تحذير غربي: حكومة نتنياهو قادرة على الحرب وليس على السلام خطة أوروبية لحماية لبنان من الصراع الإيراني - الإسرائيلي

تاريخ الإضافة الأربعاء 22 نيسان 2009 - 2:08 م    عدد الزيارات 675    التعليقات 0

        

بقلم عبد الكريم أبو النصر
"حذر مسؤول غربي كبير قيادات عربية من ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة المتشددة برئاسة بنيامين نتنياهو قادرة على تفجير الحروب والنزاعات المسلحة مع الفلسطينيين والعرب بسهولة اكبر من قدرتها على تحقيق السلام معهم. واكد ان هذه الحكومة لن تستطيع الاتفاق على موقف موحد بشأن طريقة حل النزاعات مع الفلسطينيين والعرب لكنها تستطيع الاتفاق بسرعة على تنفيذ هجمات كبرى ضد اهداف ومواقع لبنانية وفلسطينية وسورية وايرانية، خصوصا اذا ما اعطتها جهات كـ"حزب الله" و"حماس" وغيرهما من حلفاء دمشق وطهران الذرائع والمبررات لاستخدام القوة المسلحة، واذا ما فشلت ادارة الرئيس باراك اوباما في التوصل الى تفاهم مع الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال مستقبل قريب يقضي بوقف نشاطاتها ومساعيها لانتاج السلاح النووي والاكتفاء ببرنامج نووي للاغراض السلمية. واوضح المسؤول الغربي لهذه القيادات ان من الضروري التعامل باقصى درجات اليقظة والحذر مع حكومة نتنياهو، وان على الفلسطينيين والعرب اعطاء الفرصة الكاملة للمسؤولين الاميركيين والاوروبيين للقيام بكل الجهود اللازمة لمحاولة دفع الحكومة الاسرائيلية الى اعتماد الخيارات السلمية في التعامل مع قضايا المنطقة بدلا من اعتماد خيار الصدام والمواجهة".... هذا ما كشفته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع في باريس. واوضحت ان المعلومات التي تملكها جهات اوروبية رسمية عن حكومة نتنياهو وخططها وتصوراتها تشدد على الامور المهمة الآتية:
اولا، تريد حكومة نتنياهو تغيير استراتيجية التعاطي الاسرائيلي جذريا والفلسطينيين والعرب من اجل اعطاء الاولوية القصوى لاعادة "الهيبة والسطوة" الى اسرائيل في تعاملها مع "خصومها واعدائها"، ولتعزيز قدرات الردع والهجوم لديها، ومن اجل تقوية موقعها التفاوضي وتأمين الحماية لامنها ولمصالحها الحيوية من خلال الاعتماد بشكل رئيسي على الوسائل العسكرية.
ثانيا، تنوي حكومة نتنياهو، وبالتفاهم مع القيادة العسكرية الاسرائيلية، استخدام "القوة العسكرية المفرطة" ضد الجيوش التقليدية وتنظيمات المقاومة التي تواجهها بل ضد المدنيين ايضا. كما انها تنوي توجيه ضربات قاسية ضد دول كسوريا تدعم عسكريا "خصومها"، في حال دعت الحاجة. ووفقا لما قاله لنا خبير عسكري فرنسي فان "جنرالات اسرائيل يرون ان التخلي عن استخدام القوة العسكرية المفرطة ضد الخصوم والاعداء يعطي انطباعا بان اسرائيل ضعيفة وخائفة من الاحتجاجات الدولية. وهذا يشكل، في نظرهم، تهديدا جديا للدولة العبرية".
