الرئيس ميدفيدف: مستقبله السياسي في روسيا البوتينية ...!!!

تاريخ الإضافة الأحد 26 شباط 2012 - 7:10 ص    عدد الزيارات 413    التعليقات 0

        

 

 الرئيس ميدفيدف: مستقبله السياسي في روسيا البوتينية ...!!!
لم يتبقى للرئيس الروسي الحالي سوى بضعت شهور في سدة الرئاسة ،في قصر الكرملين، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الجديدة في 4 اذار مارس القادم ،والذي يتم بعدها في شهر مايو "ايار "التسلم والتسليم للسلطة الجديدة، لقد أدار الرئيس ميدفيديف سياسة مميزة وممتازة لحزب روسيا الموحدة وللرئيس بوتين الرئيس الفعلي للبلاد ،لقد حسم كل السجال والنقاش في البلاد في 24 أب "أغسطس "الماضي عندما طلب من جمهور الحزب في مؤتمرهم الأول بترشيح الرئيس بوتين لسدة الرئاسة ،وفي 27 نوفمبر في اجتماع المؤتمر الثاني لحزب روسيا الموحدة أجاب على السؤال الذي كان يجول في أذهان العالم لداخلي والخارجي:"بان ترشيح الرئيس بوتين تم على كون بوتين هو الأوفر حظا والأكثر شعبية تساعده للوصول إلى سدة الرئاسة". بالرغم من تحميله للإخفاقات العديد ة في السياسة الروسية ويحملونه المسؤولية المباشرة الأزمات الروسية الداخلية والخارجية،لان لرئيس ديمتري ميدفيديف بصفته رئيس البلاد والمسؤول الأول عن السياسة الداخلية والخارجية والاقتصادية ،فالجميع حملوه خسارة روسيا في ليبيا وإفريقيا وخروجها من العالم العربي له شخصيا لكونه كان يدير هذا الملف بالرغم من نصائح الرئيس بوتين الذي يشغل منصف رئيس الوزراء ، محاولين التنصل من المسؤولية الفعلية و الإخفاقات الروسية ،وتعليقها على ظهر الرئيس ميدفيديف لكون ولايته انتهت .
- لكن فترة الرئيس مدفيديف لقد حققت نجاحات متعددة ومختلفة لروسيا على الصعيدينالداخلي والخارجي وهذا يسجل نصرا علنًيا للرئيس “ميدفيديف” وداخليا للرمز”بوتين”، لنرى أهمها :
- لقد نجح "ميدفيديف" في تولي قيادة روسيا محليا وعالميا، من خلال الاستمرار بتنفيذ النهج السابق، والذي شكل مع “بوتين” ثنائية مميزة خلال هذه الفترة الحالية ،لقد استطاعت قيادة الدولة الروسية في النجاح الباهر في الأمور التالية:
1- حرب جورجيا: لقد خاض "ميدفيديف" حرب جورجيا التي فرضت عام 2008 ، بطريقة مميزة،فكان الامتحان الأصعب له في بدية ولايته، استطاع الاستفادة من الخطاء التاريخي التي ارتكبه الرئيس "الجو رجي ميخائيل سكاشفيلي"،أثناء شن حربه على إقليم اوسيتيا الجنوبي، فكانت رسالة روسيا إلى أوروبا والعالم كله،من خلال قدرات روسيا العالية التي تحتفظ بها،ويمكنها الرد ساعة تشاء على كل تهديد ضد روسيا أو حديقتها الخلفية،بغض النظر عن الجهة الذي يأتي منها التهديد .
2- أوكرانيا: نجح "ميدفيديف" من اسقطا الثورة البرتقالية التي قامت في أوكرانيا،ضد روسيا وسياستها عام 2004 ،من خلال إيصال مرشح موسكو” يونكوفيتش” المدعوم من صقور الكريملين، لان خسارة أوكرانيا لروسيا هي خسارة روسيا نفسها،لذا نرى التعامل المختلف والجديد من قبل روسيا للمشاكل العالقة بين البلدين ،لكن اليوم بدءانا نتلمس نتائجها الايجابية، بالنسبة للطرفين ،فيعود هذا النجاح لمنفذ هذه السياسة،الرئيس"ميدفيديف" نفسه وصقور الكريملين.
