السلاح والاستراتيجية الدفاعية... والتبسيط !

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 أيلول 2008 - 2:27 م    عدد الزيارات 1349    التعليقات 0

        

سركيس نعوم:

 بيدو ان الاستراتيجية الدفاعية ستكون الموضوع الاول وربما الوحيد في جدول اعمال مؤتمر الحوار الوطني الذي عاود اعماله امس في قصر بعبدا بدعوة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد توقف استمر سنتين وبضعة اشهر تسببت به اسرائيل بحربها على لبنان في تموز 2006 والتطورات التي اعقبتها. ويعرف اللبنانيون ان سلاح المقاومة اي سلاح "حزب الله" هو البند الاول في الاستراتيجية المذكورة وذلك نظرا الى الاختلاف الوطني الواسع حوله وحول ادواره المتعددة غير المعلنة والاهداف التي يعمل على تحقيقها طبعا باستثناء تحرير الاراضي التي لا تزال تحتلها اسرائيل وذلك بعد نجاحه عام 2000 في تحرير معظم الاراضي التي احتلت عام 1978 ثم عام 1982. الا أن ذلك لا يعني ان الباب موصد باحكام امام اثارة موضوعات اخرى كما يتمنى عدد من المشاركين في الحوار وخصوصاً اذا حقق في الموضوعين الاساسيين المذكورين اعلاه شيئاً من التقدم.
وتحسباً لانحصار البحث في الاستراتيجية الدفاعية تبارى، قبل دعوة الرئيس سليمان الى بدء الحوار امس وبعد دعوته اليه، كل من الفريقين الاساسيين اللذين يمثلان الغالبية الساحقة في البلاد في اعلان موقفه من هذا الموضوع. ومعروف التناقض الواسع حياله بينهما. وتبارى كل منهما ايضاً في تأكيد عدم استعداده للتخلي عن موقفه. وكان واضحاً في هذا المجال رفض "حزب الله" مباشرة ومداورة اي تخلٍ عن سلاحه وتبنيه مفهوما للاستراتيجية الدفاعية يتفق مع استمرار حيازته هذا السلاح وتصرّفه به وفقاً لاجندته السياسية ومخططاته بعيداً من الدولة وسلطتها. وكان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد واضحاً قبل ثلاثة ايام عندما قال ان "من يناقش استراتيجية دفاعية عليه ان يحدد اي عدو يريد ان يواجه. فهل نريد استراتيجية تواجه الكيان الصهيوني ام استراتيجية وطنية تحمي لبنان من الاشقاء؟".
هل من تعليق على هذا الموقف؟
التعليق الاول يفيد ان اللبنانيين لا يختلفون على ان اسرائيل عدو وان اطماعها في بلادهم كثيرة  وعلى ضرورة حماية لبنان من اعتداءاتها حتى تحرير كل الاراضي التي لا تزال تحتلها فيه. ويفيد ايضاً ان اللبنانيين لا يختلفون على ان الاشقاء وفي مقدمهم سوريا المجاورة الوحيدة جغرافيا للبنان بعد قيام اسرائيل هم اشقاء وان العلاقة معهم يجب ان تكون ممتازة ومميزة وسليمة ومتكافئة وان التعاون معهم لدرء خطر اسرائيل وغيرها امر مهم ومطلوب. لكن هؤلاء اللبنانيين يختلفون على أمرين: الاول، هل ان سلاح "حزب الله" هو سلاح مقاومة فقط ام سلاح محلي هدفه ارساء اسس وضع داخلي سياسي وسلوكي جديد لا توازن فيه وسلاح اقليمي هدفه مساعدة ايران وسوريا في معاركهما مع الخارج الدولي والاقليمي؟ وتطبيق ذلك يقتضي  استمرار غياب الدولة او بقاؤها ضعيفة؟ اما الامر الثاني فهو ان الدفاع عن لبنان يجب ان يكون ضد كل من يحاول استباحته او احتلاله. وبهذا المعنى فالاحتياط والاستنفار يجب ان يكونا ضد اسرائيل. لكن ماذا يفعل لبنان وقواه الرسمية و"مقاومته" اذا لا سمح الله هاجم شقيق دولة لبنان عسكرياً بعد قيامها (هي لم تقم حتى الآن) اي بعد زوال اي ذرائع كتلك التي استخدمت في الماضي او التي يمكن ان تستخدم  للتدخل عسكرياً فيه مثل "الابادة" لأقليات معينة او حماية المقاومة الفلسطينية او تأمين التوازن والمشاركة في الداخل او التحول ممراً او مقراً للاضرار بهذا الشقيق؟ هل يواجهه ويحاول منعه، أم يرحب به بل يدعوه الى الدخول؟
طبعاً نحن لسنا من انصار استعداء لبنان وسوريا احدهما للاخر، ونحن من انصار تعاونهما وتكاملهما ولكن مع احترام كامل لسيادة كل منهما واستقلاله. لكننا نثير هذا الامر لنقول ان الحلول الناجعة للمشكلات المطروحة على صعوبتها تكون بالمصارحة وليس بالمناورات، اي لا يجوز تغطية موضوع سلاح المقاومة والخلاف حوله ومخاوف "شعوب" لبنانية منه رغم انجازه التحريري الكبير بمحاولة اتهام من يسعى الى جعله قوة لدولة لبنان انه يعمل لاسرائيل او اميركا او ضد الاشقاء وفي مقدمهم سوريا. فاللبنانيون لم يعد احد يستطيع ان يضحك عليهم.
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,118,529

عدد الزوار: 6,754,239

المتواجدون الآن: 115