صفحة في كتاب ؟!
راجح الخوري
ان تجمع 14 آذار بكل مكوناته تقريبا ينشد دخول البلاد مرحلة من الهدوء والاستقرار تسمح باجراء انتخابات حضارية هادئة يختار فيها اللبنانيون ممثليهم للمرحلة المقبلة. وان "حزب الله" و"حركة امل" في تجمع 8 آذار ينشدان الامر عينه..... لكن الامور لا تبدو عينها في نظر اطياف اخرى في المعارضة التي تصر على ان تعارض وهي في الحكومة، وقد وصلت معارضتها الى حد إشهار ما يشبه الهجوم على رئيس الجمهورية ميشال سليمان لأنه تحدث عن كتلة نيابية حيادية، فاذا البعض يرى في الحياد ما يدعو الى الحياء، لأن "الحياد لا يصنع اصلاحا ولا يقاوم فسادا ولا يصنع سيادة واستقلالا".
ان اللقاء بين نصرالله والحريري يشكل محطة اساسية ضرورية ومهمة لدفع الامور نحو مزيد من التهدئة والتفاهم عشية انتخابات يمكن ان تشعل البلاد ان استمرت اجواء الانقسام والتشنج. ومن المهم جدا ان هذا اللقاء جاء بعد تأكيدات من الطرفين بأنه لن يغير شيئا في التحالفات الراهنة... ان التأكيد بعد اللقاء على التمسك باتفاق الطائف وبتطبيق اتفاق الدوحة لجهة الحوار على استراتيجيا الدفاع، لهو طبعا امر في غاية الاهمية بعد كل ما قيل عن رغبات دفينة لدى "حزب الله" بتغيير قواعد الطائف ليصبح قائما على المثالثة... ثم ان التشديد على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي وضرورة اتخاذ كل الاجراءات لمنع التوتر والتشنج الداخلي وتعزيز الحوار والتواصل لدرء الفتنة بغض النظر عن الخلافات بين الاطراف، انما يشكل في حال تطبيقه بأمانة عودة الى روح الديموقراطية والوحدة الوطنية والعيش المشترك. وهذا يعني التخلي عن اساليب الاتهام الكيفي والمراهنة على القوة لفرض الرأي... وان الاتفاق على ضرورة تعزيز العمل الحكومي ربما يشكل فرملة غير مباشرة لمرابض القصف العشوائي على السرايا، وهو ما دفع البطريرك اغناطيوس الرابع الى القول: "ان امورا صغيرة صغيرة تتخذ ذريعة لاشياء اخرى وتلصق بالطائفة"!
اللقاء صفحة بيضاء والكتابة السنية – الشيعية في متنها بعد الان، يجب ان تكون لمحو الفصل الاسود وتدوين فصول الحاضر الواعي والمستقبل المضيء، ليس من اجل علاقة بين السنة والشيعة في بلد التعايش فحسب، بل من اجل لبنان والعرب ايضا، وفي مرحلة الاعاصير الهادرة في ارجاء المنطقة!