والوسطية في الشارع الإسلامي؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 11 شباط 2009 - 2:40 م    عدد الزيارات 727    التعليقات 0

        

جورج ناصيف    
لن أدع كلام العماد ميشال عون على "النهار" يسوقني الى التوتر، او يدفع بي الى الاقذاع في التعليق.
فقط، سأبدي مرارة مواطن لبناني (قبل ان اكون اعلامياً او كاتباً) لهذا الاسفاف في مستوى التخاطب من جانب طبقة سياسية برمتها، موالاة و"معارضة"، لا تحسن سوى الكلام الفاحش. جلّهم يشتمون، جلهم يعمدون الى سوقي العبارة، جلّهم لا يناقشون، بل يدينون ويحكمون بالاعدام. لا تشرّفني هذه الطبقة السياسية، ولا تشرّف اولادي، ولا تشرّف بلادي، ولا تشرّف من اعتادوا التهذيب ولزموه. ولن تكون بلاد قبل ان يُحال هؤلاء الى معهد لاعادة التأهيل الاخلاقي. عندما جاهرنا بقناعتنا ان ثمة حاجة الى قوى مستقلة، وسطية (لا حيادية)، لا تكون جزءا من الاصطفاف السياسي الحالي، كنا ننطلق من ثلاثة اعتبارات:
1 – إن كل تراص طائفي – حزبي – انتخابي يحوّل الطائفة الى حزب سياسي لا تعلو فيه كلمة على كلمة الزعيم الاوحد، ويلغي حرية الفكر والنقد والاختيار لدى المواطن الفرد الذي تذوب فردانيته وحريته في "مصهر" الجماعة الطائعة، التابعة.
2 – إن تاريخ لبنان السياسي يحتشد بقوى ووجوه وتيارات وشخصيات اختارت الوسطية نهجاً سياسياً وفكرياً، ولم تسلم قيادها للطرف الغالب، ايديولوجياً او بقوة السلاح، في بيئتها الطائفية.
3 – إن الحاجة الى الوسطية تزداد اليوم مع التوتر الحاد في البنية الطائفية اللبنانية، ومع الفرز الاشد حدة في الانتماءات السياسية التي تغلف، على الغالب الاعم، انتماءات طائفية. من هنا، فان حصرية الانتماء الى 8 او 14 آذار تهدد بانشطار البلاد على وجه قاطع وذهابها نحو الاحتراب مجددا، خصوصا اذا توثقت ارتباطات القوى اللبنانية بقوى اقليمية او دولية متناحرة.
هذه الوسطية لا تلغي إمكان تأييد 8 او 14 آذار في موقف محدد، ولا تلغي إمكان الميل الى مناصرة شخصية من 8 او 14 آذار تبعث على الاحترام. لكن هذا الميل لا ينسحب على كامل مواقف الجهة التي تنتمي اليها هذه الشخصية او تلك.... الوسطية ليست انكاراً لما هو خيّر او صائب لدى احدى الكتلتين الكبيرتين. لكنه تحرر من الانتماء الحصري "الحزبي" الى كامل الاطروحة السياسية او الايديولوجية التي تحملها الكتلتان الرئيسيتان... ولكن ثمة سؤال: لماذا تبدو الوسطية اطروحة رائجة في الوسط المسيحي اساساً؟ هل تكون، كما يدعي بعضهم، قناعاً لـ14 آذار؟.... بدءاً، يجب القول إن الوسطية المشتهاة تشمل جميع الساحات الطائفية – السياسية. لكن تجلّيها يبدو اكثر سطوعاً في الوسط المسيحي لعوامل بعضها تاريخي وبعضها ديني – لاهوتي، وبعضها يعود الى تعدد القوى والتيارات داخل هذه البنية الطائفية. لكن ذلك لا يحول دون  رؤية الوسطية حاضرة في الاوساط الاسلامية، عبر وجوه وتيارات لا تكتم انسلاخها عن القوة النافذة داخل كل طائفة اسلامية..... يبقى ان النظام الاكثري في الانتخابات النيابية هو الذي يمنع ظهور هذه القوى وانكشاف وزنها وتأثيرها. لو كانت النسبية معتمدة في النظام الانتخابي، أما كان الحزب الشيوعي يتمثل بعدد من النواب، وهو الذي نال مرشحوه في عدة اقضية مئات الآلاف من الاصوات؟
الوسطية، الى جانب التكتلات الكبرى، وعلى قاعدة النسبية في الانتخابات، هي لبنان الحقيقي، المتنوع، المتعدد. فهل يكون كفراً أن ندعو الى هذه الوسطية بالذات؟

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,646,267

عدد الزوار: 6,906,361

المتواجدون الآن: 111