غانتس والشارع العربي!

تاريخ الإضافة الجمعة 10 حزيران 2011 - 6:27 ص    عدد الزيارات 523    التعليقات 0

        

غانتس والشارع العربي!

بقلم أنطوان شلحت

 عكست تصريحات الرئيس الجديد لهيئة الأركان العامة الإسرائيلية اللواء بيني غانتس، لدى اشتراكه في أول اجتماع عقدته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست بحضوره أخيراً، جانباً من رؤيته الأمنية والمقاربة التي قد تُشتق منها، وخاصة إزاء "التهديدات الماثلة أمام إسرائيل حالياً".
وفي رأيه فإن هذه "التهديدات" أصبحت واسعة للغاية، "بدءاً من السكين وانتهاء بالسلاح النووي (الإيراني)".
وفضلاً عن "التهديدات" التقليدية، وبالأساس خطر الصواريخ المتعددة المدى الموجودة لدى "حزب الله" و"حماس" وسوريا، فإن غانتس أكد وجوب أن يبقى مستوى جهوزية إسرائيل الأمنية عالياً بسبب الغموض المسيطر على الأوضاع في مصر وسوريا، وضرورة الانتباه إلى أن "ثمة لاعباً مركزياً جديداً في الشرق الأوسط هو الشارع... ومن الواضح أننا ربما سنواجه تظاهرات شعبية واسعة تحظى بتأييد هذا الشارع"، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد أيضاً لمواجهة تظاهرات كهذه في الضفة والقطاع.
وتجسّد بيت القصيد في تأكيده أن هذه التظاهرات مع شبكة التهديدات الواسعة الأخرى تستلزمان زيادة ميزانية المؤسسة الأمنية.
وهو تأكيد يتسق مع "استنتاج إستراتيجي" يتكرّر في الآونة الأخيرة مؤداه أن إسرائيل لا يمكنها لضمان مستقبلها سوى أن تنحو نحو مزيد من النزعة الإسبارطية، أي إلى ناحية تدجيج قوتها العسكرية وترسانة أسلحتها، الأمر الذي يستدعي زيادة الميزانية الأمنية الإسرائيلية، كقول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لدى أول تعقيب أدلى به رداً على الثورات الشعبية في العالم العربي.   وفي واقع الأمر فإنه حتى قبل "اتساع دائرة التهديدات الأخيرة" كان الأمن هو القضية المركزية (بل وحتى الوحيدة) التي تقف في رأس جدول أعمال سلطات الدولة، وبتأثير هذه السلطات الحاسم، لا ينفك الأمن في رأس أجندة مواطني الدولة أيضاً. وفي كل مرة يتمّ فيها بحث تخصيص الموارد تحصل المؤسسة الأمنية- العسكرية على الميزانية التي تطلبها.  ولا تستطيع أي جهة تفحص تفصيلات طلب الميزانية العسكرية- الأمنية، ولا تستطيع مراقبة إنفاق الأموال.
وفي رأي أحد أساتذة العلوم السياسية فإن إيثـار الجيش وأجهزة الأمن على باقي أجهزة الدولة (وخاصة جهاز الرفاه الاجتماعي) نجم بالدرجة الأولى عن قدرة رجالات المؤسسة الأمنية على إقناع الإسرائيليين أن الدولة تواجه تهديدات وجودية، وأن المؤسسة الأمنية ناجعة ورادعة وقادرة على أن تتصدى بنجاح لهذه التهديدات. ورغم أن هذه المؤسسة تعجز في الآونة الأخيرة عن توفير الردع إلا إن معظم الإسرائيليين ما زال يكنّ لها التأييد والتقدير، ما يتيح تخصيص الموارد وفقاً لرغباتها، لا بموجب الحاجات الواقعية.
 


(عكا)      

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,568,336

عدد الزوار: 6,901,516

المتواجدون الآن: 92