ثوابت المسيحيّين بين الرجوع 33 أو التقدّم 33... سنة!

تاريخ الإضافة الثلاثاء 23 أيلول 2008 - 9:09 ص    عدد الزيارات 1301    التعليقات 0

        

غسان سعود

خلال عقود، كانت «الثوابت المسيحيّة» حمّالة لعناوين كثيرة، ولأن الانتخابات النيابيّة على الأبواب، وكل ما يحكى حالياً له طعم انتخابي، ثمة وسط المردة والعونيين من يتلقّف كرة سمير جعجع المثقلة بالثوابت ليدعو إلى أن تكون الانتخابات استفتاءً على «ثوابت العودة 33 عاماً إلى الوراء أو ثوابت التطلّع إلى دور المسيحيين وحضورهم في لبنان بعد 33 سنة»
في خطابه الأخير، رأى قائد القوات اللبنانيّة سمير جعجع أن ثوابت المسيحيين اليوم هي نفسها ثوابتهم قبل 33 عاماً. ولتحديد ماهيّة هذه الثوابت، «المحركة للوجدان المسيحي الجماعي»، طلب جعجع نبش «بيانات الحلف الثلاثي والجبهة اللبنانية، ومقررات سيدة البير ودير عوكر، وكل ما كان ينادي به «الرئيس كميل شمعون، والشيخ بيار الجميل، والعميد ريمون إده، وشارل مالك، وإدوار حنين، وجواد بولس وبشير الجميل». كأنه، بحسب بعض المتابعين، كان يعبّر عن انسجامه مع الحشد الذي لوّنته بعض أعلام الوطنيين الأحرار والكتائب والكتلة الوطنيّة، مؤكداً أنه هو، أي جعجع، يمثّل بإيمانه ذاك استمراراً لبعض كبار الزعماء المسيحيين وسط تلك الأسماء. كل ذلك بعدما فرّقت الحروب بين أبناء قادة الحلف الثلاثي والجبهة اللبنانيّة، وفعلت الجروح فعلها بين الكتائب والأحرار، والقوات والمردة، والقوات والجيش، دون أن يستثني «القوات» أنفسهم من حروب إلغائية بحق أنفسهم. وفي اعتقاد بعض المناوئين لجعجع، أن وقوف الأخير حيث كان يقف بشير الجميل خطيباً في «يوم الوعد» ربما حمّسه على المضي في خطاب قد يكون من أكثر خطاباته بشيرية دون أخذ أية تغيّرات بعين الاعتبار، كأن الزمن لا يزال زمن بشير دون أي تغيّر.
والمفارقة الأساسيّة في موضوع الثوابت، يقول أحد نواب كسروان السابقين، أن مقررات سيدة البير ودير عوكر راوحت يومها بين تكريس معاداة سوريا والشعب الفلسطيني، وصولاً إلى حدِّ قبول مساعدة الإسرائيليين من جهة، وطرح الفديرالية جدّياً كنتيجة «لاستحالة العيش مع الآخر».
من هنا، فسؤال البعض، بعد هدوء عاصفة خطاب جعجع، عن ماهيّة الثوابت التي طالب جعجع المسيحيين بالتوحّد حولها تبدو في محلّها، وخصوصاً أن من يسمّيهم مسيحيي 8 آذار سبق أن حددوا ثوابتهم بوضوح عبر اللقاء الوطني المسيحي، ولم يلقوا أي رد ما عدا بعض استهزاءات النائب أنطوان زهرا. وقد حددت يومها الثوابت كالآتي:
1- تعزيز التعايش الإسلامي - المسيحي كمدخل طبيعي إلى المواطنية.
2- تأكيد تجذّر لبنان في الشرق وانفتاحه على الغرب، وتقدير دور المسيحيين الطليعي في معارك الاستقلال والسيادة والمقاومة وبناء الدولة وممارسة الديموقراطية وصناعة التغيير.
3- نبذ كل أشكال الذمّية والتبعيّة والدونيّة.
4- العمل بأصول الديموقراطية المبسّطة ضمن الجماعة الطائفية الواحدة من جهة، والأخذ من جهة أخرى بالديموقراطية التوافقية ضمن المجتمع اللبناني المتعدد والمتنوّع.
5- تأكيد أن لا قيمة للوجود المسيحي من دون دورهم.
وفي هذا السياق، يشرح رئيس الروابط المسيحيّة حبيب افرام أن ثمّة ثوابت، وثمّ وسائل للحفاظ على هذه الثوابت يحولها البعض إلى ثوابت. وهنا يمكن القول إن هناك ثابتتين أساسيتين بالنسبة إلى المسيحيين هما استمرارية الكيان اللبناني كدولة متميزة عن محيطها، وحفاظهم على حريتهم الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة. وهكذا كانت لقاءات زعماء المسيحيين ومؤتمراتهم تضع مقرراتها في خدمة هاتين الثابتتين. وبالتالي، فإن فرضيات أمس كانت تتعلق بوسيلة التعامل مع العروبة، والقضية الفلسطينيّة، والناصريّة، والنظام السوري، والفرنسيين بحكم تأثيرهم على الكيان اللبناني وعلى المسيحيين، لا بصفتها قضايا مستقلة. واليوم، لا أحد يقول إنه ضد لبنان 10452 كلم2 أو ضد الحريّات، لكنّ ثمة فريقين، كلّ منهما يجد أن ثوابته، أو خطة عمله، تضمن الحفاظ على الثابتتين المشتركتين، في نهاية الأمر، بالنسبة إلى الطرفين.
