انفجار حارة حريك واغتيال شطح يتهدّدان المشهد العام اقتصاد لبنان يئنّ تحت الضغوط فهل من "صدمة إيجابية"؟

تاريخ الإضافة الأحد 5 كانون الثاني 2014 - 7:55 ص    عدد الزيارات 702    التعليقات 0

        

 

انفجار حارة حريك واغتيال شطح يتهدّدان المشهد العام اقتصاد لبنان يئنّ تحت الضغوط فهل من "صدمة إيجابية"؟
النهار..فيوليت البلعة
لم تكد التوقعات الاقتصادية تستقر على آمال تعيد احياء الاقتصاد في السنة الجديدة، حتى تبدّدت الآمال وربما كادت تهوي مع تفجيري ستاركو وحارة حريك لتعيد تحريك مشاعر القلق على الأجل القصير في "سنة صعبة". كيف تلقى اهل الاقتصاد اخبار التفجيرات؟ ولم يستعجل هؤلاء تأليف الحكومة الجديدة؟
فيما تنشغل اقتصادات العالم في تطويق مكامن الضعف فيها، فتضغط على معدلات العجوزات المالية وتجهد لتوفير فرص عمل جديدة تنعشها وتخفض ارقام البطالة، ينشغل اقتصاد لبنان بلملمة ما تبقى من مقومات ليواجه بها السنة التي تستمد صعوبتها من ارتفاع اخطار تلاشي الكيان الرسمي.
في نهاية الاسبوع الماضي، تداعت الهيئات الاقتصادية لزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مكلفة نفسها وبرغبة ذاتية، المطالبة بتأليف حكومة جديدة تعيد بعض الحيوية الى الاقتصاد المتداعي، بدليل ان مؤشرات القطاعات التي ختمت السنة 2013 اكدت استمرار التراجع في السياحة (اكثر من 30%) والتجارة (اكثر من 37%) والعقار (اكثر من 19% لتراجع تراخيص البناء واكثر من 13% لتراجع المبيعات العقارية).
الهيئات الاقتصادية والمهنية طالبت، وفق ما قال رئيس جمعية تراخيص الامتياز شارل عربيد، لـ"النهار" بضرورة تأليف الحكومة العتيدة "والافضل ان تكون جامعة ووطنية"، انطلاقا من خطورة الاوضاع التي دلّت عليها المؤشرات السلبية واستمرار المنحى الانحداري الذي بدأ في العام 2012. ولفت الى حاجة الاقتصاد الوطني الى "صدمة ايجابية"، الامر الممكن مع تأليف حكومة في اطار القوانين والاعراف وليس خارج الاطار الدستوري "بما يمكن ان ينعكس ايجابا على المناخ العام، ويحدث بعض الارتياح في المشهد الداخلي وينسحب على التشنج السياسي والامني".
وما كاد طلب الهيئات يصل قصر بعبدا ويبدأ الكلام عن مساع جدية لتأليف حكومة جديدة، حتى تعكّر مجددا صفو الامن وارتفع منسوب الاخطار مع انفجار حارة حريك في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت التي استُهدفت قبل اسبوع مع جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح. فهل يؤمل بعد بتأليف حكومة في هذا المناخ الضاغط؟
نائب رئيس جمعية المصارف سعد ازهري اعتبر لـ"النهار" ان الاقتصاد يستطيع استيعاب هزات الانفجارات "لان نتائجها محدودة زمنيا، اذ تتأثر الاسواق لايام قبل ان تعود الحياة الى عادتها. لكن، نحتاج فعلا الى اعادة اطلاق العجلة الحكومية وايضا الى ازالة مشهد التشنج السياسي، لانهما العنصران الاساسيان في توفير مناخ ايجابي يعيد اطلاق دورة الانتاج والاقتصاد كما نأمل". ويخشى اهل الاقتصاد تفلّت الحلقة الامنية من المشهد المضطرب لتطول الاستقرار الامني، كونها الاقسى على الاقتصاد.
تتحضر الهيئات الاقتصادية للسنة الجديدة بالحيوية التي تتمتع بها والتي مكّنت الاقتصاد من المحافظة على بعض مقوماته الايجابية، يقول عربيد. فالقطاع الخاص ما زال الاكثر حرصا على الاقتصاد، ولديه ما يكفي من الحيوية ليتحرك حين يرى مسببا لذلك، "وهو لا يخضع لاي ضغوط بل يكلّف نفسه التحرك وفي كل الاتجاهات السياسية".
الا ان رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس رأى ان موضوع تأليف الحكومة بات ثانويا "لأن الأهم اليوم هو التئام هيئة الحوار الوطني فوراً، إذ على القادة الكبار الجلوس إلى طاولة واحدة للتحاور. فإلى التدهور الأمني، الحياة المؤسساتية معطلة وكل المؤسسات الدستورية مشلولة". وقال ان الهيئات لا تستطيع أن تحاور نفسها وتصدر بيانات من دون أن يصل صداها إلى اي من المسؤولين، ولا سيما رئيس الحكومة. "فهي يتيمة اليوم، لأن أحداً لا يتلقف معاناتها".
وليس بعيدا، رأى رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار أن الطريق الوحيد للمصالحة الوطنية، هو في جلوس الأطراف السياسيين كافة الى طاولة واحدة والتحاور بغية استنباط الحلول التي من شأنها تعزيز الثقة المفقودة بين اللبنانيين، وترسيخ دعائم الاستقرار الذي يؤثر مباشرة على الاقتصاد، الذي تحول مثله مثل اللبنانيين الى ضحية الخلاف السياسي المأزوم منذ فترة طويلة، مما انعكس تراجعا اقتصاديا غير مسبوق حتى في أصعب الظروف التي مرت على البلاد".
وسط المناخات المضطربة، يتوقع القطاع الخاص من سنة لم يستطع قراءة عناوينها بعد، ان تكون شبيهة بالعام الذي سبق، "وخصوصا ان الاوضاع الاقليمية ما زالت خاضغة لضغوط لم تفض الى تسويات"، وفق ازهري. "لذا، نتوقع ان يحافظ النمو الاقتصادي واداء القطاع المصرفي على معدلاتهما كما في عام 2013".
اهل الاقتصاد تحركوا مطالبين بصدمة ايجابية، سواء أكانت حكومة جديدة او كل ما يمكن ان يعكس توافقا وطنيا يعيد تهدئة الاوضاع الداخلية. فهل يستجاب الطلب؟..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,118,865

عدد الزوار: 6,754,275

المتواجدون الآن: 105