حقائق المواجهة العربية مع إيران – الثورة، قائمة "الأخطار الإيرانية" على لبنان والمنطقة

تاريخ الإضافة الأربعاء 1 نيسان 2009 - 12:21 م    عدد الزيارات 711    التعليقات 0

        

بقلم عبد الكريم أبو النصر     
"أكد مسؤول عربي كبير لجهات اوروبية ودولية رسمية ان مصر والسعودية وغالبية الدول العربية تريد التعامل بانفتاح وايجابية مع ايران – الدولة التي تحترم الآخرين وتتصرف بمسؤولية معهم وتمتنع عن التدخل سلبا في شؤونهم وفرض مطالبها عليهم. لكن المجموعة العربية عموما ترفض التعامل مع ايران – الثورة التي تزرع الفوضى وعدم الاستقرار وتفجر النزاعات المسلحة وتشجع على استخدام السلاح ووسائل العنف والتهديد المختلفة في عدد من الساحات الاقليمية، كما تقوم بمحاربة الانظمة العربية المعتدلة بوسائل غير شرعية عدة. وشدد هذا المسؤول العربي على ان مصر والسعودية وغالبية الدول العربية ترفض ان تحدد ايران، بالتفاهم مع حلفائها، سبل وطرق معالجة قضايا فلسطين ولبنان والعراق وغيرها من القضايا العربية، وان توجه مسار الاحداث في المنطقة وفقا لمصالحها ومخططاتها، لان ذلك يشكل محاولة ايرانية للهيمنة على هذه المنطقة وشؤونها". هذا ما كشفته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية وعربية وثيقة الاطلاع في باريس. وأكدت المصادر ذاتها ان جهود المصالحة العربية تهدف الى مواجهة "التحدي الايراني للعرب"، وان اي مصالحة مصرية – سعودية – عربية حقيقية مع سوريا يجب ان تستند الى قاعدة واضحة ومشتركة للتعامل العربي مع ايران بحيث ترتكز العلاقات العربية – الايرانية على المفاهيم والامور الاساسية الآتية:
اولا، الالتزام المتبادل لتشجيع المصالحات الوطنية في لبنان وفلسطين والعراق بما يؤمن المصالح الحيوية لشعوبها وعدم استخدام السلاح ووسائل العنف المختلفة لتسوية الخلافات السياسية بين افرقاء البلد الواحد كما حدث حتى الآن في هذه الدول بتحريض وتشجيع من المحور السوري – الايراني خصوصا.
ثانيا، التزام عدم استغلال الاوضاع المتأزمة في بعض الساحات الاقليمية لمحاولة تعزيز مواقع المحور السوري – الايراني التفاوضية ومواقفه مع الدول الكبرى او مع اسرائيل، والتزام ايضا عدم اعطاء ذرائع لاسرائيل لشن حروب على لبنان وفلسطين وغيرها من الدول.
ثالثا، امتناع ايران وسوريا عن محاولة فرض مطالبهما الخاصة بوسائل مختلفة على دول اخرى كلبنان وفلسطين والعراق من اجل تأمين مصالحهما الذاتية على حساب مصالح شعوب هذه الدول.
رابعا، تشجيع التحاور والتفاهم بين ايران والدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، من اجل تسوية مشكلتها النووية بالوسائل الديبلوماسية بما يضمن حق الايرانيين في امتلاك برنامج نووي متطور للاغراض السلمية والمدنية مدعوم دوليا، في مقابل وقف كل النشاطات والمساعي الايرانية لامتلاك السلاح النووي، وهو ما يحمي المنطقة من حرب مدمرة او من سباق بالغ الخطورة نحو التسلح النووي.
قائمة الممارسات الايرانية.... وضمن هذا الاطار كشفت المصادر الديبلوماسية الاوروبية والعربية المطلعة ان جهات عربية رسمية اعدت "قائمة" بالاعمال والممارسات الخاطئة والمؤذية التي قامت بها ايران وسوريا بالتعاون مع حلفائهما وأدت الى حدوث تباعد، بل حال من المواجهة السياسية بين المحور الايراني – السوري ودول عربية عدة من ضمنها مصر والسعودية. وتتضمن هذه "القائمة" المسائل والامور الاساسية الآتية:
اولا، يتحمل المحور السوري – الايراني مسؤولية تفجير حربين في المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية هما حرب لبنان صيف 2006 وحرب غزة خريف 2008. فالمعلومات التي تملكها جهات عربية رسمية معنية بالامر تفيد ان "حزب الله"، وبالتنسيق مع السوريين والايرانيين، اعطى ذرائع لاسرائيل لشن حربها المدمرة على لبنان صيف 2006 حين اقدم على مهاجمة دورية عسكرية اسرائيلية داخل الاراضي الاسرائيلية وخطف اثنين من افرادها، ثم حين قصف الدولة العبرية باكثر من اربعة آلاف صاروخ وقذيفة بعدما رد الاسرائيليون على خطف الجنديين. كما تؤكد معلومات هذه الجهات العربية ان المحور السوري – الايراني هو الذي شجع "حماس" على اسقاط اتفاق مكة ثم تنفيذ الانقلاب على السلطة الوطنية الفلسطينية والسيطرة على غزة في حزيران 2007 مما ادى الى انقسام فلسطيني عميق، كذلك شجع هذا المحور "حماس" على رفض تمديد التهدئة الامنية مع اسرائيل في كانون الاول 2008 وعلى قصف الدولة العبرية بالصواريخ والقذائف، مما اعطى الاسرائيليين ذرائع لشن حرب مدمرة على قطاع غزة. وما يريده المحور السوري – الايراني هو الامساك بالورقة الفلسطينية بعد اسقاط السلطة الفلسطينية الشرعية بواسطة "حماس" وحلفائها ثم المساومة على هذه الورقة في المفاوضات مع الدول الكبرى لتأمين مصالح السوريين والايرانيين وليس مصالح الفلسطينيين.
ثانيا، تؤكد معلومات هذه الجهات العربية ان المحور السوري – الايراني هو الذي شجع "حزب الله" وبعض حلفائه على شن هجوم مسلح مفاجئ على بعض مناطق بيروت والجبل في ايار 2008 من اجل فرض مطالب السوريين والايرانيين على القوى الاستقلالية ودفعها الى الاستسلام لشروطهم. لكن مصر والسعودية احبطت مع دول اخرى هذا المخطط مما مهد لتوقيع اتفاق الدوحة.
ثالثا، تؤكد هذه المعلومات العربية ان المحور السوري – الايراني يريد ابقاء لبنان ساحة مواجهة مفتوحة مع اسرائيل ودول اخرى من خلال احتفاظ "حزب الله" بسلاحه وبقرار الحرب مع الدولة العبرية وذلك من اجل تحقيق هدفين اساسيين هما: الاول تعزيز موقع سوريا وايران التفاوضي مع الدول الكبرى لتأمين مصالحهما الذاتية وإن على حساب اللبنانيين، والثاني العمل على اسقاط اتفاق الطائف وايجاد اتفاق جديد ينسف صيغة تقاسم السلطة على اساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين من اجل فرض صيغة جديدة تقوم على اساس المثالثة وتعزيز نفوذ طائفة معينة على حساب طوائف اخرى، مما يهدد الوحدة الوطنية والسلم الاهلي في حال حدوثه.
رابعا، يركز النظام الايراني على ان القضية الفلسطينية ليست عربية بل اسلامية، وذلك لمحاولة تبرير تدخلاته السلبية في الساحة الفلسطينية دعما لـ"حماس" وقوى اخرى متحالفة معه وبما يتعارض مع مصالح الشعب الفلسطيني الحقيقية. والجانب السلبي الخطر في السياسة الايرانية هو ان ايران، بالتعاون مع سوريا، تشجع "حماس" وتنظيمات فلسطينية اخرى على اعتماد خطة المقاومة المسلحة المستمرة ضد اسرائيل وعلى تجاهل مطالب المجتمع الدولي والمجموعة العربية، لكن الايرانيين والسوريين يمتنعون في المقابل عن تقديم اي مساعدة عسكرية حقيقية وجدية للفلسطينيين في مواجهاتهم مع الاسرائيليين سواء من خلال فتح جبهة الجولان امام عمليات المقاومة او من خلال ارسال قوات ايرانية الى الجبهة السورية لمقاتلة الاسرائيليين.
خامسا، تحاول ايران بوسائل مختلفة اضعاف مجلس التعاون الخليجي، ومن هذه الوسائل العمل على احداث انشقاق فيه ودفع دولة او اكثر الى تبني مواقف طهران، وطرح فكرة انشاء تكتل جديد يضم دول الخليج الست والجمهورية الاسلامية بهدف تعزيز النفوذ الايراني في هذه المنطقة الاستراتيجية البالغة الاهمية.
سادسا، يتعامل النظام الايراني مع الدول الخليجية بكثير من التعالي وبمنطق الهيمنة والتسلط، وكأن المطلوب من هذه الدول ان تعمل لتأمين المصالح الايرانية وليس مصالحها الذاتية والمصالح العربية العليا. فالنظام الايراني يطالب ضمنا الدول الخليجية بـ"تقبل" الاحتلال الايراني للجزر الثلاث التابعة لسيادة دولة الامارات، ويعمل على الاساءة الى الدول الخليجية بطرق مختلفة، كالتدخل في شؤونها او الادعاء ان البحرين محافظة ايرانية او الاعتراض على طبيعة العلاقات القائمة بين هذه الدول والدول الكبرى وكأنه يريد ان يملي عليها سياساتها الخارجية وقراراتها.
سابعا، تؤكد هذه المعلومات العربية ان ثمة محاولات ايرانية جدية لاثارة النعرات الطائفية في بعض الدول العربية ولتشجيع جهات مرتبطة بطهران على استخدام العنف والسلاح لمحاولة فرض مطالبها على افرقاء آخرين في هذا البلد او ذاك. وهذه الممارسات الايرانية تهدد الاستقرار والوحدة الوطنية في عدد من الدول العربية وهو ما دفع المغرب، مثلا، الى قطع علاقاته الديبلوماسية مع ايران.
