صفقة القرن محكومة بالفشل.. ولكن! ...

تاريخ الإضافة الخميس 30 كانون الثاني 2020 - 7:31 ص    عدد الزيارات 1184    التعليقات 0

        

صفقة القرن محكومة بالفشل.. ولكن! ...

القبس.....محرر الشؤون الدولية - على الرّغم من أنّ أغلب المحلّلين يعتبرون أنّ «صفقة القرن» التي عرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين محكومة بالفشل؛ لأنّها تصبّ بقوّة في مصلحة الدولة العبرية وتفرض شروطاً تعجيزية على ولادة دولة فلسطينية، فإنّهم يرون بالمقابل أنّ خيارات الفلسطينيين لا تنفكّ تتضاءل. يقول الخبير في مركز أبحاث «مجلس العلاقات الخارجية» ستيفن كوك إنّ «الفلسطينيين رفضوا الخطة رفضاً قاطعاً». بدورها، قالت الخبيرة في «مركز كارنيغي للسلام الدولي» ميشيل دون إنّ «لا شيء يدلّ على أنّ هذه الخطة يمكن أن تؤدّي إلى مفاوضات».

ما الذي تقترحه الخطة؟

بموجب اقتراحات ترامب، ستعترف الولايات المتحدة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وبعد أن ألقى ترامب كلمته التي أذاعها التلفزيون، أصدر البيت الأبيض، على الفور، بياناً يحدد النقاط الرئيسة: – خريطة لترسيم الحدود، من أجل «حل دولتين واقعي يتيح طريقاً تتوفر له مقوّمات البقاء للدولة الفلسطينية». – دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش في سلام إلى جانب إسرائيل، لكن بشروط صارمة يرفضها الفلسطينيون. – وافقت إسرائيل على «تجميد الأرض» (إيقاف توسع المستوطنات) لمدة أربع سنوات، لضمان أن يكون حل الدولتين ممكناً، لكن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول كبير ـــــ لم تذكر اسمه ـــــ أنه قلل لاحقاً من فكرة تجميد الاستيطان. – الإبقاء على الوضع القائم في الحرم الشريف بالقدس، ويقع في الجزء الشرقي من المدينة، الذي احتلته إسرائيل في حرب عام 1967. – إسرائيل «ستواصل حماية» الأماكن المقدسة في القدس، وضمان حرية العبادة لليهود والمسيحيين والمسلمين والديانات الأخرى. – ستبقى القدس موحدة، وستظل «عاصمة إسرائيل». – ستضم عاصمة دولة فلسطين مناطق في القدس الشرقية، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت لاحق: إن العاصمة «ستكون في أبو ديس التي تقع على بعد 1.6 كيلو متر، شرقي البلدة القديمة». – دعا شق اقتصادي للخطة، أُعلن عنه في يونيو الماضي، إلى إقامة صندوق استثماري بقيمة 50 مليار دولار، لدعم الاقتصاد الفلسطيني واقتصاد الدول العربية المجاورة. نشر ترامب خريطة، توضح المناطق التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية المستقبلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، اللذين يربطهما نفق تحت الأرض.

