الصراع السياسي السني- الشيعي في المنطقة (1-7)

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 آذار 2009 - 2:56 م    عدد الزيارات 799    التعليقات 0

        

الدكتور خالد العزي

بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران ووصول الإمام الخميني على رأس السلطة الجديدة للدولة عام 1978-1979 رافعًا شعار (ولاية الفقيه)، أي: "الوصاية على الشعب"، ورفض الرأي الآخر ونشر الأفكار الثورية الإسلامية في الدول الإسلامية الأخرى امتدادًا للثورة الإسلامية الإيرانية, عندها بدأ الصراع السني- الشيعي يأخذ شكلاً علنيًّا في المنطقة.
إيران عمدت لاستنهاض "الأقلية الشيعية" الموجودة في الدول العربية من خلال اللعب على الشعور المذهبي من أجل اختراق  المنطقة من خلال  بناء أحزاب مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني على شكل "حزب الله اللبناني" عام 1982, مستفيدين من المُناخ والحالة العامة التي تركتها نجاحات الثورة الإيرانية على أبناء الوطن العربي بمختلِف الانتماءات الدينية والمذهبية والأيديولوجية, وفي الدول الإسلامية المجاورة كالباكستان وتركيا وإندونيسيا.
في هذه  الفترة بالذات بدأت مقاومة الغزو الشيوعي لأفغانستان وتبنت هذه الدول مقاومة المجاهدين الإسلاميين. وتمَّ رفدُهم بالعَتاد والعدة والمال والرجال. وبذلك تكون قد ضربت هذه الدول عصفورين بحجر واحد: مقاومة الشيوعية الغازية، وكبح الثورة الإيرانية الناشئة، وخاصة أن هذه الدول في فترة الحرب الباردة تقع ضمن المعسكر الغربي.
بدأ الصراع الفعلي يأخد أبعاده القومية والمذهبية من اليوم الأول لتلك الثورة الفارسية، مما أثار مخاوف الدول المجاورة وتحديدًا الدول الخليجية الجارة الخائفة من انتقال عدواها إلى ديارهم وتصدير شرارتها (الثورة الإسلامية) إلى بلادهم. عندها أقامت دول الخليج حِلفًا فيما بينها أسمته: "مجلس التعاون الخليجي"، ومن أهم أهدافه حينذاك: الوقوف بوجه الخطر الجديد والعدوِّ الصاعد.
لأن الخليجيين وحدهم شعروا بالخطر النامي آنذاك لكونهم الأقرب إليه، والأدرى بإيران وتاريخها وحضارتها، وتركيبتها النفسية والاجتماعية، وعقلية هذا المجتمع الطامح إلى تغير جذريٍّ في جميع المعادلات الدولية الجديدة، التي تُعيد الاعتبارات القديمة له ولقومه.
ما زال في تفكيرها الحقد والانتقام من الماضي، وردِّ الاعتبار لها من جارتها أو من العرب جميعًا.
إيران تحاول إعادة أمجادها التاريخية:
حلمت إيران بدورٍ رياديٍّ في المنطقة على حساب الآخرين. لهذا الهدف تستخدم الشيعةَ العرب كوَقودٍ في حربها القادمة، من خلال امتلاكها المؤخَّر للمرجعية الدينية المصادَرة بالقُوَّة من مركزها التاريخي "النجف الأشراف" في العراق، أو من خلال الدخول إلى القضية الفلسطينية عبر إعلانها لـ "يوم القدس العالَمي" لاكتساب عواطف العرب والمسلمين الخاصة اتجاه القضية، وخصوصا في ظل غياب العنصر الشيعي عنها، كما هو الحال في احتضان حركتي "حماس والجهاد" في فلسطين، وحركة حسن الترابي في السودان، بالإضافة إلى دول أخرى.
