الأمير محمد بن سلمان يدشن التوجّه الخليجي الثاني نحو الشرق

تاريخ الإضافة الأحد 3 آذار 2019 - 6:16 م    عدد الزيارات 956    التعليقات 0

        

الأمير محمد بن سلمان يدشن التوجّه الخليجي الثاني نحو الشرق منهجة تعليم الصينية في المدارس السعودية خير دليل..

أفشين مولافي,, *

إيلاف....ترجمة عبد الإله مجيد

* أفشين مولافي، باحث في معهد السياسة الخارجية التابع لكلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز الأميركية

توجهت السعودية وبلدان الخليج نحو الشرق جيو - اقتصاديًا منذ عشر سنوات، وما جولة ولي العهد السعودي الآسيوية الأخيرة إلا توجهًا خليجيًا ثانيًا نحو الشرق. أثارت جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على باكستان والهند والصين، التي نالت تغطية إعلامية واسعة، الكثير من التعليقات في أنحاء العالم بشأن توجه المملكة العربية السعودية "نحو الشرق" الآسيوي. وتتوجه المملكة وأغلبية بلدان مجلس التعاون الخليجي نحو الشرق جيو - اقتصاديًا منذ عشر سنوات في الأقل.

نضوج التوجه

لذلك، لم تكن زيارة ولي العهد السعودي مؤشر تحول جديد نحو الشرق، بل قد تكون مؤشرًا إلى أن التوجه نحو الشرق دخل مرحلة ناضجة جديدة يمكن أن تُسمى التوجه الثاني نحو الشرق لمجلس التعاون الخليجي.

طيلة التوجه الأول نحو الشرق الآسيوي خلال العقود القليلة الماضية، قامت دول مجلس التعاون الخليجي بدور مهم في تزييت عجلة النمو الاقتصادي الآسيوي، مساهمة في إزدهار المنطقة في الوقت نفسه.

على امتداد عقد السبعينيات، أُقيمت شراكات استراتيجية بين الشركات الكورية الجنوبية واليابانية من جهة والبلدان النفطية لمجلس التعاون الخليجي من الجهة الأخرى، فيما دخلت الصين والهند وجنوب شرق آسيا الساحة بوصفها مستوردة كبيرة وشركاء تجاريين إزدادت أهميتهم لاحقًا، في عقد التسعينيات وما بعده.

عندما اعتلى الملك عبد الله العرش في عام 2005، استأثرت أول زيارتين قام بهما خارج المملكة إلى الصين والهند بالعناوين الرئيسية في أنحاء العالم. لكن هذا لم يكن مستغربًا. فالمستقبل الجيو - اقتصادي للبلدان النفطية في الشرق الأوسط أو بتعبير أدق في غرب آسيا، سيُكتب في جنوب آسيا وشرقها مع زيادة طلب هاتين المنطقين على الطاقة.

خير دليل

لكن التوجه الخليجي الثاني نحو الشرق الآسيوي يتعدى المبيعات النفطية. وفي غمرة المانشيتات حول توقيع عقود بمليارات الدولارات في البلدان الثلاثة، يبرز إعلان واحد يتميز بما قد تكون له أهمية في ما بعد هو تعليم اللغة الصينية ضمن المنهج المقرر في جميع مدارس السعودية. ومن يبحث عن دلائل التوجهالثاني نحو الشرق فان هذا القرار العام هو خير دليل.

لكن السعودية ليست وحدها في ذلك. فالامارات اعلنت صيف العام الماضي تعليم الصينية في 100 مدرسة ثانوية. وأطلقت جامعة البحرين معهد كونفوشيوس في عام 2013، ومن المرجح أن تحذو دول أخرى في مجلس التعاون الخليجي حذوها. ينبغي ألا نتوقع حلول الصينية محل الإنكليزية في وقت قريب، فهذا سيكون جزءًا من التوجه الثالث نحو الشرق.

وحين يأتي اليوم الذي يبدأ فيه جيل من السعوديين والامارتيين اختيار جامعات صينية لدراستهم، قذلك سيكون بادرة تنوع جيو - ثقافي طويلة الأمد ذي أبعاد مهمة.

كذلك، وقع الأمير محمد بن سلمان اتفاقيات مهمة لتنفيذ مشروعات تكرير وبتروكيمياويات كبرى في كل بلد زاره. وتمثل الاتفاقيات على بناء مصاف بمليارات الدولارات رهانات طويلة الأمد على المستقبل. وتعتبر مؤشرًا إلى التفكير الاستراتيجي للجانبين بل ما سُمع في أحيان كثيرة خلال الزيارات الثلاث هو أهمية الذهاب تدريجيًا أبعد من علاقة البيع والشراء إلى علاقة استراتيجية.

الصين أكبر شريك

سيلاحظ زوار المراكز التجارية لمجلس التعاون الخليجي وعواصمه زيادة اعداد السياح ورجال الأعمال الصينيين في المنطقة. وفي عام 2014، حلت الصين محل الهند بوصفها أكبر شركاء دبي التجاريين. كما أن الصين أكبر شركاء السعودية التجاريين ويُرجح أن تتقدم المملكة على روسيا هذا العام بوصفها أكبر مجهزي الصين بالنفط الخام.

بالنسبة إلى مواطني الهند وباكستان، اصبحت دبي والامارات عمومًا بمثابة هونغ كونغ عندهم، مكان للتجارة والتسوق والزيارة والارتباط بالعالم. وتهبط نحو ثلث الرحلات الخارجية من الهند في مطارات اماراتية. وتهبط نسبة مماثلة من الرحلات الدولية القادمة من الامارات في مطارات هندية. ويصح الشيء نفسه على المسافرين الباكستانيين.

وإزاء تدفق الزوار والتجارة ورؤوس الأموال، يكون من المحتم أن "يتدفق رؤساء الدول"، بينها سلسلة من الزيارات التي قام بها ملوك أو مسؤولون سعوديون كبار إلى بلدان آسيوية مثل زيارة الملك عبد الله في عام 2006. وفي هذا السياق يجب النظر إلى الجولة الآسيوية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بوصفها تأتي في اطار التوجه الثاني نحو الشرق الآسيوي وما يرتبط به من استثمارات استراتيجية وتبادلات متزايدة بين المواطنين وتعاون أمني متواضع مع تعزز الارتباط بين غرب آسيا وشرقها وجنوبها.

أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,693,805

عدد الزوار: 6,908,856

المتواجدون الآن: 93