أين المسؤولية؟

تاريخ الإضافة الجمعة 3 تشرين الأول 2008 - 8:21 ص    عدد الزيارات 1486    التعليقات 0

        

ساطع نور الدين

لا بد من تفسير هذه الظاهرة الغريبة التي تجعل من لبنان وسوريا فقط البلدين الوحيدين في العالم اللذين تنفذ فيهما التنظيمات الاسلامية عمليات انتحارية او تفجيرات كبرى من دون ان تعلن مسؤوليتها، بشريط مصور او مسموع او على الاقل ببيان يبثه واحد من مئات المواقع الاسلامية على شبكة الانترنت التي باتت اسماؤها وعناوينها معروفة، وبات ايقاع عملها مكشوفا، بحيث يصدر الاعلان عن رسالة من قادة الصف الاول في تنظيم القاعدة بعد ثوان على وضعها على الموقع، فيما يستغرق الاعلان عن عملية في أفغانستان او باكستان بضع دقائق فقط، اما في العراق فإنه ينتظر بضع ساعات، وهو قد يتأخر بضعة ايام في المغرب العربي او في غيره من انحاء العالم.
لم يحصل ابدا، خارج لبنان وسوريا تحديدا، ان تكتم الاسلاميون عن تبني اي عملية امنية نفذوها، لان مثل هذه العمليات هي مصدر فخرهم واعتزازهم برجال ونساء يرسلونهم اشلاء الى الجنة، ولان الاعتماد على شبكة الانترنت هو سبيلهم الوحيد للاتصال مع العالم وهو واحد من أهم عناصر قوتهم ونفوذهم وانتشارهم.. وقد حققوا في هذا المجال نجاحات باهرة، لا تضاهيها تجارب احزاب وتيارات كانت وربما لا تزال تعتمد التوزيع اليدوي للبيانات والمنشورات والملصقات.
شهد لبنان وسوريا بعض الاستثناءات، ابرزها تبني اغتيال الرئيس رفيق الحريري او ظهور تنظيم »فتح الاسلام«، لكنها كلها لم تكن مقنعة او موثوقة، والاهم من ذلك انها لم تكن متصلة ابدا بتلك الشبكة الواسعة من المواقع الاسلامية التي تنتهي كلها عند قيادة تنظيم القاعدة في افغانستان او باكستان، وهي القيادة التي لم تنبس حتى اليوم ببنت شفة حول جميع العمليات الامنية التي شهدها لبنان او سوريا على مدى الاعوام الثلاثة الماضية، مع ان معظمها كان يمكن ان يكون مفخرة للتنظيم وخلاياه، التي لن تخجل او تتردد في الاعلان عنها، اذا كانت فعلا هي المنفذة..
قيل ان بعض هذه العمليات كانت من تدبير تنظيمات اسلامية صغيرة لا تنتمي الى القاعدة ولا ترتبط بها، لكنها تقدم من خلال عملها الميداني اوراق اعتماد لقادة التنظيم من اجل ان تحصل على الغطاء والمال والمساعدة والشهرة.. لكن ذلك لا يبرر الكتمان، بل يحفز على الجهر بالمسؤولية والقدرة على التعامل مع المتفجرة ومع الصوت والصورة، لكي يقتنع المسؤولون الموجودون في افغانستان او باكستان بأنه بات لهم شبكة لبنانية او سورية تنتشر على الشواطئ الغربية للبحر المتوسط .. كما انطلت الحيلة مرة على الاميركيين انفسهم، عندما صدقوا للوهلة الاولى ان »فتح الاسلام« كانت تخوض معركة نهر البارد العام الماضي بتكليف رسمي من قيادة القاعدة، لتخفيف الضغط عن الشبكات الاسلامية في العراق وفتح جبهات جديدة من الحرب!
لا بد من وجود تفسير لذلك الصمت الاسلامي على متفجرتي طرابلس اللتين استهدفتا الجيش اللبناني، وربما ايضا على عملية دمشق الانتحارية.. لكي لا يظلم الاسلاميون، ولا يحرج الجناة الحقيقيون، فيضطروا إلى استخدام وسائل ايضاح دموية جديدة.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,581,911

عدد الزوار: 6,902,299

المتواجدون الآن: 89