اضرار بالغة ومؤذية نتيجة تدهور الوضع الإقتصادي والسياحي والإجتماعي منذ "الإنقلاب الأسود"...واللبناني يدفع الثمن!

تاريخ الإضافة الإثنين 25 تموز 2011 - 6:22 ص    عدد الزيارات 1264    التعليقات 0

        

ريتا فاضل ::

تكثر التساؤلات عن الاثمان التي قد يدفعها اللبنانيون من جراء الازمة المتفاقمة واغراق لبنان في زمن العودة الى الوراء.
ويتساءل المراقبون عن السبل الاكثر فعالية لقياس تاثير المسار التراجعي للواقع الداخلي بكل مكوناته وكيف ستكون تداعياته على الوطن والشعب والمؤسسات.

بدأ كل هذه التساؤلات يطرح بعد الانتخابات النيابية الاخيرة حيث بدا واضحا ان الاقلية يومها لن تسمح لاي حكم بالانطلاقة فالسلاح طاغ والحقيقة تدور عجلتها والمحكمة الخاصة بلبنان اقلعت وممنوع كشف المستور الذي تشكف اليوم ولم يخطيء اللبنانيون بحدسهم في تحديده منذ البداية.

الا انه يسهل جداً اخذ عينة معبرة خير تعبير عما يلحق باللبنانيين من اضرار بالغة ومؤذية الى حد لا يستهان به وتنسحب مفاعيله على واقعهم من النواحي كافة اقتصاديا واجتماعياً وانتاجياً واستثمارياً حتى على مداخيل الدولة.

جدير ذكره ان المنعطف الاساسي لهذه الازمة تجلى باسقاط حكومة سعد الحريري وتكليف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة وما رافق ذلك حتى ولادة الحكومة الميقاتية ووضع البيان الوزاري واصدار مذكرات توقيف بحق متهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري الى جانب ما صدر من مواقف عن السيد نصرالله ومسؤولين في حزب الله.

ولعل القطاع السياحي وما يرافقه من استثمارات عقارية يعكسان هذا التعبير ويقدمان الصورة الجلية عما تتركه الازمة اللبنانية على مجرى حياة الوطن والمواطنين.

صحيح ان الحكومة السابقة اصيبت بالشلل وان المشاريع توقفت والعمل الوزاري كان معطوباً.
ومع ذلك كان النمو متصاعداً الامر الذي اذهل الجميع لناحية ابداع اللبنانيين وتحليهم بالروح الخلاقة على رغم الظروف الصعبة.
وما ان دقت ساعة الحقيقة في توقيت حزب الله حتى اطاح بالحكومة السابقة.

ومجرد ان تلمس الرأي العام هذا النفس لدى حزب الله حتى انحسرت الحركة الاقتصادية وراحت تترنح وتتراجع فبلغت ادنى درجاتها في الوقت الحاضر والارقام تعبر عن ذلك بكل وضوح والشمس شارقة والحقيقة ساطعة واعين الناس ترى وتشاهد وتتلمس.

وفي حقيقة الامر لا يحتاج المرء الى عناء كبير حتى يلمس ان كل ما سبق ذكره بات محط تداول كل المواطنين والقيمين على الشؤون السياحية والاستثمارية والحركة الاقتصادية بشكل عام.
اكثر من ذلك فان جولة واحدة على اعالي المصايف في كسروان تعطي صورة واضحة تمام الوضوح عما سبق ذكره.

وتعتبر منطقة فاريا وعيون السيمان اهم نطاق جغرافي للسياحة الجبلية يجذب اللبنانيين والعرب والغربيين على مدار السنة.
ففي هذه المنطقة اهم مركز تزلج في لبنان ومناظر طبيعية خلابة واجواء سياحية وبيئية مؤاتية للسائح طيلة فصول السنة.

وهناك آلاف الغرف الفندقية والشقق المفروشة والشاليهات والمؤسسات السياحية الاخرى.
وتمتاز هذه المنطقة بتنوع مقوماتها السياحية على مدار السنة مما يجعلها تستحق بامتياز ان تكون الصورة الحقيقية للسياحة الجبلية اللبنانية بكل اوجهها.

