وظيفة «حزب الله»....أسرى جدد لـ«حزب الله» يدخلون «غمار» التفاوض مع «النصرة» الذي نظّم جولة ميدانية إعلامية في جرود عرسال...«الحافلات الخضر» تَفتح الطريق بين لبنان و... «سورية الجديدة»..«البروباغندا» الإعلامية تُرَشِّح «حزب الله» لما عجِز عنه الأطلسي في «تورا بورا»...«التلي» يتمسك بالانتقال إلى تركيا جواً... وطالبو المغادرة قاربوا الـ10 آلاف...جعجع لـ «الحياة»: الجيش سينهي وجود «داعش» ونصر الله يعطي الدولة من جيبها..باسيل: لا يحق لأحد ربط النازحين بحل..

تاريخ الإضافة الأحد 30 تموز 2017 - 6:40 ص    عدد الزيارات 2698    القسم محلية

        


وظيفة «حزب الله»

الحياة..الياس حرفوش .. قام «حزب الله» بالوظيفة التي كانت مطلوبة منه. مشاركة الحزب في الحرب على السوريين لم تكن في حاجة إلى «انتصاره» في جرود عرسال لتزداد رسوخاً في الأذهان. وظيفة الحزب في سورية نابعة من مصالح متعددة تلتقي: حماية نظام بشار الأسد، والدفاع عن النفوذ الإيراني في عاصمة الأمويين، وتأكيد دور الحزب في لبنان كقوة عسكرية (ميليشياوية) تقوم بما لا يقوم به الجيش اللبناني، أو بما لا يُسمح له القيام به. في جرود عرسال، ظهرت هذه الأدوار بأبرز صورها، وبأكثر ما يمكن أن تكون عليه من وضوح:

حماية نظام الأسد، من خلال توسيع مناطق نفوذه لتمتد وتشمل الآن كامل الحدود السورية- اللبنانية. ولا يحمي هذا التوسع نظام الأسد فقط، من خلال ربط منطقة القلمون بالجرود اللبنانية، بل يمهّد لمنطقة آمنة لـ «حزب الله» في منطقة الحدود. من هنا، معنى ما تضمنه الاتفاق الذي أوقف المعارك، وقضى بنقل المسلحين وعائلاتهم إلى منطقة إدلب التي أصبحت منطقة «استضافة» للمهجرين السنّة الذين يتم «تنظيفهم» من مختلف المناطق المحاصرة، كما حصل عند تهجير أهالي حلب وحمص وحماة ومضايا والزبداني وداريا ومعضمية الشام وسواها.

يضاف إلى هذه النتيجة أن ترابط مناطق الحدود السورية- اللبنانية، في الشكل الذي يتيح لطرف مسلّح لبناني (حزب الله) أن يدخل للقتال في الأراضي السورية، كما يتيح لطيران النظام السوري ومدفعيته أن يقصفا مواقع من تصنّفهم «إرهابيين» في الأراضي اللبنانية، هذا الترابط يعيد إلى الذاكرة الشعار الشهير «شعب واحد في بلدين»، والذي لا يُستبعد أن يكون شعار المرحلة المقبلة في علاقات البلدين، عندما يطمئن بشار الأسد إلى اشتداد عود نظامه وعودة سطوته الكاملة على الجزء السوري من «الشعب الواحد». وعند الحديث عن القوة المستجدّة لنظام الأسد، فإن معركة «حزب الله»، بنتائجها المفضية إلى دعم هذا النظام، تأتي في السياق الدولي ذاته الذي يميل إلى اعتبار نظام الأسد أقل خطراً من ذلك الذي يشكله الإرهابيون، عملاً بالمثل: شيطان تعرفه أفضل من شيطان تتعرف إليه.