ثالثا، لن تغلق حكومة نتنياهو باب "الانفتاح السلمي" على الفلسطينيين والعرب، بل ترى ان اسرائيل يجب ان تكون جاهزة في وقت واحد للحرب القاسية مع "خصومها" وللسلام معهم ومع المجموعة العربية ككل، شرط ان تختلف قواعد واسس هذا السلام المنشود الذي يمكن ان يتحقق تدريجا وعلى مراحل. فحكومة نتنياهو تريد ان يثبت الفلسطينيون والسوريون واللبنانيون والعرب عموما فعلا، من خلال اعمال وقرارات وخطوات محددة امنية وسياسية وديبلوماسية وتطبيعية، وليس من خلال البيانات والتصريحات العامة، انهم مستعدون لدفع ثمن السلام وراغبون في التعايش سلميا مع اسرائيل واقامة علاقات تنسيق وتعاون معها، ووقف كل النشاطات العسكرية وعلى كل الجبهات ضدها، قبل ان توافق على اي انسحابات من الاراضي المحتلة وعلى اي خطوات واجراءات سلمية محددة معهم. ووفقا لما اكده لنا ديبلوماسي اوروبي بارز "فان هذا الموقف يعني ان حكومة نتنياهو مستعدة للتحاور مع المسؤولين الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين وغيرهم لكنها لن تعقد اي صفقة محددة معهم بشأن القضايا الاساسية كالتفاهم على اقامة الدولة الفلسطينية، وعلى مصير القدس واللاجئين والمستوطنات والجولان، وعلى المطالب اللبنانية المختلفة، قبل ان تحصل من كل طرف من هؤلاء الاطراف على المطالب والالتزامات والتنازلات التي تراها ضرورية وملائمة لحماية امن اسرائيل ومطالبها الحيوية".
نتنياهو والخطر الأكبر... رابعا، ترى حكومة نتنياهو ان الخطر الاكبر الذي تواجهه اسرائيل ليس احتمال الدخول في مواجهة سياسية مع بعض الدول الكبرى، او التعرض لضغوط اميركية لدفعها الى الدخول في عملية تفاوض جدية مع القيادة الفلسطينية، بل ان الخطر الاكبر الذي تواجهه اسرائيل هو امتلاك ايران في مستقبل منظور السلاح النووي مما يعزز مواقعها ومواقع حلفائها المتشددين ويبدل موازين القوى جذريا في الشرق الاوسط و"يهدد وجود اسرائيل" وفقا لما اكده نتنياهو للرئيسين الاميركي اوباما والفرنسي ساركوزي. وانطلاقا من هذا "الاقتناع الراسخ" فان الحكومة الاسرائيلية الجديدة سترفض تسوية النزاع مع الفلسطينيين بشكل نهائي وحل القضايا الكبرى العالقة معهم قبل وقف خطط ايران لامتلاك السلاح النووي، سواء عبر الوسائل الديبلوماسية الاميركية والدولية، او عبر استخدام القوة العسكرية ضد المنشآت النووية والعسكرية والحيوية الايرانية. وترى حكومة نتنياهو ان اي مفاوضات مع نظام الرئيس بشار الاسد يجب ان تهدف الى تفكيك التحالف السوري – الايراني والى اضعاف قدرات ايران ونفوذها ودورها، كما ترى ان عملية التفاوض الاميركية والدولية مع الايرانيين يجب ان تحقق النتائج الايجابية المطلوبة قبل نهاية 2009، واذا لم يحدث ذلك فان اسرائيل ستعمل حينذاك على "معالجة" المشكلة النووية الايرانية بالوسائل العسكرية.
خامسا، ترى حكومة نتنياهو ان من الضروري في هذه المرحلة الدقيقة والخطرة ان تستعيد اسرائيل زمام المبادرة في التعامل مع الفلسطينيين والعرب، وان تمتلك اكبر هامش ممكن من حرية المناورة في التعامل معها، وليس ان تخضع لمطالب واملاءات الدول الحليفة والصديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة.
ويبدي نتنياهو "ثقة كبرى" في قدرته على اقناع الرئيسين اوباما وساركوزي وزعماء غربيين آخرين بوجهات نظره هذه وبما يسميه "الاستراتيجية الاسرائيلية الجديدة" ومتطلبات السلام والتهديدات والتحديات المختلفة التي تواجه الدولة العبرية ودولا اخرى في منطقة الشرق الاوسط وفي الساحة الدولية.
