الله» و«النصرة» بين الشروط والاستعدادات اللوجستية وعون اعتبر عملية جرود عرسال «نصراً للبنان»

بيروت - «الراي» .... ... عيْناً على الاحتفالية التي أقيمت لمناسبة عيد الجيش اللبناني، وعيْناً أخرى على المرحلة الأخيرة من «صفقة الجرود» بين «حزب الله» وتنظيم «جبهة النصرة» التي بدتْ نهار أمس في «سباق» بين شروط «ربع الساعة الأخير» وبين اكتمال الاستعدادات اللوجستية لقفْل ملف «النصرة» في جرود عرسال (وامتدادها السوري في القلمون الغربي). هكذا بدا المشهد في بيروت يوم أمس، حيث حملتْ الاحتفالية التي أقيمت في «الفياضية» (بعبدا) إحياءً لعيد الجيش والتي تخلّلها تسليم الضباط المتخرّجين سيوفهم رمزيةً كبيرة لجهة استعادة المؤسسات حيويّتها بعد إنهاء الفراغ الرئاسي الذي كان حال دون إقامة احتفال «تقليد السيوف» منذ 2014، كما لناحية «صمود» التسوية السياسية الداخلية - الاقليمية التي وضعت حداً للشغور في الموقع الدستوري الأوّل. وخيّم على المشهدية التي ارتسمتْ في احتفال عيد الجيش الذي حضره رؤساء الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري وحشد من الشخصيات، ملفّ جرود عرسال والعملية التي نفّذها «حزب الله» فيها والتي قوبلتْ داخلياً بعودة الاستقطاب حيال الموقف من مجمل الوضعية العسكرية للحزب وأدواره في لبنان وعدد من «الساحات المشتعلة» رغم «تمدُّد» التسليم السياسي والشعبي بهذه الأدوار، فيما تمت مقاربتها خارجياً بـ «نقزة» غربية أقرب الى الاعتراض على خوض «حزب الله» معركة الجرود وظهوره بمظهر «حامي لبنان» على حساب المهمة المركزية للجيش، في مقابل «اقتناص» طهران هذا الواقع المستجدّ «وتجييره» لمصلحتها في توظيفٍ سياسي يحمل أبعاداً ذات صلة بالوضع اللبناني وبنفوذها في المنطقة. وفي هذا السياق أعطى الرئيس عون في كلمته في احتفال الجيش إشارة بارزة «غطّت» ضمناً عملية «حزب الله» في الجرود اذ قال «ان آخر نصر للبنان، كان تحرير منطقة غالية من الحدود الشرقية من براثن التنظيمات الظلامية»، متطرّقاً الى العملية التي يرتقب ان ينفّذها الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك والقاع لدحر تنظيم «داعش» منها اذ قال: «نتطلع الآن إلى قواتنا المسلحة المتأهبة لتحقيق نصر جديد، وتحرير ما تبقى من أراض استباحها الإرهاب لسنوات (...)». في المقابل، كرّس الرئيس الحريري عبر «تويتر» موقفه الرافض لأدوار «حزب الله» قائلاً: «الدولة وحدها هي الحل، والجيش اللبناني وحده، هو الجهة المؤتمنة على سلامة الأمن الوطني»، وهو ما تقاطع مع «مزاج» دولي عبّر عنه بيان لافت صدر عن السفارة البريطانية في بيروت أكد «ان المملكة المتحدة على استعداد لمواصلة دعم الجيش اللبناني في إطار قراريْ مجلس الأمن 1701 و 1559 وعبر دعم الحكومة اللبنانية للجيش باعتباره المُدافع الوحيد عن لبنان». وفي موازاة ذلك، اتّجهت الأنظار الى المرحلة الثالثة والأخيرة من «اتفاق الجرود» لإخراج «النصرة» وعائلات مسلّحيها ونحو 10 آلاف نازح من مخيمات عرسال وجرودها الى إدلب، وهي المرحلة التي كانت ما زالت عالقة حتى عصر أمس بفعل تعقيداتٍ طرأت منذ يوم الاثنين وتتصل بطلبات إضافية من «النصرة» تركّزت على إطلاق موقوفين من السجون اللبنانية وشمول «المهاجرين» الى إدلب عدداً من أنصارها (مطلوبين للقضاء) موجودين في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، ورفْض تسليم الدفعة الأولى من أسرى «حزب الله» الثمانية والتي تضمّ 3 أسرى (كانوا وقعوا في قبضتها بعد وقف معركة الجرود) مع خروج آخر حافلة من جرود عرسال واشتراط «النصرة» ان يحصل ذلك داخل الأراضي السورية. ورغم اكتمال الترتيبات اللوجستية بدخول نحو 200 حافلة الى وادي حميد وإطلاق السلطات اللبنانية 4 موقوفين من سجن رومية (لبناني و 3 سوريين كانوا موقوفين بقضايا إرهاب)، فإن الحافلات لم تنطلق كما كان متوقعاً ظهراً، وسط معلومات عن محاولة «النصرة» انتزاع ما أمكن من مكاسب ولا سيما في ما خص إطلاق سجناء وأسرى لدى «حزب الله» ونشطاء من «عين الحلوة»، في تكرار لما دأبتْ على اعتماده في صفقات سابقة. وفيما استمرّت محاولات تذليل هذه العقبات ساد انطباعٍ بأنه كلما مرّت ساعات بعد الظهر ارتفعت التوقعات بتأجيل انطلاق الحافلات الى اليوم لتسلك طريقها الطويل والوعر من وادي حميد عبر فليطة وطريق حمص الدولية وصولاً الى حلب حيث يفترض ان تحصل عملية التبادل على قاعدة انه كلما دخلت دفعة من الباصات الى إدلب يتم إطلاق أسير من «حزب الله».

