إطلاق الأستونيّين واستهداف اليونيفيل..."خيوط عنكبوت"

تاريخ الإضافة الخميس 4 آب 2011 - 6:38 ص    عدد الزيارات 459    التعليقات 0

        

لم ينتهِ التحقيق بحادث استهداف الدوريّة الفرنسيّة العاملة في إطار القوات الدولية (اليونيفيل) فصولا بعد. فرنسا مصرّة على معرفة كامل التفاصيل. السفير دوني بييتون يعتبرها قضيّته الأولى في هذه المرحلة. ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز أعار هذه المسألة اهتماما خاصّا خلال لقائه الأخير مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فيما يستبعد سفير متابع تشارك بلاده في القوات الدوليّة أيّ علاقة بين الدور الفرنسي في الإفراج عن الأستونييّن السبعة، وبين استهداف الدوريّة الفرنسيّة. رغم أنه لم يتلقّ بعد أجوبة مقنعة على أسئلة ثلاثة يردّدها في مجالسه، وأمام زوّاره:

- لماذا صيدا تحديداً؟ استهداف الكتيبة الإيطاليّة أوّلا، ثم الكتيبة الفرنسيّة؟.

- هل أقفل ملفّ التحقيق بالاعتداء الذي تعرّضت له الكتيبة الإيطاليّة؟ وهل اقتنعت روما بالنتائج التي تمّ التوصّل إليها؟ وهل من خيط رفيع يربط بين الاعتداءين؟ أم أنّ لكلّ استهداف ظروفه، وأسبابه؟

- إذا كانت المخابرات الفرنسيّة قد تمكّنت من معرفة خاطفي الأستونيّين، ونجحت في إطلاق سراحهم، هل هي عاجزة عن اكتشاف من خطّط ونفّذ الاعتداء على الجنود الفرنسييّن في صيدا؟

لا جواب. وربّما يكون هناك جواب في مكان ما - كما يقول هذا الدبلوماسي المحترف - ولم يحِن الوقت بعد لكشف النقاب عنه!

ويتحرّك السفير دوني بييتون بدوره من منطلق أنّ الاعتداء يستهدف الدورالدقيق الذي يضطلع به لرعاية وضمان مصالح بلاده في لبنان، وتفعيل العلاقات التاريخيّة المميّزة والممتازة بين البلدين. ويحاول من خلال التلميح والإيحاء أمام أصدقائه وزوّاره معرفة ما إذا كان للتوقيت دلالة، أو صلة وصل بين الاحتفال الحاشد في قصر الصنوبر بمناسبة ذكرى العيد الوطني الفرنسي، وحادث الاعتداء على الدوريّة، خصوصا بعدما ركّزت بعض وسائل الإعلام المحليّة على أنّ احتفال قصر الصنوبر كان له نكهة خاصة هذا العام، هي نكهة الانتصار في الإفراج عن الأستونيّين السبعة؟!

والجديد أيضا أنّ أحد الدبلوماسيّين قرأ ما جاء في البيان الصادر عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري حول سوريا على طريقته الخاصة، متسائلا: هل شعر الحريري بأنه هو المستهدف سياسيّا من خلال استهداف الدوريّة الفرنسيّة في صيدا تحديدا، نظرا لما للمدينة من رمزيّة، ومن مكانة خاصة في قلبه، وأيضا نظرا لعلاقته الاستثنائية مع فرنسا، وتقديره الكبير لدورها؟!

يضيف: لقد ترك البيان تموّجات، وتساؤلات:

- هل من علاقة مباشرة أو غير مباشرة لسوريا في قضيّة الأستونيّين؟ وهل فوجئت بالنجاح الذي أحرزته المخابرات الفرنسيّة كما فوجئ العديد من المسؤولين اللبنانيين؟

- هل أثقلت قضيّة الأستونييّن الملف السوري – الفرنسي المتوتّر احتقانا وكيديّة، فجاء بعض "التنفيس" في صيدا؟

- هل تخطّى بيان المكتب الإعلامي للرئيس الحريري حالة التعاطف الإنساني مع الشعب السوري، ليصوّب البوصلة، ويحدّد الاتّجاه؟

كلّ هذه الأسئلة وغيرها، قد تكون افتراضيّة، لكنها متداولة في الحلقة الضيّقة التي تضمّ أبرز المهتمّين، ومتتبّعي التحقيقات في هذه القضيّة.

بدوره بكّر السفير وليامز في الحضور إلى مكتب الرئيس نجيب ميقاتي في السراي أمس الأوّل، وقبيل انعقاد مجلس الوزراء، وتضمّن جدول أعماله عناوين عدّة أبرزها الحدود المائية النفطيّة، وجهود الأمم المتحدة لفهم حقيقة موقف الحكومة اللبنانيّة، وما تريده من المنظمة الدوليّة تحديدا، إلّا أنّ وليامز أخذ الاهتمام إلى مكان آخر عندما أكّد على إصرار الأمانة العامّة للأمم المتحدة على كشف حقيقة من أمرَ، وخطّطَ، ونفّذَ الاعتداء على الدوريّة الفرنسيّة.

وما فهمه الرئيس ميقاتي أنّ تعاون حكومته مع المجتمع الدولي يبدأ من الحرص على أمن وسلامة دوريات اليونيفيل. هناك من يريد "تطفيشها" من الجنوب، ولبنان، ولكن من هي الجهة والجهات التي لها مصلحة في ذلك؟

وهل هناك من يريد تحويل هذه القوة إلى صندوقة بريد لتبادل الرسائل الحامية بين سوريا والمجتمع الدولي الداعم لانتفاضة الشعب السوري ضدّ النظام، وفرنسا في الطليعة كونها بوّابة العبور؟. وهل استهدافها ( اليونيفيل) يرمي إلى ممارسة الضغط على مجلس الأمن الدولي لتغيير قواعد الاشتباك بمناسبة التجديد لمهمّاتها في الجنوب سنة جديدة اعتبارا من نهاية أيلول المقبل؟

كانت هذه الأسئلة محور نقاش في الاجتماع الدوري الذي يعقده سفراء دول الاتّحاد الأوروبي أسبوعيّا للتداول في آخر المستجدّات، وتبادل المعلومات. وبعد ساعة ونيّف انفضّ الاجتماع، وأعاد السفراء المشاركون أقلامهم إلى عروات ستراتهم الداخليّة من دون التوصّل إلى نتيجة، إلّا واحدة، حيث كان إجماع على "أنّ لبنان هو حاليّا وسط كمّاشة مُحكَمة، بين فكّين متحرّكين، سوريا وإسرائيل!

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,627,822

عدد الزوار: 6,904,705

المتواجدون الآن: 101