خسائر إيران من انتفاضتَي لبنان والعراق ..

تاريخ الإضافة الإثنين 4 تشرين الثاني 2019 - 6:55 ص    عدد الزيارات 757    التعليقات 0

        

خسائر إيران من انتفاضتَي لبنان والعراق ..

القبس....الشؤون الدولية - نزل اللبنانيون والعراقيون إلى الشوارع في احتجاجات عارمة ضد الفساد وتردي الاوضاع الاقتصادية، لكن هذه الاحتجاجات لم تكن موجهة فقط الى الطبقات السياسية في هذين البلدين، بل حملت رسائل سياسية ضد ايران، التي يتهمها قسم كبير من المتظاهرين بأنها تتحكم عمليا بالحكومة العراقية وتفرض رأيها بالقوة على الحكومة اللبنانية. وتزامن الحراك في البلدين مع ضغوط وعقوبات اميركية قاسية ضد ايران بهدف الحد من انشطتها وتدخلاتها في المنطقة. ففي العراق، شهد العالم حرق أعلام إيران وتمزيق صور المرشد علي خامنئي، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وهتافات يصرخ بها شباب، وشعارات يرفعها آخرون تدين إيران. فالشباب العراقي الغاضب يتهم إيران بانها تقف خلف ما آلت إليه الحال في وطنهم الذي يعاني تراجعاً كبيراً في أبسط الخدمات، مترافقا مع نسب مرتفعة من البطالة، في وقت تستفيد فئة قليلة من المحسوبين على ايران بخيرات البلاد الهائلة. وبدرجة أقل، فإن قسما كبيرا من اللبنانيين يتهم حزب الله بفرض قبضته على المؤسسات الامنية والعسكرية، فضلا عن فرض رأيه على الحكومة. ارتباك واضح

وتسبّبت التحركات الشعبية في لبنان والعراق بارتباك واضح في الخطاب السياسي الإيراني، اذ لم تتوقع القيادات السياسية الإيرانية أن غضب الشارعين العراقي واللبناني من ساستهما الفاسدين قد يصل إليهم أيضاً، فقد رُفع في مدينة كربلاء (أبرز معاقل الشيعة)، ومدن أخرى، شعارات مناهضة لإيران، وردد المتظاهرون أمام القنصلية الإيرانية في المدينة: «إيران بره بره»، مع المطالبة بإسقاط النظام. بينما كان الشعار الرئيس الذي رفعه المتظاهرون في لبنان: «كلن يعني كلن.. نصر الله واحد منن» في اشارة الى أمين عام حزب الله.

فتنة ومؤامرة

ووصفت الصحف الايرانية ما يجري بأنه فتنة ومؤامرة، بينما زعم بعض المعلقين إلى أن محرضين أميركيين وإسرائيليين وسعوديين، هم من أثاروا الاضطرابات لإضعاف إيران، واتهم المرشد علي خامنئي اميركا واسرائيل بالمسؤولية عن «أعمال الشغب وانعدام الأمن» في العراق ولبنان، مطالبا السلطات بالتصدي لهذه التصرفات. ونظرا لحساسية وخطورة الموقف فقد اوفدت ايران سليماني الى العراق للاشراف على التطورات هناك في محاولة واضحة لإخماد الانتفاضة التي باتت تهدد ايران بخسائر كبيرة يمكن لنا تلخيصها بما يلي:

أولا - النفوذ الإيراني يتضرر بشدة جراء الاحتجاجات، فالمعادلة السياسية في لبنان والعراق، القائمة على أساس المحاصصة الفئوية، تعكس نفوذا كبيرا لايران، ومن ثم فإن تعرض تلك المعادلة لضربة ما يهدد مكتسبات طهران. فإيران تنظر للعراق على أنه جزء منها، وأي فقدان لهذا الجزء هو خسارة لها، وطهران عازمة على إفشال التظاهرات في مدن عراقية، من أجل المحافظة على ديمومة نفوذها الأمني والسياسي فيه، وليس في مصلحتها في كل الجوانب السياسية والاقتصادية والاستراتيجية أن تفقد الأجنحة المؤيدة لها في الساحة العراقية. وفي لبنان يعتبر مطلب تشكيل حكومة تكنوقراط بمنزلة اسقاط لنتائج الانتخابات النيابية الاخيرة التي ادت الى فوز حزب الله وحلفائه. وإذا نجح المحتجون في تغيير حكومة البلدين والإطاحة بالنظامين السياسيين المرتبطين بإيران، فإن الأخيرة ستكون الخاسرة لعقود من الاستثمارات السياسية والمالية والعسكرية، التي جعلتها من القوى المهيمنة على الشرق الأوسط.