وفي هذا المجال اكدت لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية وعربية وثيقة الاطلاع ان مشاورات سرية جارية حاليا بين عدد من الدول البارزة والمؤثرة وتتناول ضرورة تأمين حماية داخلية وعربية ودولية للبنان من اخطار هذه الاستراتيجية العدوانية الاسرائيلية. واوضحت ان ثمة قلقا عربيا ودوليا جديا من ان تشهد الساحة اللبنانية "الصدام الكبير" بين حكومة نتنياهو والمحور السوري – الايراني اذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون ذلك، اذ ان المعركة الاساسية التي تنوي اسرائيل خوضها في المرحلة المقبلة هي ضد الجمهورية الاسلامية وحلفائها.
خطة حماية لبنان.... وضمن هذا الاطار اعد مركز ديبلوماسي تابع لوزارة خارجية دولة اوروبية كبرى تقريرا غير مطروح للنشر يتضمن مجموعة اقتراحات، ونصائح تشكل نوعا من الخطة لحماية لبنان من استراتيجية الحكومة الاسرائيلية المتشددة، او من "عاصفة نتنياهو". وابرز ما تضمنته هذه الخطة الاقتراحات والامور الاساسية الآتية:
اولا، يجب ان يؤمن لبنان حماية وطنية داخلية لذاته ولمصالحه الحيوية ولمصالح ابنائه من خلال رفض الانضمام، رسميا او عمليا، الى المحور السوري – الايراني، ورفض التحول جزءا من استراتيجية هذا المحور في التعاطي واسرائيل او الدول الكبرى، لان مثل هذا الخيار لن يجلب له سوى الدمار والخراب، كما انه سيعرض مصيره لخطر جدي. فلبنان لن يستطيع ان يقف على الحياد في النزاع العربي – الاسرائيلي لانه طرف فيه، لكن مصلحة لبنان تقضي بان يكون جزءا من المجموعة العربية ككل، ومن الخيار العربي العام المتمسك بالسلام وبمبادرة السلام العربية وبالعمل على تسوية النزاعات مع الدولة العبرية بالوسائل الديبلوماسية وبالاعتماد على قرارات الشرعية الدولية.
ثانيا، يجب ان يمتنع مختلف الاطراف اللبنانيين عن اعطاء اي ذرائع او مبررات لاسرائيل لفتح معركة مع لبنان، كما حدث صيف 2006. وهذا امر حيوي. فما تريده اساسا حكومة نتنياهو هو العمل على اضعاف ايران وحلفائها ومن ضمنهم "حزب الله" تدريجا، مما يعني ان اي عملية ينفذها هذا الحزب ضد الاسرائيليين ستخدم استراتيجية المواجهة مع الجمهورية الاسلامية وحلفائها. وسيدفع اللبنانيون حينذاك ثمنا باهظا لذلك.
ثالثا، يجب العمل، داخليا وبالتعاون مع الدول الصديقة، على انهاء دور لبنان كساحة مواجهة مفتوحة مع اسرائيل، وهذا ما تتمسك به حتى الآن سوريا وايران عبر حلفائها اللبنانيين. ذلك ان لبنان ليست لديه القدرات والامكانات والاسباب الموضوعية الموجبة لان يبقى ساحة مواجهة مفتوحة مع الدولة العبرية وخصوصا ان هذا البلد ليس محتلا من جانب اسرائيل، وان اراضيه تحررت عام 2000، وان الارض اللبنانية الصغيرة من حيث المساحة والتي لا تزال محتلة تمكن استعادتها بالوسائل الديبلوماسية، وهذا ما تفعله سوريا الدولة القوية عسكريا والتي ترفض منذ عام 1974 اعتماد المواجهة المسلحة مع الاسرائيليين لاستعادة الجولان المحتل، بل تعتمد الوسائل الديبلوماسية والسلمية وحدها.