عملية صرف تطال 50 موظفاً: هزة في تلفزيون المرّ

صرّح حسين خريس أنّه طوال عمله، إلتزم بسياسة mtv ونهجها

الاخبار..زكية الديراني

قرار بدأت مفاعيله أوّل من أمس مع إبلاغ حسين خريس، وأمجد اسكندر، وعدد من الموظفين بالإستغناء عن خدماتهم «لأسباب مالية». إلا أنّ رمزية بعض المصروفين، والتحول المفاجئ في أداء القناة، يدفعان إلى التساؤل عن عملية إعادة تموضع سياسي في كواليس المحطة.... «شو mbc أحلى من mtv»؟ بهذه العبارة تشبّه مصادر من قناة mtv ما يحصل داخل أروقة محطة المرّ من عملية صرف عدد كبير من الموظفين والعاملين. مع العلم أن الشبكة السعودية استغنت أخيراً عن عدد من العاملين لديها في مكتبي بيروت ودبي (الأخبار 27/7/2017) نتيجة «عاصفة» مالية ضربتها للمرّة الأولى منذ إنطلاقتها عام 1991. قرار mtv بدأت مفاعيله أوّل من أمس مع إبلاغ المراسل حسين خريس، ومدير تحرير الاخبار في القناة أمجد اسكندر، وعدد من الموظفين بالإستغناء عن خدماتهم «لأسباب مالية». تكشف تلك المصادر أنّ عملية الصرف ستتوسّع خلال الأيام المقبلة، وستطال وجوهاً معروفة (مذيعات) وبعض العاملين في القسم التقني والفوتوغرافي. أسباب الصرف واحدة، تعود إلى سياسة التقشّف التي تتبعها mtv، نتيجة الضائقة المالية التي تعيشها وسائل الإعلام. قرّر القائمون على الشاشة أن يتّبعوا معادلة الميزان، أيّ الإنفاق على قدر المدخول الاعلاني. أوّل خطوة قامت بها هي التخفيف من تحريضها السياسي في نشرات أخبارها أقله في هذه المرحلة، في محاولة لاستقطاب موارد مالية من جهات سياسية متنوّعة. ولعلّ كثيرين تنبّهوا إلى هذه الاستدارة السياسية «الخجولة»، خصوصاً خلال تغطيتها معركة عرسال.

