"حزب الله" بعد الإنتخابات: وجهتا نظر

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 آذار 2009 - 2:55 م    عدد الزيارات 742    التعليقات 0

        

بقلم قاسم قصير
خصص "حزب الله" اكثر من عشرة الاف كادر من كوادره لإدارة المعركة الانتخابية النيابية المقبلة باشراف المنسق العام للماكينة الانتخابية نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم، ويضاف الى هؤلاء عشرات الالوف من الكوادر الذين سيتولون مهمات انتخابية تفصيلية خلال الايام التي ستسبق الانتخابات او عند اجرائها. لكن رغم ضخامة الاستعدادات التي بدأها الحزب لخوض المعركة الانتخابية المقبلة، فان هناك ورشا اخرى تجري داخل الحزب استعدادا لمرحلة ما بعد الانتخابات والتي سيواجه فيها الحزب تحديات كبيرة سواء نجحت قوى "8 آذار" بالفوز في الانتخابات، او استمرت قوى "14 آذار" بالامساك بالاكثرية النيابية.
وقد قررت قيادة الحزب (شورى القرار) تأجيل اجراء عملية انتخاب الشورى الجديدة الى السنة المقبلة وذلك للتفرغ لادارة المعركة الانتخابية، ومن اجل استكمال التغييرات السياسية والتنظيمية والثقافية التي يجب اجراؤها استعدادا لما بعد الانتخابات وفي هذا الاطار يشهد الحزب ثلاث ورش اساسية: الاولى تنظيمية من خلال اعادة ترتيب الواقع التنظيمي الداخلي واستحداث مواقع ووحدات جديدة تتلاءم مع التضخم الكبير الذي حصل على صعيد الجسم الحزبي والتنظيمي وخصوصا بعد حرب تموز 2006، والثانية ورشة ثقافية تتولى اعادة مراجعة المناهج الثقافية وآليات العمل ووضع رؤية ثقافية متكاملة يتم تنفيذها بشكل متدرج، والثالثة ورشة سياسية تم البدء فيها منذ اشهر عدة لوضع وثيقة سياسية جديدة تعمل لاعادة بحث الدور المستقبلي للحزب في ضوء النتائج المتوقعة للانتخابات والمتغيرات الحاصلة دوليا واقليميا وداخليا.
فما ابرز المتغيرات الحاصلة داخل "حزب الله" على المستويات كافة؟
المتغيرات الداخلية ... تقول مصادر مطلعة في "حزب الله" "ان الحزب اجرى اعادة تغيير في العديد من الوحدات التنظيمية وخصوصا على الصعيدين الاعلامي والثقافي، فبعد استحداث وحدة العلاقات العربية اضافة للعلاقات الدولية، تم انشاء وحدة الاعلام الالكتروني لتكون رديفة لوحدة العلاقات الاعلامية. اما على الصعيد الثقافي فتم اعادة ترتيب الوحدة الثقافية من خلال تعيين معاون للامين العام للاشراف على العمل الثقافي على ان يساعده ثلاثة مسؤولين يتولون المهمات الثقافية المتنوعة". وكان الحزب اوجد قسما للتخطيط الثقافي اضافة الى جمعية المعارف الثقافية التي تتولى حاليا الاشراف على المناهج الثقافية التي تدرس داخل مختلف الوحدات بعد ان عاش الحزب بعض الفوضى في هذا المجال. ويضاف الى ذلك تولي معهد المعارف الحكمية الذي انشئ منذ سنوات عدة ويشرف عليه الشيخ شفيق جرادي اقامة دورات ثقافية على مستوى عالٍ تتناول الشؤون الفلسفية والمعرفية الحديثة، اضافة الى التعرف على كل الحركات السياسية والاسلامية ومواكبة التطورات العلمية والفكرية الجديدة.
ويؤكد المسؤولون في "حزب الله" "ان الحزب امام مسؤولية كبيرة على صعيد الشأن الثقافي من ناحية القدرة على المواءمة بين الرؤية السياسية الانفتاحية التي ينتهجها وبين المناهج الثقافية التي يتم تدريسها داخليا والتي يجب ان تهيّء الكوادر والعناصر لكي يكونوا قادرين على الانفتاح على جميع الطوائف والمذاهب والاتجاهات السياسية والدينية". وفي موازة ذلك يستمر العمل على اعداد الوثيقة السياسية والفكرية التي قررت شورى "حزب الله" انجازها كبديل من الرسالة المفتوحة وقد قطعت اللجنة المكلفة بذلك شوطا كبيرا من العمل ولكن من غير المعلوم اذا كانت ستصدر قبل الانتخابات او بعدها خصوصا ان الحزب لن يعلن برنامجا انتخابيا شاملا وسيكتفي بالمواقف التي يطلقها مسؤولوه في الحملات الانتخابية.