3- أمريكا: لقد نجح”ميدفيديف”:في التعامل مع الرئيس الحالي باراك اوباما ،لحل العديد من الملفات العالقة بين الجبارين ،نجح ميدفيديف من توقيع اتفاق الحد من السلاح النووي، “ستارت 2″ الذي أعادت هذه الاتفاقية الهيبة للدولة الروسية التي فقدتها عند توقيع اتفاق” ستارت 1″ عام 1990 مع بداء الانهيار للاتحاد السوفياتي،كذلك عدم نشر أنظومة الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية،عدم توسيع حلف الأطلسي والذي كان مطروحا في السابق نحو” أوكرانيا وجورجيا”.
4- الإرهاب: لاتزال روسيا في الحلف الدولي المكون ضد الإرهاب ولكن بطريقتها الخاصة ،بالرغم من الإرهاب الذي لايزال يضرب روسيا، وعاصمتها موسكو والذي كان أخرها في 27 آذار 2010 من هذا العام ،محاول اضعف حركة موسكو الدبلوماسية،فكان الرد السريع من الثنائي ،”ميدفيديف ،بوتين”،في ضرب الإرهاب وكل دعمه، في روسيا وملاحقته،والابتعاد عن الخطاء الأمريكي بإلصاق التهم بالإسلام بالرغم من منفذي هذه الإعمال الإرهابية هم إتباع الديانة الإسلامية.
5-إيران:لقد وفقت روسيا على عقوبات اقتصادية ضد إيران صادرة عن الأمم المتحدة ولكنها دون أنياب ،وأجازت لنفسها بيع سلاح دفاعي لها، لان السلاح غير خاضع للعقوبات التي سوف تلتزم بها بحال صدورها، لان إيران شاريك لروسيا في عدة مناطق حيوية ولا تريد أن ترتكب إيران خطاء تاريخي ،بسب تعنت قيادتها الحالية لذا وافقت على العقوبات حتى لا تكون بعيدة عن العالم.
6-غيرغيزستان:استطاعت روسيا من استغلال الحالة التي تركتها ثورة “التوليب” في هذه الدولة عام 2004 أثناء فترة الثورات الملونة، وإبعاد حليف موسكو السابق “اسكار اكايف”فان خلع الرئيس الحالي المخلوع “كرمان بك بكيف” التي تمت في نيسان 2010والذي أراح موسكو جدا ، لان الصراع على وسط أسيا وجمهورياتها لم ينتهي بعد وإنما هذه البداية التي تحاول موسكو تحسين،حديقتها الخلفية في الجمهوريات الإسلامية،التي تعتبرها موسكو منفذها الجيو – سياسي، لقد سجل هذا الانتصار أثناء التوقيع على اتفاق “ستارت 2″ في براغ، إضافة إلى فوز الرئيس الأوكراني يونكوفتش، وفوز الرئيس القرقيزي الماظ بك اتمابييف في 29 تشرين الأول الذي أراح موسكو نهائيا بوصول مرشحها في أسيا الوسطى، في نفس الوقت كنا رصيد الرئيس “ميدفيديف” والمفاوض الروسي في براغ .
7-الشرق الأوسط : نجحت روسيا بإعادة الإمساك بملفات الشرق الأوسط، بعد الإبعاد ألقصري عن مكانها الطبيعي طوال الفترة الماضية، عملت روسيا على التقارب من الدول العربية والإسلامية في الشرق الأوسط،من خلال الحوار وتفهم وجهات النظر لهم حتى لقوى المعارضة العربية الرسمية المتواجدة في البرلمان وهذ1 ما عبر عنه لقاء "ميدفيديف"،بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية في زيارته إلى دمشق في 11ايار"مايو" من العام 2011، من تسويق دور روسيا كراعي لعملية السلام العربية الصهيونية،العمل على أجاد أسواق جديدة لها في هذه المناطق التي تعتبر على نزاع مع الدور الأميركي،فرض قوة روسيا العالمية في مجال الطاقة،من خلال التعاون في مجال الطاقة العادية ،وبناء الطاقة البديلة "النووية للإغراض السلمية "كما عبرت عنه زيارة "ميدفيديف" إلى دمشق وانقر في أيار "مايو" من العام 2011 .