استغناء عن مدير تحرير الأخبار في القناة أمجد اسكندر

لكن المحطة لم يكن أمامها خيار هنا، سوى المشي مع موجة «الوطنية» التي ضربت المحطات المحلية لدعم الجيش و«حزب الله» في مهمّته. من هذا المنطلق، كان خريس يغطّي الأحداث هناك مع بداية التحضيرات للمعركة. لكن لاحقاً، طُلب منه ترك عرسال (ومحيطها)، لتتولى نوال بري مهمّة تغطية المعركة، وكان أداؤها ملتزماً وموضوعياً (نوعاً ما). تكشف لنا مصادر من القناة أنّ عملية الصرف قد تطال أكثر من 50 موظفاً من مختلف المجالات، وستنفَّذ على مراحل عدة. في هذا السياق، يرفض خريس الحديث لـ «الأخبار» متهماً إياها بأنها «دمرته معنوياً»، لكنه في الوقت نفسه يوزّع تصريحاته على مختلف المواقع الالكترونية. فقد كشف في إتصال لموقع lebanon 24 الالكتروني أنه لا يعلم أسباب الطرد، قائلاً «طوال عملي مع mtv إلتزمت بسياسة المحطة ونهجها، ولم أقمّ بأيّ عمل غير منسّق مع المعنيين في قسم الأخبار والمحطة». لم ينس المراسل أن يوصل عتبه إلى القائمين على mtv، معتبراً أن «هناك مرارة خصوصاً أنني لم أجد مبرراً للقرار ولم أخطئ في حقّ المحطة». وكان خريس قد إنتقل من «الجديد» إلى قناة المرّ قبل نحو أربع سنوات. لكنّ أداءه الاعلامي أثار الكثير من الجدل، إذ أُخذ على تقاريره تضمنّها بروباغندا مروّجة لـ «داعش» و«النصرة» خصوصاً حين مُنح قبل عامين، حصرية تغطية زيارة أهالي العسكريين المخطوفين إلى جرود القلمون حيث تواجد أولادهم المحتجزون على يد جبهة «النصرة». لذلك، يجري الحديث اليوم في أروقة mtv عن أن نوال سوف تحلّ مكان خريس في تغطيتها لأخبار جبهة «النصرة» و«داعش» وبعض الأحداث الحاصلة في ضاحية بيروت الجنوبية، مع الاعتماد على سياسة «الحلّ الوسط» في تصريحاتها، كي «تخلع» المحطة ثوب الإنتماء إلى سياسة «داعش» وأخواتها التي رافقتها مع إطلالات خريس. هذه الخطوة قد يفسّرها بعضهم بأنها أشبه بـ «غزل» لبعض الجهات السياسية التي قد تقدّم دعماً مالياً لها في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها الاعلام اللبناني. لم تتوقّف mtv عند صرف خريس فحسب، بل استغنت أيضاً عن مدير تحرير الاخبار في القناة أمجد اسكندر الذي ينتمي إلى حزب «القوات اللبنانية». هذه الخطوة مفاجئة أيضاً، وقد يفسّرها بعضهم بأنها نتيجة خلاف حاصل بين آل المرّ و«القوات»، على إعتبار أن الشاشة المحلية تعتبر صوت اليمين المسيحي المتشدد.



السابق

أعلى مستوى للاحتياطي الأجنبي في مصر خلال 7 أعوام .. بعد تراجعات قياسية سجلها منذ الإطاحة بمبارك...السيسي لسفراء مصر الجدد: انقلوا حقيقة ما يجري في البلد...شكري يزور الخرطوم اليوم لمعالجة «معوقات» تطوير العلاقات..مصر تعارض مشاريع أوروبية على حوض النيل...سيدتان تمولان «داعش الصعيد»..غرق ثمانية مهاجرين في البحر المتوسط..إيطاليا تتجه للموافقة على طلب السراج دعم خفر السواحل الليبي..إصابة 10 أشخاص على الأقل في انفجار سيارة ملغومة بالصومال..من جيبوتي... الصين تفتتح أولى قواعدها العسكرية في الخارج...الحكومة التونسية: لسنا عاجزين عن سداد رواتب موظفي الدولة..السودان يهدد باستخدام القوة لجمع السلاح من المدنيين...200 مهاجر يقتحمون السياج بين سبتة والمغرب..أزمة جديدة في بيت حركة النهضة الجزائرية...إيلاف المغرب تجول في الصحافة المغربية الصادرة الأربعاء....

التالي

اخبار وتقارير..مباحثات تركية ـ إيرانية في إسطنبول حول التطورات في سوريا..«الاتحاد للطيران» تساعد أستراليا بالتحقيق في شأن مخطط لإسقاط طائرة..أستراليا تطلق سراح أحد المتهمين في مخطط لاستهداف طائرة..29 قتيلاً على الأقل في هجوم على مسجد للشيعة في أفغانستان..فنزويلا: مادورو يسخر من ترامب والاستخبارات توقف معارضين بارزين..سناتور أميركي: ترامب مستعد لتدمير كوريا الشمالية..بدء أكبر محاكمة مرتبطة بالمحاولة الانقلابية في تركيا...


أخبار متعلّقة

قرار أمريكي يصنف حزب الله إرهابياً بجناحيه السياسي والعسكري....لبنان: «وقف نار» في جرود عرسال وصفقة «على النار» لترحيل «النصرة» إلى إدلب.. تشمل 30 جثّة لـ «الجبهة»... و5 أسرى و23 جثّة لـ «حزب الله»....«هدنة عرسال» لانسحاب المسلحين وعائلاتهم إلى إدلب...الحريري يُوازِن بين خلافه الهائل مع «حزب الله» والحاجة إلى حماية الاستقرار في لبنان....الحريري: سنرى دوراً سعودياً أكبر في لبنان...شورتر: الجيش المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان...روكز: معركة الجيش ضد داعش لن تكون طويلة..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,071,870

عدد الزوار: 6,751,399

المتواجدون الآن: 100