أما حماية النفوذ الإيراني في دمشق فلا يؤكدها أكثر من «حزب الله» نفسه، وخطب أمينه العام الذي كرر في أكثر من مناسبة، في مجال دفاعه عن تدخل عناصره في الحرب السورية، أن الدافع إلى ذلك كان ضرورة حماية «محور الممانعة» من السقوط. والمقصود به طبعاً ذلك التكتل المذهبي الذي ترعاه إيران وتفاخر بسيطرتها على أربع عواصم عربية، بيروت واحدة منها. وعندما اطمأنت طهران إلى حماية هذا المحور، في دمشق وبيروت على الأقل، كان لا بد من غطاء آخر للتدخل في سورية، فظهر الهدف المعلن الآخر، وهو محاربة التنظيمات الإرهابية، باعتبار أن هذا الهدف هو الآن أكثر قابلية للتوظيف في عواصم القرار. هكذا، صارت معارك جرود عرسال ضد «النصرة» معارك «دولية» بامتياز، طالما أن الحرب على الإرهاب هي دولية كذلك. وما دام «حزب الله» في مقدم الصفوف في هذه الحرب، فإنه يعتبر أن من حقه بالتالي أن يوظف هذا الانتصار في خدمة نفوذه ودوره على الساحة اللبنانية، حيث يتم تسويق معركة عرسال بواسطة إعلام الحزب على أنها أنقذت لبنان من أخطار الهجمات الإرهابية التي يقال أنها كانت تنطلق من تلك المنطقة البقاعية إلى معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما إلى مناطق لبنانية أخرى.

وهنا نصل إلى توظيف «حزب الله» معركة عرسال لدعم نفوذه على الساحة اللبنانية، وهو نفوذ لم يكن يحتاج إلى «انتصار» عرسال، إذ لا يوجد أصلاً من هو مستعد أو قادر على مواجهته حالياً. فالحزب الذي قام بالدور الذي كان يؤمل أن يقوم به الجيش اللبناني في حماية حدود بلاده، أو الرد على أي تهديد تتعرض له هذه الحدود من أي جهة كانت، وهي حجة الحزب في مواجهة «جبهة النصرة» في تلك الجرود، يفرض نفسه الآن الجهة المسلحة الأقوى التي تمكنت وحدها من ردّ الإرهاب عن لبنان، مثلما تمكن في السابق من حمايته من إسرائيل. وها هو الحزب الآن يوسع ساحة كَرَمه فيعرض على الجيش اللبناني «تسلّم» المناطق التي سيطر عليها «عندما يطلب الجيش ذلك»!

أمام مقاومة «قوية» كهذه، يصح السؤال عن المكان الباقي لـ «الجيش والشعب» في هذه المعادلة المثلّثة المفروضة على اللبنانيين.

أسرى جدد لـ«حزب الله» يدخلون «غمار» التفاوض مع «النصرة» الذي نظّم جولة ميدانية إعلامية في جرود عرسال