وشكلت العيون وفاريا مقصداً للافراد والعائلات والرحلات السياحية المنظمة من لبنان والخارج من عرب وغربيين الى جانب انها تستهوي المؤتمرين والمستثمرين في الوقت نفسه.
وكان الاقبال السياحي والاستثماري بلغ ذروته على فاريا والعيون في الصيف الماضي.

ويشير القيمون على الحركة السياحية في هذه المنطقة الى ان الصيف الماضي شهد اعلى نسبة قدوم للبنانيين المقيمين والمغتربين والعرب والغربيين مقارنة بالسنوات الخمس الاخيرة.
ولا يستبعد بعض هؤلاء ان يكون النمو العام الماضي قد زاد اكثر من الثلثين عما عليه عام 2005.

وينقل هؤلاء انه كان يستحيل في الكثير من الاحيان على الزوار والسياح ايجاد غرفة او شقة مفروشة او شاليه في فصلي الشتاء والصيف عام 2010 على رغم ان الطقس بخل على اللبنانيين بموسم تزلج مقبول وان الحرارة ارتفعت بشكل قياسي صيفاً.

الا انه يصح المثل القائل "بهلبلد كل شي بيصير" ففصل الصيف الجاري ممتاز ومؤات جداً للسياح والمغتربين وكان موسم التزلج افضل بكثير من العام الماضي.
غير ان القدر شاء ان يدفع اللبنانيون الثمن مجدداً وان يسددوا فاتورة الآخرين من دون ان يكونوا اقترفوا اي ذنب.

ويلفت القيمون على القطاع السياحي في هذه المنطقة الى ان الاقبال خف فجأة مطلع العام الجاري بسبب التأزم الذي سبقت اليه الاشارة.
وقد زادت الاحداث في سوريا الطين بلة فقد احجم قسم كبير من السياح عن القدوم الى لبنان ولا سيما هؤلاء الذين يفدون بسياراتهم براً الى الاراضي اللبنانية.

ولا يخفي اهالي هذه المنطقة غضبهم مما يتكبدونه بسبب التازم السياسي وفقدان الثقة بالمؤسسات والذهاب بالبلد الى اوضاع اكثر سوءاً.
ويمكن القول ان التراجع في اشغال الفنادق واستئجار الشقق المفروشة والشاليهات في الاسابيع الاولى من الصيف الجاري زاد على 50% عما كان عليه في الفترة نفسها من الصيف الماضي.

اما المشكلة الاكبر فهي تكمن في الخشية من الا تتحسن الحركة في شهري آب وايلول فترتد سلباً الى ابعد الحدود على اصحاب المؤسسات السياحية وحياة السكان عموما مع مطلع الخريف والشتاء.
وقد يكون الاستثمار العقاري اكبر المتضررين في فاريا والعيون وهو قد يتعرض لهبوط لا يمكن توقع طبيعته في الاشهر المقبلة.

اعالي جبال كسروان المشهورة بمصايفها تفتقر هذا الصيف لزوارها وروادها وسياحها.
اشارة الى ان فاريا والعيون تقبعان على رأس جبال شاهقة يمكن للمرء ان يلج منها عن طريق كفردبيان والمزار الى بعلبك.
والوصول الى هذا النطاق الجغرافي المرتفع يبدأ بشريط سياحي عريق.

فهناك المؤسسات السياحية البحرية عند مدخل كسروان والى جانبها مغارة جعيتا وقربها نقوش نهر الكلب ومنها صعودا القرى والبلدات الاصطيافية ذات الارتفاع المتوسط فالعالي على سبيل المثال القليعات وريفون وفيطرون وميروبا وحراجل.

وهناك فقرا البلدة النموذجية بآثارها وناديها الثري والى جابنه البساتين والمزارع والهضاب والاودية والجبال والخضار ومجرى نهر الكلب بين سلسلتين جبليتين تنزلان من اعالي الجبال حتى الساحل الكسرواني حيث يلتصق الجبل بالبحر.
وفي فاريا سد شبروح وهو الاعلى في الشرق الاوسط.
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,780,363

عدد الزوار: 6,914,642

المتواجدون الآن: 119