8-الاحتفال بعيد النصر: احتفلت روسيا بالذكرى 65 في 9 مايو، من 2010، بيوم النصر على الفاشية، بطريقة مميزة من خلال التحضير للاحتفال، وطريقة العرض التي أقامته موسكو بمشاركة، دول الاتحاد السابق، ودول الحلفاء في الحرب، التي سجلت لنفسها حصريا حق النصر.
-9-الدفاع عن مصالح روسيا الخاصة في الشرق الأوسط وخاصة في مواجهة الربيع العربي "2011"والذي كان السد والسند الحصين للنظام الليبي والنظام السوري من خلال استخدامه لحق الفيتو في مجلس الأمن لإعاقة أي مشروع يدين سورية .
10- استخدام حق نقد الفيتو في مجلس الأمن الدولي في 5 أكتوبر من العام 2011 ، وفي 4 فبراير "شباط "2012 ،ضد أي إدانة العنف في وسورية وعرقلة أي قانون يدين سورية،وتزويد النظام السوري بالمال والعتاد والسلاح والدفاع عنه ووضع الجلاد والضحية في نفس الخانة. 
11- تحولت موسكو إلى مركز حوار لكل الكتل العربية المتصارعة في العام 2011، والتي خرجت منها موسكو بمركز حوار فاشل بدل من أن تكون مركز جديد للحوار والتحاور وتعزيز دورها، وأضحت مركزا لحماية الدكتاتوريات العربية.
12- فوز حزب روسيا الموحدة بالأكثرية النيابية في 4 ديسمبر في 2012،لكون الرئيس ميدفيديف حمل قائمة الانتخابات للحزب،وإيصال مرشح الحزب ورجل روسيا الأقوى "فلاديمير بوتين"، إلى سدة الرئاسة للمرة الثالثة في 4 آذار"مارس" القادم .
13- دخول روسيا في 16 ديسمبر في العام 2011 إلى منظمة التجارة العالمية والتي منحت التأشيرة بعد لقاء دول أسيا والمحيط الأطلسي من عام 2011،بعد نضال دام 18 عام.
بناء لكل هذه الانجازات التي تم عرضها ،فإن الرئيس الروسي “ديمتري ميدفيديف”، له الحظ الأوفر من اجل أن يلعب دورا مميزا في ولاية بوتين القادمة"الولاية الثالثة لروسيا عام ،2012.بالرغم من العديد من المحللين الذين وجودوا في الرئيس بوتين موظفا جيدا لقيصر الكرملين ،لم يكن من الدواعي للرئيس بوتين من العودة العلانية للرئاسة بظل وجود موظفا مطيعا كالرئيس ميدفيديف. لكن الرئيس بوتين في لقاءه مع الإعلام في 15 ديسمبر أصر على أن دور الرئيس ميدفيديف لم ينتهي بل سوف يخلفه في رئاسة الحكومة القادمة ،فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذه المسرحية إذا كان ميدفيديف يقوم في دوره في رئاسة الجمهورية ويحقق انجازات مهمة كالتي تم ذكرها ،لكن لماذا لم يتم التمديد له في ولاية ثانية ،ويبقى الرئيس بوتين الرئيس الظل والأب المؤسس لروسيا الحديثة . وها احسب وتين الخطر الذي بدء يداهم روسيا من خلال نمو معارضة حقيقية تهدد بوتين، فالرئيس ميدفيديف من مواليد عام 1966، وحسب القانون الروسي القائل بان العامل في الدولة حتى لو كان رئيسا،لا يستقيل من مهام الدولة بل يذهب لممارسة مهام حكومية جديدة ،فما هي إذا مهام ميدفيديف القادمة الذي لا يزال الطريق إمامه مفتوح لمدة طويلة .
د.خالد ممدوح ألعزي
كاتب إعلامي،مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,773,475

عدد الزوار: 6,914,287

المتواجدون الآن: 113