المستقبل.. قبل يوم واحد من إعلان «حزب الله» بدء معركة جرود عرسال، وزّعت هيئة «فتح الشام» شريطاً مصوّراً يظهر فيه ثلاثة أسرى من الحزب كانوا وقعوا في الأسر منذ عامين تقريباً. وبعد إعلان العناصر الثلاثة عن أسمائهم، «حسن نزيه طه من الهرمل، محمد جواد علي ياسين من مجدل سلم ومحمد مهدي هاني شعيب من الشرقية الجنوب»، طالب أحدهم الحزب بعدم البدء في معركة الجرود وإلا سوف يكون مصيرهم الموت. والملاحظ أن الثلاثة استنكروا تجاهل «حزب الله» وجودهم في الأسر وتركهم يواجهون مصيرهم، كما طالبوا أهاليهم بالتحرّك لمنع وقوع المعركة. وقبل هؤلاء العناصر، أسرت «النصرة» و»الجيش السوري الحر»، عنصرين من الحزب هما موسى كوراني وأحمد مزهر. أمس الأول، لاحت في الأفق مفاوضات جديدة بين «حزب الله» من جهة و»النصرة» من جهة أخرى، حول إطلاق سراح أسرى الحزب مقابل تأمين خروج مقاتلي «النصرة» من جرود عرسال باتجاه مدينة إدلب، وقد سبق إعلان عملية التفاوض هذه، اعلان قضى بوقف إطلاق النار تمهيداً للوصول إلى حل يُنهي هذا الملف بالطريقة المتفق عليها بين الجهتين. لكن ما حدث، هو انه ليل أمس الأوّل، تمكنت «النصرة» من أسر ثلاثة عناصر جدد من الحزب في جرود عرسال، ضلّوا طريقهم ليلاً أثناء عودتهم إلى مركزهم. وقد عرفت أسماء الأسرى الثلاثة الجدد،وهم «شادي وحسام وحسين». من جهة أخرى، نُقل عن مسؤول «هيئة تحرير الشام» في القلمون أبو مالك التلي قوله، أن الإتفاق مع الحزب نصّ على «إيقاف إطلاق النار من صبيحة يوم الخميس في 2017/7/28، والسماح للمسلحين بالخروج إلى محافظة إدلب بسلاحهم الخفيف مع عائلاتهم، ومن أراد من اللاجئين، مقابل إطلاق سراح 5 أسرى من حزب الله»، مشيراً إلى أنه «بعد الاتفاق قام حزب الله بعدة خروقات متتالية أسرنا على أثرها ثلاثة من مقاتليه»، لافتاً إلى أن «أي هجوم على المنطقة أو غدر بالخارجين منها سيدفع ثمنه هؤلاء الأسرى الثمانية». وفي السياق، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ان «المفاوضات بشأن انسحاب المسلحين من جرود عرسال تسير وفق ما هو مرسوم». وأوضح في حديث لقناة «الميادين» أمس «ان كثرة عدد الراغبين بمغادرة مخيمات النازحين في عرسال يُبطئ تنفيذ الخطة الموضوعة»، مشدداً على ان «الأمور إيجابية وإن كنا لا نحدد ساعة الصفر، ولكن الأجراءات أُنجزت». بدورها، لفتت «الوكالة الوطنية للاعلام» أمس، إلى أن «عدد الراغبين في الانسحاب من جرود عرسال من المسلحين الارهابيين والمدنيين، وصل الى 9 آلاف، 6 آلاف منهم سجلوا أسماءهم للانتقال الى ادلب، و3 آلاف الى الرحيبة والقلمون. وسيتم نقلهم على دفعتين بإشراف الجيش اللبناني والامن العام ومتابعة ومراقبة من المنظمات الدولية والصيلب الاحمر الدولي». من جهتها نظّمت العلاقات العامة في «حزب الله» أمس، جولة ميدانية في جرود السلسلة الشرقية، لأكثر من مئتي إعلامي، إنطلقت من بلدة يونين في قضاء بعلبك، وصولا الى عمق وادي الخيل، حيث المقر الرئيسي لـ»أبو مالك التلي»، والذي استخدمه كثكنة عسكرية، ومركز للقادة الثمانية الأبرز في «جبهة النصرة». وذكر المشرفون على الجولة أنه «حول هذه المغارة، دارت أشرس المعارك بين عناصر حزب الله وإرهابيي النصرة، حيث لاحقناهم من وادي الخيل إلى الرهوة إلى القنزح إلى تلة الكرة على ارتفاع 2320 مترا، وقضينا على آثارهم. أما المساحة التي تم تحريرها من مجموع مساحة الجرود، فهي بحدود 95 كيلومترا، ولم يتبق أمامنا سوى 5% فقط»، مؤكدين أن «عناصر الحزب الذين خاضوا معركة تحرير الجرود، هم نواة التشكيلات الاساسية في حزب الله، التي قاتلت في القلمون وقارا والقصير». وكشف أحد القادة الميدانيين في «حزب الله»، أن «مقاتلي جبهة النصرة، كانوا قد أنشأوا غرفا بعكس اتجاه المنحدرات، لا يمكن الدخول اليها الا بواسطة سلالم حديدية نقالة، من أسفل إلى أعلى، وقد استخدمت هذه الغرف في عمليات القنص واطلاق النار»، مقدراً «عدد قتلى النصرة بـ 90 عنصراً». وقال: «خسائر النصرة المادية كبيرة جدا. وقد دخلنا 50 مقرا، وعثرنا على سيارة مفخخة من نوع بي أم دبليو X5، وعثرنا أيضا على جثة ابو عبدالله التونسي، ولا نعرف ما اذا كانت جنسيته تونسية، او أنه استخدم هذه النسبة كلقب». وأشاد بـ»دور الجيش اللبناني ومساندته في المعركة، من خلال منع أي عملية تسلل باتجاه بلدة عرسال والمناطق»، وقال: «قدم لنا الجيش المساعدة في اكثر من مكان ومنع تسلل الإرهابيين باتجاه المناطق الآمنة». كما جال الإعلاميون في مغارة «ابو مالك التلي»، المحفورة في قلب الصخر، والمدعمة بالاسمنت والحديد، والمجهزة بالانارة والتدفئة، والمقسمة إلى غرفة اجتماعات وسجن عام وآخر انفرادي ودورات مياه ومشغل لتصنيع السلاح وآخر لتصليح الدراجات النارية وغرفة فيها كمامات واقية من المواد الكيميائية وغرف للتعذيب وأخرى للاستراحة».