أفكار جيّدة

وبالنسبة إلى ستيفن كوك، فإنّ الخطة «تتضمّن على المستوى التكتيكي بعض الأفكار الجيّدة». أمّا روبرت ساتلوف، الخبير في«معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»، فوصل به الأمر إلى «تهنئة» أصحاب هذه الرؤية «على إضفاء القليل من الواقعية على القراءة التقليدية لهذا النزاع». لكنّ ساتلوف اعتبر أنّ إدارة ترامب انطلقت من هذه المبادئ «الواقعية»، لتلبّي كلّ المطالب الإسرائيلية: في ما يتعلّق بغور الأردن، لم تعد مجرد مسألة سيطرة أمنية، بل سيادة إسرائيلية، وفي ما خصّ المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة فإنّ الخطة تنصّ على ضمّها كلّها إلى إسرائيل مقابل تبادل أراض مع الفلسطينيين. وهذه الشروط كلّها تعتبر في نظر الفلسطينيين أكثر من تعجيزية. ومساحة الدولة الفلسطينية الموعودة في خطة ترامب هي أصغر بكثير من مساحة الأراضي التي احتلّتها إسرائيل في حرب 1967 والتي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها، في حين إنّ العاصمة الفلسطينية ستكون في إحدى ضواحي القدس الشرقية، في حين انّهم يريدون القدس الشرقية بأسرها عاصمة لهم. كذلك، فإنّ الدولة الفلسطينية الموعودة يجب أن تكون منزوعة السلاح، وهي لن ترى النور إلا بعد أن يعترف الفلسطينيون بيهودية الدولة الإسرائيلية. والدولة المنزوعة السلاح تعني تخلّي حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة عن أسلحتها، وهو شرط يصعب تحقيقه، في ظلّ سيطرة «حماس» على غزة. وفي نظر هنري روم، الخبير في «أوراسيا غروب»، لتحليل المخاطر فإنّ «حماس لديها حقّ الفيتو». وستكون لدى دولة فلسطين قوات أمن، مهمتها حفظ الأمن الداخلي في مناطقها، بما يضمن عدم شن هجمات إرهابية من تلك المناطق ضد إسرائيل أو مصر، أو الأردن. ووفق الخطة، ليس من حق دولة فلسطين الانضمام لعضوية أي منظمة أو مؤسسة دولية أو عقد أي اتفاقيات مع دولة أخرى من دون إذن وموافقة دولة إسرائيل، كما تلتزم دولة فلسطين سحب كل دعاواها القانونية ضد دولة إسرائيل، والتعهّد بعدم الإقدام على ذلك مستقبلاً. أمام هذا الواقع..

ما الخيارات المتبقّية أمام الفلسطينيين؟

في رأي ميشيل دون، فإنّ الفلسطينيين «بقدر ما هم ضعفاء، يمكنهم دائماً أن يقولوا كلا». لكنّ هذه الدبلوماسية السابقة حذّرت في الوقت نفسه من أنّ خطة ترامب تهدّد بتسريع انتقال الفلسطينيين من النضال في سبيل دولة مستقلة «إلى نزاع من أجل الحقوق على غرار ما كان يحصل في جنوب أفريقيا» خلال نظام الفصل العنصري. وحذّر الدبلوماسي الأميركي السابق ريتشارد هاس من أنّه «للوهلة الأولى، سيكون مُغرياً للفلسطينيّين رفضُ هذه الخطّة، لكن عليهم مقاومة هذا الإغراء وقبول مبدأ المفاوضات المباشرة دفاعاً عن قضيّتهم»، معتبراً أنّ «الرفض الكامل يُمكن أن يقوّض آخر الآمال المعلّقة على حلّ الدولتين، مهما كانت متواضعة».

