الحلم الامبراطوري وغواية القوة * راكان المجالي

تاريخ الإضافة الإثنين 20 نيسان 2009 - 7:33 ص    عدد الزيارات 694    التعليقات 0

        

في بدايات السبعينات نشر شاه ايران سلسلة اعلانات في الصحف الغربية عن اقوى جيش من بين 5 جيوش في العالم وحمل الاعلان ايحاء بان الجيش الايراني يحتل المرتبة الثالثة بعد الجيشين الامريكي والسوفييتي ، يومها توجه شاه ايران لاحتلال الجزر الاماراتية ، واعلان الهوية الفارسية للخليج ، واكثر من ذلك نصب نفسه شرطيا للمنطقة بما في ذلك دعمه لحرب الاكراد على النظام العراقي حينها والتي اسفرت عن اتفاقية سلمت باحتلال ايران لشط العرب.. الخ.. يومها كان الشاه مسوقا بالحلم او الكابوس الامبراطوري الفارسي.

وقد كان الشاه صديقا لامريكا واسرائيل والغرب ، ولكن هذا لم يمنع من الخلاص منه ، ونبذه بعد سقوط حكمه ، ذلك انه لم يكن مقبولا حتى من اقرب اصدقاء امريكا ان يلعب دورا اكبر من حجمه ، وهكذا كان تضخيم قوة جيشه مبررا لوضع نهاية هذا الجيش ونظام حكم الشاه.

في العام 2002 اعلن نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني بان الولايات المتحدة الامريكية واثقة ومنتشية ولديها معلومات دقيقة بشأن امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وقال ان العراق تمكن من خداع فرق التفتيش وانه لا مناص من القيام بعمل عسكري لوضع اليد على هذه الاسلحة الخطيرة ، بالاضافة الى تعاظم قوة الجيش العراقي حسب ما اكده يومها تشيني والذي يهدد امن الخليج والسيطرة العراقية على امدادات النفط.. وانسياقا وراء تأكيدات تشيني ورامسفيلد آنذاك اندفعت ادارة الرئيس بوش لأخذ موافقة الكونجرس الامريكي للحصول على تفويض باحتلال العراق تفاديا للخطر ، ومع توظيف احداث 11 ايلول 2001 لتلفيق ربط العراق بالارهاب.

بقية القصة معروفة للجميع حيث لم يحتج جورج بوش الابن الى اللجوء الى مجلس الامن لأخذ قرار او تفويض بالحرب كما فعل والده في العام 1990 وهكذا حدث ما حدث.

لا نبالغ اذا قلنا ان تفاخر الرئيس الايراني احمد نجاد بقوة ايران العسكرية والتكنولوجية وغير ذلك هو امر مرغوب عند امريكا واسرائيل والغرب للايحاء بان هنالك قوة خطيرة تسعى للسيطرة على الخليج ، واكثر من ذلك قوة كبرى تهدد تفوق الغرب العسكري التكنولوجي الذي بني على مدى اكثر من قرن.

في يوم من الايام في منتصف الخميسنات تقدم الاتحاد السوفييتي على امريكا في تطور القوة العسكرية السوفييتية وصولا الى الصدمة لامريكا والغرب التي تمخضت عن ارسال اول انسان للقمر وريادة الفضاء يومها في جنوب امريكا واندفعت بسرعة في تطوير برامجها بارتياد الفضاء والاندفاع في حرب تسلح ارهقت الاتحاد السوفييتي الذي ظلت وسائل الاعلام الغربية تردد انباء عن تفوقه العسكري... الخ.

الاتحاد السوفييتي حقيقة كان يملك قوة عسكرية هائلة وعاتية ، ولكنه سقط من الداخل ، فقد كانت هناك: حربا لئيمة وخبيثة تشن على المجتمعات الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفييتي ادت الى هذه النتيجة.

والامر في كل النماذج التي ذكرنا على اختلافها هو في جوهره حرب غير معلنة ضد كل من يريد لعب دور عسكري خارجي ، والعبرة هي في حق ايران بامتلاك قوة للدفاع عن نفسها ولكن لم يكن مسموحا لها ولا لغيرها ان يتخذ او يلعب دورا او غير ذلك.

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,043,888

عدد الزوار: 6,932,070

المتواجدون الآن: 93