«الحافلات الخضر» تَفتح الطريق بين لبنان و... «سورية الجديدة»

«البروباغندا» الإعلامية تُرَشِّح «حزب الله» لما عجِز عنه الأطلسي في «تورا بورا»

بيروت - «الراي» .. يقيم لبنان الآن بين معركتيْن، واحدة خاضها «حزب الله» ضدّ فلول «جبهة النصرة» في جرود عرسال على التخوم الشرقية مع سورية وانتهتْ الى تَفاوُضٍ بضماناتٍ إقليمية ترعى حركة الحافلات الخضر لنقْل مسلّحي الجبهة ومَن يرغب من النازحين الى إدلب السورية، وثانية يَحشد لها الجيش اللبناني ضدّ جيْبٍ لتنظيم «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، ومن غير المستبعد ان تنتهي الى تَفاوُض يُخرِج المسلّحين الى البادية السورية. وبين معركتيْن، واحدة تطوى وثانية على قاب قوسين، عاد رئيس الحكومة سعد الحريري من زيارةٍ للولايات المتحدة اتّسمتْ بطابعٍ بالغ الحساسية عَكَسَتْه مناقاشاتٌ بـ «مكبرات الصوت» في بيروت وواشنطن على حدّ سواء كان محورها «حزب الله» وأدواره في لبنان والمنطقة، حدود التعايش مع مشروعه وسبل الحدّ من تأثيراته، وهو العنوان الصاخب الذي يُحْدِث ضوضاء يرجح استمرارها الى أَجَل غير مسمّى على وهج التحولات التي تعيشها المنطقة. وبدا ان «حزب الله» نجح في اصطياد أكثر من هدف بإطلاقه المعركة ضدّ مسلحي «النصرة» في جرود عرسال في التوقيت الذي اختاره، فأحرز تفوّقاً في الميدان مكّنه من فرض التفاوض لمبادلة أسراه بانسحاب المسلّحين، وانتزع تضامناً واسعاً، ربما لم يكن ينتظره، وبلغت «البروباغندا» الإعلامية في استثمار ما حقّقه حدّ «ترشيحه» للانتقال الى جبال تورا بورا لإنجاز ما عجز عنه حلف شمال الاطلسي ضدّ حركة «طالبان» في افغانستان. وثمة مَن يربط خفوت صوت الاعتراض الداخلي على احتكار «حزب الله» لدور الجيش اللبناني المفترَض في تحرير جرود عرسال من الارهابيين، بسعي غالبية القوى السياسية، ولا سيما خصوم الحزب، الى تطبيع العلاقة معه لاعتباراتٍ شتى تنطوي في حقيقتها على تسليمٍ بـ «إمرته» كناظِمٍ سياسي - أمني يستمدّ قوّته من تَمدُّده الاقليمي في إطارٍ مشروعٍ استراتيجي عابِر للحدود. فالحريري، الذي كان انخرط في تسويةٍ مع «حزب الله» عنوانها «ربْط النزاع» حيال القضايا الخلافية معه، يَحرص على التذكير ان الحزب يشكل «مشكلة إقليمية» لا قدرة للبنان على حمْلها، وتالياً فإنه يمضي في موجبات التسوية التي تملي عليه صيانة تفاهمه الدائم مع الرئيس ميشال عون، الذي جاء الى الحكم كشريكٍ سياسي لـ «حزب الله»، وخصوصاً في المسائل ذات الطبيعة الاستراتيجية. وفي حين خرج رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عن صمته ليعلن «في انتظار ان يستكمل الجيش عملية جرود عرسال، التحية لشهداء حزب الله الذين سقطوا اثناء المرحلة الاولى من المهمة»، فإن رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي يسعى الى تبديد الانطباع عن تقويمه «الايجابي» لعملية الحزب في الجرود على الداخل رغم تحفظه على مشروعه، كان أيقن ان المواجهة التي خيضت ضدّ الحزب بين 2005 و2008 لم تأت بنتيجة، وتالياً فانه اختار الموازنة بين اعتباره الحزب «مشكلة استراتيجية» وبين إطفاء المحرّكات في وجهه وملاقاته في عناوين مشترَكة لمكافحة الفساد. وثمة مَن