العالم حولنا

تاريخ الإضافة السبت 6 تشرين الأول 2012 - 6:01 ص    عدد الزيارات 780    التعليقات 0

        

 
بقلم مروان اسكندر

العالم حولنا

 

دعيت الى مؤتمر في اسطنبول مساء الاثنين وطوال يوم الثلثاء تركزت فيه الابحاث والمحاضرات على الوضع الاقتصادي العالمي، وشارك في إلقاء المحاضرات نخبة من الاقتصاديين المعروفين عالمياً، ومن هؤلاء بول كروغمان استاذ الاقتصاد في جامعة برنستون والحائز جائزة نوبل للاقتصاد عام 2008، واوستان غولسبي استاذ الاقتصاد في جامعة شيكاغو، ورئيس مجلس الاستشاريين الاقتصاديين سابقا للرئيس باراك أوباما.
وكان مسك الختام كلمة ونقاش متلفز مع الرئيس بيل كلينتون من منزله في نيويورك.
بول كروغمان شخصية لطيفة، لكن حضوره الشخصي أقل تاثيراً من كتاباته، ولا سيما منها الكتابات الدورية، وهو كان ولا يزال من كبار مؤيدي الرئيس أوباما، وكان يطالب ببرامج لدعم الاقتصاد والفئات المحرومة أكثر سخاء.
بالنسبة الى مستقبل الاقتصاد الاميركي قال انه متفائل من دون افراط، وبالنسبة الى اوروبا رأى ان المشكلة معلقة الى ان تتبنى المانيا الدول المأزومة وكأنها ولايات المانية، لكنه عطف هذا التقدير المتشائم حتما، على القول ان المسؤولين الاوروبيين، سواء ماريو دراغي حاكم المصرف المركزي الاوروبي، او كارلوا مومنتي رئيس وزراء ايطاليا، أو ينس فايدمان حاكم المصرف المركزي الالماني هم فنيون مقتدرون.
المداخلة الاهم تمثلت بمحاضرة كيشوري محبوباني عميد كلية السياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية ووزير وديبلوماسي سابق.
بدأ حديثه بالتأكيد ان المستقبل هو لجنوب شرق آسيا، وقال ان أوروبا والولايات المتحدة حققتا تقدمهما منذ مئتي عام فقط، في حين ان الصين واليابان حققتا خطوات تنظيمية وانمائية قبل اوروبا والولايات المتحدة، وهو يعتبر ان معدلات النمو في الصين وكفاياتها التقنية ستمكنها من تحقيق حجم انتاجي يفوق سنة 2022 حجم الانتاج الاميركي. وفي اعتقاده ان نجاح بلدان شرق آسيا ارتبط بعناصر اساسية أهمها اعتماد سياسات الاقتصاد الحر منذ 1979 في الصين، وتوجه الهند نحو هذه السياسات والانفتاح على الاستثمار الخارجي، فضلا عن اعتماد انظمة قانونية صارمة وواضحة الامر الذي ساهم في استقرار مجتمعاتها، كما ان هذه البلدان كرست مبدأ الكفاية في المناصب العامة الحساسة.
حينما ينظر الى المستقبل يرى ان اعداد الطبقة المتوسطة، والتي هي عماد اي اقتصاد متطور، سوف ترتفع من 500 مليون في بلدان شرق آسيا حاليا الى 1700 مليون نسمة سنة 2020 ويقول ان معدل نمو 10 في المئة سنويا لدخل الفرد يؤدي الى مضاعفة عدد فئات ذوي الدخل المتوسط خلال 10 سنين.
انتاج الالكترونيات، والسيارات، والخدمات المالية، ووسائل الاتصال، كل هذه المجالات تسبق فيها بلدان شرق آسيا البلدان الاوروبية والولايات المتحدة، والواقع هو ان الولايات المتحدة تعمد الى تصنيع الهواتف الذكية والتلفزيونات الاكثر حداثة في جنوب شرق آسيا.
مشكلة السكان وتكاثر المدن، سوف تضغط على تجهيزات البنية التحتية، وخصوصاً في الهند والصين، لكن النمو الاقتصادي سوف يكون سريعاً وكافياً لحاجات غالبية السكان مع ارتفاع اعداد المواطنين من ذوي الدخل المتوسط على الصورة المشار اليها.