ثامنا، تؤكد هذه المعلومات العربية وجود تعاون سري بين جهات ايرانية ومنظمات جهادية من اجل تنفيذ عمليات ارهابية وتخريبية في عدد من الدول العربية المعتدلة كمصر مثلا وغيرها.
الاسد يرفض المواجهة مع ايران... واوضح لنا ديبلوماسي عربي مطلع "ان قائمة الاعتراضات العربية على الاعمال والممارسات والمواقف والسياسات الايرانية تظهر ان الخلاف بين مصر والسعودية ودول عربية عدة مع الجمهورية الاسلامية ليس شكليا وعابرا، وليس ناتجا من سوء تفاهم يمكن تسويته بسهولة. بل ان هذا الخلاف العربي – الايراني جدي وعميق وهو ناتج من تصميم ايران على فرض ذاتها كقوة مهيمنة على المنطقة العربية وشؤونها، وعلى العمل بالتعاون مع سوريا و"حماس" و"حزب الله" وتنظيمات متشددة اخرى، على اضعاف الموقف العربي والفلسطيني لمصلحة الجمهورية الاسلامية ومخططاتها".
وفي هذا المجال كشف لنا مسؤول عربي بارز وجود خلاف بين الرئيس بشار الاسد وعدد من الزعماء العرب في شأن "تقويم التهديد الايراني" وطريقة التعامل مع ايران. واكد المسؤول العربي ان الاسد دافع خلال لقاءاته الاخيرة مع عدد من الزعماء العرب عن ايران وسياساتها ومواقفها، وقلل خطورة "مواقفها واعمالها السلبية"، ودعا الى ضرورة التعامل عربيا مع النظام الايراني "بانفتاح وايجابية"، وتجنب اي نوع من المواجهة معه. وقد رفض الاسد وضع استراتيجية عربية موحدة لمواجهة "التحدي الايراني" وشدد في المقابل على ضرورة تقوية العلاقات العربية مع ايران وتركيا وعلى ضرورة اقامة حوار رسمي منتظم بين المجموعة العربية والجمهورية الاسلامية للتوصل الى تفاهم مشترك على تعاون عربي – ايراني منتظم يساعد على تسوية المشاكل والنزاعات القائمة في المنطقة. ودفع الاسد عن علاقات سوريا الخاصة والقوية مع ايران قائلا: "انها لمصلحة العرب"، واكد دعمه فكرة دعوة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى القمة العربية المقبلة في الدوحة. وكشف المسؤول العربي ان الزعماء العرب المعنيين مباشرة بهذه القضية رفضوا موقف الاسد هذا وشددوا خلال محادثاتهم واتصالاتهم معه على الامور الاساسية الآتية:
اولا، ان الدول العربية ليست هي "المعتدية" على ايران بل تعتمد سياسة حسن الجوار معها وتريد التعامل معها كدولة مهمة وليس كدولة مهيمنة على المنطقة. وفي المقابل فان السياسات الايرانية هي التي ألحقت وتلحق الاذى والاضرار بالمصالح العربية العليا وبمصالح عدد من الشعوب سواء في الخليج او في لبنان وفلسطين والعراق او في المغرب العربي والمنطقة عموما.
ثانيا، نشاطات المحور السوري – الايراني واعماله ليست لمصلحة العرب بل هي أساءت كثيرا الى مسار الاوضاع في عدد من الدول العربية.
ثالثا، تتمنى الدول العربية ان تعتمد ايران النهج نفسه الذي تعتمده تركيا في تعاملها مع العرب. فتركيا تحرص على التعاون مع الدول العربية وتمتنع عن التدخل سلبا في شؤونها وتقوم بدور الوسيط في عدد من النزاعات، وتدعم الجهود العربية لتسوية المشاكل القائمة، اما ايران فتقوم بدور سلبي وتخريبي في عدد من الدول العربية.
رابعا، ان الدول العربية لم تقطع الحوار مع ايران لكنها ترفض اي صيغة حوار رسمي منتظم بين ايران والمجموعة العربية تؤمن تغطية عربية لمشاريع الجمهورية الاسلامية ولمخططاتها في المنطقة المتعارضة مع المصالح العربية او تعكس دعما عربيا للنظام الايراني في معركته مع المجتمع الدولي في شأن برنامجه النووي ومساعيه لامتلاك السلاح النووي. واوضح انه، بقطع النظر عن المواقف والتصريحات العربية فمن الصعب تحقيق مصالحة جدية بين مصر والسعودية من جهة وسوريا من جهة اخرى، اذ ا ظل نظام الاسد متمسكا بالدفاع عن سياسات ايران ومصالحها".

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,217,185

عدد الزوار: 6,940,896

المتواجدون الآن: 120