الجنيه الإسترليني يهبط مع تزايد الغموض إثر نتائج الانتخابات البريطانية...

الجنيه الإسترليني يهبط مع تزايد الغموض إثر نتائج الانتخابات البريطانية

المستقبل.. تراجع الجنيه الاسترليني 2 في المئة أمس، إثر خسارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الغالبية المطلقة في البرلمان بعد الانتخابات التشريعية التي جرت أول من أمس، في نتيجة مدوية تجعل مستقبل البلاد غامضاً قبيل بدء مفاوضات بريكست. ودعت تيريزا ماي الى انتخابات مبكرة أملاً بالحصول على غالبية مريحة في البرلمان تطلق يدها في المفاوضات مع قادة الاتحاد الأوروبي في المفاوضات حول خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي. لكن اليساري جيرمي كوربن زعيم حزب العمل قلص من قبضة حزب المحافظين الحاكم على البرلمان، وبات للبلاد برلمان منقسم، ما يؤذن بعدم استقرار سياسي للمرة الثانية في سبع سنوات. وانخفض الجنيه أمام الدولار من 1,2959 إلى 1,2674 بعد أن تأكدت خسارة المحافظين للغالبية البرلمانية. كما تراجع 2 في المئة أمام اليورو. ورغم ذلك، فتحت بورصة لندن (أف تي أس إي 100) مسجلة زيادة نسبتها 0,7 بعد ان ساعد ضعف الجنيه الشركات الدولية المدرجة على لائحته. وقال كبير محللي الأسواق في شركة «أواندا» لتداول العملات، كريغ إرلام، إن «برلماناً معلقاً هو أسوأ نتيجة بالنسبة للسوق إذ يزيد ذلك الغموض قبل مفاوضات بريكست، وتضيع ما هو بالفعل فترة زمنية قصيرة لتأمين اتفاق لبريطانيا». وستلقي هذه النتيجة مرة أخرى ببريطانيا في اضطراب بعد أقل من عام على قرار البلاد مغادرة الاتحاد الأوروبي. وفي حينه، خسر الجنيه الاسترليني 15 في المئة مقابل الدولار في الفترة بين حزيران وتشرين الأول 2016. لكن كبير المحللين لدى بنك «طوكيو - متسوبيشي يو إف جي»، مينوري أوشيدا، قال إن «تراجع ماي ربما يؤدي الى خروج أيسر من بريكست، وهو أمر ليس سيئاً للاقتصاد البريطاني على المدى البعيد». وسيكون هناك تأثير قليل على الأسواق لشهادة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي المقال جيمس كومي الذي قال إن الرئيس دونالد ترامب طالبه بوقف التحقيق في احتمال علاقة مستشاره للأمن القومي السابق مايك فلين بروسيا. ويقول كبير مخططي الأسواق لدى شركة «اكسي ترايدر»، كريغ ماكينا، إن «شهادة كومي كانت صريحة جداً وشككت بشكل حقيقي في سلوك الرئيس»، لكن «لا يبدو أنها كشفت شيئاً جديداً يزيد من فرص عزل الرئيس ترامب». وأشار ماكينا إلى أنها قد تعطل أجندة ترامب لتعزيز النمو باقتطاع الضرائب والإنفاق على مشروعات البنية التحتية ورفع القيود. وفيما ارتفعت بورصة طوكيو 0,5 في المئة، وشنغهاي 0,3 في المئة وسنغافورة 0,4 في المئة، ارتفعت بورصة سيول 0,8 في المئة. وتراجعت هونغ كونغ 0,1 في المئة بعد يوم من إغلاقها بأكثر من 26 ألف نقطة لأول مرة خلال عامين. وارتفعت بورصة باريس 0,3 في المئة، فيما بقيت فرانكفورت دون تغيير. وفي هذا الوقت، أظهرت بيانات رسمية أن الناتج الصناعي البريطاني زاد بوتيرة أقل من المتوقعة في نيسان بعدما هبط على مدى الأشهر الثلاثة السابقة، بما يشير إلى أن الاقتصاد يكافح لاكتساب الزخم حتى قبل ظهور النتائج غير الحاسمة للانتخابات. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن الناتج الصناعي زاد بوتيرة شهرية بلغت 0.2 في المئة في نيسان. وكان خبراء اقتصاديون شاركوا في استطلاع أجرته «رويترز» توقعوا نمو الناتج 0.8 في المئة. وسجل قطاع الصناعات التحويلية، وهو جزء من الناتج الصناعي الكلي، زيادة بواقع 0.2 في المئة في نيسان، وهو ما يقل عن توقعات بنمو شهري نسبته 0.9 في المئة في استطلاع «رويترز». وفي ثلاثة أشهر حتى نيسان، انخفض الناتج الصناعي 1.2 في المئة وهو أول هبوط من نوعه منذ تشرين الثاني وتراجع قطاع الصناعات التحويلية 0.7 في المئة. وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية انخفاض عجز تجارة السلع البريطانية مع بقية العالم إلى 10.4 مليارات جنيه استرليني. وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا أن ينكمش العجز بوتيرة أقل إلى 12.0 مليار جنيه استرليني. لكن تقلص العجز يرجع في الأساس إلى هبوط حاد في واردات السلع مع انخفاض الأحجام على أساس شهري بأكثر من خمسة بالمئة في نيسان ليبدد الزيادة التي سجلها في آذار تقريباً. وانخفضت الصادرات في نيسان مقارنة مع آذار. وفي أربعة أشهر حتى نيسان، ارتفعت الصادرات 2.1 في المئة بينما استقرت الواردات. وانخفض العجز التجاري الكلي لبريطانيا انخفاضاً حاداً إلى ما يزيد قليلاً على ملياري استرليني في نيسان بما يعكس هبوط الواردات. وأصدر مكتب الإحصاءات أيضاً بيانات عن ناتج قطاع البناء في نيسان والتي أظهرت انخفاضه 1.6 في المئة عن مستواه في آذار و0.6 في المئة على أساس سنوي. وكانت التوقعات في استطلاع «رويترز» تشير إلى نمو نسبته 0.3 في المئة على أساس شهري وانخفاض بنسبة 0.4 في المئة مقارنة مع نيسان 2016.