والبلد الوحيد الذي سيعاني تراجعا في الفترة المنقضية حتى 2050 هو اليابان، لان نسبة المعمرين فيها (60 سنة وأكثر) تزيد على 30 في المئة من عدد السكان البالغ 137 مليونا، لكن معدلات الولادات سلبية. وبحسب التقديرات الديموغرافية، اذا لم ترتفع معدلات الولادة، أو يزد عدد سكان اليابان بالهجرة، وهذا هدف مستبعد لان اليابان من جميع دول العالم لا تعتبر التجنيس وسيلة لاستقطاب المقيمين والعاملين، وتالياً لن يزيد عدد اليابانيين سنة 2050 عن 85 مليوناً، ونسبة المسنين من هؤلاء ستفوق الـ40 في المئة ولا يمكن مجتمعا كهذا، مهما بلغت كفايات أهله، ان يضاهي في انتاجه، بلدانا مثل كوريا، والصين، والهند، وتايوان الخ.
في المقابل، وفي ملاحظة عرضية وردت اشارة الى ان من عناصر القوة مستقبلا في الولايات المتحدة، استمرار زيادة عدد سكانها. فخلال السنين العشر المنصرمة ارتفع عدد المقيمين في الولايات المتحدة، عشرة ملايين، لكن رأي المحاضر كان ان الولايات المتحدة لن تستطيع استقطاب ذوي الكفايات والتقنيات الحديثة من الهند والصين كما كان ولا يزال الحال، لان تعويضات هؤلاء وفرص العمل لهم في شرق آسيا ستكون افضل منها في اميركا.
التوقعات المستقبلية تخضع دوماً للنقاش والتشكيك في صحة استقرار الافتراضات التي تؤدي الى الاستنتاجات المشار اليها، لكن التوجهات واضحة وربما بعض المؤشرات مما تحقق في تركيا خلال 12 سنة انقضت على تسلم حزب العدالة والتنمية الحكم تفيد عما يمكن تحقيقه.
- خلال 12 سنة حول الحزب الحاكم في تركيا حصة الدولة من الناتج القومي من 80 في المئة في مقابل 20 في المئة للقطاع الخاص الى العكس تماماً، اي 89 في المئة للقطاع الخاص، و20 في المئة للقطاع العام.
- معدل دخل الفرد، من دون احتساب القدرة الشرائية ارتفع من ثلاثة آلاف دولار الى 10 آلاف دولار.
- مديونية تركيا لصندوق النقد الدولي التي كانت تبلغ 23 مليار دولار، انخفضت نتيجة الايفاءات الى 1,5 مليار دولار ستسدد في آخر شهر نيسان 2013.
- نسبة سكان المدن الحضرية ارتفعت من 30 في المئة من مجمل السكان الى 70 في المئة، وهذا التحول فرض خطوات جبارة في مجال انجاز اعمال البنية التحتية، وخصوصاً وسائل المواصلات.
- ارتفع عدد الزوار من الجنسيات الاجنبية من ثمانية ملايين زائر قبل 10 سنين الى 31 مليون زائر وسائح في 2011 وهنالك توقع ان يبلغ عدد السياح 50 مليونا سنة 2020.
- اخيراً احتلت تركيا الموقع الـ18 عالميا على صعيد مقياس الدخل القومي، وبرنامج الحزب الحاكم، تحقيق ارتفاع الدخل ثلاثة اضعاف بحلول سنة 2023 حينما تحتفل تركيا بانقضاء مئة سنة على تأسيس مصطفى كمال اتاتورك الجمهورية.
في مقابل هذا التطور السريع، لا بد من الاشارة الى ارتفاع الاسعار بسرعة كبيرة في تركيا. فسعر صفيحة البنزين صار 40 أورو أو 52 دولاراً، واسعار الغاز المستورد اساسا من روسيا بنسبة 60 في المئة من الاستهلاك ارتفعت بنسبة 20 في المئة، علما بأن روسيا خفضت اسعار تصدير الغاز لاوروبا بنسبة 20 في المئة، ومع صدور هذا المقال يكون الرئيس فلاديمير بوتين في زيارة تركيا وله مصلحة اكيدة في جعل هذا البلد مرتكزاً اساسياً لتصدير الغاز الى الشرق الاوسط، واسواق أوروبا الغربية عبر بلغاريا. وفي وسع تركيا انجاز مفاوضات مثمرة مع روسيا في شأن أسعار الغاز، ومن ثم ضبط زيادات اسعار الغاز والمحروقات على شكل قد يؤدي الى اعتراضات شعبية.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,178,781

عدد الزوار: 6,759,196

المتواجدون الآن: 132