ثانيا- إيران مستفيدة من التوترات في المنطقة، فقد نجحت خلال السنوات الماضية بتثبيت نفوذها لدى الشارع الشيعي العربي، لكنها اليوم تخسر في كسب الجانب الشعبي، فالحنق الشعبي في الشوارع العراقية يتزايد على طهران، حيث بات الشارع الشيعي يهتف بشكل واضح ضد إيران ويتهمها بحماية الحكومة، لا بل أكثر من ذلك، اتهمت التظاهرات المليونية الحرس الثوري والحشد الشعبي الموالي لطهران بالمشاركة بشكل مباشر بقمع التظاهرات والتسبب بقتل المحتجين. المتظاهرون ينتفضون ضد التدخلات الايرانية، وباتوا يشددون على ان شيعة العراق مرجعيتهم عراقية لا ايرانية، وهم يطالبون بتبديل النظام القائم في البلاد والمبني على قواعد «طائفية»، بما يساعد في تحريرها من «السطوة» الايرانية. وفي لبنان لأول مرة منذ نشوء حزب الله في ثمانينات القرن الماضي؛ ينقلب قسم من الشيعة عليه، ففي معقل الحزب في الجنوب والبقاع، خرج المتظاهرون وهتفوا ضد كل الطبقة السياسية. وفي هذا الاطار تقول حنين غدار في مقال بالفورين بوليسي: «بالنسبة للمجتمعات الشيعية في العراق ولبنان، فشلت طهران ووكلاؤها في ترجمة الانتصارات العسكرية والسياسية إلى رؤية اجتماعية-اقتصادية، أي ببساطة، لم تعد رواية المقاومة التي تسردها إيران تسمن أو تغني من جوع».

ثالثا- إيران تعتقد أن العراق خطها الدفاعي الأول؛ ومن ثم فإن أي زعزعة لنفوذها هناك ستنعكس على داخلها، فإيران تعيش تحت وطأة ظروف اقتصادية صعبة بفعل العقوبات التي تفرضها عليها واشنطن، وفي حال بدأت تخسر نفوذها بالعراق فحتماً سيرتد ذلك على شارعها. فانتفاضة الشعب العراقي يمكن أن تحفّز الإيرانيين، وقد عبر عدد كبير من النشطاء الايرانيين عن دعمهم للمتظاهرين في العراق. المسؤولون الإيرانيون يشعرون بالقلق من القوة المعادية للتظاهرات في الجوار الإيراني، وإمكانية انتقالها للداخل، خاصة أن هناك اشتراكا في المظالم بين العراقيين واللبنانيين والإيرانيين ضد المؤسسات الحاكمة في بلادهم. وبناء على ما سبق يجمع المحللون بأن ايران لن تقبل بأن تهزم في العراق ولبنان وهي ستقاتل حتى آخر رمق لمنع انهيار هياكل السلطة في هذين البلدين. ويقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط في وقفية كارنيغي للسلام العالمي، جوزيف باهود لصحيفة نيويورك تايمز: «تنظر القيادة الإيرانية للاحتجاجات باعتبارها تهديدا وجوديا.. لكن لديهم الكثير من الأوراق للعبها قبل اللجوء إلى العنف لسحقها».

طهران توقف إيفاد الزوار إلى العراق

قررت ​السلطات الإيرانية​، أمس، وقف إيفاد الزوار إلى ​العراق​ نظراً للأوضاع الأمنية، على خلفية استمرار الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للحكومة. ونقل التلفزيون الإيراني عن مصدر في بعثة المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي أن «الأمن غير متوافر في الوقت الراهن لحضور الزوار الإيرانيين» إلى العراق. وذكر أن «منظمة الحج الإيرانية طلبت من جميع المكاتب إيقاف إيفاد مواكب الزوار إلى العتبات المقدسة في العراق حتى إشعار آخر».

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,655,587

عدد الزوار: 6,906,993

المتواجدون الآن: 101