درس من شيعة العراق الى اخوانهم في لبنان

تاريخ الإضافة الإثنين 16 شباط 2009 - 11:03 ص    عدد الزيارات 698    التعليقات 0

        

لم تكد تمضي اربع سنوات على اقتحام المجلس الاعلى حياة العراقيين بقوة الميليشيات الارعابية لمنظمة ((بدر) والاستخبارات الفارسية، وأصوات 900 الف فارسي اقترعوا زوراً بزعم انهم عراقيون لمصلحة مرشحيه في الانتخابات المحلية وفازوا وسيطروا بهم على مجالس محافظات في عدد من المدن العراقية.. حتى استفاق ابناء العراق وخاصة شيعته الى المأساة التي يدفعهم اليها عملاء الاستخبارات الفارسية وعلى رأسهم عبدالعزيز الحكيم وابنه عمار وآخرون حوله، فكان حساب المجلس عسيراً عندما اسقط العراقيون عدداً كبيراً من مرشحيه وأفقدوه الاغلبية المزعومة التي كانت له في المجالس السابقة.

شيعة العراق حكّموا ضمائرهم ووطنيتهم وعروبتهم واسلامهم.. فكانت نتيجة الحكم نبذ عملاء ايران التي تريد تفتيت وطنهم وإخضاعه والسيطرة على مقدراته وتوجيه سياسته لمصالحها الانانية ومشروعها الاستعلائي العنصري.

حاسب شيعة العراق عبدالعزيز الحكيم وجماعته، لأنه استهان بمصالحهم وطالب علناً بدفع 100 مليار دولار لإيران، يدفعها العراقيون من حقوقهم وثرواتهم ونفطهم.. لماذا! لأن العراق في زعم الحكيم ومن معه، سبب اضراراً للفرس تساوي هذا المبلغ، خلال الحرب العراقية - الايرانية 1980 - 1988، ولم يأت على ذكر الدمار الذي ألحقته ايران بالعراق وشعبه ومصالحه وخاصة في مدنه.. الاقرب وهي البصرة و65% من سكانها شيعة الى كل قراها والمدن المحيطة بها.. والقصف الصاروخي التدميري على بغداد وأكثر من 50% من سكانها شيعة.

حاسب شيعة العراق المجلس الاعلى وزعيمه عبدالعزيز الحكيم وجماعته، لأنه اراد تفتيت وطنهم بدعوى الفدراليات الشيعية في الجنوب، ليرتبط بالتوسع الفارسي العنصري إلغاءً لوطن اسمه العراق.

فجنوب ووسط العراق يكتنـز الى جانب العروبة النفط وثروات المياه وغابات النخيل (تبلغ ثروة العراق من النخيل نحو 30 مليون شجرة معظمها في الوسط والجنوب)، ومن يسيطر عليه سياسياً وإدارياً يسيطر على معظم العراق.. عدا كركوك التي يطمح الاكراد لسلخها عن الوطن الام وضمها الى اقليمهم.

مشروع الحكيم اذن.. افلاس دولة العراق حين تدفع 100 مليار دولار لايران.

ومشروع الحكيم ايضاً تفتيت العراق وضم اقاليمها في الوسط والجنوب لإيران ايضاً.

فكيف لا يحاسبه الشيعة العراقيون؟.. لكن كيف كان الحساب الانتخابي؟

الارقام الانتخابية بعد الاقتراع الشعبي الذي تجاوز الـ 50% من المسجلة اسماؤهم بقليل تقدم صورة واضحة عن محاسبة الشيعة العراقيين لجماعة ايران فبعد فرز اكثر من 90% من اصوات الناخبين جاءت النتائج البليغة المغزى على الشكل التالي:

 

في محافظة بغداد

حصلت جماعة ايران شهيد المحراب على 4, 5 % من الاصوات، في حين حصلت لائحة ائتلاف دولة القانون على 38%، وكانت هذه الفوارق الضخمة في الاصوات بين لائحة المجلس الاعلى ولائحة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يمثل حزب الدعوة وحزب الدعوة - تنظيم العراق، وعنوان الاثنين الاول هو وحدة العراق ارضاً وشعباً ودولة مركزية.

بينما حصلت اللوائح الشيعية الاخرى على ما مجموعه 12% موزعة كما يلي:

الفضيلة 3, 1%، مثال الالوسي 6, 1% الصدريون تحت اسم تيار الاحرار 9%.

وحصلت القوى الوطنية والعروبية والاصلاحية وهي كلها على عداء متفاوت الشدة مع جماعة ايران على ما مجموعه 1, 31% وحصل المستقلون أي شيعة وسنة مع وحدة العراق على ما مجموعه 14%.

أي ان جماعة ايران لم يحصلوا في العاصمة المركزية بغداد التي يزيد تعداد سكانها عن ربع سكان العراق تقريباً الا على 4, 5% من الاصوات، وتوزعت الـ 5, 94% على القوى الوطنية والعروبية والمستقلة والاسلامية الداعية الى وحدة العراق وعروبته.

