رؤساء حكومات روسيا... قفزات لبعضهم وخيبات عميقة لآخرين...

تاريخ الإضافة السبت 25 كانون الثاني 2020 - 6:16 ص    عدد الزيارات 566    التعليقات 0

        

رؤساء حكومات روسيا... قفزات لبعضهم وخيبات عميقة لآخرين...

موسكو: «الشرق الأوسط»... منصب رئاسة الوزراء في روسيا المعاصرة لا يمنح وفقاً للدستور الذي أقر منذ عام 1993 صاحبه سلطات سياسية واسعة، بل يقتصر دوره على النواحي التنفيذية لتوجهات رئيس البلاد على صعيدي السياسة والاقتصاد. بيد أن مقعد رئيس الوزراء هذا شهد منذ انهيار الاتحاد السوفياتي جلوس شخصيات لعبت أدواراً حاسمة في رسم ملامح تطور روسيا لسنوات لاحقة، كما مر عليه رؤساء وزارات كادت مهتمهم أن تكون عابرة ومحدودة وتلبي تطلعات النخب السياسية لفترات وجيزة لم تتجاوز في بعض الحالات أشهراً قليلة. تعاقب على هذا الكرسي 12 رئيساً لوزراء روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وقد يكون أكثر المعمرين فيه هو الرئيس المُقال أخيراً ديمتري ميدفيديف، الذي ترأس الحكومة لمدة ثماني سنوات متواصلة، بعدما أدار مع الرئيس فلاديمير بوتين عملية «تبادل الأدوار» في عام 2008 مع انتهاء ولاية بوتين الرئاسية الثانية، وكان مضطراً إلى التخلي عن مقعد الرئاسة. وهكذا، اختار بوتين ميدفيديف خليفة له، وتولى هو رئاسة الوزراء لمدة أربع سنوات، قبل أن يعود في عام 2012 إلى الكرملين ويترك مقعد رئاسة الحكومة لحليفه المقرّب كل هذا السنوات الماضية. وعلى الرغم من ميدفيديف يبدو متهماً أحياناً بالإخفاق في تحسين الوضع المعيشي وتطبيق السياسة الاقتصادية للرئيس، لكنه خلال السنوات الماضية كان الحليف الأساسي لبوتين، ما ساهم في تثبيت الاستقرار السياسي في البلاد تحضيراً لمرحلة التحولات الجديدة التي يدخلها بوتين حالياً بشكل قوي.

- مرحلة كاسيانوف

وحقاً، لم يسبق أن عاش موقع رئاسة الوزراء حالة استقرار مماثلة لمدة زمنية طويلة نسبياً إلا عندما تسلم بوتين مقاليد الرئاسة للمرة الأولى في عام 2000. عندها، عين الليبرالي الديمقراطي ميخائيل كاسيانوف رئيساً للوزراء طوال فترة رئاسته الأولى، حتى عام 2004. ولا يخفي بعضهم أن ذلك كان جزءاً من «صفقة» تسلم بوتين الرئاسة؛ لأنه قطع على نفسه وعداً للرئيس السابق بوريس يلتسين بألا يجري خلال ولايته الأولى أي تغييرات أساسية في طواقم إدارة البلاد. وبالفعل، التزم بوتين بوعده، ورغم أنه أنجز خلال تلك الفترة تشكيل فريقه الخاص فإنه لم يبدأ حربه ضد «مراكز القوى السابقة» إلا في ولايته الثانية وكانت إحدى النتائج تحول كاسيانوف إلى المعارضة القوية لبوتين حتى اليوم. لكن أبرز رئيسين لوزراء روسيا المعاصرة هما بلا شك رئيساً البلاد المتوجان: الأول هو بوريس يلتسين الذي احتفظ لنفسه برئاسة وزراء روسيا مع منصب رئيس مجلس السوفيات الأعلى حتى يونيو (حزيران) 1992، في مرحلة الانتقال من السلطة السوفياتية إلى السلطة الجديدة في البلاد. والآخر بوتين الذي تميز عهده في رئاسة الوزراء بانتقال كل الصلاحيات من الكرملين إلى مركز إدارة الحكومة؛ إذ حمل معه طاقمه كاملاً من الديوان الرئاسي إلى بيت الحكومة وأعاده معه ثانية عندما عاد رئيساً للبلاد في 2012. ولا ينسى كثيرون أنه كان رئيس الوزراء الوحيد الذي احتفظ ببيت الضيافة الخاص بالرئيس، ناهيك من أسطول ضخم من السيارات وعربات المرافقة والطائرة الرئاسية وغيرها من الامتيازات التي لم يرها رئيس وزراء لروسيا غيره.

- تشيرنوميردين

ما عدا من سبق ذكرهم، تقلبت أحوال رئاسة الوزراء بين الصعود تارة والخيبات العميقة والأزمات الكارثية في أحيان أخرى. إذ قاد فيكتور تشيرنوميردين الحكومة من 1993 إلى 1998 في عهود الفوضى والأزمات الاقتصادية والحرب في القوقاز، حتى كادت جملته الشهيرة التي كان يرددها تغدو شعار المرحلة ومفادها «أردنا الأفضل، لكن النتيجة جاءت كالعادة». وارتبط اسم سيرغي كيريينكو، الذي تسلم المنصب خمسة أشهر فقط خلال عام 1998 بأسوأ انهيار مالي واقتصادي ضرب البلاد وأفقر العباد. ويقول بعض الخبثاء، إن الطبقة السياسية توقعت الانهيار ووضعت الرجل ليتلقى الضربة جاعلة منه كبش فداء. وبعده استعان يلتسين بشخصية من العيار الثقيل، هو الراحل يفغيني بريماكوف أحد أشهر من تولى رئاسة الوزراء. ومع أنه بقي فترة قصيرة جداً في منصبه بين سبتمبر (أيلول) 1998 ومايو (أيار) 1999، فإن بعض تحركاته صبغت مرحلة طويلة لاحقة، وبينها بدء تراجع العلاقة مع واشنطن، بعد الحادثة الشهيرة لبريماكوف عندما كان متوجهاً إلى العاصمة الأميركية، لكنه أمر قائد الطائرة بالعودة إلى روسيا بسبب إبلاغه أن الولايات المتحدة بدأت الحرب على يوغوسلافيا. ثم إن بريماكوف - وفقاً لمصادر دبلوماسية - وضع في تلك المرحلة الملامح الأولى للدبلوماسية الروسية التي ما زالت تصبغ النشاط السياسي الروسي. بعد ذلك، تعاقب عدد من رؤساء الوزراء بينهم سيرغي ستيباشين لفترة محدودة، ويعد رئيس الوزراء الأخير الذي ينتمي إلى التيار الديمقراطي الليبرالي... وبعده برز «فريق بوتين» من خلال بوريس خريستينكو، وميخائيل فرادكوف، وفيكتور زوبوف. وأخيراً، الاسم الذي كان حتى أيام قليلة ماضية مجهولاً عند ملايين الروس... ميخائيل ميشوستين.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,711,356

عدد الزوار: 6,909,811

المتواجدون الآن: 92