نصر الله.. هي الحرب على مصر

تاريخ الإضافة الأربعاء 31 كانون الأول 2008 - 5:29 م    عدد الزيارات 739    التعليقات 0

        

طارق الحميد
قرأت خطاب «الملك» حسن نصر الله، ولم أستمع له، ففرق بين مشاهدة تمثيل زعيم الحزب الإيراني، وبين قراءة خطابه. لم يتردد نصر الله في الهجوم على مصر، ومطالبة العرب بأن يجعلوا اليوم، وكل يوم كربلاء!
حرض نصر الله المصريين على مصر، وعلى قيادتهم، واتهم مصر بالخيانة، والشراكة في الجريمة، وهاجم الدول العربية التي توقع اتفاقات سلام مع إسرائيل، وطالب بأن تهب مصر، والعالم العربي لنجدة حماس، والمقاومة. واعتبر أن الفارق في القوة عذر المتخاذلين، وأنه لا بد من التضحية والفداء.
ذلك ظاهر القول، أما ما أغفله نصر الله فهو الأكبر والأخطر، حيث لم يجرؤ نصر الله على قول كلمة عن السوري الذي أعلن قبوله بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل رغم أن ماكينة العدوان الإسرائيلي على غزة كانت في تصعيد، وعوضا عن ذلك هاجم مصر.
الأمر الآخر يكمن في تساؤل نصر الله: أين نفطنا وأموالنا. وبدورنا نسأل نصر الله: أين المال الطاهر، وأين شهاب واحد وحتى عشرة من نجدة حماس. فبدلا من أن يعلن نصر الله الحرب على إسرائيل دفاعا عن حماس أو غزة، أعلن الحرب على مصر.
حماس هبت لنجدة حزب الله عام 2006 بعد اختطاف الجنديين الإسرائيليين من قبل حزب الله، حيث قامت بفتح جبهة أخرى باختطاف الجندي شاليط، فلماذا لا يهب نصر الله لنجدتهم اليوم، خصوصا أن خالد مشعل قال إنهم ينتظرون من حزب الله أفعالا لا أقوالا.
نصر الله الذي خرج أول من أمس يستنهض العرب والعروبة، وهو الذي احتل بيروت ونكل بسنتها، هو وعملاء إيران، ولا أحد آخر، يريد منا اليوم أن نسير على تعليمات خامنئي بحسب طلبه في خطابه الأخير.
وما لم يتنبه له الكثيرون في خطاب نصر الله أنه خصص نصف الخطاب للهجوم والتحريض على مصر، والنصف الآخر للهجوم على البعض في لبنان، هل تعلمون لماذا؟ هنا مربط الفرس.
نصر الله يقول إن لا علم له عن صواريخ الكاتيوشا التي وجدت في جنوب لبنان قبل أيام، وإن من يتحدثون عن علم حزب الله بها إنما يوجدون ذرائع لكي تشن إسرائيل حربا على حزبه.. نصف خطابه كان عن ذلك.
فإذا كان نصر الله يريد سد الذرائع على إسرائيل، ألم يكن من الواجب سد الذرائع في غزة؟ أولم يكن من الواجب عدم الاستقواء بإيران من قبل حماس لتنكل بأهل غزة وتجعلهم عرضة للعربدة الإسرائيلية؟
لماذا يجب سد الذرائع في لبنان، بينما يطلب من أهل غزة الصمود حتى الإبادة بحسب ما قال إسماعيل هنية؟ ولماذا سد الذرائع في لبنان بينما يراد من مصر أن تسلم أمنها وقرارها لحماس وإيران، وتجر إلى حرب أخرى مع إسرائيل، ألم يكن من الأجدى مطالبة «سورية الصمود» بفتح جبهة الجولان، بدلا من مطالبة مصر؟
ميزة خطاب نصر الله الوحيدة أنه كشف للجميع ما كنا نقوله، ويجادلوننا حوله، وهو أن إيران خطر حقيقي على أمننا العربي، فاليوم تُشن حرب على مصر، وغدا السعودية، ومن ثم ينفرط العقد!

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,247,579

عدد الزوار: 6,942,033

المتواجدون الآن: 121