تعمد إيران إلى نشر التشيع في العديد من الدول التي يغيب عنها معتقد "الشيعة الاثني عشرية"  من أجل نشر فكر الثورة الإسلامية، والذي تترجمه اليوم في المنطقة من خلال خطة قطف الأثمار لهذه الاستراتيجية الإيرانية البعيدة المدى، مستخدمة بذلك الإغراءات المادية الضخمة المقدَّمة لفقراء أهل السنة من أجل التأثير في صلب العمق الديمغرافي العربي، والعمل على تفتيت الكيانات العربية المركبة من فسيفساء المذاهب والطوائف والعروق القومية، لتسهل عليها إحداث خروقات من خلال شعارات وهمية كاذبة يجهلها البعض ويعتبرها مساعدة في محاربة العدو الأكبر. من هنا يأتي طرحها لمشاريع أخرى بديلة عن الشرق الأوسط الكبير التي تطرحه أمريكا كـ "شرق إسلامي كبير".
إيران التي تحمل لواء الدفاع عن فلسطين وهي دولة الممانعة الأولى، لم نرها تحارب في أي حرب، مترجمةً فيها الفعل بالقول ضد أمريكا أو إسرائيل!! وإنما المعركة التي تخوضها إيران اليوم مع الأعداء هي معركة بالواسطة.
عندما بدأت الحرب الفارسية- العربية عام 1980 كان الغطاء السوري- الليبي الشاذ الذي كان غطاء مجانيًّا حتى بقيت الحرب عراقية- إيرانية، وبالرغم من هذا الغطاء بقيت الحرب تأخذ بعدًا قوميًّا.
إيران التي خاضت المعارك طول 9 سنوات ضد العراق، كانت تُزوَّد بالسلاح من قِبَلِ إسرائيل، والتي انتهت بفضيحة "إيران غيت"، والتي سوف تزيلها اليوم من الوجود!! وبغض النظر عن ذلك، كان شعارها الدائم إن تحرير القدس يمر أولاً في بغداد. فكان لها ذلك، وهذا ما شهدناه في مساعدة الأمريكي على احتلال أفغانستان والعراق العربي، وتدمير البنية التحتية للدولة، ومن خلال إعدام الرئيس صدام حسين إلخ... ما هو إلا انتقام شخصي منه لما لم تستطيع تحقيقه أثناء الحرب العرقية- الإيرانية.
الرئيس الإيراني اليوم يأتي لزيارة بغداد واصفًا إياها بالتاريخية، لأنه يدخل عاصمة الرشيد منتصرًا تحت العلم الأمريكي وفي حمايتها، ويطالبها بالخروج الفوري حتى يتسنى له المكوث مكانها!! جرأة كبيرة أم وقاحة زائدة عن المألوف؟؟
لا نعرف إذا كانت الممانعة هي شعارات جديدة في فنِّ المقاومة الذي تلقننا إياه إيران من خلال مرشدها الروحي "الوالي بالوكالة" أو "وزير البلاط" الرئيس "نجاد" الذين يخوضون معركة بالواسطة مباشرين  بأن هزيمة المشروع الأمريكي في لبنان! ولماذا في لبنان وليس في العراق أو "طهران"؟  لا نعلم  بما يختلف المشروع الأمريكي في لبنان عن غيره في المنطقة! أو المشاريع الأخرى قد تم الاتفاق عليها مع أمريكا وبقي لبنان لم يتم الاتفاق عليه؟ إذا أردنا أن نضع الإصبع على الجرح العربي النازف نجد المبضع الإيراني يحفر يوميًّا في الجسم العربي كله من احتلال الجزر الإماراتية! والإعلان بأن البحرين هي مدينة إيرانية! ودعم الحوثيين في "صعدا" اليمن، وحزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والمتمردين في السودان، وإنشاء دوليات في هذه الدول! بالإضافة إلى إثارة الشغب في الكويت، والتدخل في أفريقيا والصومال!! هذا إذا لم نحسب السيطرة على دولة مثل سورية، ونخر الدولة العراقية في حرب مذهبية، وتشجيع الأكراد على الانفصال عن الجسم العراقي، واستعمال دول أخرى كليبيا، وقطر، وباكستان، وأفغانستان، وتشاد...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,780,613

عدد الزوار: 6,914,653

المتواجدون الآن: 118