واذا كانت نتائج انتخابات محافظة بغداد المختلطة مناصفة تقريباً بين السنة والشيعة وأقليات كردية وآشورية، وغيرها قدمت هذه العبرة البليغة عن التوجه الشيعي العراقي، فإن المحافظات ذات الاغلبية الشيعية قدمت درساً آخر لعملاء ايران.

 

محافظة البصرة

حصلت لائحة دولة القانون الشيعية وحدها على 37% من اصوات الناخبين وحصلت القوى الشيعية الاخرى على نحو 14% وحصلت القوى العروبية والوطنية والاسلامية الاخرى على نسبة 16% تقريباً بينما حصلت لائحة ايران على نحو 6, 11%، وبقية القوى حصلت على النسبة الباقية من المئة.

 

محافظة النجف

حصلت لائحة دولة القانون على اكثر من 16%.

وحصلت لائحة الصدر (الاحرار المستقل) على نحو 3, 12%.

وحصلت لائحة اياد علاوي على نحو 8, 13%.

وحصلت القوى الشيعية المستقلة الاخرى على نحو 19%.

ولم تحصل لائحة جماعة ايران الا على نحو اقل من 15%.

 

محافظة كربلاء

حصل المرشح الشيعي العروبي المستقل يوسف الحبوبي نحو 5, 13% من اصوات الناخبين.

وحصلت لائحة دولة القانون (المالكي) نحو 5, 8%.

وحصل التيار الصدري (الاحرار المستقل) نحو 8, 6%.

وحصلت العشائر على نحو 5% من اصوات الناخبين.

وحصلت لائحة امل الرافدين على نحو 9%.

وحصلت القوى (العروبية المستقلة، الشيوعيون، الدستوريون، قائمة علاوي والاسلاميون المستقلون) على نحو 20%.

بينما لم تحصل لائحة جماعة ايران الا على 4, 6%.

وهكذا

حاسب شيعة العراق العرب جماعة إيران من الشيعة المعروفين باسم المجلس الأعلى، في درس يمكن توجيهه إلى شيعة لبنان العرب خاصة كي يحاسبوا جماعة إيران - ولاية الفقيه الذين فجروا بولائهم لإيران دون خجل أو وجل، لأنها أمنت لهم المال والسلاح وتعدهم بالسلطة بعد ذلك على حساب بقية اللبنانيين والشيعة أولاً.

وحساب شيعة لبنان العرب يستمد مواده من هذا الحقد الذي يكنه الفرس ضد الشيعة العرب خاصة في الإطار الديني حيث يشن الفرس حملة شعواء ضد أهم مرجع إسلامي شيعي في العالم الآن السيد محمد حسين فضل الله لأنه عربي، ولو سئل صاحب القلب الطيب والضمير الحي الشيخ الإنسان عبد الأمير قبلان عن أسباب تركه النجف والعودة إلى بيروت وهو الذي كان متعبداً العلم بعد الله لكان جوابه المكتوم: انهم الإيرانيون الذين لا يريدون مرجعاً عربياً.

لقد فرض الإيرانيون على حزب الله ان يطرد من عضويته أي حزبي يقلد السيد محمد حسين فضل الله، ومنعوا الصلاة خلفه، وشنوا عليه حملة تكفير شعواء لمجرد اجتهاده المستمد من خلايا دماغه وإعمال عقله بما يخالف سياسة الفرس ضد بقية المسلمين ووحدتهم ومعتقداتهم.

شيعة لبنان الآن أمام مفترق طرق، وهم يستعدون لانتخابات نيابية ستقرر مصير لبنان إلى سنوات وربما عقود طالما ظل السلاح في أيدي الجماعات الإيرانية. ولن يكونوا أقل وطنية وأقل عروبة أو أقل ضميرية من شيعة العراق.

لقد تمسك شيعة العراق بالدولة لبقاء وطنهم، ونبذوا الميليشيات ليعيشوا بأمان، ورفضوا المسلحين كي يسود الاستقرار في وطنهم، وما على شيعة لبنان إلا الاقتداء بوطنهم، فأغلبية الشيعة في لبنان يريدون الدولة لبقاء وطنهم وينبذون الميليشيات ليعيشوا بأمان ويرفضون المسلحين كي يسود الاستقرار.

كل اللبنانيين يعادون إسرائيل، كما كل العراقيين لا يريدون الاحتلال الأميركي.. وقد أثبتوا مؤخراً انهم لا يريدون إيران أيضاً، بعد ان اكتشفوا أن لا فرق بين الاحتلالين الأميركي أو الإيراني فالكل محتل سواء كان أميركياً، إسرائيلياً، إيرانياً أو سورياً.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,134,900

عدد الزوار: 6,755,868

المتواجدون الآن: 121