الصهيونية المسيحية ... في بيت لحم!

تاريخ الإضافة الجمعة 6 نيسان 2012 - 5:27 ص    عدد الزيارات 448    التعليقات 0

        

الصهيونية المسيحية ... في بيت لحم!

بقلم داود كتاب

 

وقع حدث فريد من نوعه للسنة الثانية على التوالي في مدينة بيت لحم الفلسطينية. العديد من المسيحيين الإنجيليين الذين يُنظر إليهم على أنهم أشد المؤيدين لإسرائيل (في كثير من الأحيان أكثر كثيراً من الإسرائيليين) كانوا ضيوفاً لتجمع مسيحي فلسطيني.
استضاف مؤتمر "المسيح أمام الحاجز" الذي عقد برعاية كلية بيت لحم للكتاب المقدس، أكثر من 600 شخص من الإنجيليين من مختلف أنحاء العالم، ولكن في المقام الأول من الولايات المتحدة. من بين الإنجيليين الرواد الذين حضروا هذا الحدث ذا الرعاية الفلسطينية القس جويل هنتر، وهو المستشار الروحي للرئيس الأميركي باراك أوباما.
قبل الافتتاح في فندق جاسر بالاس انتركونتيننتال، كان المؤتمر (بمنظميه وضيوفه على حد سواء) موضوعاً لهجمات متعددة. تعرض المتحدثون لضغوط حتى لا يحضروا وذلك من خلال المئات من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية، مع اتهامات بأن مشاركتهم ستعطي الشرعية لتجمع مناهض لإسرائيل ومعاد للسامية.
لم يكن هذا المؤتمر حدثاً مناهضاً لإسرائيل بأي شكل من الأشكال. لقد استمد قوته من مناهضة بعض التفسيرات اللاهوتية السائدة أكثر من كونه محاضرة سياسية.
شملت معظم الجلسات بالأحرى المناقشات حول مصطلحات معقدة (على سبيل المثال، المدرسة التدبيرية الحازمة مقابل التدبيرية التقدمية – وهو نظام من اللاهوت النبوي الذي يصور إسرائيل الى حد كبير على أنها جزء من خطة الله للأيام الأخيرة) أو أجوبة على أسئلة (مثل هل يشكل المؤمنون المسيحيون الفلسطينيون مشكلة للصهيونية المسيحية؟ ما هو اللاهوت الكتابي للأرض؟ هل عكس الصهيونية المسيحية يعتبر لاهوتاً بديلاً؟ وكيف يؤثر علم اللاهوت في السياسة؟).
وبدا ان معظم المشاركين الذين حضروا المؤتمر وصلوا إلى استنتاج مفاده أنه من غير المقبول مزج اللاهوت بالسياسة وحاولوا استخدام بعض النصوص المعزولة من الكتاب المقدس لتبرير الأفعال الإسرائيلية. ولكن ما يبدو أنه نتج عن هذا المؤتمر هو تعزيز وتقوية مختلف الحجج التي تفضح الأساطير التي يعتبرها الكثيرون أنها الموقف النمطي للمسيحيين الإنجيليين.
بالإضافة إلى المناقشات اللاهوتية، قدم المشاركون في المؤتمر وجهة نظر فريدة من نوعها عن فلسطين وعن المسيحيين الفلسطينيين. وبالنسبة لكثير من الانجيليين، فقد قدم هذا المؤتمر جانباً إنسانياً قوياً مما يجعل من المستحيل عليهم الاستمرار في فصل بعض تفسيرات اللاهوت المسيحي عن تأثيرها على الناس الحقيقيين، وفي الواقع على الناس الذين يتقاسمون المعتقدات التوراتية المماثلة.
إن الانجيليين المتشددين، والمبشرين الإنجيليين في التلفزيونات والصهاينة المسيحيين عموماً سوف يستمرون دون شك في إظهار تحاملهم ضد الفلسطينيين بشكل واضح، وفي أن يكونوا في مصلحة نوع من الحل اليهودي المسيحي للصراع، والذي لا يتضمن أي فلسطيني، سواء كان مسيحيا أو مسلماً. ومع ذلك، فإن القدرة على إنكار المعاناة والادعاء
بـ "لم نكن نعرف" يزداد صعوبة أكثر فأكثر.
لقد فاض مؤتمر "المسيح على الحاجز" بالحيوية ومما لا شك فيه أن المشاركين سيعودون الى كنائسهم في الغرب برسالة مختلفة وهي أنه للتوصل إلى السلام يجب أن يكون هناك عدالة وأن السلام والعدالة هما حجر الزاوية في العقيدة المسيحية، بغض النظر عن التشويش اللاهوتي الذي حاول المسيحيون الصهاينة أن يضعوه عليه.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,784,786

عدد الزوار: 6,965,908

المتواجدون الآن: 62