يعتقد ان هذا الاختلال في موازين القوى الذي ازداد رسوخاً مع كسْب «حزب الله»، «شرعية وطنية» لمعركة تطهير جرود عرسال من الارهابيين، سينعكس بطبيعة الحال في التوازنات التي يمكن ان تفضي اليها الانتخابات النيابية في الـ 2018 عبر مجيء برلمانٍ يتيح لـ «حزب الله» شرْعنة وجوده العسكري الى جانب الجيش على غرار الحرس الثوري في ايران والحشد الشعبي في العراق والتشكيلات المماثلة في سورية. ولفت في هذا السياق مسارعة نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الى اعتبار «ان ما جرى في مواجهة التكفيريين في جرود عرسال هو أوضح تطبيق لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، فالمقاومة كانت تقاتل على الأرض، والجيش يشكل السند والمانع لهؤلاء أن يدخلوا الأراضي اللبنانية، والشعب يقدم كل أشكال الدعم الإعلامي والسياسي والعملي من أجل أن تتكامل الحلقات الثلاث (...)». ورغم التفاعلات الداخلية لهذه المعركة، فإن «رمزية» دخول الحافلات الخضر من سورية الى لبنان للعودة بمسلّحي «النصرة» ونحو 8 آلاف من النازحين، من جرود عرسال اللبنانية الى ادلب والقلمون في سورية، تعكس ارتباط المعركة التي خاضها «حزب الله»، في توقيتها ومسرحها ودلالاتها بمشروعه القائم على وحدة «الميادين» الممتدّة على طول خط «الهلال» من طهران الى بيروت مروراً ببغداد ودمشق. فلم تكن مصادفة إطلاق «حزب الله» لمعركته في اللحظة التي ترتسم في سورية ملامح ترتيبات جديدة، من مَظاهرها تَقاسُم النفوذ بين اللاعبين الدوليين والاقليميين، ومن أهمّ علاماتها الفارقة إبعاد ايران وميليشياتها عن جنوب غرب سورية بضماناتٍ روسية، ووقف الولايات المتحدة برنامج تدريب المعارضة السورية وتسليحها والاكتفاء بدعم الأكراد. هذه الترتيبات التي اقترنتْ مع ما يشبه رفع الغطاء عن «النصرة» بعد إعلان الحرب على «داعش»، سرّعتْ من خطوة «حزب الله» لاقتلاع «الشوكة الأخيرة» من على الحدود اللبنانية - السورية على النحو الذي يجعله «حبل السرة» الذي يربط بين «سورية المفيدة» التي جرى الإقرار بالنفوذ الإيراني فيها وبين لبنان. ولم يعد يفصل الحزب عن تحقيق هدفه سوى ساعاتٍ سيجري خلالها وضع اللمسات الأخيرة على «صفقة الجرود» الذي يقضي بتوفير «ممر آمن» بَرّي لأمير «النصرة» في جرود عرسال والقلمون ابو مالك التلي وبقايا مسلّحيه اضافة الى آلاف النازحين للانتقال الى إدلب في شكل رئيسي، مقابل تسليم «حزب الله» 8 من أسراه، خمسة منهم كانوا أُسروا في بلدة العيس السورية قبل نحو عامين وثلاثة آخرين وقعوا في قبضة «النصرة» بعد وقف المعارك في جرود عرسال بعدما ضلّوا الطريق. وفيما برز تنظيم «حزب الله» جولة لممثلين لوسائل إعلام لبنانية وعربية وأجنبية (بينهم إعلامي أميركي) في جرود عرسال التي تمت استعادتها، فإن الصفقة المتوقّع إتمامها بين ساعة وأخرى تأخّرتْ عن موعدها الذي كان مرجّحاً صباح امس نتيجة المعطى الجديد الذي شكّله أسْر 3 عناصر إضافية لـ «حزب الله» وكذلك كثافة عدد النازحين الراغبين بترْك المخيمات في عرسال وجرودها، وسط معلومات عن ان 5 آلاف تسجّلوا للانتقال الى إدلب و3 آلاف آخرين يريدون العودة الى قراهم في القلمون الغربي وإحدى بلدات القلمون الشرقي.

