مشكلات الصين الاقتصادية وراء توسعها العالمي..

تاريخ الإضافة الأربعاء 23 آب 2017 - 8:55 ص    عدد الزيارات 809    التعليقات 0

        

مشكلات الصين الاقتصادية وراء توسعها العالمي...

الحياة...هيولينغ تان ..

حمل تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني قياداتها على السعي الى نفوذ صيني خارج الحدود- وهذا تطور برز في المنتدى الأخير لدول جنوب شرقي آسيا. وفي اجتماعات نهاية الأسبوع، ناقش وزراء خارجية دول جنوب شرق آسيا كيفية تذليل الخلافات في بحر الصين الجنوبي. والى «صعودها» الاقتصادي المذهل، تعاظم نفوذ الصين الخارجي يعزز الثقة في قياداتها في الداخل.

«في السنوات الأخيرة، أرادت القيادة الصينية أن تثبت للصينيين أن عود البلاد بدأ يشتد وأنها صارت أكثر قوة. فهي تسعى الى بث مشاعر الفخر في الشعب الصيني. وهذا أبرز أسباب تغير السياسة الخارجية الصينية في بحر الصين الجنوبي وسياسة مشروع «حزام واحد وطريق واحد. فالسياسة التوسعية وثيقة الصلة بالاقتصاد المحلي»، يقول الخبير الاقتصادي، أندي شي. وبدأ العمل بهذا المشروع حين نحا الاقتصاد الصيني الى الانعطاف من الانتاج إلى الخدمات والاستهلاك. وهذا الانعطاف يأتي في وقت تتفاقم المصاعب في الصين، مع جهود لإصلاح حال الشركات التي تملكها الدولة والتزام سياسات إصلاح تقضي بتسريح كثير من العمال- وهذا إجراء يواجه مقاومة واسعة.

وفي سبيل الحفاظ على مستوى معين من النمو الاقتصادي يصل إلى 6.5 في المئة في العام الحالي، تحتاج الصين إلى أسواق جديدة، والمساهمة في دوران عجلة المؤسسات والشركات التي تملكها الدولة لتفادي إغلاقها وتسريح العمال. والشركات هذه، وشطر كبير منها يعمل في القطاع الصناعي، تجد نفسها مثقلة بزيادة في عدد عاملين لا حاجة لها بهم، وبالديون التي راكمتها، إثر سنوات من النمو المرتفع في الاقتصاد الصيني- وهكذا بدأت وتيرة نموه تتباطأ وتنخفض انخفاضاً سريعاً. ويشير مراقبون الى أن «طريق واحد حزام واحد» يساهم في تخفيف أثر الانعطاف الاقتصادي في الصين. ويرى كونال غوش، مدير ملف الأسواق النامية في شركة أليانز للاستثمار الدولي، أن مشروع «حزام... وطريق» هو طريقة مذهلة لحمل الآخرين على سداد ديونك واستخدام قدراتك الانتاجية الفائضة». وعلى رغم أن المشروع هذا ليس صفقة ربح من دون خاسرين، لا يخفى انه مشروع ضخم. وعلى المرء احتساب نتائجه.

وتسير الاستثمارات الخارجية الصينية على خطى الاستثمارات اليابانية والكورية الجنوبية. فهذه الدول تكافح مشكلات اقتصادية داخلية ناجمة عن شيخوخة السكان، والمبالغة في الاعتماد على شركاء تجاريين مثل الصين. واليوم، تتنافس الدول الثلاث هذه، وعين كل منها على محرك واحد للنمو: أسواق الجوار القريب. فهؤلاء العمالقة الاقليميون يتقربون من دول منطقة جنوب شرقي آسيا. وتسعى دول الشمال الآسيوي الى نفوذ اقتصادي وسياسي هناك من طريق الاستثمارات. وهذه القوى الاقتصادية الكبرى تسعى الى الاستثمار في الخارج للاستفادة من اليد العاملة الأقل كلفة في دول جنوب شرق آسيا ومن قرب أسواقها والتسهيلات المقدمة للاستثمارات الأجنبية. ومع طبقة وسطى تنمو وتزدهر، توفر الاقتصادات النامية في دول جنوب شرقي آسيا سوقاً من أكثر من 600 مليون مستهلك. وكانت كوريا الجنوبية السباقة في الولوج إلى سوق فيتنام، وأحرزت نجاحاً هناك منذ العقد الأخير من القرن الماضي. واليابان هي الشريك الخارجي الثاني بعد الصين لدول جنوب شرقي آسيا كلها. واستثمرت مجموعة شركات «ميتسوبيشي يو أف جاي» الماليةأكثر من 6 بلايين دولار في السنوات الأخيرة هناك. وثمة عوامل واعدة في دول آسيان: زيادة إنفاق المستهلكين وشريحة الشباب كبيرة.

لكن الصين هي التي خطفت الأضواء بواسطة سياسة «طريق وحزام ...»، التي تعد باستثمارات ضخمة في البنية التحتية لربط جنوب شرق آسيا مع أوروبا. فهذه نقلة استراتيجية ستعمق حضور العملاق الصيني في المنطقة. والصين تحاول كذلك بسط نفوذها من طريق استثماراتها الكبيرة، في عهد زعامة الرئيس شي جينبينغ. وجينبينغ هو صاحب رؤية «الحلم الصيني»، وفي عهده، بدأت الصين تجدد نفسها ونموها الاقتصادي والتزام استراتيجية متماسكة. «فعلى المستوى الاقتصادي تأمل الصين في أن تجني ثمار النمو الاقتصادي والتطويري. وعلى المستوى السياسي والاستراتيجي، استخدام الثروة والتطوير الاقتصادي هو نقطة جذب للشركاء الأجانب ووسيلة نفوذ. وثمة نتائج ملموسة لمثل هذه السياسة. فالنفوذ الصيني المكتسب حمل الدول الأجنبية على خفض مستوى إدانتها انتهاك الصين حقوق الإنسان، وشق صفوف الدول الأوروبية في موقفها من النزاع في بحر الصين الجنوبي.

* مراسل، عن «سي أن بي سي» الأميركي، 10/8/2017، إعداد جمال اسماعيل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,124,462

عدد الزوار: 6,754,836

المتواجدون الآن: 96