الرصاصتان القاتلتان للإقتصاد اللبناني

 

 

تطورّت الاحداث أخيراً لتلامس الخطوط الحمر التي تُشكل خطراً تدميرياً على الاقتصاد اللبناني. وابرزها تدهور العلاقة مع العرب والخليج واحتمال الانزلاق الى حرب اهلية.

يتناول الكثيرون في لبنان والخارج موضوع تفاعل وتأثر الاقتصاد اللبناني بالتطورات الامنية والسياسية اكان ذلك على الساحة المحلية او على الساحة الاقليمية، وخصوصا منها السورية.

 

ويبرز هؤلاء مدى الضرر الذي يلحق بالاقتصاد من جراء التجاذبات السياسية الداخلية والتفلت الامني هنا وهناك. هذا التفلت الذي اخذ يتطور في الفترة الاخيرة من حالات سرقة المصارف المتكررة ومن حالات خطف اثرياء طلبا للفدية الى حالات ظهور مسلح عشائري ليس في المناطق النائية بل في العاصمة بيروت والذي تتطور ايضا الى حالات خطف جماعي لمواطنين سوريين واتراك وكاد يبلغ مواطنين خليجيين وعرب.

 

وهذا ما دق ناقوس الخطر الاول والذي من شأنه تدمير الاقتصاد اللبناني الذي يعتمد على التدفقات المالية من الخليج العربي على مستوى اللبنانيين العاملين في هذه الدول بشكل خصوصي والذين يشكلون الشريان الرئيسي لضخ اموال شهرية في الاقتصاد اللبناني، مما يحافظ على نبض الحياة في الاسواق في معزل عن المؤثرات السلبية وما اكثرها.

 

كما هناك اموال السياح العرب والخليجيين وهي تشكل الحصة الاكبر على هذا الصعيد في الاقتصاد المحلي. فان ضرب المعادلة الخليجية – اللبنانية سيشكل التهديد الاول والحقيقي للاقتصاد اللبناني، وهو نصف الطريق نحو دمار هذا الاقتصاد.

 

اما التهديد الثاني والعامل الاخر الخطير لدمار الاقتصاد فسوف يكون في اندلاع حرب اهلية جديدة في صورة حرب مذهبية سوف تطيح بالاخضر واليابس في لبنان وتعيد اكياس الرمل واشباح الموت الى كل شارع ومنزل.

 

والاجدى بالسياسيين اللبنانيين الالتزام بلغة تحاور داخلية ترتقي الى المستوى الوطني بدلا من الانزلاق نحو اللغة الميليشياوية التي ادرك الجميع الى اين تؤدي. فهل سوف يعي اللبنانيون المخاطر الحقيقية التي تهدد الاقتصاد وحياة العائلات ويعيدون الامور الى نصابها. ام انهم سوف يستسلمون للجموح والفوضى الامر الذي لا يقود سوى الى الانتحار الجماعي.

 

النضوج الحضاري والتاريخي والسياسي سوف يتمثل فقط في تقبل الربح والخسارة على المستوى السياسي المدني ضمن قواعد تحافظ على سلامة البلاد والعباد. فالخسارة السياسية سوف تكون مرحلية اما خسارة الوطن فقد تكون نهائية. والطابة في ملعبكم ايها السياسيون والزعماء.

 

السوق اللبنانية

 

انعكس التوتر العام على الساحة اللبنانية امس من خلال التداولات التي شهدتها كل من سوق القطع المحلية وبورصة بيروت الرسمية للاسهم. اذ جرى تبادل الدولار الاميركي ضمن نطاق تراوح بين 1507 ليرات و1509 ليرات مع استمرار حالة الحذر والترقب في اوساط المستثمرين ازاء ما يجري على الساحة اللبنانية.

 

اما في بورصة بيروت للاسهم فقد سجل عدد محدود جدا من عمليات البيع والشراء داخل ردهة البورصة والتي بلغت 13 عملية فقط تناولت سبعة اسهم مختلفة ارتفع منها سهم واحد وتراجعت ثلاثة اسهم واستقرت ثلاثة اسهم اخرى. اما حجم التداولات الاجمالي امس فبلغ 102551 سهما قيمتها 783808 دولارات اميركية.

 

وانخفضت اسهم سوليدير من الفئتين امس لتتراجع الفئة (أ) بنسبة 0.6 في المئة الى 13.21 دولارا، وتنخفض الفئة (ب) بنسبة 0.88 في المئة الى 13.02 دولارا.