«التلي» يتمسك بالانتقال إلى تركيا جواً... وطالبو المغادرة قاربوا الـ10 آلاف

بيروت - «الحياة» .. بقيت الاتصالات حول آلية تنفيذ اتفاق جرود عرسال، طيّ الكتمان لضمان سلامة تنفيذ بنوده، في ظل سريان وقف النار بين «حزب الله» و «جبهة «النصرة»، وتولى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بالتنسيق مع الجهات الأمنية في سورية استكمال الترتيبات اللوجستية لترجمته عملياً. وترجّح مصادر مواكبة أنها باتت في مراحلها الأخيرة. فيما تشير المعلومات الى أن عملية إعداد قوائم بأسماء الراغبين في الانتقال الى إدلب من المسلحين والمدنيين مستمرة، في موازاة تجهيز وسائل النقل التي سيتم استخدامها والطرق التي ستسلكها للانتقال من لبنان الى سورية. وعلمت «الحياة» من مصادر معنية بالتنفيذ أن الاتفاق يقضي بأن يتم انتقال المسلحين التابعين لـ «النصرة» وعائلات النازحين، على 5 دفعات وأنه مقابل كل دفعة يتم الإفراج عن واحد من الأسرى الخمسة لـ «حزب الله» لدى «النصرة». وأوضحت المصادر أن 2 من الأسرى جريحان، كانا تعرضا لإصابات بليغة في معارك في سورية. كما يشمل التبادل الجثث الثلاث لعناصر الحزب الذين قضوا بانفجار لغم لهم الأسبوع الماضي في المعركة الأخيرة في جرود عرسال. وذكرت المصادر لـ «الحياة» أن المفاوضات لم تكن حسمت حتى قبل ظهر أمس، الموقف من مطلب مسؤول «النصرة» في القلمون أبو مالك التلي وإصراره على أن ينتقل إلى تركيا إذ إنه يرفض الانتقال براً كسائر عناصر «النصرة»، وأن اللواء ابراهيم يتابع هذه المسألة. وكان هذا المطلب طرح خلال المفاوضات قبل وقف النار، وتردد في حينه أنه ينوي الانتقال جواً (من لبنان) إلى تركيا ومنها إلى إدلب. وقال مصدر عسكري لـ «الحياة» إن «عدد النازحين السوريين داخل بلدة عرسال الراغبين في الانتقال إلى إدلب بلغ 6 آلاف و100 نازح وأن عدد النازحين السوريين خارج عرسال (وادي حميد والملاهي) الراغبين في العودة إلى الرحيبة في القلمون بلغ 3500 نازح»، مؤكداً أن «توقيت رحلة العودة يتطلّب وقتاً لم يحدد بعد، لأنها تترافق مع عمل لوجستي وإجراءات تقنيّة تتطلب جهوداً وتنسيقاً بين الجيش اللبناني والأمن العام والنازحين لجهة مكان تجمّعهم وانطلاقهم والطريق الذي سيسلكونه إذا كان معبّداً أو وعراً». لكنه أكد أن «الأمور سالكة وتتطوّر إيجاباً». وعن تولّي الجيش عملية إخراج «داعش» من جرود القاع ورأس بعلبك، كشف المصدر العسكري لـ «الحياة» أن «توقيت المعركة يحدده المسار الميداني بانتظار انتهاء كل تجهيزات الجيش المطلوبة ولا يمكن أحداً أن يدفعنا إليها». وقال: «ليس لدى الجيش ساعة صفر للبدء بها ولا حتى توقيت محدّد لنهايتها إذا بدأت مع تنظيم إرهابي يملك تجهيزات متطورة ومواقع محصّنة ومغاور كبيرة تضاهي مساحتها تلك التي كان مسلّحو «النصرة» يسيطرون عليها في جرود عرسال»، كاشفاً أن «عناصر تنظيم داعش الإرهابي (حوالى 750 مسلحاً) ينتشرون على مساحة 190 كلم2 ضمن الأراضي اللبنانية». وأشار إلى أن «أقرب مركز لمسلحي داعش يبعد من مراكز الجيش في جرود رأس بعلبك نحو كيلومتر واحد». وقال: «لا يقارننا أحد في المعركة التي سنخوضها ضدّ هذا التنظيم الخطير بالمعركة التي خاضها «حزب الله» ضد مسلّحي «النصرة» في جرود عرسال، فالمعركة ضد داعش ليست سهلة ولن تنتهي خلال 48 ساعة أو 72 ساعة كما يُقال». وأضاف: «لا أحد يستسهلها... هم اليوم يحضّرون أنفسهم لهذه المعركة وسبل التفاوض معهم مقطوعة، وأصلاً الجيش لم يطلب ذلك». وكشف المصدر نفسه لـ «الحياة» أن «هناك مسلكين باتجاه سورية ما زالا مفتوحين يسمحان لداعش بالمناورة بسهولة هما معبرا مرطبيا والدكانة، ما يصعّب على الجيش اللبناني المهمّة». وأفاد مصدر من «اتحاد جمعيات الإغاثة» «الحياة» عن بدء عودة جزء من العائلات التي نزحت من وادي حميد إلى عرسال، إلى وادي حميد مجدداً تمهيداً للانتقال عبر الباصات إلى الداخل السوري وأن عدد الذين سجلوا أسماءهم في ارتفاع مضطرد وبلغوا حوالى عشرة آلاف شخص وسط حال أخذ ورد وتردد وتجاذب حتى بين أفراد العائلة الواحدة. ودخلت أمس 14 عائلة إلى وادي حميد لغاية الثالثة ظهراً. الى ذلك، نظم «حزب الله» أمس جولة لعدد كبير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية، في جرود عرسال، شرح فيها قادة عمليات «الحزب» للإعلاميين، تفاصيل المعركة وتنقلوا معهم بين تلال ومواقع وتحصينات «النصرة». وقالوا: «دحرناها من كامل الجرود وحصرناهم بمساحة تقدر بنحو 5 كيلومترات مربعة شرق عرسال»، وأكد «حزب الله» أن «معارك الجرود امتداد لمعارك بدأتها المقاومة في القصير عام 2013». وأشار أحد القادة الميدانيين إلى «أننا التحمنا مع العدو من مسافات قريبة جداً وقاتلنا رجلاً لرجل وواجهنا انغماسييهم في أكثر من مكان وقضينا عليهم»، وقال: «قاتلنا في طبيعة جغرافية صعبة جداً، وكسرنا خطوط دفاعهم، ونفذنا مناورات قتالية هجومية خلف خطوطهم»، وأكد أن «وجود المدنيين في الملاهي والمخيم سبب محدودية في مناوراتنا القتالية، ولم نستفد من مميزات الأسلحة وقدراتنا النارية». وقال: «أقفلنا كل غرف العمليات القتالية، ولم يتبق لهم سوى غرفة واحدة كما فجرنا أكثر من سيارة مفخخة واكتشفنا عدة مخارط لتصنيع العبوات والصواريخ، احتوت على أطنان من المواد المتفجرة». وغرّد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط قائلاً: «في انتظار أن يستكمل الجيش عملية جرود عرسال، التحية لشهداء «حزب الله» الذين سقطوا أثناء المرحلة الأولى من المهمة».