لماذا إعلان الخطة الآن؟

وإذا كانت الأنظار تركّزت على فحوى «رؤية السلام»، فإنّ أكثر ما لفت انتباه عدد من المراقبين هو الطريقة التي اعتمدت لتقديم هذه الخطة للرأي العام: الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي يتناوبان على المنبر لكشف الخطوط العريضة للخطة السلمية، كما لو أنّهما يعلنان أبوّتهما المشتركة لها، في غياب أي ممثّل عن الفلسطينيين. وقالت ميشيل دون لــ «فرانس برس» إنّ «التنسيق تمّ مع طرف واحد، ويبدو أنّ له هدفاً سياسياً أوحد: مساعدة نتانياهو في معركته السياسية ــــــ القضائية (..) وتعزيز الدعم لترامب في صفوف الناخبين المؤيّدين لإسرائيل». ويرى مراقبون ان الهدف من الخطة هو تبادل المساعدة بين الصديقين ترامب ونتنياهو اللذين ربطا بصورة وثيقة بين مصيرهما السياسي، حيث يعاني الأول من إجراءات الفصل، والثاني مطارد من العدالة في بلده. فبعد الاعلان عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو ما شكّل اعترافا ضمنيا بسيادة اسرائيل على المدينة، والاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري (المحتل)، أكمل الرئيس الأميركي مسلسل دعمه لنتانياهو بكشف النقاب عن كل بنود صفقة القرن، ومن شأن خطوة ترامب هذه أن ترفع حظوظ رئيس الحكومة الاسرائيلية في انتخابات مارس المقبل. أما بالنسبة الى ترامب، فإن الخطوة اتت في توقيت حساس جدا، حيث إن الرئيس الاميركي الذي يستعد لخوض المنازلة الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض في نوفمبر 2020، يواجه محاولة من الديموقراطيين لعزله، ما يعني أن خطوة كهذه، من شأنها أن ترفع حظوظه الرئاسية، خصوصا في أوساط اللوبي اليهودي المؤثّر في الأروقة الأميركية.

«هآرتس»: جزء وحيد من الصفقة سينفذ

قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية امس، إن «تفاصيل خطة الرئيس دونالد ترامب، توضح أنها لن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، بل إلى سيطرة إسرائيل الكاملة على الضفة الغربية ولكن بشكل تدريجي». وذكرت الصحيفة في تقرير للكاتب أمير تيبون، أن «الخطة تسمح لإسرائيل باتخاذ خطوة فورية بضم جميع المستوطنات المنتشرة في جميع أنحاء الضفة الغربية، بالإضافة لمنطقة واسعة من غور الأردن»، لافتة إلى أن «الحكومة الإسرائيلية ستصوت على هذه الخطوة مطلع الأسبوع المقبل». وأشارت الصحيفة إلى أن «هذه الخطوة تعد سابقة أولى من عام 1967، وتتمثل بضم إسرائيل للمستوطنات الواقعة بين المدن والقرى التي تضم أكثر من 2.5 مليون فلسطيني»، مؤكدة أنه «بعد الموافقة الحكومية المتوقعة، ستصبح هذه المستوطنات بلدات وقرى إسرائيلية طبيعية بموجب القانون الإسرائيلي». وشككت الصحيفة في واقعية الحل الذي يقدمه ترامب بشأن الدولة الفلسطينية، وإمكانية إقامتها بعد أربع سنوات من الآن، وتحديدا في مناطق الضفة الغربية التي لن يتم ضمها من قبل إسرائيل، مؤكدة أنه «لن يكون لهذه الحالة المستقبلية أي من الخصائص الفعلية للدولة». وأوضحت أن «شوارع جميع مدن وبلدات الدولة الفلسطينية، وكذلك طرقها، ستكون تحت السيطرة الكاملة لدولة أخرى (إسرائيل)، ولن يكون لها سيطرة على حدودها، والتي ستخضع لسيطرة إسرائيل»، منوهة إلى أن «الفلسطينيين سيبقون في دولتهم المستقبلية يخضعون لنقاط التفتيش الإسرائيلية، التي ستكون داخل دولتهم وليس على حدودها». وتساءلت الصحيفة: «ماذا سيفعل الفلسطينيون إذا قررت حكومة يمينية مستقبلية في إسرائيل تدمير قرية فلسطينية بأكملها، ردا على أي هجوم يرتكبه فلسطيني؟»، معتقدة أنه «لن يوافق أي زعيم فلسطيني على الوجود الدائم للجنود الإسرائيليين داخل دولتهم». وختمت الصحيفة بالقول إن «الجزء الوحيد من خطة ترامب الذي سيتم تنفيذه بكل تأكيد هو مسألة الضم، لكن جميع الأجزاء الأخرى من الخطة ستتوقف على قبول الفلسطينيين لها».

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,228,537

عدد الزوار: 6,941,306

المتواجدون الآن: 141