نقاش سياسي..... اضافة الى التغييرات التنظيمية والثقافية التي اجراها "حزب الله" وبدأ العمل لتنفيذها، فإن الحزب يشهد اليوم نقاشا سياسيا معمقا حول آفاق المرحلة المقبلة، واي دور سيقوم به بعد الانتخابات النيابية. وحسب المصادر المطلعة في الحزب فان هناك وجهتي نظر اساسيتين، الاولى تدعو لعدم تولي الحزب اية مسؤوليات تنفيذية في الحكومة التي ستشكل بعد الانتخابات النيابية المقبلة وترك هذا الامر لحلفاء الحزب السياسيين على غرار ما كان يحصل قبل الانسحاب السوري من لبنان وان يتفرغ الحزب لمواجهة التحديات المقبلة بالصراع مع اسرائيل وتداعياته. والثانية تدعو لتعزيز دوره على الصعيد السياسي وان يكون له دور فاعل سواء داخل اية حكومة جديدة او على صعيد ادارات الدولة والمهمات المطلوبة في مختلف المجالات وذلك بهدف انجاح التجربة الجديدة وخصوصا اذا نجحت قوى 8 آذار في الانتخابات. ورغم ان المسؤولين في الحزب اكدوا مرارا في تصريحاتهم العلنية على استعدادهم للتعاون مع قوى 14 آذار في تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات وصولا لتولي رئيس كتلة تيار المستقبل سعد الحريري رئاسة هذه الحكومة، فان قيادة الحزب بدأت تدرس الاحتمالات المختلفة في حال رفض قوى 14 آذار المشاركة في "حكومة ما بعد الانتخابات وكيفية حماية الوضع الاقتصادي من اي تدهور اضافة الى تعزيز العلاقات الدولية والعربية، وقد يكون قرار الحكومة البريطانية بالحوار مع "حزب الله" وتجاوب الحزب معه احد تجليات هذا الاستعداد.
تحديات مختلفة.. لكن ما هي أبرز التحديات التي سيواجهها "حزب الله" في المرحلة المقبلة؟ وهل سينجح في مواجهتها؟ .....
تقول المصادر المطلعة في الحزب ان التحدي العسكري والامني سيظل في اولويات عمل الحزب، ورغم استبعاد قيام اسرائيل بعدوان على لبنان في الافق المنظور، فان الصراع العسكري والامني بين الحزب والجيش الاسرائيلي سيظل قائما وذلك لكي يحافظ الحزب على تطوره الكمي والنوعي ومن اجل الاستعداد لاي تطور بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة خصوصا اذا نجح الحزب في الرد على اغتيال الحاج عماد مغنية.
والتحدي الثاني يتعلق بمواكبة التغيرات السياسية دوليا واقليميا وداخليا في ظل عودة الحوار السوري – الاميركي وامكان بدء الحوار الاميركي –الايراني والمصالحات العربية وانعكاس ذلك على دور الحزب، رغم ان قياديي الحزب يعتبرون ان هذه التطورات ستكون لمصلحتهم سياسيا وشعبيا، ولكن ذلك لا ينفي ان هذه المتغيرات ستترك انعكاساتها على دور الحزب ومشروعه المستقبلي.
اما التحدي الثالث فيتركز في الدور المستقبلي للحزب على الصعيد اللبناني وامكان وضع مشروع سياسي وطني يستجيب للطموحات سواء اذا نجحت قوى 8 آذار في الفوز بالانتخابات او في حال بقيت قوى 14 آذار ممسكة بالاكثرية النيابية.
فما هو مشروع الحزب السياسي؟ وكيف سيتصرف ازاء المرحلة المقبلة؟ وهل سيضطر للجوء الى الاعتصامات والاضرابات وصولا لتكرار ما حصل في 7 أيار أم سيتعاطى مع الواقع السياسي بروحية جديدة؟

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,123,883

عدد الزوار: 6,935,794

المتواجدون الآن: 83