 

وانخفضت ايضا اسهم بنك بيبلوس العادية بنسبة 0.66 في المئة الى 1.50 دولار اما اسهم بنك عودة فئة GDR فقد ارتفعت امس بنسبة 0.83 في المئة الى 6.05 دولارات.

 

واستقرت الاسهم التالية: اسهم بنك عودة العادية على 5.25 دولار واسهم بنك عودة الفئة التفضيلية على 100 دولار واسهم بنك بلوم العادية على 7.40 دولار اميركي. وفي ختام التداولات الرسمية تراجعت القيمة السوقية للبورصة بنسبة 0.17 في المئة الى 10.062 مليار دولار اميركي.

 

اسواق الصرف العالمية

 

ارتفع اليورو امس الى اعلى مستوى له في ستة اسابيع مقابل كل من الدولار الاميركي واليان الياباني قبيل اجتماع القادة الاوروبيين هذا الاسبوع لبحث برنامج التصحيح المالي في اليونان ووسط اجواء من التفاؤل بأن ازمة الدين الاوروبية سوف تكون تحت السيطرة. فتحسّن اليورو لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الاميركي بعد ان اعلنت المانيا موافقتها على بعض التنازلات ازاء اليونان، وبعد ان تراجعت كلفة الاقتراض الاسبانية في مزاد على السندات الحكومية.

 

وتراجع الدولار الاميركي مقابل جميع العملات الرئيسية باستثناء اثنتين فقط قبيل تقرير سوف يشير الى تحسّن مبيعات المنازل خلال الشهر الماضي.

 

ويؤدّي ذلك عادة الى تقليص الطلب على الاصول الاكثر آمانا مثل العملة الاميركية والين الياباني. وارتفع الدولار الاسترالي مع تحسّن النمو الاقتصادي في هذه الدولة. وعليه، سجل ارتفاع اليورو بنسبة 0.96 في المئة الى 1.247 دولار اميركي.

 

وبنسبة 0.95 في المئة الى 99.05 ينا. اما الدولار الاميركي فتراجع بنسبة 0.17 في المئة الى 79.34 ينا بنسبة 0.43 في المئة الى 1.578 دولار للجنيه الاسترليني، وارتفع الدولار الاسترالي ايضا بنسبة 0.62 في المئة الى 1.0507 مقابل الدولار الاميركي. كما تراجع الدولار بنسبة واحد في المئة الى 0.96 مقابل الفرنك السويسري.

 

الاسهم العالمية

 

حققت الاسهم الاميركية المكاسب امس في بورصة وول ستريت في نيويورك وسط اجواء من التفاؤل بشأن الاوضاع الاقتصادية والمالية في القارة الاوروبية، وذلك على مستوى ارتفاع احتمالات نجاح القادة الاوروبيين في السيطرة على الأزمة المالية.

 

فكان مؤشر داو جونز مرتفعا 0.36 في المئة الى 13319 نقطة، وكان مؤشر ستاندرد اند بورز مرتفعا 0.41 في المئة الى 1424 نقطة. كما كان مؤشر ناسداك المجمع مرتفعا 0.74 في المئة الى 3098.87 نقطة.

 

وتقدمت الاسهم الاوروبية بشكل افضل امس مع انخفاض كلفة الاقتراض في اسبانيا وارتفاع التفاؤل بمعالجة افضل للأزمة الاوروبية، فزاد المؤشر العام لهذه الاسهم 0.1 في المئة الى 271.87 نقطة.

 

وارتفع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0.57 في المئة الى 5857.67 نقطة. وزاد مؤشر داكس الالماني بنسبة 0.81 في المئة الى 7090.53 نقطة.

 

وفي آسيا ارتفعت الاسهم امس الى أعلى مستوى لها في ثلاثة اشهر بعد تحرك الصين لضخ السيولة في اسواقها، فزاد المؤشر العام للاسهم الآسيوية امس بنسبة 0.4 في المئة الى 121.20 نقطة. لكن مؤشر نيكي الياباني اقفل امس منخفضا بنسبة 0ز16 في المئة الى 9156.92 نقطة.

 

الذهب والنفط

 

كان الذهب مرتفعا امس بنسبة 1.12 في المئة الى 1639 دولارا للاونصة في تداولات بعد الظهر. اما الفضة فقد كانت مرتفعة بنسبة 2.27 في المئة الى 29.33 دولارا للاونصة.

 

ارتفعت اسعار النفط العالمية في نيويورك امس بنسبة 1.30 في المئة الى 99.07 دولارا للبرميل وهو اعلى مستوى له في ثلاثة اشهر. وارتفع سعر مزيج برنت الخام في اوروبا بدوره امس بنسبة 1.44 في المئة الى 115.24 دولارا للبرميل.