أيها القذافي: نيرون مات ولم تمت روما

تاريخ الإضافة السبت 26 شباط 2011 - 6:26 ص    عدد الزيارات 591    التعليقات 0

        

 

 
أيها القذافي: نيرون مات ولم تمت روما
 
    عجيب أمر هؤلاء القادة ما عاد أحدهم يفهم الأحداث وتداعياتها  وعلى رأسهم فرعون ليبيا  القذافي الذي يريد أن يحرق شعبه " بيتا بيتا  ، زنقه زنقه ، فردا فردا " ليبقى هو والخيمة والأبناء , ولأنه لا يثق بجيشه وشعبه ولا بكل ليبي ؛ أحضر الجنود المرتزقة من إفريقيا ومن دول تتشارك معه  نفس الديانة  من أجل أن يمارسوا شهوة القتل والإفناء لشعب أعزل.
 
    دقت  ساعة الصفر كما يقول هذا الرجل الذي بدا انه تناول حبوب الهلوسة ، فظن أن كل من حوله قد أصابتهم الهلوسة  ، هدد شعبه بالزحف المقدس  وبالمجازر الجماعية في خطاب ناري لمدة قياسية ، كنت أحسب وأنا استمع إليه أنه يقصد بالزحف المقدس على  اليهود  أو الغرب ، ولكنه يتطاول على شعب أعزل كعادة الأنظمة الخسيسة والقادة الأنذال ، يتطاولون على شعوبهم التي لم يتركوا لها سوى الهواء للتنفس وبقية من طعام حتى تقوى على خدمتهم ، نعم دقت ساعة الصفر ولكن صفر من أيها الفرعون .
 
    وصف شعبه بالفئران والجرذان ولكن حتى الجرذان إن أرادت تنحية قائدها " الجرذ الأكبر " فانه يتنحى دون إثارة قلاقل ولا مشاكل ودون جرحى أو قتلى ، وحتى  في عالم الأسود - وأنت   لست منهم - وعالم الحيوان إن أصبح القائد غير قادر على حماية القطيع أو توفير الغذاء لهم فإنهم يخرجون  عليه ويتنحى بعيدا عنهم  ، ويختار القطيع من يناسبه للقيادة . حتى سلوك الحيوانات لا تفهمه أيها القائد العظيم ! فكيف  بسلوك الأحرار في ليبيا  .
 
    وصف شعبه  بالمأجورين  وهو يستقدم المأجورين من كل ناحية ، بل ويطالب أيا كان أن يخلصه من هذا الشعب الذي بدأ يطلب حريته بعد أربعة عقود من التجهيل والتضليل وفرض الكتاب الأخضر عليهم ، شريعة من دون شريعة الله . من هو المأجور ؟ الشعب صاحب الأرض الذي يقاتل دون كرامته ؟ أم الذي يجلب الأسمر والأبيض والأحمر والأصفر  ليقتل شعبه ؟
 
    يريد قصف شعبه بالطائرات والمدفعية ويبرر فعلته بفعل كل أفاك أثيم  ، كما حدث في روسيا والصين  والفلوجة ، حتى أنه يبرر هذه الأفعال  ، ويشرع لها بأن القانون الدولي تجاوزها  ، ومع أن كل من قاموا بهذه الأعمال الاجرامية إما  ماتوا أو زالوا عن الحكم ، إلا انه لم يعتبر مما جرى معهم ، ويريد أن يكون للأبد على كرسي الحكم وفي خيمته الشهيرة ، بتواضع الشاعرة التي تقول  "لبيت تخفق الارياح فيه أحب إلي من قصر منيف "  يا لتواضعك الابدي يا  قائد الثورة الأبدية !
 