رابعا، يجب التخلي عن الانتصارات الوهمية ومواجهة الواقع كما هو، لذلك من الضروري ان يجري الافرقاء اللبنانيون، وفي اجواء من المصارحة، تقويما موضوعيا دقيقا لحرب لبنان صيف 2006 ولحرب غزة الاخيرة اللتين يقول السوريون والايرانيون وحلفاؤهم انهما حققتا انتصارين كبيرين للبنانيين والفلسطينيين. والواقع ان حرب صيف 2006 احدثت دمارا وخرابا هائلين في مناطق لبنانية عدة، وألحقت خسائر بشرية ومادية كبرى باللبنانيين في الوقت الذي لم يتمكن لبنان من استعادة ارضه المحتلة او من تحقيق اي مكاسب وانجازات ملموسة. كما ان حرب غزة الاخيرة ألحقت بالقطاع دمارا وخرابا هائلين، وادت الى سقوط آلاف القتلى والجرحى واضعفت مواقع الفلسطينيين ولم تحقق لهم اي مكاسب سياسية، كما زادت من تطرف الاسرائيليين وتشددهم. واي تقويم موضوعي لهاتين الحربين، بعيدا عن الانتصارات والمزايدات، سيدفع اللبنانيين الى بذل اقصى جهدهم لمنع لبنان من الانزلاق الى فتح مواجهة مسلحة مع اسرائيل خدمة لمصالح المحور السوري – الايراني.
خامسا، سلاح "حزب الله" لن يؤمن الحماية للبنان من اي هجمات اسرائيلية كما تبين خلال حرب 2006، بل انه يشكل مصدر تهديد جدي للبنانيين لانه سلاح سوري – ايراني في الدرجة الاولى ويمكنه ان يفجر مواجهة مدمرة مع اسرائيل في اي وقت يلائم حسابات دمشق وطهران. ويجب التعامل مع "مشكلة سلاح حزب الله" بواقعية وحكمة وبما يخدم مصالح اللبنانيين، ولذلك يجب تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 الذي ينهي دور لبنان كساحة مواجهة ويدفع الى تسوية النزاع مع اسرائيل بالوسائل الديبلوماسية، كما يجب تبني استراتيجية دفاعية حقيقية يتم في اطارها "اقناع" حزب الله بوضع سلاحه في تصرف الجيش وبالتخلي عن قرار الحرب للدولة وحدها. وينبغي التحرك اميركيا واوروبيا وعربيا في اتجاه النظام السوري لدفعه بحزم الى وقف ارسال الاسلحة الى حلفائه في لبنان والمساعدة، بدلا من ذلك، على تطبيق القرار 1701 وعلى تسهيل تبني استراتيجية دفاعية ملائمة لظروف لبنان وتخدم مصالحه.
سادسا، يجب التركيز على تطوير علاقات لبنان مع المجموعة العربية وتعزيزها، وخصوصا مع الدول العربية المعتدلة، وكذلك مع المجتمع الدولي، من اجل تأمين حماية عربية – دولية لهذا البلد ولامنه واستقراره، ومنع تحوله ساحة لحروب اقليمية مدمرة. ومن الضروري حماية لبنان، في وقت واحد، من العدوانية الاسرائيلية ومن مخططات المحور السوري – الايراني.
وأكد هذا التقرير ان الانتخابات النيابية التي ستجري يوم 7 حزيران المقبل ستكون فعلا مصيرية وبالغة الاهمية. اذ ان الصراع المحتمل على ارض لبنان بين حكومة نتنياهو والمحور السوري – الايراني يجب ان يدفع اللبنانيين الى الاقتراع بكثافة لمصلحة المرشحين الاستقلاليين السياديين المعتدلين الذين يمثلهم فريق 14 آذار والمنتمون الى الكتلة المستقلة الداعمة لمنهج الرئيس ميشال سليمان. فحصول الاستقلاليين المعتدلين على الغالبية الكبرى من المقاعد النيابية في هذه الانتخابات يعزز استقلال لبنان وقراره السيادي الحر ومشروع الدولة القوية بمؤسساتها الشرعية الفاعلة، كما يعزز السلم الاهلي والوحدة الوطنية ويؤمن شرعية داخلية قوية للحماية العربية – الدولية للبنان المتحرر من الهيمنة الخارجية الرافض استخدام ساحته بديلا من ساحات اخرى والرافض كذلك التضحية بمصالح ابنائه وبمصيره من اجل خدمة مخططات المحور السوري – الايراني وحلفائه المتشددين ومن اجل المشاركة في زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,041,895

عدد الزوار: 6,932,000

المتواجدون الآن: 82