تعثر الممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني...

تاريخ الإضافة الأربعاء 20 كانون الأول 2017 - 6:42 ص    عدد الزيارات 1023    التعليقات 0

        

تعثر الممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني...

الحياة...إف.م. شاكيل... يُسحب عدد كبير من مشاريع الطرق، وطرق الترانزيت السريع والمناطق الصناعية، من المفاوضات بين الصين وباكستان. الأمن والوضع الجغرافي والسياسي، والفساد المالي والفوضى السياسية قد تكون أبرز الأسباب وراء التراجع عن هذه المشاريع. وقد تلقى اللائمة على الفوضى السياسية، أو الفساد المالي، أو تدهور الوضع الأمني في باكستان. ومهما كان السبب، يبدُ أن حماسة الصينيين للممر التجاري الصيني – الباكستاني، وكلفته عشرات البلايين من الدولارات - خبت. فالصين تسعى إلى إلغاء عدد من مشاريع الطرق السريعة والمناطق الصناعية. وأرجئ البحث في مشروع طريقين سريعين في منطقة بلوشستان المضطربة، أحدهما على امتداد 210 كلم من ديرا إسماعيل خان إلى مدينة زوهب، وثانيهما كان من المفترض أن يمتد 110 كلم من خوزدار إلى باسمة في الإقليم. والمسافة التي لم تنجز بَعد من طريق كاراكورام، ومسافتها 136 كلم بين رايكوت وثاكوت، تركت للنسيان. فتظاهر سكان منطقة بلتستان - جلجيت احتجاجاً على تعليق المشروع.

وأماطت قناة جيو التلفزيونية الباكستانية اللثام الأسبوع الماضي، عن تأخير الصين تمويل مشروع السكة الحديد الدائري في كراتشي وعدد من مشاريع المناطق الصناعية. واقترحت بكين على باكستان تمويل هذه المشاريع من طريق قروض تجارية من البنوك الاستثمارية الصينية إذا شاءت إكمال هذه المشاريع بسرعة. ونقلت تقارير صحافية باكستانية عن مسؤولين كبار في الحكومة قولهم أن إسلام آباد تأمل في تمويل هذه المشاريع التي تصل قيمتها إلى تريليون روبية باكستانية (9.46 بليون دولار) في الاجتماع المشترك للجنة العمل الصينية – الباكستانية. لكن الجانب الصيني في ذلك الاجتماع وضع شروطاً جديدة للممر التجاري الصيني - الباكستاني، تتناول آلية تمويل للمشاريع يجب على إسلام آباد التزامها قبل تنفيذ هذه المشاريع. ونصت خطة الإرشاد والشروط هذه على تصدر متابعة المشاريع ذات الأهمية القصوى الأولويات، بينما تلك الأقل أهمية والتي يعول عليها في تحريك عجلة النشاط الاقتصادي تُترك جانباً لتجنب الضغط المتعاظم على المشروع الصيني - الباكستاني.

وتجاهلت السلطات الباكستانية هذه التقارير، ووصفتها بأنها من بنات الخيال. لكن موقع «إيجيا تايمز» تحقق من صدقية الأنباء عن التخلي عن مشاريع. ففي زيارة إلى منطقة صناعية حرة في حتار بولاية خيبر بختون خوا، مديرية هاريبور، على سبيل المثل، علمنا أن الصين أخلّت بوعد تطوير المنطقة لتنضوي تحت مظلة الممر التجاري الصيني - الباكستاني. «منح باكستان غالبية الأراضي في المنطقة الحرة حول غوادور لمستثمرين خليجيين عرب من دون إبلاغ الصين، قوض ثقة هذه في باكستان وزرع الشقاق معها»، يقول محمد إسحق، صناعي ومسؤول سابق في مجلس الاستثمار والتجارة في خيبر بختون خوا. وهو يروي أن الحكومة خدعت المستثمرين وباعتهم أراضي بعد زعمها أن الممر التجاري الصيني - الباكستاني سيمول مشاريع طاقة في المنطقة.

وبدأت رؤية الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني تتصدع الشهر الماضي حين أعلنت السلطات الباكستانية عن استثناء مشروع سد ديامير باشا في كشمير، وكلفته 14 بليون دولار، من المشاريع التابعة للممر التجاري الصيني. وفي حديث إعلامي، قال مدير دائرة المياه وتطويرها في باكستان، مزمل حسين أن «الشروط الصينية من أجل تمويل سد ديامير باشا ليست مناسبة وهي تخالف مصالح باكستان. ويقول إسحق أن أسباباً جيوسياسية قد تكون وراء تعاظم الخلاف بين الدولتين. فالحكومة ألغت إعطاء هذه الأراضي لمستثمرين محليين إرضاء لمستثمرين عرب.

وتقلق المسألة الأمنية في إقليم بلوشستان المضطرب المسؤولين الصينيين وتشغلهم. فالقوى الانفصالية في الإقليم والمتطرفون زرعوا الموت في وادي بلوشستان، وصار صنو وادي الموت. ففي الشهرين الأخيرين فحسب، قتل 64 شخصاً، بينهم مسؤولون كبار في الشرطة وعمال يعملون في الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني، من دون رحمة في حوادث متفرقة تعلم السلطات الباكستانية أنها من أعمال الجهات التي تريد تخريب الممر الصيني - الباكستاني.

* كاتب، عن «إيجيا تايمز» الهونكونغي، 12/12/2017، إعداد جمال إسماعيل

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,267,413

عدد الزوار: 6,942,875

المتواجدون الآن: 116