ما وراء الغياب المصري عن قمة الدوحة

تاريخ الإضافة الأربعاء 1 نيسان 2009 - 12:27 م    عدد الزيارات 694    التعليقات 0

        

ياسر الزعاترة 
 عندما نكتب عن القمم العربية، فنحن ندرك أولا وقبل كل شيء أن أيا منها لن "تخرج الزير من البير" كما يقول المثل الشعبي، ولذلك نميل غالبا إلى إبداء ملاحظات هنا وهناك تتعلق بالقمة المعنية والمناكفات العربية حيالها ، الأمر الذي تابعناه العام الماضي في قمة دمشق، وها هو يتكرر هذه المرة في قمة الدوحة. أهم معالم القمة الجديدة يتمثل في حرص قطر على قمة ناجحة تتوج حضورها الدبلوماسي كما تجلى خلال الأعوام الأخيرة من حرب لبنان إلى حرب غزة، فضلا عن أدوار أخرى في ملفات كثيرة: من بينها الصومال والسودان (ملف دارفور). تأتي القمة في ظل ما يشبه الدفء في العلاقات القطرية السعودية، مقابل الكثير من التوتر في العلاقة مع مصر، وهو ما تجلى على نحو أكثر وضوحا خلال الحرب على غزة، وها هي القاهرة التي اعتبرت أن خطاب فضائية الجزيرة والسلوك القطري بشكل عام هو نوع من المزايدة عليها، ها هي ترد على ذلك بطريقتها ، ليس فقط عبر غياب الرئيس عن القمة ، بل أيضا عبر جعل المشاركة في حدها الأدنى من خلال وزير هامشي. وفي حين بلعت الدوحة الإهانة لاعتبارات تمرير القمة بنجاح، فإن الرد غالبا ما سيأتي لاحقا، لا سيما أن المساومة على الحضور قد تمت عبر مطالبة مصرية لقطر بالكفّ عن التدخل في شأن السودان، وفي الشأن الفلسطيني، فضلا عن "لجم" الجزيرة التي كانت وستبقى أحد عناوين الصدام بين مصر وقطر، وربما بين هذه الأخيرة وعدد من الدول العربية الأخرى، وهي المساومة التي كان من الطبيعي أن ترفضها القيادة القطرية... من المؤكد أن حضور الرئيس السوري إلى الدوحة قبل موعد القمة بأيام كان نوعا من الإسناد المعنوي لقطر في مواجهة محاولة افشال القمة. هذا الحضور السوري المبكر يؤكد بدوره أن دول جبهة المقاومة والممانعة تسند بعضها البعض، تماما كما تفعل الدول الأخرى، في ذات الوقت الذي يؤكد أن محاولات تفكيك هذه الجبهة ليست في وارد النجاح، بما في ذلك مساعي إبعاد سوريا عن إيران التي وقفت خلف كثير من دبلوماسية الغزل مع دمشق خلال الشهور الأخيرة، سواء كانت عربية أم أمريكية وأوروبية.
وفي حين لن تتجاوز القمة في قراراتها ذلك المستوى التقليدي، فإن استمرار المناكفات العربية يؤكد أن العمل العربي المشترك لن يغادر مربعه الذي عايشناه منذ ست سنوات تقريبا، الأمر الذي سيجد صداه في الملفات المعروفة ، من فلسطين ولبنان إلى السودان... نتيجة ذلك أن قمة جديدة ستنقضي من دون أية تطور عملي، والسبب الأساسي أن الوضع العربي لا يمكنه الإقلاع من دون مصر، ومصر اليوم ليست في وارد إحداث نقلة في سياساتها الخارجية ما دام الهم الداخلي للنظام يحظى بالأولوية.
مؤسف بالطبع أن يحدث ذلك في ظل تراخي القبضة الأمريكية على العالم بسبب أزمتها المالية، فضلا عن أزماتها المتوالية من العراق إلى أفغانستان، والأسوأ أن يحدث ذلك بعد مجيء نتنياهو إلى السلطة في الدولة العبرية. ويبقى أن الدولة المضيفة للقمة قد فعلت كل ما في وسعها من أجل توفير أجواء النجاح، لكن ذلك لا يكفي لتحويل مسار العمل العربي المشترك من مربع العجز إلى مربع الفعالية في ظل الإشكالات التي تعيشها الدول الكبيرة التي تقع عليها أكثر من غيرها مسؤولية النهوض.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,766,259

عدد الزوار: 6,913,896

المتواجدون الآن: 132