أضعف الايمان - التشبيه المضلل

تاريخ الإضافة الأربعاء 31 كانون الأول 2008 - 4:36 م    عدد الزيارات 751    التعليقات 0

        

داود الشريان 

هل تذكرون الانقسام الذي عشناه عشية الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز (يوليو) 2006؟ في تلك الأيام انشغلنا بالإجابة على اسئلة سياسية تذكرنا اهميتها فجأة. وغرقنا في جدل سياسي عن تأثير قرار الحرب على شرعية الحكومة اللبنانية وسيادة الدولة، وخضنا في نقاش طويل عريض حول من يحق له تقرير المعركة، ونسينا القتل والدمار. اليوم نمارس النقاش ذاته في معالجة المجزرة البشعة التي تتعرض لها غزة. في الحرب على لبنان كان السؤال، هل يحق لـ «حزب الله» ان يتولى مسؤولية الدولة ويعلن الحرب؟ وفي هذه المرة يطرح السؤال على حركة «حماس». وبعيداً عن منطقية طرح السؤال على «حماس» من عدمها، وهل الظروف السياسية في الأراضي الفلسطينية تشبه الظروف في لبنان، فإن توقيت المحاسبة، جانبه الصواب، فضلاً عن ان مواقف وتصرفات حماس وقادتها كانت معروفة قبل يوم الاحد، فلماذا لم يتم الاعلان عنها بالطريقة التي رأينا من قبل، ولماذا جرى التعامل مع الموقف بهذا التسويف والغموض؟ ولماذا سادت لغة المجاملات السياسية كل هذه المدة؟ ولمصلحة من؟

إن خطورة ما يجري اليوم هي ان الشأن السياسي الفلسطيني الداخلي يتقاطع مع مسألة الاحتلال على نحو خطير ومضلل. واسرائيل لم تكن تحلم بالوصول الى هذه النتيجة، بهذه السرعة، وعلى هذا النحو من الغموض والإتقان، فالأزمة تتجاهل الدور الاسرائيلي بطريقة فجة، والاعلام العربي يناقش القضية على طريقة خلاف «حزب الله» مع الدولة اللبنانية، والتشبيه هنا تبسيط لأزمة لا تحتمل التبسيط والمراوغة، فضلاً عن ان هذا الطرح يتجاهل عنصر الاحتلال، بل ربما تعامل مع الدولة العبرية في شكل هامشي باعتبارها شريكاً في العملية السياسية الفلسطينية، وموقفها جاء نتيجة للخلافات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية، وهذا الطرح لا يسيء الى الفصائل الفلسطينية وحدها، بل يشمل ايضاً الموقف الرسمي العربي الذي سعى خلال السنوات الماضية الى منع وصول الأزمة الى هذا المستوى من خلال جهود مصالحة لم يجف حبرها بعد، كان أبرزها اتفاق مكة، ومن قبله اتفاق القاهرة، وصولاً الى اتفاق صنعاء.

الاكيد ان الإصرار على حل الأزمة الداخلية بين الفلسطينيين بعد بدء الرد الاسرائيلي العنيف، خلق واقعاً سياسياً يصعب وصفه، ومن الحكمة الآن وقف تصفية الحسابات، ومنع تصوير التخاذل باعتباره وجهة نظر، والتعامل مع الحرب كقضية احتلال وهمجية ضد الأبرياء، فتجاهل ذلك لا يخدم سوى اسرائيل.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,426,880

عدد الزوار: 6,949,892

المتواجدون الآن: 81