هل ينتخب المغتربون ويُنتخبون ؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 26 آب 2008 - 9:14 ص    عدد الزيارات 1119    التعليقات 0

        

نسيب عون          
(مسؤول اغترابي سابق في فرنسا وأوروبا) 

تنكب لجنة الادارة والعدل النيابية حالياً على دراسة قانون الانتخاب وتحاول، في اطاره، ايجاد آليات لانتخاب المغتربين واللبنانيين المقيمين في الخارج، انسجاماً مع الالتزام الذي قطعه رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، في خطاب القسم.
وفي مقال الاستاذ هيام ملاط، نشر في "منبر" "النهار" في 20/8/2008، بعض الافكار حول الموضوع تستوجب الدرس، كما تستدعي بعض الملاحظات، استكمالاً لما جاء فيها من آراء قيّمة:
1 – ان مشاركة المغتربين في الحياة السياسية والوطنية ليست "تقديراً لدورهم بالنسبة الى لبنان وتأكيداً لجذورهم الثابتة فيه فحسب، باعتبار ان "لبنان يعيش على تحويلات المغتربين"، كما يؤكد العارفون، وفي طليعتهم رئيس وزرائنا، السيد فؤاد السنيورة، يوم كان وزيراً للمالية. هذا التدبير – اذا حصل – هو حق للمغتربين وواجب عليهم في آن فللكثيرين منهم في وطنهم الاول اهل وانسباء واصدقاء، ولهم فيه ارزاق واموال ومصالح، وهم يهتمون بمصيره ومستقبله ويخافون عليه من المؤامرات والمطامع والاعتداءات كما انهم لم يتركوه الا مرغمين والغصّة في القلب، واكثرهم يتمنى العودة اليه حالماً تسمح الظروف.
2 – حددت وثيقة الطائف عدد نواب الأمة بـ108، لكن العدد قفز بسحر ساحر الى 128 واذا كان ذلك يرضي بعض الطامحين من مختلف الفئات والمناطق، افلا يمكن ارضاء المغتربين بعدد اضافي من النواب، من بلدان اقامتهم، يمثلونهم ويدافعون عن مصالحهم؟
3 – صحيح انه يجب التمييز بين اللبنانيين المنتشرين وبين المغتربين القدامى واجيالهم الجديدة. لكن أليس من المستغرب كيف يتحفظ البعض عن ممارسة الاوائل حقوقهم وواجباتهم السياسية والوطنية، وكيف يعرقل بعض المسؤولين حصول المتحدّرين منهم على جنسية آبائهم واجدادهم؟ لنقتد، على الاقل، بالدولة السورية التي تعتبر كل مولود من ابوين سوريين سورياً حكماً، والا فما معنى مقولة "وحدة المسار والمصير" مع الشقيقة الجارة؟ ولن نقتدي، طبعاً بالجارة الاخرى العدو، التي تعتبر كل يهودي في العالم اسرائيلياً.
لنعد الى آليات الانتخاب وترتيباته التي، ان كان اجراؤها في يوم واحد على الاراضي اللبنانية صعباً، كما صرّح النائب روبير غانم، رئيس لجنة الادارة والعدل، فإن اجراءها في حوالى 60 بلداً ينتشر فيها اللبنانيون هو اصعب بمرات.
ولئلا تفشل هذه العملية وتمسي خيبة امل، بسبب قلة البعثات الديبلوماسية والقنصلية وبعد بعضها عن اماكن سكن المغتربين، بخاصة في بلدان تبعد عنها احياناً مئات بل آلاف الكيلومترات، فهل يمكن الاخذ ببعض الترتيبات القانونية والادارية التي يعتمدها كثير من البلدان التي يقيم قسم من ابنائها في الخارج:
أ) الانتخاب بالمراسلة: وهو يتطلب، عدا الحصول على البطاقة الانتخابية مسبقاً، اقفال لوائح المرشحين قبل شهر من موعد الانتخابات، لكي يتسنى للمنتخب اختيار مرشحه – او مرشحيه – وارسال الاسماء ضمن مهلة معقولة، في مظروف تفتحه لجنة الفرز ويتلى وتسجل نتيجته مع مظاريف انتخاب المقيمين.
ب) الانتخاب بواسطة توكيل مقيم، على ان يحصل ذلك قانونياً وعلى الا تزيد التوكيلات لشخص واحد على ثلاثة، منعاً لاساءة الاستعمال... وعلى ان يشمل الذكور والاناث معاً.ج) الانتخاب في البعثات الديبلوماسية والقنصلية، وهو يتطلب توافر تدابير وامكانات لوجستية يصعب تأمينها في كثير من الاحيان والاماكن، وقد لا تعطي النتائج المرجوة، بل قد تؤدي الى الفشل.
فهلا اتسع وقت المشترع اللبناني وصدره لدرس هذه الاقتراحات واقرارها، لئلا يبقى المغتربون "بقرة حلوباً" وسائحين "دولوكس" نستثمرهم الى اقصى الحدود، بل ليكونوا مجرد مواطنين يمارسون حقوقهم وواجباتهم ضمن امكاناتهم وفي حدود ما تسمح به ظروف اغترابهم واقامتهم

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,087,666

عدد الزوار: 6,752,158

المتواجدون الآن: 109