الثورة السورية وتأثيراتها في المنطقة

تاريخ الإضافة الخميس 4 آب 2011 - 7:45 ص    عدد الزيارات 491    التعليقات 0

        

الثورة السورية وتأثيراتها في المنطقة

 


 
رضوان السيّد

 

تشغل ثورة الشعب السوري منذ حوالى الخمسة أشهر المنطقة والعالم· فقد كانت الثورتان التونسية والمصرية مثالاً وقُدوةً للعرب جميعاً في مسألتين: تغيير نظام الحكم، والنزوع السلمي في الوصول إلى ذلك، وفي إعادة تكوين السلطات والمؤسسات الديمقراطية· أما <الثورة السورية> والتي بدأت وقائعها منذ منتصف آذار الماضي، فإنها وبالإضافة للهدف (تغيير نظام الاستبداد)، والمنهج (النزوع السلمي) تُبشِّر بتغيير في الاستراتيجيات والتوازنات في منطقة المشرق العربي أو ما صار يُعرف بمنطقة الشرق الأوسط· فالشعب السوري، والذي تغيّرت المنطقة كلُّها على وقع متغيّراته منذ الخمسينات من القرن الماضي، ينهض اليوم ليفرض تغييرات في سائر الأنحاء العربية والمحيطة، لصالح الأمة العربية واستقلالها بإدارة شؤونها العامة، وصَون المصالح الكبرى للأمة وشعوبها· فقد استطاعت القوى الدولية في الحرب الباردة وبعدها، استيعاب النهوض السوري والعربي العام في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ثم إعادة توظيف أنظمة الحكم وعلائقها وارتباطاتها بعد غياب مصر، لصالح نظامٍ أمنيٍّ بالمنطقة، لم يخدم مصالح العرب ولا قضايا التحرير والتنمية وحتى قيام الشعب السوري بنهضته الثالثة، من أجل استعادة الزمام، وصُنْع المستقبل السوري والعربي الواعد في المنطقة كُلّها·

في غياب الإرادة الشعبية العربية في منطقة بلاد الشام، أقامت الولايات المتحدة خيمةً لنظام البعث، تتوزّع أعمدة بقائها على صَدْر الشعب السوري بين العراق وإسرائيل ولبنان وفلسطين وطهران· وإلى هذه المصالح الدولية والإقليمية استندت وتستند قوى النظام السوري في ثقتها بالقدرة على القمع والقتل بالداخل، باعتبار المصالح والوظائف التي تؤمّنُها للقوى الدولية والإقليمية· لكنّ السلطات الأمنية بسورية الأسد، تُخطئ في اتجاهات ثلاثة: حضور الشعب السوري كما لم يحدث من قبل منذ الوحدة مع مصر عام 1958، وصعود حركات التغيير العربية في كل مكان - واتجاه القوى الدولية إلى الاستغناء عن خدمات نظام البعث - وتزعزع الترتيبات الإقليمية وبؤر النفوذ التي كانت تؤمّن لآل الأسد الاستقرار والاستمرار· وهكذا ما عاد أحدٌ يتمسَّك ببقاء النظام الأسدي غير إيران· وإيران بسبب اعتبارها لذاك النظام بؤرةً لنفوذها، وعُقدة مواصلات مع حزب الله، ومع نظام المالكي بالعراق، ومع الورقة الفلسطينية الحماسية والجهادية·

إنّ المهمة التاريخية التي يقوم بها الشعب السوري بتظاهراته ودمائه الزكية، ومُدُنه التي يمارس النظام فيها القتل والقمع، إنما تكتسب أهميتها المضاعفة من أمرين: أن الشعب السوري من خلال ثورته إنما يستعيد إدارة شأنه العام المسلوب منذ العام 1961 - وأنه ومن خلال ثورته الشاقّة من أجل الكرامة والحرية والعدالة، يصنعُ تاريخاً جديداً للمنطقة والأمة في الانتماء والتواصُل وتحقيق حرية الحِراك والمصير·

واستناداً إلى هذا كلّه، يستحقّ الشعب السوري العظيم تضامُنَ العرب بالمشرق والمغرب، وتضامننا نحن في لبنان والعراق والأردن وفلسطين·

إذ على حريته المدفوعة بالدم والدموع، تتأسّس حرياتنا الجديدة، لأن عزّ الشرق العربي وعزّته تنطلقان دائماً وأبداً من دمشق ودرعا وحمص وحماة ودير الزور:

وللحرية الحمراء بابٌ لكلِّ يدٍ مُضرَّجةٍ يُدَقُّ

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,732,563

عدد الزوار: 6,910,982

المتواجدون الآن: 107