 
    لقد أدركت حقيقة وهو يلقي خطابه ،  أنه رجل مأفون ، و قد مسه جنون العظمة وأصابته هلوسة السن والحكم وهول الصدمة ، وقد أدركت أنه صخرة صماء ، لا في ساح القتال وفي وجه الأعداء ، لكنه صخرة عجماء لا تفهم ولا تدرك ولا تستجيب إلا لطرق حديد النحات ؛ هذا الذي  يريد وابنه  أن يقتل الليبيين بالليبيين  فهذا ابنه يقول : " سنقاتل إلى آخر رجل وامرأة في ليبيا ، وسوف تسيل أنهار من الدماء ، وإذا ما سقط القذافي ستتقسم ليبيا , ولن يكون هناك مدارس  ولا مستشفيات  ولا كهرباء ،  والظلام سيعم ليبيا " . أي هستيريا هذه ؟ وانأ اسأله  : ألن تقوم القيامة إذا مات القذافي أو زال عن الحكم  وانخلعتم ؟ إن الدم الذي سال في  شوارع ليبيا  على أيدي المرتزقة سوف يغرق القذافي وأسرته  ، وإن كرم الشعبين التونسي والمصري بالملاحقة القانونية لزين العابدين  ومبارك وأسرتيهما  ، لن تناله أنت وأسرتك التي أعلنت عن مكنونات النفس الإجرامية وعلى الهواء مباشرة.
 
    لقد تذكرت وانأ اسمع خطابك الأغبى بتاريخ ما سمعت " نيرون روما"  في  السنين الأوائل الميلادية  ، الذي حرق روما  بالنيران فاستمرت مدة أسبوع ، وهي تلتهم أحياءها والبشر الذين كانوا يسكنون فيها  ، وهو جالس في مكان مرتفع ، ينظر إلى الحرائق وموت البشر ، يشتم رائحة الموت ، وبيده آلة للعزف ، ويغني أشعار  هوميروس  ..... هلك في الحادثة ألاف البشر, ثم ليغطي  فعلته ، اتهم المسيحيين الأوائل أنهم هم  من أحرقوا روما ،وبدأ حملة إبادة جماعية لهم  على مدار أربع سنوات  بدفع وتحريض  من اليهود  ، حتى هرب المسيحيون  إلى السراديب والمغر، ولا زالت معالم تلك الفترة ماثلة للزوار ، شاهدة على فظاعة إجرام نيرون ، ولم  ينته تعذيب الشعب حتى قام جند القصر بقتله .
 
    شعبنا العربي المسلم , الشعب الليبي :
   أيها الشعب الأبي .... يا شعب عمر المختار... يا شعب الثورات والتضحيات.... قد آن أوان قطاف ثورتكم ، وآن زوال هذا الظالم ، وآن زمان التحرر والبحث عن الوحدة مع تونس ومصر والمغرب  ؛ فنحن أمة واحدة ، و دين واحد ، ولنا رب واحد ورسول واحد وأهدافنا واحدة ؛ فليكن لنا حكم راشدي واحد دون حدود بيننا ؛ نتقاسم ثرواتنا معا ، ونحمي بلادنا سوية ، ننهض جميعا بأنفسنا ؛ ونسعى لتحقيق سعادتنا ، ونتخلص من عدونا المشترك العدو الصهيوني وذيوله في المنطقة .
 
    و في هذا الموقف الذي  تسيل به  دماؤكم في شوارع  ليبيا ، والفرعون وأهله يتمرجحون على باب البيت يضحكون ، والطائرات في الأجواء تقصف ، والدبابات تتجهز لتقذف نيرانها على شعب أعزل إلا من الإيمان بالحرية ، نذكر نيرون ليبيا بقول الشاعر العربي :
 
يا دامي العينين والكفين     إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية     ولا زرد السلاسل
نيرون مات ولم تمت روما...  بعينيها تقاتل
وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل
 
    ونقول لأمتنا العربية المسلمة : قفوا مع سنابل الخير في ليبيا ، ونتمنى على قادة الجيش أن يدخلوا على نيرون ليبيا ؛ وليفعلوا به كما فعل بنيرون روما ، وستبقى ليبيا تقاتل ليس لآخر رجل فيها بل لآخر ظالم على أرضها و ستبقى دماء الليبيين تجري في عروق أمتنا العربية  كما ظل   بو عزيزي يطرق الأبواب  بيتا بيتا وزنقة زنقة  يحث أمته فردا فردا ,يصرخ فيهم إلى الأمام  الى الامام الى الثورة  حتى تتحرر الأمة من مجرميها فهذه الامة لا تستسلم تموت او تنتصر.
 
د. عبدالله الحسيني
 
الجمعة  25/2/ 2011

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,532,474

عدد الزوار: 7,032,217

المتواجدون الآن: 68