جعجع لـ «الحياة»: الجيش سينهي وجود «داعش» ونصر الله يعطي الدولة من جيبها

الحياة..بيروت - وليد شقير .. أكد رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع أن الجيش اللبناني هو الذي سيتولّى عملية إخراج «داعش»، من جرود القاع ورأس بعلبك وقال أنه لا يعتبر المعارك التي خاضها «حزب الله» في جرود عرسال «انتصاراً بل حلقة في سلسلة المعارك التي يخوضها منذ 6 سنوات في الداخل السوري لمصلحة بقاء بشار الأسد». وأشار جعجع في حديث الى «الحياة» إلى أن «الذي يؤخر قيام دولة فعلية، هو وجود حزب الله بالشكل الذي هو فيه، ومصادرته القرار الاستراتيجي». وأوضح أن حزبه «مع تأجيل الانتخابات الفرعية وإجراء الانتخابات العامة لأن الفترة الفاصلة ليست طويلة ولسنا متحمسين لها بكل صراحة». وتناول الحديث مع جعجع زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن وعودة النازحين السوريين الى بلدهم.

باسيل: لا يحق لأحد ربط النازحين بحل

بيروت - «الحياة» .. قال وزير الخارجية جبران باسيل: «ليس مسموحاً ولا يحق لأحد أن يربط عودة النازحين بحل سياسي في سورية أو بتحقيق مناطق آمنة ومستقرة. عندما يربط مسؤول لبناني الأمرين ببعضهما بعضاً، يعني أنه يريد بقاءهم في لبنان، توجد في سورية مناطق آمنة ومستقرة يستطيع النازحون العودة إليها، المطلوب منا تطبيق القوانين ووقف عملية تشجيع السوريين على البقاء، وهذه مسألة ميثاقية». وأضاف: «أرضنا اليوم تتحرر على أيدي اللبنانيين وجيشنا سيكون على موعد قريب مع تحرير أرض لبنانية من أيدي الإرهاب، اليوم نأخذ قراراً لبنانياً بأمر من القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية ميشال عون، وعلى الحكومة حسم أمرها في شأن النازحين». ورأى «أننا سنصل للأسف إلى مؤشرات متفجرة بملف النازحين، ولا نستطيع تجنب الأمر إلا بحلحلة المسألة، والبرهان أن أهالي المسلحين المعارضين للنظام السوري يعودون إلى مناطق خاضعة للنظام وحلحلة أوضاعهم». وقال باسيل: «المجتمع الدولي يعطي السوري مساعدات أكثر من اللبناني، لماذا سيرجع إلى بلده، وأنا لم أخجل في واشنطن عندما قالوا أعطيناكم فقلت لهم أنتم أعطيتم النازحين، ومع ذلك يأتي المجتمع الدولي الذي يسكت عن غوانتانامو وسجن أبو غريب ينتقد الجيش كيف حمى نفسه من 4 انتحاريين في عرسال ويحدثنا عن حقوق الإنسان، وقد استقبلنا أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري ولم نأخذ شيئاً».