ويرى افرام أن فتح نقاش تحت مظلة الثوابت المسيحيّة هو أمر «إيجابي جداً». واستفتاء الناس إذا كانوا يريدون التفكير في حالهم سنة 2025 أو يريدون العودة إلى عام 1975، «أمر صحي». ولا بدَّ هنا من القول، يتابع افرام، إن ثمة فئة مسيحيّة كبيرة لا تشعر بأن سلاح حزب الله يهدد وجودها، ولا تريد أن تكون رأس حربة في التصدي لهذا السلاح، لكنها في المقابل تشعر بأن الهجرة والفاقة تهددان وجودها. وفي الأوساط المسيحيّة من يسأل عمّا بقي للزعماء المسيحيين من علاقات دوليّة، ومن سيسأل عن مسيحيي لبنان. وهؤلاء يتطلّعون إلى إنتاج السجال الحالي تلاقياً حول خطة إنقاذية شاملة، لعلّها تبدأ باستفتاء المسيحيين على أوّل عشر أولويات بالنسبة إليهم.
وفي ظل غياب نواب القوات أمس عن السمع، يقول المحامي سليمان فرنجيّة، المسؤول في تيار المردة، إن فكرة توحيد المسيحيين لم يطرحها، على مر عقود، إلا سمير جعجع صاحب نظرية الأمر لي، وهي تتناقض مع نص ثوابت بكركي التي تحدثت صراحة عن ديموقراطية الاختلاف. ويشرح فرنجيّة أن علاقة المردة بكلّ من حزب الكتائب والتيار الوطني الحر والطاشناق والسوري القومي الاجتماعي جيدة، رغم التمايزات السياسية التي تصل أحياناً إلى حد الاختلاف والتناقض في وجهات الرأي. لكنها، في نهاية الأمر، تلتزم حدوداً لا تتجاوزها. وحتى حين وصلت الأزمة إلى ذروتها بين الكتائب والوطني الحر، عاد زعيما الحزبين ليلتقيا. فيما يصر جعجع، يتابع فرنجيّة، على استثناء القوات من علاقات سليمة وصحية مع قوى المجتمع المسيحي الفاعلة، ويصر على الخصومات ممراً لتثبيت وجوده، رغم إثبات المجتمع المسيحي، في أكثر من استحقاق، عدم انسجامه مع توجه كهذا، مؤكداً أن الوزير السابق سليمان فرنجيّة مدّ يده سابقاً لدمل جرح مذبحة إهدن، لكنّ جعجع رفض لاعتقاده أن إبقاء الخصومة مفيد. و«ها هو أول من أمس يتجنّب تسمية أفعاله البشعة جرائم، فيطلق عليها مرة ارتكابات ومرة مخالفات». وفي رأي فرنجيّة، إن الثوابت التي يتطلّع إليها جعجع هي «النبش الحقيقي للقبور، الذي يكرّس منطق العداء، على أمل جعجعي خائب بضمان استمراريته السياسيّة».
في موازاة هذا النقاش، ثمة من يسأل دائماً عن موعد ينتبه فيه ابنا بشرّي وزغرتا ومعهما زعيما بكفيا والرابية إلى أن المسافات بين بلداتهم لا تبعد أكثر من دقائق، وأن ثابتة استمرارية المسيحيين، كما يحبون القول، لا تقتضي أكثر من زيارة وجلسة هادئة توفّر على بعضهم جهد الخطابة وإبقاء الناس ساعات في عزّ الشمس، كما توفر على المواطنين وقوداً لسجال ميزته الأساسيّة أن أهله لا يشعرون بعقمه.
فوبيا الأخطار
حدد قائد القوات اللبنانيّة سمير جعجع 3 أخطار تهدد لبنان هي:
1ـ الديماغوجيا القاتلة.
2- الشعبوية المدمرة.
3ـ المواقف السامة.
أما اللقاء المسيحي الوطني، فحدد 3 أخطار أخرى، هي:
1ـ التوطين.
 2- قيام غير اللبنانيين بشراء الأراضي.
3ـ المديونية العامة.
وأبدى المؤتمرون يومها قلقهم من خمس مصائب: 1- الخلل الديموغرافي الناجم عن مرسوم التجنيس.
2ـ هجرة المسيحيين وعدم تمكنهم من استعادة جنسيتهم اللبنانية.
3ـ سوء تمثيلهم النيابي.
 4ـ الانتقاص من أدوارهم في الحكومات والإدارات العامة والمجالس والمؤسسات الأمنية والعسكرية، وتعرّضهم لشتّى أنواع الإقصاء عن القرار ومواقعه على مختلف المستويات. 5ـخطأ تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية وإضعاف موقعه. وقد تكون المقارنة مفيدة كمدخل لنقاش جدّي يوصل إلى نتيجة.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,773,008

عدد الزوار: 6,914,267

المتواجدون الآن: 111