السابق

السيسي يحض الجيش على اليقظة: نقف إلى جانب الأشقاء العرب..السيسي يبحث مع قادة الجيش خطط مكافحة الإرهاب في سيناء....الجزائر: اكتشاف قنابل قرب العاصمة وأسلحة في الجنوب وتهديدات الإرهاب على الحدود مع مالي تؤرق حكومة بوتفليقة...أوروبا تخصص 46 مليون يورو للمساعدة في ضبط الهجرة من ليبيا...جنتيلوني : التدخل في ليبيا لا يشكل انتهاكاً لسيادتها..رغم نفي السراج... إيطاليا ترسل أول زورق إلى سواحل طرابلس...مقتل 14 في تفجير انتحاري شمال شرق نيجيريا..استهداف رأس وزير موريتاني... بحذاء...مسلحون يهاجمون مقر إقامة نائب الرئيس الكيني روتو...ضربات متلاحقة لمشار تضعف حملته على سلفاكير..زيارة «مفترضة» للمغرب تثير جدلاً حول اعتقال البشير...الملك سلمان يشيد بالعلاقات «المميزة» مع المغرب وواشنطن ترغب في العمل مع الرباط لـ «مكافحة التطرف»..محمد السادس يُحذّر السياسيين: قوموا بمهامكم أو انسحبوا....

التالي

اخبار وتقارير..اميركا تواصل التعاون مع روسيا في سورية فقط..دراسة: الملحدون تفكيرهم تحليلي والمؤمنون ذوو احساس اخلاقي ...غير المتدينين لا يرون أي أمر ايجابي في الدين...وأد ديموقراطية شريف.. إيران تحتفل عباسي رئيساً مؤقتاً وشهباز دائماً.. نواز: لست طامعاً في السلطة..النزاعات في أروقة البيت الأبيض تتحول إلى حرب علنية.. ترامب يقيل كبير موظفيه ويعيّن وزير الأمن الداخلي مكانه...فقدان حليب الأطفال والأدوية في فنزويلا...المعارضة الفنزويلية تحشد لاحتجاجات والنظام ينتخب اليوم «جمعية تأسيسية»....إطلاق 7 من صحافيّي «جمهورييت» في تركيا..كيم الثالث يعتبر أميركا في مرمى صواريخه وواشنطن وسيول تناقشان «ردّاً عسكرياً»..


أخبار متعلّقة

إتفاق التبادل يأخذ طريقه.. والجيش يستعد «نصر جديد» على داعش..الكونغرس يُنجز مشروع عقوبات تشمل مؤسسات الحزب المدنية والممولين.. والملف مع التعيينات غداً في مجلس الوزراء..«حزب الله» بعد الجرود... اطمئنان إلى الداخل ورسائل إلى الخارج.. لو صمدت «النصرة» لقاتلت سنوات بالتحالف مع الجغرافيا....الصفقة بين «حزب الله» و«النصرة» بين الشروط والاستعدادات اللوجستية وعون اعتبر عملية جرود عرسال «نصراً للبنان»....عملية صرف تطال 50 موظفاً: هزة في تلفزيون المرّ....

قرار أمريكي يصنف حزب الله إرهابياً بجناحيه السياسي والعسكري....لبنان: «وقف نار» في جرود عرسال وصفقة «على النار» لترحيل «النصرة» إلى إدلب.. تشمل 30 جثّة لـ «الجبهة»... و5 أسرى و23 جثّة لـ «حزب الله»....«هدنة عرسال» لانسحاب المسلحين وعائلاتهم إلى إدلب...الحريري يُوازِن بين خلافه الهائل مع «حزب الله» والحاجة إلى حماية الاستقرار في لبنان....الحريري: سنرى دوراً سعودياً أكبر في لبنان...شورتر: الجيش المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان...روكز: معركة الجيش ضد داعش لن تكون طويلة..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,626,438

عدد الزوار: 6,904,647

المتواجدون الآن: 91